ريفيرو يحسم تشكيل جهازه الفني في الأهلي ورفض قاطع للإبقاء على يانكون

اقترب النادي الأهلي من الإعلان الرسمي عن تشكيل الجهاز الفني الجديد بقيادة المدرب الأوروجوياني ريكاردو ريفيرو، بعد التوصل لاتفاق نهائي معه بشأن مساعديه. وبحسب مصادر داخل القلعة الحمراء، فإن ريفيرو أصر على اختيار جهازه الفني بالكامل دون تدخل، وهو ما وافقت عليه الإدارة احترامًا لرؤيته الفنية. ضم الطاقم المعاون مساعدين من ثقته، من بينهم مدرب عام ومحلل أداء ومدرب لياقة بدنية، جميعهم سبق له العمل معهم في تجاربه السابقة. رغبة ريفيرو في العمل مع طاقم يعرفه جيدًا تعكس حرصه على تطبيق أفكاره التكتيكية دون عوائق أو تأخير في التأقلم. الأهلي من جانبه رحب بهذه الرؤية، خاصة أن الهدف في المرحلة المقبلة هو بناء مشروع طويل الأمد يعيد الفريق لمكانته القارية والدولية. الاتفاق النهائي مع ريفيرو يعكس توافقًا إداريًا وفنيًا نادرًا، وقد يكون بداية لفترة مميزة جديدة في تاريخ النادي.
رفض قاطع للإبقاء على يانكون
رفض ريكاردو ريفيرو بشكل واضح استمرار البلجيكي ميشيل يانكون ضمن الطاقم الفني الجديد للأهلي، رغم المطالبات من بعض مسؤولي النادي بالإبقاء عليه نظرًا لعلاقته الجيدة مع اللاعبين وخبرته الطويلة مع الفريق. إلا أن المدرب الأوروجوياني تمسك بموقفه، مؤكدًا أنه يرغب في إحداث تغيير شامل في الجهاز الفني يشمل كل المناصب، بما في ذلك مدرب حراس المرمى. يرى ريفيرو أن وحدة التدريب يجب أن تكون منسجمة ومتناغمة من البداية، وهو ما لا يتحقق إلا من خلال العمل مع عناصر اختارها بنفسه وتشارك رؤيته وخططه التدريبية. هذا القرار قد يثير جدلاً جماهيريًا، خاصة في ظل الشعبية التي يحظى بها يانكون، لكن إدارة الأهلي فضّلت احترام رؤية المدير الفني الجديد، في إطار منحه كامل الصلاحيات الفنية. رفض الإبقاء على يانكون يفتح الباب أمام مرحلة جديدة تمامًا في ملف تدريب الحراس داخل القلعة الحمراء، بعد سنوات من الاستقرار النسبي.
لا لمدرب حراس مصري: قرار يثير الجدل
أثار قرار ريكاردو ريفيرو برفض تعيين مدرب حراس مرمى مصري في جهازه الفني ردود فعل متباينة داخل الوسط الرياضي، خاصة أن الأهلي كان دائمًا داعمًا للكفاءات المحلية. ريفيرو شدد في اجتماعاته مع لجنة التخطيط على أن مدرب الحراس يجب أن يكون من اختياره، ويفضل أن يكون أجنبيًا سبق له العمل معه أو على دراية تامة بطريقة تدريبه الخاصة. هذا القرار يأتي من منطلق رغبته في الحفاظ على انسجام الجهاز الفني وتوحيد المفاهيم التدريبية، لكنه في المقابل حرم عدداً من المدربين المصريين الأكفاء من فرصة نادرة للعمل في نادٍ بحجم الأهلي. البعض يرى أن القرار طبيعي ومنطقي ضمن صلاحيات المدير الفني، فيما يرى آخرون أنه تهميش غير مبرر للكوادر المحلية. في كل الأحوال، يبدو أن ريفيرو لن يتراجع عن هذا الموقف، ما يؤكد عزمه على فرض سيطرته الكاملة على أدق تفاصيل العمل الفني داخل الفريق منذ اليوم الأول.
ريفيرو يختار طاقمه بعناية ودقة
ريكاردو ريفيرو لم يترك شيئًا للصدفة في مفاوضاته مع الأهلي، بل أصر منذ البداية على أن يشمل التعاقد تحديدًا واضحًا لكل أفراد طاقمه الفني. حرص المدرب الأوروجوياني على اختيار طاقم مساعديه بعناية كبيرة، حيث اختار كل عضو بناء على كفاءة سابقة وتفاهم شخصي. الجهاز يضم مدربًا عامًا له خبرة في الكرة اللاتينية، ومحلل أداء متخصص في التكنولوجيا الحديثة، ومدربًا للياقة معروف بانضباطه وقدرته على تقليل الإصابات. فلسفة ريفيرو تعتمد على منظومة عمل متكاملة تتشارك في كل التفاصيل، ما يتطلب وجود طاقم يثق به تمامًا. هذا التوجه يعكس شخصية المدير الفني الصارمة والمركّزة، ويؤشر إلى مشروع فني قد يحمل طابعًا مختلفًا عما اعتاد عليه جمهور الأهلي. الإدارة الحمراء كانت متجاوبة مع هذه الرؤية، ووافقت على كافة الترشيحات، في ظل رغبتها في بناء فريق لا يسيطر عليه مجرد مدرب، بل منظومة احترافية كاملة منسجمة ومتجانسة.
الأهلي يمنح ريفيرو الصلاحيات الكاملة
اتخذ مجلس إدارة الأهلي خطوة غير معتادة بمنح المدرب الجديد ريكاردو ريفيرو كامل الصلاحيات في تشكيل جهازه الفني، بما في ذلك استبعاد عناصر قائمة سابقة ورفض الاستعانة بمدربين مصريين. هذا القرار يأتي ضمن رغبة النادي في منح المدرب الأجنبي الظروف المثالية للنجاح دون أي تدخل خارجي، وهو ما أكده مسؤولو لجنة التخطيط في جلساتهم الأخيرة. الأهلي، المعروف بتقاليده الفنية الصارمة، يبدو أنه يفتح صفحة جديدة تقوم على احترافية أكبر واحترام مطلق لرؤية المدير الفني. هذه الصلاحيات تشمل الجوانب التدريبية، الفنية، وحتى النفسية، في إطار مشروع طويل الأمد. منح ريفيرو هذه السلطة يعكس ثقة الإدارة في شخصيته وقدرته على قيادة الفريق نحو البطولات، كما أنه يحمل في طياته رسالة إلى الجماهير بأن النادي يضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، حتى لو تطلب الأمر تجاوز بعض العادات القديمة أو الشخصيات ذات الشعبية داخل النادي.
ثقة متبادلة بين ريفيرو وإدارة الأهلي
العلاقة بين ريكاردو ريفيرو وإدارة النادي الأهلي بدأت على أسس قوية من الثقة والتفاهم المتبادل، ما يبشر بمرحلة استقرار فني جديدة. منذ بداية المفاوضات، كان واضحًا أن الطرفين لديهما أهداف متقاربة، أبرزها استعادة السيطرة على البطولات المحلية والقارية، وتطوير الأداء الجماعي للفريق. ريفيرو أبدى احترامًا كبيرًا لقيمة الأهلي التاريخية، وفي المقابل لقي تجاوبًا إيجابيًا من الإدارة التي رحبت بتوجهاته الفنية الصارمة. التوافق لم يكن فقط في ملف المساعدين، بل امتد ليشمل خطط الإعداد، التعاقدات الصيفية، وحتى السياسة الإعلامية للفريق. إدارة الأهلي، التي تعلم صعوبة المرحلة المقبلة، أدركت ضرورة العمل بروح الفريق الواحد، وهو ما التقطه ريفيرو بسرعة، فطلب أن تكون كل خطواته مدعومة من الجميع، بدءًا من الإدارة وحتى اللاعبين. هذه الثقة المتبادلة، إن استمرت بنفس الوتيرة، قد تصنع فارقًا واضحًا في نتائج الفريق خلال الموسم الجديد وتعيده إلى قمة المنافسة المحلية والقارية.
يانكون يودع الأهلي بعد مسيرة طويلة
مع قرار ريفيرو بعدم الإبقاء على يانكون، تنتهي واحدة من أبرز القصص في تاريخ مدربي حراس المرمى في الأهلي. يانكون، الذي قضى سنوات طويلة داخل جدران القلعة الحمراء، ارتبط اسمه بتطور مستوى الحراس، وخاصة محمد الشناوي، وكان عنصرًا محبوبًا بين الجماهير واللاعبين على حد سواء. رحيله قد يكون محبطًا للبعض، لكن في عالم كرة القدم الاحترافية، القرارات الفنية لا تحتمل العاطفة. ريفيرو يرى أن المرحلة الجديدة تتطلب دماء جديدة وفلسفة مختلفة، وهو ما يتطلب تغييرًا شاملًا. يانكون بدوره ودع النادي برسالة احترام وتقدير، مؤكدًا أن رحيله لا يمحو سنوات من العمل والنجاح المشترك. جماهير الأهلي ستبقى مدينة له بالكثير، لكنه يغادر الآن ليفسح المجال أمام مشروع فني جديد. خروجه يمثل نهاية حقبة وبداية أخرى، قد تحمل في طياتها تحديات أكبر وفرصًا جديدة لتطوير مستوى حراسة المرمى في الفريق الأحمر.
رفض يفتح ملف مدربي الحراس في مصر
قرار ريفيرو بعدم تعيين مدرب حراس مصري أعاد إلى الواجهة الجدل القديم حول دور الكفاءات المحلية في الأندية الكبرى، وخاصة في المواقع الفنية المتخصصة. يرى البعض أن هذا القرار يعد تهميشًا غير مبرر لمدربين مصريين يمتلكون خبرات كبيرة، وبعضهم أشرف سابقًا على الحراس في منتخبات وأندية كبرى. في المقابل، يدافع أنصار القرار عن حق المدير الفني في اختيار جهازه الفني بما يتناسب مع فكره ومنهجه، دون إلزام أو تدخل. فتح هذا الملف يجب أن يكون دافعًا لإعادة تقييم واقع مدربي الحراس في مصر، سواء من حيث التطوير الفني، أو الشهادات الدولية، أو فرص الاحتكاك بالمستويات العالمية. الأهلي، رغم تاريخه في دعم الكفاءات المصرية، اختار منح المدرب حرية مطلقة، وهو توجه قد يُتبع في أندية أخرى مستقبلًا. القضية أكبر من مجرد اسم، إنها تتعلق بمنهج احترافي يجب أن يُناقش بواقعية بعيدة عن الحساسيات الوطنية أو الشعبية.
ماذا ينتظر الأهلي مع الجهاز الجديد؟
تعيين ريفيرو وجهازه الفني الجديد يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول ملامح الفريق خلال الموسم المقبل. هل سيتمكن هذا الطاقم من استعادة الأهلي لمستواه المعهود؟ وهل تنجح فلسفة المدرب الصارمة في التأثير الإيجابي على أداء اللاعبين؟ الجهاز الجديد يتميز بالتخصص والاحترافية، ويملك سيرة ذاتية جيدة في تطوير الفرق تكتيكيًا وبدنيًا. المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تغييرات على مستوى طريقة اللعب، الانضباط التكتيكي، والتدوير بين اللاعبين. كما أن ملف الانتقالات سيشهد دورًا واضحًا للمدرب الجديد، الذي أبدى رأيه بالفعل في بعض الأسماء. الجماهير من جانبها تنتظر بداية الموسم بشغف، لترى انعكاسات هذه التغييرات على النتائج. النجاح لن يكون سهلًا، لكن وجود جهاز منسجم وقيادة فنية ذات رؤية واضحة قد يصنع الفارق. الأهلي يدخل الموسم الجديد برؤية جديدة، ويأمل أن تكون هذه المغامرة الفنية بداية لحقبة جديدة من البطولات والهيمنة المحلية والقارية.
ريفيرو أمام تحدي كتابة التاريخ مع الأهلي
تولي ريكاردو ريفيرو القيادة الفنية للأهلي يضعه أمام تحدٍّ كبير لكتابة اسمه في سجل المدربين الكبار الذين مروا على القلعة الحمراء. الجماهير لا تنتظر مجرد أداء جيد، بل بطولات وإنجازات تليق بتاريخ الفريق. النجاح في الأهلي ليس فقط في التكتيك والانضباط، بل في التعامل مع الضغط الجماهيري والإعلامي، وتقديم أداء قوي في مباريات القمة والمنافسات الأفريقية. ريفيرو لديه الأدوات الفنية، لكن النجاح سيتطلب أكثر من ذلك، مثل الذكاء الإداري، وإدارة غرف الملابس، والقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة في التوقيت المناسب. تتويجه مع الأهلي ببطولة كبرى سيضمن له مكانًا في قلوب الجماهير، ويجعله جزءًا من تاريخ نادٍ لا يرحم من لا يحقق النتائج. الكرة الآن في ملعبه، والموسم المقبل سيكون بمثابة الاختبار الحقيقي لقدراته، وربما فرصته الأكبر لصنع مجد شخصي وجماعي في واحد من أعظم أندية العالم.






