صفقه لمنضه التيك توك الأمريكية الصينيه

في خطوة قد تُعدّ نقطة تحول في العلاقات التقنية والاقتصادية بين TikTok الدولتين العظميين أعلنت الولايات المتحدة والصين أنهما توصّلا إلى ما وصفته وزارة الخزانة الأمريكية بأنه الصفقة تكون بخصوص مستقبل التطبيق في السوق الأميركية على أن يوقع الطرفان الرسميان الرئيس الأميركي Donald Trump والرئيس الصيني Xi Jinping  الاتفاق يوم الخميس المقبل خلال لقائهما في كوريا الجنوبية

صفقه لمنضه التيك توك الأمريكية الصينيه

منذ سنوات كثيرة أصبحت تيك توك محط جدل سياسي كبير في الولايات المتحدة، حيث اعتبرت منصة قد تشكل مخاطرة أمنية وطنية بسبب ارتباطها بشركة ByteDance Ltd، الصينية في نيسان أبريل 2024، صدق الكونغرس الأميركي على قانون يلزم التطبيقات المملوكة أو التي تخضع لسيطرة دول تعتبر خصماً أجنبياً، إما بالبيع الكامل أو بالحظر، وهو ما شمل تيك توك ضمن هذا الإطار، الولايات المتحدة ربطت مسألة تيك توك بمجموعة أوسع من المخاوف السيطرة على خوارزميات المحتوى، حماية بيانات المستخدمين الأميركيين، التأثير الأجنبي على الجمهور الأميركي، والهيمنة التقنية الصينية المحتملة.

مناورة تأجيل وتنفيذ

على الرغم من صدور القانون، فإن تنفيذ القرار جاء مصحوباً سلسلة تأجيلات و أعطال تفاوض مثلاً، خاصية البيع أو الحظر لتيك توك في السوق الأميركية تأخرت مراراً في المقابل، الصين حرصت على التذكير بأنها ستدافع عن مصالحها القومية والقانونية فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتصدير، وأن مفاوضات تيك توك يجب أن تجرى وفقاً لمبادئ السوق والقوانين الصينية بالتالي، ما نراه اليوم هو حصيلة مفاوضات طويلة، تضمنت ضغوطاً تجارية مثل ما صرح به وزير الخزانة الأميركي على أن تهديداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 100٪، على الصادرات الصينية أصبح فعلياً خارج الطاولة.

ما نعرفه حتى الآن عن تفاصيل هذه الصفقه

رغم أن كثيراً من التفاصيل لم تكشف بعد بصورة رسمية بالكامل، فإن التصريحات المتوفرة تشير إلى العوامل التالية:

اعلان من وزير الخزانه الأمريكية

أعلن Scott Bessent، وزير الخزانة الأميركي، أنّ الصفقة النهائية قد تمّ التوصل إليها بين الولايات المتحدة والصين بخصوص تيك توك يتوقع أن يتمّ التوقيع الرسمي يوم الخميس المقبل، بالتزامن مع لقاء ترامب شي في كوريا.

من الصيغ التي تُتداوَل

استحواذ مستثمرين أميركيين أو دوليين على عمليات تيك توك الأميركية، وسيطرة أكبر على الخوارزمية، والمراقبة، والمحتوى الأميركي، بحيث يقل تأثير الشركة الأم الصينية وحتى الدولة الصينية على تلك العمليات.

إحدى المصادر تفيد بأن القيمة التقريبية للصفقة تبلغ نحو 14 مليار دولار أميركي

أيضاً: من المحتمل أن تستحوذ كيانات أميركية كبرى على غالبية العمليات في الولايات المتحدة، بينما تحتفظ ByteDance بحصة أقل، ضمن إطار يتيح استمرار عمل التطبيق في السوق الأميركية دون حظر شامل.

الحفاظ على تيك توك في السوق الأميركية

لدى تيك توك أكثر من 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة  استمرارها أو خروجها له أثر اقتصادي وتقني كبير، طبقاً لتقارير، الصفقة إذا تمت ستحول دون حظر شامل قد يلحق خسارة كبيرة بالمبدعين، المعلنين، والاقتصاد الرقمي الأميركي.

مؤشر لتغيّر العلاقة بين واشنطن وبكين

الاتفاق ليس مجرد صفقة تجارية بين شركتين، بل يُعدّ مؤشراً أوسع على وجود منفذ لتخفيف التوترات التقنية والتجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، فقد ربطت الولايات المتحدة الصفقة التقنية أيضاً بمفاوضات تجارية أوسع، مثل تجنب فرض رسوم جمركية ضخمة على الصين، وإعادة فتح خطوط التعاون في مجالات مثل المعادن النادرة.

 سابقة لإدارة تكنولوجيا عابرة للحدود

ما يجري مع تيك توك يمكن أن يشكل نموذجاً مستقبلياً لكيفية تعامل الدول مع تطبيقات ومنصات رقمية ضخمة تقع تحت ملكية أو سيطرة شركات أو جهات من دول أجنبية خصوصاً في ظل مخاوف الأمن السيبراني، والبيانات، والتأثير الاعلامي المثال هنا يظهر أن السيطرة على الخوارزمية والمحتوى والتحكم الرقابي أصبحت عنصراً مركزياً.

انعكاسات للمبدعين والإعلانات والاقتصاد الرقمي

في سوق حيث أصبحت تيك توك منصة لا غنى عنها للمعلنين والمبدعين، فإن وضوح مستقبلها الأميركي ينعكس إيجاباً على الصناعات المرتبطة الموسيقى، الترفيه، التسويق الرقمي، الإعلانات المؤثرة من جهة، تأخير الصفقة أو فشلها كان سيخلق حالة من عدم اليقين.

التحديات والشكوك التي لا تزال قائمة

عدم الكشف الكامل عن التفاصيل حتى الآن، الطرفان  الأميركي والصيني  لم يفصحوا عن كل بنود العقد أو كيفية تنفيذها من الناحية التشغيلية.

التفعيل والتنفيذ

الاتفاق نظرياً تمّ، لكن كيفية تحويل السياسات التشغيلية، خوارزميات المحتوى، صلاحيات القرار، الملكية الفعلية، ستُختَبَر عملياً في الأشهر المقبلة.

ردود فعل سياسية وشعبية

في الولايات المتحدة، هناك تيار معارض للصفقة، يرى أن التخلي عن السيطرة أو السماح للشركة الأم الصينية أو غيرها بانتقال السيادة التقنية له مخاطرات من الجانب الصيني، هناك من يراقب أن أي صفقة لا تضر بمبادئ السيادة التكنولوجية أو مصالح الشركات الصينية.

سياق التوترات الأوسع

تيك توك ليس الأمر الوحيد في العلاقات الأميركية الصينية فهناك قضايا مثل المعادن النادرة، الرسوم الجمركية، شؤون الأمن السيبراني، موجة التنافس التكنولوجي، وهذه الصفقة ضمن إطار أكبر قد يتغير بحسب الظروف القادمة.

ماذا يعني الخميس المقبل عملياً؟

الثلاثاء أو الأربعاء

من المتوقع أن يعقد لقاء رسمي بين ترامب وشي، أو مصافحة رمزية بصحبة ممثلين من جانبي الطرفين، لإضفاء الطابع الرسمي على ما تمّ التفاوض عليه.

الخميس

توقيع الاتفاق أو إعلان نهائي بأنه تمّ التوقيع، مع بيان مشترك أو بيانات منفصلة من الجانبين توضح التفاصيل الكبرى حصة الملكية، آلية التشغيل، إدارة الخوارزميات، حماية البيانات، الإشراف الأمريكي على النسخة الأميركية تيك توك.

ما بعد التوقيع

بدء مراحل التنفيذ، مثل نقل الملكية، تعديل هيكل الشركة الأميركية، تولي الإدارة الأميركية الجديدة، نقل أو تعديل بنية البيانات للخوادم الأميركية، وإخضاع العمليات للرقابة الأمنية المناسبة و المستخدمون و المبدعون سيترقّبون كيف سيؤثر هذا الاتفاق على سياسة المحتوى، الإعلانات، إمكانية الوصول، والشروط التي يعملون بموجبها.

التبعات المحتملة لمصر والمنطقة

في تركيا، الشرق الأوسط، شمال أفريقيا بما أن تيك توك تعمل عالمياً، فإن ما يحدث في الولايات المتحدة قد يعكس نمطاً يمكن أن تتبعه دول أخرى بخصوص التطبيقات الصينية أو تلك التي تخضع لرقابة أو ملكية أجنبية من ناحية الاقتصاد الرقمي العربي، الشفافية والسيطرة على البيانات والشراكات بين الجهات المحلية والعالمية تصبح أكثر أهمية، فلو تغيرت بنية تيك توك الأميركية، فقد ينظر إلى ذلك كمؤشر لتغييرات أوسع في سياسة المنصات العالمية نحو كونها أكثر أوروبية أميركية وأقل صينية

من جهة المبدعين والمحتوى العربي

استمرار تيك توك في السوق الأميركية بمعنى أن المنصة تواصل العمل بلا انقطاع، ما يوفر استقراراً للشركات الإعلانية والمبدعين العرب الذين يستهدفون الجمهور الأميركي أو المستخدمين الذين يتفاعلون مع المحتوى الأميركي والعالمي.

تُعدّ الصفقة المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين

بخصوص تيك توك نهاية محتملة لواحدة من أطول النزاعات التقنية بين البلدين، لحظة محورية في كيفية تعامل العالم مع التداخل بين التكنولوجيا والسلطة والسياسة، الخميس المقبل قد يشهد توقيعا يغير شكل تيك توك في السوق الأميركية ويحدد نمطاً جديداً للعلاقات التكنولوجية العابرة للحدود ومع ذلك، ما زالت التفاصيل غير واضحة بالكامل، والتحدي الحقيقي سينتظر التنفيذ والمراقبة.