الصحة والجمال

طبيب قلب يقدم حيلة سهلة التنفيذ لخفض ضغط الدم بسرعة

كشف أحد أطباء القلب عن حيلة بسيطة وسهلة التنفيذ يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع خلال دقائق قليلة، وهي طريقة تعتمد على تهدئة الجسم والجهاز العصبي بدلًا من تناول الأدوية فورًا، خاصة في الحالات التي لا تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلاً. هذه الحيلة اعتمد عليها الكثير من الأطباء في المواقف الطارئة أو خلال نوبات التوتر المفاجئ التي تؤدي لارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت، وهي طريقة تُعد آمنة لمعظم الأشخاص ولا تتطلب أي تجهيزات مسبقة، مما جعلها تنتشر بسرعة بين المرضى والمهتمين بصحتهم. ومع ذلك، يظل الأطباء يؤكدون أن هذه الطريقة ليست بديلًا عن العلاج الطبي لمن يعانون من ضغط مزمن، لكنها أداة فعالة للسيطرة على اللحظة الحرجة ومنع تفاقم الأعراض.

الحيلة: التنفس العميق البطيء لتحفيز العصب الحائر

أوضح الطبيب أن الطريقة الأساسية لخفض ضغط الدم بسرعة هي استخدام “التنفس العميق البطيء” الذي يحفّز العصب الحائر المسؤول عن تهدئة الجسم وإعادة توازن الجهاز العصبي اللاإرادي. تعتمد الحيلة على أخذ نفس عميق من الأنف لمدة أربع ثوانٍ، ثم حبس الهواء داخل الرئتين لثانيتين، يلي ذلك زفير طويل من الفم لمدة ست ثوانٍ. هذه العملية تُكرر من خمس إلى عشر مرات فقط، ويمكن للشخص أن يشعر بانخفاض تدريجي في دقات القلب وتراجع التوتر العام الذي يعد السبب الأساسي للارتفاع المفاجئ في الضغط. يعمل هذا الأسلوب على توسعة الأوعية الدموية بشكل طبيعي نتيجة انخفاض التوتر العصبي، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم مؤقتًا وبأمان.

لماذا يعمل التنفس العميق بهذه الفعالية؟

أرجع الطبيب فعالية هذه الطريقة إلى أن العصب الحائر يتحكم في معدل ضربات القلب وحركة الأوعية الدموية، وعندما يتعرض الشخص للقلق أو الغضب أو التوتر المفاجئ، يتقلص هذا العصب ويزداد نشاط الجهاز العصبي الودي المسؤول عن “حالة الهروب أو المواجهة”، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في الضغط. لكن عندما يتم تنشيط العصب الحائر بالتنفس العميق يهدأ الجسد بشكل سريع، وتنخفض ضربات القلب، وتسترخي الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تراجع الضغط خلال دقائق. هذا الأسلوب ليس حديثًا بل يُستخدم في الطب الرياضي وعلاج نوبات الهلع منذ سنوات، وقد أثبت فعاليته في تحسين تدفق الدم وتقليل التوتر العام.

متى تكون هذه الحيلة مفيدة ومتى لا تكفي؟

يؤكد الطبيب أن هذه الحيلة فعالة للغاية في حالات الارتفاع المؤقت للضغط الناتج عن التوتر أو الإجهاد أو قلة النوم، كما تكون مفيدة قبل قياس الضغط لتجنب القراءة المرتفعة بسبب القلق. لكنها لا تغني عن العلاج في حالات ارتفاع الضغط المزمن أو الحالات المرضية التي تستدعي دواءً دائمًا. فإذا استمرت القراءة مرتفعة رغم استخدام الحيلة، أو صاحبها صداع شديد أو ضيق تنفس أو ألم في الصدر، فهذه علامات تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا. كذلك لا يُنصح باستخدام هذه الطريقة وحدها لدى الأشخاص الذين يتعدى ضغطهم مستويات الخطر، إذ إنهم بحاجة إلى أدوية منتظمة يحددها الطبيب.

فوائد إضافية للتنفس العميق على صحة القلب

إضافة إلى دوره في خفض ضغط الدم، يساعد التنفس العميق على تحسين كفاءة القلب عبر تنظيم إيقاع ضرباته وتقليل العبء الواقع عليه عند التعرض للضغط العصبي. كما تزيد هذه الطريقة من نسبة الأكسجين في الجسم، مما يدعم صحة الدماغ والعضلات ويقلل التوتر الذهني. وقد أظهرت الدراسات أن ممارسة هذه التقنية يوميًا لمدة 5 دقائق يمكن أن تخفض متوسط ضغط الدم لدى مرضى الضغط المتوسط، وتقلل احتمالية حدوث ارتفاعات مفاجئة على مدار اليوم. ولهذا ينصح أطباء القلب بتضمين هذه الممارسة ضمن الروتين اليومي، تمامًا كما يفعل البعض مع تمارين التأمل أو اليوغا.

كيف تطبق الطريقة بالشكل الصحيح؟

يوصي الطبيب بتنفيذ هذه الطريقة في مكان هادئ خالٍ من الضوضاء، مع الجلوس بشكل مستقيم أو الاستلقاء بشكل مريح. يُفضل إغلاق العينين للتركيز على حركة التنفس، ثم البدء بالشهيق من الأنف ببطء حتى يمتلئ الصدر، ثم التوقف لثانيتين، وبعدها إخراج الهواء ببطء من الفم. يجب أن يكون الزفير أطول من الشهيق لتفعيل العصب الحائر. ويمكن استخدام اليد بوضعها على الصدر أو البطن لمتابعة الحركة وتنظيم التنفس. وللحصول على أفضل نتيجة، من الأفضل تكرار الدورة عدة مرات حتى يشعر الشخص بالاسترخاء.

هل توجد طرق أخرى سريعة لخفض الضغط؟

أضاف الطبيب أن هناك طرقًا مساعدة يمكن أن تمنح نتيجة مماثلة عند استخدامها مع التنفس العميق، منها غسل الوجه بالماء البارد لتحفيز أجهزة التنظيم العصبي، والجلوس في وضع مريح مع رفع القدمين قليلًا، أو شرب كوب من الماء في حال كان الجسم يعاني من الجفاف الذي قد يرفع الضغط. كما يساعد تدليك الرقبة أو منطقة خلف الأذن في تهدئة النبض وتقليل التوتر، بالإضافة إلى الابتعاد عن أي محفزات عصبية مثل النقاشات الحادة أو الأصوات العالية.

الأخطاء الشائعة عند محاولة خفض الضغط منزليًا

يحذر الأطباء من عدة ممارسات خاطئة يقوم بها البعض عند محاولة خفض ضغط الدم منزليًا، أبرزها التسرع في تناول جرعات إضافية من أدوية الضغط دون استشارة الطبيب، وهو أمر قد يتسبب في هبوط شديد في الدورة الدموية ويعرض المريض لدوخة أو فقدان للوعي. كما يلجأ البعض لشرب كميات كبيرة من القهوة أو الشاي ظنًا منهم أنها تساعد على تحسين الدورة الدموية، بينما الحقيقة أنها قد ترفع الضغط أكثر بسبب الكافيين. ومن الأخطاء الشائعة أيضًا الاستلقاء بشكل غير صحيح أو محاولة ممارسة الرياضة فورًا لخفض الضغط، في حين أن الجسم يحتاج إلى الهدوء وليس إلى المزيد من الجهد. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد بعض الأشخاص على وصفات شائعة على الإنترنت بدون أساس علمي مثل تناول كميات مفرطة من الليمون أو الثوم، وهذه العادات قد تكون ضارة إذا استخدمت بشكل مبالغ فيه. ولذلك فإن استخدام الطرق الآمنة مثل التنفس العميق يظل الأفضل في لحظات الارتفاع المفاجئ، مع تجنب كل السلوكيات غير المبنية على دليل طبي.

كيف يساعد نمط الحياة الصحي في منع الارتفاع المفاجئ للضغط؟

يوضح أطباء القلب أن التحكم في ضغط الدم لا يعتمد فقط على الأدوية، بل يرتبط بشكل مباشر بنمط الحياة، حيث تساعد العادات الصحية على منع الارتفاعات المفاجئة وتقليل نوبات التوتر. فعلى سبيل المثال، أثبتت الدراسات أن المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا يمكن أن يخفض ضغط الدم تدريجيًا بنسبة ملحوظة، كما أن تقليل تناول الملح يحمي الشرايين من الانقباض المستمر. ويلعب النوم الجيد دورًا كبيرًا في استقرار ضغط الدم، إذ إن قلة النوم تزيد من إفراز هرمونات التوتر وتؤدي لارتفاع الضغط. كذلك يُعتبر شرب الماء باستمرار والحفاظ على وزن صحي من أهم العوامل الوقائية. بالإضافة إلى أن تجنب التدخين والكحوليات يساعد الشرايين على استعادة مرونتها، مما يقلل احتمالات الارتفاع المفاجئ. ولهذا يؤكد الأطباء أن الطريقة التي يعيش بها الإنسان هي العامل الأساسي في استقرار الضغط، بينما تمثل الحيل المباشرة وسائل مؤقتة للسيطرة الفورية عند الحاجة.

متى يجب استشارة الطبيب رغم نجاح الحيلة؟

على الرغم من أن حيلة التنفس العميق قد تمنح نتائج فورية وملحوظة، إلا أن بعض الحالات تستوجب زيارة الطبيب حتى لو انخفض الضغط بشكل مؤقت. فإذا كان الشخص يعاني من ارتفاعات متكررة في ضغط الدم خلال اليوم أو يشعر بصداع شديد أو ضغط في الصدر، فهذه علامات لا يجب تجاهلها. كما أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري أو الفشل الكلوي أو أمراض القلب يجب أن يتابعوا مع الطبيب بشكل دوري لأن هذه الأمراض تجعل الضغط أكثر حساسية للتغيرات. أما إذا ظهر تورم في الساقين أو صعوبة في التنفس أو تشوش في الرؤية، فهي إشارات طبية عاجلة قد تعكس مشكلة أكبر في القلب أو الكلى. لذلك ينصح الأطباء بعدم الاعتماد على الحيل المنزلية وحدها، بل الحصول على تقييم طبي شامل لمعرفة سبب الارتفاع الحقيقي ومنع حدوث مضاعفات خطيرة.

الخلاصة

ارتفاع ضغط الدم المفاجئ قد يكون مرهقًا ومخيفًا، لكن استخدام حيلة بسيطة مثل التنفس العميق البطيء يمكن أن يساعد على السيطرة السريعة على الحالة قبل تفاقمها. ورغم فعالية هذه الطريقة فإنها ليست بديلًا عن العلاج الدائم، بل وسيلة فورية لتهدئة الجسم في اللحظات الحرجة. ويبقى الالتزام بنظام حياة صحي، وتقليل التوتر، والالتزام بعلاج الطبيب، هو الأساس في التحكم بضغط الدم على المدى الطويل، بينما تظل الحيلة التي قدمها الطبيب أداة عملية وآمنة يمكن للجميع استخدامها عند الحاجة.

 



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى