قصص درامية

ابتلاء بسمة الجزء الأول

أبطال القصة.

بسمة بنت عندها 25 سنة، خريجة كلية الهندسة.

بسمة بنت محجبة ومحترمة وجميلة جدًا.

مقالات ذات صلة

لون بشرتها أبيض، بس مش أبيض بالمعنى الحرفي هي لون بشرتها درجة من درجات اللون الأبيض، وعينيها لونها فيروزي.

شعرها كستنائي كثيف، ومش طويل ولا قصير، طوله متوسط.

بسمة كانت بنت أي حد يتمناها، بس للأسف الحلو مبيكملش لإن كان عندها مرض اسمه البهاق.

بسمة أول ما خلصت جامعة اتجوزت سيف، وعمرها ما اشتغلت. 

سيف شاب عنده 25 سنة، نفس سن بسمة، والاتنين كانوا مع بعض في نفس الكلية.

سيف أعجب ببسمة أثناء ما كانوا مع بعض في الجامعة، واتقدملها بعد ما خلصوا واتخرجوا سوا، وبعد التخرج هم الاتنين اتجوزوا.

سيف شاب بشرته لونها أبيض وعيونه سودا وطويل وجسمه رياضي وشعره اسود وناعم.

في يوم من الأيام..

سيف كان قاعد على السرير وفجأة وقف، وبص لبسمة وهو متعصب وقال: دي مش عيشة دي، أنا خلاص مش حابب اشوفك تاني.

بسمة باستغراب: مش حابب تشوفني!!

سيف: أه مش عاوز اشوفك، ومش عاوز اعيش معاكي كمان.

بسمة والدموع بتنزل من عينيها بشدة: طب وأنا عملت إيه لكل ده، ليه بتعاملني بالطريقة دي لمجرد حاجة مش بإيدي.

وإنت عارف كويس إني حاولت ادور على حلول كتير، ورحت لكل الدكاترة واستعملت كل الكريمات ومفيش فايدة ولا أي نتيجة.

سيف ببرود: طب وأنا إيه ذنبي إني يبقى معايا واحدة زيك.

وجيت على نفسي كتير واستحملت شهر كامل وصبرت نفسي وفي الآخر بردوا مفيش فايدة.

أنا نفسي أبقى زي أي راجل، يبقى معايا واحدة مكفياني ومفيهاش غلطات، ذنبي إيه يبقى معايا واحدة زيك؟

بسمة وهي بتعيط: ليه بتجرحني بالكلام ده يا سيف؟

وليه من الأول اتجوزتني طالما هتعاملني بالطريقة دي، وطالما أنا مش عاجباك أوي كده؟

رغم إن أول يوم جيت اتقدمتلي فيه عرفتك بالمرض اللي عندي ومخدعتكش، ليه بقى عايش دور الضحية وكإني ضحكت عليك واتجوزتك غصب عنك.

ولو ناسي افكرك إنت قلتلي ايه اليوم ده.

فلاش باك..

في وسط حضور عيلة بسمة وسيف، والكل كان بيهزر وكانوا مبسوطين جدًا.

أم سيف: طب إيه يا جماعة مش هتعملوا لينا حاجة نشربها بره بقى، ونسيب العرسان لوحدهم شوية؟

سيف بعد ما الكل خرج قرب من بسمة وابتسملها، وبسمة كانت مكسوفة أوي.

سيف: ازيك يا فوفه.

بسمة بكسوف: أنا بخير الحمد لله.

سيف: لا عايزك تفكي كده وتاخدي عليا إحنا بقينا أهل خلاص.

بسمة بإحراج شديد: يعني إنت بجد عايز تتجوزني؟

سيف باستغراب: يا نهار أبيض ده يوم الهنا ويوم المنى لما بسمة ترضى عني وتقبل بيا هو أنا أطول؟

وبعدين واحدة بالجمال والرقة والحلاوة دي مين ميبقاش عايز يتجوزها، ده أنا والله أمي وعيلتي كلهم داعيينلي ودعوتهم استجابت.

بسمة: والله كلامك ده كتير عليا يا سيف، بس أنا عايزة أقولك حاجة ومش عايزة انكد عليك والله.

بس هحس بذنب كبير أوي لو مقلتلكش، وهحس إني خدعتك.

سيف: إنتي تقولي اللي إنتي عايزاه يا ست البنات.

ولا أقولك متقوليش حاجة أنا كده كده عايز اتجوزك ومش عايز اسمع أي مبررات.

بسمة بعد ما الدموع بدأت تخرج من عينيها: لا معلش يا سيف إنت لازم تعرف، الموضوع مهم أوي.

سيف بقلق: إيه يا بسمة قلقتيني!

بسمة: بص من وأنا بنت صغيرة كان عندي مرض البهاق، والمرض ده حاولت اعالجه كتير ورحت لكذا دكتور وجبت كل أنواع الكريمات بس للأسف مكانش في فايدة.

وأنا حبيت أقولك علشان متجيش بعد الجواز تكرهني وتحس إن أنا خدعتك.

سيف بصدمة: بس إنتي ما شاء الله زي القمر ومش شايف فيكي أي أمراض!

وكمان مفيش أي حاجة على ايديك ولا على وشك.

بسمة: لا ما هو المرض بيجيلي في أجزاء معينة في جسمي.

بص أنا مش بجبرك على حاجة أنا عارفة إنك اتصدمت من الموضوع، وكمان ممكن تكون متضايق بس صدقني أنا راضية بأي حاجة، ولو عايز تسيبني دلوقتي سيبني أنا مش هلومك على أي حاجة تعملها، وصدقني عمري ما هزعل منك، ودايمًا هفتكرك بالخير.

ده غير إنك ما شاء الله أي بنت غيري تتمناك وتحب إنها تكون موجودة في حياتك.

سيف بهدوء: بصي يا بسمة إنتي لسه متعرفينيش كويس بس صدقيني أنا مش من النوع اللي بيهتم بالشكليات نهائي، أنا حبيت بسمة عشان خاطر بسمة مش عشان جسمها ولا عشان شكلها.

وعايزك تعرفي إن أي حاجة من اللي إنتي قلتيها دي متفرقش معايا نهائي، لإن أنا بحبك انتي وبس وعمري ما هتراجع عن فكرة الجواز منك.

إنتي بس وافقي يا ست البنات وأنا هكون شاكر وهبقى أسعد إنسان في الدنيا.

بسمة في اللحظة دي حست إن هي أسعد إنسانة، وحست إن ربنا رزقها بزوج حنين وطيب.

سيف استنى رد من بسمة، ولما مردتش سألها هو وقال: ها يا قمر قلتي ايه؟

بسمة اتكسفت ونزلت عينيها في الأرض وخدودها اتلونت باللون الأحمر ومردتش.

سيف: يا بنت هزي دماغك أو قولي أي حاجة وترتيني؟

موافقة ولا لا؟

بسمة فضلت على وضعها بردوا ومردتش، وكانت مكسوفة جدًا وابتسمت ابتسامة خفيفة.

سيف: بس كدا، هو عمرو دياب قال ضحكت يعني قلبها مال.

هعتبر السكوت ده موافقة ولا إيه؟

بسمة ابتسمت وهزت راسها بالموافقة، وسيف وقف مكانه من الفرحة والابتسامة مفرقتش وشه وقال بصوت عالي: الشربات يا عمي.

الرجوع للحاضر..

بسمة: ها افتكرت يا أستاذ سيف.

سيف: منكرش إني قلت كل ده بس بردوا مكنتش متوقع إن المرض عندك مالي جسمك بالطريقة دي.

بسمة وهي بتحاول تتماسك: طب اطلع بره.

سيف: اعذريني يا بسمة بس أنا بردوا ليا حقوق ونفس…..

بسمة قاطعته بصراخ: غور من وشي واطلع بره.

سيف: أنا همشي بس عمومًا إنتي اللي هتندمي.

بسمة بصوت عالي بعد ما بدأت تزق سيف: براااااا.

وبعد ما سيف خرج راحت بسمة على سريرها وبدأت تصرخ وتعيط في المخدة، وكانت حاسة بقهرة وكسرة نفس.

دخلت الحمام واتوضت وبدأت تصلي وتدعي ربنا وهي بتعيط إنه يصلحلها حالها ويدبرلها أمرها.

بسمة وهي ساجدة وبتعيط: يا رب أنا راضية بقضائك وقدرك وعمري ما هعترض، وعارفة إن ليك حكمة في كده وعارفة بردوا إن ده ابتلاء واختبار.

وأنا ان شاء الله يا رب هكون قد الاختبار بس دبرلي أمري فإني لا أحسن التدبير.

في مكان تاني..

إياد بيخش على خالد وبيبدأ يهزر معاها وينكشه.

خالد: يلا إنت مش هتكبر وتعقل بقى والله لولا إنك صاحبي مكانش زماني خليتك معايا في الشركة دي لحظة واحدة.

إياد: باشا ده أنا ابن الشركة، أنا هنا العمود ولو العمود مشي الشركة كلها هتقع.

خالد بتريقة: أنا لو عندي ربع الثقة اللي عندك دي كان زماني احتليت العالم.

وفي الوقت اللي كانوا بيتكلموا فيه دخلت عليهم السكرتيرة.

السكرتيرة: جبتلك الملفات اللي كنت عايزها يا أستاذ خالد.

خالد: متشكر جدًا اتفضلي سيبيها عندك.

السكرتيرة: طيب تؤمرني بأي حاجة تاني لإني محتاجة امشي.

خالد: تقدري تتفضلي أنا مش محتاج حاجة تاني.

وأثناء ما كانت السكرتيرة بتلف وماشية إياد عاكسها وقال: جمل يابا الحاج جمل.

السكرتيرة سمعت ولفت وشها وقالت: افندم!؟

خالد وهو بيحاول يحل المشكلة بسرعة: لا مفيش أي حاجة ده هو بس بيقولي إن هو عايز ياكل عين جمل.

اتفضلي إنتي تقدري تمشي.

بعد ما السكرتيرة خرجت خالد بص لإياد وهو متعصب وقال: يا ابني إنت مش هتبطل هبل بقى!؟

إياد وهو بيحاول يستظرف: هبطل السجاير واكون إنسان جديد ومن أول يناير خلاص هشيل حديد.

خالد بعصبية: أنا تعبت من هبلك وتفاهتك يا ابني اعقل بقى.

إياد ببرود: يا باشا ده اللي عندي وعمري ما هتغير عشان حد، إنت بس اللي كئيب.

خالد: ماشي يا عم الفرفوش المهم أنا عايز اعرف حمزة فين.

إياد: أظن حمزة مشي من شوية، وقالي إن هو راح يقعد مع عمه.

بس إنت كنت عايزه ليه؟

خالد: كان في شوية ملفات كده كنت محتاجه يرفعهم معايا.

إياد: طيب على العموم هو مشي.

مش هنمشي بقى إحنا كمان ولا ايه؟

خالد: لا أنا قاعد شوية لو عايز تروح إنت روح.

إياد: لا يا باشا ربنا معاك، أنا هروح عشان عايز أنام وتعبان أوي.

خالد: طيب ربنا معاك.

تعالوا نتعرف على خالد وإياد.

خالد الجندي صاحب شركة الجندي للعمران.

أبوه وأمه ماتوا من وقت قريب لإنهم عملوا حادثة شديدة بعربيتهم.

ومن ساعة ما أبوه مات وهو ماسك الشركة مكانه.

خالد شاب طويل وبشرته قمحاوية وشعره بني وكثيف وعينيه لونها عسلي فاتح.

معروف عن خالد إنه شخص جاد جدًا وبيحب شغله وبيهتم بيه.

ومعروف بردوا إن هو مبيحبش الهزار، بس مع صحابه والناس اللي بيحبهم بيعرف يهزر ويضحك ويبقى إنسان فرفوش.

أما بالنسبة لإياد.

فمن الواضح إن هو شاب تافه وبيحب الهزار، بس اللي يعرفه يعرف إن هو وقت الجد بيتحول 360 درجة وبيبقى شخص تاني تمامًا.

إياد يبقى أخو خالد، ويبقى شريكه في شركة الجندي لإن الشركة بتاعت أبوهم.

إياد شاب وسيم جدًا وبشرته بيضا، وعيونه خضرا، وجسمه رياضي.

في بيت بسمة..

بسمة خلصت صلاة ومسحت دموعها وكانت بتحاول ترجع لقوتها وسيطرتها وقررت قرار نهائي إن هي لازم تطلق.

قامت من على سجادة الصلاة وطلعت شنطة السفر وبدأت تحط فيها هدومها وحاجتها، وفي خلال وقت قصير كانت انتهت من تجهيز شنطتها، ولبست لبس الخروج بتاعها وأخدت الشنطة وفتحت باب الأوضة.

وبمجرد ما فتحت باب الأوضة لقت سيف قاعد في الصالة وحاطط إيده على خده زي اللي شايلين الهم.

بسمة مهتمتش وبصت الناحية التانية ومشيت ناحية باب الشقة.

سيف بعد ما قام من مكانه وهو مستغرب قال: واخدة شنطتك ورايحة على فين يا بسمة؟!

بسمة مهتمتش بيه ومردتش وكملت مشي ناحية الباب.

سيف بعد ما راح وقف قدامها: ردي عليا وقوليلي رايحة فين؟

بسمة بكل جرأة: طلقني يا سيف.

سيف بصدمة: إنتي بتقولي إيه!؟

بسمة: زي ما سمعت كده طلقني ودلوقتي حالًا.

سيف: يا بنتي اهدي وفهميني إيه اللي مزعلك ومخليكي تفكري في حاجة زي كده؟

بسمة وهي بتحاول تمسك الدموع من عينيها: إيه اللي مزعلني!!!

إنت مش عارف إنت عملت إيه؟

مش أنا الست اللي مش عاجباك وبتتقرف من جسمها ومن مرضها وبتجرحها طول الوقت وبتجرح أنوثتها!؟

سيف: بس أنا مش هطلقك يا بسمة اقعدي ونتكلم بالهدوء.

بسمة بعد ما الدموع نزلت من عينيها: ويا ترى ليه بقى مش عايز تطلقني؟ طلقني يا عم وارتاح مني ومن القرف اللي في جسمي.

سيف راح قعد على الكرسي وحط إيده على راسه ومردش عليها.

بسمة بصوت عالي: ما ترد عليا.

سيف بزعيق: ارد أقول ايه؟

بسمة بعياط: يا أخي ده اللي عنده دم أحسن من اللي عنده فلوس يعني إيه ترد تقول ايه!!؟

سيف وهو بيحاول يغير الموضوع ويقلب الترابيزة: بقولك ايه متعليش صوتك عليا، مش معنى إني ساكتلك ومقدر حالتك تعلي صوتك بالطريقة دي، أخر مرة هسمحلك تكلميني كده.

وبعدين لو مصرة أوي تعرفي أنا مش عايز اطلقك ليه فأنا هقولك أهو دلوقتي يا حبيبتي.

مش عايز اطلقك عشان مش عايز ادفع المؤخر بتاعك لإن أبوكي الله يفحمه خلاني اكتب مبلغ كبير أوي في القايمة وأنا مش هقدر ادفع كل المبلغ ده.

في اللحظة دي رجل بسمة مبقتش شايلاها وبسمة وقعت على الأرض ومكانتش مصدقة إن جوزها بالعفانة دي.

ومكانتش متخيلة إن ده السبب اللي مخلي جوزها مش عايز يطلقها، وكانت فاكراه هيوقفها ويقولها إن هو لسه بيحبها وإن مش مجرد مرض هيبعدهم عن بعض.

بس للأسف اتصدمت، وحست إن هي قليلة وملهاش قيمة.

بسمة بكسرة نفس: لا متقلقش خالص لو خايف على الفلوس أوي كده فأنا مش عايزة منك جنيه كفي نفسك يا حبيبي.

وكل اللي عايزاه إني ما اشوفش خلقتك لحد ما اموت.

بعد ما بسمة قالت الجملتين دول اتحركت ناحية باب الشقة، وسيف كان بينادي عليها وهي مكنتش بترد.

سيف: طب استني اوصلك الدنيا ليل.

بسمة بعد ما فتحت الباب وابتسمت ابتسامة تريقة: لا كتر خيرك أوي يا أخويا أنا بعرف امشي لوحدي، خليك هنا وارتاح.

ورقة طلاقي تكون عندى في أقرب وقت، وقفلت الباب ومشيت.

سيف بعد ما بسمة مشيت بدأ يحس بالندم وكان زعلان جدًا على بسمة وحس إن هو ظلمها.

بس في نفس الوقت رجع وقال لنفسه: بس ده الأحسن ليا وليها أنا مكنتش مرتاح معاها ولا عمري كنت هرتاح.

في مكان تاني وتحديدًا في الإسكندرية.

كان في بنت واقفة في البلكونة بتاعتها والدنيا ليل، وبتبص على البحر، وكانت حاطة الهاند فري في ودنها وعمالة تغني وتتمايل وتدندن مع عمرو دياب: اتأكدت إن أنا ما أقدرش أعيش.

غير وأنا وياك وهقولك إيه؟

ده مفيش ثانية تعدي ما توحشنيش.

وفرحت معاك طب اسمي ده ايه؟

باين حبيت أيوه أنا حبيت.

حبيت الدنيا اللي بتضحكلي معاك علطول.

باين حبيت أيوه أنا حبيت.

وبشوف في عينيك الفرحة اللي تخليني بقول.

بسنت بابتسامة: يا عيني على المزاج الرايق، يا ترى القمر واقف هنا بيعمل إيه وسايب مذاكرته؟

شهد: يا ستي ولا سايبة المذاكرة ولا حاجة، أنا بس قلت أشم شوية هوا علشان اخرج من المود اللي أنا فيه.

بسنت: طب يا اختي بطلي دلع وتعالي كملي مذاكرة.

شهد: اسكتي يا بسنت عشان أنا مش نقصاكي دلوقتي.

بسنت باستغراب: مالك يا بت في ايه؟

شهد: مش عارفة بس حاسة إني في خطر وحاسة إني قلقانة.

بسنت: مالك يا ست الحسن؟

شهد: معرفش يا بت حاسة نفسي متلخبطة وتايهة ومش عارفة اعمل ايه.

بسنت: تايهة ازاي يا بنتي ما إنتي قدامي أهو؟

شهد: بطلي استظراف يا بسنت مش ناقصاكي.

بسنت: يا بت أنا بهزر، حاولي تفكي كده معايا شوية.

شهد: مش عارفة يا بت والله بس بقالي فترة حاسة إني مش شهد اللي أنا عارفاها.

بسنت: أوبا يبقى كده الموضوع خطير.

إنتي بتحبي يا بت ولا إيه؟

شهد بتوتر: هااا؟ بحب! بحب، لا مبحبش.

بسنت بضحكة: مالك يا بت اتوترتي كده ليه؟

شهد: مفيش حاجة يا بسنت مفيش.

بسنت: مش مرتحالك والله.

شهد: يا بنتي فوقي إنتي بس اللي مش سالكة، لكن مفيش أي حاجة.

بسنت: صح على رأي ويجز، آسف ياما مسلكتش في التعليم بس راجل وعمري ما جليت زميلي.

شهد وهي بتبص لبسنت بقرف: طب أنا راضية ذمتك هل في محامية بالتفاهة دي.

بسنت بضحكة: والله عندك حق، ده أنا محصلتش بتاعت كشري حتى.

شهد: كويس الاعتراف بالحق فضيلة بردوا.

ويلا بقى يا اختي طرقينا وتوكلي على الله عشان اخلص من المذاكرة اللي أنا فيها دي.

بسنت بتريقة: يا عيني صح ده إنتي فى 3 ثانوي أنا نسيت.

الحمد لله إن دي مش حياتي.

شهد بعصبية: روحي يا شيخه منك لله إلهي ربنا يكسر خاطرك زي ما كسرتي بخاطري.

بسنت: بس طارق عامل معاكوا الصح وبيمشيكوا على عجين متلغبطهوش.

شهد: ربنا يو*لــــ*ع فيه بمولوتوف مطرح ما هو قاعد.

بسنت بضحكة: يا بت اسكتي مش هترتاحي غير لما نقضي اجازة الصيف في سجن النساء.

أنا خوفي لاحسن يكونوا بيتجسسوا علينا من التابلت اللي مديهولكوا.

يبقى كده احنا ضمنا إن الاجازة خلاص هتبقى في ابو زعبل، اجازة سعيدة إن شاء الله.

شهد بعد ما ضحكت: طب يلا يا اختي امشي من هنا عشان هنرش ميه.

بسنت خرجت وشهد دخلت على السرير وفضلت تبص في السقف وتقول: يا ترى ممكن اكون حبيته بجد.

وبعد كده ضربت نفسها بالقلم وهي بتقول: حب ايه، ايه العبط ده!

يعني أنا احب واحد مشفتهوش غير مرة واحدة، لا وكمان معرفش غير اسمه.

ده ايه الخيبة اللي أنا فيها دي.

بس عادي بردوا بتحصل في أحسن العائلات، مش في حاجة اسمها حب من أول نظرة؟

بس الصراحة الواد قمر ويتحب.

وفضلت تفكر وتتكلم مع نفسها لحد ما تعبت من كتر التفكير، وقالت: مش وقت مناسب عشان تحتل دماغي يا عم إياد ورانا مذاكرة، ولو فضلنا كده هنسقط.

أرجوك اطلع لحد اما السنة دي تعدي على خير.

وفعلًا قامت شهد من على سريرها وبدأت تذاكر.

شهد بنت جميلة عندها 19 سنة، وهي أخت بسمة الوحيدة.

شهد لون بشرتها قمحاوي وعيونها لونها بني فاتح، وشعرها لونه بني وطوله متوسط، وملامحها جميلة جدًا.

أما بالنسبة لبسنت فهي صاحبة بسمة المقربة، وبسمة وبسنت متربيين مع بعضهم من وهما صغيرين.

بسنت عندها 26 سنة، شعرها اسود ناعم، وبشرتها بيضا وعينيها لونها عسلي.

بسنت خريجة كلية حقوق، وعندها مكتب محاماه بتاعها، وبنت لطيفة جدًا، وبتحب الهزار وروحها حلوة.

عند خالد..

خالد بعد ما خلص الشغل قرر يروح يقعد على الكورنيش شوية لإن ده هو مكانه المفضل.

وفعلًا راح قعد على الكورنيش وبدأ يتكلم مع البحر.

خالد وهو بيكلم البحر: تعرف إن إنت أحسن صاحب ليا.

البحر: ليه بتقول كده؟

خالد: عشان إنت السبب في يوم من الأيام إني اتعرفت على أجمل بنت في الدنيا.

لإني كنت بحب أجي اقعد معاك علطول، وفي مرة وأنا قاعد معاك شوفتها واتعرفت عليها.

بص أنا عارف إنك مستغرب كلامي لإن الموضوع ده كان من زمان جدًا وأنا كنت صغير، بس اللي مستغربه إن لحد دلوقتي فاكر ملامحها وشكلها وجمالها ومش راضيين يمشوا من دماغى.

وبدأ خالد يسترجع الذكريات ويسترجع كلامها وملامحها وضحكتها.

فلاش باك..

في يوم من الأيام كان خالد وأهله رايحين يقعدوا على البحر، لإن ده كان مكانهم المفضل، وخالد ساعتها كان عنده 11 سنة.

إياد أخوه كان بيلعب معاه وكانوا مبسوطين جدًا وبيجروا ورا بعض، وإياد ساعتها كان عنده 8 سنين.

وأثناء ما كان خالد بيجري ورا إياد خالد تعب وبدأ ينهج ووقف ياخد نفسه.

بس لما وقف اتفاجئ ببنت شبه الملاك وقفت قدامه وابتسمتله.

خالد ساعتها وقف مكانه وفضل متنحلها لإن البنت كانت جميلة جدًا وكان شكلها بريء، وكانت لابسة فستان أبيض طفولي وشعرها مفرود، وكان عندها ابتسامة جذابة.

البنت لاحظت إن خالد مش مركز وباصصلها بطريقة غريبة.

البنت بابتسامة: ممكن تلاعبوني معاكم؟

خالد بابتسامة: يا نهار أبيض ده انتي تؤمري.

البنت بضحكة جميلة: ميرسي بجد.

خالد: اسمك إيه يا حلوة انتي؟

البنت كانت لسه هترد بس أم خالد ندهت عليه.

أم خالد: إياد، خالد، يلا بينا عشان نمشي.

إياد راح ناحية أمه، وخالد كان لسه هيروح بس قبل ما يمشي لف وشه وابتسم للبنت وقال: بصي إحنا هنمشي دلوقتي أنا وماما وبابا واخويا إياد، بس اوعدك إن إحنا هنلعب مع بعض في وقت تاني.

البنت ابتسمت ورفعت صباعها بطريقة لطيفة وقالت: وعد؟

خالد وهو منبهر بجمالها: وعد.

خالد جري ناحية أمه وهو طاير من الفرحة والابتسامة العريضة مش مفارقه وشه.

وبعد كده افتكر لما وصل جنب أمه إن هو معرفش اسمها فلف وشه وقال بصوت عالي: صح مقولتليش اسمك إيه؟

البنت بابتسامة وبصوت عالي: اسمي بسمة.

خالد فرح إنه عرف اسمها ومشي مع أهله وهي كمان ابتسمت وراحت لأهلها.

العودة للحاضر..

خالد بتنهيده: ياه لو اقدر اشوفها دلوقتي.

أنا متأكد وعارف إن هي كبرت وممكن كمان تكون اتجوزت بس اتمنى إن ده ميكونش حصل.

بس أنا لو شفتها دلوقتي هعرفها لإني مش قادر انسى ملامحها المميزة والجميلة.

وأثناء ما هو كان قاعد على البحر فضل يدعي ربنا إنه يشوفها.

وبعد شوية، خالد سمع صوت عياط لبنت.

خالد ساعتها فضل يبص حواليه عشان يعرف مين اللي بيعيط ولمح بنت كانت قاعدة بعيد عنه شوية وباصة ناحية المية وبتعيط بحرقة.

خالد كان بيحاول يشوف شكلها بس مكانش عارف لإن هي كانت شبه مدياله ضهرها.

بس الغريب إن خالد كان قلبه بيتقطع عليها وحاسس إحساس غريب ناحيتها.

خالد في نفسه: هو أنا مالي في إيه!؟

ليه قلبي بيدق بالطريقة دي وليه حاسس إن البنت دي مسؤولة مني؟

أنا من امتى بيفرق معايا أي حد؟

فلاش باك..

بسمة بعد ما خرجت من عند سيف ركبت تاكسي وراحت المحطة علشان تركب القطر وتسافر على الإسكندرية.

وبعد مرور أربع ساعات..

بسمة وصلت الإسكندرية بس كانت حاسة إن هي مش عايزة تروح البيت وعايزة تروح مكانها المفضل وهو البحر.

لإنها لما بتروح تقعد على البحر بتحس براحة نفسية وبتحس إن البحر بيفهمها وبيتكلم معاها.

بسمة وهي قاعدة على البحر وبتعيط بحرقة وبتشتكيله: طب يا ترى هو ليه عمل معايا كده؟ 

أنا حبيته من قلبي والله وافتكرت إن هو كمان بيحبني.

ليه بعد ما اتجوزني بدأ يعايرني ويجرحني؟

وفضلت بسمة تعيط وتشتكي وبعد شوية بدأت تهدى ومسحت دموعها بايدها وقامت، وحست إن هي قدرت تتخطى سيف.

أما بالنسبة لخالد فكان قاعد بيحاول يبص في وش بسمة عشان يعرف مين هي لإن الفضول كان قاتله.

وبعد شوية بيتفاجئ إن بسمة بتقوم من مكانها وساعتها خالد بيقدر يشوف ملامحها.

خالد بعد ما بصلها شوية اتصدم لإنه عارف إن دي البنت اللي كان بيتمنى يشوفها من زمان.

خالد في نفسه: إزاي ده بيحصل هو أنا بحلم ولا ايه؟؟

وأثناء ما كان باصصلها بصدمة، بسمة قامت من مكانها ومسحت دموعها وبعدت عن الشاطئ.

خالد فضل مركز معاها، ومن صدمته مكانش عارف يعمل ايه واتفاجئ إن هي ركبت تاكسي ومشيت.

خالد بعد ما ضـ*ر*ب نفسه بالقلم: غبي غبي، اديها ضاعت مني تاني، ويا ترى هعرف اشوفها مرة كمان ولا لا.

خالد قام من على الشط هو كمان وراح ركب عربيته وهو متعصب وكاره نفسه.

أما بالنسبه لبسمة فنزلت قدام بيتها وكانت حاسة باكتئاب شديد وشايلة هم أهلها ومش عارفة هتقولهم ايه.

بسمة في نفسها: يا رب عيني على اللي أنا فيه.

ووقفت بسمة قدام الباب وبدأت تخبط.

أم بسمة: مين؟

بسمة بصوت حزين: أنا بسمة يا ماما.

الأم باستغراب: بسمة!!

وفتحت الأم الباب وهي مستغربة، وقالت: في حاجة ولا إيه يا بسمة إيه اللي جابك في الوقت ده؟؟

بسمة: إيه يا ماما مش عايزة تشوفيني؟ ممكن ألف وارجع مطرح ما كنت لو عايزة؟

الأم: مش قصدي يا بنتي والله تعالي ادخلي.

بسمة دخلت وقعدت، وأمها راحت قعدت جنبها وبدأت تسألها: ها يا بنتي إيه اللي جايبك بالليل كده؟

بسمة: في إيه يا أمي كنتي وحشني وقلت أجي اقعد معاكوا شوية.

الأم: هبلة أنا بقى وهصدق الكلام اللي إنتي قلتيه ده؟

قولي يا بت في إيه؟

بسمة: عايزة تعرفي يا ماما؟

طيب أنا النهاردة اتخانقت أنا وسيف وطلبت منه الطلاق.

الأم بصدمة: إيه العبط اللي إنتي بتقوليه، ده إنتي اتهبلتي!؟

بسمة بصراخ: أيوه اتهبلت يا ماما وزي ما تشوفي بقى وأنا هتطلق يعني هتطلق.

كل اللي في البيت صحي على صوت صراخ بسمة وأمها، وشهد خرجت من أوضتها وأبوها خرج من الأوضة وكانوا مصدومين من وجود بسمة.

شهد باستغراب: بسمة! إيه اللي جابك دلوقتي!؟

بسمة بصوت عالي: أه بقى كل اللي هيشوفني هيقولي إيه اللي جايبك دلوقتي.

جيت يا جماعة إيه المشكلة، وهتطلق كمان إيه رأيكم؟؟

وبعد ما قالت الجملتين دول دخلت أوضتها وقفلت الباب بقوة.

الأم: انتي بتعملي إيه يا بت ما تحترمي نفسك.

وكانت لسه الأم هتروح عشان تخبط عليها بس شهد مسكتها وقالت: معلش يا ماما سيبي بسمة دلوقتي أنا عارفاها كويس مش هتقدر تتكلم ولا تفهمنا أي حاجة غير لما تهدى شوية مع نفسها.

الأم بصرخة: يعني أي اسيبها إنتي مش شايفة بتقولك عايزة تطلق دى اتجننت.

الأب: ما خلاص بقى يا حنان اهدي، هو كله هيفضل يعلي صوته احترموا نفسكم شوية.

الأم: هدينا يا سيدي أما نشوف آخرتها، وانتي يا بنت سيبي ايدي كده وغوري من قدامي.

شهد: أيوه سيبي الكل وتعالى فشي غلك فيا أنا.

ودخلت شهد أوضتها وكان الفضول هيقتلها ونفسها تعرف أختها مالها.

في أوضة بسمة..

بسمة بعد ما دخلت أوضتها قعدت قدام الباب وبدأت تعيط بحرقة.

وأثناء ما كانت بتعيط نامت من كتر التعب.

عند خالد..

خالد نزل قدام الفيلا وهو متعصب ومتضايق إن هو معرفش يتكلم مع البنت اللي طول عمره نفسه يشوفها.

بس لما دخل الفيلا اتفاجئ بأصوات عالية في الدور التانى.

خالد طلع عشان يشوف مصدر الصوت ولقى إن الصوت طالع من أوضة إياد.

خالد فتح الباب واتفاجئ إن إياد واقف في الأوضة وعمال يرقص ولافف طرحة على وسطه وعمال يغني ويقول: على مهلك ارقص على مهلك.

يا سامع ورد بيشبهلك، أنا سامع صوتي بيندهلك …وعلى مهلك ارقص على مهلك.

خالد بصوت عالي: بتعملي إيه يا سافلة؟

إياد وهو بيتصنع الخضة وبيتدلع: يوه!! يخرب عقلك خضتني.

خالد وهو بيساير أخوه: سلامتك من الخضة يا حلوة.

وقرب من إياد بطريقة غريبة ومسكه من إيده وقال: ما تيجي أقولك كلام سر.

إياد بدلع: هيهيييي، سيب إيدي كده أنا مش واحدة من الزبالة اللي تعرفهم أنا واحدة متربية.

خالد: أموت في الاحترام، يعني إنتي يا قشطة مش عايزاني امسكك من إيدك؟

إياد: أه متمسكنيش من إيدي عشان متوضية، امسكني من وسطي هيهييييي.

وفضل خالد وإياد يهزروا بطريقة مشكوك فيها.

خالد بجدية: استنى بقى بجد عايز أقولك على حاجة مهمة.

إياد: إيه مالك؟

خالد: أنا شوفت بسمة.

إياد بعد عنه وبعدها قال باستغراب: إنت بتقول إيه أكيد إنت اتجننت!

خالد: والله يا ابني زي ما بقولك كده.

إياد: يا ابني إنت متأكد؟ يعني ممكن تكون شوفت واحدة شبهها أو إنت من كتر ما بقيت بتفكر فيها بقى بتهيألك.

خالد: والله يا إبني شوفتها ومتأكد إنها بسمة.

إياد: طب ايه طمني كلمتها؟ طب هي استلطفتك ؟ طب عرفت هس بتعمل ايه في حياتها؟ واتجوزت ولا لا؟

خالد: شششششش، ايه بكابورت الأسئلة اللي فتحتهولي ده.

إياد: معلش اتحمست شوية.

خالد: يا أخويا متتحمسش أوي كده، أنا أصلًا متكلمتش معاها.

إياد: نعم!!؟

خالد بدأ يحكي لإياد اللي حصل، وإياد استغرب تصرفه واتعصب عليه.

خالد: ولا مش نقصاك أنا مش طايق نفسي أصلًا فنقطنا بسكاتك.

إياد: صعبان عليا والله، بس إنت ايه اللي خلاك متأكد إنها بسمة؟

خالد بابتسامة: قلبي هو اللي قالي، وكمان أنا حسيت نفس الإحساس اللي حسيته لما شوفتها وهي صغيرة.

إياد بابتسامة بعد ما خبط كتف أخوه: والله وكبرت يا خالد وبقيت تحب.

خالد بصله وبقرف، وقال: تصدق يلا أنا غلطان إني جيت اتكلمت معاك، أنا هروح اتخمد عشان تعبان.

إياد: ايه يا عم قفشت ليه، والله فرحتلك ونفسي توصلها عشان عنيك فضحاك.

خالد دخل أوضته وفضل يسأل نفسه: يا ترى دي بسمة؟ وهل هي بخير ولا لا؟

ونام من كتر التعب.

تاني يوم الصبح..

بسمة فتحت عينيها وكانت حاسة إن جسمها كله متكسر بسبب نومها على الأرض.

قامت وهي تعبانة، ودخلت الحمام وأخدت دش واتوضت وصلت الصبح.

وبعد كده روقت أوضيتها وفتحت باب البلكونة وخلت الشمس تخش أوضتها، وجابت كرسي وقعدت في البلكونة وغمضت عنيها بهدوء وبدأت تاخد نفسها.

وفجأة الدموع نزلت من عينيها وبدأت تعيط لما افتكرت إن سيف كان بيتغزل فيها في البلكونة دي قبل الفرح.

فلاش باك..

سيف كان خلاص كتب كتابه على بسمة، وكان قاعد معاها في الصالة.

سيف بعد ما بص لأبو بسمة: ايه يا عمي كلك نظر.

إبراهيم: حقك يا عم سيف ما انت دافع بقى.

خلاص هسيبكوا تقعدوا مع بعض شوية، يلا يا بسمة خدي جوزك وخشي أوضتك عشان تعرفوا تتكلموا.

بسمة بصت لأبوها بصدمة، وقالت في نفسها: هو بابا بيقول إيه؟

بس إبراهيم بصلها بجدية، وساعتها بسمة اتكسفت ودخلت أوضتها وسيف دخل وراها وهو مبتسم.

سيف بعد ما كتب كتابه على بسمة طلب من أبوها إنهم يقعدوا مع بعضهم لوحدهم شوية.

وفعلًا إبراهيم أبو بسمة وافق، وبسمة دخلت الأوضة مع سيف وقعدوا في البلكونة.

سيف بعد ما قعد قدام بسمة وبصلها بنظرات كلها حب: إيه الحلويات دي يا ولاد الله أكبر.

بسمة بكسوف: متشكرة لذوقك جدًا.

سيف: يوه بقى يا بسمة هنقضيها رسميات؟

خلاص يا بت احنا اتجوزنا يعني قولي بحبك وحشتني أي حاجة من بقك الحلو ده.

بسمة بعد ما خدودها احمرت: لا معلش لحد ما اتعود بس.

سيف: وماله نخليكي تتعودي يا ملكة.

يلا أنا هقولك وحشتيني وانتي تقوليلي وانت كمان وحشتني.

وحشتيني.

بسمة اتكسفت ومرضيتش ترد، والابتسامة مكانتش مفارقة وشها.

سيف: يلا بقى خليكي رويحة، وخلي عندك دم، بقولك وحشتيني.

بسمة بكسوف شديد: وانت كمان وحشتني.

سيف ابتسم، وفرح جدًا إن بسمة قالتله كلمة حلوة، وقام من على الكرسي وقرب منها بطريقة غريبة.

بسمة بعد ما رجعت بالكرسى لورا: لا بقى مش هينفع اللي بتعمله ده!

سيف: يا بت انتي مراتي يا بت.

وفجأة وبدون مقدمات بيخطف بوسة منها وبيطلع من البلكونة.

العودة للحاضر..

بدأت الدموع تنزل من عيون بسمة بشدة، ومكانتش مصدقة ازاي سيف كان خادعها بالطريقة دي.

عند شهد.

شهد صحيت من النوم قبل بسمة، وطبعًا لإن هي في 3 ثانوي كانت بتصحى بدري الصبح وبتروح الدروس.

شهد قامت وراحت درس بدري وأثناء ما هي راجعة حصل حاجة مكانتش متوقعاها.

كانت معدية في الشارع هي وواحدة صاحبتها، وفجأة في شاب بدأ يعاكسهم.

شهد خافت ومشيت ومردتش على الواد لحد ما وصلت صاحبتها للبيت.

صاحبتها طلعت وبسمة بقت لوحدها واتفاجأت إن الشاب لسه بيطاردها.

خافت جدًا، وفضلت تجري، والشاب كان ظاهر عليه إن هو عايز يتـــ*حـــ*رش بيها.

فضلت تعيط وهي بتجري، والمتـــ*حــــ*رش مكانش عنده أي ذرة مشاعر، ومكانش همه عياطها ولا وجع قلبها، وفضل يجري وراها.

وفجأة شهد بتخبط في واحد، ومن كتر ما كانت خايفة حضنته، وقالت: أرجوك احميني منه وابعده عني.

الراجل اللي شهد اتخبطت فيه: متخافيش خلاص أنا هحميكي منه.

شهد رفعت عينيها لإن هي عارفة الصوت ده وسمعته قبل كده، ولما بصت في وش الراجل ده اتفاجئت إن هو إياد الواد اللي معجبه بيه.

فضلت مصدومة شوية ونسيت تمامًا أمر الشاب المتحرش.

الشاب المتحرش بعد ما قرب من شهد، إياد جه وقف قصاده وقال: مالك بيها يا نجم؟

المتحرش: وانت تطلع مين يا حلو انت؟

ريح يا حبيبي عشان متتعورش، لاحسن أنا اللي اريحك.

إياد بتريقة: ما شاء الله والكلام الجامد ده بقى طالع من واحد متحرش زيك.

المتحرش: لا طالع من واحد هيعورك في وشك دلوقتي.

روح لأمك يا حبيب أمك عشان ما نزعل….

وقبل ما المتحرش يكمل كلامه إياد وبدون أي مقدمات بدأ يـــ*ضـــ*ربه بالبوكس في وشه.

المتحرش اتفاجئ لإنه كان فاكر إن إياد مجرد شاب فرفور علشان شكله مهندم ولبسه نضيف.

شهد اتخضت من رد فعل إياد ومكانتش متصورة إن هو بالعـــ*نـــ*ف ده.

الشاب المتحرش مكانش قادر يجاري سرعة إياد ووقع على الأرض ووشه كله اتملى د*م.

الشاب المتحرش بعد ما حس إن هو قرب يفقد الوعي حاول يقف ومسح الد*م من وشه وقال وهو بيعيط: والله مش هحلك، ولو راجل خليك واقف هنا.

إياد ببرود: يلا يلا امشي من هنا ومشوفش وشك تاني ولو سمعت إنك بصيت لبنت بس هدوقك من اللي انت دوقته دلوقتي تاني.

إياد لف وشه وكان رايح ناحية شهد، بس الشاب المتحرش مكانش نيته خير وكان عايز ينتقم من إياد.

وفجأة المتحرش بيطلع سلاح أبيض من جيبه، وبعد ما إياد اداله ضهره الشاب المتحرش جري ناحيته، وكانت شهد شايفاه.

شهد كانت هتحذر إياد بس الواد كان قريب جدًا وغرس السلاح في ضهر إياد.

شهد صرخت بصوت عالي وإياد اتفاجئ برد فعل المتحرش وفضل يبص حواليه بصدمة.

المتحرش طلع يجري وإياد كان باصص للجرح ومش مصدق ان حاجة زي كده حصلت.

شهد بصراخ شديد: إيااااااد.

حد يتصل بالإسعاف بسرعة.

إياد بعد ما حط إيده على الجرح: مفيش حاجة متخافيش أنا كويس.

شهد مسمعتش كلامه وشالت ايده من على الجرح ورفعت التيشرت وبتتفاجئ إن الجرح عميق والد*م بينزل بغزاره.

شهد بصرخة: الجرح كبير يا ابني كويس ازاي؟

وبسرعة شهد نادت على تاكسي، والتاكسي وقف.

إياد: مش مستاهلة يا آنسة أنا عندي إسعافات أولية في البيت.

شهد: بطل كلام كتير عشان متنزفش، أنا معرفش انت لسه عايش إزاي لحد دلوقتي بعد الجرح ده؟

إياد: آه فولى عليا بقى يا فقر.

شهد: أنا فقر؟

إياد كان لسه هيبرر، بس شهد كانت خايفة عليه وقالت: مش وقته طيب هنسيب التاكسي واقف كده وهنقعد نزعق ونتخانق؟!

إياد: خلاص يا ستي متزقيش، وركب التاكسي وهو بيتسند على شهد.

السواق: على فين إن شاء الله؟

إياد بعد ما بص لشهد وابتسم: ودينا الملاهي.

شهد كانت هتضحك بس افتكرت الجرح اللي في ضهره واتعصبت، وقالت: ما تبطل هزار بقى تعبتني انت معندكش دم؟

إياد بعد ما بص على الجرح: يعني كل الدم ده مش عاجبك؟

شهد بعد ما زهقت: ودينا على أقرب مستشفى يا اسطا.

عند خالد..

خالد قام من النوم بدري ومكانش في أي حاجة شاغلة تفكيره غير بسمة.

قام من على السرير ودخل الحمام وأخد دش سريع واتوضى وصلى وركب عربيته وراح الشغل.

خالد دخل الشركة، ومشي ناحية مكتبه، وفضل قاعد في المكتب يفكر في بسمة، وهل هي اللي شافها تبقى بسمة بجد ولا واحدة تانية؟

وأثناء ما كان قاعد حمزة دخل عليه، وقعد قدامه وفضل يبصله وهو مبتسم.

حمزة: ده انت شكلك واقع بقى!

خالد باستغراب: حمزة!! انت إزاي جيت هنا وجيت امتى؟

حمزة بضحكة: يا ابني أنا بقالي ساعة بتفرج عليك وانت سرحان، ده أنا حتى خبطت وقعدت قدامك وانت مكنتش واخد بالك مني.

خالد: ما أخدتش بالي والله.

حمزة: قلقتني عليك يا ابني مالك؟

خالد: تعبان يا كابتن والله تعبان.

حمزة بضحكة: راحت الهيبة خلاص.

بقى يجي اليوم اللي واحدة تعمل في خالد باشا كده؟!

ده الدنيا مبقتش بخير يا ولاد.

خالد: ولا مش ناقص استظرافك انت كمان، أنا فيا اللي مكفيني.

حمزة بضحكة: خلاص يا عم متقفش كده.

أمال فين أخوك التاني صح؟

خالد: قصدك عملي الاسود؟

أنا تعبت من الواد ده، ونفسي حد ياخده ويديني بداله مروحة.

حمزة: عندك حق الواد ده كان لازم حد يتخلص منه وهو صغير.

خالد: ده أنا بقالى أربع ساعات مصحيه، وهو قالي خمسة ونازل.

حمزة بتريقة: يا ابني ما هو قالك خمسة، ممكن يكون قصده خمس ساعات.

خالد: اطلع بره يا حمزة.

حمزة: يا عم بهزر معاك متقفش كده.

المهم بقى رن عليه يلا عشان هو كمان واحشني وعايزين نقعد مع بعض شوية.

حمزة هو صاحب خالد وإياد المقرب، وخالد وإياد بيحبوه جدًا، وهو شاب محترم.

حمزة عنده 27 سنة، ويعتبر شريك خالد وإياد في الشركة، ومع بعض كلهم من زمان وكتفهم في كتف بعض.

حمزة طوله 180 سم، وبشرته قمحاوية، وشعره كيرلي، وشاب وسيم.

بيحب يهزر طول الوقت، بس وقت ما الجد بيعرف يكون شخصية جادة جدًا.

في المستشفى..

إياد وشهد نزلوا من العربية، وشهد كانت سانداه وداخله بيه المستشفى.

إياد: بقولك إيه ما تيجي نروح، أنا مش عايز اخش.

شهد بعصبية: مش عيب عليك تبقى في السن ده وتخاف زي العيال الصغيرة.

وأثناء ما كانوا بيتكلموا تليفون إياد رن.

إياد: الو ايه ده انت عايزني؟ ايوه أنا جاي أهو.

شهد: بطل استعباط، والله لتخش المستشفى، الجرح كبير.

خالد: انت فين يا حتة حثالة؟

إياد بعد ما بعد التليفون عن شهد عشان متسمعش أخوه وهو بيشتمه: وأنت كمان وحشتني يا أخويا والله.

خالد: انت فين يا زبالة، بقالي خمس ساعات ملطوع هنا وانت لسه مجيتش!

إياد: يا عم متتخضش أوي كده أنا عارف إنك خايف عليا.

أه أنا في المستشفى أهو.

خالد بصدمة: مستشفى!! إيه اللي وداك هناك؟

إياد: اتعورت في ضهري، وفي بنت قمورة معايا هي اللي وصلتني للمستشفى.

خالد: اتعورت!! ازاي يا ابني مترنش عليا وتقولي.

إياد: الحمد لله بقى أهو اللي حصل، بس متقلقش كده كده الجرح مش كبير أوي يعني.

شهد بعد ما قربت من التليفون: كذاب الجرح كبير وخطير.

خالد: مين دي؟

إياد: يا عم انت لسه بتسأل تعال في مستشفى****وهبقى احكيلك كل حاجة.

وفعلًا خالد قام بسرعة وأخد حمزة واتجهوا ناحية المستشفى.

شهد أخدت إياد ودخلوا المستشفى وسألوا على أوضة الطوارئ، والممرضة شاورتلهم عليها ودخلوا الأوضة.

إياد قعد على السرير وشهد راحت نادت الدكتورة، والدكتورة جت معاها.

إياد: عشان خاطري يا دكتورة بلاش حقن أو خياطة أو بنج.

الدكتورة: طيب يلا قوم روح بقى عشان المفروض كنت هعمل كل الحاجات دي.

إياد بتمثيل: لا أنا مش عايز أخد حقنة، أنا بخاف من الحقن.

شهد: يا حبيبتي يا ريتها كانت جابت دكر بط.

وأنا اللي كنت فاكراك كاريزما وتقيل طلعت حاجة تافهة أوي.

إياد: لاحظي إنك أخدتي عليا علفكرة، بس عمومًا خلي حوار تفاهتي ده سر بيني وبينك، عشان الناس كلها فعلًا فاكراني كاريزما.

الدكتورة بدأت تدي إياد حقنة البنجـ وإياد حاول يخلي الجو لطيف ويهزر.

إياد: بالراحة بقى على بشرتي الحساسة.

الدكتورة: سلامة بشرتك يا قطة.

وفضلت الدكتورة تهزر مع إياد وتلهيه علشان تعرف تعالج الجرح، وفعلًا الدكتورة خيطت الجرح والعملية نجحت.

الدكتورة: حمد لله على سلامتك يا إياد يا ريت تهتم بالجرح شوية ومتهملوش.

إياد بابتسامة خبيثة بعد ما بص لشهد: متخافيش عليا يا دكتورة ما إحنا معانا واحدة أهي ما شاء الله عليها ايدها تتحط على الجرح يطيب.

الدكتورة بصتلهم هما الاتنين وضحكت وقالت: ماشي يا عصافير الحب استأذنكم.

بعد ما الدكتورة خرجت إياد بص لشهد بطريقة غريبة وقال: سامعة بتقول عصافير الحب أهو باين عليا أوي كده؟

شهد بإحراج: لم نفسك أحسنلك.

أوعى تكون فاكر إن أنا جايباك هنا المستشفى عشان بدوب فيك ولا حاجة!

إياد بعصبية: أمال جايباني هنا ليه بقى يا ست الحسن؟

شهد بخبث: بكسب فيك ثواب، خدمة إنسانية يعني.

إياد كان لسه هيزعق بس هما الاتنين بيتفاجئوا بصوت حمزة وهو بيقول: شهد!!! انتي بتعملي ايه هنا؟

إياد: حمزة!! انت تعرف شهد منين؟

حمزة: انت اللي تعرف شهد منين؟

وبص بعينه لشهد وقال بصوت عالي: ردي بتعملي إيه هنا!؟

شهد أول ما حمزة زعقلها الدموع نزلت من عينيها وخرجت من أوضة العمليات.

خالد: خلاص يا حمزة اهدى، تعالى نسأل إياد إيه اللي حصل.

وفعلًا إياد بدأ يحكيلهم المشكلة، بس إياد كان متعصب من حمزة جدًا لإنه زعق للبنت اللي هو معجب بيها.

خالد: طب مرنتش علينا ليه يا ابني أول ما اتعورت؟

إياد ببرود وهو باصص لحمزة بقرف: مكنتش محتاج حد، شهد كانت جنبي و قايمة بالواجب.

خالد بخوف على أخوه: طب انت كويس يا حبيبي حاسس بأي وجع؟؟

إياد بابتسامة لطيفة: متقلقش عليا يا حبيبي أنا كويس.

حمزة طلع لشهد وشافها واقفة وبتعيط، قرب منها وحاول يتأسفلها.

حمزة: خلاص حقك عليا مكنتش اعرف، أنا بس اتخضيت لما شفتك لوحدك مع واحد غريب.

شهد لفت وشها وبينت إن هي متضايقة، وحاسة بكسرة نفس.

حمزة: خلاص بقى يا شوشو انتي هتعمليلي فيها مقموصة؟

شهد: انت مينفعش تزعقلي كده قدام حد، ولا حتى لوحدنا، وكمان انت عارف كويس إني مبقبلش على نفسي إن حد يزعقلي.

حمزة: والله انتي عارفة بس إن أنا خفت عليكي، بس مكانش قصدي ازعقلك ولا حاجة.

يا ستي أنا آسف وبوعدك بوجبة من بازوكا هجيبهالك واحنا مروحين.

شهد: سنايبر؟

حمزة: سنايبر يا ستي.

شهد لفت وشها وابتسمت وقالت: انت حبيبي يا حمزة مقدرش ازعل منك، وبعدين عفا الله عما سلف يعني.

حمزة وهو بيضحك: ده انتي بطنك هي اللي حبيبتك انتي هتمثلي؟

وأثناء ما كانوا بيضحكوا وبيهزروا كان إياد واقف وباصصلهم وهو في كامل عصبيته.

إياد بقرف: وتقربلها إيه إن شاء الله بقى يا عم حمزة؟

حمزة: شهد بنت خالي.

إياد: وهي بنت خالك ينفع تقف تهزر وتضحك معاها بالطريقة دي!؟

حمزة: دي زي اختي يا عم في إيه، وبعدين انت شاغل نفسك أوي ليه كده؟؟

إياد: يابا أنا مش شاغلني حاجة أنا بسأل بس عادي.

خالد بضحكة خبيثة: باين جدًا إنك مش فارق معاك حاجة يا حبيبي.

إياد: ريح يا خالد انت كمان.

خالد بص لأخوه وهو عارف إن هو واقع في حب شهد.

خالد: طيب ماشي يا حمزة روح انت دلوقتي وبعد ما توصل شهد ابقى تعالى اقعد معانا في الفيلا.

حمزة: ماشي هوصل شهد وهجيلكوا.

بعد ما حمزة خرج، خالد فضل باصص على إياد وهو مبتسم.

إياد باستغراب: باصصلي كده ليه يا نجم؟

خالد: ابصلك ليه يا حبيبي، أنا بس قلقان عليك، فبشوف انت كويس ولا لا.

إياد بشك: مش مصدقك بس ماشي.

طب ايه مش هنمشي من هنا، ولا هنفضل قاعدين في المستشفى الفقرية دي؟

خالد بابتسامة خبيثة: هنمشي وماله، وبالمرة عشان نلحق نروح الفيلا قبل ما حمزة قريب شهد يجي.

إياد عرف ان أخوه بيحاول يضايقه، بس سكت لإن هو تعبان وقام أخد الجاكيت بتاعه ومشيوا هما الاتنين من المستشفى.

في بيت بسمة..

بسمة كانت قاعدة في البلكونة، ولسه في حالة الاكتئاب بتاعتها ومش قادرة تخرج منها.

بس فجأه بتسمع صوت صاحبتها المقربة وصديقة عمرها هدى.

هدى: كنت قاعدة، وفجأة لقيت طنط حنان بترن عليا وبتقولي إنك جيتي.

وأول ما سمعت الخبر نزلت زي ما أنا حتى ما غيرتش العباية، وفرحانة جدًا إني شفتك دلوقتي.

بسمة سمعتها وكان نفسها تلف وتحضنها بس قلبها كان واجعها ومكانتش عايزة تشوف حد، ففضلت باصه بعيد عن عيون هدى.

هدى بحزن: كده يا صاحبتي بتشيلي عينك من عليا طب هنت عليكي؟

وبعدها هدى قربت من بسمة، ولفت وشها ناحيتها، وبصت في عينيها، وقالت: مالك يا صاحبتي؟

وبمجرد ما بسمة سمعت الكلمة دي عينيها بقت حنفية دموع واترمت في حضن هدى وفضلت تصرخ.

هدى صعبت عليها صاحبتها وفضلت تعيط هي كمان، وقالت: أحكيلي يا حبيبتي مالك؟

بسمة وهي مش قادرة تتكلم وقلبها واجعها: ذلني، وكسر نفسي، وحسسني إني قليلة، مبيحبنيش يا هدى مبيحبنيش.

هدى قلبها فضل يتقطع على صاحبتها، بس حاولت تواسيها، وبدأت تطبطب عليها، وهي بتقول: ليه بس يا حبيبتي عملك إيه البني آدم ده؟

بسمة: بيقولي إنه مبيحبنيش، وإنه قرفان من جسمي ومش عايزاني.

أنا طول الشهر اللي فات سيف ملمسنيش يا هدى.

هدى وهي بتطبطب على صاحبتها وبتعيط: يا روح قلبي يعني هو ما….

بسمة قطعت كلامها، وهي بتقول: قلبي واجعني أوي يا هدى، تعبانة وقلبي واجعني أوي يا صاحبتي.

هدى: سلامة قلبك يا حبيبتي، ولا يهمك كلب وراح.

أوعي أبدًا تشغلي بالك بالإنسان الزبالة ده، والله انتي تستاهلي سيد سيده.

هو فيه في حلاوة صاحبتي بسمة، ده الكل بيتحاكى عن جمالك يا روح قلبي.

اوعي في يوم من الأيام واحد زي ده يهز ثقتك في نفسك.

بسمة بصراخ: للأسف يا هدى ثقتي في نفسي اتهزت، قدر يعمل اللي محدش عرف يعمله.

وأثناء ما كانوا بيتكلموا دخلت حنان، بس هدى شاورتلها عشان تخرج، وفعلًا حنان تفهمت الموقف وخرجت.

وهدى فضلت تطبطب على بسمة عشان تهدى وتنسى، وخلتها تكمل عياط عشان ترتاح.

وبعد شوية هدى لاحظت إن بسمة سكتت وعرفت إن هي نامت.

شالت راسها من على كتفها بهدوء ونيمتها على السرير وغطتها بحنية.

وخرجت وهي قلبها بيتقطع وحاسة بضيق في التنفس والدموع عمالة تنزل من عينيها.

حنان بعد ما شافت منظر هدى وهي بتعيط، سألتها وهي قلقانة: إيه يا هدى مالك انتي كمان إيه اللي حصل؟؟

هدى فضلت تعيط ومكانتش قادرة ترد على أم بسمة.

حنان بخوف: بنتي مالها يا هدى؟

هدى بحزن: بنتك عانت كتير أوي، وقلبها شايل ومعبي.

حنان بخوف: يا بنتي وغوشتيني قولي في إيه؟

بدأت هدى تحكي لحنان اللي حصل، وأثناء ما كانت بتحكي حنان بدأت هي كمان بالعياط وقلبها كان واجعها على بنتها.

حنان بعد ما سمعت القصة: يا روح قلبي يا بنتي ده انتي تعبانة أوي ومحدش واخد باله.

وفضلت هدى وحنان يعيطوا على بسمة وأثناء ما كانوا بيعيطوا دخل عليهم شهد وحمزة.

حمزة بعد ما دخل: لا إله إلا الله، هو في عزاء هنا ولا إيه يا جماعة؟

وبمجرد ما هدى سمعت صوت حمزة وشها كله اتلون بالاحمر واتكسفت وجريت بسرعة على بيتهم.

عملت كده لإنها كانت لابسة عباية بنص كم، ورافعة شعرها كحكة، ومنظرها مكانش ينفع حد يشوفه.

حمزة بصلها وابتسم وبعد كده بص لحنان وقال: مالك يا حنة؟

حنان مردتش، وشهد بصت عليها وعرفت إن هي مش قادرة تتكلم، وطلبت من حمزة إن هو يروح، بس حمزة كان عايز يعرف إيه اللى حصل.

وفعلًا حنان حكيتلهم اللي حصل، وشهد هي كمان بدأت تعيط.

حمزة بغل: بقى القذر دا يعمل في بسمة كده؟

شهد بعياط: ده بني آدم مش كويس، ومعندوش إنسانية، ومعندوش مشاعر.

حمزة: والله لأوريه سواد عمره ما شافه، وحق بنتكم هيرجع متقلقوش.

حمزة خرج وساب شهد وامها وهما عمالين يعيطوا.

في بيت خالد بعد ما الليل ليل..

كان تعبان جدًا، ودخل أوضته عشان يريح شوية.

بس فضل قاعد على اللاب توب بتاعه عشان يخلص الشغل اللي عليه.

وبعد ما خلص شغل، قام أخد دش ولبس طقم مكون من بنطلون جينز اسود، وقميص أبيض، وجاكيت اسود، ولبس ساعة دهبي، وحط البرفيوم بتاعه، وجهز عشان يخرج لمكانه المفضل.

خالد نزل ولقى اخوه إياد قاعد على الركنة اللي في الصالون.

خالد: إيه يا حبيبي عامل إيه دلوقتي؟

إياد باستظراف: عامل خط وماشي عليه.

خالد : تصدق يلا أنا غلطان اني بسألك.

ده انت حتى في مرضك مبتبطلش استظراف!

إياد: يا عم هو أنا اللي تعبان ولا انت، أدينا بنفك الأجواء شوية.

سيبك مني انت بس رايح فين بالشياكة والحلاوة دي؟

خالد: المكان المعهود بتاعي، هروح اقعد على البحر شوية.

إياد: ربنا يسعدك يا أخويا يا رب وتلاقي البت اللي انت بتدور عليها.

عقبال ما أنا بقى اتجوز البت اللي لقيتها.

خالد بابتسامة خبيثة: مالك؟

إياد: زي ما سمعت كده أنا عايز اتجوز.

خالد: ااااه تتجوز.

إياد: إيه في مشكلة ولا حاجة؟

خالد بخبث: مفيش مشكلة، بس يا ترى بقى مين صاحبة الحظ؟

إياد: ما تبطل استعباط انت كده كده عارف.

خالد: وأنا هعرف منين انت قولتلي حاجة؟

إياد: خلاص يا خالد مش عايز منك حاجة غور من وشي.

خالد قرب منه وقعد جنبه وحط  ايده على كتفه وقال: ياض يا اهطل بهزر معاك، وبعدين انت أكتر حد بحبه في الدنيا.

يعني أنا أكتر واحد افرحلك لما تحب وتلاقي البت اللي نفسك تتجوزها.

إياد: يعني انت هتساعدني؟

خالد بحنية: طبعًا يا حبيبي هساعدك.

بس مش صغيرة عليك شوية، أنا سمعت إن عندها 19 سنة بس.

إياد بعد ما ضرب أخوه بالمخدة: طب ما انت عارف أهو يا رخم.

خالد بضحكة: ما انت عينك فاضحاك يا اهطل، عايزك تتقل كده شوية.

إياد: معرفش يا اخويا بس هي مخلية دماغي في حتة تانية، ولما بشوفها مبقدرش امسك نفسي.

وحوار السن ده مش فارق معايا، أنا كده كده بحبها سواء كانت أكبر مني أو أصغر مني.

خالد: يبقى على خيرة الله، إن شاء الله اكلم حمزة واخليه يحددلنا معاد مع ابوها.

إياد: وربنا انت أحلى أخ في الدنيا، بحبك وعمري ما هحب قدك.

خالد: أي خدمة يا باشا، أنا هقوم امشي دلوقتي وهبقى اشوف حوار حمزة ده بعدين.

في بيت سيف..

سيف كان قاعد على السرير ولا شاغله بسمة نهائي وبيتكلم في التليفون.

سيف: وحشاني يا بطل والله.

نانسي: وانت كمان يا قلبي وحشتني.

أمال فين مراتك بوز الفقر دي؟

سيف بضيق: ليه بقى السيرة العكرة دي، ما احنا كنا حلوين.

متقلقيش يا ستي كده كده غارت في 60 داهية وطلبت الطلاق.

نانسي: أحسن تغور في داهية، دي ست بومة، أنا مش عارفة الصراحة إزاي انت كنت مستحمل تقعد معاها في بيت واحد.

سيف: يلا الحمد لله إنها جت من عندها، بس ربنا يستر وأهلها ميعملوليش حوارات.

وأثناء ما كان بيتكلم لقى الباب بيخبط، فاستغرب واستأذن من حبيبته وقام يفتح.

وأول ما فتح لقى 3 رجالة ضخمين واقفين قدام الباب.

سيف باستغراب: عايزين مين؟

واحد من اللي كانوا واقفين: انت سيف؟

سيف: أيوه أنا سيف في حاجة ولا إيه؟

واحد منهم: تعالى معانا عشان عايزينك.

سيف: أنا معرفكوش، ومش هروح مع حد حته.

واحد منهم: تعالى بالذوق أحسنلك.

سيف: ولو مجيتش يعني هتعم….

وقبل ما يكمل كلامه اتفاجئ بضربة قوية في وشه كسرتله مناخيره وخليته شبه فاقد الوعي.

اللي ضرب سيف: انت لسه هتحرق غاز كتير، يلا يا روح أمك انجز.

الرجالة مسكوا سيف وغطوا وشه بكيس اسود ونزلوا بيه.

واحد  منهم مسك تليفونه، وقال: أيوه يا باشا الواد معانا أهو وجايين.

في أوضة بسمة..

بسمة دخلت أخدت دش سريع، وخرجت ولبست دريس اسود منقط، وشكله سيمبل، ولبست كوتشي أبيض، وطرحة بيضة، وكان شكلها في منتهى الشياكة والجمال.

بسمة خرجت من أوضتها واتفاجأت بأمها واقفالها وبتسألها.

حنان: رايحة فين يا حبيبتي دلوقتي؟

بسمة: رايحة افك عن نفسي شوية واقعد على البحر.

حنان بخوف: لا يا بسمة متروحيش لوحدك.

خدي معاكي أي حد.

بسمة بابتسامة: في إيه يا ماما متخافيش أنا متجننتش يعني للدرجة دي، هروح بس اقعد شوية اشم هوا وهاجي.

حنان: لا يا بسمة عشان خاطري لو بتحبي أمك متروحيش لوحدك؟

بسمة: إيه الأفورة دي يا أمي؟ متخافيش بجد والله مفيش أي حاجة.

ونزلت بسمة فعلًا ومن حسن حظها إن خالد هو كمان كان نازل يقعد على البحر في الوقت ده.

خالد كان قاعد عمال يتأمل ويتكلم مع البحر والهوا كان جميل والجو مُريح.

خالد وهو بيكلم البحر: ياه لو تعملها معايا مرة كمان وتبقى السبب في إني اشوفها للمرة التالته.

وأثناء ما كان بيقول كده سمع صوت جميل جدًا لواحدة بتغني.

خالد بص بسرعة ناحية الصوت، واتعجب من قدر ربنا ولطفه بيه.

البنت وهي بتغني كان باين من صوتها إن هي حزينة جدًا وبتغني وبتقول: هيجيلي موجوع دموعه في عينه تعبان… هديله اسبوع هيجي بعديها ندمان…

هيجيلي ويشوف ساعتها أنا ناوي على إيه… هيجيلي والخوف باين في كلامه وعينيه..

وبدأت تغني في أغنيه حمزة نمرة: داري داري يا قلبي مهما تداري… قصاد الناس حزننا مكشوف…

وأهو عادي عادي… محدش في الدنيا دي.. بيتعلق بشيء إلا وفراقه يشوف…

متغير ياما عن زمان.. قافل على قلبك البيبان.

حبيت وفارقت كام مكان…. عايش جواك.

خالد كان بيسمع البنت وعمال يعيط لإن مشاعرها وصلتله.

وبعد شوية خالد أدرك إن دي بسمة، وراح قعد جنبها وبدأ يفتح معاها كلام.

خالد: تسمحيلي اقعد؟

بسمة:  مين حضرتك؟

خالد: أنا خالد.

ومعلش كنت عايزك في كلمتين وهقوم امشي، لو وجودي هيضايقك همشي دلوقتي.

بسمة حست بالفضول، وسمحت لخالد إن هو يقعد، وخالد فرح جدًا.

خالد: مالك بقى بقالك كذا مرة بتيجي ومقضياها حزن؟

بسمة: كذا مرة!!!!؟

خالد بابتسامة: لا متخافيش أنا مش براقبك، بس الغريبة إن كل ما اجي الاقيكي هنا.

بسمة: مفيش شوية مشاكل إن شاء الله وهتعدي.

خالد: كل اللي مزعلني بس إن العيون القمر دي تدمع.

بسمة: امممم هنبتدي بقى نعاكس.

خالد بتوتر: لا والله بس أنا بقول الحقيقة يعني.

بسمة: طيب متشكرة لذوقك.

خالد: انتي عارفاني؟

بسمة: سامحني بس مش فاكرة كويس.

هو حضرتك اسمك إيه صح؟

خالد: أنا اسمي خالد.

أظن أن اسمك بوسي صح؟

بسمة بعد ما رفعت حواجبها: بوسي!!! اشمعنى بوسي يعني؟

خالد: عشان ده الاسم اللي قلتيلي عليه أول مرة اتقابلنا.

بسمة: هو إحنا اتقابلنا قبل كده!؟

خالد: أيوه اتقابلنا واحنا عيال صغيرة، انتي نسيتي ولا إيه؟

بسمة: مش فاكرة، ممكن تفهمنى براحة.

خالد بدأ يحكيلها الموقف وساعتها بسمة فاجأته بردها.

خالد بصدمة: إزاي مش انتي!!!!

أنا متأكد إن انتي اللي قصدي عليها، عمري ما هنسى ملامحك.

بسمة ضحكة لطيفة: أصبر بس أنا هفهمك.

بص هو أنا فاكرة الموقف، ولما شوفتك دلوقتي قلت في نفسي إني شفتك قبل كده، بس متوقعتش إنه يكون انت.

عمومًا البنت اللي كنت بتتكلم معاها دي كانت أختي مش أنا.

خالد بصدمة: أختك إزاي؟

بسمة: اختي عادي فيها ايه؟

خالد: توأم يعني؟

بسمة: بالظبط كده؟

خالد بحزن: يعني مش انتي بوسي؟

بسمة: لا للأسف أنا اختها.

وأنا لما شوفتك دلوقتي قولت إني شوفتك قبل كده، بس مش أنا اللي اتكلمت معاك، أنا كنت واقفة جنب أمي، وبوسي هي اللي كانت بتكلمك.

خالد: طب فين بوسي دلوقتي؟

بسمة بحزن: للأسف بوسي مبقتش موجوده.

خالد: أرجوكي لا متقوليش كده، بلاش توجعي قلبي.

بسمة: مش قصدي والله بس دي الحقيقة.

خالد: سافرت يعني؟

بسمة: بوسي من وهي صغيرة واحنا مش عارفين مكانها.

خالد بعصبية: يعني إيه مش عارفين مكانها؟

بسمة بعد ما الدموع نزلت من عينيها: صدقني معرفش هي فين دلوقتي، ومحدش شافها من ساعة الحادثة اللي حصلت.

خالد باستغراب: حادثة إيه؟

بسمة: هحكيلك مع إن الموضوع صعب عليا إني افتكره.

فلاش باك..

إبراهيم وحنان كان عندهم 3 بنات في قمة الجمال.

بسمة وبوسي عندهم 10 سنين، وكانوا توأم جميل جدًا.

وشهد كانت لسه صغيرة جدًا لإن كان عندها سنتين في الوقت دا.

وفي يوم من الأيام بوسي وبسمة كانوا بيلعبوا سوا.

وإبراهيم كان قاعد بيتفرج عليهم، بس بيتفاجئ إن بوسي عمالة تعيط وجت اترمت في حضنه.

إبراهيم باستغراب وهو بيحضن بوسي: ايه بس يا روحي مين اللي مزعل القمر؟

بوسي بعياط: بسمة كسرتلي اللعبة بتاعتي ومش عايزة تلاعبني معاها.

إبراهيم: ليه كده يا بسمة مش دي أختك حبيبتك؟

بسمة: دي كدابة، أنا مكسرتلهاش حاجة، وأنا مش بلاعبها عشان هي مبتلاعبنيش معاها.

إبراهيم: مبتلعبهاش معاكى ليه يا بوسي؟

بوسي: أنا كنت خايفة تكسر اللعبة بتاعتي عشان كده مكنتش بلاعبها.

إبراهيم بابتسامة: يا حبايبي انتوا اخوات، يعني لازم تستحملوا بعض وتساعدوا بعض، ولازم تفهموا إن مالكوش غير بعض في الدنيا دي.

وبعدها حضنهم هما الاتنين سوا، وبعد كده سابهم وطلع فلوس من جيبه واداها لبوسي.

بوسي: إيه الفلوس دي يا بابا؟

إبراهيم: عشان تشتري لعبة بدل اللي اتكسرت.

بوسى: بجد شكرًا ليك يا بابا انت أحسن أب في الدنيا.

إبراهيم: ده أنا عيوني لست البنات، هو أنا هلاقي أغلى من بوسي روح قلبي.

وفعلًا بوسي نزلت وهي مبسوطة جدًا وراحت تشتري لعبة من تحت البيت.

بسمة بعد ما بوسي نزلت: علفكرة يا بابا انت بتعمل فرق في المعاملة.

ابراهيم بضحكة: ايه يا بت اللماضة دي، وبعدين أنا فرقت بينكم إزاي؟

بسمة: يعني انت مش شايف إنك بتدلعها أكتر مني، وبتجيبلها حاجات أكتر مني؟

إبراهيم بضحكة: لا والله يا حبيبتي، وعمري ما فرقت بينكم، وانتي عارفة انك غالية عندي جدًا.

وكمان لو لاحظتي أنا بحاول اعامل أختك بهدوء عشان هي مشاعرها ضعيفة ومش ذكية زيك.

بسمة: أه افضل ثبتني انت بقى زي كل مرة، بس المرة دي مش هتعرف تضحك عليا.

إبراهيم بعد ما بدأ يزغزغ بطن بسمة: إيه يا بت اللماضة دي، ده انتي لما تكبري هتبقي ست قادرة.

إبراهيم بجدية: يلا بصي من البلكونة على أختك واطمني عليها علشان الدنيا ليل.

 بسمة بابتسامة: حاضر يا بابا.

وفعلًا راحت بسمة وبصت من البلكونة، بس شافت مشهد عمرها ما هتنساه طول حياتها.

بسمة قامت علشان تبص على أختها من البلكونة، لأن الدنيا كانت ليل وأبوها كان خايف عليها.

بس المصيبة ان لما بسمة وقفت في البلكونة شافت أختها بتتخطف قدام عينيها.

بوسي كانت اشترت اللعبة خلاص، وماشية بتتنطط وبتجرب تشغل اللعبة بتاعتها.

بس فجأة ظهر راجل غريب من وراها وحط ايده على بقها وشالها وحطها في عربية وجري.

بسمة أول ما شافت المنظر ده اتخضت، وفضلت تصرخ بأعلى صوتها.

إبراهيم قام بسرعة ووقف جنب بسمة، وهو بيقول: في إيه يا بسمة بتصوتي ليه؟

بسمة: الحق بوسي يا بابا بيخطفوها.

إبراهيم باستغراب: بتقولي إيه يا بنتي انتي متأكدة من اللي انتي بتقوليه ده؟

بسمة بصراخ: والله بقول الحقيقة يا بابا أرجوك انقذها.

وفعلًا ابراهيم بص على الشارع وشاف عربية بتلف وبتجري بأقصى سرعتها.

العودة للحاضر..

خالد كان بيسمع القصة وهو مصدوم وزعلان جدًا على بسمة لإنه عارف إحساسها كويس.

خالد عارف كويس يعني إيه فقدان شخص بتحبه، لإنه فقد امه وابوه في وقت واحد.

خالد: طب وبعدين عرفتوا تجيبوا الناس دي؟ وفين اختك دلوقتي؟

بسمة: للأسف لا، رحنا قدمنا بلاغ في القسم وفضلنا فترة كبيرة ندور على بوسي والناس اللي خطفوها، بس موصلناش لأي حاجة.

خالد بصدمه: يعني خلاص كده بوسي راحت للأبد ومش هتعرفوا تجيبوها!

بسمة في اللحظة دي اتأثرت جدًا لإنها افتكرت ذكرياتها مع بوسي أختها وحبيبة قلبها، والدموع بدأت تنزل من عينيها بغزارة.

بسمة بعد ما مسحت الدموع من عينيها وقامت: استأذنك أنا معلش همشي.

خالد قام بسرعة من مكانه وهو مفزوع، لأنه مش عايز يفقد بسمة مرة كمان وما صدق لقاها.

خالد بترجي: هتمشي ليه؟؟ طب هشوفك تاني؟

بسمة: إن شاء الله لو في نصيب نتقابل هتشوفني تاني.

خالد: يا ستي إن شاء الله في نصيب، بس أنا لازم اشوفك مرة كمان.

وسرح شوية، وقال: طب ممكن طلب؟

بسمة: إتفضل.

خالد: بصي أنا لازم اعرف أتواصل معاكي، فلو في رقم تليفون ابقى شاكر جدًا.

بسمة بان عليها الكسوف، وقالت: أنا آسفة بس..

خالد قاطعها، وقال: لا اوعي تتأسفي والجو ده، انتي هتديني رقمك يعني هتديني رقمك.

بسمة اتكسفت أكتر، وقالت: هو بالعافية؟

خالد: لا مش بالعافية والله، بس انتي مش عارفة أنا بدور عليكي بقالى قد إيه.

بسمة بتنهيدة: طب اكتب 010………

خالد كتب الرقم وشكر بسمة، وبسمة مشيت.

بس خالد نادى عليها وهي ماشية، وقالها: طب انتي هتروحي لوحدك دلوقتي؟

بسمة: أه عادي إيه المشكلة؟

خالد: لا مفيش حريم بتمشي لوحدها دلوقتي، أنا هوصلك وممنوع النقاش.

بسمة بضحكة: أنا ملاحظة إن العشم زيادة شوية عندك.

خالد: قولي اللي تقوليه بس أنا هوصلك.

بسمة: طيب موافقة وأمري لله.

خالد فرح جدًا، وجري ناحية عربيته وركبها، وراح ركن قدام بسمة ونزل فتحلها الباب.

بسمة بابتسامة: ده انت جنتل مان بقى؟

خالد: عيب عليكي أنا اعجبك جدًا.

ركبت بسمة، وخالد عرف منها العنوان وروح بيها على البيت.

وأثناء ما كانوا ماشين في الطريق خالد كان عمال يتأمل في جمال بسمة ويبص عليها كل شوية، وكان طاير من الفرحة، رغم انه عارف اني مش دي البنت اللي كان بيدور عليها من زمان.

وبسمة كانت قاعدة مكسوفة وباصة على الشارع وسرحانة في جوزها يوسف.

فضلوا الاتنين على الوضع ده لحد ما وصلوا بيت بسمة، بسمة نزلت وشكرت خالد، وطلعت بيتها، وخالد مشي.

في مكان تاني، وتحديدًا في مصنع مهجور في القاهرة.

حمزة كان داخل بكل ثقة وحاطط إيده في جيبه، وبص بكل شماته على الشخص اللي كان قاعد على الكرسي، وضحك.

حمزة باستهزاء: إيه يا رجاله ده انتوا مسبتوش فيه حته سليمة.

أنا كده هعرف اتكلم معاه ازاي؟

وكمل وقال: إزيك يا سوسو.

سيف رفع وشه وبص في عيون حمزة، وقال بصعوبة لإنه مكنش قادر يتكلم من كتر الضرب اللي أخده: كده الصورة وضحت.

ويا ترى بقى يا حموزة أمك عارفة اللي انت بتعمله ده؟

حمزة اتعصب ومسك سيف من شعره وفضل يضربه بالبونيات في وشه.

سيف بتريقة: هههههه ايدك خفيفة أوي، سيب الرجاله بتوعك وهما بيعرفوا يضربوا كويس.

وبعدين لو انت راجل أوي كده كنت جيت أخدت حق بسمة لوحدك، بدل ما انت جايب رجاله يعملوا اللي انت المفروض تعمله.

حمزة: أنا لو كنت مكانك بردوا كنت هقول كده بس أنا مش هفضل أمد ايدي عليك كل شوية لأني عارف إن انت مهزأ وبتحب تاخد على قفاك، وكمان مش عايز ابهدل إيدي بدمك المعفن.

سيف ببرود: ما هو لو انت مكاني مكنتش ضربتك وانت مربوط، عشان لو انت راجل فعلًا كنت فكيتني ووريتني هتعمل معايا إيه.

حمزة: متخافش يا حبيب أمك أنا هفكك بس لما تعمل اللي أقولك عليه الأول.

سيف بتريقة: إيه عايزني اهتم ببسمة واديها حقوقها الزوجية؟

حمزة مقدرش يمسك نفسه وفضل يــ*ضـــ*ر*ب سيف.

واحد من الرجاله اللي كانوا معاه: الواد هيموت في إيدك يا معلم كفاية علشان تعرف تاخد منه اللي انت عايزه.

حمزة بعد ما قرب من سيف ورفع عينه في عينه: ما أنا هاخد منه اللي أنا عايزه، بس لو جاب سيرة بسمة على لسانه تاني احنا هنترحم عليه هنا.

سيف وهو مش قادر يتكلم وعمال ينهج: دي مراتي واجيب سيرتها زي ما أنا عايز.

حمزة ضربه ضربة قوية في بطنه وقال: مش مراتك يلا، وهتطلقها دلوقتي.

سيف بتريقة: اتصدق أنا زعلت أوي، ده أنا كنت هموت عليها.

حمزة: اتريق يا حبيبي براحتك، بس صدقني أنا هوريك اللي عمرك ما شفته.

حمزة طلع ورق من جيبه وأمر سيف انه يمضي.

سيف بخوف: ايه الورق ده؟

حمزة ضربه بالقلم على وشه ضربة قوية وقال: انت لسه هتسأل؟ امضي يلا.

سيف كان بيمضي وهو خايف جدًا، ومكنش شايف الورق اللي كان بيمضي عليه لان عينيه كانت وارمة.

سيف مضى، وساعتها حمزة ابتسم ابتسامة عريضة وقال: يلا يا رجاله هسيب الباقي عليكم.

ظبطوا الواد ده واعدموه العافية وارموه قدام أي مستشفى وسيبوه.

وبعد كده لف وشه وبص لسيف وضحك وقال: أي خدمة ما موتكش أهو، وعلفكرة أنا كان ممكن البسك أي مصيبة وخليك تتسجن مدى الحياة.

سيف بصدمة: سجن!!!

حمزة بتريقة: أه يا حبيب أمك سجن هو انت متعرفش؟

مش أنا يا مغفل لسه ممضيك على ورق الطلاق وشوية وصلات أمانة كده.

وصدقني وصلات الأمانة اللي انت مضيت عليها دي تخليك تشتغل طول عمرك وبردوا متعرفش تسددها.

أبقى العب بقى ببنات الناس كويس، واجرح مشاعرهم براحتك.

سيف ساعتها فضل يصرخ ويشتم في حمزة، وحمزة لف وشه ومشي وهو بيضحك، والرجاله بعد ما حمزة مشي دغدغوا عضم سيف.

سيف فضل يصرخ بأعلى صوته لحد ما قطع النفس واغمى عليه، الرجاله ساعتها أخدوه ورموه قدام شارع فيه مستشفى ومشيوا.

في بيت بسمة..

بسمة دخلت البيت بعد ما خالد وصلها، ولقت امها وابوها قاعدين في الصالة.

إبراهيم: حمد لله على السلامه يا بسمة.

بسمة: الله يسلمك يا بابا، وكانت لسه هتخش أوضتها بس إبراهيم وقفها.

إبراهيم بحزن: انتي كويسة يا حبيبتي.

 بسمة بضحكة مصطنعة: كويسة الحمد لله يا بابا، اديني بحاول اتأقلم على الوضع، وبدعي ربنا انه يخرجني من اللي أنا فيه، ودخلت أوضتها.

حنان بعد ما بنتها دخلت الأوضة: أنا قلبي واجعني أوي عليها يا إبراهيم، هو مفيش حل في المصيبة دي.

إبراهيم بحزن: هنعمل إيه يعني يا حنان العمل عمل ربنا.

حنان: عندك حق والله ربنا يعينها يا رب على اللي هي فيه ويخرجها منه في أسرع وقت.

في الوقت ده خرجت شهد وهدى من الأوضة، وقالوا في نفس واحد: هي جت؟؟

إبراهيم: أيوه ولسه داخلة أوضتها.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى