التفكير المفرط وأساليبه وكيفية العلاج

معنى التفكير اصطلاحا هو العمليات المعرفية التي يمكن أن تحدث بشكل مستقل عن التحفيز الحسي، ومعناه الحكم والاستدلال وتكوين المفاهيم وحل المشكلات والمداولة وهو أيضا يحتوي على الذاكرة والخيال، والتفكير المفرط قد يسبب للإنسان صداع مستمر وآلام في الرأس، ولعلاج التفكير المفرط الاقتناع بأن الكمال البشري غير موجود، وبالتالي لا يمكن تحصيله تحت أي ظروف ولكن يجب الاعتماد على الحقائق الموجودة، والبعد عن التخمين ، وللخروج ايضا من التفكير المفرط التأمل والاسترخاء ومحاولة تفريغ العقل من الأفكار ومحاولة راحة الجسم، حيث أن الجسم عندما يسترخي يتبعه العقل، ولكن نجد العديد من الأشخاص يستمعون إلى ثرثرة أفكارهم المستمرة، ماذا حدث وماذا سيحدث ولماذا حدث، هل فعلت أو لم أفعل هل يجب أن أفعل، كل هذه الأفكار تدور في الرأس مما يسبب الأرق والصداع والتعب النفسي.
تعريف التفكير المفرط
ببساطة التفكير المفرط هو التفكير بعمق، وهي حالة نفسية منتشرة لدى كثير من الأشخاص والتفكير المفرط أيضاً شائع في عديد من مشكلات الصحة العقلية ومشكلات اضطرابات القلق والاكتئاب والصدمات، وذلك كله بسبب عمق التفكير في الحاضر والمستقبل، والمشكله أن المصاب بالتفكير المفرط يعتقد أن عقله هو الذي به الحقيقة فقط وهو الذي يفهم فقط ولكن قد تكون ليست هي الحقيقة دائما .
أسباب التفكير المتكرر
قد تكون من أسباب التفكير المتكرر النشأة في عائله يكون الوالد فيها أو الوالدة عرضة للإفراط في التفكير أو وجود نوع من الشخصيات القريبة عرضة للقلق أو الافراط في التفكير، وتجد من الناس من يعاني من الوسواس القهري أو اضطراب فرط الحركه ونقص الانتباه وقد يكون التفكير المتكرر بسبب هذه الأمراض، وقد يكون تعاطي الكحول والمخدرات سبب في زيادة التفكير، ولحل مشكلة التفكير المتكرر لابد من البحث عن أشياء تحسن المزاج وتقلل القلق والإفراط في التفكير.
أساليب علاج التفكير المفرط
يوجد الكثير من الأساليب التي من الممكن أن تساهم في تحسين الحالة المزاجية وتقلل القلق وتقلل من التفكير ومنها ما يلي:
التعرف على النمط
في الغالب يكون الإفراط في التفكير طريقة يقوم العقل بها ويعتقد انه الفعل الصحيح أو الفكرة الصحيحة، ولكن تمر أوقاتاً كثيرة على هذا العقل في التفكير ولكن لا يغير شيء، ولذلك يجب التوقف وعدم الإفراط في التفكير ومحاولة الإقدام على عمل شيء آخر بدلا من كثره التفكير، فمثلا يحدث الإنسان نفسه بصوت عالي على أن عقله يفكر كثيراً ويجب التوقف والدخول في عمل آخر يشغل عن التفكير.
الإدراك بأن الأمر الذي يتم فيه التفكير ليس شخصياً
بما أن التفكير المفرط هو أحد الأعراض فقد يكون العقل في حالة نشطة زائدة، فيسأل الإنسان نفسه كثيرا هل يمكنه التأقلم هل هذا خطأ، قد يخبرك عقلك بأنك لست محبوباً وأنك عاجز وأن كل الأشياء ميؤوس منها ومن فعلها، إذا أدرك الشخص أنه يفكر كثيراً
فيجب أن يتذكر أن هذا ليس شخصاً ولكن مجرد عقل يقوم بعمله ولا داعي للاستماع إليه، إذا تمكن الشخص من إعادة صياغة عقله على أنه عقل يعمل بجدية شديدة لحماية الشخص نفسه سوف يشعر أنه أكثر قابلية للتحكم في عقله.
مراقبة الأفكار
لا يستطيع الإنسان مهما حاول أن يوقف أفكاره أو يوقف فكرة معينة تشغله رغماً عن ارادة الشخص نفسه، ومع ذلك قد يستطيع الإنسان إبطاء الفكر وتقليل الشدة المفرطة في الفكر بأنه يمكن أن يتعلم مراقبة إحساسه بالحياد، و يجب على الإنسان أن ينظر إلى الافكار كأنها سحب تاتي وتذهب، حيث أن الأفكار تاتي مختلفة ولذلك يجب على الشخص أن يراقب الفكرة وهي تأتي ولا يعطيها أكثر من حجمها بل بالعكس يدعها تمر ويبدأ في غيرها أو يقوم بعمل أي شيء يلغي التفكير نهائي.
البدء بالجسد
لكي يتم تهدئة الأفكار لابد من البدء بالجسد فعندما يسترخي الجسد يرتاح العقل، وهناك طرق متعددة لراحة الجسم اولا حتى يرتاح العقل ومن هذه الطرق:
التأمل وتمارين اليوغا والجري والتمدد والمشي وغيرها من التمارين المشابهة، ويجب أن يتحمس الشخص لفكرة واحدة من هذه الأفكار حتى يساعد نفسه على إلغاء التفكير المفرط.
التنفس بعمق وهدوء
يعتبر التنفس من أحدث الطرق وأكثرها انتشاراً في علم النفس وعلم الأعصاب والروحانية الشرقية التي تساعد في التعامل مع العقل المفرط في التفكير، ويعتبر أسلوب التنفس من الطرق المفضلة إذا تم بشكل سليم، حيث أن الإنسان يستطيع أن يجلس بهدوء لبدء لحظات في مكان خاص بعيد عن الناس ويستنشق أنفاسه بعد حبسها لحظات ثم يطلقها ويعيد هذا التمرين أكثر من مرة وسيشعر بالراحة من التفكير المفرط.
تكرار عبارة محببة
يستطيع الإنسان أن يحمي نفسه من التفكير المفرط عن طريق تكرار عبارة لنفسه بطريقة هادئة لبضع دقائق سواء كانت حكمة او كلمات مريحة للعقل والقلب، وتكرار هذه العبارة يساعد في الحد من التفكير المفرط وقد يحدث بعد فترة هذا التفكير المفرط ولكن الإنسان يجب أن يعود نفسه بطريقة مبسطة في تكرار كل فترة يأتي فيها التفكير المفرط بتنقية عبارة مريحة وتكرارها أكثر من مرة.
محاولة التركيز في شيء مرئى
في هذه الطريقة يقوم الإنسان بتوجيه انتباهه بالكامل نحو شيء معين سواء صورة أو صوت أو رائحة أو إضاءة معينة، بمعنى إذا أحس بالتشديد في عقله يركز في أي شيء من هذه الأشياء وقد تكون هذه الطريقة فعالة في التعامل مع الإفراط في التفكير.
عدم محاربة الحياة
نجد الكثير من الأشخاص يحبون التمسك والتشبث ببعض الأشياء أو بعض الآراء ويقاوم الحياه ويعتقد أنها يجب أن تكون مختلفة عما هي عليه، ولذلك يجب على الإنسان ألا يحارب الحياة ولا يحاول تغيير ما لا يتم تغييره ولا يمكن تغييره، فعند إحساس الإنسان بالضيق من الأحوال التي حوله يجب أن يسأل نفسه هل هو متمسك بالماضي أم هو يقاوم الحياة كما هي أم هو يحارب الحياة، فإن وجد أن هذه الاسئلة اجابتها صحيحة في عقله يجب ان يهرب من هذه الأفكار إلى التأمل ويجرب البديل ولا يتشبث ولا يقاوم ولا يقاتل ولا يحارب.
عدم جلد الذات
في بعض الأحيان تجد أن الشخص يفكر كثيراً في أنه هو المخطئ في كل الأمور ويلوم نفسه كثيرا لذلك يجب علاج هذا الأمر بعدم تعذيب النفس، بل بالعكس يجب أن يتعاطف مع نفسه حتى يصبح عقله أكثر هدوءا.






