اخبار التكنولوجيا

أمازون تبني كابلًا بحريا فائق السرعة: ثورة جديدة في عالم الاتصالات

شركة امازون تقوم ببناء كابلا فائق السرعه

في خطوة جديدة تعتبر من أكبر المشاريع التقنية في العالم الحديث أعلنت شركة أمازون عن بدء تنفيذ مشروع ضخم يتمثل في بناء كابل بحري فائق السرعة يربط بين عدة قارات بهدف تعزيز قدرات نقل البيانات على مستوى العالم كله الكابل الجديد يوصف بأنه من أقوى وأسرع الكابلات البحرية في التاريخ بقدرة نقل بيانات هائلة تصل إلى ما يعادل بث 12.5 مليون فيلم في لحظة واحدة هذا المشروع يعكس طموح شركة أمازون في ترسيخ مكانتها كأحد أهم اللاعبين في مجال البنية التحتية الرقمية والاتصالات العالمية

أمازون تبني كابلًا بحريا فائق السرعة: ثورة جديدة في عالم الاتصالات

الكابلات البحرية هي خطوط ألياف ضوئية تمتد عبر قيعان المحيطات والبحار، تستخدم لنقل البيانات بين القارات بسرعات هائلة، ورغم أننا نعيش في عصر يعتمد على الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية، فإن أكثر من 95% من حركة الإنترنت العالمية لا تزال تمر عبر هذه الكابلات فهي العمود الفقري الحقيقي لشبكة الإنترنت العالمية، التي تتيح التواصل، والبث، والتجارة الإلكترونية، والخدمات السحابية بين مختلف دول العالم، وبالنسبة لشركة أمازون، التي تمتلك واحدة من أكبر شبكات الخدمات السحابية AWS في العالم، فإن الاستثمار في كابل بحري جديد يُعد خطوة استراتيجية لتقوية البنية التحتية التي تعتمد عليها أعمالها الرقمية الهائلة.

تفاصيل مشروع الكابل البحري الجديد

الكابل الذي تعمل عليه أمازون يتميز بأنه من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الألياف الضوئية، حيث تم تصميمه لنقل بيانات بسرعات تتجاوز بشكل كبير الكابلات الحالية، وتشير التقديرات إلى أن سعته تكفي لنقل ما يعادل بث 12.5 مليون فيلم يكون عالي الجودة في نفس اللحظة، وهو ما يعكس قفزة غير مسبوقة تماما في عالم الاتصالات، الكابل يمتد عبر آلاف الكيلومترات تحت سطح البحر، ومن المتوقع أن يربط بين الولايات المتحدة الأمريكية، وآسيا، وأوروبا، مع إمكانية كبيرة جدا في توسع الشبكة وذلك لتشمل مناطق أخرى كثيرة مستقبلاً، وقد صمم الكابل ليتحمل الظروف البيئية القاسية تحت الماء، مثل الضغط العالي ودرجات الحرارة المنخفضة، بالإضافة إلى الحماية من التيارات المائية والزلازل البحرية.

أهداف المشروع

تهدف شركة أمازون من هذا المشروع إلى تحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف الاستراتيجية، و من أبرز اهداف هذا المشروع كالاتي:

تعزيز خدمات الحوسبة السحابية AWS

حيث تعتمد آلاف الشركات والمؤسسات حول العالم على خوادم أمازون لتشغيل تطبيقاتها وخدماتها، وكلما زادت سرعة واستقرار الاتصال، ارتفعت كفاءة هذه الخدمات.

تقليل الاعتماد على مزودي الاتصالات الآخرين:

بامتلاكها كابلًا خاصًا، ستتمكن أمازون من السيطرة الكاملة على نقل بياناتها دون الحاجة إلى دفع رسوم ضخمة لشركات الاتصالات العالمية.

تحسين تجربة المستخدمين

سواء في خدمات بث الفيديو أو الألعاب السحابية أو التجارة الإلكترونية، فإن تحسين سرعة الاتصال سيمنح المستخدمين تجربة أكثر سلاسة واستقرارًا لاستعداد للمستقبل الرقمي، في ظل التطور المتسارع في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي، تزداد الحاجة إلى شبكات أسرع وأكثر استقرارًا، وأمازون تدرك جيدًا أن البنية التحتية هي المفتاح الرئيسي لهذا المستقبل.

تأثير الكابل على سوق الإنترنت العالمي

إن بناء كابل بحري بهذا الحجم لن يؤثر فقط على أمازون، بل سيحدث تحولا كبيرًا في سوق الإنترنت العالمي ككل ف الشركات الكبرى مثل شركة جوجل، وايضا شركة ميتا، ومايكروسوفت، تمتلك أيضًا كابلات بحرية خاصة بها والآن، بانضمام أمازون إلى هذا السباق، يصبح المشهد أكثر تنافسية، من المتوقع أن يؤدي دخول أمازون بقوة إلى، خفض أسعار خدمات نقل البيانات الدولية بفضل زيادة العرض في السوق، رفع مستوى جودة الإنترنت في العديد من الدول النامية التي تعاني من ضعف الاتصال، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى خدمات رقمية أكثر كفاءة بأسعار أقل.

تحديات المشروع

رغم ضخامة المشروع وإمكاناته الهائلة، إلا أنه لا يخلو من التحديات، ف الكابلات البحرية تتعرض دوما لمخاطر طبيعية ومخاطر بشرية، مثل الزلازل، أو بعض حوادث الصيد، أو حتى التخريب المتعمد،كما أن عملية مد الكابلات عبر المحيطات تتطلب تخطيطًا دقيقا و موافقات دولية معقدة، خاصة أنها تمر عبر مناطق اقتصادية مختلفة لكل دولة، بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف أمنية من سيطرة الشركات العملاقة على البنية التحتية للإنترنت، وهو ما قد يثير نقاشات سياسية وتنظيمية حول حماية الخصوصية والسيادة الرقمية.

الجانب التقني: سرعة خارقة وقدرات مذهله

الكابل الجديد يعتمد على أحدث تقنيات الألياف الضوئية متعددة النوى Multi-Core Fiber، والتي تسمح بزيادة معدل نقل البيانات بشكل ضخم دون الحاجة إلى زيادة عدد الكابلات، وتقدر سرعة نقل البيانات فيه بأنها تفوق الكابلات التقليدية بعدة أضعاف، مع استهلاك أقل للطاقة، وتحسين كفاءة التبريد وتقليل الفاقد في الإشارة، كما يعتمد المشروع على أنظمة مراقبة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تتابع أداء الكابل في الوقت الفعلي، وتكتشف أي خلل أو اهتزاز قبل أن يؤثر على الخدمة، هذه التقنية تضمن استمرارية الاتصال بنسبة تقارب 99.999%، وهي من أعلى نسب الاعتمادية في العالم.

أهمية المشروع لمستقبل الاقتصاد الرقمي

يأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحولا جذريا نحو الرقمنة، الاعتماد المتزايد على الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي يجعل سرعة نقل البيانات عاملا حاسما في التنافسية الاقتصادية، فمثلًا، في مجالات مثل التجارة الإلكترونية، الطب عن بعد، التعليم عبر الإنترنت، والألعاب السحابية، تمثل ميلي ثانية واحدة فارقا في الأداء وجودة التجربة، ومع هذا الكابل الجديد، يمكن لأمازون أن توفر بيئة أسرع وأكثر كفاءة لمستخدميها في كل أنحاء العالم، ما يعزز مكانتها كرائد عالمي في التكنولوجيا والخدمات الرقمية.

شراكات وتعاون دولي

أمازون لا تعمل بمفردها في هذا المشروع، بل تتعاون مع عدد كبير من الشركات المتخصصة في مدّ الكابلات البحرية وصيانتها، بالإضافة إلى شراكات استراتيجية مع حكومات وهيئات تنظيمية وذلك لضمان سير العمل بسلاسة عبر المياه الدولية، ومن المتوقع أن يخلق المشروع فرص عمل ضخمة جدا في مجالات الهندسة، والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة.

متى يتوقع الانتهاء من هذا المشروع؟

رغم أن أمازون لم تعلن بعد عن الموعد النهائي لإطلاق الكابل، فإن التقديرات تشير إلى أن العمل سيستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات حتى يكتمل تمامًا ويبدأ التشغيل التجاري وسيكون المشروع جاهزا لتلبية الطلب العالمي المتزايد على خدمات الإنترنت التي تكون فائقة السرعة، وهذا يكون بحلول نهاية العقد الحالي من هذا العام.

هذا المشروع بمثابه نقله نوعيه في تاريخ الاتصالات

مشروع الكابل البحري فائق السرعة من أمازون ليس مجرد بنية تحتية تقنية جديدة فقط، بل هو نقلة نوعية في تاريخ الاتصالات العالمية، فقد أصبح الإنترنت اليوم شريان الحياة للعالم الحديث، وكل خطوة تحسن من كفاءته وسرعته تعني تقدما اقتصاديا و تقنيًا للبشرية كلها، بهذا المشروع، تثبت شركة أمازون أنها لا تسعى فقط إلى التفوق في مجال التجارة الإلكترونية أو الحوسبة السحابية، بل تطمح إلى إعادة رسم خريطة الإنترنت العالمي من الأعماق، حرفيا، عبر كابل يمر تحت البحار والمحيطات وذلك ليصل العالم ببعضه بسرعة غير مسبوقة تماما.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى