قصص درامية

الفاتنة والذئب الجريح (الجزء الثالث والأخير)

شال الغطا اللي عليه برجله اللي إتوجعت جامد من شدة الضربة، ووقع كل المحاليل اللي متعلقاله.

سند على الكمودينو عشان يعرف يقوم من الدوخة اللي كان حاسس بيها.

طبعا الدكتور، والممرضة وقفوا قصاده، وحاولوا يمنعوه من الحركة.

مقالات ذات صلة

الدكتور: يا أدهم باشا إنت كده بتإذي نفسك إنت لسه قايم من غيبوبة شهر.

أدهم زاح الدكتور بعنف، وشال كل الأجهزة المتوصلة بجسمه، وقال: إبعد عني محدش يقربلي.

أدهم سند على الحيطة، وبإيده التانية كان ماسك قلبه اللي كان واجعه جامد.

قعد يصرخ، وهو خارج من الأوضة بإسم سلمى، وينادي عليها!!

بدأ أدهم يفتح كل الأوض اللي يقابلها، وهو ماشي، وبرضوا مش لاقيها.

الممرضة كانت بتجري وراه، وبتحاول توقفه، وتقول: يا باشا لو سمحت إهدى إنت لسه تعبان إنت كده بتضر نفسك!!

أدهم فجأة مسك دراعها جامد، وقالها: قوليلي بسرعة فين أوضة مراتي؟

الممرضة من كتر خوفها، ورعبها منه، ومن مكانته، وسلطته.

بسرعة شاورتله على الأوضة اللي فيها سلمى.

أدهم جري على الأوضة، ورزع الباب، وكان هيقع لولا إنه سند جسمه على الحيطة.

آخيرا شاف سلمى اللي كانت نايمة على السرير مبتتحركش، وجسمها كله كان متوصل بخراطيم، وأجهزة أكتر من اللي كانت في جسمه.

سلمى كان وشها مصفر، وحالتها صعبة.

أدهم راح رفع وشها، وحضنه، وكان مرعوب عليها، وقال: سلمى قومي يا حبيبتي ردي عليا.

الدكتورة دخلت الأوضة، ولقته رافعها كده إتخضت، وقالت: لو سمحت كده غلط على المريضة سيبها، ونيمها على سريرها.

 الدكتورة كانت بتقوله كده، وكانت مسكاه من دراعه بتبعده عن سلمى.

أدهم بصلها بقسوة، ونطر دراعه منها، وزاحها بعيد، وقال: إقفلي بقك، ومتتدخليش في اللي ملكيش فيه.

أدهم ريح وش سلمى على السرير، وقعد يمسح على وشها، وعينيه إتملت بالدموع، وقال: سلمى يلا يا حبيبتي فوقي، أنا أدهم يا قلبي، ردي عليا يا سلمى.

أدهم لما ملاقاش سلمى بتفوق إتعصب، وقعد يصرخ، وينادي بإسمها.

محسش بنفسه بعدها عشان كانت في حقنة مهدئ إتغرزت في دراعه، وراح في النوم بعدها، ومدريش بالدنيا.

حقهم بصراحة كان لازم ينيموه تاني عشان كان هيطربق المستشفى على دماغهم، لو سلمى مفاقتش.

سلمى قعدت تلات شهور بحالهم في غيبوبة، ومش حاسة بأي حاجة حواليها.

أدهم كان قاعد على كرسي جنب سريرها، وحاطط راسه على إيديها، وحاضن دراعها، وقافل عينيه.

فتح عينيه بعد شوية، وكانت حمرا جدا من قلة النوم، بصلها، ومسح على خدها، وكان قلبه بيتعصر من الحزن عليها.

أدهم: قومي بقى يا سلمى هو إنتي بتختبري حبي ليكي ولا إيه؟

هو إنتي مش عارفة إنك عايشة جوة قلبي، وضلوعي؟

وحشتيني يا حبيبتي أوي، وحشني كلامك معايا، وحشتني عينيكي الحلوين، وحشتني ضحكتك، ولعبك، وهزارك معايا.

قومي يا سلمى ده أنا من غيرك عايش من غير روح عشان إنتي روحي.

حبيبتي فوقي، وإرجعيلي أنا أدهم حبيبك.

هو أنا موحشتكيش؟ ولا إنتي زعلانة مني عشان كنت سايق بسرعة.

أنا غلطان يا حبيبتي، أنا اللي عملت فيكي كده سامحيني، وإرجعيلي.

ربنا عاقبني أهو، تلات شهور شوفت فيهم العذاب عشان إنتي مش معايا.

حبيبتي فوقي ده أنا قربت أتجنن خلاص أنا بجيب هدومك أشمها، وأقعد أتكلم معاها زي ما بتكلم معاكي.

إنتي شايفة وصلت لإيه من غيرك؟

أنا أدهم حبيبك، ولا أنتي خلاص مبقتيش تحبيني؟

كان أدهم بيكلمها وهو ماسك إيديها، لكن سكت، وسند ضهره على الكرسي، وكان حاسس بوجع كبير في قلبه، وهيموت من الحسرة، وهو شايفها نايمة، ومبتتحركش.

أدهم وهو ماسك إيديها فجأة حس بحركة خفيفة في صوابعها راح قايم منفوض، وفضل يبص لوشها، وإيديها أحسن يكون بيتهيئله.

المفاجأة إنه فعلا إتأكد من حركة صوابعها إنه مش بيحلم، وسلمى آخيرا فاقت.

أدهم نزل، وحضن وشها جامد، وقعد يبوس في عينيها، ومكنش مصدق نفسه، وهو ملهوف وبيقولها: سلمى حبيبتي إنتي سمعاني؟

سلمى هزت راسها ببطء شديد عشان تعرفه إنها سمعاه.

أدهم كان قلبه بيرقص من الفرحة، وقعد يبوس راسها، وخدودها، ومكنش مصدق نفسه.

دخل الدكتور، وإستغرب إنها فاقت!!

الدكتور: لو سمحت يا أدهم بيه عايز أطمن عليها.

أدهم سندها تاني على السرير، وكانت سلمى بتبصله، وبتبص للدكتور بإستغراب!!

الدكتور كشف عليها، وقال: ألف حمدالله على السلامة يا مدام سلمى.

سلمى بدأت تركز شوية، وبصت لأدهم، وقالت: إنت مين؟!

كانت سلمى مستغرباه، وكانت عاقدة حواجبها بضيق!!

أدهم رجع لورا من الصدمة، والفرحة اللي كانت في عينيه إتطفت، والإبتسامة اللي كانت مالية وشه راحت، وسكت مش قادر يتكلم.

بصعوبة أدهم مشي ناحية سلمى، وقال: إنتي بتقولي إيه؟! يعني إيه أنا مين؟!!

في الأول أدهم كان بيتكلم بالراحة من شدة الصدمة، وبعد كده بدأ صوته يعلى، وقال: هو إنتي مش عارفة أنا مين؟!!

سلمى إترعبت، وبان الخوف عليها، وحاولت تبعد دراعها عن إيديه، وهي بصاله.

الدكتور: أدهم باشا أرجوك خليني أشوف شغلي إسمحلي بس أتكلم معاها شوية.

أدهم كل ده كان فاكر إنها بتعمل كده عشان بتعاقبه، وكان مبحلق عينيه، وباصص في عينيها اللي كانت مرعوبة منه، وساب دراعها، ورجع لورا شوية عشان الدكتور يتكلم معاها.

قعد أدهم يلف في الأوضة رايح جاي، ومتعصب على الآخر، وكانت سلمى عينها عليه، وهي بتكلم الدكتور!!

الدكتور إتكلم مع سلمى بمنتهى الهدوء، وقالها: حضرتك عارفة إسمك إيه؟

سلمى: طبعا أنا إسمي سلمى عصام الدين!!

سلمى كانت بترد على الدكتور بإستغراب إنه فاكرها متعرفش إسمها!! وفي نفس الوقت مشالتش عينيها من على أدهم، وهي مخضوضة منه.

الدكتور: طيب ممكن تهدي يا مدام، وتق….

قاطعته سلمى، وكانت بتزعق جامد، وبتقول: إنت برضه هتقول مدام!! دي تاني مرة تقولها.

أنا أنسة يا دكتور، ولسة متجوزتش!!

أدهم بصلها، وكان مصدوم من اللي قالته، وعصبيته بدأت تزيد، وفضل يرزع في الكرسي اللي جنب السرير.

الدكتور: طيب ممكن حضرتك تقوليلي اللي واقف هناك ده يبقالك إيه؟

الدكتور كان بيشاورلها على أدهم اللي كان واقف، وفاتح بقه من الذهول.

سلمى: أنا معرفش ده مين أول مرة أشوفه في حياتي!!!

أدهم في اللحظة دي إتأكد إنها فقدت الذاكرة، وقلبه كان بيتعصر من الحزن، وحس إن الدنيا بتلف بيه، ودماغه كانت هتتفرتك.

الدكتور قام من قدامها، وهو حزين لما حس بخطورة الموقف.

سلمى شالت الغطا من عليها، وكانت بتحاول تقوم من على السرير، وقالت: أنا عايزة أمشي عشان تيتة زمانها قلقانة عليا.

أدهم لحد كده، ومقدرش يستحمل، كانت قدامة ترابيزة خشب دب عليها إتكسرت نصين، وسلمى كانت مرعوبة منه.

معذورة هي برضوا متعرفوش!!!

الدكتور: أدهم بيه ممكن من فضلك نتكلم شوية برا؟

أدهم فضل باصصلها، والدكتور خرج، وهو خرج وراه.

رزع الباب بقوة، سلمى إتنفضت من شدة الصوت.

الدكتور: بص يا أدهم بيه واضح إن المدام عندها فقدان ذاكرة مؤقت، وهيختفي مع الوقت.

بس مش هينفع نضغط عليها عشان تفتكر.

لإن لو ضغطنا عليها ساعتها هيكون في أذى كبير لأعصاب المخ.

عشان كده لازم نتعامل مع الموضوع بهدوء، وتصبر عليها أوي.

تحاول تفكرها بالأحداث الكبيرة اللي في حياتكوا، بمعني إنك متدخلش في أي تفاصيل حرفيا إتفقنا؟

أدهم: تمام يا دكتور.

الدكتور: طيب هي كده بقت زي الفل، وممكن تخرج من المستشفى.

الدكتور قال كده، ومشي.

أدهم رمى نفسه على أقرب كرسي، وكان مش قادر يصدق اللي بيحصل.

أدهم قام، ودخل الأوضة، كانت سلمى بتغير هدومها، وكانت الممرضة بتساعدها.

سلمى لما شافته دخل، عملت قلبان كبير، وقالت: إنت إزاي تدخل كده من غير متخبط؟!

إطلع برة أنا معرفكش.

الممرضة إترعبت لما لقت سلمى بتقول كده.

أدهم كان واقف بيبصلها وهو ساكت مردش عليها.

سلمى لما لقته لسه واقف حاولت تستر نفسها منه، وتجيب ملاية السرير تداري جسمها بيها.

وبقت مش عارفة تداري شعرها، ولا جسمها، وقالتله: يا بني أدم بقولك إطلع برا.

أدهم شاور للممرضة عشان تخرج، وفورا سمعت كلامه، وكانت برا الأوضة في لحظة، كانت خايفة أدهم يقلب عليها، وهو متعصب بالشكل ده.

أدهم قفل الباب ورا الممرضة، وقرب على سلمى اللي كانت مرعوبة منه.

سلمى: إنت عايز مني إيه؟ إبعد عني؟ إوعى تقربلي؟!!

أدهم خد منها التيشيرت، وظبطه، وحطه على رقبتها، ولبسهولها.

سلمى: هو أنا أعرفك؟!! طب إنت مين؟

أدهم: أنا جوزك يا سلمى.

سلمى إتصدمت صدمة كبيرة، وبرقت عينيها، وهي بتردد الكلمة كإنها بتقولها لأول مرة.

سلمى: جوزي طب إزاي؟!!!

قعدت سلمى تضرب أدهم بإيدها على صدره، وهو مستحمل، وبيحاول يكون هادي لأبعد الحدود.

سلمي كانت بتصوت في وشه، وتقول: إنت بتكدب عليا، أنا مش متجوزة، إنت عايز مني إيه؟ عايز تجنني!!

أدهم كان بيلبسها، وهي عمالة تضرب فيه، وكان قلبه واجعه أوي عشان هي مش فاكراه، ولا فاكرة أيامهم الحلوة سوا، ولا حتي فاكرة حبهم الكبير لبعض.

سلمى كانت بتبعده عنها، وهو بيلبسها لحد ما زعقلها، وقال: يا بنتي إهدي، وإعقلي بقى.

سلمى إتنفضت، وبصتله، وهي مرعوبة، وحاولت تشيل عينها عنه من كتر الخوف.

أدهم: يا سلمى إنتي مراتي، إحنا متجوزين، ولما نروح بيتنا هوريكي قسيمة جوازنا عشان ترتاحي.

سلمى ردت عليه بقسوة، وقالت: إنت كداب أنا مش فاكرة حاجة زي كده خالص.

أدهم: أنا عمري ما كدبت عليكي يا سلمى، وإنتي شوية وهتفتكري كل حاجة.

أدهم كان بيتكلم معاها بمنتهى الهدوء.

سلمى ردت عليه وهي سرحانة، وقالت: أنا مش ممكن أكون متجوزة واحد زيك، أنا، وإنت يستحيل نكون متجوزين!!

أدهم كان حاطط أعصابه في تلاجة، وحاول يبتسم إبتسامة طعمها مر، وقال: إيه رأيك بقى إنتي فعلا متجوزاني، وكل ليلة مكنتيش تعرفي تنامي غير في حضني.

سلمى كانت مبرقة عينيها، ورافعة حواجبها، وضربته تاني في صدره، وقالت: وسع لوسمحت وسع كده انا عايزة أروح لتيتة زمانها قلقانة، وهتتجنن عليا.

أدهم مرضيش يقولها إن ستها ماتت عشان ما تنهارش تاني، وقال: مش دلوقتي إحنا هنروح بيتنا، وبعدين أبقى أوديكي.

أدهم كان بيقولها كده وهو ماسك إيدها، وخارج من الأوضة.

سلمى ضربته على دراعه عشان يسيب إيدها، وقعدت تزعق، وتقول: سيب إيدي سيبني بقولك.

أدهم: صوتك ما يعلاش إنتي فاهمة؟

سلمى إترعبت منه لما كلمها باللهجة المرعبة دي، ونزلت وشها في الأرض، وقالت: أنا عايزة ألبس طرحتي، مش همشي بشعري باين.

أدهم مكانش واخد باله خالص، وساب إيديها بسرعة عشان تلبس طرحتها.

أدهم لام نفسه إنه إتعصب عليها، وحاول يكون أهدى من كده.

سلمى جهزت خلاص، وقالت: سيبني أمشي، أنا مش عايزة أروح معاك، أنا عايزة أروح لتيتة.

أدهم سمعها بتقول كده، وكان عايز يخبط راسه في الحيط، بس الحمد لله مسك نفسه.

خدها من إيدها، وخرجوا برا المستشفى.

راح عند العربية فتحها، وركبها فيها، وقفل الباب، ولف ركب العربية، ودورها، وساق العربية للقصر.

أدهم فتح الباب بالمفتاح، وكانت الدنيا ضلمة كحل.

أدهم شغل الأنوار، وسلمى إتلفتت حواليها، وحست إن في حاجة في المكان ده، وفجأة حست بصداع جامد.

أدهم خدها من إيديها، وطلع بيها على الجناح، وفتح الباب.

سلمى دخلت، وكانت متوترة، وخايفة.

أدهم كان حاسس بيها، ودخل بسرعة جابلها قسيمة الجواز عشان تهدى شوية.

سلمى كانت في ذكريات بترقص في دماغها، ومسكت دماغها جامد، وهي بتتوجع.

سلمى: أه دماغي هتتفرتك من الصداع.

أدهم قعد جنبها، ومسح على راسها بحنية، وقال: اللي بيحصل ده أمر عادي جدا عشان دي أوضتك، وإحنا شوفنا فيها أيام حلوة كتير.

سلمى بعدت إيده عنها، وهي بتتكلم بإستهزاء، وبتقول: أنا مش ممكن أكون عشت معاك إنت بالذات أيام حلوة!!

أدهم بلع الكلام، ومرضيش يتكلم، وبصلها، وفكر أد إيه هي وحشاه، ونفسه ياخدها في حضنه، بس هو لازم يصبر عليها لحد ما تفتكر كل حاجة واحدة واحدة.

أدهم: يلا عشان تغيري هدومك دي.

سلمى لملمت نفسها، ومرضيتش تقوم.

سلمى: لأ انا مش عايزة أغير متشغلش بالك إنت.

أدهم مقدرش يتحمل، وقال: هو إنتي هتفضلي قاعدة قدامي بالطرحة كده؟!!

سلمى: أيوة.

قالت كده، وهي مصرة تضايقه، وتعانده.

أدهم خد نفس طويل، وبهدوء قالها: يا حبيبتي أنا جوزك، وأنا لسه موريكي القسيمة، صح؟!!!

سلمى: برضوا مش عايزة أغير، وهقعد كده بهدومي.

أدهم سمع الكلام ده، وقام خد مفاتيحه، والجاكيت بتاعه، وخرج من الأوضة، ومشي من القصر خالص.

دور العربية، ومشي، وسلمى كانت بتبص عليه من البلكونة لحد ما مشي، وبدأت تهدى خالص.

دخلت الحمام ، وخدت شاور، وخرجت تدور على هدوم، ولقت أوضة دخلتها، ولقت دولاب كبير مليان هدوم كلها مقاسها، وكانت متفاجأة جدا، ولبست بيجامة شتوي، وخرجت.

طلعت على السرير، ونامت نوم عميق….

سلمى قامت من النوم، وأول حاجة عملتها دورت عليه، ولما ملاقتوش فرحت، وحمدت ربنا.

سلمى: تيتة وحشتني أوي أنا لازم أقوم أروحلها.

قامت جهزت نفسها، ولبست الطرحة، وخرجت من الجناح، ونزلت على السلم.

في صالة القصر لقت في وشها ست كبيرة، ووشها سمح ، ولما شافتها إبتسمت بفرحة كبيرة، وقالت: سلمى إنتي رجعتي؟ حمدالله على سلامتك يا بنتي نورتي بيتك.

طبعا سلمى مكنتش فكراها خالص.

بصتلها بإستغراب، وقالت: تسلمي ربنا يخليكي!!

سلمى كانت مستعجلة، وخايفة أدهم يجي قبل ما تمشي.

فتحت باب الفيلا لكن لقت في وشها الحرس واقفين.

واحد منهم قالها: ممنوع تخرجي من هنا يا هانم.

سلمى: يعني إيه ممنوع هو أنا محبوسة ولا إيه.

الحارس: يا هانم دي أوامر أدهم باشا، وإحنا هنا عشان ننفذ الأوامر.

سلمى: لأ أنا هخرج يعني هخرج.

الحارس: سيادتك ممكن تكلمي الباشا، واللي يأمر بيه هنعمله لكن غير كده مش ممكن نسمحلك بالخروج.

سلمى قعدت تنفخ، وتدب رجلها في الأرض، ودخلت تاني، وطلعت أوضتها.

قعدت تفكر شوية، وجاتلها حيلة في دماغها.

قامت عشان تنفذها فورا.

لبست بنطلون جينز كحلي، وتيشيرت من بتوع أدهم، ولبست أيس كاب على شعرها، ولبست نضارة شمس.

نزلت بسرعة، ودخلت الجنينة من غير ما حد يشوفها، ولقت سلم بتاع الجنايني، وسندته على السور، وطلعت عليه، ونطت من الناحية التانية.

سلمى فضلت تتوجع، وما خدتش بالها إن الحرس شافوها، وجريوا وراها، ومعاهم كلاب فضلت تهوهو، وهي بتجري عليها.

سلمى قامت مفزوعة، وفضلت تجري، وهما يجروا وراها.

لحد ما لقت عربية وقفت فجأة قدامها.

خرج أدهم منها ملهوف عليها.

سلمى لما شفته جريت عليه، وإترمت في حضنه، وهي مرعوبة من الكلاب.

أدهم قعد يبهدل في الحرس، ويقول: إنتوا بهايم، بتجروا وراها، وكمان معاكم الكلاب؟!!

الحارس: يا باشا إحنا كنا فاكرين حرامي خصوصا لما نطت من السور.

أدهم: يلا غوروا في داهية أنا مش عايز أشوف وشكوا هنا تاني.

سلمى كانت لسه مرعوبة، ومكلبشة في حضن أدهم، والغريبة إنها كانت حاسة إنها مش عايزة تسيب حضنه!!!

أدهم قعد يهديها، ويطبطب عليها، وقال: خلاص إهدي، ومتعيطيش أنا معاكي.

أنا أدهم حبيبك اللي كان هيموت عليكي، وإنتي في الغيبوبة.

أدهم كان بيقولها كده، وهو حاضنها جامد، وكان هيموت ويحضنها من بدري.

سلمى خرجت بسرعة من حضنه لما ركزت، وهديت.

أدهم: قوليلي بقى إنتي عايزة تمشي، وتروحي فين؟!

سلمى: أنا عايزة أروح لتيتة.

أدهم: طب يلا إركبي العربية أنا هوديكي لو كنتي قلتيلي كنت أنا هعملك اللي إنتي عايزاه، ومكنتيش جازفتي بحياتك كده.

سلمى كانت لسه بتعيط، وقالت: كانوا هيموتوني، والله الكلب كان هيموتني.

أدهم: إنتي عارفة لو إتجرأوا، ولمسوكي أنا كنت هخلص عليهم كلهم في نفس اللحظة.

سلمى ركبت العربية مع أدهم، وحاولت تهدي نفسها، وجواها كانت فرحانة إنها آخيرا رايحة لجدتها.

لكن يا فرحة ما تمت لقته ماشي في طريق غير طريق جدتها، وإتوترت، وقالت: ده طريق تاني خالص إنت واخدني على فين؟

سلمى كانت مرعوبة يكون خاطفها!!

أدهم: أنا عارف  يا سلمى إصبري، وهتعرفي كل حاجة.

أدهم كان متضايق جدا، وزعلان عليها لما تعرف إن جدتها ماتت، وحزنها يتجدد تاني.

سلمى: طب عرفني لو سمحت إنت واخدني على فين؟!

خلاص أدهم وقف العربية، وبتبص حواليها لقت نفسها في الترب.

سلمى برضوا لسه مصدقة نفسها إنه عايز يإذيها، والفكرة دي مسيطرة عليها جامد.

نزلت من العربية وهي مرعوبة، وقالت: هو إنت عايز مني إيه؟ وجايبني هنا ليه؟!

أدهم إتضايق، ومسكها من إيدها، وراح لباب فتحه بالمفتاح، ودخل بيها.

أدهم: أنا جيبتك لجدتك يا سلمى.

سلمى بصت للتربة، ولقت إسم جدتها عليها، وإنهارت من الدموع، وجريت حطت إيديها على التربة، وقعدت تعيط بحرقة كبيرة.

أما بالنسبة لأدهم اللي يا عيني كان بيشوف المشهد ده للمرة التانية، وكان قلبه واجعه عليها، وسكت، ومبقاش عارف يعمل إيه، خصوصا وهي مش عرفاه.

سلمى: مشيتي ليه يا تيتة؟ سيبتيني لوحدي، وروحتي لماما، وبابا.

طب أنا أعمل إيه من غيرك؟ أنا مكنش ليا غيرك يا تيتة، إنتي وحشتيني أوي.

أدهم قفل عينيه، وكان مديها ضهره، ونفسه ياخدها في حضنه، ويطمنها إنه معاها، وهيفضل سندها، وضهرها في الدنيا.

لكن مقدرش يتكلم، ولف مسكها عشان يقومها، وقامت معاه، وهي مستسلمة على الآخر، وإترمت في حضنه، وقعدت تعيط عياط جامد.

أدهم كان بيمسح على ضهرها، وضامم راسها في صدره أوي عشان يحسسها بالأمان، وتهدى شوية.

سلمى: هي ماتت إزاي؟

أدهم كان عمال يطبطب عليها، ويمسح دموعها، وقال: ماتت ياحبيبتي موتة طبيعية في بيتها.

سلمى عيطت بحرقة عليها، وبصت على القبر بصة وداع، وخرجت تجري على العربية، وهي منهارة من العياط.

ركبت العربية مع أدهم من سكات.

أدهم: ها عايزة تروحي فين تاني؟

سلمى: ممكن توديني شقتي القديمة؟

أدهم: حاضر من عينيا.

سلمى بصتله، وسكتت، ورجعت ضهرها لورا، وكانت سرحانة في أيامها القديمة لما كانت عايشة مع جدتها، وكانت قلبها بيتقطع من الحزن.

وصلوا قدام البيت، وأدهم خرج المفاتيح من جيبه، وفتح الباب والأنوار.

سلمى دخلت بتبص على حيطان البيت، بحب، وحنين، ووجع كبير في قلبها.

قعدت على الكنبة، ومسحت بإيديها عليها، وقالت: حبيبتي كانت على طول قاعدة على الكنبة دي، وتاخدني في حضنها، وتمسح على شعري هنا.

أدهم ساعدها إنها تقلع طرحتها، وقعد يمسح على شعرها، وهي كانت في دنيا تانية لحد ما راحت في النوم.

أدهم قام جابلها بطانية، وغطاها كويس.

أدهم قعد على الكرسي بيبص عليها، وكان زعلان عليها، وصعبانة عليه جدا.

فقدانها للذاكرة خلاها تعيش نفس الحزن اللي عاشته قبل كده، ورجع يتكرر تاني نفس الوجع.

أدهم هو كمان نام على الكرسي اللي قصادها، ومحسش بالدنيا.

سلمى صحيت، وكانت بتفرك في عينيها عشان تعرف تفتحها، ولقت نفسها متغطية، ومن جواها إتبسطت، ولقته نايم على الكرسي، ورقبته مطوحة لورا، ورجله مفرودة، والكرسي مش مكفي جسمه عشان هو طويل.

سلمى قامت من على الكنبة، وهو حس بيها، وحاول يتعدل بس كانت رقبته متشنجة.

سلمى: إيه اللي حصل؟

أدهم: رقبتي مش قادر أحركها.

سلمى: طب بقولك إيه إدخل نام في الأوضة جوا على السرير.

أدهم فعلا قام ، ودخل نام، وبعد شوية سلمى دخلت عشان تشوفه، كان نايم في سابع نومة.

سحبت بطانية من الدولاب، وغطته بيها، وفضلت بصاله شوية، وقربت عليه، مشت إيدها على شعره، وكانت حاسة إنها مش أول مرة تعمل كده.

وكمان بقت متأكدة إنه حنين جدا على عكس ما الناس شايفة قسوة منه لكن جواه حاجة تانية.

سلمى بتكلم نفسها، وتقول: معقول أبقى أنا، وهو متجوزين!!!

في عز ما كانت سرحانة كده سمعت الباب بيخبط.

سلمى لبست طرحتها، وكانت مستغربة، وبتقول: ياترى مين اللي يعرف إني هنا!! واللي جاي ده جاي بالليل كده؟

سلمى راحت تفتح الباب، وفجأة لقت واحدة بتشدها برا الباب.

سلمى إترعبت، من منظرها أوي.

الست كانت لابسة هدوم مش نضيفة، وعليها تراب، ولافة طرحة من النوع الرخيص، وشكلها غريب.

سلمى: إنتي مين؟ وعايزة مني إيه يا ست إنتي؟

الست إتكلمت، وقالت: أنا سكينة حماتك يا سلمى!!!

سكينة: أنا أم أدهم يا بنتي، وجتلك النهارده عشان أحذرك.

أنا وصلني التعب اللي إنتي فيه، وجيت عشان أقولك خدي بالك من نفسك، وإنفدي بجلدك يا سلمى.

أدهم ده معندوش رحمة، ولا يعرف ربنا.

رماني في الشوارع بعد ما بهدلني، ومد إيده عليا.

وإتلطمت في كل حتة شوية، وأنا إبني صاحب قصور، وفلل، وبيوت، وشركات.

أنا عارفة إنك مش فاكرة حاجة دلوقتي، وأنا قلت من واجبي أجي أفطمك على اللي كان بيعمله معاكي إنتي كمان.

سلمى: هو كا ن بيعمل إيه معايا؟

سلمى كانت مصدومة من كلامها، ومستغربة في نفس الوقت!!

يا بنتي ده كان على طول بيضربك، ومبهدلك، مكنش يعدي يوم إلا وأشوفك مضروبة منه، وجسمك وارم.

ومهما كنت أقولك إنفدي بجلدك مكنتيش ترضي، وتقوليلي بحبه.

على كل حال أنا كده ريحت ضميري، حرصي على نفسك يا بنتي.

إوعي تقوليله إني جيتلك هنا بدل ما يبهدلني، ويضربني تاني… سلام.

سكينة مشيت، وسابت سلمي عينيها مبرقة، ومصدومة من اللي سمعته.

سلمى دخلت البيت، وقفلت الباب وراها، ودخلت الأوضة اللي نايم فيها أدهم، وفضلت بصاله بصدمة، ومش قادرة تصدق بعد ما شافت حنيته معاها.

سلمى بقت عمالة تكلم نفسها، وتقول: بقى الراجل ده اللي من ساعة ما صحيت في المستشفى، وهو مغرقني حب، وحنان، وإهتمام، هو نفس الراجل اللي بيضربني، ويضرب أمه طب إزاي!!!

ده حتي قلبي كان إبتدا يهدى، ويلين معاه.

أدهم صحي، وفتح عينيه، وكانت سلمى لسه قاعدة على الكنبة بصاله.

أدهم: إنتي قاعدة كده من بدري؟ هو أنا نمت كتير ولا إيه؟

سلمى: طلقني.

أدهم إتصدم، ورفع حواجبه، وقال: إيه أطلقك!!

أيوة من فضلك إمشي من هنا، وطلقني.

سلمى قالت كده، وهي بتحاول تكون قوية، وواثقة من كلامها.

أدهم قرب عليها، ولسة هيتكلم معاها، ويشوف إيه اللي بيحصل!!

سلمى إتخضت، وحطت إيديها على وشها عشان تحمي نفسها، وهي متخيلة إنه هيضربها.

أدهم وقف مصدوم من اللي بتعمله، شايفها بتترعش، ومرعوبة منه، وده كان مخليه مش مصدق اللي شايفه منها!!!

أدهم قعد على ركبه قدامها، وهي قاعدة مرعوبة، ورافعة دراعها بتحمي نفسها منه.

أدهم مسك إيديها، وطبطب عليها بحنية، وبهدوء قال: إنتي بتعملي كده ليه؟ هو إنتي فاكرة إني ممكن أفكر أمد إيدي عليكي؟!!

سلمى إتصدمت لما شافته نازل على ركبه عشانها، وبيطمنها، ويهديها.

كانت شايفة الصدق في عينيه، وهو بيتكلم، وشايفة حنيته عليها كبيرة إزاي!!!

سلمى: أنا كنت خايفة منك أحسن تضربني.

أدهم: إيه؟ أنا أضربك!!

يا سلمى أنا عمري ما مديت إيدي عليكي، ولا في حياتي ضربتك.

سلمى كانت مصدقاه جدا، بس حبت تجيب آخره، وقالت: إنت بتكدب عليا، وبتستغل إني مش فاكرة حاجة، لكن أنا متأكدة إنك كنت على طول بتضربني.

سلمى كانت بتعلي صوتها جامد عشان تستفزه، وتشوف رد فعله هيكون إيه.

أدهم كان حاضن وشها بإيديه، وفجأة نزل إيده، وبصلها بمنتهى البرود، وقال: كملي يا سلمى، إنتي عارفة إيه تاني؟

إسمعي آخر مرة صوتك يعلى وإنتي بتكلميني، عشان إنتي متعرفيش أنا ممكن أعمل إيه!!

سلمى من جواها إستغربت جدا إنه مقامش وضربها، وفهمت خلاص إن سكينة جاية، وعايزة تخرب بيتها، وتوقع بينها، وبين جوزها اللي مشافتش منه غير كل حنية.

ومع ذلك ردت، وقالت: أيوة كبيرك إيه يعني؟ هتضربني.

أدهم: لأ أنا عندي عقاب تاني غير الضرب.

سلمى رجعت لورا، وقلقت منه.

سلمى: يعني هتعمل إيه؟

أدهم: خليها في وقتها، وإنتي هتعرفي.

أدهم كان الكلام ده بالنسبة له مش طبيعي، وكان حاسس إن في حاجة ورا الكلام مش واضحة!!!

أدهم خدها في حضنه فجأة، وبمنتهى القوة قال: إنتي شوفتي مين قالك الكلام ده عني؟ إتكلمي، وقوليلي مين خلاكي تشيلي مني، وتترعبي بالشكل ده؟

سلمي إتوترت، ومبقتش عارفة تقوله إيه، ومردتش عليه، ونزلت عينيها في الأرض.

أدهم حاول يهدى، ورفع وشها تاني، وكلمها بحنية، وقال: يا سلمى إنطقي، ومتخافيش مني أنا تتقطع إيدي لو إترفعت عليكي ده إنتي حب عمري.

سلمى مش عايزة تقوله أمك اللي قالتلي عشان ميعملش مشكلة مع أمه بسببها!!!

سلمى: أنا لما كنت نايمة من شوية حلمت بيك نازل فيا ضرب، ولما صحيت حسيت إن الحلم ده إشارة ليا عشان آخد حذري منك.

أدهم رجع حضن وشها بين إيديه، وباس دماغها، وقال: أنا عمري ما أعمل كده، القمر ده ميضربش.

قالها كده، وخدها في حضنه، وقعد يمسح على ضهرها بحنية، وحب.

سلمى كانت متجاوبة معاه، وكانت في نفس الوقت مستغربة نفسها أوي!!

سلمى: إبعد عني، ومتقربليش بلاش قلة أدب.

أدهم فعلا بعد عنها، وسابها، وقالها: لما ترجعلك الذاكرة هتندمي إنك بتبعديني عنك، بس أنا هصبر لحد متفتكري كل حاجة.

أدهم: يلا نروح على بيتنا.

سلمى: ماشي.

لموا حاجتهم، ومسك إيدها، وخرجوا من البيت.

ركبوا العربية، وسلمى رجعت ضهرها لورا، وهي بتسأله: أنا كنت ليه في المستشفى؟ وليه فقدت الذاكرة؟

أدهم لما سألته السؤال ده وشه إتغير عشان إفتكر أسود يوم في حياته.

أدهم: عملنا حادثة.

سلمى: بسببي أنا؟ كانت عربيتي؟

أدهم: لأ بسببي أنا اللي كنت سايق العربية بسرعة، ومخدتش بالي إن كان في عربية جاية في وشنا، ولما حاولت أبعد عنها، العربية إتقلبت بينا كذا مرة.

سلمى رفعت حواجبها بغضب، وقالت: إنت إزاي كنت متهور كده؟

أدهم: إتغريت في نفسي، وكنت واثق إني يستحيل أعمل حادثة، ومكنتش أعرف إن ربنا هيبتليني البلاء العظيم ده.

وإن نتيجة تهوري كنت هخسر حب عمري، اللي عاشت تلات شهور في غيبوبة بسبب غبائي.

أدهم مسك إيدها، وباسها، وقالها: سامحيني يا حبيبتي بسببي كنتي هتخسري حياتك بعد الشر، وأنا كنت هعيش عمري كله في ندم، وحسرة كبيرة.

سلمى: إنت كنت بتحبني؟

أدهم: أوي أوي، ولسة بحبك، وهفضل أحبك العمر كله.

سلمي لفتله بجسمها، وفضلت تبص على ملامحه، وقالت: هو إحنا عرفنا بعض إزاي؟!

أنا، وإنت حياتنا مختلفة عن بعض، إيه اللي جمعنا، وخلانا نتجوز؟

أدهم: بعدين يا حبيبتي هحكيلك كل حاجة.

عشان هي حكاية صعبة لو سمعتيها دلوقتي هتتعبلك دماغك.

سلمى: تمام

كانت سلمى حاسة بالأمان معاه بشكل كبير بالرغم إنها مش فاكرة حاجة أبدا.

فضلت باصة لإيديها اللي جوا إيديه، وهي مبسوطة، ومرتاحة.

آخيرا وصلوا القصر، وأدهم ركن العربية، وفتح لسلمي الباب، ونزلها بحنية.

مسك إيديها، وبصت من بعيد لمحت حمام السباحة، وإتخيلت إنها بتغرق فيه، وأدهم بينقذها على آخر لحظة.

فاقت سلمى من تخيلاتها لما حست بصداع جامد في دماغها.

أدهم حس بتغير في ملامح وشها، وقال: في حاجة يا حبيبتي؟

حاسة بحاجة؟

سلمى: وجع جامد في دماغي….

سلمي سندت راسها على كتف أدهم، وكانت حاسة بصداع، ووجع جامد في دماغها من كتر التفكير.

أدهم خدها فى حضنه، وكان شايف الوجع باين على وشها.

أدهم: مالك يا حبيبتي؟ فيكي إيه؟

سلمى: وجع جامد دماغي هتتفرتك.

أدهم وطى، وشالها، وراح عند الباب، وخبط عليه.

فتحت الباب واحدة من الشغالات اللي في القصر.

سلمى كانت مكسوفة، وهو داخل القصر، وشايلها كده.

سلمى: إيه اللي بتعمله ده نزلني!!

أدهم كان طالع بيها على السلم، وقالها: أنا شايل مراتي محدش ليه عندي حاجة.

أدهم فتح باب الجناح، ودخل نزل سلمى على السرير، ووطى باس راسها.

سلمى: وبعدين يا أدهم.

سلمى كانت مكسوفة منه، وبتتكسف أكتر لما بيقربلها.

أدهم: آخيرا نطقتي، وقولتي إسمي اللي مندهتليش بيه من يوم اللي حصل.

سلمى: أدهم أنا متشكرة على كل اللي بتعمله معايا.

أدهم: هو انا عملت إيه يعني؟!!

ممكن متشكرينيش على حاجة تاني.

أدهم دخل الحمام ياخد شاور.

سلمى عمالة تفكر إزاي هي مش بتقدر تقاوم قربه منها بالشكل ده؟ وإزاى جسمها بيستجيب ليه كده؟!!

ليه إستسلامها العجيب ده لما بتشوفه، وبيكون قدامها؟!!

أدهم خرج من الحمام لافف البشكير على وسطه.

سلمى شهقت من الكسوف لما لقته خارج بالشكل ده.

سلمى: إيه قلة الأدب دي؟

أدهم: ليه يعني؟!!

سلمى إزاي تخرج من الحمام مش لابس هدومك.

سلمى كل ده كانت مغمضة عينيها، وهي بتتكلم.

أدهم: إحمدي ربنا إني أساسا لافف الفوطة.

سلمى: طب يلا إدخل إلبس بسرعة.

أدهم كان عمال يضحك عليها، وده كان بيستفزها زيادة.

أدهم دخل يلبس هدومه، وسلمي كانت ممدة على السرير.

أدهم خرج من أوضة اللبس، وكان بيتكلم في التليفون.

أدهم: ماشي يا نبيلة أنا هتابع الشغل أون لاين عشان مش هينفع آجي دلوقتى خالص.

قفل مع نبيلة، وخد اللاب توب بتاعه، وقعد على الكنبة الكبيرة، وفتح اللاب، وبدأ يشتغل.

سلمى كانت حاسة بملل فقامت دخلت الحمام، وخدت شاور، وخرجت لابسة برنص، ورابطة الحزام على جسمها كويس.

دخلت أوضة اللبس، وخرجت لابسة بيجامة شتوي تقيلة عشان كانت بردانة.

أدهم وهو بيشتغل كان عمال يبصلها من غير ما تاخد بالها منه.

سلمى قعدت على الكرسي، وبصت على أدهم، وكان واضح إنه مشغول أوي.

سلمى قامت، ودخلت قعدت في البلكونة، وقعدت تتفرج على الورد، وعجبها أوي ألوانه الدافية.

وكان من الواضح إن الجنايني عنده ضمير أوي في شغله.

فضلت قاعدة مبتهجة، ومبسوطة وهي بتتفرج على الجنينة.

فجأة الجو إتقلب، وشافت البرق في السما، وسمعت صوت الرعد، وكان صوت قوي جدا.

سلمى خافت، وإترعبت، ودخلت بسرعة، وقفلت باب البلكونة كويس.

بصت على أدهم ملقتوش قدامها، ودورت عليه في الجناح كله وملقتوش برده.

سلمى نزلت جري على السلم، ودخلت المطبخ، ولقت الحاجة زينب في وشها، وقالتلها: متعرفيش أدهم فين؟

الحاجة زينب لاحظت إنها مخضوضة، ووشها مخطوف.

الحاجة زينب: مالك يا بنتي فيكي إيه؟

سلمى: مفيش بس عايزة أدهم.

ردت زينب، وقالت: أدهم بيه في أوضة المكتب.

سلمى: طب هي فين أوضة المكتب دي؟

زينب شاورتلها على الأوضة، وكانت في آخر الممر.

سلمى جريت عليها، وفتحت الباب من غير حتى متخبط.

سلمى كانت خايفة، ومرعوبة، وكان صوت الرعد لسه شغال.

أدهم لما شافها قام وقف من على الكرسي، وقال: في إيه يا حبيبتي مالك؟

سلمى جريت إترمت في حضنه من غير ما تتكلم، وكانت مكلبشة في هدومه، وعمالة تعيط، ونفسها طالع نازل بقوة من كتر الخوف.

سلمى: أنا خايفة يا أدهم أحضني جامد.

أدهم كان فعلا حاضنها أوي، ولما شافها بالمنظر ده كان نفسه يخبيها جوا ضلوعه.

سلمى: أنا مبحبش صوت الرعد، ولا شكل البرق.

يوم موت أبويا، وأمي كنت قاعدة في أوضتي لوحدي، وعمالة بعيط جامد.

فجأة سمعت صوت الرعد، ولقيت الأوضة نورت من البرق، وإترعبت، وخوفت زيادة.

ساعتها إتمنيت لو كانوا أبويا، وأمي لسه عايشين كنت إترميت في حضنهم.

وعدت عليا الليلة دي بسواد، وإتمنيت النهار يطلع بأي طريقة.

سلمى كلبشت زيادة في رقبة أدهم، وقالت: أنا خايفة أوي يا أدهم متسيبنيش لوحدي.

أدهم كان موجوع أوي عليها، وحاضنها بقوة، وقالها: أنا عمري ما هسيبك يا سلمي، عشان خاطري إهدي.

سلمى خرجت من حضنه، ومسكت إيده، وراحت بيه على الكنبة نيمته، وفتحت دراعه، ودفنت وشها في صدره، وراحت في النوم بعد خمس ثواني.

أدهم كان مستغرب من اللي بتعمله لكن فضل حاضنها، وبيمسح على شعرها لحد ما إتأكد إنها نامت خالص.

أدهم قام من جنبها، وجابلها غطا، وغطاها كويس.

أدهم قعد على المكتب عشان يكمل شغله، وكل شوية يبص عليها يلاقيها لسة نايمة.

سلمى صحيت بعد حوالي ساعتين، وبصت حواليها ملقتش أدهم.

قامت، وقعدت على الكنبة، وحاضنة ركبها، وزعلانة.

كانت فاكراه سابلها المكتب، ومشي.

لكن فجأة الباب إتفتح، وأدهم دخل الأوضة، وكان شايل في إيديه صينية عليها كوبايتين سحلب.

أدهم: صحيتي، أنا عملتلنا سحلب بإيدي عشان يدفيكي شوية.

أدهم كان بيكلمها بكل حنية، وهدوء.

سلمى كانت فرحانة أوي من جواها عشان إهتمامه الكبير بيها، وحنيته عليها.

سلمى: شكرا يا أدهم أنا مش عارفة أقولك إيه.

أدهم: إنتي عاملة إيه دلوقتي؟

سلمى: الحمد لله أحسن.

معلش سامحني أنا شكلي جيت عطلتك عن شغلك، أنا طالعة أوضتي.

سلمى قالت كده، وفعلا قامت ، وراحت عند الباب.

أدهم جري عليها، ومسك دراعها، وقال: إنتي عبيطة يا بنتي؟! مش هتبطلي جنانك ده!!

سلمى عينيها إتملت دموع، ونطرت دراعها من إيده.

سلمى: ربنا يصبرك على جناني يا أدهم.

أدهم رفع حواجبه مستغرب كلامها!!

أدهم: لأ ده كده كتير، حبيبتي إنتي واخدة بالك إنك بقيتي بتتقمصي مني، وبتزعلي من أقل حاجة.

سلمي دموعها نزلت جامد، وقالتله: ممكن أروح بيتنا القديم؟

أدهم قعد ينفخ، وراح على مكتبه يخبط عليه بعصبية، وبعدين مسح على وشه، وحاول يهدى.

سلمى راحت فتحت الباب، وجاية تخرج، لقت أدهم بيقولها: إستني عندك.

سلمى إتسمرت مكانها من الخوف، والغضب، وإتشجعت، وقالتله بقوة: إنت متزعقليش كده، أنا مش بشتغل عندك.

أدهم قرب عليها بسرعة، وقالها: أعلي صوتي زي ما أنا عايز، إنتي فاهمة؟

خروج من البيت ممنوع إلا رجلي على رجلك، إنتي ملكيش بيت غير البيت ده.

طول ما أنا عايش ده بيتك، ولو مت برضوا بيتك، ومفيش خروج منه تمام؟

إنتي شكلك مش طيقاني، ومش عايزة تعيشي معايا.

سلمى بصتله بصدمة، ولسه هتعاتبه عشان بيقول كده بس لقته بيمدلها إيده.

أدهم: هاتي إيدك.

سلمى بصتله وكانت متغاظة منه، وقالت: يعني إنت بس كنت بتهددني، أنا بكرهك يا أدهم.

أدهم إبتسم بخبث، وقرب منها، وقال: وأنا بعشقك يا قلب أدهم من جوا.

سلمى: إنت بتعمل معايا كده ليه؟ وعايز مني إيه!!!

أدهم: عايزك تخفي، وتبقي كويسة.

سلمى: طب ليه بتتعبني معاك؟!

أدهم: أنا أتعبك!! ده أنا أموت، ومتتعبيش بسببي.

سلمى لما قال كده قلبها إتنفض، وفي سرها قالت: بعد الشر عليك.

وإتبسطت عشان مشافش لهفتها عليه.

أدهم كان ماسك إيديها، ومن غير ما ياخد باله كان شادد عليها.

أدهم: طب قوليلي أنا تعبتك في إيه؟! وأنا مش هتعبك، ولا أوجعك تاني.

سلمى الكلام تاه من دماغها، وهي باصة في عينيه، وحست إنها فعلا بدأت تتعلق بيه، وتحبه.

مبقتش عارفة تقوله إيه فشاورت على إيدها اللي ماسكها جامد، وقالت: بص إنت ماسك إيديا إزاي؟!!

إيدي وجعتني أوي.

أدهم رفع إيديها، وباسها، ورجع بصلها بكل حنية، وقال: إيه اللي تاعبك تاني يا قلبي؟

سلمى: أدهم

أدهم: نعم يا قلب أدهم.

سلمى: إنت مش سامع التليفون بيرن.

أدهم: يتحرق التليفون.

سلمى: رد يمكن في حاجة مهمة.

أدهم ساب سلمى، وكان متضايق جدا، مكنش وقت تليفونات دلوقتي.

أدهم: خير يا نبيلة في إيه؟

نبيلة: معلش يا أدهم بيه بس بفكر حضرتك إن في إجتماع هيبدأ كمان خمس دقايق.

أدهم: أنا فاكر طبعا لسه بدري على الزهايمر.

نبيلة: أنا بعتذر على الإزعاج يا أفندم مكنتش أقصد.

أدهم قفل المكالمة، وبص على سلمى، وقال: قربي هنا.

سلمى راحتله، وكان قاعد على مكتبه، ومسك إيديها بحنية.

سلمى: مين نبيلة دي إن شاء الله؟

أدهم إبتسم، وقال: دي السكرتيرة بتاعتي، ومديرة مكتبي.

سلمى: وليه بقى ست يعني، مينفعش يبقى راجل، نبيل بدل نبيلة.

أدهم إنفجر من الضحك لما لقاها غيرانة، وقالها: إنتي بتغيري عليا بقى!!

سلمى ردت بسرعة عشان ما يشبطش في الكلمة، وقالت: لأ طبعا.

أدهم كان عارف إنها بتكدب بس عداها، وقالها: طب قوليلي كنتي هتقولي حاجة قبل ما نبيلة تتصل.

سلمى إتغاظت لما جاب سيرة السكرتيرة.

سلمى: متقولش إسم نبيلة، ولا غير نبيلة، قول سلمى وبس.

وكانت رافعة صباعها في وشه.

أدهم: لا ده إنتي مبتغيريش خالص!!

سلمى: أيوة بغير يا أدهم إرتحت كده.

لا هي، ولا أي ست تقرب منك عشان بحس بنار في قلبي.

أدهم خدها في حضنه، وطبطب عليها، وقال: نبيلة إيه، وزفت إيه؟

بلاش قرف، أنا متملاش عيني غير ست واحدة، ومعششة في قلبي من جوة، وأول حرف من إسمها س.

سلمى إتبسطت، وإتكيفت من كلامه، وهديت على الآخر.

سلمى: طب بص هسيبك عشان تحضر الإجتماع، وأجيلك بعد شوية.

أدهم: لأ خليكي قاعدة.

سلمى: هطلع الجناح أروقه، وأنضفه، وأغير هدومي، وأجيلك.

أدهم: طب متتأخريش عليا.

سلمى: شوية، وهجيلك.

خرجت سلمى من عند أدهم، وطلعت الأوضة، وحست إن في حاجة غريبة.

النور اللي كان مطفي لقته شغال، وبتبص في الأوضة إتفاجأت بسكينة قاعدة، وبتبصلها.

سلمى إتنفضت من الرعب، ورجعت لورا، وقعدت تزعق، وتقول: إنت دخلتي هنا إزاي؟ وعايزة مني إيه؟!!

سكينة قربت من سلمى، وإبتسمت إبتسامة تخوف لدرجة إن سلمى فعلا كانت مرعوبة منها.

سكينة: هو مش أنا حذرتك من أدهم، وقولتلك إنفدي بجلدك، ليه مسمعتيش كلامي.

سلمى صوتها علي، وردت بقوة، وقالت: وإنتي مالك؟ إيه اللي يخصك؟! وإزاي بتتكلمي معايا بالطريقة دي؟!!

وبعدين إنتي ست كدابة، وضلالية، مينفعش تكوني أمه إنتي شكلك نصابة.

سكينة نزلت على وش سلمى بالقلم، وكان تقيل لدرجة إن سلمى كانت هتقع على الأرض، ومسكت نفسها في آخر لحظة، وهي ماسكة خدها، وبتتوجع جامد.

سكينة ندمت بسبب اللى هى عملته، وبسبب إنها مقدرتش تمسك نفسها.

لكن رجعت، وإتمسكنت لسلمى، وقالت: إزاي تقوليلي كده، بعد ما ربيت، وكبرت لحد ما بقى راجل، ورمى أمه في الشارع.

جاية تقولي إني مش أمه، سامحيني يا بنتي إني مديت إيدي عليكي، بس أنا تعبانة، وموجوعة منه أوي.

أنا عايزاكي تساعديني يا بنتي، وتجيبيلي حقي منه.

سلمى حاولت تكون قوية، ومتماسكة، وحبت تشوف آخرها إيه عشان خلاص هي إتأكدت إنها ست مش كويسة.

سلمى: عايزاني أجيبلك حقك اللي هو إيه…وإزاي؟

سكينة: بصي أنا عايزاكي في لحظة روقان بينكوا كده تمضيه على ورقة تنازل بيع، وشرا عن شقه من اللي عنده أعيش فيها، بدل ما أنا عايشة في الشارع كده.

سلمى: طب وليه اللف، والدوران أنا هقوله، وأقنعه يكتبلك شقة بإسمك من غير ما أضحك عليه.

سكينة برقت عينيها، وبمنتهى الغباوة قالت: إياكي، إوعي تقوليله حاجة عني إنتي فاهمة؟

بسرعة لحقت نفسها، ورجعت إتكلمت بهدوء.

أنا خايفة عليكي يابنتي إنتي لو جيبتيله سيرتي ممكن يضربك، ويبهدلك زي ما بيعمل على طول.

سلمى: بس أدهم مش بيضربني، ولا عمره عملها.

سكينة: وإنتي واثقة كده إزاي، وإنتي أصلا ناسية كل حاجة.

سلمى آخيرا وقعتها في شر أعمالها.

سكينة لامت نفسها على غباوتها، وحاولت تقول أى حاجة تنقذ الموقف بيها.

سكينة قالت بتوتر: أنا على طول بسأل، وعارفة أخبارك يا بنتى، وأول ما عرفت اللى حصل معاكى جيت على طول عشان أنبهك مش أكتر.

سلمى: إسمعى بقى، إنتى لو فاكرة إنى ممكن أضر جوزى بأى شكل من الأشكال تبقى بتحلمى، أنا عمرى ما أضره، ولا أسمح لحد إنه يفكر فى كده.

أنا بقالى أسبوع عايشة معاه، ومعملش معايا حاجة وحشة، ولا ضايقنى بأى شكل.

عمره ما ضربنى، ولا أذانى بكلمة حتى.

مستحيل حد يكون فى أخلاقه، ويعمل اللى إنتى بتقولى عليه ده.

أكيد إنتى عملتى مصيبة سودة تخليه يكرهك، ويتعامل معاكي بالمنظر ده.

سكينة صبرها نفذ، ومقدرتش تمثل أكتر من كده، وشالت الوش البرئ اللى هى حطاه.

راحت عند سلمى، وكانت رافعة إيديها عشان تضربها، لولا إنها سمعت صوت أدهم بينادى على سلمى.

سكينة إتخضت، وجسمها إتنفض، وخدت بعضها، وجريت على البلكونة، ونطت منها زى ما دخلت.

سلمى مكنتش عارفة هى عملت كده إزاى؟

سلمى حاولت تهدى نفسها بقدر الإمكان من الرعب اللى هى كانت عايشاه.

أدهم دخل عليها الجناح، وكانت مدياله ضهرها.

مسكها من دراعها وخلاها تلفله، وهى كانت جسمها بيترعش.

أدهم: أنا قلقت عليكى، إتأخرتى عليا ليه؟

بيتكلم معاها، وشاف أثر كدمة لونها أحمر على وشها.

أدهم بدأ صوته يتغير، وملامحه تتعصب، وعينيه تحمر، وتقريبا كان هدوء ما قبل العاصفة، وقال: إيه اللى حصلك، إيه العلامة دى؟

سلمى إتوترت جدا، ومكنتش عارفة تعمل إيه، وقالت وهى موطية راسها: محصلش حاجة، إتخبطت بس مش أكتر 

أدهم: بصيلى هنا، وقليلي إيه اللى حصل؟

مسك وشها، وبصلها جامد، وسألها: مين اللى ضربك، مين اللى إتجرأ يعمل فيكى كده؟

سلمى كانت خايفة جدا إنها تقوله عشان ميتهورش، وميعملش حاجة يضر بيها نفسه.

حاولت تمتص غضبه بأى شكل، وقالتله: أدهم إهدى بالله عليك، صدقنى أنا كنت ماسكة حاجة فى إيدى وإتخبطت بيها غصبن عنى.

أدهم مسك إيديها جامد، وقالها وهو بيزعق: إنتى بتكدبى عليا، قليلى مين اللى كان هنا دلوقتى، وعمل فيكى كده.

سلمى إتصدمت من سؤاله، وقالت: هو أنت بتشك فيا يا أدهم؟

أدهم: متتوهيش، وردى على سؤالى.

سلمى دموعها نزلت، وصرخت فيه، وقالتله: اللى كانت موجودة هنا هى مامتك، مامتك يا أدهم، هى اللى عملت فيا كده…

أدهم: إيه اللي إنتي بتقوليه ده؟؟

الست اللي بتتكلمي عنها دي ماتت من بدري، إيه التخاريف دي.

أدهم كان ماسك إيد سلمى بعنف، وكان في صدمة كبيرة على وشه.

سلمى: بقولك كانت واقفة قدامي دلوقتي، إزاي تبقى ميتة، لأ والله بقولك إنها مش ميتة!!!

يا أدهم هي لسه كانت بتتكلم معايا، وبالأمارة إسمها سكينة.

كانت بتحرضني عليك، وجاتلي البيت عند تيتة قبل كده.

عايزاني أمضيك على تنازل عن شقة، ولما وقفت قصادها ضربتني، وكانت عايزة تموتني.

سلمى كانت بتتكلم وهي منهارة من العياط.

سلمى: لو لسه مش مصدقني يبقي إنت حر.

أدهم باصصلها، وهيتجنن من كتر التفكير، معقول هي بسبع أرواح؟ مش ممكن.

أدهم خرج تليفونه، وإتصل بالراجل بتاعه، وقال: إسمع يا صالح تقب، وتغطس، وتعرفلي سكينة عايشة، ولا ميتة، هديلك ساعة، وتقولي اللي وصلتله، وبعد كده لو جبتلي أخبار إنت بنفسك مش متأكد منها، هتبقى وقعتك سودة معايا، إنت فاهم؟!!

أدهم قفل السكة، وطوح التليفون على آخر دراعه، وبص على سلمى كانت لسه بتعيط.

أدهم خرج قعد في البلكونة، وكان عمال ينفخ، والشرار طالع من عينيه.

سلمى كانت عمالة تعيط، ومش قادرة تصدق إن أدهم بيشك فيها.

سلمى حاولت تنام لكن اللي بيحصل كان فوق طاقتها، خصوصا إنها لسه فاقدة الذاكرة.

التليفون رن، وأدهم فتح المكالمة، وكان بيسمع صالح، وهو بيعرفه إن فعلا سكينة مماتتش، ولسه عايشة.

أدهم: لما هي لسه عايشة إزاي إنت متعرفش بقالك أربع شهور!!!

إزاي أنا معرفش إنها عايشة، هو أنا شغال مع بهايم؟!!

أدهم قفل السكة، وخرج من البلكونة.

كانت سلمى لسه قاعدة على السرير حزينة.

أدهم راح قعد جنب سلمى، ومسح على شعرها، وبهدوء قالها: أنا أسف يا سلمى، عشان خاطري متزعليش مني.

سلمى لفت وشها الناحية التانية، وقالت: ما تقربليش يا أدهم، إبعد إيدك عني.

أدهم مردش عليها، وميل على خدها اللي كان وارم من القلم بتاع سكينة، وباس خدها، ومسح عليه بإيده.

أدهم: إن مكنتش أدفعها تمن القلم ده غالي ما أبقاش أدهم الدرديري.

سلمى إتعدلت، وبعدت إيديه عنها، وإتكلمت بغباوة، وقالت: أدهم سيبني بقولك سيبني، أنا مش عايزة أتكلم معاك دلوقتي.

أنا بجد قلبي واجعني أوي، أنا حاسة إني بموت من كتر الوجع اللي وجعتهولي.

أدهم حس بندم شديد على اللي قالهولها، وحضنها، وباس على راسها.

أدهم: سامحيني يا حبيبتي، سامحيني، وإعذريني.

سلمى قاطعته في الكلام، وقالت: بتقول إيه؟ أعذرك طب إزاي؟

ده إنت إتهمتني بالخيانة، وشكيت فيا يا أدهم، وخيالك صورلك إني بقابل واحد في بيتك!!!

أدهم كان حاسس بألم كبيرفي دماغه، وقلبه.

أدهم: حبيبتي أنا مقصدتش إني أتهمك بحاجة.

سلمى كانت متعصبة أوي، ومش عايزة تسمعه.

سلمى: أومال كنت تقصد إيه بكلامك يا سي أدهم، كلامك كان بيشرح نفسه مش محتاج شرح.

أنا مش هعيش لحظة واحدة تاني معاك، إنت فاهم.

سلمى قالت كده، وكانت متنرفزة أوي، وقامت عشان تخرج من الأوضة.

أدهم شدها ليه بقوة، وخبطت في صدره.

سلمى بصتله، وكانت متضايقة منه جدا، لكن إتفاجأت بيه، وهو بيرمي نفسه في حضنها، وبيقول: تصدقي يا سلمى إنها لسه عايشة!!!

الست اللي آذتني طول حياتي، ومات أبويا بحسرته من عمايلها.

بعد ما قلت خلاص ربنا نجاني منها، تطلع لسة بتحوم حواليا.

مكفهاش كل اللي عملته طول السنين اللي فاتت، دلوقتي عايزة تإذي كمان مراتي، وفي أوضة نومي!!!

سلمي كانت سامعة كل كلامه، وإتوجعت أوي عليه.

كانت بتتوجع عليه وهي متعرفش حقيقة الست دي، بس منظر أدهم خلاه يصعب عليها أوي.

أدهم: عشان خاطري يا سلمى متجيش إنتي كمان عليا.

سلمى حضنت وشه، وقعدت تطبطب عليه، وكانت بتتنهد بحزن، وقهر على حاله.

أدهم حاول يكون هادي، وقالها: حبيبتي إستنيني هنا، أنا شوية، وراجع، مش هتأخر عليكي.

سلمى: هستناك.

أدهم قام، وخرج من الأوضة، ونزل من على السلالم، وخرج برا الفيلا.

سلمى كانت قلقانة عليه، وقامت تبص عليه من البلكونة، لقته ماشي متضايق، والغضب باين عليه.

أدهم قرب على واحد من الحرس، لقاه مقتول.

بيبص على باقي الحراس كانوا كلهم مقتولين.

أدهم طلع تليفونه، وإتصل بصالح، وقعد يزعق بصوت عالي جدا، ويقول: صالح وصلوا جوا قصري، وأوضة نومي يا صالح.

قتلوا الحرس بتوعي، قتلوهم كلهم بمسدس كاتم للصوت.

تجيبلي طقم حراس، وتجيلي فورا يا صالح.

فضل أدهم يحوم حوالين جنينة القصر، وكان عامل زي الأسد الجريح.

خد باله من سلم الجنايني كان محطوط تحت بلكونة أوضته.

أدهم شال السلم، ورماه على آخر دراعه، وكان متعصب جدا.

سلمى كانت شايفة كل ده، وصعبان عليها أوي، وكان نفسها تاخده في حضنها، وتهديه.

أدهم فضل رايح جاي في الجنينة، وبيتكلم في التليفون.

آخيرا بعد ساعتين وصل صالح بعربيته، ووراه تلات عربيات فيهم رجالة كتير، ونزلوا من العربيات، ووقفوا صف قدام أدهم.

كانت سلمى متابعة أدهم من فوق، وقلقانة عليه أوي.

فضل أدهم يديهم تعليمات، ويتكلم مع صالح كمان.

بس سلمى من بعيد ما كنتش سامعة حاجة.

دخلت سلمى من البلكونة، وقعدت تفتكر منظر أدهم وهو منهار من شوية.

بالرغم إنها لسه شايلة منه، لكن في نفس الوقت زعلانه عليه.

أدهم طلع السلم، ودخل الجناح، وقلع القميص بتاعه، ورماه على الأرض.

قعد على الكنبة، وسند راسه لورا، وغمض عينيه.

سلمى لما شافته بالمنظر ده كانت مقهورة عليه.

نزلت من على السرير، وراحتله.

أول ما شافها أدهم قالها: خديني في حضنك يا سلمي.

سلمى حضنته جامد، وقعدت تمسح على شعره.

أدهم: عرفيني هو أنا إمتى هنام مرتاح البال؟ وإمتي همومي هتخلص؟

إمتى هنام مطمن إن مفيش حد مدبرلي مصيبة.

سلمى فضلت تطبطب على ضهره، وتقوله: معلش بكرة كل ده ينتهي، عشان خاطري متعملش في نفسك كده.

أدهم كانت عينيه حمرا، ووشه بيطلع نار من كتر الوجع اللي في قلبه.

أدهم: أنا عمري ما إستسلمت لحد، ولا ضعفت، طول عمر اللي حواليا شايفنى قوي، وجبروت.

إنتي الوحيدة يا سلمى اللي بكون على راحتي في حضنك.

بحس إني مش جوزك بس لأ ده أنا إبنك كمان.

الحنان اللي بشوفه منك بيرجعني لحقيقتي، وبكون زي طفل صغير ما صدق لقى أمه.

سلمى ما ردتش، وفضلت حضناه جامد، ووطت باست دماغه.

أدهم: بصي يا حبيبتي أنا النهارده تعبتك معايا، يلا حاولي تنامي شوية.

أنا عندي مشوار هخلصه، وأرجعلك.

سلمى: رايح فين؟!

أدهم: رايح أقفل الدفاتر المفتوحة عشان كل واحد ياخد جزاءه.

سلمى: لأ مش هسيبك تروح في حتة، خليك قاعد جنبي، متسيبنيش، وتمشي.

أدهم حضن وشها، وباس راسها، وقال: حبيبتي إطمني، الجنينة كلها حرس، ومحاوطينها من كل جنب، وأنا مسافة ما أخلص هكون عندك تمام؟

سلمى سابته، ورجعت لورا، وكانت إيديها بتترعش، وعنيها حزينة.

أدهم: خلاص بقى قلتلك هجيلك على طول.

سلمى: ماشي هستناك.

أدهم إبتسملها، وخرج واحد تاني خالص، ملامح وشه كانت مرعبة.

سيبوني يا كلاب، إنتوا مش عارفين أنا مين؟!!

أنا سكينة هانم، أم أدهم باشا الدرديري.

كان في راجلين ساحبينها من إيديها، وبيدخلوها مخزن كبير في الصحرا.

أدهم دخل وراهم، وهو بيبص لأمه بكره السنين، وكان حاطت إيديه في جيوب بنطلونه، وبكل إستهزاء قالها: إنتي بتقولي أم!! هو إنتي فاكرة نفسك أم!!

طب بالله عليكي في أم في الدنيا تسلط ناس يقتلوا إبنها يا سكينة؟!!

سكينة إتبرجلت، والتوتر بان عليها، وقالت: إنت بتقول إيه؟ أنا أقتلك يا أدهم؟ ده إنت إبني الوحيد.

أدهم ضحك بصوت عالي بيسخر من كلامها، وقال: والحادثة اللي حصلت ماكنش ليكي يد فيها.

العربية اللي طلعت في وشي فجأة، مكنتش من تدبيرك؟

طب السواق اللي عمل كده تقدري تقوليلي هرب ليه؟ وإختفي.

لما مقدرتيش تخلصي مني لفيتي على مراتي.

عايزة تحرضيها ضدي، وتملي دماغها بكلام فارغ، ولما وقفت قصادك ضربتيها، وكنتي عايزة تموتيها.

إنتي إيه؟ شيطانة، وبتمثلي دور الملاك!!!

سكينة سكتت، ومردتش عليه، وفضلت تفكر في أي حاجة تقولهاله، وقطع تفكيرها صوت أدهم وهو بيقولها: ما تتكلمي ردي عليا.

سكينة خلاص ما كنتش لاقية مهرب.

وبكل قسوة قالت: أيوة أنا اللي كنت عايزة أموتك، عشان كل أملاكك، وفلوسك تكون ليا لوحدي.

وكنت عايزاها تموت معاك عشان محدش يشاركني في فلوسك.

أيوة أنا بكرهك، وعمري ما حسيت إني أمك.

أنا اللي إتفقت مع سواق العربية النقل عشان أخلص منك.

أنا اللي أجرت ناس في المستشفي عشان يقولولي على أخبارك، وأخبارها أول بأول.

لما عرفت إنك لسه عايش كان أسود يوم في حياتي.

بعد كده عرفت إن مراتك فقدت الذاكرة، وساعتها راقبتها، وروحتلها عند بيتها القديم.

فضلت أحرضها عليك عشان تكرهك، وساعتها تبقى خاتم في صباعي.

أقدر أخليها تعمل اللي أنا عايزاه، أوهمتها إنك واطي، وكنت بتضربها، وتعذبها، وياريتها صدقتني.

أنا اللي إشتريت ناس عشان يقتلوا الحرس بتوعك.

عشان أعرف أطلع لمراتك، ولو كنت إتأخرت دقيقة واحدة كمان كنت قتلتها.

أدهم كان بيسمع كل إعترافاتها دي، وراسم إبتسامة على وشه.

بس كان ورا الإبتسامة دي وجع كبير عمرها ما هتحس بيه.

أدهم قرب عليها، وقالها: النهاردة يوم الحساب بتاعك يا سكينة.

سكينة إترعبت لما لقت الشرطة ملت المكان في لحظة.

بصت على أدهم اللي كان على وشه فرحة شماتة.

سكينة: إنت بلغت عني يا أدهم عايز تحبسني؟ عايز تسجن أمك؟

أدهم وسع لرجالة البوليس، وكان مبتسم إبتسامة باردة.

سكينة إتكلبشت، وجرجروها على عربية البوكس، وكانت عمالة تصوت.

وتدعي على أدهم بالموت.

عربية البوكس خدت سكينة، ومشيت.

أدهم خرج، وخد عربيته، ومشي.

وقف العربية فوق جبل المقطم، ونزل قعد على صخرة، وباصص على القاهرة من فوق، وكان المنظر ولا في الخيال.

أدهم فضل قاعد لحد ما الشمس طلعت، وكان في حالة من الراحة محسش بيها قبل كدا.

فجأة إفتكر إنه قايل لسلمى إنه هيرجع بسرعة، وزمانها قلقانة عليه.

أدهم قام ركب العربية، ودورها، ومشي على البيت.

سلمى بقى لما مشي أدهم بالليل دخلت الحمام عشان تاخد شاور.

ملت البانيو مياه، وحطت فيه رغاوي كتير.

كانت حابة تهدي أعصابها شوية بعد كل اللي حصل.

نزلت، وقعدت في البانيو، ورجعت راسها لورا على قعدة البانيو، وغمضت عينيها.

كانت المياه دافية، وده إداها إحساس بهدوء الأعصاب، وسرحت في أدهم، وحبه ليها.

إزاي ه‍ي كمان إتعلقت بيه أوي، ومبقتش قادرة تستغنى عنه.

فتحت عينيها، وبصت على الحوض اللي جنبها.

عدى من قدامها مشهد كأنه شريط سنيما.

شافت نفسها بترجع في الحوض، وماسكة بطنها.

شافت إنها بتجري على السلم، وبتقع من عليه، وحواليها دم كتير.

سلمى لما شافت إنها وقعت من على السلم إترعبت، وقامت من البانيو، وهي بتسند بإيديها عليه.

فجأة إيديها إتزحلقت، وراسها إتخبطت في حرف البانيو.

سلمى إترمت على الأرض مغمى عليها.

سلمى فضلت على الوضع ده وقت طويل، بين إنها تفوق، وترجع يغمى عليها تاني.

لحد ما أدهم جه، وكان بينادي عليها.

سلمى كانت حاسة إنها مش قادرة تتحرك، ولا تتكلم.

حاولت تنادي عليه بمنتهى التعب، والوجع.

سلمى: أدهم إلحقني يا أدهم.

أدهم جري على الحمام، وزق الباب بقوة، وكان مرعوب عليها.

أدهم: إيه اللي حصلك؟ إنتي حاسة بإيه؟

أدهم كان بيقولها كده وهو بيميل عليها، ويشيلها بين دراعاته.

أدهم وقف سلمى، وشد عليها البرنص.

خدها، وخرج بيها من الحمام، ونيمها على السرير.

الخبطة اللي في سلمى عملتلها جرح صغير، ونزل منها شوية دم.

سلمى كانت الدموع مغرقة وشها، وعمالة تعيط وهي بتنادي بإسمه.

أدهم كان قلقان أوي عليها، وقالها: حبيبتي حصلك إيه؟ إتخبطتي إزاي؟

أدهم كان عمال يمسح على خدودها، ويدور على مكان الخبطة.

سلمى حضنت وشه بإيديها، وكانت عمالة تبصله، وكانت لسة بتعيط، وقالت: أدهم حبيبي.

سلمى دفنت راسها في صدره وحضنته جامد، وقالت: ياه وحشتني أوي يا عمري، ووحشني حضنك.

أدهم مكنش فاهم حاجة، وقالها: طمنيني حاسة بإيه؟ أبعت أنادي الدكتورة؟

سلمى: لأ أنا مش محتاجة غير حضنك، أحضني يا أدهم.

أدهم رغم إنه مستغرب منها خصوصا إنها لسه فاقدة الذاكرة ، ومع كده حضنها جامد بكل حب، وحنية!!!

سلمى فجأة إنفجرت بالعياط، وخرجت من حضنه.

أدهم حضن وشها ، وقال: مالك يا حبيبتي فيكي إيه؟  الدموع دي ليه؟

سلمى: أنا بعيط عشان تعبتك معايا أوي الفترة اللي فاتت.

ادهم إتفاجأ بكلامها، وفرح أوي في نفس الوقت، وقال: سلمى الذاكرة رجعتلك صح؟ إنتي آخيرا إفتكرتي كل حاجة مش كده؟

سلمى: صح يا قلب سلمى، وعشق سلمى، وروح سلمى.

أدهم مكنش مصدق اللي بيحصل، وقعد على السرير.

سلمى قعدت قدامه، ومسكت إيديه، وقالت: أنت مش طايقني صح، إنت عندك حق.

اللي أنا عملته فيك مش شوية، أنا أسفة يا حبيبي، سامحني يا أدهم.

أدهم مردش عليها لكن خدها في حضنه، ومسح على شعرها، وقال: لا يا حبيبتي ده إنتي كنتي ملاك، إنتي طلعتي عيني بس.

ضحكت سلمى من قلبها، وقالت: أنا مش عارفة إيه الهبل اللي أنا كنت فيه ده!!!

سلمى باست إيده، وكملت: ومش فاهمة إنت جبت الصبر ده منين!!

أنا روحي فيك يا أدهم، إنت النفس اللي أنا بتنفسه.

أدهم: بحبك.

سلمى: بحبك.

أدهم خد مراته في حضنه، وكانت الفرحة مش سيعاه، وهو شايفها إفتكرت كل حاجة، وكل حبهم لبعض، وكل ذكرياتهم الحلوة اللي عاشوها سوا، وحمد ربنا على نعمه الكتيرة اللي أنعم عليه بيها.

إن ربنا رزقة بست جميلة، وحنينة.

من يوم ما جات نورت حياته.

سلمى كمان وهي في حضنه كانت حاسة بسعادة كبيرة إنها آخيرا إفتكرته.

وناموا هما الإتنين في حب، وسعادة، وهنا.

محسوش بالدنيا غير لما صبح الصبح، والعصافير بدأت تزقزق، ونور الشمس ملى الأوضة.

صحيت سلمى قبل أدهم، وكان على وشها إبتسامة رضا، وفرحة، وسعادة.

سلمى كان كل اللي مضايقها إنها قسيت على أدهم، وهي فاقدة الذاكرة.

صدقت سكينة، وإتصدمت لما عرفت إنها لسه عايشة.

صدقتها، ووقفت قدام أدهم بسببها.

كانت عمالة تلوم في نفسها، وهي بتعيد الأحداث في دماغها لحد ما قالت: عبيطة.

أدهم: متقعديش تشتمي في نفسك.

أدهم كان بيكلمها بصوت كله نوم.

سلمى: مش قادرة أفهم كان فين عقلي، وإنت عمال تعاملني بحب، وحنية، وكنت صابر عليا صبر جبال.

من ناحية تانية أنا كنت بعاملك بغباء، وعبط.

أدهم بصلها بكل حب، وقال: خلاص يا حبيبتي بطلي تلومي نفسك.

إنتي كنتي تعبانة، ومش فاهمة حاجة.

نحمد ربنا على سلامتك، وإنك رجعتي سلمى اللي أنا بعشقها.

سلمى: طب قولي بقى إنت روحت فين إمبارح؟!

كنت بحط حد لسكينة متقدرش تعديه تاني.

سلمى: إنت عملت إيه فيها يا أدهم.

أدهم: سجنتها.

سلمى شه‍قت، وقالت: حبست أمك؟!!

أدهم: خليها تدفع فاتورة اللي عملته طول حياتها.

إنتي عارفة إن هي اللي ورا الحادثة اللي حصلتلنا.

كنا هنروح فيها لولا ستر ربنا، وكرمه.

سلمى بصت لأدهم بصدمة كبيرة.

أدهم كانت ملامح وشه ثابتة وهو بيتكلم.

لكن اللي سلمى واثقة منه إن قلبه بيبكي، وجوا روحه طفل إتحرم من حنان أمه من يوم ما إتولد.

سلمى خدت أدهم في حضنها، وقالت: أنا ما كنتش هرحمها، لو كان حصلك حاجة.

أدهم مردش لكن عينيه كانت كلها وجع.

سلمى: إنت عارف يا أدهم أنا لما بضمك لحضني عارف إيه اللي بيحصل؟!

بحس إنك إبني، وأنا أمك، وبحس إن قلبي هيقف من خوفي عليك كإني فعلا أمك مش مراتك.

طبعا الإحساس ده مالوش دعوة بيك، وبشخصيتك اللي بعشقها، وبدوب في حبها، إنت عمري يا أدهم، ربنا ميحرمنيش منك أبدا.

أدهم: ولا يحرمني منك أبدا يا حبيبتي.

سلمى: إنت مش ناوي تعلمني العوم بقى، ولا طنشت الموضوع؟!!

أدهم: بجد؟ طب يلا قومي إجهزي.

سلمى: دلوقتي؟!

أدهم: ده أنسب وقت الشمس طالعة، والجو جميل.

سلمى: حالا هكون جاهزة.

أدهم طبعا عمل إستعداداته الأمنية عشان محدش يلمح مراته، وهي في البيسين.

سلمى جهزت، وأدهم كمان، ونزلوا سوا.

سلمى: بلاش تسيبني يا أدهم أنا مرعوبة.

أدهم: يا بنتي هو إنتي عبيطة؟

مش إنتي اللي قلتيلي علمني العوم؟!!

سلمى كانت عمالة تبص للمياه، ومرعوبة.

سلمى: ماشي أنا قولت بس إنت متسبنيش إنت مش شايف البيسين غويط إزاي؟

أدهم: أنا عايزك تهدي، وتسيبي نفسك خالص، ومتخافيش أنا معاكي.

سلمى بلعت ريقها بصعوبة، وتوتر، وقالت: بس أنا مرعوبة 

أدهم قرب منها، وقال: متخافيش أنا جنبك.

بدأت سلمى تهدي نفسها، وإستسلمت لأدهم يعلمها.

أدهم: بصي لازم تحركي إيديكي، ورجليكي مع بعض، تمام؟

سلمى: تمام.

أدهم: وريني هتعملي إيه؟

سلمى نامت على بطنها فوق دراعات أدهم، وفردت إيديها، ورجليها.

أدهم: شاطرة يلا بقى حركي كل أطرافك من برا لجوا في حركات سريعة.

سلمى نفذت كلامه بالحرف، وبدأت فعلا تعوم.

أدهم سحب إيديه بالراحة، وقالها: يلا إنطري رجلك لورا، وإنتي بتحركي كل أطرافك.

سلمى عملت زي ما قالها، وبدأت تعوم.

بس فجأة تعبت، ورفعت راسها لفوق، ونزلت تحت المياه.

أدهم بسرعة رفعها لفوق، وهو حاضن رقبتها.

سلمى كانت مبتسمة، ومبسوطة عشان آخيرا إتعلمت.

سلمى: إيه رأيك فيا بقى؟ تلميذة شاطرة مش كده؟

أدهم: أيوة طبعا عشان أنا الأستاذ.

إستنيني على السلم ده، وإتفرجي عليا شوية وأنا بعوم عشان تعملي زي ما أنا بعمل تمام؟

سلمى: تمام.

أدهم فضل يعوم، ويقب، ويغطس، وينزل تحت المياه شوية، وبعدين يطلع تاني.

بصراحة كان محترف عوم.

سلمى بصتله بحسرة، وقالت: ماشاء الله عليك، أنا هاجي جنبك إيه؟

أدهم: يلا عومي، وتعاليلي.

سلمى: أخاف يا أدهم.

أدهم: متخافيش يلا زقي السلم، وتعالي.

سلمى عملت زي ما قالها بالضبط، ووصلت عند أدهم عوم.

حضنها، وقعدوا يضحكوا هما الإتنين.

أدهم: شوفتي الموضوع سهل إزاي.

سلمى: الحمد لله آخيرا عملتها صح.

قعدوا يلعبوا في المية، وهما مبسوطين، وبيضحكوا.

صبح الصباح، ونور الشمس ملا الأوضة.

سلمى صحيت، وقعدت تفرك عينيها عشان تفوق.

أدهم كان واقف بيلبس هدومه، وبيجهزعشان يروح الشغل، وبيحط من البرفيوم اللي هي كانت جيباه.

أدهم: صحيتي يا قلبي؟ صباح الفل، وصباح الأنتخة.

سلمى إبتسمت، وقالت: صباح الخير يا حبيبي.

أيوة يعني إيه بقى أنتخة عشان أنا بقت تخينة شوية يعني!!

أدهم ضحك من قلبه، وقالها: إتخني براحتك يا روحي برضوا هفضل أحبك.

أدهم رايح يقرب منها، وبسرعة قامت تجري على الحمام ترجع كل اللي في بطنها.

أدهم إفتكرها قرفانة منه زعل، ومشي.

خرجت سلمى ماسكة بطنها، وعرفت إنه مشي زعلان.

خدت تليفونها، وإتصلت بيه أكتر من مرة، ومرضيش يرد عليها.

سلمى حست إنها عايزة تنام تاني، وطلعت على السرير، وراحت في سابع نومة.

صحيت بعد كام ساعة على صوت مفاتيح جوزها، وكان بيرميها على الكمودينو.

قامت، وقعدت على حيلها، وهي بتدعك في عينيها.

سلمى: خير إن شاء الله كلمتك كتير، ومردتش عليا!!

أدهم كان بيبص في تليفونه، ومش راضي يكلمها.

سلمى نزلت من على السرير، ومربعة إيديها، ومتضايقة.

سلمى: إنت مقموص مني ليه؟

أصلا أنا اللي زعلانة منك!!

عشان شايفني تعبانة، وبرجع، ومشيت وعملت نفسك من بنها.

أدهم: أنا مشيت عشان ما تعبكيش أكتر من كده.

شكل ريحتي هي اللي قرفتك مني!!

أدهم كان متضايق، ومكبر الموضوع في دماغه أوي.

سلمى: أنا أقرف منك يا حبيبي؟!!

ده أنا بعشق ريحتك، وبعشق كل حاجة فيك.

جريت عليه، وحضنته جامد، و….

أدهم: طب أومال إيه الحكاية كنتي بترجعي ليه؟

سلمى حضنت وشه بين إيديها، وبكل حنية قالت: أبدا يا سيدي، أنا فجأة معدتي قلبت، ولقيت نفسي عايزة أرجع.

عشان إنت كنت جنبي حسيت إني قرفت منك!!

لكن أنا كانت بطني وجعاني من أول ما صحيت.

بس كده، ولما خرجت من الحمام إستغربت إنك مشيت حتى من غير ما تطمن عليا!!

أنا بقى اللي زعلانة منك عشان حتى مردتش عليا، ولا حاولت تكلمني تقولي عاملة إيه دلوقتي؟

أدهم: على فكرة أنا كلمت الحاجة زينب عشان تطلع تطمني عليكي.

لما قالتلي إنك نايمة، قولت آجي أشوف في إيه.

سلمى: طب مش هتصالحني؟

أدهم: بلاش هتندمي.

سلمى قعدت تضحك، وأدهم بيصالحها بطريقته.

فجأة بطنها وجعتها تاني بس المرة دي الوجع زايد عن الطبيعي.

سلمى: أدهم إلحقني بطني بتتقطع.

أدهم وقف على حيله، وبكل قلق الدنيا قال: فيكي إيه؟ إيه حكاية بطنك؟!!

سلمى ردت وهي بتتوجع، وقالت: معرفش يا أدهم.

أدهم مسك تليفونه عشان يتصل بالدكتورة.

سلمى: إنت هتكلم مين؟

أدهم: هتصل بالدكتورة.

سلمى: يا حبيبي مالوش لزوم، ممكن يبقوا شوية برد، وه‍خف بسرعة.

أدهم: لأ طبعا لازم الدكتورة تشوفك، وتطمنا.

أدهم كلم الدكتورة، وقالها: الله يخليكي تعالي أوام.

أدهم قفل تليفونه، وخد سلمى في حضنه، وحط إيده على بطنها، وقعد يقرأ لها قرآن، وهي كانت بتتوجع أوي.

أدهم كان قلبه بيتقطع عليها، ومش عارف يعملها إيه.

آخيرا الدكتورة جات، والحاجة زينب فتحت لها الباب.

دخلت الدكتورة، وكشفت على سلمى.

سألتها شوية أسئلة، وسلمى جاوبتها عليهم.

سلمى كان وشها مصفر جدا، وباين عليها العيا.

الدكتورة إدتها حباية مسكن عشان تهدي المغص شوية.

الدكتورة بصت لأدهم، وقالتله: مبروك يا أدهم بيه مراتك حامل.

لازم تعرضها على دكتور نسا عشان يأكد الحمل، ويطمنك عليها.

سلمى برقت عينيها، وقامت قعدت على السرير، وكإن الوجع راح خلاص!!

سلمى: بجد يا دكتورة أنا حامل؟!

الدكتورة إبتسمتلها لما شافت الحماس اللي بتتكلم بيه، وقالت: أيوة بجد مبروك يا مدام سلمى.

الدكتورة قفلت شنطتها، وخرجت.

أدهم نزل معاها عشان يوصلها لحد الباب.

طلع جري لسلمى عشان يفرح معاها.

فتح باب الأوضة لقي سلمى قاعدة بتعيط.

أدهم: بتعيطى ليه يا حبيبتى؟

نزل عينه على بطنها شوية، وبعدين بصلها، وقالها: إنتى لسة بطنك وجعاكى؟

قعدت تعيط، وكانت حزينة جدا، وقالتله: لأ، خلاص مبقتش توجعنى.

بصلها وهو مستغرب حالتها، وقالها: أومال فيكى إيه؟ بتعيطى ليه؟

سلمى: خايفة يا أدهم، خايفة يحصل فيه زى اللى حصل مع اللى قبله 

أدهم اتضايق جدا إنها مزعلة نفسها على الفاضى، وقالها: إنتى بتعيطى كل العياط ده عشان كده يا سلمى، يا شيخة حرام عليكى.

فرد ضهره جنبها على السرير، ومد إيده، وقرصها براحة فى دراعها، وقالها: شكلها شوية هرمونات من بتوع الحمل ولا حاجة.

سلمى شالت إيده من على دراعها، وزعقت، وقالتله: أدهم، يا ريت تفهمنى،  أنا مش بهزر.

أدهم صوته إتغير، ووشه قلب، وقالها: صوتك يوطى وأنتى بتكملينى.

سلمى اتحرجت منه، ووطت راسها تحت، وضمت رجلها الاتنين، وحضنتهم بايديها، وزودت عياط.

أدهم ندم إنه زعلها وهى فى الوضع ده، وقام قعد قدامها، وخدها فى حضنه.

سلمى: أنا خايفة جدا يا أدهم على النونو ده كمان إنه ميجيش الدنيا.

أدهم: متقلقيش، إن شاء الله هيجى، ويبقى زى القمر زيك.

أدهم رفع راسها من على صدره، وبصلها، وقالها: متعيطيش بقى عشان انتى كده بتتعبى نفسك، وهو كمان هيتعب معاكى.

سلمى مسحت دموعها بسرعة، وقالت: خلاص أنا بقيت كويسة، وزى الفل.

أدهم ابتسم، وقالها: أيوة كده، إنتى كده شاطرة، يلا بقى قومى البسى عشان نروح لدكتورة تشوفك، وتطمنا على النونو.

أدهم وقف، وشد إيديها ليه، وقومها معاه، وقالها: يلا بقى ناخد شاور سوا، ونجهز عشان نلحق.

سلمى: لأ يا أدهم، أنا هجهز نفسى لوحدى.

أدهم: مستحيل أسيبك تعملى حاجة لوحدك تانى.

دخل بيها الحمام، وقفل الباب.

سلمى: أدهم بجد أخرج برا أنا بتكسف.

أدهم اتضايق من الأفورة اللى هى فيها، وقرر إنه يساعدها، ويسيبها تخرج.

خرجت سلمى من الحمام، و قفت قدام المراية وهى بتضحك، ومبسوطة من الدلع اللى أدهم بيدلعهولها.

سلمى قالت لنفسها بصوت عالى: هو متضايق من إيه؟ مهو عارف إن أنا بتكسف.

أدهم فتح الباب، وقال وهو بيزعق: عايز فوطة لو سمحتى.

سلمى إدته الفوطة، وهو خدها، ورزع الباب فى وشها.

سلمى قالت وهى بتزعق بهزار: إقفل الباب بالراحة، أنا بتخض.

أدهم خرج، وقالها: إنتى كمان بتزعقى؟

كان جاى عليها عشان يرخم عليها.

سلمى قعدت على السرير، وحطت إيديها على بطنها، وقالتله: إهدى يا أدهم، أنا مش لوحدى.

أدهم وقف مكانه، وهى وقفت، وحضنته، وقالتله: معلش يا حبيبى، أنا عارفة إنى تعبتك معايا، بس أنا كنت مكسوفة فعلا، مكنتش بتدلع.

أدهم بصلها، وقالها: مكسوفة من إيه يا سلمى، أنا جوزك على فكرة.

سلمى: طب خلاص بقى، أنا آسفة.

أدهم خد نفسه، وقالها: طب يلا بقى، قومى جهزى نفسك عشان نمشى.

سلمى: حاضر يا عيون سلمى، بس أنا هلبس على مهلى بقى عشان حبيبى.

أدهم برق عينه، وقالها: حبيبك مين؟ إنتى ملكيش حبيب غيرى.

وبعدين خدها، وراحوا عند الدكتورة.

الدكتورة: خلاص يا مدام سلمى، تقدرى تقومى، أنا خلصت.

سلمى قامت من على السرير اللى كانت نايمة عليه وهى بتعمل السونار.

سلمى: طمنينى يا دكتورة، هو كويس؟

الدكتورة بصت لسلمى واتكلمت بهدوء، وقالت: بصى يا مدام سلمى، أنا مش هكدب عليكى، الحمل ده احتمال يكون فيه خطورة عليكى لإن الضغط عندك عالى جدا، وده احتمال يسببلك تسمم حمل، ويفصل المشيمة عن الرحم، وطبعا هيبقى عندك نزيف كبير، وهيكون فيه خطر علي حياتك، وحياته.

سلمى اترعبت، وبصت للدكتورة بصدمة كبيرة.

أدهم: يعنى ينزل؟

سلمى اتصدمت من اللى أدهم بيقوله، وبصتله وهى عينيها مرغرغة، وقالتله: أدهم، أنت بتقول إيه؟

الدكتورة بصت لأدهم، وقالت: مش للدرجة دى يا أدهم بيه، بس أنا قلت أعرفكوا الوضع من الأول عشان متتفاجأوش بعد كده بأى مضاعفات، ويكون فى إيديكوا أى قرار عايزينه من البداية.

أدهم كان ماسك إيد سلمى، ورد على الدكتورة، وقال: إنتى عندك هنا عمليات إجهاض؟

سلمى اتنطرت، وقامت من على الكرسى، وسابت إيد أدهم، وقالت بصوت مليان خوف: أنت إيه اللى أنت بتقوله ده؟ أنا مش هعمل كده.

الدكتورة ردت ببرود وكأنها مسمعتش كلام سلمى، ولا شايفاها، وقالت: فى الحالات الخطر دى بعمل إجهاض هنا طبعا، شوف المعاد اللى يناسب حضرتك، وأنا هكون موجودة.

أدهم: طب إيه أقرب معاد نجيلك فيه؟

ردت الدكتورة بكل برود، وقالت: بكرا الساعة تمانية هكون فاضية، وهستناكوا.

خرجوا من عند الدكتورة، وسلمى كانت قلبها ببتقطع.

ركبوا العربية، وسلمى كانت عمالة تعيط، والحزن مالي وشها.

سلمى: يستحيل يا أدهم يستحيل أنزل إبني إنت فاهم؟!

أدهم كان بيسوق العربية، ومصمم على إن البيبي ده لازم ينزل.

أدهم: أنا مش هقدر يا سلمى أفرط فيكي، وأسيبك للموت، وأنا بتفرج عليكي.

سلمى عيطت جامد لما لقته بيقول كده.

سلمى: يا أدهم الأعمار بيد الله، وبعدين هي ما أكدتش إن هيجرالي حاجة.

هي قالت في إحتمال مش أكيد!!

أدهم: حتى لو في إحتمال ضعيف، يبقى هنزل البيبي، وكإنه أصلا مجاش.

أنا يا سلمى معنديش إستعداد أخسرك عشان أي حاجة في الدنيا.

سلمى حست إن مفيش فايدة من الكلام.

رجعت ضهرها لورا في الكرسي، وفضلت دموعها نازلة شلالات وهي ساكته.

أدهم ركن العربية، ولفلها عشان يمسح دموعها، والعياط بقى بصوت، وشهقة عالية.

أدهم: يا حبيبتي أنا أهم حاجة عندي في الدنيا إنك تكوني كويسة، وبخير.

سلمى: أنا مش هكون بخير أبدا لو إنتي عملت كده.

أدهم: هو إنتي فكراني معنديش قلب؟!

ده إبني زي ما هو إبنك.

إنتي يا سلمى عايزة تجيبي إبننا، ويبقى يتيم الأم؟

سلمى: أنا عايزاه يا أدهم حتى لو هيكون آخر يوم في عمري.

أدهم: خلاص قدامك إختيارين، يا أنا يا هو.

سلمى: إيه اللي إنت بتقوله ده؟!!

طبعا إنت، وهو.

أدهم: أنا يا سلمى معنديش كلام تاني.

إنتي لازم تختاري بينا.

أدهم كان بيقول كده وهو عارف إنه إختيار صعب جدا عليها.

سلمى سمعت الكلام ده، وما إتكلمتش تاني طول الطريق.

أدهم برضوا كان سايق العربية، وسرحان، وندمان إنه حطها في الإختبار الصعب ده….

سلمى كانت مقهورة من اللي بيحصل.

الحمل اللي كانت مستنياه، وبتحلم بيه، وبكلمة من الدكتورة هينتهي، وكإنه مجاش.

أخيرآ وصلوا للفيلا، وأدهم نزل من العربية، ولف عشان يفتح الباب لسلمى.

سلمى كانت لسة دموعها نازلة، ومن الوجع مقدرتش تنزل من العربية غير بمساعدة أدهم.

سلمى وقفت، ومسكت نفسها، وإدت ضهرها لأدهم.

دخلت القصر، وطلعت على السلم، وسابت أوضتها، وكانت هتنام في أوضة تانية.

أدهم شافها رايحة تنام في مكان تاني بعيد عن حضنه، وبقى هيتجنن.

أدهم: إيه ده إنتي رايحة فين؟!!

سلمى: لو سمحت يا أدهم سيبني براحتي، أنا عايزة أبقى لوحدي شوية.

أدهم: مش ممكن طبعا إنتي راحتك معايا أنا.

أدهم ميل، وشالها، ودخل بيها على أوضتهم، ونزلها على السرير بكل هدوء.

سلمى كانت عمالة تخبط بإيديها، ورجلها، ومش عايزاه يشيلها، ولا ييجي جنبها.

أدهم: إهدي كدا، وتعالي نتكلم بالعقل.

سلمى: أنا مش عايزه انزله يا أدهم، انا قلبي بيتقطع عليه.

مش هقدر أفرط فيه مهما كان التمن.

عشان خاطري يا أدهم بلاش تحرمني منه.

أدهم كان موجوع، وبيتقطع من جوا.

أدهم: ولو حصلك حاجة بعد الشر، هنعيش أنا، وهو إزاي من غيرك.

سلمى مسحت على وشه بحنية، وكانت شايفة هو كمان موجوع إزاي.

سلمى: يا حبيبي إن شاء الله أنا هبقى كويسة.

الدكتورة نفسها قالت إنها مش متأكدة!!

أدهم: إنتي عيزاني أعيش في رعب، وقلق لحد ما تولدي؟!!

سلمى: يا حبيبي متقدرش البلا قبل وقوعه.

انا واثقة في ربنا، وإن شاء الله ربنا هينجيني.

أدهم خلاص تعب، ومش عارف يقنعها إزاي؟

أدهم: براحتك إعملى اللي تشوفيه.

قام خد مفاتيح عربيته، وتليفونه، وخرج من الأوضة.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى