اخبار

مولد هلال شهر جمادى الأولى 1447 هـ: موعد الرؤية وأول أيامه فلكياً

يُعدّ هلال بداية الأشهر الهجرية من أبرز المؤشرات في الحياة الدينية والاجتماعية للمسلمين، فقد شُرع تحري هلال الأشهر القمرية وإعلان أول أيامها عبر رؤية البدر أو الهلال المباشر أو بالحسابات الفلكية. ومع كل شهر هجري جديد يُثار الاهتمام بمعرفة متى يولد الهلال ومتى يكون أول يوم من الشهر وفق الرؤية الشرعية أو الحساب الفلكي.

وفي هذا السياق، يُعلن بأن هلال شهر جمادى الأولى لعام 1447 هـ يولد في اليوم المحدد، ومن المتوقع أن يكون أول أيامه – فلكياً على الأقل – يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 م.
هذا الإعلان يُعدّ إشعاراً مبكّراً يُمكّن المؤسسات الدينية والتعليمية والاجتماعية من التحضير لهذا التحوّل الزمني، من حيث العبادات والإجازات والمناسبات.

البيانات الفلكية لمولد الهلال

وفقاً لما أعلنه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن هلال شهر جمادى الأولى لعام 1447 هـ يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران (المحاق) يوم الثلاثاء الموافق 21 أكتوبر 2025 م، الذي يُوافق 29 من شهر ربيع الآخر 1447 هـ، في تمام الساعة الثالثة والدقيقة 26 بعد الظهر بتوقيت القاهرة المحلي.

وقد ورد أنه عند غروب الشمس في يوم الرؤية (21 أكتوبر)، سيغرب القمر قبل غروب شمس ذلك اليوم بفارق زمني يتراوح بين 11 إلى 14 دقيقة في محافظات مصر، وهو ما يجعل الرؤية بالعين المجردة للهلال صعبة أو شبه مستحيلة في تلك الليلة.
بناء عليه، أصبح من المنطقي أن يكون يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 م هو المتمِّم لشهر ربيع الآخر 1447 هـ، وبالتالي تكون غرة شهر جمادى الأولى 1447 هـ (فلكياً) يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 م.

الرؤية الشرعية وأثرها

من الناحية الشرعية، يعتمد إعلان أول أيام الشهر الهجري عادةً على رؤية الهلال عند غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر السابق، أو إكمال الشهر ثلاثين يوماً إذا لم يُرَ الهلال. وتُرسل الجهات المختصة – كـ دار الإفتاء المصرية – لجاناً لرصد الهلال بعد غروب الشمس في ذلك اليوم.

في الحالة الحالية، باعتبار أن هلال جمادى الأولى لعام 1447 هـ ولد بعد غروب الشمس أو قريباً منه، وكون القمر غرب قبل الشمس بفارق زمني ضئيل، فإن الرؤية المباشرة ستكون محكومة بظروف الأفق والمناخ والشفافية البصرية، لذا فإن القرار الفلكي يقول بأن الخميس 23 أكتوبر 2025 م هو أول أيام الشهر فلكياً. ومع ذلك، قد تختلف الرؤية الشرعية حسب وزارة الأوقاف أو المفتي في كل دولة.

سبب تسمية شهر جمادى الأولى

يُعدّ شهر جمادى الأولى الشهر الخامس من السنة الهجرية، وقد ورد عن سبب تسميته “جمادى” لأن العرب في العصور القديمة كانوا يقولون إنّ الماء “يجمد” أو “يجمد بعضه” في ذلك الوقت، فصار يُطلق عليه “جماد” أي ما “جَمَدَتْ ماؤه”. 10

بالعربية الفصحى، فكلمة “جمادى” قد تعني الأرض التي تبست أو اشتد جفافها، وهو ما يعكس الأجواء المهيمنة في تلك الفترة من السنة في بعض المناطق، وبالتالي جاء هذا الاسم ليدل على طابع هذا الشهر. كما يُطلق عليه البعض “جمادى الأولى” تميزاً عن “جمادى الآخرة” الذي يليه.

أهمية وأحداث الشهر

شهر جمادى الأولى يحمل في طياته بعض الأهمية في التاريخ الإسلامي، سواء من ناحية الأحداث أو العبادات أو التحضير للعبادات القادمة.
وإليك بعض الجوانب:

  • استمرار السنة الدراسية والعمل في معظم البلدان الإسلامية، مما يجعله من الأشهر التي تُركّز فيها المؤسسات في التخطيط والتنفيذ أكثر من المناسبات الكبرى.
  • تهيئة الأذهان للاحتفالات التي قد تقترب في الأشهر القادمة، مثل شهر رجب والشعبان ورمضان.
  • ارتباطه بمتابعة التقويم الهجري والروحه المرتبطة بتجديد الرؤية والقمر.

على الرغم من أنه ليس شهراً يحتضن عطلات فخمة أو مناسبات بارزة كـ رمضان أو ذو الحجّة، إلا أن هذه الفترة تمثل مرحلة استقرارية تُعدّ ما بين فترة انقضاء مراحل زمنية وإطلاق بداية زمنية جديدة.

آثار دخول الشهر الجديد على الحياة اليومية

دخول شهر جمادى الأولى يُحدث تغييرات رمزية وتنظيمية في المجتمع، من بينها:

  • تغيير في التقويم الهجري المستخدم في الشؤون الإدارية والدينية (المدارس، المساجد، الرؤى).
  • تنبيه المسلمين إلى بداية عدّة جديدة، ما يدفع المؤسسات إلى إصدار إعلانات أو تحديثات تتعلق بالتقويم والأنشطة المقبلة.
  • في بعض الدول، يُعلن بدء دوام أو أنشطة جديدة، أو إجراء سفر أو مناسبات بالتزامن مع بداية الشهر.

كذلك، فإن هذا الحدث الفلكي يُذكّر المسلم بأن الزمن قابل للقياس والتحكّم، وأن التقويم القمري يتفاعل مع الظواهر الطبيعية، مما يعزز في النفس البعد الوعي بالكون والبلاغة الدينية.

كيف يُرصد الهلال؟ خطوات وإجراءات

لرصد الهلال الجديد يُتبع عادة ما يلي:

  1. تحديد موعد غروب الشمس في اليوم 29 من الشهر السابق (هنا: 21 أكتوبر 2025 م).
  2. انتظار غروب القمر بعد غروب الشمس بفارق زمني مناسب (يفضّل 10–15 دقيقة أو أكثر) كي يكون الهلال بارزاً.
  3. اختيار مكان مرتفع أو واضح الأفق غروباً، وتفادي العوائق كالمباني أو الأشجار.
  4. استخدام وسائل بصرية (على الأقل نظارة مكبّرة) في حال ضعف رؤية الهلال، أو الاكتفاء بالعينة الصافية في الطقس الواضح.
  5. تقديم شهادة أو تقرير إلى الجهة المختصة (الإفتاء أو اللجنة الشرعية) في حال رؤية الهلال.

في حالة هذا الشهر، يُشير التقرير الفلكي إلى أن القمر سيغرب قبل الشمس بـ14 دقيقة تقريباً في القاهرة، ما يجعل الرؤية المباشرة صعبة، ولكن التحري الرسمي سيُجرى مساء الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 م.

التقويم والمواعيد المتوقعة

وفق التقويم الهجري المعتمد في كثير من الدول، فإن غرة شهر جمادى الأولى 1447 هـ – فلكياً – ستكون يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 م، وذلك بعد إكمال شهر ربيع الآخر كاملاً.

ويُفهم من ذلك أن يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 م سيكون آخر أيام شهر ربيع الآخر 1447 هـ، وبعده يبدأ الشهر الجديد.
وتعليقاً على هذا الأمر غالباً ما تصدر الدول أو الجهات المختصة بيانات رسمية تحدد أول يوم من الشهر بناءً على رؤية الهلال.

تحليل فلكي لمتطلبات رؤية الهلال

يرى الفلكيون أن قدرة رؤية الهلال تعتمد على عدة عوامل منها:

  • الفترة الزمنية بين غروب الشمس وغروب القمر (يفضّل أن تكون 20 دقيقة أو أكثر لزيادة فرصة الرؤية).
  • زاوية الهلال بالنسبة للأفق، حيث كلما زادت الزاوية كلما زادت وضوح الرؤية.
  • صفاء الأفق والطقس، إذ أن الغيوم أو الضباب أو الضباب المائي يقلل من الرؤية.
  • الارتفاع عن سطح البحر والموقع الجغرافي، فكلما زاد الارتفاع قلّت العوائق.

وفي حالة شهر جمادى الأولى 1447 هـ، بلغ الفارق بين غروب الشمس وغروب القمر في القاهرة نحو 14 دقيقة فقط، وهو ما يُعدّ أقل من ما يُفضل للوصول إلى رؤية سهلة، ما يجعل الرؤية مُحتملة بصعوبة أو تحتاج استخدام أدوات بصرية.

دلالات رمزية وروحية

إن دخول شهر هجري جديد يحمل دوماً رمزية روحانية وثقافية للمسلمين، فالهلال هو رمز البدايات والتجديد، إذ يقول النبي ﷺ: «إذا رأيتموه فأشهروا به» (رواه البخاري).
ويُعد هذا الحدث تذكيراً بأننا نعيش ضمن نظام زمني محكوم بدقة علمية وإلهية، مما يعزز من شعور المسلم بترابط الزمن والمكان والعبادة.

وفي الحياة اليومية، يُشكل هذا التوقيت فرصة للمراجعة والتخطيط: مراجعة العبادات، التخطيط للتعليم، أو التنظيم الأسري. كما أنه يعزز التواصل الاجتماعي من خلال إعلان أول يوم والاحتفال البسيط به في المساجد والمجتمعات.

الخاتمة

في الختام، يُعدّ إعلان مولد هلال شهر جمادى الأولى لعام 1447 هـ – موعده، رؤيته، وأول أيامه فلكياً الخميس 23 أكتوبر 2025 م – من المناسبات التي تجمع بين العلم والفلك، وبين الدِّين والحياة اليومية.
فهو يجسد العلاقة المتداخلة بين حركة السماوات والطبيعة، وبين طقوس المسلم وموروثه الزمني.

ومع أن الحسابات الفلكية تمنحنا رؤية دقيقة ودعماً علمياً، فإن التقدير الشرعي النهائي لرؤية الهلال يبقى من صلاحية الجهات المختصة في كل دولة، إذ إن الرؤية الشرعية تبنى على شروط شرعية وفلكية معاً.
لذا فإن توصيتنا هي بأن يُعدّ المسلم نفسه لهذه البشائر الزمانية بالتخطيط والاستعداد، وأن يحتفي ببداية الشهر بروح التجديد والنية الصالحة.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى