اخبار الرياضة

تعرف على هدافي الأهلي في السوبر المصري بعد التتويج بالكأس الـ16

واصل النادي الأهلي كتابة التاريخ في كرة القدم المصرية بعدما نجح في التتويج بلقب كأس السوبر المصري للمرة السادسة عشرة في تاريخه، ليؤكد تفوقه وهيمنته على هذه البطولة التي باتت بمثابة علامة مميزة في مسيرة القلعة الحمراء. لم يكن الفوز مجرد تتويج جديد يضاف إلى خزائن النادي، بل فتح الباب أمام الحديث عن الأرقام القياسية التي يسطرها نجوم الفريق، وعلى رأسها قائمة الهدافين الذين تركوا بصمتهم في مباريات السوبر عبر التاريخ.

ومع تتويج الأهلي الأخير، تزايد الاهتمام بين جماهير الكرة المصرية بمعرفة من هم هدافو الفريق في البطولة منذ انطلاقها، وكيف ساهم هؤلاء اللاعبون في كتابة تاريخ من الإنجازات المتواصلة. المقال التالي يرصد بالتفصيل تاريخ هدافي الأهلي في كأس السوبر المصري، وتحليل دورهم في الانتصارات المتكررة، وأثر كل مرحلة على تطور أداء الفريق محليًا وعربيًا.

الأهلي والسوبر المصري.. قصة هيمنة بدأت منذ 2003

تُعد بطولة السوبر المصري من البطولات الحديثة نسبيًا في تاريخ الكرة المصرية، حيث بدأت عام 2001 بمواجهة بين بطل الدوري وبطل الكأس، ومنذ انطلاقها ارتبط اسم النادي الأهلي بها ارتباطًا وثيقًا، سواء من حيث عدد المشاركات أو الألقاب. فمنذ أول تتويج للأهلي بالبطولة في عام 2003 على حساب الزمالك، لم تتوقف إنجازاته، حتى وصل إلى اللقب السادس عشر في نوفمبر 2025، ليبتعد بفارق كبير عن أقرب منافسيه.

خلال هذه المسيرة الطويلة، تألق عشرات النجوم في صفوف الفريق الأحمر، بعضهم ترك بصمة بهدفٍ حاسم، وآخرون كتبوا التاريخ بأكثر من هدف، ليكوّنوا معًا سجلًا ذهبيًا للهدافين في البطولة. وإذا كان التتويج بالألقاب الجماعية هو هدف الأهلي الدائم، فإن تألق هدافيه يمثل الوجه الآخر لهذه النجاحات.

محمد أبو تريكة.. الساحر الذي افتتح سجل الهدافين

عندما نتحدث عن هدافي الأهلي في السوبر، لا يمكن أن نبدأ سوى باسم الأسطورة محمد أبو تريكة، الذي كان أحد أبرز صناع إنجازات الفريق في العقد الأول من الألفية الجديدة. فقد ساهم أبو تريكة في تتويج الأهلي بعدة ألقاب سوبر بأهداف حاسمة، لعل أشهرها هدفه في مرمى الزمالك عام 2003، والذي منح الأهلي أول لقب في تاريخه بالبطولة.

لم يتوقف تأثير تريكة عند هذا الحد، بل ظل حاضرًا في أغلب نسخ البطولة خلال فترة تألقه مع الفريق. تميزت أهدافه بالدقة والهدوء، وغالبًا ما جاءت في اللحظات الصعبة التي تحتاج إلى عقل بارد وقلب شجاع. ويمكن القول إن أهدافه لم تكن مجرد لمسات في الشباك، بل كانت رسائل فنية تختصر معنى اللاعب الكبير الذي يعرف متى وكيف يسجل.

عماد متعب.. الهداف القاتل في الدقائق الأخيرة

الاسم الثاني الذي يبرز بقوة في قائمة هدافي الأهلي في السوبر هو عماد متعب، المهاجم التاريخي وصاحب الأهداف الحاسمة. تميز متعب بقدرته الفريدة على التسجيل في الوقت القاتل، وكان كثيرًا ما ينقذ الفريق من المواقف الحرجة. في نسخة السوبر عام 2008، أحرز هدفًا ذهبيًا في مرمى الزمالك منح الأهلي اللقب، ليُثبت مرة أخرى أنه رجل اللحظات الصعبة.

سجل متعب أكثر من هدف في البطولة، سواء في الوقت الأصلي أو بركلات الترجيح، وكان دائمًا ضمن قائمة المساهمين في التتويج. شخصيته القيادية وخبرته الطويلة جعلاه أحد أعمدة الفريق في مرحلة ذهبية شهدت تتويج الأهلي بأكثر من بطولة محلية وقارية.

وليد سليمان.. الحاوي الذي لا ينسى

حين نتحدث عن الأجيال الحديثة، لا يمكن تجاهل وليد سليمان الذي كان أحد أبرز هدافي الأهلي في السوبر خلال العقد الماضي. يمتاز الحاوي بأسلوب لعب ذكي يجمع بين المهارة والخبرة، وسجل عدة أهداف حاسمة في نسخ متفرقة، أبرزها أمام الزمالك في 2015، وأمام المصري في 2018، حيث كان أحد نجوم اللقاء في تلك النسخة التي حُسمت في الإمارات.

كان وليد سليمان دائمًا حاضرًا في المناسبات الكبرى، وبأهدافه ومراوغاته كتب فصلًا مميزًا في تاريخ السوبر المصري. وقد أكد بنفسه في أكثر من مناسبة أن بطولة السوبر لها طعم خاص لأنها تُلعب دائمًا بين كبار الكرة المصرية، وتُعد اختبارًا حقيقيًا للروح القتالية داخل الفريق.

حسين الشحات ومحمد شريف.. الجيل الجديد يواصل كتابة التاريخ

في السنوات الأخيرة، ومع دخول الأهلي مرحلة التجديد بعد اعتزال عدد من نجومه الكبار، ظهر جيل جديد من اللاعبين الذين حملوا على عاتقهم مهمة الحفاظ على تاريخ النادي، ومن بينهم حسين الشحات ومحمد شريف.
أحرز الشحات أكثر من هدف في نسخ متتالية من السوبر، كان أبرزها في شباك الزمالك خلال السوبر 2022، حيث قدم أداءً رائعًا جعله من أبرز نجوم اللقاء.

أما محمد شريف، فقد كان دائمًا أحد مفاتيح الفوز، خاصة في المباريات الكبرى. تميّز بتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء وقدرته على استغلال أنصاف الفرص، ما جعله أحد الهدافين الذين يُعوّل عليهم الفريق في النهائيات.

بيرسي تاو.. النجم الإفريقي الذي خطف الأضواء

في التتويج الأخير بالسوبر المصري 2025، لمع نجم الجنوب إفريقي بيرسي تاو الذي واصل تألقه مع الفريق الأحمر، بعد أداء مبهر على مدار الموسم. سجل تاو هدفًا مؤثرًا في النهائي الذي انتهى بتتويج الأهلي بالكأس السادسة عشرة، ليكتب اسمه ضمن قائمة الهدافين الأجانب في تاريخ النادي.

ما يميز بيرسي تاو أنه لاعب من طراز خاص، يجمع بين السرعة والمهارة والذكاء التكتيكي، وقد نجح في التكيّف سريعًا مع أسلوب اللعب المصري. وجوده ضمن قائمة هدافي الأهلي يعكس تنوع المدرسة الكروية داخل الفريق، من المصريين إلى الأفارقة الذين تركوا بصمة قوية في البطولات المحلية والقارية.

أهداف الأهلي في السوبر.. أرقام لا تُكذب

إذا نظرنا إلى الأرقام، سنجد أن الأهلي سجل أكثر من 35 هدفًا في تاريخ مشاركاته في السوبر المصري حتى عام 2025، وهو رقم قياسي مقارنة ببقية الأندية.
ويُعد الفريق الوحيد الذي سجل في كل نسخ البطولة تقريبًا التي شارك فيها، باستثناء مرة واحدة فقط انتهت بالتعادل السلبي وحُسمت بركلات الترجيح.

وتشير الإحصاءات إلى أن الأهلي يملك أكبر عدد من الهدافين المتنوعين في السوبر، حيث سجل له أكثر من 20 لاعبًا مختلفًا عبر تاريخ البطولة، مما يعكس التنوع الكبير في مصادر الخطورة داخل الفريق.

ركلات الترجيح.. لحظات حاسمة في تاريخ الهدافين

لم تكن كل أهداف الأهلي في السوبر من اللعب المفتوح، إذ كان لركلات الترجيح نصيب كبير في حسم بعض الألقاب. وعلى رأس من تألقوا في هذه اللحظات عبد الله السعيد وسعد سمير وأحمد فتحي، الذين نفذوا ركلات حاسمة في نسخ سابقة أمام الزمالك والمصري.

تُعد ركلات الترجيح دائمًا اختبارًا للأعصاب، وقد أثبت نجوم الأهلي تفوقهم فيها بفضل التركيز العالي والخبرة. وغالبًا ما كان الحارس العملاق محمد الشناوي بطل هذه اللحظات، بتصدياته التي رجحت كفة الفريق في أكثر من مناسبة.

من خلف الكواليس.. كيف يصنع الأهلي هدافيه؟

وراء كل هدف يحرزه الأهلي في السوبر هناك منظومة متكاملة من العمل والإعداد. يبدأ الأمر من المدرب الذي يضع الخطط التكتيكية، مرورًا بالجهاز الفني الذي يدرس الخصم بدقة، وصولًا إلى اللاعبين الذين يترجمون الأفكار إلى أهداف.
يُعرف الأهلي بأنه نادٍ يصنع الهدافين لا يشتريهم فقط، إذ يملك مدرسة كروية قوية تُخرّج مواهب مميزة في مركز الهجوم منذ عقود.

تاريخيًا، خرج من الأهلي مهاجمون كبار مثل جمال عبد الحميد، عماد متعب، فلافيو، محمد شريف، وكلهم ساهموا في تحقيق إنجازات السوبر على مر السنين.

تأثير اللقب السادس عشر على مسيرة الأهلي

الفوز باللقب السادس عشر لم يكن مجرد رقم جديد في دولاب البطولات، بل كان تأكيدًا على استمرارية المنهج الذي يسير عليه الفريق. هذا التتويج منح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة قبل الدخول في منافسات الدوري ودوري أبطال إفريقيا.

كما عزز مكانة المدير الفني الحالي مارسيل كولر الذي استطاع أن يحقق مع الأهلي سلسلة من الألقاب المحلية والقارية في فترة قصيرة، وأثبت أنه يعرف كيف يتعامل مع النهائيات، حيث فاز بالأهلي في 6 بطولات كبرى منذ توليه المهمة.

الأهلي والزمالك.. مواجهة خاصة داخل السوبر

من أصل 16 لقبًا للأهلي في السوبر، جاء أكثر من نصفها أمام غريمه التقليدي الزمالك. هذه المواجهات كانت دائمًا خارج حدود المنافسة، فهي معركة كروية بين قطبي الكرة المصرية.
وقد تميزت أغلب مباريات السوبر بين الفريقين بالإثارة والندية، لكن الأهلي كان دائمًا صاحب الكلمة العليا في النهاية بفضل خبرة لاعبيه وقدرتهم على التعامل مع الضغوط.

سجل الأهلي في شباك الزمالك أكثر من 15 هدفًا في تاريخ مواجهات السوبر، وهو رقم يعكس تفوقه الهجومي الواضح، بينما تلقى 8 أهداف فقط.

أجيال متعاقبة تصنع التاريخ

منذ الجيل الذهبي في عهد مانويل جوزيه مرورًا بجيل حسام البدري ثم بيتسو موسيماني وصولًا إلى كولر، لم ينقطع الأهلي عن التتويجات، وظل يقدّم أسماء جديدة تتصدر قوائم الهدافين في البطولات المحلية والقارية.

ما يميز الأهلي عن غيره أنه لا يعتمد على نجم واحد، بل يمتلك دائمًا مجموعة متكاملة قادرة على التسجيل من كل المراكز، سواء من الدفاع أو الوسط أو الهجوم.

تحليل فني.. لماذا يتفوق الأهلي في النهائيات؟

يُرجع المحللون الرياضيون تفوق الأهلي في السوبر إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
الأول هو الاستقرار الفني الذي يميز النادي مقارنة ببقية المنافسين.
الثاني هو العقلية البطولية التي يتوارثها اللاعبون جيلًا بعد جيل.
أما الثالث فهو التجهيز البدني والنفسي الدقيق قبل المباريات الكبرى.

هذه العناصر تجعل الأهلي يدخل كل نهائي بثقة عالية وبخطة واضحة. كما أن الإدارة لا تبخل في دعم الفريق بالصفقات المناسبة في الوقت المناسب.

مستقبل الهدافين في الأهلي

في ظل وجود عدد من المواهب الصاعدة مثل كوكا وكريم فؤاد وطاهر محمد طاهر، يبدو مستقبل الأهلي في خط الهجوم واعدًا للغاية. فكل موسم يُقدم النادي وجوهًا جديدة قادرة على تسجيل الأهداف وحمل الراية من الجيل السابق.

ويؤكد محللون أن استمرار سياسة “التدوير الهجومي” التي يتبعها كولر ستُبقي المنافسة مفتوحة بين اللاعبين، مما يزيد من إنتاجية الفريق الهجومية ويمنحه مرونة تكتيكية أكبر في البطولات القادمة.

خاتمة

في النهاية، يظل الأهلي هو النادي الذي لا يعرف التوقف عن كتابة التاريخ. فالتتويج السادس عشر في السوبر المصري لم يكن مجرد رقم إضافي في سجلاته، بل كان دليلاً على استمرارية النجاح والعزيمة. أما هدافوه، فهم رواة هذا المجد، الذين ترجموا روح النادي إلى أهداف وانتصارات.

من أبو تريكة إلى بيرسي تاو، مرورًا بمتعب ووليد سليمان والشحات، تتشكل لوحة فنية تروي مسيرة جيل بعد جيل من اللاعبين الذين جعلوا الأهلي مرادفًا للبطولة. ومع كل لقب جديد، يُثبت الفريق أن النجاح في الأهلي لا يُورث بالاسم، بل يُصنع بالعرق، بالروح، وبالأهداف التي تهز الشباك وتبقى خالدة في ذاكرة الجماهير.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى