«كأن في قنبلة اتضربت».. شهادة سكان شارع رمسيس بعد انفجار جهاز الغاز داخل محطة وقود

في لحظات مفاجئة ومخيفة تبدل مشهد الحياة اليومية في شارع رمسيس إلى حالة من الذعر والارتباك، بعد دوي انفجار هائل داخل إحدى محطات الوقود وسط المنطقة السكنية المكتظة. لم يكن أحد يتوقع أن دقائق قليلة قد تقلب الهدوء إلى فوضى، وأن تتحول محطة الشحن إلى مصدر تهديد لحياة الأبرياء. وسط صرخات النساء، ودموع الأطفال، ومحاولات النجاة السريعة، روى الأهالي تفاصيل ما حدث بكلمات تقطر رعبًا، بينما هرعت سيارات الإنقاذ والأمن لمحاولة السيطرة على الموقف. شهادات متضاربة، ومصابين بالعشرات، ومطالب بالتحقيق والمحاسبة.. كل ذلك بدأ بصوت يشبه “انفجار قنبلة”، فماذا حدث؟ تابعوا معنا لتعرفوا التفاصيل بالكامل.
«كأن في قنبلة اتضربت».. شهادة سكان شارع رمسيس بعد انفجار جهاز الغاز داخل محطة وقود
في ظهيرة حارة من أيام الصيف، شهد شارع رمسيس لحظات من الرعب، بعد وقوع انفجار داخل محطة وقود بسبب تسرب غاز من جهاز الشحن، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان والمارة. الانفجار كان عنيفًا لدرجة أن بعض السكان ظنوا أنه انفجار قنبلة. في لحظات قليلة تحولت أجواء الشارع من هدوء نسبي إلى هرج ومرج، وصوت دوي شديد تبعه دخان كثيف غطى المكان. الناس خرجوا من منازلهم مذعورين، والأطفال بدأوا في البكاء والبحث عن ذويهم وسط حالة من الفوضى والارتباك، بينما هرع البعض للنجاة والابتعاد عن موقع الحادث.
ربة منزل تروي لحظات الذعر داخل شقتها
نجوى ربة منزل في الخمسينات، كانت تعد الغداء داخل شقتها الواقعة بالدور الثالث والملاصقة تمامًا لمحطة الوقود، عندما شعرت بأن الأرض تهتز تحت قدميها. لم تمر لحظات حتى دوى صوت انفجار قوي، وتقول إن الحوائط كلها اهتزت، فيما سقط زوجها من فوق الكنبة بسبب قوة الاهتزاز، ما أدى إلى إصابته بكسر في ساقه. الدخان الأبيض الكثيف انتشر داخل المنزل، دون لهب أو نار، لكنه تسبب في صعوبة التنفس. تؤكد نجوى أن زوجها لم يتمكن من النهوض بسبب سنه، وساعده الجيران في الخروج بصعوبة وسط صرخات الألم والدخان المنتشر في المكان.
شهادات السكان تكشف عن حجم الصدمة
هناك عدة شهادات من السكان أظهرت مدى الذعر الذي عاشه الأهالي في تلك اللحظات. سيدة مسنة تدعى سنية كانت تزور ابنها في العقار المقابل، أكدت أن صوت الانفجار كان أشبه بانفجار قنبلة، جعل الأرض تهتز تحت أقدامهم، وأصاب حفيدها بالرعب. أما أم محمد، صاحبة مصنع خياطة، فرجحت في البداية أن ما حدث هو تفجير إرهابي، بسبب كمية الدخان والتراب الذي ملأ المكان، وعدم القدرة على الرؤية بوضوح. الجميع ترك كل ما بيده وهرع نحو المصابين لمحاولة إنقاذهم، في وقت انتشرت فيه إشاعات عن اندلاع حريق واسع.
إصابات بين السكان وسط فوضى الشارع
في وسط هذا المشهد المرعب، لم تكن الإصابات قليلة، إذ سقط عدد من الضحايا نتيجة تطاير الزجاج وشدة الاهتزاز. من بين المصابين طالب يدعى محمد أحمد مالك، أصيب في رأسه بسبب الزجاج المتناثر، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما نقل العم عصام، زوج نجوى، إلى غرفة العمليات بعد إصابته بكسر في الفخذ. بعض السيدات خرجن إلى الشارع حافيات الأقدام من شدة الرعب، بينما ظل الأطفال يصرخون، في مشهد وصفه بعض السكان بأنه لم يحدث مثله منذ سنوات طويلة.
الداخلية توضح حقيقة الحادث وتطمئن المواطنين
عقب انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت الجهات الأمنية بيان أوضحت فيه أن ما حدث لم يكن انفجار إرهابي، بل نتيجة تسرب في جهاز الشحن بسبب زيادة الضغط ودرجات الحرارة. البيان أكد أن الحادث لم ينتج عنه أي حريق، وإنما مجرد دوّي صوتي، وتمت السيطرة على الموقف بسرعة من خلال إغلاق مصدر الغاز بواسطة الشركة المتخصصة. ورغم تطمينات السلطات، استمرت مشاعر القلق بين السكان، خاصة أولئك الذين أصيبوا بمنازلهم وتضررت ممتلكاتهم من قوة الانفجار.
آثار الانفجار واضحة داخل المنازل المجاورة
المنازل القريبة من موقع الحادث تأثرت بشكل ملحوظ، خاصة الطوابق العليا في العقارات المجاورة. في شقة نجوى تحركت صلفة الغاز من مكانها، وتهشم زجاج النوافذ، وسقطت بعض الأشياء من الرفوف. الأهالي أكدوا أن ما حدث كان بمثابة كارثة حقيقية لولا ستر الله، خاصة أن منطقة محطة الوقود تحيط بها كثافة سكانية مرتفعة. كثير من السكان عبروا عن غضبهم من تكرار الأعطال والتسريبات التي تحدث داخل بعض المحطات المنتشرة وسط البيوت دون متابعة حقيقية أو صيانة دورية تضمن سلامة الناس.
تحذيرات السكان ومطالب بإجراءات صارمة
المشهد كله جعل كثير من السكان يطالبون بمزيد من الرقابة والمتابعة لمحطات الوقود، خاصة تلك التي تقع وسط الكتل السكنية. السيدة سنية اعتبرت ما حدث بمثابة جرس إنذار للحكومة لمراجعة أوضاع هذه المحطات. وقالت إن الحوادث تتكرر، وإن حياة الناس أصبحت مهددة في بيوتهم. وطالبت بضرورة وجود خطة واضحة للصيانة الوقائية، وتحويل بعض المحطات خارج النطاق السكني، مشيرة إلى أن مجرد دوي الصوت كاد يقتلها من الرعب، خاصة مع تقدمها في السن وضعف قدرتها على الحركة.
حالة أسر الضحايا بعد الحادث
أسر الضحايا ما زالت تعيش في صدمة من هول الموقف. داخل شقة سيدة تدعى كريمة كانت تبكي وهي تبحث عن أوراق التأمين الصحي الخاصة بزوجها المصاب. تقول إنها لم تستوعب ما جرى حتى بعد مرور ساعات، وإنها لا تصدق أن بنزينة قد تنفجر بهذا الشكل وسط البيوت. أما نجوى فكانت تمسك بذراع ابنتها وتهرول على السلالم تبحث عن أي أخبار جديدة عن حالة زوجها الذي دخل غرفة العمليات. رغم تأكيد الأطباء أن حالته مستقرة، إلا أن القلق والخوف لا يفارق ملامح وجهها.
تفاصيل حالة الطالب المصاب وإصابة شديدة بالجمجمة
كشف والد الطالب محمد أحمد مالك (14 عاماً)، أن ابنه أصيب بإصابة خطيرة نتيجة تطاير زجاج عند صوت الدوي داخل محطة الوقود. وأضاف أن الإنبلاج أدى إلى كسر في الجمجمة ووصول الكسر حتى قاع المخ، مع ضغط على الفص الأيمن، مما استدعى إجراء عملية طارئة في الدماغ ونقله إلى العناية المركزة لمدة 48 ساعة تقريباً، وسط نزف مستمر لم يكن من السهل تحديده بدقة. والده قال إنهم حجزوا أكياس دم لإنقاذه، واستمروا في مراقبة حالته، قائلاً: «ربنا يستر على ابني».
استجابة سريعة من الحماية المدنية وتوصيات السلامة
تحدثت مصادر أمنية عن وصول فرق الحماية المدنية وشركة الغاز إلى موقع الحادث على الفور بعد سماع صوت الانفجار الناتج عن وحدة ضغط الهواء. وتم الإعلان عن عدم وجود حريق أو حالات اختناق. وأكدوا أن التعامل تم بسرعة وفعالية، بإغلاق مصدر الغاز وعزل المحطة، ثم بدء أعمال الصيانة. الخبراء الفنيون شددوا على أهمية تفعيل أنظمة الأمان الحديثة في محطات الوقود، مع ضرورة الصيانة الدورية والإجراءات الوقائية مثل عدم البقاء داخل المركبة أثناء الشحن وعدم إشعال النار، خاصة في الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة وتزيد احتمالية التسربات.






