Close

أخباركم

قصص عن الصدقة من السلف الصالح

 


قصص عن الصدقة من السلف الصالح، قاموا الصحابة الكرام _رضوان الله عليهم_ بسطر قصص جميلة وعظيمة عن الصدقة. فحينئذ كان كل شيء رخيص، وورد العديد من الأيات القرأنية التي تقوم بمدح انفاقهم. وتوضح الثواب العظيم من الله تعالى جزاء لهذا الكرم والصدقة بأغلى ما لديهم، وبالسطور التالية عدة قصص تدل على هذا.

قصص عن الصدقة من السلف الصالح

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، أما بعد: طوبي لمن جاهد نفسه، فقام بالتصدق عليها قبل أن يتصدق على أخر. حيث أن الإنسان عندما يقوم بالتصدق على غيره فهو بالحقسقة يقوم بالتصدق على نفسه بدفع البلاء. فقام الحافظ الذهبي بالذكر بكتابه “تاريخ الاسلام” بأن رجل قال إلى عبدالله بن المبارك: إصابة ركبتي بقرحة منذ سبعة أعوام، وقمت بعلاجها بكافة العلاجات. ومن ثم سألت جميع الاطباء ولم أنتفع، قال: “اذهب إلى مكان يكون بحاجة إلى ماء وأحفر به بئر. وأرجو بأن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، فقام الرجل بذلك، وبرأ“.

وقد كان السلف الصالح نماذج حية بالإنفاق والصدقة بسبيل الله. وهناك الكثير من القصص التي سطرها التاريخ. ونتناولها بالسطور التالية.

الحديقة

ثبت عن ابي هريره رضي الله عنه ان نبي الله (ﷺ) قال: “بَيْنا رَجُلٌ بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا في سَحابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ. فَتَنَحَّى ذلكَ السَّحابُ، فأفْرَغَ ماءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلكَ الشِّراجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذلكَ الماءَ كُلَّهُ. فَتَتَبَّعَ الماءَ، فإذا رَجُلٌ قائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بمِسْحاتِه. فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ ما اسْمُكَ؟. قالَ: فُلانٌ. لِلاِسْمِ الذي سَمِعَ في السَّحابَةِ. فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟). فقال: إنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا في السَّحابِ الذي هذا ماؤُهُ يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاِسْمِكَ، فَما تَصْنَعُ فيها. قالَ: أمَّا إذْ قُلْتَ هذا، فإنِّي أنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ مِنْها، فأتَصَدَّقُ بثُلُثِهِ، وآكُلُ أنا وعِيالِي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ“.

ومن تلك القصة يتضح لنا فضل وأهمية الصدقة، فالله سبحانه سخر لذلك الرجل المنفق. والذي قام بتخصيص جزء من مالة وزرعه للصدقات ساحبه تذهب للزرع وتسقيه وتنميه، وهذا يوضح لنا الخير. فكيف بما يخفيه الله له؟.

الأجر المطلوب

زينب زوجة عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما، ثبت بأنها قالت: “كُنْتُ في المَسْجِدِ. فَرَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَ: تَصَدَّقْنَ ولو مِن حُلِيِّكُنَّ، -وكَانَتْ زَيْنَبُ تُنْفِقُ علَى عبدِ اللهِ وأَيْتَامٍ في حَجْرِهَا.، قَالَ: فَقَالَتْ لِعَبْدِ اللهِ: سَلْ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيَجْزِي عَنِّي أنْ أُنْفِقَ عَلَيْكَ. وعلَى أيْتَامٍ في حَجْرِي مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ: سَلِي أنْتِ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ“.

وذهب زينب إلى رسول الله ﷺ، تقول: “وَجَدْتُ امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ علَى البَابِ، حَاجَتُهَا مِثْلُ حَاجَتِي، فَمَرَّ عَلَيْنَا بلَالٌ، فَقُلْنَا: سَلِ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيَجْزِي عَنِّي أنْ أُنْفِقَ علَى زَوْجِي وأَيْتَامٍ لي في حَجْرِي؟ وقُلْنَا: لا تُخْبِرْ بنَا، فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَن هُمَا؟ قَالَ: زَيْنَبُ، فقَالَ: أيُّ الزَّيَانِبِ؟ قَالَ: امْرَأَةُ عبدِ اللَّهِ. فقَالَ: نَعَمْ، لَهَا أجْرَانِ: أجْرُ القَرَابَةِ، وأَجْرُ الصَّدَقَةِ“.

ومن خلال هذا الحديث يتوضح لنا بعض الأمور، وهي:-

  • جواز قيام المرأة بالصدقة على زوجها الفقير.
  • المرأة التي تنفق على زوجها أجرها يكون مضاعف، حيث يكون مندرج أسفل أجر الصدقة، وأجر الانفاق على شخص قريب.
  • الاقربون أولى بالمعروف، فإذا كان الشخص المسلم يريد أن ينفق من باب الصدقة، فينظر إلى أقرب الناس إليه والأكثر إحتياجاً.

تنفيذ أمر الله ورسوله

جاء بالصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه قال: “أمرَنا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أنْ نتصدقَ، فوافقَ ذلك عندي مالًا فقلتُ: اليومَ أسبقُ أبا بكرٍ إن سبقتُهُ يومًا، قال: فجئتُ بنصفِ مالي. فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ قلتُ مثلهُ، وأتى أبو بكرٍ بكُلِّ ما عنده. فقال يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ فقال: أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ. قلتُ: لا أسبِقُهُ إلى شيءٍ أبدًا“.

ومن خلال هذا الحديث نستدل على تنافس الصحابة ومسارعتهم بالإنفاق بسبيل الله وعمل الخيرات، فكل من الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما بالتسابق بالإنفاق. وظن الفاروق بأن الفرصة التي ينتظرها قد جاءت له وحانت، ألا وهي أن يسابق الصديق بالإنفاق في سبيل الله.