قصص درامية

الفاتنة والذئب الجريح (الجزء الأول)

لبست طرحتها فوق راسها باسترخاء بتبص في ملامحها الورديه في المرايه المكسوره المتهالكه في أوضتها وابتسمت وحمدت ربها على ان اداها ملامح جميله نادره في وشها وعيونها العسلي اللي رموشها تقيله والغمازات على خدودها وبتستعد للخروج لشغلها.

سلمى بتشتغل مدرسه في مدرسه ابتدائيه خدت شنطتها المتبهدله ولبستها.

سلمى كانت عايشه مع جدتها في بيت على قد الحال خالص سلمت على جدتها وهي نايمه في الصاله على عفش متكسر وباست دماغها وطبطبت عليها بحنيه وخلاص رايحه تفتح الباب عشان تمشي على شغلها عشان ما تتاخرش الا انها سمعت دوشه كبيره في الشارع.

مقالات ذات صلة

بصت بسرعه من الشباك واتفاجئت بعربيات كتيره اخر موديل واقفين قافلين الشارع ورا بعض ولقت راجل نازل من العربيه وحواليه عدد كبير من الرجاله زي اللي بنشوفهم في الافلام.

قلبها وقع في رجليها وتعبت جدا وقفلت الشباك بسرعه وخافت ليكون الناس دي جايين عندهم.

بس رجعت وقالت لا اكيد مش جايين لينا وماسكه اعصابها وجايه تخرج من البيت لقت دق جامد على الباب بشكل كبير لحد ما الباب اتكسر من كتر الخبط.

جدتها مخضوضه وبتقولهم: انتم مين في ايه استرها معانا يا رب!؟

وسلمى كانت بتتنفض من الرعب من مناظرهم كان في ثلاث رجاله واقفين طول بعرض الراجل منهم قد الدرفيل.

وبعدين وسعوا للراجل الكبير بتاعهم كان واقف عينه على سلمى بمنتهى الوقاحه عمال يبص عليها وعلى كل حته فيها في منتهى البرود.

حاولت سلمى تمسك اعصابها وقالت لهم: انتم مين؟ وازاي تكسروا علينا الباب بالمنظر ده؟ وازاي تدخلوا بيتنا انا وجدتي من غير احم ولادستور؟

واحد من الثلاثه اللي واقفين قال لها: اقفلي بقك واخرسي.

الراجل اللي الكبير قال له: اسكت انت يا فواز.

جدتها بكل خوف ورعب الدنيا سألتهم: انتم عايزين مننا ايه؟ انا وحفيدتي عايشين في حالنا يا سعاده البيه وكافيين خيرنا شرنا وماشيين جنب الحيط طول عمرنا.

جايين تتهجموا علينا في بيتنا ليه؟ كل ده عشان ما لناش راجل يحمينا؟ وساعتها ادهم ما كانش مركز غير على سلمى وسرحان في جمالها.

زقتها اضطر انه يقول سبب الزياره دي ايه وهو يطلع مين.

ادهم: انتم ازاي ما تدفعوش الايجار المتاخر عليكم؟ واتصدمت سلمى وجدتها لانهم ما يعرفوش ان الشقه اتنقلت ملكيتها لحد تاني.

مالك الشقه القديم ما قالش انه باعها لحد تاني بس كل ده ما يهمهاش.

سلمى: يعني كل اللي انت عامله ده عشان كام شهر متاخرين؟

جايب رجاله وجاي وجايين تتهجموا علينا وتكسروا الباب على اثنين ستات عايشين لوحدهم؟

الايجار ده ما يسواش البدله الفخمه اللي انت لابسها.

ساعتها فواز الراجل بتاع ادهم نزل على وشها بقلم جامد وقعها على الارض من قسوته.

قعدت جدتها تحسبن عليه وعلى مديره وهي بتعيط على سلمى.

ادهم اتصدم من رد فعل فواز اللي من غير تفكير وقلبه وجعه عليها لكن تمالك نفسه.

ادهم: انت ازاي تمد ايدك عليها وانا بتكلم؟ وندم فواز فورا ورجع خطوتين لورا واعتذر لادهم على اللي عمله.

كانت سلمى المسكينه بتتوجع من شده الضربه وبتحاول متنزلش دموعها.

سمعت ادهم بيقول لها فلوسي تكون على مكتبي بكره الصبح وأمر حد من اللي واقفين يكتب لها عنوان الشركه.

واخيرا خرج هو ورجالته من البيت مصحوبين بدعاء الجده الكبيره عليهم الله ينتقم منكم وتتقطع ايديكم يا ظالمين.

جدتها قعدت تعيط هي وسلمى ويقولوا ان احنا ملناش حد وان احنا عشان ما عندناش راجل الناس بتعمل فينا كده.

قامت بعدها سلمى اتصلت بعم حسين النجار اللي على اول شارعهم علشان يجي يصلح الباب اللي اتكسر عليهم.

وبعد شويه جه النجار واتصدم صدمه كبيره لما شاف حاله الباب كده وقال: حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمله كده ازاي يكسروا عليكم الباب وانتم ستات عايشين لوحدكم؟ منهم لله الظلمة.

خلص الباب وعمله وما رضيش ياخد منهم فلوس علشان عارف حالتهم .

وفضلت يا حرام سلمى تفكر هتعمل ايه وتدبر الفلوس ازاي من هنا لبكره الصبح؟

وبعد ما قعدت تفكر كثير ما لقيتش غير ان هي تكلم عمامها تشوف لو يقدر حد فيهم يديها سلفه تسدد بيها الايجار.

اتصلت باول واحد عمها سعيد اول ما سمع صوتها ازيك يا بنتي قالت له: ازيك يا عمي انا سلمى انت عامل ايه لو سمحت يا عمي انا محتاجالك عايزه سلفه اسدد بيها الايجار محتاجه 4000 جنيه وهسددهم لك على طول.

وهي يا عيني بتتكلم كان قفل السكه في وشها وحاولت تكلمه تاني اداها التليفون مقفول.

حزنت سلمى جدا واتصلت بعمها التاني علشان تترجاه  يديها فلوس قال لها: انا مش معايا ربنا معاكي انا مش معايا يا بنتي وهي عارفه ان هو معاه بس ما فيش حد بيرحم حد دلوقتي.

قالت ما فيش حل غير عمتي هدى اتصل بيها واكلمها واترجاها تديني 4000 جنيه سلفة.

اتصلت بعمتها قالت لها: منين يا بنتي ده انا بجهز بنتي؟ ومش عارفه اجهزها والفلوس على القد واقل من القد كمان.

هي عارفه ان هي كدابه وان هي على قلبها قد كده وان جوزها تاجر كبير ومعهم فلوس قد كده.

انهارت سلمى وقعدت تعيط في حضن جدتها وجدتها تطبطب عليها.

الجدة: ربنا مش هينسانا ان شاء الله ربنا هيحلها من عنده قومي كده استهدي بالله يا بنتي وقومي صلي.

سلمى: انا صليت يا تيته.

الجدة: قومي صلي ركعتين لله وادعي له ادعي له يبقى جنبنا ويفك كربنا ويفرج همنا احنا ما لناش غيره.

قامت سلمى من حضن جدتها وهي حاسه باهانه وكسره وذل السنين.

قامت اتوضت ولبست اسدالها وفرشت المصليه وقعدت تصلي لله وتدعي كثير وتقول: يا رب فرج همنا يا رب حل لنا المشكله دي يا رب انت عندك الحل يا رب نجينا من اللي احنا فيه يا رب فرج كربي وكانت واثقه وعلى يقين ان ربنا هيوقف جنبها ومش هيسيبها.

لانها كانت على دين ومبتسيبش صلواتها ولابسه حجابها وكانت بنت اخلاقها عاليه جدا رغم فقرها الشديد بس كانت عندها خوف من ربنا شديد.

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

بعد ما خلصت صلاه مسكت المصحف قعدت تقرا فيه كتير وهي بتعيط وبتبكي وبتدعي ربنا.

ومن ناحيه تانيه كانت جدتها هي كمان قاعده على المصليه بتاعتها بتدعي ربنا ينجيها من الكرب اللي هم فيه ويشيل عنهم الهم الكبير ده.

خلصت سلمى قرايه القران ونامت على المصليه مكانها وهي دموعها في عينيها والحسره في قلبها ومش عارفه تعمل ايه؟

لدرجه دموعها كانت نازله على المصليه وهي نايمه.

صحيت من النوم على صوت اذان الفجر بياذن قامت دخلت الحمام واتوضت واستعدت للصلاه.

لبست اسدالها ووقفت تصلي صلاه الفجر وهي بتدعي ربنا وبتبكي وبتتوسل لربنا ان ربنا ينجيها ويفرج همها.

وبعد شويه لبست هدومها اللي عندها نفس هدومها ونفس الطقم هي معندهاش غير طقم واحد ولبست طرحتها قدام المرايه المكسوره زي كسره قلبها.

دخلت على جدتها اوضتها وباستها على راسها وجدتها مسحت على شعرها وقالت: يا بنتي اللي خلقنا عمره ما هينسانا وان شاء الله ربنا معاكي ان شاء الله ربنا يحلها من عنده.

سلمى: ان شاء الله يا تيته بس انت ادعي لي، انا هروح دلوقتي للراجل ده اتكلم معاه واستسمحه يصبر علينا شويه، وانتي ادعي لي يا تيته يمكن قلبه يحن ويستنى علينا شويه.

قعدت تدور على الورقه اللي كان فيها العنوان لحد ما لقيتها حطيتها في شنطتها المهريه ولبست جزمتها المتقطعه وخرجت من البيت, وهي مش عارفه هتعمل ايه؟

معاها فلوس قليله في شنطتها يا دوب تكفي علاج جدتها وتكفي باقي الشهر اكل وشرب بالعافيه.

ركبت مواصله عشان تروح العنوان اللي معاها ونزلت مشيت على رجليها كتير جدا علشان مش قادره تاخد تاكسي تكمل بيه المشوار.

ما سلمتش سلمى من معاكسات كثير وهي ماشيه في الطريق من الشباب اللي بيقابلوها ويشوفوها اصل سلمى كانت جميله وبريئه ورغم كسرتها وكسره قلبها الا ان وشها البريء كان ملفت للنظر جدا.

جماله جمال طبيعي اللي من غير اي ميك اب على الرغم من لبسها الواسع وحجابها اللي على راسها المحتشم الا انها تعرضت لمعاكسات كثير من الشباب.

كانت متضايقه جدا وهي ماشيه ومش عارفه تعمل ايه، لحد ما وصلت عند الشركه وفتحت الورقه علشان تتاكد من العنوان ولقيت ان هو ده المكان.

حاولت تستجمع شجاعتها وثقتها بنفسها ودخلت عند المبنى طلعت السلم المبنى كان فخم جدا والشركه باين عليها انها شركه كبيره جدا وقدامها بادي جاردات كتير لابسين بدل كحلي واقفين طول بعرض سدين باب الشركه.

المبنى كان جامد وشيك جدا ولقيت اثنين من اللي كانوا جايين مع ادهم باشا امبارح البيت عندها واقفين زي الحيطه السد على باب الشركه وهم دول اللي كسروا عليها باب الشقه امبارح الصبح.

لابسين بدل سوداء واقفين على باب الشركه ورغم رعبها وخوفها حاولت تكون جامده وقالت لواحد فيهم: ممكن ادخل لادهم باشا من فضلك؟

واحد منهم قال لها وهو عينه تدب فيها رصاصه عمال يبحلق في كل حته في جسمها:هو سهل كده اي واحده تيجي عايزه تقابل ادهم باشا تدخل له ولا ايه؟ انتي مين وعايزه منه ايه ولا تكوني من اياهم؟

وهو بيغمز لها بعينه غمزه خبيثه.

انتفضت سلمى من كلامه وقالت: اخرس قطع لسانك انا جايه اكلمه بخصوص شقه الهرم.

ابتسم ابتسامه خبيثه زيه وقال لها: اه تبقي شمال.

سلمى: بقول لك عيب كده انا جايه لو سمحت خليني اقابله انا مستاجره شقه الهرم وجايه عشان اقابله عشان الايجار.

الراجل: ماشي هبلغه وانتي وحظك الراجل بتاعنا لازم تاخدي ميعاد عشان تقابليه.

فضلت سلمى واقفه قدام الشركه وهي بتحاول تمسك نفسها عشان ما تعيطش من القهر اللي هي فيه واللي هي بتتعرض له.

من شده التعب اللي هي فيه لقت كرسي على جنب اترمت عليه لما حسيت ان رجلها مش قادره تشيلها من قهرة النفس اللي هي فيها.

فضلت مستنيه اكثر من نص ساعه لحد ما خرج فواز الدراع اليمين لادهم باشا وهو نفس الراجل اللي ضربها بالقلم امبارح.

لما شافته اترعبت وخافت منه أوي.

قرب منها وقال: يلا قومي من هنا يا بت انت قاعده على باب جامع ولا ايه؟

قامت سلمى وهي متغاظه ومقهوره ونفسها ترد له القلم زي ما ضربها امبارح على وشها.

لكن هو كان وشه ضخم ومخيف ومن رعبها ما قدرتش تعمل كده ودخلت وراه الشركه.

وفضلوا الموظفين مستغربين من شكلها وملابسها الرخيصه وقعدوا يقولوا لبعض ازاي واحده زي دي تدخل شركه كبيره كده بالمنظر ده وبالهدوم دي.

هي سمعاهم وحبسه الدموع في عينيها مش قادره تتكلم.

الناس بتحكم بالمظاهر معاك قرش تساوي قرش مش معاك ما تساويش.

طلعت مع فواز وركبت معاه الاسانسير وكانت قلقانه وخايفه منه ـوي لحد ما الاسانسير وقف في الدور ال 14 واتفتح الباب.

خرجت وهي حاضنه شنطتها وخايفه جدا، وصف لها فواز مكتب ادهم باشا وسابها ومشي.

سلمى خدت نفسها ومشيت تقدم رجل وتاخر الثانيه وهي خلاص داخله على ادهم باشا مش عارفه هتقول له ايه؟

بصت على جزمتها اللي كانت دايبه خالص واتنهدت وقالت: خليك معايا يا رب وخبطت على الباب وهي مرعوبه.

وسمعت صوته بيقول: تعالي عشان طبعا هو عارف مين اللي داخل يكلمه وعارف ان هي سلمى اللي جمالها اتحفر في دماغه.

مسكت اكره الباب وفتحته ودخلت بخطوات مرعوبه وقلقانه وخايفه.

كان قاعد ورا مكتبه الفخم الكبير وبصت على أوضه المكتب اللي دخلتها الاوضه واسعه أوي اكبر من شقتها وفخمه أوي.

والمكتب فخم أوي وذوقه عالي أوي.

كان لافف في الكرسي اللي قاعد عليه وباصص على الواجهه الإزاز اللي ورا مكتبه.

كان ادهم شاب رياضي طول بعرض لابس قميص رمادي وبنطلون اسود اخر موديل وحاطط برفان باين عليه انه غالي أوي.

ادهم بص عليها ولف الكرسي ومش قادر يبعد عينه عن جمالها وشافها واقفه قدامه وهي باين عليها الخجل والبراءه اللي مش موجودين في الزمن ده وبنات اليومين دول.

أدهم بكل خبث: تعالي هنا قربي فخافت منه قلقت.

أدهم: ما تخافيش اقفلي الباب وتعالي انا مش هاكلك ومش هنتكلم وانت على الباب كده.

لكن سلمى ما قفلتش الباب وقالت له: حرام الباب يتقفل علينا ده مش من الاسلام.

طبعا ادهم استغرب كلامها كان اول مره حد يقول له كده واول مره واحده تقول له كده.

بص لها باستهزاء وقال:تمام خليه مفتوح وتعالي احنا مش هنتكلم وانت بعيد كده.

سلمى اخذت نفس عميق وقربت على المكتب ببطء واول ما لقت الكرسي قعدت عليه الا ان ادهم صرخ في وشها وامرها انها تقف لحد ما يقول لها هو تقعد ولا لا.

وحست باهانه كبيره وان هو مش قادر يشوف ضعفها وتعبها اللي باين جدا على وشها.

قامت سلمى مرعوبه وجواها حزن وقهر كبير على حالها وان اللي قدامها ده مش بني ادم ومش بيعامل الناس زي بعضيها لا ده راجل مغرور وعنده كبر ومش هيرحم حالها لو قالت له مش معاها الفلوس اللي هو عايزها.

بص لها ادهم باحتقار من منظرها ومن منظر هدومها وانها مش قد المقام وقال: يلا هاتي الفلوس وامشي من هنا.

ردت عليه سلمى بقهر وضعف السنين وقالت: انا مش معايا المبلغ ده ما قدرتش اوفره من امبارح للنهارده.

بص لها بعنف وقال: وانا مالي انا عايز فلوسي النهارده؟

ردت عليه سلمى وهي حاسه بانكسار وذل: لو سمحت انا جايه استسمح حضرتك يا باشا انك تستنى عليا شويه لحد ما اقدر اجمع لك الفلوس بتاعتك.

وانا من ناحيتي هشتغل جنب شغلي وهواصل الليل بالنهار عشان ادبر لك الفلوس دي لو سمحت اصبر علي شويه ربنا يبارك لك.

طبعا ادهم ما عجبوش الكلام ده اصله قلبه قاسي جدا وده باين من سخريته على كلامها قال: انت بتشتغلي ايه؟

ردت سلمى عليه وقالت له انها خريجه كليه تربيه تخصص انجليزي وانها بتشتغل مدرسه في مدرسه ابتدائيه.

بص لها باستهزاء وقال: مدرسه ابتدائي يعني عايزه سنه على الاقل علشان تعرفي تجمعي فلوسي، وانت عايزاني اصبر كل ده؟

وبعدين المبلغ كل شهر بيزيد انت مش هتقدري تجيبي الفلوس دي.

سلمى بحماس: ان شاء الله انا هشتغل شغل تاني بعد الظهر وهدي العيال دروس انجليزي لغايه ما اجمع لك المبلغ ده واحاول اشتغل اي حاجه تانيه بعد المدرسه.

المهم ان انت تسيبنا عايشين في الشقه عشان انا مش عايزه أمرمط جدتي وهي في السن ده.

أدهم: وهتشتغلي ايه بقى؟

سلمى: ان شا الله اشتغل خدامه في البيوت عشان ما نبقاش في الشارع انا والست العجوزه.

سكت ادهم شويه وهو بيبص عليها وهو شايف ضعفها وكسرتها بس كل ده ما يهموش ولا يهز له شعره.

أدهم: تشتغلي عندي في البيت شغاله في السرايا بتاعتي؟

بصتله برعب السنين وصدمه كبيره على وشها وقالت:انت ازاي تفكر فيا كده؟ انا مش بتاعه الكلام ده انا ما اشتغلش مع راجل عايش لوحده في البيت.

انا ايوه فقيره لكن الفقر فقر فلوس لكن انا غنيه بشرفي واخلاقي وكرامتي ما ينفعش طبعا يستحيل اعمل كده ولو هاخد ملايين.

بص لها وهو مذهول من كلامها وقال: انا عايش انا وامي وفي خدم وحشم كتير في السرايا قوام دماغك سرحت في قصص صاحب القصر والخدامه بتاعته، لا يا ستي القصر مليان ناس انت مش هتكوني لوحدك.

بعد ما قال لها الكلمتين دول حست وكان الدنيا بتلف حواليها وعينيها بدات تغرب، وفجاه اترمت على الارض مغمى عليها من شده الحزن والتعب اللي هي فيه.

وهو واقف يبص عليها بمنتهى البرود والغباء وكان فاكرها بتمثل، وهي لا حول ليها ولا قوه ممدده على الارض ومش حاسه بالدنيا.

نادى ادهم على السكرتيره و ساعدته انه يشيلها ويدخلها في اوضه تانيه فيها كنبه كبيره فخمه حطها عليها وهي لسه مغمى عليها.

وامر السكرتيره تتصل بالدكتوره بسرعه عشان تيجي تشوفها وتكشف عليها، وجاب كرسي وقاعد جنبها يبص في ملامحها الطفوليه البريئه، لحد ما جت الدكتوره خرجته بره الاوضه وكشفت عليها وخرجت.

الدكتوره قالت له انها ضعيفه جدا وشكلها اللي حصل لها ده من شده الارهاق والتعب وقله النوم وهتفوق بعد شويه.

وفعلا سلمى فاقت بعد شويه وفتحت عينيها واتخضت اوي لما لقت نفسها نايمه كده بالشكل ده على الكنبه، وادهم قاعد على الكرسي قدامها بيبص عليها بشكل مستفز.

انتفضت سلمى بسرعه من على الكنبه وهي بتعدل هدومها وبتزعق جامد وبتقول: بتبص لي كده ليه؟ وايه اللي جابني هنا ؟وايه اللي نيمني على الكنبه دي؟ وازاي انا ما حسيتش بكل ده ؟.

كانت خايفه ومتوترة قوي بس في لحظه نسيت ان اللي واقف قدامها ادهم بيه وما ينفعش تتكلم معاه بالشكل ده.

ادهم من جواه كان معجب جدا بشخصيتها وكان حابب اوي يشوفها وهي متنرفزه كده وبتسأل مليون سؤال ورا بعض.

ابتسم ادهم وقال بمنتهى البرود اللي في الدنيا: عادي اغمى عليكي وشيلتك على الكنبه وبعت جبت دكتوره تشوفك.

طبعا سلمى اتخضت جامد وجالها ذهول وهي بتقول: انت بتقول ايه؟ ازاي عملت كده ؟يعني ايه شلتني؟ وازاي تعمل كده؟ ده حرام! انت راجل غريب عني ازاي تشيلني وتيجي جنبي؟ انت ايه ما تعرفش حاجه اسمها حلال وحرام؟ انت فاكرني ايه!! انا بنت ناس مش زي البنات اللي بتشوفهم.

كل ده وهي بتزعق بصوت عالي.

ادهم فضل ماسك اعصابه وفي الاخر قال: صوتك ما يعلاش هنا انت فاهمه ولا لأ!

وكان بيزعق جامد لدرجه انها خافت منه وهو بيقرب منها وبيقول: ايوه انا ادهم باشا اعمل اللي انا عايزه وما حدش يقدر يتكلم معايا كده، سكت لك وانت بتقلي ادبك لكن انا مش هسكت كتير.

وفي اللحظه دي كرهته قوي سلمى وحسبنت عليه من قلبها وقالت: حسبي الله ونعم الوكيل في الظالم.

رد عليها بمنتهى الغباوه وقال: يا ريتني سبتك مرميه على الارض بدل ما تشكريني بتسمعيني كلام زي الزفت؟ يلا اطلعي بره ومش عايزه اشوف وشك تاني.

اخذت شنطتها وهي خارجه على الباب قال بزعيق: اقفي عندك.

وسلمى كانت في شلالات دموع على خدها وهو كان متضايق خالص.

ادهم: تيجي بكره على القصر في العربيه اللي هبعتها لك لو كنت عايزه تعيشي انت وجدتك في البيت ما تتشردوش في الشوارع.

خدت الكلمتين دول وخدت بعضها وهي بتجر في رجليها جر مش قادره تمشي من كتر الضعف والذل والاهانه اللي حاسه بيهم.

وأدهم بيبص عليها وهي ماشيه ومقدرش يقعد في الشركه اكتر من كده نزل في الاسانسير جري وكأن في حاجه بتتحرك في قلبه وهو مش واخد باله.

وبعد ما نزل عينيه بتدور عليها ومش شايفها وفجاه سمع صوت عياطها بيبص ناحيه الصوت لقاها قاعده على الرصيف قدام الشركه بتعيط ومنهاره من العياط.

وكانت قاعده بتدعك رجليها من الوجع اللي هي فيه على رجليها وكانت بتعيط جامد زي اللي تاهت من امها في وسط الزحمه.

وفجأه حس ان قلبه وجعه عليها جامد لكن حارب مع نفسه عشان يبعد الاحساس ده.

ادهم راح يكلمها بمنتهى الغرور وقال: انتي قاعده كده ليه؟ ممشيش ليه؟ يلا قومي من هنا انت هتفضحينا قدام الشركه.

وكان بيكلمها بمنتهى الغباوه.

قامت سلمى من مكانها وقالت: انا رجلي وجعاني مش قادره امشي بس انا بعتذر اني قعدت كده قدام شركتك انا ماشيه حالا.

قلبه اتنفض عليها وكان عايز يطبطب عليها ويعتذر لها وهو اصلا قاسي ومتكبر فمكانش عارف ايه اللي بيحصل معاه.

رجع بعدها قال بغباوه مصطنعه: يلا اركبي عربيتي عشان اوصلك مش هينفع تقعدي كده قدام الشركه عشان مظهري وشكلي قدام العملاء اللي داخلين خارجين.

سلمى: انا اسفه اني قعدت قدام شركتك وشكرا انا همشي لوحدي .

كلامه كان بيوجعها قوي وبيجي على كرامتها اكتر من وجع رجليها وهي عارفه كويس انها مش قادره تمشي ومش معاها فلوس تركب تاكسي للبيت.

لكن بكل عند الدنيا وهي كانت عنيده جدا، رفضت تركب العربيه معاه لحد ما لقيته بيركبها العربيه بالعافيه واتخبطت وهي داخله العربيه لكن هو قعدها ولف يركب من الناحيه التانيه وسلمى عماله تزعق فيه وهي مرعوبه.

سلمى: سيبني انزل بقول لك وقف العربيه انت عايز ايه سيبني في حالي وهو بيسوق العربيه ومش مهتم للي بتقوله.

ادهم بعصبيه جديده: انت فاكره نفسك مين؟ انتي واحده ما لكيش لازمه انت فين والستات الثانيه فين! انت ما تسويش في نظري حاجه وعمري ما ابص لواحده زيك، شوفي انتي مين وانا مين؟ انتي بس صعبتي عليا فقلت اوصلك.

للاسف هو ده كان اسلوبه الهجومي على طول في كلامه مع سلمى.

سلمى اول ما سمعت الكلام ده من ادهم حست بصدمه كبيره وجالها ذهول وحست باهانه كبيره ان ازاي يقول لها كده ويتكلم عن انوثتها بالاسلوب الرخيص ده وهي اللي الشباب كلها بتنبهر وتدوب من جمالها.

سكتت ما ردتش عليه لحد ما وصلت عند باب البيت.

ادهم كمان كان متعصب ومتنرفز اوي وما اتكلمش طول الطريق.

نزلت من العربيه وهي كل حته في جسمها وجعاها وقفلت الباب وراها.

فضل ادهم باصص عليها لغايه ما دخلت البيت وبعدين مشي، وسلمى اول ما شافت سلم البيت قعدت عليه عشان تمسح دموعها وتهدي نفسها عشان جدتها ما تحسش بوجعها ولا باللي شافته وسمعته من ادهم من ذل واهانه وكسره قلبها واحباطها وكرامتها اللي بقت في الارض.

واتماسكت سلمى ودخلت على البيت كانت ستها خايفه عليها وقلقانه اوي وكانت عماله تصلي وتدعي لها انها ترجع بالسلامه.

بعد ما سلمت من الصلاه جريت على حفيدتها وقالت: انتي جيتي يا بنتي انا كنت قلقانه وخايفه عليكي أوي تعالي يا قلبي تعالي قولي لي عملتي ايه مع الراجل ده؟

ولما بصت في عينيها اتخضت جامد الست فاطمه قالت: قولي لي مالك معيطه ليه؟ ووشك عامل كده ليه ؟ومالك مش قادره تمشي ليه كده؟ الراجل الغبي ده عمل معاكي ايه؟ عمل حاجه مش تمام؟ قولي لي اتكلمي؟ طمنيني عليكي ياحبيبتي؟

سلمى حاولت تسيطر على نفسها وحاولت انها تبان لستها قويه وشديده وزي الفل ما فيش حاجه، قالت: اطمني يا حبيبتي انا كويسه محدش يقدر يجي جنبي، اللي يقرب لي يا تيته اكله بسناني انا تربيتك يا تيته.

الست فاطمه: طبعا تربيه ايدي يا بنتي ربنا يحفظك من كل شر امال في ايه ؟ احكي لي وفضفضي لي عملتي ايه مع الراجل ده؟ واقتنع ووافق انه يصبر علينا شويه لحد ما نسدد له فلوسه؟ ولا ايه اللي حصل!!

سلمى: يا تيته الراجل ده عرض عليا اشتغل في قصره عشان اعرف اسدد له الفلوس.

الست فاطمه: ايه عرض عليك شغل في قصره ازاي يعني ؟هتشتغلي ايه يعني عنده في البيت!

ردت سلمى على جدتها بانها هتشتغل خدامه في قصر ادهم الدرديري لحد بس ما تسدد له فلوسه وربنا بعد كده يدبرها من عنده.

الست فاطمة: انتي بتقولي ايه يا سلمى؟ انتي عايزه تشتغلي خدامه؟ وانتي خريجه جامعه وكليه كويسه عشان تشتغلي بشهادتك؟ والاخر تقولي لي هشتغل خدامه! انا حفيدتي تشتغل خدامه تنظف وتمسح وتغسل في البيوت! استحاله يحصل يا بنتي.

سلمى حاولت تقنعها وتهديها وبصت لستها وقالت:دي هتكون فتره مؤقته لحد ما الظروف تتحسن وخلاص، وترجع شغلها تاني.

لكن الست فاطمه مش راضيه تسمح لبنت ابنها بذلها واهانتها في بيوت الناس كده، وبعدين في وسط كلامها قالت لها: انت حبيتي الراجل ده ولا ايه ؟

سلمى بصت لجدتها بذهول وقالت: لأ طبعا يا تيته، انا في ايه ولا في ايه! انا في الهم اللي احنا فيه، حب ايه وكلام فاضي ايه؟

قعدت تعيط جامد بانهيارو قالت: يا ستي افهميني انا وافقت ان اشتغل خدامه عشاني انا وانت انا مش عايزاكي تتبهدلي بعد العمر ده، انا عايزه يكون معايا فلوس اقدر اجيب لك دواكي وما اقصرش معاكي في العلاج يا تيته ومش عايزين نتذل ونتحوج لحد.

انتي شفتي ولادك لما طلبنا منهم ما رضيوش يدونا حاجه انا عايزاكي تفهميني يا ستي انا رايحه هناك اشتغل خدامه غصب عني عند راجل ما عندوش رحمه ولا ضمير، انا قلبي واجعني يا تيته كفايه اللي انا فيها ارحموني بقى انا تعبت.

كل ده وهي بتتكلم بانهيار وكسره قلب كبيره بتحاول تداريها عن ستها وشايله هموم الدنيا كلها على راسها.

طبطبت عليها الست فاطمه وحضنتها وقعدت تمسح دموعها، وما حستش بنفسها سلمى الا وهي نايمه في سابع نومه في حضن جدتها.

تاني يوم الصبح صحيت سلمى وقامت من حضن جدتها وغطيتها ودخلت الحمام علشان تتوضا وتصلي وتستعد وتجهز نفسها.

خرجت من الحمام ولبست الاسدال وقفت تصلي فرضها ودعت ربنا ان يوفقها ويقف جنبها ويبعد عنها كل شر وقامت لبست فستانها وطرحتها، وبتبص من الشباك اللي في اوضتها لقت العربيه مستنياها اللي بعتها ادهم بيه عشان توصلها عند القصر بتاعه.

خرجت سلمى وكالعاده دخلت اوضه ستها باستها وحضنتها وقالت: دعواتك يا ستي.

الست فاطمه: برده ما فيش فايده هتروحي تشتغلي الشغلانه دي! سلمى: انا مضطره يا ستي وابتسمت لها قالت لها ادعي لي يا تيته.

الست فاطمة: ربنا معاكي يا بنتي يحميكي ويبعد عنك شر ولاد الحرام ويجعل لك في كل خطوه سلامه.

سلمى: امين يا رب العالمين.

وخرجت سلمى من البيت وكانت رجلها ارتاحت شويه وبقيت كويسه وخرجت الشارع فتحت باب العربيه ورمت السلام على السواق ورد عليها السلام.

سلمى: انا سلمى وما قدرتش تكمل الجمله انها تقول له ان هي الخدامة الجديده.

الراجل الكبير حس بيها وقال: اركبي يا انسه انا عندي اوامر اخد بالي منك وانا بوصلك لشغلك وانا مرجعك على البيت كمان ادهم باشا موصيني اخد بالي منك.

سلمى: بس انا اسمي سلمى بس يا عمو ناديني زي ما بتنادي بنتك في البيت.

الراجل الكبير: ماشي  اركبي يا سلمى مفيش رسميات بعد كده.

ابتسمت سلمى وحست بارتياح وركبت العربيه ،وبعد ساعتين تقريبا دخل عم احمد بالعربيه من بوابه قصر ادهم باشا وركن العربية ونزلت سلمى من العربيه.

كان شكل القصر ولا في الخيال فخامه وشياكه من اللي بنشوفهم في الافلام، لكن سلمى حتى ما وقفتش تبص على حاجه ولا عينها اترفعت عن الارض.

استغرب قوي  عم احمد وهو ماشي معاها من البوابه لحد باب القصر الداخلي، جواه حاجه بتقول البنت دي مختلفه وعاقله وما بتغرهاش المظاهر.

خبط على باب القصر فتحت له خدامه من الخدامات قال لها: دي سلمى اللي هتشتغل معاكم في القصر يا سعاد يلا طلعيها للباشا بفنجان القهوه زي ما بيحب كل يوم .

بصيت لها سعاد وهي غيرانه بتبص عليها من فوق لتحت وقالت: ادخلي يا اختي اصل المشرحه ناقصه قتله اصل احنا ناقصين بلاوي.

،زعق لها عم احمد وقال:عيب كده خليكي محترمه.

بصيت له سلمى بابتسامه وفرحانه انه خد لها حقها، ودخلت ورا سعاد المطبخ وقعدت سعاد تعرفها اماكن الحاجات والادوات اللي في المطبخ.

جت الحاجه زينب كبيره الخدم قالت لي سعاد مين دي؟

سعاد: دي الخدامه الجديده.

بصيت لها الحاجه زينب بصت حنان وطيبه وسألتها: اسمك ايه يا بنتي؟

سلمي ردت بكسوف وقالت: اسمي سلمى.

ردت الحاجه زينب وقالت:الله اسمك حلو قوي زي شكلك.

امسكي الشنطه دي فيها لبس تغيري اللي انت لابساه ده وتلبسي اللبس ده في اوضتك ونادىت على سعاد عشان تعرف سلمى اوضتها.

سعاد ردت على الحاجه زينب وهي متغاظه وقالت:اوامرك يا حاجه.

وراحت مع سلمى عشان توديها اوضتها وخرجت سعاد وقفلت الباب وراها ورجعت المطبخ.

سلمى عجبتها اوضتها أوي هي كانت صغيره شويه لكن كانت مفروشه بذوق عالي.

بدأت تغير هدومها عشان تلبس الطقم الرسمي اللي اديتها لها الحاجه زينب، وهو كان بنطلون ازرق ومريله بيضاء لبست ولمت شعرها تحت الطرحه وحست انها بقت خدامه رسمي.

خرجت من الاوضه وراحت على المطبخ بدأت شغلها، إلا ان الحاجه زينب أمرتها تجهز القهوه بتاعة أدهم بيه بسرعه عشان دي ليها ميعاد.

جريت سلمى تجيب البن والكنكه وتسأل الخدامين الثانيين على اماكن الحاجه وسألت.

سلمى: أدهم بيه بيحب يشرب قهوته ايه؟

سعاد: قهوته مظبوطه زيه كده هو مظبوط كمان.

وهي بتتكلم عنه ما كانتش على بعضها ضحكوا عليها كلهم.

سلمى حضرت القهوه وحطيتها على الصينيه وجنبها شوب ميه ساقعه.

سألت على مكان الأوضه بتاعته قالت لها الحاجه زينب اسمه جناح ،وطلعت السلم وكانت كل احداث اليوم اللي فات قدام عينيها وهي ماشيه بالقهوه وقد ايه هو داس على كرامتها وانها اتبهدلت واتذلت بمافيه الكفاية وصلت عند باب الجناح بتاعه وخبطت على الباب. واتفاجئت بصوته القوي من ورا الباب بيقول لها ادخلي.

كانت سلمى في الوقت ده بتترعش ورجليها بتخبط في بعض، وفتحت الباب وهي بالحاله دي، ولقت نفسها في صاله كبيره وهو واقف بيكمل لبسه ولما شافها اتصدم، لانه كان نفسه ما تجيش لكن هو حس ان هي اهم حاجه عندها الفلوس وبس.

رغم اللي عمله فيها امبارح من اهانه وتجريح وذل الا انها جت تشتغل عنده خدامه تاني يوم على طول.

ده طبعا مش صح لكن هي قليله الحيله وما كانتش لاقيه حل تاني غير كده.

ادهم بابتسامه صفرا: يعني جيتي!

سلمى عملت نفسها مش واخده بالها من اسلوبه وقالت: اتفضل القهوه اي اوامر تانيه؟

ادهم: تعالي اقفلي لي زراير القميص، ورفع ذراعاته واستعد علشان تيجي تقفل له الزراير بتاعه القميص، وكان فاكر ان هي ممكن تعمل كده.

لكن سلمى قالت: يستحيل اعمل كده، انا جايه هنا احضر طلبات واجيب طلبات من المطبخ لحضرتك، حاجه ثانيه انا مش هعمل، بعد اذن حضرتك.

طبعا ادهم اتصدم جامد! وما كانش متوقع الرد ده وقال: طب ابعتي لي سعاد.

وكان متصور ان هي ممكن تغير او تضايق لما يقول لها تبعث له بنت تانيه.

نزلت جري على المطبخ وهي مش شايفه قدامها وعلى اخرها  وبقت تقول في نفسها انه ازاي بيتعمد يهينها كده كل ما يشوفها؟

ودخلت المطبخ وشافت سعاد بتغسل المواعين.

سلمى: اطلعي كلمي البيه يا سعاد ادهم بيه عايزك.

طبعا سعاد طارت من الفرحه عشان ادهم بيه طلبها وكانت سعاد بتنفذ لادهم كل طلباته اللي هو عاوزها ومريحاه على الاخر.

هي ياما طلعت له وحصل بينهم حاجات كتير شمال وهي راضيه، وما فيش اي مشكله عندها وعندها استعداد تعمل اللي هو عايزه.

واستعدت انها تطلع لأدهم وهي فرحانه جدا، والحاجه زينب كانت متضايقه اوي لانها فاهمه كل حاجه.

هي رئيسه الخدم وما فيش حاجه بتحصل في البيت غير اما تكون هي عارفاها قعدت تدعي لهم بالهدايه.

الحاجة زينب: ربنا يهديك يا ادهم يا ابني ويهديكي يا سعاد.

ضحكت سلمى باستهزاء ومرار في نفس الوقت وقالت: هي الشياطين ينفع تكون ملايكه يا حاجه ربنا يستحيل يهدي الشيطان.

ردت عليها الحاجه زينب وهي حزينه على حال ادهم: يا بنتي انت ما تعرفيش حاجه، ما تحكميش على حد من اول مره لازم تعرفي الناس كويس وبعدين تحكمي عليهم.

ادهم اللي انت بتقولي عليه شيطان ده وشايفاه شخص غبي وجبروت كده!! عشان اللي شافه وعاشوا وهو صغير ده شاف مرار كتير يا بنتي محدش يتحمله.

سلمى: انا مش فاهمه حاجه انتي كنتي هنا في القصر من زمان؟

الحاجه زينب: ايوه طبعا من زمان يا بنتي انا هنا من زمان من وانا في سنك كده، وهو كان صغير اوي سنه ما يعديش ال 10 سنين، ربنا يصلح حاله ويهديه ويبعد عنه شر ولاد الحرام، ويهدي له امه اللي هو مش فارق معاها خالص اصلا ولا شايفاه ولا حاسه بيه.

كانت سلمى بتسمعها ولسانها مش مطاوعها عشان تأمن على دعاءها، ومن جواها مش قادره تنسى الذل والاهانه وكسره القلب اللي شافتها منه.

كانت ايديها شغاله في المطبخ وهتبدأ تعمل الغداء وفجأه سعاد دخلت عليهم المطبخ وهي متضايقه ومشدوده ومش طايقه حد.

الحاجه زينب بصيت لها بغيظ وقالت: ايه يا سعاد خلصتي المهمه القذره اللي انت بتعمليها والبيه اتبسط منك ولا لا؟

طبعا كانت بتتريق عليها ومش عاجبها اخلاقها.

سعاد: بقول لك ايه يا حاجه ما حدش يتكلم معايا انا اللي فيا مكفيني الا ما شافني ولا بص لي وكأني هوا قدامه.

الحاجه زينب: اخرسي وقومي شوفي وراكي ايه وحكاياتك الزباله دي مش لازم نعرفها.

وفي الوقت ده سلمى كانت بتعمل الغدا، وسعاد واقفه هتاكلها بعينيها من كتر غيرتها وما كانتش طايقاها، وكانت بتقول في نفسها ان اكيد أدهم بيه مش طايقها بسبب البنت الجديده دي.

كل ده عشان البنت دي جميله واجمل مني والغيظ والغيره كانوا مجننينها من سلمى.

ولما خلصت سلمى غسيل المواعين والغداء كان خلاص قرب يجهز قامت سعاد بوظت الاكل من غير ما حد يشوفها وحاطط فيه كيس ملح بحاله عشان عايزه تطفش سلمى من المكان باي طريقه.

كان كله مشغول وما حدش خد باله منها وكان باقي الخدم بيجهزوا السفره وفضلت سعاد تعمل باقي الغداء وكأنها ما عملتش حاجه.

بعد شويه حطوا الاطباق على السفره، ونزل أدهم بيه قعد على الكرسي بتاعه.

سالته الحاجه زينب على امه: هي امك راجعه امتى من السفر هتطول ولا قربت تيجي؟

ادهم: ما اعرفش عنها حاجه، وبدا ياكل والخدم في المطبخ بياكلوا مع بعض ومعاهم سلمى.

وفجأه سلمى والباقيين سمعوا صوت زعيق ادهم باشا من برا زعيق جامد لدرجه انهم اتخضوا وخرجوا يجروا عشان يشوفوا ايه اللي حصل.

لقت سلمى طبق الاكل اللي هي عاملاه مرمي على الارض وصوته وهو بيزعق عالي وبيقول: المتخلفه دي من غيظها مني بتعمل لي اكل بايظ ما يتاكلش.

سلمى: ازاي انا عامله الاكل زي الفل؟

ادهم: شوفي الاكل اللي انت عاملاه وكلي منه وانتي تعرفي!

راحت تدوق الاكل وتشوف في ايه واول ما داقت ما استحملتش من كتر الملح اللي فيه ورميته من بقها.

والحاجه زينب متفاجئه: ازاي تعملي كده يا سلمى؟

سلمى: انا عامله الاكل زي الفل يا حاجه وملح مظبوط جدا وقعدت تحلف بالله انه كان زي الفل.

سلمى كانت عينيها مليانه دموع وجسمها كله بيتنفض وكان باين عليها ان اللي عمل كل ده مش هي.

أدهم حس بكل ده، لكن من جبروته وقسوه قلبه قال: انتي هتاكلي الطبق اللي انتي عملتيه ده قدامي عشان ما تعمليش كده تاني.

أدهم مستفز جدا رغم انه عارف انها بريئه الا انه بيكون مبسوط وهو بيضايقها كده، اللي ناقص انه يعلقها من رجليها في المروحه ربنا يستر.

بصت سلمى عليه وحست انها قليله الحيله أوي، وكرهت المكان ده باللي فيه لانها حست انهم مش بني ادمين وانها مش هتقدر تدافع عن نفسها معاهم.

وكانوا كل الموجودين باصين عليها، نشفت دموعها وقربت على الكرسي اللي قاعد عليه وحسيت نفسها صغيره قوي بالنسبه لحجمه وطوله وعرضه وهي نفسها تدي له بالقلم على وشه.

بس اول ما قربت خافت ورجعت لورا ،وردت بغيظ: انا حلفت لك اني ما حطيتش ملح في الاكل انا مش عبيطه عشان ابوظ اكل انا عاملاه بايدي، وانت اكيد مش عبيط عشان تصدق ان انا اللي عملت كده !

ادهم مردش عليها لكن كان على وشه قسوه وغباوه واضحين.

بصت على ملامح وشه بتحاول تشوف اي لمحه تحس انه بني ادم زيها لكن للاسف ما لقيتش.

مسكت اعصابها وحاولت تكون هاديه شويه وقالت :اديني فرصه اثبت لك اني بعمل اكل كويس هم 10 دقائق بس هدخل اعمل لك اكل تاني عشان تصدق اني كنت ظابطه الاكل كويس.

ابتسم ادهم ابتسامه استهزاء وسخريه، لانها فاكراه ما يعرفش الحقيقه بس هو كان عارف كويس ان مش هي.

قعد على السفره تاني وبص لسلمى وبصوت قوي قال 10: دقائق بس هديكي فرصتك ولو اتأخرتي عن العشر دقائق ما اشوفش وشك تاني.

سلمي مفتحتش بقها ولا قالت ولا كلمه، راحت جري على المطبخ وزمايلها جريو علشان يساعدوها لكن ادهم بيه وقفهم، وعلى صوته عليهم جامد.

ادهم: ماحدش يروح وراها الا لو انا قلت.

وقفوا مكانهم وهم باصين في الارض خوف ورعب عشان ممكن يطردهم.

سلمى اول لما دخلت المطبخ بدات بسرعه تعمل طبق اكل جديد وما شاء الله عليها خلصته في اقل من 10 دقائق وهي بتغرف اتلسعت ايديها من كتر استعجالها ولهفتها انها تخلص قبل المده المحدده.

اتلسعت من الحله وكانت هي شغاله عماله تعيط دموعها نازله مش عارفه توقفها من القهر اللي هي فيه ومن شده اللسعه اللي على ايديها من سخونه الحله.

سلمى قالت الحمد لله على كل حال هي مؤمنه وعارفه انها كده اتغفر لها ذنب لما اتلسعت ولما تقول الحمد لله ربنا بيرطب على قلبها وبتهدى خالص.

جابت الطبق عشان تغرف وهي ماسكه الحله بمساكه سيليكون وغرفت الطبق بايديها التانيه وخرجت من المطبخ، وراحت على السفره.

كان هو عمال يبص في الساعه بتاعته، حاطط الطبق وهو كان بيراقب كل تحركاتها وكل تفصيله فيها وخد باله من ايديها لما شافها حمرا انها اتلسعت.

بس عمل نفسه مش مهتم ولقى ان الخدامين لسه واقفين مكانهم بمنتهى الهدوء.

ادهم: يلا على المطبخ منك ليها واقسم بالله لو اللي حصل ده حصل تاني مش هرحم اللي عملت كده فيكم وهتطرد شر طرده فاهمين!!!

طقطقوا راسهم وهم بيترعشوا وجريوا على المطبخ وكانت سلمى متفاجئه ومذهوله و مبسوطه وبتترعش وقالت: انت كنت عارف ان مش انا ومع ذلك فضلت تذلني؟

ادهم بص لها وهو ساكت وعامل نفسه مش مهتم حتى بدموعها اللي ماليه وشها وحاطط رجل على رجل ولا هو هنا.

سلمى بقهر الدنيا قالت: ليه ليه بتعمل فيا كده؟! انا عملت لك ايه لده كله من ساعة ما شفتني وانت بتهني وبتهين كرامتي وبتتعمد تذلني وعايز تعرفني اني ولا حاجه، وحشره ممكن تدوس عليها وتفعصها برجلك في اي وقت ليه !!!

ادهم :عشان انتي كده ولا حاجه فعلا، انتي فاكره نفسك ايه انتي فعلا حشره ادوس عليكي وافعصك برجليا وقت ما انا عايز.

وكان بيتكلم بكل البرود اللي في الدنيا فضلت سلمى ساكته وهي بصاله بوجع وقهر الدنيا كله، اللي كان باين على وشها.

وسابته وراحت على المطبخ من غير ما تفتح بقها تاني.

خلصت اليوم في شغلها لحد ما الليل جه، وبعدين قالت للحاجه زينب بصوت متعب وحزين: لو سمحتي يا حاجه انا مروحه.

استغربت الحاجه زينب وقالت: تروحي ازاي يا بنتي!

سلمى: لازم اروح عشان ستي تلاقيها قلقانه ومشغوله عليا.

سعاد قبل ما الحاجه تتكلم: ليه يا اموره ما تعرفيش ان الخدم بيباتوا هنا مش بيمشوا وكل واحده ليها اوضتها بتنام فيها لحد الصبح؟

سلمى كانت متفاجئه جدا من الكلام ده وقالت: لا انا ما اعرفش وما حدش قال لي عموما حتى لو, انا ما ينفعش اسيب جدتي تقعد لوحدها من غيري كفايه اني ما كلمتهاش طول اليوم اطمنها عليا ولا اطمن عليها.

طبطبت على كتفها الحاجه زينب وقالت: طيب اقول لك اطلعي استاذني ادهم بيه ولو قال لك ماشي امشي ما حدش هيقول لك لا؟

بصيت سلمى ليها وقالت وهي متضايقه :انا مش عايزه اروح له ولا اتكلم معاه في حاجه.

مصمصت سعاد شفايفها بغيظ وردت: انتي عبيطه ولا ايه هو انتي فاكره نفسك ايه؟ انتي مين عشان تقولي عايزه ولا مش عايزه! انتي تطولي تتكلمي معاه ولا يرد عليكي؟ انت باين عليك هبله أوي.

سلمى بقوه: حاسبي يا سعاد بلاش تشبهيني بيكي، انا مش زيك انتي بس اللي بتفرحي وانتي معاه والذل ده ليكي مش ليا.

،اتخرست سعاد بعد ما سمعت الكلام ده كان نفسها تقوم تمسك سلمى وتهجم عليها وتجيبها من شعرها لولا ان سلمى خرجت من المطبخ.

طلعت تستأذن أدهم بيه وهي مش طايقه نفسها ومش عايزه تشوف وشه تاني بعد اللي حصل النهارده لكن هي مضطره عشان تروح لستها.

خبطت عليه ورجعت لورا شويه زي اي بنت محترمه وهي بتخبط على راجل غريب.

فتح الباب وهو عرقان جدا اصله كان بيعمل تمارين وكان لابس لبس التمارين وكان لازق عليه من كتر العرق وكان ماسك فوطه في ايده بينشف بيها العرق.

شافته بالمنظر ده بصيت في الارض وقالت بصوت واطي: عايزه اروح.

استغرب أدهم وقال: تروحي فين الساعة دي؟

سلمى: اروح لجدتي انا عرفت ان الشغالين بيباتوا في القصر لكن انا ما ينفعش اسيب ستي لوحدها.

بص لها وسرح في جمالها ونظره الحزن اللي في عينيها وفي هدومها القديمه وسرح في كل تفصيله فيها حتى اللسعه اللي احمرت في ايديها وهي بتحضر له الاكل وفضل كده سرحان في وشها وملامحها الجميله البريئه لغايه ما حست ان الموضوع طول وهو ساكت مش بيتكلم.

سلمى: ها موافق اني امشي؟

رد عليها بصوت هادي على غير عادته وقال: ماشي روحي.

اول ما سمعته بيقول لها روحي خدت بعضها وطارت من قدامه، وسابته واقف ساند على باب اوضته وسرحان في جمالها وبيقول لنفسه ان هي لوغيرت هدومها القديمه دي وقلعت اللي لابساه على شعرها ده هتبقى حاجه تانيه.

وفضل سرحان والشيطان بيصور له حاجات وحشه وبعدين فاق من السرحان اللي هو فيه وجري على التليفون كلم عم احمد السواق وقال: وصل سلمى من مكان ما جبتها انت هتلاقيها خارجه دلوقتي من باب الفيلا.

وأمره انه ياخد باله منها.

عم احمد: انت تؤمر يا ادهم باشا.

خلص التليفون ودخل يكمل التمرين بتاعته.

سلمى: بس انا هركب واروح لوحدي يا عم احمد !

سلمى قالت كده وهي مستعجبه لما لقيت السواق واقف مستنيها على باب القصر، وبيفتح لها باب العربيه.

عم احمد: ازاي بس يا بنتي الوقت متاخر، ما ينفعش بنت قمر زيك تمشي في الوقت ده لوحدها.

ابتسمت ليه بحب ووافقت تركب معاه، من كلامه افتكرت حنيه ابوها عليها لما كان عايش وازاي كان بيحبها اوي وازاي كانت وهي معاه مش شايله هم للدنيا.

سلمى: حاضر يا عمو عشان خاطر عيونك هركب معاك العربيه.

طول الطريق بتحلم انها روحت ونامت على سريرها لحد ما وصلت عند البيت.

شكرت السواق وقالت له شكرا يا عم احمد وفتحت باب الشقه بمفتاحها ولقت ……

لقيت عمها مستنيها في البيت وعينيه بتطق شرار، وستها قاعده عينيها مليانه دموع.

ولما دخلت لهم ستها وهي مخضوضه قالت: كنتي فين يا سلمى؟ اخيرا رجعتي!، قلبي كان هيقف من خوفي عليكي، كده برده يا بنتي!

ولسه هتتكلم وتحكي لها جري عليها عمها بسرعه وهي خافت جامد وقبل ما تنطق بكلمة كان نازل على وشها بقلم جامد خلاها اترمت على الارض.

سلمى جالها ذهول وهي ماسكه خدها وبقها كان جايب دم .

ستها قامت من مكانها وراحت مسكت ايد ابنها وهو عمال يزعق لسلمى بكل غباوه وبيقول لها: كنتي فين؟ وبتعملي ايه في الشوارع لحد دلوقتي يا قليله الادب؟ من صباحيه ربنا خارجه من البيت وراجعه في نص الليل! يا ترى كنتي مع مين وبتعملي ايه؟ انت هتجيبي لينا العار؟ الله يرحمك يا اخويا انت مت من هنا وبنتك مشيت على حل شعرها من هنا ومش هاممها حد.

بصيت عليه وهي مذهوله ومش مصدقه عمها بيقول لي عليها كده!

سلمي صرخت بقوه: انت بتقول ايه! انت ازاي فاكر عني كده؟ انا بشتغل ولما خلصت شغل رجعت!

العم بشدة أكتر: شغل ايه يا ام شغل؟ انتي فاكره اني عبيط وهتستهبليني وتضحكي عليا بكلمتين زي ما ضحكتي على ستك وقلت لها اصل بشتغل شغاله!! شايفاني عبيط عشان اصدق الكلام ده؟

قامت واتسندت من على الارض، وزعقت له جامد :هي دي الحقيقه لو عايز تصدق صدق لو مش عايز انت حر، انت ما لكش حاجه عندي وما لكش ضرب عليا، انت ما تعرفش عننا حاجه ومش من حقك تمد ايدك عليا، انت عمرك ما وقفت جنبنا ولا هو ابويا عايش ومحتاج الدواء، ولا بعد ما مات، ما قلتش اشوف بنت اخويا وامي عايشين ازاي! محتاجين ولا لأ؟ وأما اتصلت بيك وأنا محتاجه أدفع ايجار البيت بردو موقفتش جنبنا، جاي دلوقتي عايز مننا ايه؟ رد عليا عايز مننا ايه! ابعد عننا.

شد ايد امه بكل قسوه ومسك سلمى من طرحتها وشدها جامد.

صرخت سلمى وحست انه شعرها هيطلع في ايديه وقال: وده بقى يخليكي تمشي على حل شعرك يا بنت……، يا……

ومن كتر الوجع اللي هي فيه أغمى عليها وهي بين إيديه.

صوتت الحاجه فاطمه وهي بتاخد سلمى في حضنها وبتطرد ابنها من البيت وبتقول له: حسبي الله ونعم الوكيل فيك، لا انت ابني ولا أعرفك، مش عايزه اشوفك لحد ما اموت منك لله يا بعيد.

بصلهم بغضب وسابهم ومشي.

فضلت الست فاطمه تحاول تفوق سلمى وما فيش فايده وكأنها كانت ناقصه عمها كمان يختم معاها اليوم.

معرفتش جدتها تتصرف وتفوقها استنجدت بالست اللي فوقيهم جارتهم اللي لما جت حاولت مع سلمى لحد ما فاقت بعد وقت طويل.

ولما فاقت حضنتها ستها وقعدت تلاعب شعرها وقالت: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي ،قلبي كان هيقف وانتي مغمى عليكي يا بنتي.

لكن سلمى كانت ساكته سكوت غريب مردتش عليها، حتى إنها قامت من غير ما تتكلم ولا كلمه مع ستها، ودخلت اوضتها في هدوء شديد ورمت نفسها على سريرها وكانت عماله تعيط جامد ودموعها مغرقه وشها لحد ما نامت وما حسيتش بالدنيا.

ولما قامت من النوم الصبح كانت كل حته في جسمها بتتوجع وبصت في المرايه واتصدمت لما لقت وشها مصفر كأنها بتموت ولسه اثر القلم اللي خدته على خدها وصوابع عمها سايبة أثر مكانه، والدم اللي خرج من بقها مكانه موجود برده وعامل علامه، عملت نفسها مش واخده بالها.

دخلت الحمام اتوضت وصلت الصبح ولبست هدومها وطرحتها، وفتحت باب اوضتها شافت جدتها كانت على سجاده الصلاه، ولما شافتها ماشيه قالت بوجع: انت بردو رايحه المكان ده تاني! وهتكملي شغل في القصر ده؟

سمعتها سلمى وكانت بتحاول تكون هاديه ومتكلمتش ومردتش عليها وفتحت الباب علشان تخرج.

سمعت ستها وهي بتقول بقهر وزعل شديد: انا بعتذر لك يا بنتي انا اللي غلطانه اتصلت بيه وجبته هنا ما اعرفش انه كان هيعمل كده ما تزعليش مني يا بنتي.

سلمى مكانتش قادره تتكلم صعبانه عليها نفسها من اللي حصل لها ودموعها نزلت لكن هي قامت وخرجت من البيت وجسمها كله كان بيتنفض من الحزن والوجع اللي هي فيه من أقرب الناس ليها.

لقت عم احمد السواق واقف مستنيها تخرج من البيت عشان يوصلها القصر، وأول ما لمحته ابتسمت له وهو بص لها بذهول وخوف شديد.

عم أحمد: مالك يا بنتي ايه اللي حصل في وشك ده! مين عمل فيكي كده؟

سلمى: ما فيش يا عم أحمد وأنا داخله البيت اتخبطت في الحيطه خبطه مش تقيله هتعدي.

عم أحمد وهو مش مصدق اللي بتقوله: خبطه ايه يا بنتي! إنتي قلتي إني راجل كبير وهضحك عليه بكلمتين! راجل كبير وهقول له خبطه يا سلمى!

سلمى بوجع :لا مش كده يا عمو أنا ما أقصدش كده! متزعلش مني.

وفي نفس اللحظه ركبت العربيه عشان ميتكلمش معاها في الموضوع ده تاني والراجل فهم كده وسكت وهو حزين ودور العربيه ومشي بيها لحد ما وصلت القصر وخرجت من العربيه وهو زعلان قوي عليها.

خبطت سلمى على الباب وفتحت لها واحده من الشغالين إللي لما شافتها شهقت وشافت اللي حصل في وشها.

لكن سلمى دخلت على طول على المطبخ وقالت بصوت واطي: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته -ردت عليها الحاجه زينب.

كانت هي مداريه وشها بالطرحه عشان محدش ياخذ باله ويسأل على اللي حصل، لكن سلمى وهي بتتحرك في المطبخ وبتشوف اللي مطلوب منها تعمله النهارده في المطبخ وتجيب حاجات وتطلع حاجات الحاجه زينب لمحت وشها وسألتها بلهفه: في إيه يا سلمى؟ إيه اللي حصل في وشك كده؟

لكن سعاد لما بصيت على سلمى كانت فرحانه فيها والفرحه مش سيعاها لما لقت حاله وشها كده وقالت باستهزاء: مين اللي عمل فيكي كده صراحه الله ينور عليه احسن تستاهلي!!!

وسلمى كانت على اخرها ومش متحمله سعاد وسخافتها، والحاجه زينب ردت: يا سعاد ما لكيش دعوه وخليكي في شغلك احسن لك وشوفي وراكي إيه وإنتي ساكته.

بصت ليها سعاد بكره شديد لكن متكلمتش تاني وراحت زينب لسلمى خدتها على جنب في المطبخ وما شاء الله المطبخ واسع وكبير.

الحاجة زينب: مالك يا حبيبتي! وكانت بتكلمها بحنيه شديدة إحكي لي مين عمل فيكي كده! وليه؟! هي لو أمك اللي بتسألك مش هتحكي لها!

وهنا سلمى مقدرتش تمسك نفسها وانهارت من الدموع واترمت في حضن الحاجه زينب وقالت لها: عمي مش مصدق إني بشتغل هنا وفاكر إني بعمل حاجه مش كويسه.

الحاجه زينب زعلت جدا عليها وفهمت من غير ما تعرف أي تفاصيل وقالت لها: منه لله تكسر إيده البعيد، حد يعمل في بنت أخوه كده؟ طالما انتي واثقه من نفسك متسكتيش لحد وخدي حقك من عينيه.

هزت راسها سلمى وعرفت إن اللي حصل لها ده عشان هي ما سكتتش ودافعت عن نفسها وعن شرفها.

الحاجه زينب قالت بهدوء: خلاص يا بنتي إنسي اللي حصل متزعليش، ومتفكريش وإرمي ورا ضهرك ويلا بينا عشان نشوف شغلنا.

فعلا سلمى قعدت تشتغل في المطبخ وشكرت ربنا إنها مشافتش أدهم لان هو كمان هيفرح فيها وهي مش ناقصه.

ولما كانت بتحط الاكل على السفره من غير متاخذ بالها بتلف خبطت في حاجه جامده جدا ومن شده ضعفها اتنطرت لورا كتير بتبص لقيته ادهم ولما شافها بص على وشها وشاف اللي حصل فيه.

في الاول كانت ملامحه غبيه ومفيش اي رد فعل لكن لما شاف وشها مكانش مصدق عينيه وبقى هيتجنن وقال في نفسه: مين اللي يقدر يعمل كده! إزاي جت له الجرأه؟

لكن كان كل ده في دماغه وملامح وشه مش مبينه الكلام ده مبينه عكس ده خالص.

ورجع يبص تاني في وشها علامه القلم باينه على وشها جامد ودم محبوس على شفايفها ،وهي بتقول له: أنا بعتذر مخدتش بالي ،ومشيت على المطبخ وهو في دماغه ألف سؤال وسؤال!

راح قاعده على كرسي السفره الطويله وسرح بتفكيره في سلمى وهو قافل عينيه، شويه وسمع خبطه على الباب فابتسم باستهزاء وكان عارف مين على الباب.

سمع الباب بيتفتح وزعيق بصوت عالي، سمعها بتصرخ في واحده من الشغالين وعرف بتزعق لمين: إنتي عبيطه يا بنت انتي مش عارفه انا مين؟

كانت سلمى بصلها بخوف وهي جايه تهجم عليها، وجات من وراها الحاجه زينب بسرعه بترحب بيها وفي نفس الوقت مشدوده: اهلا وسهلا سكينه هانم نورتي القصر معلش يا هانم البنت لسه جديده هنا.

بصت عليها سكينه بعنف وغرور وهي بتقول لها: طلعي يا بنت الشنط دي على فوق.

كانت سلمى متضايقه جدا وبتقول في نفسها ايوه عرفت إن ابنها طالع لها بالضبط، سبحان الله وانا بقول هو طالع لمين في الغباوه والقسوه دي؟

وخدت الشنط طلعتهم الاوضة، دخلت سكينه على السفره وهو ادهم قاعد وهي بتقول: إزيك يا ادهم وحشتني! وباسيته من خده ومسحت على راسه.

أدهم اتعدل في الكرسي وكان نفسه يطلع يغسل وشه من البوسه دي لإنه بيقرف من أمه ومش عايز يتعامل معاها خالص.

وبكل هدوء قال لها: شكرا.

ما اهتمتش بيه ولا بإهماله لوجودها وقعدت على السفره، ولما سلمى جابت الاكل وبتحط لأدهم الطبق قالت بغباوه: طلعتي الشنط؟

هزت راسها سلمى وقالت: الشنط في الأوضه بتاعة حضرتك.

سكينة بغباوه: يلا اعملي لي قهوه.

ردت سلمى: حاضب.

لحد ما اختفت وبدأ أدهم ياكل الاكل اللي حضرته سلمى وعجبوا الأكل جدا و كانت نفسه مفتوحه لأول مره بياكل بالشكل ده.

كانت سكينه قاعده على السفره جنبه بتبص عليه وما أكلتش وهو مهتمش يسألها مبتاكليش ليه؟

سلمى عملت القهوه وجابتها قدام سكينه هانم، وقبل متروح تاني على المطبخ قالت سكينة: اقفي يا بنت!

بمنتهى الغباوه مسكت القهوه وشربت منها بق صغير وابتسمت بخبث  وراحت رمياه على الارض واتدلق منه حبه على إيد سلمى واتلسعت جامد.

بصت سلمى لسكينه بذهول، ورجعت بعيد وهي متفاجاه من اللي عملته سكينه.

وادهم كان قاعد وشاف كل اللي حصل وبمنتهى البرود قالت لها سكينة: دي ماسخه أوي انا عايزاها سكر زياده.

سلمى كانت ماسكه إيديها اللي اتلسعت وما أتكلمتش.

لكن المفاجاه اني ادهم هو اللي اتكلم وهو بيسيب المعلقه اللي كان بياكل بيها وبيقول بعصبيه: يا ريت تتعاملي مع الناس اللي شغالين عندي بأسلوب أحسن من كده!

،بصتله سكينه وهي متضايقه ومن غرورها كانت مش طايقه تسمع كلامه قالت بعصبيه: أنا هتعلم منك إزاي اعامل الشغالين اللي عندك؟

لكن ادهم ما استحملش كلامها وقال بمنتهى الغباوه: آه اعلمك لو انت متعرفيش.

وقال لسلمى وهي بتبص على الارض وموطيه راسها: متعمليش قهوه طالما قهوتك مش على مزاجها. خلي اي حد يعملها غيرك .

سلمى بهدوء: حاضر.

ومشيت على المطبخ تعمل اللي قال عليه.

سكينه كانت حاسه بغيظ شديد وقالت: ده إيه اللي إنت بتعمله ده!

أدهم: أعمل اللي أعمله براحتي وقعد يكمل اكل في منتهى الهدوء.

قامت سكينه وهي متنرفزه خالص وطلعت على اوضتها وهي مش طايقه نفسها.
بعد ما خلص ادهم وشبع خرجت سلمى تلم الاطباق، ولقيته بينادي عليها وأخذ باله إن إيديها إحمرت والتهبت خالص من شده اللسعه.

أدهم: إدهني كريم أو حطي تلج على ايدك ما تسيبيهاش كده!

سلمى: حاضر هحط.

ومشيت وهي متوتره وحست بزعل وبان على عينيها لكن هي مسحت عينيها بسرعه وهي من جواها عارفه أنه منظر إيديها مش عاجبه مش عشان خايف عليها.

دخلت المطبخ وادهم خرج في جنينه القصر بتاعه وقعد يشتغل على اللاب بتاعه، وشويه ولقى الحاجه زينب جايه بتجري عليه وبتقول له وهي منهاره من العياط: إلحق أدهم بيه والدتك سكينه هانم بتضرب سلمى ومسكاها من شعرها.

أدهم سمع كده ومحسش بنفسه إلا وهو قايم منفوض من على الكرسي واللاب توب بيقع على الارض وبيجري على جوه القصر.

شاف سكينه أمه ماسكه سلمى من ذراعها بغباوه وبتهز فيها بقسوه لدرجه إن شعرها الحرير كان باين من الطرحه وأمه غارزه ضوافرها في دراعها.

وسلمى عماله تعيط و منهاره من العياط وبإيديها التانيه بتحاول تلم شعرها.

أدهم لما شاف اللي بيحصل قدامه صرخ بقوه وعنف وقال: إبعدي إيدك عنها، إي اللي بتعمليه في بيتي ده!

وبغباوه حدفت سكينه سلمى على أدهم لدرجه انها رميتها في حضنه.

وسلمى بعدت قوام وكأنها اتكهربت وبسرعه خوفا من أمه وعمرها ما تخيلت لحظه إن ده بالذات ممكن يحميها من حد.

وقفت وراه، وسكينه كانت بتتكلم بمنتهى الغباء وقالت: البنت دي تمشي من هنا حالا، الزباله دي رفضت تقلعني الجزمه واتجرأت عليا انا سكينه هانم.

حس ان في حريقه في جسمه وهو سامع صوت عياطها ورعبها من وراه فقال لأمه: انا نبهت عليكي تتعاملي مع الناس هنا باحترام انت ما قلعتيش جزمتك بنفسك ليه يا سكينه هانم؟ دول مش عبيد عندك دول بني ادمين!

سكينة: أدهم انت جرى لعقلك حاجه! إنتا بتتكلم معايا كده علشان بنت ما تسواش زي دي؟ وكانت بتصرخ بجنون إنه واقف ضدها عشان خدامه.

وسلمى لسه واقفه وراه وجسمها كله بيترعش من الخوف.

أدهم أمر الكل يدخل المطبخ راحوا كلهم وأول واحده سلمى، اللي كانت كاتمه خوفها وحزنها.

ولما أدهم لقى المكان فاضي قال لأمه: الزباله اللي بتتكلمي عليها بالشكل ده ممكن تكون جزمتها أنظف من ست تجيب عشيقها البيت، بيت الراجل اللي عايشه في خيره وتعمل معاه اللي هي عايزاه وابنها واقف ولا على بالها ولا كأنها شايفاه يا هانم!!

سكينه بعد ما سمعت الكلام ده من ادهم وشها إصفر وهي بتبص عليه ومتفاجأه.

حاولت تحط إيديها على كتفه لكن هو بعد عنها، ولسه ابتسامته المستهزئه ماليه وشه، وهي كانت الدموع في عينيها.

سكينة: لسه فاكر يا أدهم انت مش قادر تنسى وتسامحني!

أدهم وبكل مرار وكره السنين: هي دي حاجه ممكن انساها يا سكينه هانم؟ وعايزاني كمان اسامحك؟ وبعدين أنسى إيه ولا إيه!

الخيانه ولا القذارة اللي انتي عملتيها!! لأ عايزاني انسى واسامح!!

مش كفايه كل ده! لأ وكمان سرقتي فلوس ابويا وشقى عمره وسبتيه يموت مقهور متحسر على السنين اللى عاشها مع ست خاينه وحراميه!! إنتي فاكره إني سايبك تعيشي هنا عشان انا نسيت!!

لأ أنا عمري ما هنسى ولا هسامحك في حياتي، أنا مقعدك هنا عشان أشوف ربنا هيعمل فيكي ايه!!! وأشوف قهرك وذلك قدامي وإنتي شايفاني بكبر ثروتي وبعمل إسم من دهب، بعد ما خليتينا انا وابويا على الحديده ومشيتي.

اتغير وش أدهم لكره كبير: وقال سايبك هنا عشان الشارع والدنيا اللي بره هتكون أحن عليكي مني.

بصيت له بحزن ومراره: ما تنساش إني أمك إنتا هتفضل غبي معايا كده لحد امتى؟!

أدهم: اهي دي الغلطه اللي غلطها ابويا في عمره كله، إنه أمن لواحده زيك!! تصون شرفه وتحافظ على بيته وتطلع عيال متربيه، مكانش يعرف اللي هيحصل له على إيديكي! إنتي اللي زيك خساره فيها كلمه أم.

وكمل أدهم بمنتهى الكره: اللي قلتي عليها زباله ومش عاجباكي دي جت تشتغل هنا عشان تعيش هي وجدتها مستورين، عشان متعملش زيك يا سكينه هانم وتروح تعاشر رجاله، نظافتها تعبتك ولا إيه ياسكينة هانم!

قعدت تعيط بانهيار من اللي سمعته من ادهم والدموع نازله شلالات على خدودها.

ادهم كان باصص عليها وهي بتعيط وما اتهزش، بص لها باستهزاء وطلع على أوضته.

فك زراير القميص اللي كان لابسه ومن كتر الوجع كأنه في حاجه طابقه على نفسه وحاسس بوجع جامد في كل حته في جسمه ونار في قلبه عمر الايام ما تطفيها.

الباب خبط فجأه خلاه يرجع يفوق من الذكريات والوجع اللي هو فيه.

ادهم: ادخلي وكانت سلمى داخله بهدوء وأول ما دخلت وهو بالحاله دي اتنرفز وبصوت غبي: إنتي عايزه إيه؟

وكأنه مش طايق يشوفها جوه الاوضه بتاعته.

هي متعرفش إنها جوه مصيده الديب وما تعرفش إنها مينفعش تيجي أوضته، ده غلط عليها وعليه .

سلمى بصوت هادي وكئيب:  انا عايزه امشي من هنا.

استغرب كلامها أوي ولما فهم اللي هي عايزه تقوله ابتسم باستهزاء.

ادهم: وهتعيشي إنتي وستك في الشارع؟

سلمي: بيتهيألي ده ما يخصكش ولا يهمك هنروح فين ولا هنعمل ايه! اللي يهمك انك تستلم شقتك فاضيه لإن أنا وجدتي هنمشي منها بكره الصبح، يعني حضرتك هتيجي تلاقي الشقه بتاعتك فاضيه.

حس أدهم ان قلبه هيقف من شدة المفاجأة!! فتجرأ ومسك إيديها.

أدهم :وياتري بقي الهانم المحترمه بزياده هتروح على فين؟ وهتعمل ايه؟

سحبت ايديها من إيده بقوه وقسوه

سلمى: متمسكش إيدي كده، أنا ما أسمحلكش تدخل في حاجه تخصني، ولو حابب تعرف أوي فأنا جاي لي عريس وهتجوز، ومش هسيب ستي، وهتعيش معايا.

أدهم مذهول ومكانش في اللحظه دي حاسس بالدنيا، وبقى يردد الكلمه جواه تتجوز!! طب ازاي؟

وحس بصدمه كبيره هزت قلبه وكان باين أثرها على عينيه وهو كان شخص كتوم المشاعر.

أدهم: هتتجوزي إزاي يعني؟!

سلمى وهي دموعها مغرقه عينيها: زي ما البنات كلها بتتجوز انا كمان هتجوز.

بص علي الضرب اللي كان باين على وشها ويا ترى الضرب اللي في وشك ده عشان توافقي!!

سكتت سلمى ومن حزنها مش قادره`تتكلم .

هو عمها اللي ضربها وبهدلها إمبارح عايز يجبرها تتجوز إبنه وتروح تعيش في بيته هي وستها.

والست فاطمه النهارده كلمتها في التليفون قعدت تعيط لها لحد ما وافقت على الجوازه.

وافقت ورضيت إنها تعيش مع راجل مبتحبوش وتبقى طول حياتها حاسه بالقهر والظلم، كل ده عشان ترضي جدتها.

قرب منها أدهم وبحدة: راضيه على الجوازة دي؟

سلمى لما سمعته بيقول كده نزلت من عينيها شلالات دموع وهزت راسها: لأ طبعا، وكان جسمها كله بيترعش.

وأخيرا أدهم اتكلم معاها بهدوء: بس كده الجوازة ده تبقى باطلة!!

إنتي ما تعرفيش إن شرط الجواز الرضا والقبول؟

سلمى كانت منهاره من العياط وجسمها كله بيتنفض: أعمل إيه غصب عني! هو ده الحل الوحيد اللي قدامي، انا مغصوبه، ومن ناحيه مش قادره اتحمل البهدله والذل والاهانه اللي بشوفهم هنا، ومن ناحيه تانيه هرضي بجوازه انا مش عايزاها، أنا نفسي اموت واخلص من العذاب اللي انا شايفاه في حياتي، وبدعي إن ربنا ياخذني لإني خلاص تعبت، ومبقتش قادره استحمل.

أدهم كان باصص على دموعها وبهدوء: تقدري ترفضي طالما مش عايزه تتجوزي!!

وهي بتهز راسها وبتعيط وعينيها في الارض: مش هيسيبوني عايشه لو الجوازة دي متمتش مش هيسيبوني هيموتوني.

أدهم اتفاجئ جدا من كلامها !!!

وقوام الشيطان لعب في دماغه!!

عشان اللي عملته امه وهو صغير، وفي لحظه سألها؟

أدهم: هو حصل بينكم حاجه؟

جالها ذهول من سؤاله !

وسلمى رفعت عينيها الخضراء الجميلة وجسمها كله بيتنفض ولفت إيديها على جسمها.

سلمى: لأ طبعا والله ما حصل حاجه هو ابن عمي وانا طول حياتي ما اعرفوش يا دوب شفته مره واحده ومن وقتها وانا كارهه اشوفه تاني.

أدهم اتنفس وحمد ربنا في سره.

خلاص يبقى محدش يقدر يجوزك جوازه إنتي مش عايزاها كلميهم وقولي لهم انا رافضة الجوازه دي.

سلمي :لأ إزاي ما أقدرش! عمي غبي جدا وممكن فعلا يخلص عليا.

وكانت سلمى خايفه أوي.

ادهم عشان يطمنها قال :ميقدرش يجي جنبك هتعيشي في الشقه مع ستك، وهتكونوا تحت حمايتي، وهحط حرس على البيت، ومحدش هيتجرأ يلمسك.

بصت له وكانت مستغربه جدا! وبصوت هادي: إزاي بس! انت كنت عايز تمشينا من البيت ده! ازاي بتقول كده دلوقتي؟

أدهم قاطعها بعنف: بلاش تسألي في حاجه مش مهمه!!

دلوقتي عندك اختيارين يا إما تتجوزي الولد ده وتعيشي في ظلم وقهر وحزن طول حياتك، أو تعيشي هنا في بيتي وتفضلي في شغلك ومحدش هيجي جنبك أو يضايقك تاني.

بصت له وهي مستعجبه من كلامه الغريب، يا ترى عايز منها ايه؟

وعايز يوصل لايه؟ ولقت نفسها بتوافق بالعرض التانى.

سلمى: مش عايزه اتجوز بالعافيه وهعيش هنا واستحمل حتى لو ايه حصل هتحمل.

خلصت كلامها وخرجت، ومشيت من اوضته، وأدهم كان متعصب جدا مسك فازه الورد لقاها قدامه وكانت تقيله قوي وكبيره، شالها وحدفها على الأرض اتكسرت واترمت في كل حتة.

سمعت سلمى صوت الخبطه الشديده على الأرض، ورجعت جري وهي قلقانه يكون حصل له حاجه؟

وفتحت باب الاوضه من غير ما تخبط كان واقف بينهج وصوت النفس عنده عالي.

بصت على الارض لقت الفازه مرميه ومتكسرة ميت حته نزلت سلمى على ركبها وقعدت تلم القطع بالراحة.

وأدهم كان عمال يبص عليها، ولاحظ ايديها بتتنفض وحس إنها ممكن تكون تعبانه عشان كده إيديها بتترعش على طول.

وبصوته الهادي: خلي حد يجي يلم اللي وقع ده إنت ما تتدخليش.

بصيت له شويه ورجعت تشيلهم: خلاص انا شلتهم مش مستاهله.

سكت ادهم وفضل يبص عليها وهي خارجه تجيب المكنسه.

وكل ما يفتكر موضوع جوازها العفاريت تركبه!! وكل ما يتخيل إنها ممكن تتجوز حد وتبقى في حضن حد غيره بيبقى عايز يموتها بين ايديه.

راحت وجابت المكنسه وجاروف ولمت الفازه المتكسره وبهدوء: انا ماشيه على البيت.

أدهم: إتصلي بيا تلفوني معاكي؟

أدهم: لأ تليفون الشركه بس.

أخد تليفونها من إيديها وكتب رقمه ومد إيده إداهولها تاني، وبنرفزه: اتصلي بيا لو حصل اي حاجه.

هزت له راسها واخذت تليفونها وخرجت من الاوضه ومشيت.

وكالعادة السواق كان مستني يروحها على بيتها زي ما أدهم بيه أمر.

وروحت سلمى على بيتها.

والليله دي كانت طويله أوي على أدهم مكانش عارف ينام !

الافكار في دماغه كانت شغاله مبتقفش، وبعد ساعتين من وقت ما مشيت سلمى لقى تليفونه بيرن!

ورقم ميعرفوش بيكلمه حس من جواه انها سلمي وإنها في خطر.

مسك التليفون ورد لقاها فعلا سلمى وهي بتعيط وبتتكلم بصوت واطى: إلحقني يا أدهم بيه تعالى بسرعه.

أدهم: جاي لك حالا مسافه السكه.

ادهم رد من غير لحظه تفكير وكان قلقان عليها وصدي صوتها في ودانه وهي بتقول له إلحقني.

لبس هدومه ونزل علي السلالم جري خد عربيته وطاربسرعه كبيره.

ووصل عند البيت بسرعه البرق، ومن غير ما يخبط خبط الباب برجليه بقوه والباب وقع تاني.

أدهم: الباب ده صعبان عليا.

وبعينيه دور عليها لقاها واقفه وجسمها بيتنفض من الخوف، وحاطه ايديها ضماها لصدرها، وشاف وشها عليه علامات ضرب كتير، لدرجه ان بقها كان بيجيب دم، وكل وشها لونه أحمر زي الدم.

وعمها واقف وعلى وشه غضب ربنا وكمان كان في ولد شاب جنبه بيبص على سلمى بصات حيوانيه.

وجدتها كانت واقفه قدام إبنها بتحاول تبعده عن سلمى بأي طريقه، وأول أما أدهم دخل عليهم كلهم بصوا عليه!! وسلمى شافته وأول مره تحس أنها مطمنه لما تشوفه، ومش قادره تفهم ايه اللي خلاها تستنجد بيه وتكلمه من أوضتها.

ومن غير ما حد ياخد باله!!! لكن كل اللي يهمها دلوقتي ان عمها مش هيقدر يجي جنبها ولا يضربها في وجود ادهم.

أدهمبعلو صوته زعق: إيه اللي بيحصل هنا!!

ربيع: إنت مين يا جدع انت؟

رد عمها ربيع وهو بيكمل كلامه بغباوه وجاي ناحيه ادهم .

رد ادهم بقسوة: انا مالك الشقه دي! وصاحب الشغل بتاع سلمى بنت اخوك!

لكن عمها اتكلم باستفزاز: شغل! قال شغل!! شغل ايه يا ابو شغل؟ شغل اللي يخليها ترجع في نصاص الليالي، قول صايعة مع حد، ماشيه على حل شعرها، لكن شغل دي انا مش مصدقها، وسعت منك يا أستاذ!!

أدهم: لأ انا بتكلم عن سلمى مش عن بنتك وكان ادهم شايط وعايز يضربه بس مسك نفسه.

وهنا الواد اللي معاه صرخ بصوته الرخم :انت بتقول ايه يا راجل انت! أوزن كلامك ما ينفعش تتكلم عن أختي بالشكل ده.

أدهم: بس يا حيلة امك.

رد ادهم عليه ورجع يتكلم مع ربيع اللي كان قلقان منه وعايز يعرف مين اللي واقف قدامه!!

أدهم بمنتهى الهدوء: انا عايز سلمى بنت أخوك، جدتها خبطت على صدرها وعينيها مليانه دموع، اما ربيع فكان مصدوم !!!

ربيع: عايزها ازاي يعني!!

أدهم: يعني هنتجوز انا عايز أتجوزها، مش باخد رأيك انا بس بعرفك.

أدهم قال الكلام ده وهو مبتسم ابتسامه صفراء وعارف كويس هو بيعمل ايه.

الواد حازم بقى هيتجنن: تتجوز مين يا جدع انت دي خطيبتي انا اللي هتجوزها!

أدهم بعد ما خلاص صبره نفد: لا هي مش ناقصه هو مش مزاد يا روح امك.

وربيع كان في دماغه حاجه ثانيه وابتسم بلئم.

ربيع: عايز الجوازه دي تتم قول لي هتدفع كام؟

أدهم: كده ابتدينا نفهم بعض صح، انا حاسس من الاول انك راجل طماع، والفلوس عندك اهم من بنت اخوك، لكن انا ادفع لك ليه؟ انا هاخدها من ايديها ونطلع على اقرب مأذون وانت ملكش حاجه، وتخبط دماغك في الحيط.

لكن ربيع بابتسامه مستفزه: مش هتقدر تعمل كده، وما فيش مأذون هيرضى يكتب لك من غيري، عشان أنا وكيلها ومينفعش تتجوز من غير رضايا، وتبقى جوازه باطله.

أدهم: عايز كام؟

أدهم كان عايز ينهي الامر.

رد ربيع بطمع 2 مليون جنيه.

أدهم: هخلي حد يجيب لك شيك بالمبلغ بس نخلص دلوقتي.

الحاجة فاطمه قعدت تصرخ وتلطم على وشها، انتوا بتبيعوا وتشتروا في حفيدتي انتوا اتهبلتوا ولا ايه؟

لكن ابنها مردش عليها.

ربيع: مفيش حاجه هتتم ومفيش جواز إلا لما استلم المبلغ اللي قلنا عليه.

وكانت عينيه مليانه طمع والفرحه مش سيعاه.

أدهم عمل مكالمه تليفون بسرعه ورد علي ربيع: الشيك جاي لك في السكه تمام.

الواد ابنه كان متضايق بعد ما أدهم خرج يقف بره شويه.

حازم: أنا كنت عايز أتجوزها أنا بحبها!

رد أبوه: حب إيه وعبط إيه؟ هيبقى معانا 2 مليون جنيه إنتا فاهم ولا حكايتك ‘إيه!!

حازم: فلوس إيه اللي بتتكلم عنها الفلوس مش هتخليني أنساها.

ربيع: بكرة الفلوس تنسيك يا حيلتها، رد ربيع على ابنه وهو بيدي له قلم على قفاه.

خرجت سلمى ورا أدهم وهي بتمشي بالعافيه من الضرب اللي خدته من عمها الطماع اللي إسمه ربيع.

وقفت في وش أدهم وكان وشها احمر قوي وقعدت تزعق رغم التعب اللي هي فيه.

سلمى: إيه اللي إنتا عملته ده؟ أنا غلطانه إني اتصلت بيك، ده إنتا الوحيد اللي جيت في بالي، وأنا بتضرب منه قلت استنجد بيك إنتا.

أدهم بمنتهى الهدوء: إنتي زعلانه إنك هتجوزيني!! ده الف واحده تتمنى تسمع مني الكلمه دي.

عيطت من كل قلبها: أنا مش عايزه، مش عايزه أتجوزك ولا عمري اتمنيت إني أتجوزك.

مسك ايديها بغباء: طب عايزه تتجوزي مين! في حد تاني؟

حاولت تفلفص من ايده وهي بتهز راسها بلأ وبتعب السنين: شيل ايدك عني بعد إذنك.

راح رمي إيديها وكانت مش حمل الرميه دي، كانت هتقع علي ضهرها والحمد لله لقيت حيطه اتسندت عليها، وقفلت عينيها وقالت بوجع :انا مش عايزاك ولا عايزاه سيبوني في حالي حرام كده.

وكانت منهاره من العياط أنا مش عايزه أتجوز خالص، عايزه أعيش في حالي.

سابها تتكلم ومردش عليها.

سلمى: كنت حاسس بإيه وإنتا شايف عمي أخو أبويا بيبيع ويشتري فيا! وانت واقف وراضي باللي بيعمله، طب حاسس بإيه وانت دافع فلوس عشان تشتريني بيها دلوقتي!!

سكت ومردش وبمنتهى الهدوء: يلا اجهزي عشان أول المحامي ما يجي ويدي له اللي هو عايزه هنكتب الكتاب.

سلمى: لا لا ارجوك وقربت عليه وضمت ايديها اللي بتترعش لصدرها، ارجوك بلاش تعمل فيا كده، انت كده بإيدك بتكتب سطور الحزن على حياتي كلها للابد.

وقعدت تتحايل عليه وتقول له : انت قلت لي إنك هتحميني وتعين حرس على الباب ما عملتش كده ليه بدل موضوع الجواز ده؟

وأدهم في عالم تاني بيقول في نفسه معقول في ملايكه كده على الارض ولا أنا بيتهيألي.

فضل أدهم باصص علي ملامح وشها اللي بقي بياض علي حمار من كتر العياط، والدم اللي نازل من شفايفها وكل ما يفتكر أن عمها اللي عمل فيها كده يبقي عايز يخش يطبق في زمارة رقبته.

ونفسه لويقدر يمسح دموعها ويطبطب عليها لكن هي مش هتسمحله.

اتنهد تنهيدة كبيرة وبنفس اسلوبه المستفز: وأنا أعمل كده ليه؟ الاسهل أننا نتجوز وتبقي في حمايتي، وساعتها محدش يقدر يأذي شعرة منك.

سلمى: أيوة بس انا مش عايزة هو بالعافية!!

أدهم باستفزاز: وماله انا بقي عايز وايوة بالعافية!.

شوية والمحامي يوصل ومعاه الشيك، كتب أدهم المبلغ المطلوب ومضى عليه وأخده المحامي سلمه لعمها اللي طار من الفرحة.

عمها: كده بقي نكتب الكتاب هاتوا المأذون.

وبعد شويه وصل المأذون.

وقعد ربيع وأدهم وسلمي كانت قاعدة جنبه بتعيط ومنهاره من العياط.

وأدهم حاطط إيده بقوه في إيد عمها وبيردد ورا المأذون اللي بيقول عليه.

ومضى أدهم على القسيمة، وكمان سلمى مضت وهي إيديها بتترعش ورجليها بتخبط في بعضها.

وخلاص كده أدهم كانت الفرحة مش سيعاه بعد ما سلمي بقت مراته. بس وشه كان في منتهى الجمود.

أدهم: إمشوا اطلعوا برة إنتا وإبنك. مش عايز أشوف وشكوا تاني.

رد ربيع: حقك يا أبونسب يلا بينا يا ابني سلام.

وبعد ما المأذون مشي والمحامي كمان.

جه فواز مساعد أدهم ولمح المأذون وهو خارج، وفهم كل حاجه واتضايق اوي وكان متغاظ من أدهم.

الحاجة فاطمة بحزن: انت عايز مننا إيه متسيبونا في حالنا.

رد أدهم :عايزك بخير أنا مش عايز حاجة، دلوقتي حالا هنروح علي شقة المهندسين هتعيشي فيها هناك عشان البيت ده خلاص مبقاش ينفع تعيشي فيه.

ومتخافيش الشقة اللي انتي رايحة تعيشي فيها دي هتتكتب بإسمك وهتبقى بتاعتك، ومحدش هيقدر يضايقك تاني.

الست فاطمه مكانتش مصدقة ودانها من اللي بتسمعه، وردت بلهفة: انت بتتكلم جد يا أدهم بيه؟

أدهم: أيوة طبعا بجد يا حاجة بس بلاش بيه عشان احنا خلاص بقينا أهل.

كل ده وسلمي واقفة متنحة وساكتة.

دخل فواز علي أدهم : أوامرك يا أدهم باشا.

أدهم: هتاخد الحاجة فاطمة وتطلع بيها علي شقة المهندسين، وتشوف كل طلباتها تنفذها بالحرف، وتجهز أوراق نقل ملكية الشقة للست فاطمة.

فواز: أمرك يا أدهم باشا اتفضلي معايا ياحاجة.

وحضنت الحاجة فاطمة سلمي

سلمي: ستي هو إنتي هتسيبيني لوحدي؟

الحاجة: انتي مش لوحدك ياحبيبتي انتي مع جوزك.

سلمي استعجبت لكلام ستها: دلوقتي جوزي! يعني إنتي موافقة علي اللي بيحصل ده؟

فاطمة: أيوة وانتي كمان إرضي وعيشي خلاص ده بقي جوزك.

وخرجت ومشيت مع فواز اللي ماكانش طايق سلمى.

قعدت سلمى متنحة وساكتة مبتتكلمش

بعدما جدتها مشيت، وكل اللي كان في دماغها خوفها من اللي جاي.

وجدتها اللي سابتها واتخلت عنها بسبب الشقة الجديدة.

أدهم بص عليها ومد إيده يمسك إيديها اللي دايما بتترعش، وخدها وخرج برة البيت لكن هي بعدت إيديها عنه.

سلمى بزعيق: إبعد عني! انت موديني علي فين ، وعايز مني ايه؟

وفضلت تعيط جامد ونزلت علي الارض وهي بتقول: حتى ستي سابتني انا مبقاش ليا حد.

وأدهم بمنتهى البساطة والجمود: زي ماجدتك قالتلك خلاص انتي بقيتي مراتي ولازم تتقبلي ده.

سلمى كانت باصة فى الأرض وقالت: أيوة فعلا انا خلاص بقيت لوحدي معاك، ويستحيل هقدر أقف قدامك، أنا بقيت إنسانة من غير روح ومبقتش فارقة.

وأدهم كان شايف الوجع اللي هي فيه وماردش عليها.

جت عشان تقوم من علي الارض معرفتش وأدهم مديلها إيده عشان يساعدها.

الغريبة بقي إن هى اتشعبطت في دراعه عشان تقوم، وهو فضل ماسك إيديها لحد ما وصلوا العربية، وفتحت باب العربيه، وركبت ولف أدهم ركب ودور العربية، وكانوا هما الاتنين ساكتين محدش فيهم بيتكلم.

وسلمى كانت بتعيط ودموعها نازلة من غير صوت، وخايفة مش عارفة ايه اللي مستنيها.

وبعد شويه وصلوا وأدهم وقف العربية وسلمي بصت لقت نفسها ادام برج كبير وفخم جداوعالي أوي.

أدهم حط العربية في الجراج اللي تحت البرج وخرج من العربية كان بيمشي بسرعة لكن سلمى مكانتش قادرة تمشي بسبب وجع رجليها.

أدهم: امشي بالراحه!

سلمى: انا رجلي وجعاني.

قالت كده لأدهم وفي نفس اللحظة اتشعبطت في إيده عشان تعرف تمشي!!.

فكر شوية وبعدين وطي وراح شالها ورفعها من على الأرض، ومشي بيها.

وكانت سلمي متفاجأة جدا بس سكتت ومتكلمتش عشان مكانتش قادرة تمشي ولا قادرة تفتح بقها من كتر التعب.

حست ان حتي الكلام مش قادرة تقوله لحد ما وصلوا عند

الاسانسير.

سلمي: كفاية كده نزلني.

أدهم: لأ مش هنزلك انا مش تعبان.

هو بالعكس كان مبسوط اوي وحاسس بحاجات حلوة عمره ماحسها وكان بيسأل نفسه ازاي حبها واتعلق بيها أوي كده في الوقت القليل ده مبقاش قادر يبعد عنها بالشكل ده.

ودخل بيها جوة الاسانسير وسجل الدور العشرين.

سلمى قفلت عينيها بسرعة واترعبت جامد، اصلا هي بتترعب من

الاسانسير وحست إن روحها بتطلع لدرجة أنها مسكت في رقبة أدهم أوي وهي مش واخده بالها.

وأدهم طبعا كان فرحان وطاير من السعادة وهي

متشعبطة في رقبته كده.

كان فرحان وهو شايف أد ايه هي مختلفة عن كل

البنات اللي شافهم قبل كده، وكان عارف ان سلمى لو واخدة بالها من اللي بتعمله دلوقتي مكنتش هتعمل كده أبدا، وهو كان شايلها وحاضنها جامد.

ووقف الاسانسير واتفتح الباب وهي أخيرا خدت بالها ماللي عملاه

فارتبكت ونزلت ايديها من على رقبته.

وأدهم نزلها علي باب الشقة وقفت وراه وهي بتلوم نفسها ازاي عملت كده؟

وأدهم كان بيطلع المفاتيح من جيبه وبيفتح باب الشقة اللي كانت هتعيش فيها سلمي.

أدهم: اتفضلي ادخلي بيتك يا عروسة.

دخلت سلمى وكانت الشقة ولا في الأحلام، وهمية وجميلة أوي وسلمى انبهرت بيها، لكن كانت شايفة أن الشقة دي هتشهد على دموعها وحزنها وعلي كسرة قلبها.

بتبص لقته بيقفل باب الشقة فتوترت وقلبها وقع في رجليها اكتر لما لقته خدها من ايديها راح بيها أوضة بعيدة خالص.

أصل الشقة واسعة وكبيرة أوي والأوضة دي كانت في اخر الشقة وهي ماشية كانت مرعوبة منه وخايفة أوي خصوصا وهو ساحبها من ايديها على الأوضة كده.

دخلت معاه أوضة النوم اللي كانت جميلة أوي بدرجة كبيرة.

قعدت سلمى على حرف السرير بتدعك في ايديها، وأدهم راح ناحية الدولاب وفتحه وخرج منه طقم بيتي حريمي لحد ما يعني محترم عشان هو عارف ان لو اللبس ده مش كويس هي مش هتلبسه.

هو كان نص كم والبنطلون قصير حاجة بسيطة وياريته سكت علي كده لأ ده كمان طلع لها هدوم داخلية قماشتها طرية وذوقها عالي أوي وحطها جنبها على السرير.

وبمنتهى الهدوء قالها: يلا ادخلي الحمام خديلك دش دافئ وغيري

هدومك دي كلها.

سلمى جالها ذهول من بجاحته ووشها احمر من كتر الكسوف.

سلمي:انت ايه اللي بتعمله ده؟

كده ماينفعش !! انت جرئ أوي!! واللي بتعمله ده عيب أوي علي فكرة.

أدهم: انتي ناسية اني بقيت جوزك

واللي أنا عايزه أعمله، وبعدين أنا لسة عملت حاجة.

بسرعة نزلت وشها في الأرض من الكسوف،وبصلته وردت: ودي ان

شاء الله تبقى هدوم مين؟

أدهم: هدومك طبعاً وكان أدهم بيتكلم بمنتهى البساطة ،فاستعجبت سلمي وعقدت حواجبها ومكانتش مصدقه.

سلمى: عايز تقول انك كنت مخطط تجوزني من بدري وخطوة الجواز

دي مكانتش فجأة!!!

أدهم: بلاش تفكري كتير التفكير الكتير هيوجعلك دماغك ياريت تقومي تعملي اللي قلتلك عليه.

أدهم قالها كده وخرج من الأوضة.

وسلمي خدت هدومها وقامت تدخل الحمام وهي مرعوبه جدا،  وفتحت باب الحمام اللي كان في نفس الأوضة، ودخلت وقفلت عليها بالمفتاح، وقلعت هدومها ووقفت تحت الدش وكان الحمام مايقلش روعة عن باقي الشقة.

بس سلمي في الوقت ده كل اللي شاغل بالها ومالي دماغها أن

اشمعني هي تجوز الراجل المخيف اللي بره ده؟

وليه بختها مايل كده مش زي باقي البنات وتتعامل معاه ازاي؟ وكانت مرعوبة وخايفة أوي.

خلصت حموم وقفلت الدش ونشفت جسمها كويس بالفوطة، وقعدت تلعب فيه وتنطره وسابته على ظهرها، وكان ما شاء الله ناعم وطويل واصل لأخر ظهرها ولبست هدومها واترعبت إنها إزاي هتخرج بالشكل ده من الحمام.

ولسه مش مصدقه اللي حصل النهارده وانه خلاص بقى جوزها وهي بقت مراته.

وأخيرا خرجت من الحمام بعد ما كانت بتقدم خطوه وتأخر خطوة وبتبص لقيته خرج من الأوضه وحمدت ربنا في سرها وقعدت على السرير وهي خايفه وضامه جسمها بإيديها وبتترعش.

وكانت قاعده في آخر السرير خايفه يدخل لها وفات وقت كبير ومفيش حس ولا حركه في البيت.

وقفت وراحت فتحت باب الأوضه وقعدت تلف عليه الشقه كلها لكن مكانش موجود وفرحت أوي وابتسمت أخيرا وهي طايره من

الفرح وجريت علي أوضتها دخلت قفلت الباب عليها وطفت النور كمان طلعت على السرير ونزلت تحت الغطا ونامت في سابع نومه وقامت من النوم تاني يوم وكانت فاكراه جه لكن دورت عليه في الشقه كلها برده مش موجود لحد ما يأست ودخلت المطبخ تشوف حاجه تاكلها.

ومن بختها ان التلاجه مليانه على آخرها من خيرات ربنا أدهم كان حاطط فيها كل حاجه عشان تاكل وتتغدى كويس.

كان فيها أكل عمرها في حياتها ما شافته ولا داقته وطلعت اللي نفسها فيه وخدت بالها انها جعانه أوي.

وقعدت تاكل لحد ما شبعت وبعد ما شبعت وحست بالكسوف انها كلت كل الأكل ده وكلمت نفسها بزعل ازاي تاكل الأكل ده كله ولما يجي ويعرف انها كلت كل ده هيقول عليها ايه؟

واستعجبت ان هو فين كل ده مجاش ليه! يومين بحالهم صبح وليل وليل مستنياه ومجاش برده ولا سأل كل ما تنام وتصحى متلاقيهوش.

تروح تاني في النوم لحد ما حست انها مش على باله طب ليه اتجوزها ورميها كده لوحدها ومش عايز يجي حتى يطمن عليها ولا يكون موجود في المكان اللي هي فيه.

وقعدت تعيط كثير وبقت متلخبطه هي بتعيط عشان هو سايبها لوحدها في الشقه الكبيره دي! ولا يا ترى تكون بتعيط عايزاه جنبها ميسيبهاش!

وقعدت على السرير منهاره من العياط لحد ما نامت وهي بتعيط وكل ما تنام يجي لها كوابيس تقوم مخضوضه وبرده متلاقيهوش جنبها فتعيط تاني زي البيبيهات وترجع تنام تاني لحد ما صحيت تالت يوم سمعت صوت دوشه في الشقه وترعبت أوي وغطت كل جسمها.

هي كانت نايمه بقميص نوم حرير اسود قصير فقامت قوام لبست الروب بتاع القميص وكان طويل وخرجت من الأوضه والخوف مالي وشها.

كان أدهم في المطبخ مدي ضهره للباب بيحط الحاجات اللي جايبها فاكهه وحلويات في التلاجه.

أدهم بصوت هادي: انا اللي جيت ما تقلقيش.

لكن هو عرف إزاي انها جت وواقفه وراه!

نفخت وهي متضايقه وباين على وشها الزعل منه وهي بتقول: انت مكنتش بتيجي ليه؟ كنت فين وسايبني لوحدي؟

ابتسم بلئم وهو لسه مديها ظهره: ايه مبقيتيش قادره تقعدي من غيري! وحشتك!

سلمى وصوتها كله حزن ودموع زعقت فيه: يا ريت ترد على كلامي سبتني هنا ومشيت وفضلت قاعده زي الكلبه وسايب لي حبت أكل في الثلاجه عشان عارف انك هتتأخر عليا كل ده! طالما إنت مش عايزني ولا عايز تشوفني كنت بتتجوزني ليه!

كنت حليتها بأي حل تاني وخلاص.

بصلها ولسه كان هيرد عليها لكن لسانه اتعقد واتربط  لما شاف القمر اللي واقفه قدامه.

وهي لابسه القميص الحرير وعليه الروب مفتوح شويه كتير من قدام

شعرها اللي كان لونه بني فاتح ومنكوش شويه عشان كانت نايمه.

بس برده هو ناعم وحرير تفاصيل وشها البريء زي اللي عليه برده اثر النوم الكتير اللي هي نامته.

عينيها الوارمه من كتر ما كانت بتعيط وهي لوحدها عينيه كانت هتاكلها من كتر الجمال اللي شايفه.

وقعد يكلم نفسه ازاي هي جميله أوي كده بكل تفاصيلها! وازاي سابها اليومين اللي فاتوا دول أصلا!  وعينيه وقفت على شفايفها اللي كانت بتترعش جامد وهي صوتها مخنوق ومش واخده

بالها خالص من عينيه اللي هتاكلها أكل سلمى:  لو أحكيلك على اللي شفته في اليومين اللي فاتوا دول وأنا لوحدي أنت عارف كنت بحلم بكام حلم وحش وكوابيس خلتني على طول اقوم مسروعه واقعد اعيط عشان قاعده لوحدي؟

المره دي أدهم ما قدرش يتحمل دموعها وبسرعه جري عليها خدها في حضنه وقعد يعتذر لها إنه سابها كل ده والغريبه انها كانت مبسوطه وهي في حضنه وحست بحنيته و مكنتش عايزاه

يسيبها وهو بيطبطب عليها وطبعا الباقي معروف وخلاص اتجوزوا.

وبقيت مراته قدام ربنا والدنيا بحالها وكانت سلمى مبسوطه معاه أوي وحسيت بحبه ليها فحبيته جداً واتعلقت بيه هي كمان.

أدهم بص لها بهدوء وقال: احنا هنقعد هنا كم يوم وبعدين نرجع على القصر المره دي هتروحي القصر مراتي غصب عن عين أي حد.

سلمى: ووالدتك!

قالتها وكانت خايفه من رد فعله و بعصبيه جامده رد عليها: ملهاش دعوه بأي حاجه أنا بعملها وما يهمنيش هي موافقه على الجوازه ولا لأ.

كان بيتكلم وهو متضايق جدا ووشه محمر وكأنه هينفجر من الغيظ لما جت سيرتها وبضيق رد: لو سمحتي يا حبيبتي عشان خاطري بلاش نتكلم عنها مع بعض عشان السيره دي بتعفرتني ماشي؟

سلمى: ماشي.

وكانت بتتكلم بصوت واطي وهي باصه لايديها وفضل أدهم باصص في كل تفاصيل وشها والجمال اللي جاي من الرقه والبراءه اللي فيها حبيبته بريئه براءة  طفله صغيره ما تعرفش حاجه عن هموم الدنيا.

قفل عينيه وهو بيقول لنفسه انها من انضف البنات اللي شافهم والعجيبه انها خلته يحس انه أسعد راجل في الدنيا.

كل ده كان بيفكر فيه لحد ما سلمى قطعت تفكيره.

سلمى: تحب تفطر ايه؟ قولي اللي يجي على بالك هعملهولك.

رد أدهم هنطلب أكل دليفري ما تعمليش أي حاجه وارتاحي خالص النهارده.

وسلمى سكتت ووافقت على كلامه.

هي خلاص مش عايزة تخليه يضايق تاني وعايزة تعيش معاه في حب وسعادة وبس.

فات يومين عليهم وهما في هنا وحب وسعاده، سلمى عمرها ما كانت تتخيل ده في أحلامها.

وعرفها إنه كان سايبها اول يومين لوحدها كان عايزها تطمن الأول وترتاح من اللي كان حصل لها مع عمها.

وهي كانت مش طايقة تشوفه، هو حب يسيبها شويه لحد ما الدنيا تهدى لإنه مكانش هيتحمل رفضها ليه بعد ما بقت مراته.

وهي قالت له ان اليومين دول كانوا بالنسبه لها سنه وإنها كل أما تصحى من النوم ما تلاقيهوش تتقهر وتنام تاني زعلانه ومعيطة وتحلم أحلام وحشه.

وأدهم وعدها انه مش هيسيبها تاني أبدا لأنه مبقاش قادر يعمل كده.

وعدى اليومين خلاص وجه الوقت اللي هيرجعوا فيه على القصر.

دخل أدهم ايده في ايد سلمى والشغالين والخدم بصوا بذهول واستعجبوا.

وسكينة هانم كانت نازله من أوضتها على السلم واتصدمت صدمه كبيره لما شافتهم وعينيها مش راضيه تتشال من على ايديهم.

سكينه: هو في ايه!! ايه اللي بتعمله ده يا أدهم، ايه اللي بيحصل هنا!! حاطط ايدك في ايد الخدامه دي ليه؟

ابتسم ابتسامه كبيره ومشي قدام ناحيه أمه اللي واقفه وايده في ايد مراته و بصوت قوي : كل واحد يسيب اللي في ايده ويجي هنا قدامي.

وفعلا اتجمع الخدم صف قدامه وبمنتهى الهدوء قال: سلمى من دلوقتي بقت مراتي وشايلة اسمي بقى اسمها سلمى هانم الدرديري.

قال الكلمتين دول وكإن  في قنبله انفجرت في القصر منهم اللي جاله ذهول، ومنهم اللي اتغاظ، لكن اللي فرحت من قلبها كانت الحاجه زينب رئيسة الخدم.

وسكينة قعدت تزعق في وش أدهم وقالت: انت ازاي تعمل كده؟ يعني ايه تربط اسم عيلة  كبيره زي عيلة الدرديري باسم واحده ملهاش لازمة! خدامة لا ليها أصل ولا فصل!! كلمني ورد عليا زي ما بكلمك يعني ايه اللي بيحصل ده؟

وسلمى في الوقت ده كانت خايفه جدا من أمه وواقفه ورا ظهر أدهم وهي متشعبطه في دراعه والكره اللي في عين أدهم لأمه كان مخليه يبص لها بمنتهى الغباوه والقسوه.

أدهم بصوت قوي :زي ما أنا قلت وانتي سمعتي مبقتش خدامه بقت مدام أدهم الدرديري.

كانت سكينه عينيها بتطق شرار من شده الصدمه وبصت لسلمى بمنتهى الحقد والغيظ.

سكينة: عملتي كده ازاي وقعتيه في شباكك يا بنت ال…! وشتمتها شتيمه… بأبوها.

أدهم: سكينة!!

صرخ في وشها وهو بيبعد سلمى ورا ظهره وكانت سلمى في الوقت ده بتعيط بانهيار من البهدله اللي بتحصل لها لكن أدهم على طول جاب لها حقها وبمنتهى الغباوة.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى