تغير واضح في ازدهار روبوتات الدردشة.. تباطؤ في ChatGPT مقابل قفزة 24% لـGemini
تعرف على سبب التغيير في ازدهار روبوتات الدردشه

شهد مجال روبوتات الدردشة خلال العامين الأخيرين موجة متسارعة من التطور، جعلته ينتقل من مجرد أدوات مساعدة بسيطة إلى منصات قادرة على التحليل والإنتاج والتفاعل بدرجات تختلف باختلاف الشركات المطورة ومع هذا النمو، بدأت تظهر تغيرات ملحوظة في حركة المستخدمين حول العالم، حيث انقسم السوق بين منصات تستمر في التوسع وأخرى تواجه تباطؤًا في معدلات النمو بعدما وصلت إلى مرحلة تشبع أو ضغط تقني يحد من سرعتها السابقة
تغير واضح في ازدهار روبوتات الدردشة.. تباطؤ في ChatGPT مقابل قفزة 24% لـGemini
يعتبر هذا التحول مؤشرا مهما على تغيّر المنافسة داخل عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ لم يعد الاعتماد فقط على إطلاق الميزات الجديدة، بل أصبح التركيز منصبا على الأداء والاستقرار وقدرة كل منصة على تلبية توقعات المستخدمين المتزايدة وفي هذا السياق، تظهر مقارنة واضحة بين تباطؤ نمو ChatGPT في الفترة الأخيرة، مقابل الزيادة الكبيرة في استخدام Gemini بنسبة تجاوزت أربعة وعشرين في المئة، ما يعكس تحوّلًا في مزاج المستخدمين وتوازن القوى بين اللاعبين الكبار في المجال.
التحولات الجديدة في سوق روبوتات الدردشة
يدخل سوق روبوتات الدردشة مرحلة مختلفة تمامًا عن البدايات التي شهدت اندفاعًا واسعا نحو استخدام النماذج التوليدية فبعد فترة من النمو المتسارع لـChatGPT، بدأ المستخدمون ينتقلون تدريجيًا إلى خيارات أخرى، سواء بدافع تجربة قدرات متنوعة أو بحثا عن أداء أكثر استقرارا ولم يعد السوق يعتمد على الشعبية وحدها، بل أصبح يتغيّر وفقًا لجودة التجربة اليومية هذا التحول يكشف عن نضج القطاع وبدء ظهور منافسة فعلية بين المنصات، بعدما كانت الأولوية في البداية هي الانبهار بالتكنولوجيا الجديدة ومع مرور الوقت، أصبح المستخدم أكثر وعيا بالأداء، وسرعة الاستجابة، ودقة المعلومات، وهو ما جعل المشهد يتغير بشكل ملحوظ.
تباطؤ نمو ChatGPT رغم انتشاره الواسع
يعد ChatGPT من أكثر روبوتات الدردشة انتشارا، لكن هذا الانتشار الكبير جعل معدل نموه يتباطأ مقارنة بالمرحلة الأولى التي شهد فيها قفزات ضخمة في الأعداد والتفاعل ومع أن المنصة ما زالت تمتلك قاعدة مستخدمين ضخمة، فإن الوصول إلى مرحلة الاستقرار عادة ما يجعل النمو أقل حدة كما أن الضغوط التقنية الناجمة عن عدد المستخدمين الكبير قد تؤثر أحيانا على سرعة التجربة وجودتها، مما يدفع جزءًا من الجمهور إلى استكشاف بدائل أخرى ويضاف إلى ذلك أن اعتماد ChatGPT في الكثير من السيناريوهات المهنية والتعليمية جعله يرتبط باستخدامات ثابتة لا تزيد بنفس سرعة انتشار التطبيقات الترفيهية أو التجريبية، ما أدى إلى تباطؤ ملموس في معدل نموه خلال الأشهر الأخيرة.
القفزة الكبيرة لـGemini وزيادة الاستخدام بنسبة 24%
على الجانب الآخر، حققت منصة Gemini قفزة واضحة بنسبة تجاوزت أربعة وعشرين في المئة، وهو معدل يعكس دخولها مرحلة توسع قوية هذه الزيادة قد ترتبط بعوامل متعددة، من بينها دمج المنصة في منظومة خدمات غوغل بشكل أعمق، ما جعل استخدامها تلقائيا داخل عدد من التطبيقات اليومية مثل البحث والبريد والهواتف العاملة بنظام أندرويد كما استفاد Gemini من أن كثيرًا من المستخدمين يبحثون عن تجربة جديدة تختلف في طريقة الرد وتنوع الأسلوب، إضافة إلى أن المنصة تطرح أدوات تجريبية بواجهة مبسطة، مما ساعد في جذب مستخدمين جدد هذا النمو يؤكد أن السوق أصبح متعدد الاتجاهات، وأن المنافسة لم تعد محصورة في جهة واحدة فقط.
اختلاف أسلوب التشغيل بين المنصّتين وتأثيره على المستخدم
من أبرز العوامل التي أدت إلى إعادة توزيع المستخدمين طبيعة تصميم كل منصة فـChatGPT يعتمد على تكامل داخلي مع خدمات محددة، بينما يسعى Gemini إلى الاندماج في المنظومة اليومية للمستخدم عبر الربط المباشر مع التطبيقات الشائعة ونتيجة لذلك، يجد المستخدم نفسه يستفيد من Gemini دون الحاجة إلى فتح تطبيق مستقل في كل مرة، بينما يستمر ChatGPT في الاعتماد على أسلوب دخول تقليدي عبر المتصفح أو التطبيق وقد يكون لهذا الاختلاف تأثير مباشر في سلوك المستخدم، إذ يميل كثيرون إلى الأداة الأكثر حضورا في المهام اليومية، ما انعكس على نسب النمو لدى المنصتين خلال الفترة الأخيرة.
تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في توجيه المنافسه
لم يعد التفوق في هذا المجال قائما فقط على الشهرة، بل على سرعة تطوير النماذج وقدرتها على فهم السياق والتعامل مع اللغات المتعددة وتقديم إجابات دقيقة فكل منصة تسعى لتقديم تحديثات متواصلة تجعلها أكثر ذكاء وفاعلية ومع التطور المتسارع، أصبح المستخدم يتوقع من روبوت الدردشة أداء شبه بشري، ما يزيد الضغط على الشركات وخلال الفترة الماضية، طرحت أغلب الشركات نماذج محسّنة تقدم قدرات أعمق في التحليل والابتكار، وهو ما غذّى التنافس بين العاملين في السوق، هذا التطور المستمر جعل بعض المنصات تتقدم بسرعة بينما تجد منصات أخرى نفسها أمام تحدي الحفاظ على المستوى السابق من الجودة.
تغيّر سلوك المستخدمين وانتقالهم بين المنصات
يشير رصد حركة المستخدمين إلى أنهم أصبحوا أقل ارتباطا بمنصة واحدة. في سهولة الانتقال بين روبوتات الدردشة واختبار أدائها جعل الجمهور يتعامل مع هذه الأدوات بطريقة مشابهة لتطبيقات التواصل، حيث يعتمد القرار على جودة اللحظة وتجربة الاستخدام المباشرة هذا السلوك الجديد أسهم في حالات التذبذب التي يشهدها السوق، وفسر الزيادة الكبيرة في استخدام Gemini مقابل تباطؤ ChatGPT كما أن كثيرًا من المستخدمين أصبحوا يفضلون تجربة أكثر من منصة في الوقت نفسه، مما يجعل النمو متقلبًا وفقًا لسرعة الاستجابة وأداء الخوادم والتحديثات المتاحة.
انعكاسات تغيّر النمو على مستقبل المنافسة
يوضح التباين بين المنصات أن المنافسة خلال المرحلة المقبلة ستكون أكثر حدة. فالتباطؤ الذي يواجهه ChatGPT قد يدفع الشركة إلى تسريع تطوير النماذج وتحسين الأداء، بينما ستسعى Gemini للحفاظ على معدلات النمو المرتفعة عبر تعزيز التكامل داخل خدمات غوغل وتقديم أدوات جديدة، ومن المتوقع أن يشهد السوق جولة جديدة من الابتكار تشمل تحسين الواجهات، وأدوات التخصيص الذكية، وإمكانية الدمج العميق بين التطبيقات، كما ستلعب موثوقية المعلومات دورا أكبر في تقييم المنصات، خصوصًا مع اعتماد الكثير من المستخدمين عليها في العمل والتعليم.
حركه مستمره في روبوتات الدردشه
تكشف التطورات الأخيرة أن سوق روبوتات الدردشة لم يعد ثابتًا، بل يشهد حركة مستمرة تتغير فيها مراكز القوة تبعًا لجودة التجربة وسرعة التطوير فبينما يتباطأ نمو ChatGPT بعد فترة طويلة من الانتشار الواسع، يواصل Gemini تسجيل زيادات واضحة تؤكد قدرته على المنافسة هذا التباين يعكس مرحلة جديدة من النضج في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يصبح المستخدم محور الاهتمام، وتصبح التجربة الفعلية أهم من الشهرة الأولية ومع استمرار هذا النسق، سيكون المستقبل مفتوحا أمام تطورات أعمق قد تغيّر شكل السوق مرة أخرى خلال السنوات المقبلة.
يشير خبراء الصناعة إلى أن هذا التحول يعكس تغييرا في تفضيلات المستخدمين
مع توسع حضور Gemini في هواتف أندرويد وخدمات جوجل اليومية، مما يمنحه ميزة انتشار أوسع دون الحاجة لاستخدام تطبيقات منفصلة. في الوقت نفسه، يرى محللون أن تباطؤ نمو ChatGPT لا يعني تراجعًا، بل يعكس وصوله إلى مرحلة نضج نسبي بعد سنوات من الهيمنة السريعة. كما بدأت شركات التقنية في دمج النماذج مباشرة داخل أجهزتها وأنظمتها، وهو ما يزيد المنافسة ويجعل المستخدم يميل إلى الروبوتات المدمجة سلفا، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من سباق الذكاء الاصطناعي على مستوى الوصول والتأثير.






