قصص إثارة وغموض

المسخ (الجزء الثاني)

حسن خرج من المستشفى، وقابل والد غادة…

عم محمود: خرجت خلاص؟ حمد الله على سلامتك…

حسن: الله يسلمك…

محمود: ها قلي ناوي على إيه؟

حسن: نويت على إيه في إيه بالظبط؟

محمود: لأ إنت هتستعبط من أولها؟ إنت عارف أنا بتكلم عن إيه، ولا إنت عايزني أتحايل عليك؟

حسن: العفو يا عمي أنا مقصدش، اللي حضرتك عايزه أنا هعمله، أنا تحت أمرك…

عم محمود: مش أنا قبل كده قايلك ما تقوليش يا عمي؟

حسن بصله، وكان مستغرب منه، وموجوع من معاملته ليه!!

حسن: أنا بعتذر نسيت معلش، طب لما أكون بكلمك أقول لحضرتك إيه؟

محمود: قلي يا حاج، خلاص؟

حسن: تمام يا حاج، أنا دلوقتى هسافر على مصر، عشان أكمل علاجي…

لما أرجع بإذن الله هنبقى نتكلم وقتها في التفاصيل كلها…

محمود: طب لو إنت بقى ما رجعتش تاني، ساعتها يبقى إيه الحل؟

حسن: وأنا إيه اللي هيخليني مرجعش؟

محمود: وأنا إيش عرفني، هو أنا أعرفك أصلا، ولا أعرف إنت منين، ولا معايا حاجة أضمن رجوعك بيها؟

حسن: حقك يا حاج، طيب إيه اللي إنت عايزه عشان تطمن؟

محمود: إن إنت تيجي تخطبها قبل ما تمشي، وتلبس الدبل، والناس كلها تعرف إنكوا إتخطبتوا…

حسن: يعنى هو ده اللي هيطمنك إن أنا راجع؟

محمود: هو ده اللي هيحفظ سمعة بنتي…

لكن لو ما رجعتش هتبقى إنت واحد جبان، وندل، ورميت بنتي…

كل الناس ساعتها هتلوم عليك، ومش هيجيبوا سيرة بنتي…

حسن: اللي تشوفه، أنا عليا التنفيذ…

محمود: هاتلي بقى حد كبير يضمنك…

حسن: نعم؟ يعنى إيه أجيب حد؟

محمود: يعني حد أعرف أتكلم معاه لو إنت قليت بأصلك مع بنتي…

حسن: طب أنا لو معنديش حد هنعمل إيه؟

محمود: لأ إنت كده عايز تضايقني، ولا عايز توصل لإيه؟

حسن: خلاص ما تزعلش أنا لا بضايقك، ولا حاجة…

بكرا بأمر الله هكون عندك، وهجيبلك حد كبير، عن إذن حضرتك…

حسن كلم المدير بتاعه، مدير المخابرات العامة، وكلم أبوه اللي متبنيه، الدكتور صبري…

طلب منهم ييجوا معاه، وحكالهم على الأمر، والإتنين إتحمسوا جدا، ووافقوا يبقوا معاه…

كلهم تاني يوم جم البلد…

حسن إتفاجئ إن الست هاجر مامت جلال جاية معاهم هي عمرها ما حبته، جاية ليه، وإزاي وافقت تيجي؟

وكمان جلال جه عشان هو عمره ما إتأخر عن حسن…

حسن خدهم كلهم، وراحوا على بيت أبو غادة…

حسن كان لسه تعبان، وكان باين على وشه التعب، بس كل حاجة تهون عشان خاطر غادة…

حسن راح، وكان معاه مدير المخابرات، ودكتور صبري أبوه بالتبني، ومعاه أخوه جلال، وأمه هاجر اللي كان مستغرب جدا من وجودها معاهم…

أم جلال جت عشان هي خلاص بدأت تحب حسن، وشيفاه جدع، وشهم…

كمان كان عندها فضول إنها تشوف شكل البنت اللي حبت حسن، وعايزة تتجوزه…

لما شافت حسن، ووشه اللي كان باين عليه الإستغراب!!!

هاجر: إنت مالك مستغرب ليه كده؟ هو إنت مش إبني زي جلال، ولا إيه؟

متستغربش يا حسن إنت تستاهل كل خير…

حسن رد عليها بإبتسامة عرفان بالجميل…

راحوا كلهم عند بيت غادة، وكان أهلها كلهم متجمعين…

أول ما خرجت غادة، كلهم جالهم ذهول من جمالها…

طبعا ده ضايق أبوها أوي، عشان أصلا هو مستخسرها فى حسن…

حتى حسن كان زعلان عشان هو كان شايفها كتير عليه…

هاجر: بسم الله ما شاء الله، إيه الجمال، والحلاوة دي؟ كل ده يطلع منك يا حسن؟

بعد المجاملات، والترحيب، والتعارف، بدأ دكتور صبري يتكلم…

صبري: إحنا طبعا جايين النهارده عشان نطلب إيد بنتنا غادة، لإبننا المقدم حسن صبري…

محمود: إنتوا نورتوا البلد كلها، بس عشان أوافق ليا شروط…

صبري: شروط؟ من إمتى الجواز فيه شروط…

حسن: بعد إذن حضرتك يا بابا، إتفضل أنا سامع حضرتك، قول شروطك…

محمود: أول شرط إنك تجيبلها بيت هنا…

المدير: ده إزاي يعني؟ حسن شغله فى القاهرة، وعايش حياته كلها هناك…

حسن قاطعهم، وقال: إستنوا لو سمحتوا، خلوه يكمل كلامه للآخر…

دكتور صبري: بس يا إبني الكلام باين من أوله…

حسن: معلش خلينا نسمع كلامه للآخر، إتفضل يا حاج…

محمود: تاني شرط إنه هيدفع مهر ميت ألف جنيه، والشبكة هتكون بنفس الرقم ده…

الناس كلها كانت بتسمع بإستغراب، وغادة بدأت تتكلم…

غادة: يا بابا إنت إيه اللي بتقوله ده؟ يا ماما إتكلمي…

محمود: ده اللي عندي إن كان عاجبه…

أم غادة: إنت إيه اللي بتتكلم فيه ده يا أبو غادة؟ إحنا من إمتى بنهتم بالماديات كده؟

محمود: أنا بقيت كده من ساعة ما هو دخل في حياة بنتي، وشقلبها، وخلاها ما بتفكرش في مصلحتها…

غادة: يا بابا مش كده لو سمحت…

حسن: ها خلاص كده يا حاج، ولا في شروط تانية؟

محمود: لأ لسه في أهم شرط بالنسبالي…

حسن: إتفضل أنا سامعك…

محمود: بنتي هتتجوز هنا، وهتعيش هنا في البيت اللي إنت هتجيبه، ومش هتمشي من البلد…

المدير: لأ والله ده كده كتير أوي، إنت لو مش عايز الجوازة براحتك قول…

بس إنك تحط شروط عشان تعجزنا بيها بالشكل ده، فكده غلط…

حضرتك عارف المسافة بين هنا، والقاهرة قد إيه؟ أكتر من ست ساعات، هو بقى هيعمل إيه؟

حسن: في شروط تاني يا حاج؟

محمود: لأ مفيش، أيوة نسيت أقول أنا مش عايز مؤخر…

هاجر: إشمعنا بقى، ما تحط مليون جنيه مثلا؟

حسن: عشان يسيبلي الباب مفتوح…

هاجر: باب إيه يعني؟

حسن: أنا فاهم دماغه، ما تشغليش بالك إنتي…

جلال: دي مش شروط يا حسن، ده بيطفشك…

غادة: حسن مفيش حاجة تجبرك إنك توافق على الكلام ده…

ميهمكش أي حاجة، أنا معاك، ومش هسيبك…

حسن: بص يا حاج أنا موافق على كل شروطك، بس آخر شرط ده صعب أوي…

إزاي يعني ماتجيش معايا القاهرة، دي حاجة ملهاش حل خالص بالنسبالي…

عشان أنا شغلي حساس، ومينفعش أسيبه، وأضيع مستقبلي، والطريق صعب أروح، وأرجع في نفس اليوم…

محمود: أنا اللي عندي قلته، لكن دي مشكلتك إنت، وإتصرف حلها براحتك…

تروح شغلك، وتيجي كل يوم، تيجي يومين بس في الإسبوع، تسيب شغلك ده خالص، إنت حر…

المدير: إزاي يعني يسافر كل يوم إتناشر ساعة، ستة رايح، وستة راجع…

هينام إمتى، ويشتغل إمتى، ويقعد مع مراته إمتى؟

محمود: والله دي مش مشكلتي، مشكلته هو…

دكتور صبري: أومال مشكلة مين؟ ما تقول كلام معقول عشان إحنا نقدر ننفذه…

محمود: أنا اللي عندي قلته…

هاجر: إنت كده بتلعب في سعادة بنتك، هو إنت لما تبعدها عن جوزها

هي هتكون مبسوطة؟

غادة: يا بابا لو سمحت بلاش الشرط ده، لو كنت بتحبني بلاش…

محمود: أنا عشان بحبك، قعدت القعدة دي، بس غير كده أسف…

دي شروطي يا حسن عجباك كان بها، مش عجباك حياتك، وإنت حر فيها…

حسن كان ساكت، وبيتفرج عليهم، وهما بيتكلموا، وكان تعبان جدا، ومش قادر يتكلم…

دكتور صبري: كلامك ده ما يعجبش حد، فرصة سعيدة، يلا بينا يا حسن…

حسن: طبعا إنتوا كلكوا على راسي، بس أنا موافق على كل شروطه…

كل اللي كانوا جايين معاه إتصدموا، حتى غادة…

غادة حست بالوجع اللي هو فيه، وإنه مجبر يوافق على كلام أبوها عشان خاطر عيونها وبس…

هاجر: ولما إنت مش هتكبرنا يا حسن، جبتنا معاك ليه؟

حسن: كلكوا على عينى، وراسي، هي كل الحكاية إن الحاج مجبر على الجوازة دي لأسباب كتير أنا، وهو عارفينها…

هو زي أي أب خايف على بنته، وواثق إن أنا ما أستحقهاش، وممكن يكون عنده حق…

صبري: يا حسن يا إبني إنت أي بنت بتفهم تتمناك، ما تقللش من نفسك…

حسن: ربنا يبارك في حضرتك، بس أنا، وإنت عارفين إن الناس بتاخد بالظاهر، وإحنا عارفين المفاهيم دي بتودي لفين…

حسن قال كده، وبص على الست هاجر أم جلال…

حسن: حضرتك خدتي وقت قد إيه عشان تتقبليني، وتتعاملي معايا، بالرغم إن أنا كنت عيل صغير مش ممكن يكون عمل أي حاجة غلط في حياته…

أكيد حضرتك هتفهمي موقفه كويس…

الحاج محمود محتاج وقت كبير عشان يعرفني أكتر، ويشوفني كبني آدم، وأنا هديله وقته براحته خالص…

حتى لو كان المطلوب مني إني أسافر كل يوم إتناشر ساعة، أنا هعمل كده، وأكتر كمان…

هو عايز يحس إنه متطمن على بنته، وأنا هعمل المستحيل عشان أخليه يتطمن إن بنته معايا في أمان…

غادة: حسن…

حسن: أنا هفضل معاكي، لحد ما إنتي تزهقي…

غادة: أنا عمري ما هزهق منك أبدا…

حسن: يبقى أنا هعمل المستحيل عشان تبقى جنبي…

آخيرا قرأوا الفاتحة، وإتفقوا إن الفرح يتعمل بعد ما يبني بيت، ويجهزه…

القعدة خلصت، والناس مشيوا…

غادة: أنا هعيش طول حياتي مش مسمحاك على اللي إنت بتعمله معايا ده…

محمود: إنتي بكرا هتشكريني، وتلومي نفسك، لما تصحي من الوهم اللي إنتي فيه…

غادة سابته، ودخلت أوضتها…

حسن سافر القاهرة عشان يكمل علاجه، وساب أبو غادة يدور بمعرفته على البيت المناسب لبنته…

محمود إشترى قطعة أرض حواليها جنينة كبيرة، في آخر البلد، وبدأ يبنيها…

كان بيطلب فلوس من حسن، وحسن بيبعتله اللي هو عايزه عشان يبني البيت…

بعد حوالي شهرين البيت إتبنى، وكان فاضل على التشطيب…

حسن نزل البلد عشان كان عايز يشوف غادة اللي وحشته أوي…

راح خبط على بيتهم، وأبوها هو اللي فتح الباب…

حسن: سلاموا عليكوا…

محمود: وعليكم السلام، جاي عشان تشوف البيت مش كده؟ تعالى أنا هوريهولك…

حسن: لو مفيهاش رخامة، أنا عايز أشوف صاحبة البيت الأول…

محمود: لأ فيها، وإنت عارف كده كويس، لكن أعمل إيه أنا مضطر…

حسن: الله يخليك يا عمى إديني فرصة بس…

محمود: أنا مش قلتلك ما تقوليش عمي دي؟

حسن: ده فعلأ؟ ماشي مش هقولك عمي محمود، يلا نشوف البيت…

محمود: أصبر لحد ما أغير هدومي…

الراجل دخل، وقفل الباب في وش حسن، وسابه برا البيت…

حسن فضل واقف، وسند ضهره على الحيطة، وكان جواه إحساس إنه بيعمل غلطة كبيرة في حق نفسه…

بس بقى الحب، وسنينه، بيخلي الواحد يستحمل حاجات كتير مكانش يتخيل إنه يستحملها…

هو هيتحمل أبوها عشان خاطرها لحد ما يتجوزوا، وبعد كده محدش هيقدر يتدخل في حياتهم…

محمود غير هدومه، وكان خارج لحسن، وغادة لمحته…

غادة: على فين يا بابا؟

محمود: رايح بيتك…

غادة إبتسمت، وقالت: بس النهارده العمال واخدين أجازة يا بابا…

مش إحنا مستنين حسن لما ييجي، عشان يختار الألوان، والحاجات التانية؟

أبوها فضل ساكت، ومرضيش يرد عليها…

غادة: يا بابا هتروح ليه، ما ترد عليا…

محمود: هودي حسن البيت…

غادة: إيه؟ هو حسن جه؟

غادة دخلت جري على أوضة الصالون، ورجعت تاني مستغربة!!

غادة: حسن مش هنا، هو كلمك، وقالك إنه جاي؟

أم غادة: هو مين ده اللي جاي…

غادة: بابا بيقول إنه هيوري حسن البيت، وأنا بسأله حسن فين، ومش راضي يرد عليا…

أم غادة: ما تنطق يا راجل، وتقول فين خطيبها…

محمود: إيه؟ خطيبها…

أم غادة: أيوة طبعا خطيبها، مش قرينا فاتحتهم، يبقى خطيبها…

غادة: يا بابا فين حسن؟

محمود: واقف برا في الشارع…

غادة: هو إنت سايبه واقف مستنيك برا؟

غادة بصت لأبوها بغيظ، وخرجت تجري تشوف حسن اللي غايب عنها، وبقالها شهرين ما شافتوش…

أم غادة: بقى يا راجل تسيب خطيب بنتك واقف على الباب…

فين كرم الضيافة؟ إنت مكنتش كده، عيب اللي بتعمله ده…

محمود: أنا مش عايزه يدخل بيتي، أنا حر…

أم غادة: حسن ده خلاص بقى خطيب بنتك، وشوية وهيتجوزوا…

أومال بعد الجواز هتعمل إيه، هتقفل الباب في وش بنتك هي كمان؟

محمود: مين بقى اللي قالك إن هما هيتجوزوا؟

أم غادة: إنت إيه اللي في دماغك، أومال بتخليه يشتري أرض، ويبني بيت ليه، هو لعب عيال، ولا إيه؟

ولا ناوي تنصب عليه، وتاخد فلوسه، ولا إيه حكايتك؟

محمود: إنتي إتجننتي يا ولية، أنا من إمتى بنصب على حد؟

أم غادة: أومال إنت قصدك إيه فهمني؟

محمود: أنا عندي أمل إن غادة تفوق، وترجع لعقلها، وتلغي الجوازة دي…

أم غادة: تفوق؟ والله ما حدش عايز يفوق غيرك إنت، مش بنتك…

عايز تفوق، وتشوف الراجل بأدبه، وأخلاقه العالية…

ده كفاية حبه الكبير لبنتك، وإنه بيتمنى رضاها بس…

محمود: لا يا شيخة، هو كان يطول واحدة زي بنتي تبصله، ولا تعبره، ده يحمد ربنا…

أنا خارج أشوفهم، بنتك واقفة معاه لوحدها…

أم غادة: براحتها خطيبها، ومحدش ليه عندها حاجة…

محمود سابها، وخرج…

غادة خرجت تجري عشان تشوف حسن، وكانت مبسوطة أوي…

هي واثقة من حبها ليه، وعشقه ليها، ومن جواها كان واحشها أوي…

حسن لمحها، وإبتسم إبتسامة خفيفة، غادة جريت في حضنه، وإتعلقت في رقبته…

غادة: وحشتني أوي أوي أوي…

حسن كان شايلها عشان هي متعلقة في رقبته…

حسن: يا بنتي خدي بالك إحنا في الشارع، وممكن حد يعدي، ويشوفنا، وأبوكي كمان ممكن يخرج في أي لحظة…

غادة وقفت على رجليها، وبعدت عنه شوية، وكشرت…

غادة: كل حاجة أبوكي أبوكي، الناس، وبعدين معاك، هو أنا ما وحشتكش؟

حسن: طبعا وحشتيني فوق ما تتخيلي…

بس أنا لازم أعمل حساب لأبوكي، وللناس، وما أعملش أي غلطة، لحد ما تبقى مراتي…

غادة: غلطة؟ هو أنا لما أترمي في حضنك دي تبقى غلطة؟

حسن: أيوة عشان إحنا في الشارع،ولو أبوكي خرج، وشافنا أنا مش هخلص من لسانه، وإنتي عارفة…

هو بيتلككلي، والناس هيتكلموا، وأنا مش هقبل إن حد يجيب سيرتك في حاجة…

عشان كده أنا مش عايز أمسك حد فرصة إنه يفتح بقه، فهماني؟

غادة: أنا بحبك اوي يا حسن، ايوة ساعات بتخنق منك بس بحبك…

غادة إبتسمت، وقربت منه تاني، ووقفت قدامه، وحسن فصل يبصلها وهو ساكت…

غادة كانت واقفة قدام حسن، وبتبصله بنظرات كلها حب…

حسن: حرام عليكي أنا مش حجر، إنتى عايزة تشوفي قوة تحملي، صح؟

غادة: مش فاهمة، إزاي يعني؟

حسن: واقفة قدامي، وبتبصيلي بالشكل ده، طب أنا أعمل إيه؟ ما هو أنا من لحم، ودم حضرتك…

غادة: ده فعلا؟ هو إنت ممكن تتحرك يعني؟ أصل أنا حاسة إني مهما أعمل مش هقدر أكسر الحاجز اللي بيني، وبينك…

حسن: إنتي ليه شايفة كده؟ يا غادة إنتي كسرتي كل الحواجز دي من يوم ما عينيا شافتك…

كل اللي كنت بعمله بعد كده ده كان حلاوة روح، قبل ما أتهزم، وأرفع الراية البيضا…

غادة: يعني إنت كده إستسلمت خلاص؟

حسن: هو أنا مش باين عليا؟ غادة أنا عديت مرحلة الحب من زمان، دلوقتى أنا بعشقك…

حسن مسك إيديها، وعينيهم إتقابلت في صمت…

غادة: أنا خايفة تسيبني يا حسن، أو أبويا يجيب آخرك، وتتخلى عنى…

حسن: إطمني يا حبيبتي، أنا عمري ما هسيبك، ولو ده حصل لا قدر الله هيكون عشان إنتي عايزة كده…

أبوكي عمره ما هيقدر يبعدني عنك أبدا ما تخافيش…

غادة: إوعدني…

حسن: أوعدك…

أبوها خرج من البيت، وقال: خير إن شاء الله؟ إنتوا مش واخدين بالكوا إن إنتوا واقفين في الشارع؟

غادة: ومين السبب يا بابا؟

محمود بص لبنته بصة كلها غيظ…

محمود: يلا على جوا البيت يا غادة، وإنت يلا بينا عشان نلحق نشوف البيت قبل الليل ما يليل…

غادة: أنا عايزة آجي معاكوا…

محمود: ليه يعني؟ هتيجي تعملي إيه؟

غادة: مش ده البيت اللي أنا هعيش فيه، ولا إيه؟

كمان في حاجات عايزة أتكلم فيها مع حسن، يلا أوام…

وصلوا البيت، وإتفرجوا عليه، وعجبهم جدا، وإتكلموا، وإتفقوا على كل حاجة…

حسن مكانش مبسوط، ومش حاسس إن ده بيته، لكن غادة كانت مبسوطة، وفرحانة، وده أهم حاجة بالنسباله…

كانت غادة بتفرجه على البيت من كل ناحية، وهو كان مبسوط من الحماس اللي كان شايفه في عينيها…

كان جواها أحلام كتير، وكانت بترتب كل التفاصيل للبيت، وإختارت ألوان جميلة عشان دهان البيت…

عم محمود مكانش طايق نفسه، وحس إنه لو قعد معاهم شوية كمان هيجراله حاجة، خرج برا البيت، وسابهم مع بعض يخططوا لحياتهم مع بعض…

غادة: مالك يا حسن ساكت ليه؟ في حاجة مش عجباك؟

حسن: لأ خالص، أنا حابب أتفرج عليكي، وإنتي مبسوطة، ومتحمسة كده…

غادة: على فكرة إنت كنت واحشني أوي يا حسن، بس إنت بتتقل عليا، وبتكبر دماغك مني…

حسن: لأ يا روحي أنا لا بتقل، ولا بكبر دماغي، أنا بس بحاول أتجنب كلام أبوكي اللي زي السم على قد ما أقدر، لكن بعد الجواز…

غادة: أيوة إيه اللي هيحصل بعد ما نتجوز بقى؟

حسن: هفضل برضه متجنب أبوكي…

غادة ضربته في صدره، وبعدت عنه…

غادة: تصدق إنت رخم، فصلتني، يلا نمشي…

حسن: بس لو تعرفي أنا جوايا إيه من ناحيتك؟

غادة: إيه اللي جواك؟

حسن: أنا يا غادة بحبك حب خلاني ماشي ورا قلبي، وبس، ولغيت عقلي…

أنا بحبك بدرجة كبيرة أوي، إنتي بقيتي الهوا اللي أنا بتنفسه، لو بعدتى عني شوية هنتهي…

أنا بحبك لدرجة إن بعدك عني معناه موتي، فهمتي…

ها عرفتي إحساسي من ناحيتك عامل إزاي؟

غادة مكانتش قادرة تقول، ولا كلمة بعد كلام حسن…

حسن: غادة مالك؟ إتكلمي، هو أنا فاجئتك بكلامي ده، ولا إيه؟

غادة: أنا مش هقول غير إن ربنا يقدرني، وأقدر أسعدك طول العمر…

عم محمود: يلا يا غادة، هو إنتوا فين؟ الليل ليل…

حسن: إحنا خارجين حالا أهه…

خرجوا هما الإتنين من البيت، وهما ماسكين إيدين بعض…

غادة: حسن إنت هتروح معانا البيت، هنتعشى، ونسهر مع بعض ماشي؟

حسن: لأ مش هقدر معلش، أنا عندي كام حاجة لازم أعملها الليلة دي، خليها مرة تانية…

غادة: أجل كل ده، وتعالى معانا على البيت…

حسن: معلش سامحيني، لو ينفع كنت جيت…

غادة: كده يا حسن، طب أنا زعلانة منك…

محمود: الراجل قالك مشغول بطلى لوكلوك بقى…

حسن بص لغادة، وفهمت هو ليه مش عايز ييجي معاهم على البيت…

حسن قعد يومين في البلد، ورفض كل العزومات اللي جاتله، من عند بيت غادة، أو من أهل البلد…

حسن خرج مع غادة إتغدوا برا بعد محايلات كتير من غادة، وأمها عشان أبوها يرضى…

مرت الأيام، وخلاص البيت بقى جاهز، وكان ناقص يتفرش بس…

غادة كانت مصممة تسافر بنفسها عشان تختار العفش، وطبعا أبوها، وأمها سافروا معاها…

لما وصلوا القاهرة، كان المفروض إن حسن يكون مستنيهم…

فعلا لقوا حسن مستنيهم، وكانت غادة مبسوطة أوي لما شافت خطيبها، وحبيبها اللي كان واحشها جدا…

طبعا حسن كان كاتم أحاسيسه عشان أبو غادة ما يضايقش منه…

حسن خد الشنط، وحطها في عربيته…

غادة: إيه ده؟ العربية دي بتاعتك؟ أنا كل ما أشوفك تبقى مغير العربية، هو إنت عندك كام عربية؟

حسن: واحدة بس هي العربية دي، لكن العربيات التانية كانت بتاعة الشغل…

غادة: أمممم…

حسن: هي مش عجباكي؟

غادة: لأ طبعا، دي عجباني جدا، إنت عارف إنها لايقة عليك، وعلى شخصيتك أوي…

عربية جيب روسي فور باي فور، عالية، وضخمة، كل الناس لازم توسعلها في الطريق…

مين بقى اللي راكبها؟ ظابط طول بعرض، عنده هيبة، إنت، والعربية دي لايقين على بعض أوي…

حسن إبتسم، وإتبسط أوي، ومامت غادة كمان، أما أبوها فكان شايط، وهيولع…

محمود: إحنا هنفضل كده كتير؟ مش هنركب في اليوم اللي مش هيخلص ده، ولا إيه؟

حسن: لأ إزاي؟ طبعا هنركب إتفضل يا حاج…

حسن راح بسرعة يفتحله باب العربية اللي قدام، عشان يقعد جنبه، ده الطبيعي…

محمود: لأ أنا هركب ورا، خليها هي تقعد جنبك، أحسن أنا مرارتي هتتفقع…

حسن رد بإبتسامة: خلاص اللي يريح حضرتك…

محمود ركب العربية جنب أم غادة مراته، وغادة كانت هتطير من كتر السعادة، وما بطلتش رغي طول الطريق…

حسن كان قاعد بيسمعها، ومنسجم على الآخر، وهي بتتكلم زي ما يكون سامع عصفورة بتزقزق…

آخيرا وصلوا لبيت عم غادة اللي كان عايش في القاهرة، وكانوا هيقعدوا عنده…

عم غادة صمم إن حسن يدخل معاهم…

حسن وافق بعد محايلة من عم غادة، ولاحظ إن شقتهم صغيرة جدا…

هو كان مستغرب أوي إنهم جايين يقعدوا في الشقة دي!!!

حسن طلب من أبو غادة إنه يتكلم معاه برا شوية…

حسن: يا حاج شقة أخوك صغيرة أوي، هتقعدوا فيها إزاي كلكوا؟

محمود: إنت مالك؟ دي حاجة ما تخصكش…

أم غادة: إزاي يعني ما تخصوش؟ حسن عنده حق، ومن حقه يطمن على راحة خطيبته…

محمود: إنتوا عايزيني أعملكو إيه؟ أروح أحجزلكوا في فندق خمس نجوم يعني؟

حسن: طب يا حاج ما هو أنا شقتي موجودة، وكبيرة جدا…

محمود: أيوة أيوة، بقى قلتلي شقتك؟ إنت بقى عايزني أخلي خطيبتك تقعد في شقتك مش كده؟

إنت عايز الناس تعايرني، وتجيب في سيرتي؟

حسن: يا حاج قطع لسان اللي يجيب سيرتك أو سيرة غادة بحاجة وحشة…

حضرتك، ومامت غادة هتبقو موجودين معاها…

أنا ممكن أسيبلكو الشقة خالص، دي مش مشكلة يعني…

محمود: يا سيدي إحنا شاكرين أفضالك…

حسن: يا حاج دي مش مجاملة، خلينا نفكر بالعقل، إنتوا جايين من البلد عشان تشتروا جهاز غادة، صح؟

أم غادة: أيوة صح يا إبني…

حسن: طيب تقدروا تقولولي الجهاز ده هيتحط فين لما تجيبوه؟

أم غادة: أيوة والله إنت بتفكر صح…

محمود: إنت عايز تقول إيه؟

أم غادة: هو يقصد إن شقة أخوك دي صغيرة، يا دوب مكفية أخوك، وعياله بالعافية، وإحنا التلاتة، وكمان هنشتري جهاز بنتك، حسن بيتكلم صح…

محمود: يعني تقصدي إن إحنا نروح شقته؟

أم غادة: أيوة ما نروحش ليه، هما كلها أيام، ويتجوزوا…

محمود: خلاص ماشي اللي إنتي، وبنتك عايزينه…

غادة طبعا كانت واقفة بتسمع،ولما أبوها وافق إتبسطت، وقعدت تتنطط…

حسن خدهم، وراح بيهم على شقته…

الشقة كانت في مكان مميز، وعجب الكل…

البرج اللي فيه الشقة كان فخم جدا من برا…

دخلوا البرج، وركبوا الأسانسير، وخرجوا بقوا قدام الشقة…

حسن خرج المفاتيح، وفتح الباب…

كانت مفاجأة جامدة أوي لما شافوا الشقة، وفخامتها، وذوقها العالي…

غادة: إيه الروعة دي، معقول دي شقتك يا حسن؟

حسن: إيه رأيك؟ حلوة؟

غادة: حلوة؟ إنت بتتريق عليا؟ دي تحفة يا حسن، دي عاملة زي الشقق اللي بنشوفها في التليفزيون، وبس…

غادة طبعا لفت فى الشقة كلها، وأكتر حاجة حبيتها أوضة النوم الكبيرة عشان كان فيها حمام خاص، وجاكوزي…

أما المطبخ كان أمريكاني، ومفتوح على الريسيبشن، وقدامه كراسي بار عالية…

غادة كانت منبهرة بكل الشقة، وكان نفسها تعيش فيها…

حسن: أنا كان نفسي تعيشي معايا فيها…

محمود: إحنا متفقين، ومخلصين الكلام، إوعى تنسي…

حسن: لأ أنا مش ناسي…

محمود: أتاريك مليونير، عشان كده وافقت على الشبكة، والمهر اللي أنا طلبتهم بكل سهولة!!

حسن: أبدا أنا مش مليونير، ولا حاجة…

محمود: إزاي بقى؟ عربية جيب موديل السنة، وشقة في أرقى مناطق القاهرة، والعفش الفخم ده، وتقولي أنا مش مليونير، طب ده كلام؟

حسن: أنا فعلا مش مليونير، بس مش فقير الحمد لله…

أنا إشتريت الشقة دي من أكتر من ٨ سنين، كانت ساعتها الأسعار مش عالية أوي زي دلوقتي…

كمان أنا الحمد لله بقبض كويس، وكل مهمة بطلعها ليها حساب لوحدها…

كمان كل إصابة ليا باخد عليها تعويض…

أنا كمان مش من النوع اللي مهتم بشرا حاجات، ومش بصرف كتير…

أنا لسه السنة اللي فاتت مجدد عفش الشقة كله، وجددت الشقة كمان…

الست هاجر أم جلال هي اللي ساعدتني في موضوع الشقة، والعفش الله يباركلها…

العربية بقى إشتريتها عشان كانت فلوسها موجودة، وملهاش لازمة…

أما المهر، والشبكة، والبيت، والعفش، دي كانت آخر فلوس أنا شايلها…

محمود: يعنى كده خلاص فلست، ولا إيه؟

حسن: لأ أنا أقصد إن خلاص مفيش فلوس في البنك، بس في شغلي الحمد لله…

غادة: خلاص إحنا ممكن نجيب الحاجات المهمة بس، عشان نوفر…

حسن: لأ يا قلبي إنتي تجيبي كل اللي إنتي عايزاه طبعا، الفلوس رايحة، وجاية، متشليش أي هم…

إتفضلوا في أوض نوم كتير، اللي تعجبكوا إتفضلوا فيها…

غادة: حسن أنا خلاص إختارت الأوضة اللي هنام فيها، تعالى أوريهالك…

غادة شدت حسن من دراعه عشان توريه الأوضة اللي عجبتها…

حسن: دي بقى أكتر أوضة عجبتك؟

غادة: أيوة جميلة أوي، هي ألوانها غامقة، وأنا بحب الألوان الفاتحة، بس مش مشكلة…

حسن: دي الأوضة بتاعتي على فكرة…

غادة: إيه ده بجد؟  خلاص أنا هسيبهالك…

حسن: لأ طبعا يا ست الحسن، هو أنا في ديك الساعة لما القمر ينام في أوضتي…

أنا أصلا ماشي من الشقة خالص، وإنتي نامي هنا…

غادة: ليه يا حسن هتمشي؟ خليك قاعد معانا…

حسن: أخليني؟ إنتي عايزاني أقعد أنا، وأبوكي في شقة واحدة؟

محمود: ليه هو أنا هاكلك؟ يعنى إيه الكلام ده؟

حسن، وغادة إتفاجأوا بيه واقف وراهم…

حسن: لأ أنا مش قصدي، حضرتك اللي كنت معترض إن أنا، وغادة نقعد في بيت واحد…

أم غادة: لأ طبعا مفيش الكلام ده، إنت مش هتسيب بيتك، خليك قاعد معانا…

حسن: لأ معلش مش هينفع…

محمود: طب ما تتحايلوا عليه شويه عشان يوافق!!

حسن: أنا مش عايز حد يتحايل عليا، أنا بس ببعد عن المشاكل، مش أكتر من كده؟

محمود: أيوة أنا بقى اللي بعمل المشاكل يعني؟

حسن: والله أنا مش عارف أقولك إيه؟

أم غادة: ولا تقول حاجة، ولا تمشي من بيتك، ومحدش ليه عندنا حاجة…

حسن: أيوة يا حسن ما تمشيش، وبعدين إنت محسسني إن إنت قاعد على طول في البيت…

حسن: تمام اللي إنتوا شايفينه، أنا هسيبكوا براحتكوا، وأنزل على شغلي…

حاج محمود: بس إبقى قولنا قبل ما تنزل مكان الشاي فين؟ ولا أنزل أشتري من الشارع؟

حسن: لأ المطبخ فيه كل حاجة، تعالي يا غادة أعرفك مكان الحاجة…

غادة: ماشي يلا بينا…

حسن خدها على المطبخ، وعرفها على أماكن الحاجة الأساسية…

حسن: في حاجة؟ إنتي بتبصيلي كده ليه؟

غادة: المطبخ عاجبني ذوقه أوي، ده إختيارك إنت، ولا إختيار مامتك؟

حسن: مامتي!!

غادة: أنا أقصد هاجر، مش هي تعتبر مامتك؟

حسن: لأ طبعا، هو أغلب العفش بتاع الشقة من ذوقي، هي بس كانت بتساعدني وأنا بشتري الحاجة بس…

الشاي، والسكر قدامك أهه، والكاتيل كمان أهه، عايزة تسألي عن إيه تاني؟

غادة: في نسكافيه؟ أنا أهم حاجة عندي النسكافيه…

حسن: ليه يعني، إشمعنا؟

غادة: أنا بعشق النسكافيه…

حسن: إمممم، وإيه تاني؟

غادة: وبحب الشيكولاتة جدا، يعني هي الحل السحري لأي طلب تطلبه مني، إرشيني على طول بواحدة كادبوري هتلاقيني تحت أمرك…

حسن: طب تمام، كويس إني عرفت، وآدي يا ستي النسكافيه أهه…

غادة: فين بقى اللبن؟

حسن: لبن، إنتي محسساني إنك واقفة في سوبر ماركت، لأ والله ما عنديش لبن، أنا إتفطمت من زمان…

غادة: لأ يا خفيف، أنا مش هعرف أشرب النسكافيه من غير لبن…

حسن: حاضر يا ستي، هجيبلك لبن، حاجة تانية؟

غادة: تسلم يا حبيبي…

غادة قربت على حسن، وهو مسك إيديها…

حسن: على فكرة إنتى وحشتيني أوي…

غادة: يااااه لسة فاكر تقولها دلوقتي…

حسن: مش إنتي اللي دخلتينا سوبر ماركت، ومش عايزة تخلصي؟

غادة: أدينا خرجنا من السوبر ماركت، خلينا في المهم…

إنت كمان يا حسن وحشتني أوي…

حاج محمود: هو فين الشاي؟

حسن: حالا ثواني، ويكون عندك يا حاج…

غادة جابت الشاي لأبوها، وحسن إستعد للخروج، ومشي على شغله…

أبو غادة رفض نهائيا إن غادة تنام في أوضة حسن…

حسن كان طول اليوم في شغله، ويرجع متأخر جدا، وينزل بدري جدا…

غادة، وأبوها، وأمها كانوا كل يوم ينزلوا عشان يشتروا شوية حاجات من الجهاز…

حسن ساعات كان بينزل معاهم لما يكون وجوده ضروري…

الحاج محمود أخد باله إن الناس بتحترم حسن جدا، وبتقدره، وإنه له هيبة كبيرة عند اللي حواليه…

حسن كان بيخلي غادة تشتري كل اللي نفسها فيه، حتى لو غالي جدا عليه…

حتى في الأجهزة الكهربائية كان يشتري اللي يعجبها هي…

حاج محمود: إنت مش واخد بالك إنك بتشتري، وتجيب الحاجة بزيادة؟

حسن: هو إيه اللي أنا جيبته زيادة؟ كله للبيت…

محمود: الشاشات دي، يعني كان كفاية واحدة، الكبيرة دي كانت كفاية للريسيبشن، وخلاص..

حسن: لأ مش كفاية، عشان أنا هحط شاشة في أوضة النوم…

حاج محمود: طيب، وكل التكيفات دي ليه؟

حسن: التكيفات دي أنا جايبها عشان أنا عشت في بلدكوا، وعارف كويس الحر بيبقى عامل إزاي، وأنا عايز غادة تبقى قاعدة مرتاحة في بيتها…

حاج محمود: خلاص إنت حر، اللي إنت شايفه…

آخيرا إشتروا كل حاجة خلاص، والجهاز كمل…

في يوم بالليل غادة صحيت من النوم عشان تشرب، وكانت ناسية إنها تجيب مية جنبها…

خرجت من أوضتها، ولقت حسن بيفتح باب الشقة، وكان لسه جاي من شغله…

غادة: آخيرا جيت يا حسن؟

غادة رمت نفسها في حضنه، وكانت نعسانة على الآخر…

حسن: هو إنتي هتنامي؟

غادة: هنام!! لأ أنا أصلا نايمة…

حسن: طب يلا كملي نوم في أوضتك…

غادة: لأ أنا عايزة أقعد معاك شوية، إيه رأيك نقعد في البلكونة؟

حسن: طب لو أبوكي صحي؟

غادة: ما تخافش إحنا خلاص آخرنا بكرا، وهنسافر…

حسن: طب تعالي…

حسن، وغادة قعدوا في البلكونة، وفضلوا يتكلموا في حاجات كتير…

فجأة الإتنين سكتوا، وفضلوا باصين لبعض…

غادة: أنا بحبك أوي يا حسن، ونفسي تفضل جنبي، بس إنت على طول بعيد…

حسن: بالعكس أنا قريب جدا، بس أبوكي مراقبني، وحاسس إن أنا متكتف…

أبوكي واقفلي على غلطة…

غادة: خلاص هانت كلها أيام…

حسن: فعلا أنا مش مصدق، وحاسس إن أنا في حلم جميل…

غادة: لأ صدق يا حبيبي، إحنا هنتجوز، وبعد كده محدش هيقدر يفرق بينا أبدا…

حسن: طب هنعمل إيه في الشرط اللي حطهولنا أبوكي زي العقدة في المنشار…إنك تفضلى في البلد، وما تجيش معايا هنا…

غادة: هنكبر دماغنا، وهو مش هيقدر يعمل حاجة، ولا يمنعني آجي معاك…

أنا بعد جوازنا هيبقى حكمي في إيد جوزي، مش في إيد أبويا…

حسن: أنا نفسي نعمل كده فعلا، عشان أنا مش عارف هعمل إيه، وهبعد كل الوقت ده إزاي؟

غادة: إوعى تبعد، أنا عايزاك جنبي على طول…

حسن: طب لما تزهقي، هنعمل إيه بقى؟

غادة: أنا أزهق؟ إنت عمرك سمعت عن حد بيزهق من حياته؟

حسن: أنا حياتك؟

غادة: أيوة طبعا حياتي، وروحي، وقلبي، وعمري كله…

يا حسن إنت أهم حاجة في دنيتي إنت فاهم؟ أنا من غيرك ما أسواش، وبيك أنا ملكة متوجة…

حسن ضمها لصدره، وقلع الجاكيت بتاعه عشان يرميه على أكتافها…

قعدوا لحد الصبح، وراحوا في النوم…

فجأة حسن حس بإيد على كتفه، وفتح عينيه لقى أم غادة واقفة…

أم غادة: يلا قوموا قبل ما محمود يصحى، ويعمل نصيبة…

حسن: أنا صحيت خلاص…

أم غادة: وصحي القتيلة اللي جنبك دي…

حسن: غادة، غادة إصحي يلا…

أم غادة: يا بنتي قومي بقى أبوكي جاي…

غادة: سيبونى بقى عايزة أنام، أااه يا رقبتي…

أم غادة: بقولك إيه يا حسن؟ شيلها على أوضتها أوام، وأنا هدخل أشوف أبوها لحد ما تدخلها أوضتها، ماشي؟

حسن بص لأم غادة، وكان مستغرب!!

أم غادة: إيه يا حسن إنت لسه هتبصلي؟ يلا بسرعة، ولا مش هتقدر تشيلها؟

حسن إبتسملها، وشال غادة، دخلها على سريرها، وغطاها كويس، وكان لسه هيخرج، غادة إتشعلقت في رقبته…

غادة: متسيبنيش خليك معايا…

حسن: إنتي مصممة تعمليلنا مشكلة مش كده؟

غادة: إنت غلس…

حسن: أيوة غلس، أنا عايز الموضوع يكمل على خير، مش عايز مشاكل قبل الفرح…

غادة: طب يلا إمشي أنا اللي أستاهل إني بحب واحد زيك…

حسن: أيوة تقصدي إيه بواحد زيي؟

غادة بسرعة خدت بالها إنها بتضايق حسن، وإن هو حساس جدا…

غادة: أنا مش قصدي يا حسن، أنا كنت بهزر…

حسن: طيب تمام، أنا نازل شغلي…

غادة جريت على حسن، ومسكت إيديه…

غادة: والله ما أقصد إنت عارف كويس أنا بحبك قد إيه…

أنا اللي مضايقني إن إنت بتعمل حساب لزعل بابا، وبتخاف منه…

حسن: أخاف؟ يا بنتي قلتلك قبل كده إن أنا مبخافش من جنس مخلوق على وجه الأرض؟

أيوة مبخافش، بس بخاف الحلم اللي في إيدي يضيع…

أنا بين إيديا حلم جميل، وخايف أصحى منه على كابوس يدمر حياتي

إنتي يا غادة لسه في إيد أبوكي، لسه مبقتيش في إيدي، هو ده اللي مخليني ما أمسكوش غلطة عليا…

أنا خايف على زعله عشان مش عايزه يزعل منك، أو إنتي تزعلى منه…

أنا مش عايز أبدا إن إنتوا تتخانقوا مع بعض بسببي…

يا غادة أنا عشت حياتي بعيد عن عيلتي، وده شيئ صعب جدا، ما أتمنهوش لأعدائي، مش لحبيبتي…

عرفتي بقى أنا إيه اللي مخوفني، أنا خايف إن إنتي تضيعي مني…

غادة: أنا عمري ما هضيع منك أبدا، ومحدش هيقدر يبعدني عنك مهما حصل…

حسن: يا غادة إنتي لو جه اليوم اللي هتطحطي في موقف، ويخيروكي يا إحنا يا هو، هتلاقيني فورا بنسحب من حياتك، وأنا اللي هختار العيلة…

غادة: بلاش الكلام ده يا حسن عشان خاطري…

حسن: عشان خاطري أنا ياريت تحسي بيا، أنا إتأخرت أوي على شغلي، يلا سلام…

غادة: أنا مش عايزاك تمشي، وإنت زعلان…

حسن: أنا عمري ما أزعل منك أبدا، بس أنا فعلا إتأخرت…

حسن خرج، ومشافش أبو غادة اللي كان واقف بيسمع، وسمع كل حاجة…

آخيرا يوم الفرح جه، وكانت كل حاجة إتجهزت، وإتظبطت…

كانت الناس جاية عشان تبارك، وتهني، منهم اللي كان فرحان، ومنهم اللي كان مستغرب!! ومنهم اللي كان مسخسر غادة فيه…

غادة العروسة كانت طبعا في منتهى السعادة، وأمها، وإخواتها كانوا طايرين من الفرحة…

الحاج محمود مكانش طايق نفسه، ومش عارف يعمل إيه، ولا قادر يتحمل حسن…

كان شايف إنه بيرمي بنته لوحش ضخم، ومخيف، وده كان كابوس طابق على صدره طول الوقت…

كان خايف من المجهول، ومش عارف يتخلص من الخوف ده…

حسن كان برضه مرعوب، وكانت مشاعره كلها متلخبطة…

هو مكانش عارف ماشي صح، ولا الخطوة دي كانت غلط من البداية…

هو معترف في قرارة نفسه إنه بيحب غادة، لكن كلام أبوه زمان عمال يرن في ودانه “عمر ما في حد هيحبك، وهتعيش مشوه من جوا، ومن برا”

حسن كان نفسه الليلة دي بالذات ما يكونش لوحده…

كان بيتمنى أي حد يبقى واقف جنبه في ليلة العمر…

حد يبقى بيطمنه، وبيقوله إن كل حاجة هتبقى تمام…

بس للأسف هو كان لوحده كالعادة، طول عمره لوحده…

مسك تليفونه، وإتصل بأمه، كان نفسه يسمع صوتها يوم فرحه…

أم حسن: ألو مين بيتكلم…

حسن: أنا يا أمي…

أم حسن: …..

حسن: عشان خاطري ردي عليا، أنا محتاجلك أوي النهاردة…

أم حسن: …..

حسن: يا أمي الليلة دي فرحي على أحلى بنت في الدنيا…

أنا مش عارف جوازي منها هيبقى صح، ولا غلط؟

مش عارف أعمل إيه؟

خايف أبقى بدل ما أخليها تفرح، أكون دخلتها معايا في وحدتي…

أكون أناني، وتدخل معايا عذاب، ومرار ما تعرفش تخرج منه، بدل ما هي اللي تخرجني منه…

أنا بترجاكي تردي عليا حتى بكلمة واحدة…

إتكلمي، قولي أي حاجة، خليكي أمي لمرة واحدة بس، أرجوكي…

أنا النهاردة كنت عشمان تردي عليا، ما أعرفش جبت العشم ده منين، بس كنت متخيل ده…

على كل حال دي كانت آخر مرة أتصل بيكي، ووعد مني إنك مش هتسمعي صوتى تاني أبدا، أوعدك…

حسن قفل المكالمة، وكانت دموعه مالية عينيه من الحسرة على حاله…

هو قرر إنه هيكمل المشوار لآخره، واللي يحصل يحصل…

عشان مهما هيحصل مش هيبقى أكتر من اللي عاشه طول حياته…

المأذون جه، والزغاريت عليت، وإتكتب الكتاب خلاص، وغادة بقت مراته رسمي…

بعد كتب الكتاب حسن إتفاجئ بعم غادة جاي يقعد معاه…

عم غادة: مبروك يا إبني، ربنا يتمم بخير…

حسن: الله يبارك فيك…

عم غادة: أنا ليا عندك طلب، ونفسي ما تكسفنيش…

حسن: العفو، إتفضل أنا تحت أمرك…

عم غادة: إبني جمال، الله يباركلك…

حسن: جمال؟ مش حضرتك عارف إن هو هربان من يوم الحادثة؟

أبو جمال: أيوة ما أنا عارف…

حسن: طب أومال حضرتك عايزني أعمل إيه؟ أنا مش فاهم…

أبو جمال: إنت في إيدك كل حاجة، إنت اللي كنت ماسك القضية…

حسن: أيوة تمام، بس أنا مش فاهم برضه إنت تقصد إيه؟

حاج محمود: هو إنت هنا يا حسن، وإحنا عمالين ندور عليك؟

حسن: دقيقة بس…

حاج محمود: دقيقة إيه؟ هو إيه اللي بيحصل هنا؟

حسن: أنا، والحاج كنا بنتكلم عن جمال، وأنا لسه كنت بفهم إيه المطلوب مني أعمله…

حاج محمود بص لأخوه، وقال: يعني هو ده وقت نتكلم فيه عن جمال برضه؟

أبو جمال: أيوة وقته، ما هو لو كان إبنك مكنتش تقول كده…

حاج محمود: أنا كنت بعتبره إبني، وأكتر كمان، يا راجل ده أنا كنت هديله بنتي…

أبو جمال: يا ريتك عملت كده، لو كنت جوزتهاله مكانتش حاجة حصلت، بس إنت فضلت تمرجح فيه…

حاج محمود: أنا كلامي معاه كان واضح، وصريح، قولتله يصبر لحد ما تخلص دراستها، وهي هتقرر بنفسها… أنا ما وعدتوش بحاجة أبدا…

حسن كان واقف في وسطيهم ساكت، ومش بيتكلم، بس آخيرا إتكلم…

حسن: أنا متهيألي إن فعلا ده مش وقت الكلام ده…

أبو جمال: إنت خطفت منه غاده، متاخدش منه حريته كمان…

حسن: أنا ما خطفتهاش منه، عشان هي ما كانتش معاه أصلا…

هو اللي إختار طريقه بنفسه، وضحى بحريته…

أبو جمال: بس غادة كانت على إسمه من ساعة ما إتولدت…

لكن الطريق اللي مشي فيه، هو اللي إختاره غلط…

حسن: أيوة برضه أنا مش فاهم حضرتك عايز مني إيه بالظبط…

أبو جمال: أنا عايز إبني ما يبقاش ليه دعوة بالقضية خالص…

حسن بص لحماه، وقال: طب حضرتك شايف إيه؟

حاج محمود: عايز تسمع مني إيه؟ ده إبن أخويا، وأهه عيل، وغلط…

حسن: إنتوا بقى فاكرين إن أنا لو بعدته عن القضية إنه هيرجع يعيش عادي كده في البلد؟

أبو جمال: أنا هسفره برا مصر، ومش هخليه يرجع البلد تاني، المهم ميبقاش هربان من الشرطة…

حسن بص لحماه…

حاج محمود: إنت عارف إنه إبن أخويا، لو تقدر تساعده تمام، وسيبه هو بقى لضميره…

حسن: طيب حاضر أنا هعمل اللي في وسعي…

مشيوا، وراحوا عند العروسة، اللي أول ما حسن شافها، جاله ذهول من جمالها…

حسن قعد يسأل نفسه “هو ينفع الملاك ده يبقى مع المسخ ده؟”

دخلوا القاعة، وكان حسن ساكت خالص، ومش بيتكلم…

غادة: حبيبي مالك إنت ساكت ليه كده؟

حسن: مفيش حاجة، ما تشغليش بالك…

غادة: ما تقول في إيه؟ هو أنا مش عجباك، ولا إيه؟

حسن: إيه؟ مش عجباني!! أنا أصلا مش هرد عليكي…

طول الفرح كانت غادة بترقص، وبتتنطط مع صحباتها…

أما حسن فكان بيراقب كل الناس اللي حواليه، وبيقرأ شفايفهم، هو عشان ظابط فكان بيعرف يقرأ الشفايف كويس…

كان شايف حماه، وكل ما حد كان ييجي يباركله يتريق بكلمة…

كان بيراقب أصحابه، وكانوا مستغربين من موافقة غادة عليه!!

كان بيراقب دكتور صبري، وجلال إبنه، وأم جلال، هما دول مين أصلا؟

دول ناس عطفوا عليه، وصعب عليهم، بس هما مش أهله…

كان متابع غادة من بعيد، وهي بترقص كانت قمر، وكان متخيل نفسه، وهو بيرقص معاها…

تخيل نفسه راجل طبيعي، وقمور، وعيلته كلها حواليه…

كان متخيل إنه شايف أمه، وأبوه، وإخواته حواليه، وبيرقصوا معاه…

شاف أصحاب كتير معاه، وشاف ناس بتحسده على غادة…

بس لما فاق من حلمه، لقى نفسه لوحده بعيد، وحس إنه وحيد جدا…

كان جواه إحساس إنه عمل غلطة كبيرة، وشاف إن هو غريب عن كل اللي حواليه ده…

حسن قعد يسأل نفسه، هو بيعمل إيه هنا؟

حسن، حسن، حسن…

حسن: هاه؟

غادة: إيه روحت لحد فين؟ إنت سرحان في مين غيري يا ترى؟

حسن: غادة كفاية كده عشان خاطري يلا بينا…

غادة: لأ يا حسن لسه بدري،خلينا نقعد كمان شوية…

حسن: عشان خاطري حسي بيا، إنتي أهه عملتي الفرح اللي كنتي بتتمنيه، كفاية بقى يلا بينا…

غادة: اللي كنت بتمناه!! وإنت مكنتش عايزنا نعمل فرح يا حسن؟

حسن: لأ ما كنتش عايز، عشان الناس بتتفرج عليا، أرجوكي يا غادة كفاية خلينا نروح…

غادة: حسن مالك في إيه؟

حسن: تحبي أقولك كل واحد هنا بيقول عليا إيه؟

بصي يا ستي الراجل اللي واقف هناك ده، بيقول إزاي القمر دى تتجوز واحد زي ده؟

أما شوية الستات اللي هناك دول، إنتي صعبانة عليهم أوي، وزعلانين على بختك المايل…

البنات اللي هناك دول شمتانين فيكي، عشان إنتي طول عمرك حاطة مناخيرك في السما، ومفيش حد مالي عينك…

عمالين يقولوا صامت وفطرت على ده…

كل واحد بيدخل القاعة، وبيبارك لأبوكي بيطيب بخاطره على حظ بنته…

ها تحبي تسمعي كمان، ولا كفاية كده؟

غادة قربت على حسن، وحضنت وشه بإيديها…

غادة: إنت مركز، وواجع دماغك بكل الناس دي ليه ها؟

بص عليا أنا بس، أنا، وإنت إتجوزنا، وما حدش في الدنيا يقدر يبعدنا عن بعض…

يا حسن أنا بحبك، وبحب كل حاجة فيك…

غادة حطت إيدها على الجرح اللي في وشه، وقالت: حتى الجرح ده أنا بحبه…

يا حسن أنا مش مهم عندي كل الناس دي…

غادة: يا حسن أنا لما أصريت إننا نعمل فرح، ده كان عشان تعيش الفرحة معايا، وما تبقاش حاسس إنك أقل من حد…

أنا لو كنت عارفة إنك هتقعد تتابع الناس كده أنا مكنتش عملت فرح…

يا حسن أنا بحبك إنت، وبحبك زي ما إنت كده…

أنا مش عايزاك تعمل قيمة لأي حد، إوعي تسمح لحد يتدخل في حياتنا…

حسن: طب كفاية كده عشان خاطري…

غادة: تمام، يلا نروح على بيتنا يا حبيبي…

العرسان روحوا على بيتهم، والزفة، والناس كانوا معاهم لحد البيت…

أم غادة، وأبوها دخلوا معاهم البيت…

غادة، وأمها دخلوا أوضة النوم، وكان حسن فارشها كلها بالورد…

أم غادة: ربنا يهنيكي يا بنتي، حافظي عليه يا غادة، حسن هيشيلك جوا عينيه…

غادة: أيوة عارفة، أنا كمان بحبه أوي يا ماما…

كان محمود قاعد برا، ودماغه بتسترجع الكلام اللي دار بين حسن، وغادة، وهو كان بيتصنت عليهم…

كان بيفكر إزاي يحول الكلام ده لصالحه…

حاج محمود: متهيألي كده إنت كسبت خلاص…

حسن: كسبت!! كسبت إيه بالظبط؟

حاج محمود: إنك خدت بنتي مني…

حسن: بس أنا ما أخدتهاش منك، أنا بحبها، وبس…

أنا كل اللي أنا عايزه إنك تديني فرصة…

حاج محمود: فرصة إيه؟ إنت عايز تدخل بيتي، وعيلتي، وأعاملك زي عيالي مش كده؟

حسن رد عليه، وهو قلبه موجوع…

حسن: طب ليه لأ؟

حاج محمود: أنا مش طايقك يا أخي، هو بالعافية؟

أنا بترجاك ترجعلي بنتي، أرجوك…

حسن: هو إنت عايز مني إيه بالظبط؟

حاج محمود: بص يا حسن، إنت عرفتني إنها إتعلقت بيك أكتر مني…

حسن: أنا مش قاصد أعرفك حاجة، أنا عايز أعيش أنا، وهي في سلام، وبس…

حاج محمود: طب، وبكرا لما الغشاوة تتشال من على عينيها، ولهفتها عليك تتطفي، وتبدأ تشوفك زي ما كل الناس شيفاك، ساعتها إنت هتعمل إيه؟

حسن: أنا مش عايز أفكر في بكرا هيحصل إيه؟

حاج محمود: أيوة طبعا أصلك أناني، مش شايف غير نفسك، وبس…

إنت ما صدقت لقيت غادة، وشبطت فيها…

حسن: حرام عليك ما تظلمنيش بكلامك…

حاج محمود: إنت لو كنت بتحبها زي ما بتقول، كنت بعدت عنها، أو كنت فكرت في اللي هيحصل بعد كده…

لما غادة تصحى من الوهم اللي هي عايشاه، هتسيبك، وهتبقى جوازة، وإتحسبت عليها…

ساعتها مش بعيد الناس تجيب في سيرتها، ويقولوا غلطت معاه عشان كده إتجوزته….

ساعتها بنتي هتخسر حياتها، وسعادتها، وعيلتها…

أما إنت فمش هتكون خسران حاجة، بالعكس هتبقى مبسوط من جواك عشان غادة هتبقى زيك منبوذة…

حسن: لا لا لأ أنا عمري ما فكرت بالأسلوب ده…

حاج محمود: أومال كنت بتفكر إزاي؟

إنت كنت فاكر إن الحياة هتبقى حلوة، وغادة هتفضل عامية، وانا أفتحلك دراعاتي؟

حسن بص للأرض عشان ده كان حلمه، إنه هيعمل عيلة صغيرة، وبكرا تكبر، وربنا يعوضه…

حاج محمود: بقولك إيه إنت لازم تفوق من أحلامك دي، إنت فاهم؟

غادة لو فضلت عايشة معاك أنا هطردها من بيتي، وهتبرى منها، وهقفل بابي في وشها…

حسن: دي بنتك، وغالية عليك، حد يعمل كده في ضناه؟

حاج محمود: هي بقتك عليا، ومستعدة تخسرني عشانك، أنا همسك فيها ليه؟

عشان كده أنا بترجاك ترجعلى بنتي…

حتى أنا، وأخويا قربنا نخسر بعض بسببك…

من يوم خطوبتك لغادة، وهو ما دخلش بيتي، عيلتنا هتتفرق بسببك…

حسن: لأ أنا ماليش دعوة باللي حصل…

حاج محمود: غادة كانت راضية بجمال، ومرفضتوش إلا لما ظهرت إنت في حياتها، يبقى مش إنت السبب إزاي؟

غادة كمان هتخرج برا العيلة دلوقتي بجوازها منك…

يا إما تسيبهالي، يا إما تاخد غادة، وتمشي خالص من هنا، ومترجعوش تاني أبدا…

أنا بالنسبالي هنسي إن عندي بنت إسمها غادة…

حسن: لأ كله إلا كده، إوعى تطردها، وترميها…

حاج محمود: يبقى تسمعني كويس، قدامك إختيارين، أنا مش عايزك جنبها…

يا تسيبهالي، يا تاخدها، وتمشي…

حسن سكت، ومش قادر يرد، هو فاق، وصحي من الحلم…

هو كان عارف إنه هيفوق، بس ده مالحقش يعيشه أصلا…

حاج محمود: ها إنطق، قلت إيه؟

حسن: إنت عايز مني إيه دلوقتي؟ أرمي عليها اليمين، وتاخدها معاك؟

حاج محمود: طبعا لأ، هو إنت عايز تفضحني، ولا إيه؟

حسن: طب عايزني أعمل إيه؟

حاج محمود: إنت يومين كده، وهتسافر عشان عندك شغل، تغيب شهرين مثلا، وتبعتلها ورقتها…

هي مش هتعرف توصلك، شوية، وهتنساك…

المهر، والشبكة هرجعهملك، وفوقهم بوسة…

هشتري منك البيت عشان متبقاش خسرت أي حاجة…

حسن: هههههه، مهر، وشبكة؟ هو ده بس اللي أنا هخسره من وجهة نظرك؟

إنت بتحكم عليا أرجع أتسجن تاني مع وحدتي، ووجعي، وبعد كده تقولي شبكة، ومهر؟

الشبكة، والمهر دول يخصوا غادة، إعتبرهم تعويض لبنتك، عشان الجوازة اللي إتحسبت عليها…

حاج محمود: أنا بعتذرلك بس مش قادر أشوفك جنب بنتي…

شوفلك واحدة زيك، وعيش حياتك معاها، لكن بنتي لأ، دي بنتي…

أنا بتمنى إن ربنا يعوضك خير…

أم غادة: يلا يا أبو غادة، عشان نسيب العرسان يرتاحوا…

حاج محمود: تمام، يلا بينا…

أم غادة: خلى بالك من غادة يا حسن…

حسن إبتسملها، ومشيوا…

هو فضل قاعد مكانه، مش قادر يتحرك…

غادة كانت مستنياه عشان يطلع أوضتهم، ولما قعدتها طولت نزلتله…

غادة كانت قلعت فستانها الأبيض، ولبست روب أبيض طويل…

لما نزلت لقت حسن كان قاعد في الصالون، وطافي النور…

غادة: مالك يا حبيبي؟ قاعد في الضلمة ليه؟ أنا كنت مستنياك فوق، إحنا هنتقل من أولها كده؟

حسن: …..

غادة: هو إنت عايزني أتحايل عليك يا حسن؟ يلا تعالي نطلع أوضتنا…

غادة كانت ماسكة إيده، وبتحاول تشده من على الكنبة، بس هو مرضيش يتحرك…

غادة: إيه يا حسن؟ فيك إيه؟

حسن: ….

غادة: يا حبيبي إتكلم مالك؟

حسن: أنا خلاص زهقت، قرفت منك، ومن أبوكي، ومن كل واحد شايف نفسه عليا…

غادة: إهدى يا حسن، هو إيه اللي حصل؟

حسن: أنا مش عارف عملت كده إزاي، جوازي منك كان أكبر غلط عملته في حياتي…

غادة: حسن إنت بتقول كده ليه؟ في إيه يا حسن.

حسن: في إن أنا قرفت خلاص، أنا مش عايز وجع، وجروح تاني…

غادة: حسن أنا بحبك…

حسن: أنا مبقتش عايز الحب ده، مش عايزه إنتي فاهمة؟

غادة: حسن عشان خاطري…

حسن: إيه اللي عشان خاطرك؟ أنا بترجاكي تبعدي عن حياتي، أبوس رجلك إبعدي عني…

أنا مش عايزك، هو بالعافية، ولا إيه؟

فهمتي، ولا أسمعك تاني؟ أنا مش عايزك في حياتي…

أنا من يوم ما شفتك، وأنا كل ما أبعدك عني، ترجعي تاني…

أنا حاولت أقنع نفسي إني أفضل معاكي، بس برجع أبعد تاني، وإنتي تقربي…

لحد إمتى أنا مش عارف، هو إنتي ما بتحسيش، سيبيني في حالي بقى خلاص كفاية، هموت…

أنا كنت فاكر إن أنا لما أتجوز الدنيا هتبقى عادية، بس لقيت نفسي بتخنق، خلاص أنا جبت آخري…

أنا يومين، وماشي، ومش هتشوفيني تاني أبدا، وبعد كده هبعتلك ورقتك، وكل واحد مننا يروح لحاله…

غادة: حسن.

حسن: إفهمي بقى فوقي كل حاجة خلصت، اللي بيننا خلص، عن إذنك…

حسن مشي، وسابها مصدومة…

إيه ده؟ بقى هي دي ليلة العمر…

هو ده حسن اللي أنا حبيته، وعشقته؟

طب هي بتحلم، ولا ده كابوس، وهينتهي؟

خلاص حياتها إنتهت من قبل ما تبتدي…

آخيرا غادة فهمت إن اللي بيحصل ده بجد، ورمت نفسها على الأرض، وقعدت تعيط…

عدى عليهم الليل بأحزانه، وطلع النهار…

غادة كانت لسه قاعدة على الأرض مكانها، وبتعيط…

حسن كان قاعد برا في الجنينة، ودماغه هتتشل من التفكير…

قام من مكانه، ودخل عشان يقلع بدلة الفرح…

لما دخل البيت لقى غادة نايمة مكانها على الأرض، والدموع مالية وشها…

غادة عملت نفسها نايمة عشان تشوف هو هيعمل إيه؟

كانت عايزة تتأكد هي فعلا مش فارقة معاه، ولا هو بيحبها، وهيوطي يشيلها من على الأرض…

كانت بتدعي إنه يصعب عليه منظرها، ويجيلها، عقلها كان رافض يصدق إنه مش بيحبها…

حسن فضل واقف يبصلها، وكان كالعادة عقله، وقلبه مختلفين مع بعض…

عقله: سيبها، وكإنك مش شايفها، هو إنت غاوي تعب، ما كفاية جروح…

قلبه: بس ما ينفعش تسيبها كده في البرد على الأرض…

كفاية إن إنت جرحتها في أسعد ليلة في حياة كل بنت…

أبسط حاجة تعملها إن إنت تشيلها، وتروح تنيمها على سريرها…

عقله: أيوة تحطها في السرير، وتقعد جنبها شوية، والباقى إحنا عارفينه…

قلبه: لأ إحنا هنحطها على السرير، ونخرج على طول…

عقله: بلاش تعمل كده، عشان لما هتصحى، وتلاقي نفسها لسه على الأرض هتتأكد فعلا إن إنت مش بتحبها…

قلبه: شيلها دلوقتي لا تاخد برد، وتتعب، معاملتك ليها بعد كده هتخليها تصدق…

آخيرا حسن مشي ورا قلبه، وراح شالها، عشان مقدرش يستحمل نومتها على الأرض بالشكل ده…

طلع بيها على أوضتها، ونيمها على السرير، وغطاها كويس…

حسن دخل الحمام، وقلع هدومه، ووقف ياخد دش…

كان بيفتكر الليلة دى كانت ممكن تبقى عاملة إزاي، وبقت إزاي…

غادة حست إن في أمل لما صعبت عليه، وشالها من على الأرض…

كانت بتقول إن ممكن تكون حاجة حصلت، وضايقته…

أو ممكن يبقى خايف من الجواز، ومسئوليات الجواز، أو ممكن يكون خايف من الليلة دى بالذات…

هي عندها إستعداد تقبل أي سبب غير إنه يكون مش عايزها…

حسن غير هدومه، ونزل، وسابها، حتى مكانش راضي يبص عليها…

بعد ما نزل حسن، غادة كلمت أمها، وفضلت تعيط، وحكت لأمها على كل اللي حصل بينهم…

مامتها: يا بنتي أنا واثقة إن حسن بيحبك، وروحه فيكي كمان…

بصي يا غادة أنا شوية كده، وهجيلك…

أنا بس عايزة أتأكد من حاجة في دماغي الأول، وإنتي نامي، وإرتاحي على ما أجيلك، يلا سلام…

أم غادة قفلت التليفون مع بنتها، وراحت للحاج محمود…

أم غادة: مش أنا كلمت غادة…

حاج محمود: وأخبارها إيه؟ يعني حالتها عاملة إزاي دلوقتي…

أم غادة: زي الفل، والفرحة مش سيعاها، وعرفتني إنها شافت أحلى ليلة في عمرها…

حاج محمود: إيه؟ إنتي بتقولي إيه؟

أم غادة: مالك مستغرب ليه؟

حاج محمود: سيبيني في اللي أنا فيه الساعة دي…

أم غادة: أسيبك إزاي؟ هو إنت إمبارح قلت إيه لحسن؟

حاج محمود: وإنتي مالك إنتي؟ قلت اللي قلته أهه معملش نتيجة…

أم غادة: أه يعني إنت فعلا اللي غيرته كده على غادة؟ يعني إنت السبب؟

محمود: أنا السبب في إيه يا ولية؟

أم غادة: إنت السبب في زعل بنتك، وحزنها، ودموعها…

إنت هدمت أحلامها في ليلة العمر اللي كل بنت بتستناها…

بنتي بدل ما تعيش أول ليلة في حياتها مبسوطة، إنت بإيدك خلتها تعيش أتعس ليلة في حياتها…

إنت اللي خليت حسن يقولها إن هو هيطلقها…

حاج محمود: إنتي يا ست إنتي مش لسه قايلة إنها مبسوطة، وطايرة من الفرحة؟

أم غادة: أنا كنت بوقعك عشان أعرف إنت عملت إيه لحسن، إفرح يا محمود بنتك هتطلق، واللي إنت قلته لحسن جاب نتيجة…

حاج محمود: هو أنا هفرح لتعاسة بنتي؟

أم غادة: أيوة إنت مش عايزها تكون فرحانة، ومبسوطة…

حاج محمود: أنا أبوها، وأكتر حد في الدنيا بيحبها، وبيخاف عليها…

أم غادة: ما هي اللي إختارت، كنت تسيبها، ومتبقاش إنت الوحيد اللي بتحزنها، وتدمر حياتها…

حاج محمود: أيوة بس هي إختارت غلط…

أم غادة: ده من وجهة نظرك إنت، لكن هي شايفة إنها ماشية صح، وصح أوي كمان…

كنت سيبتها تعيش مع اللي قلبها إختاره، وبطل اللي بتعمله ده، مش كل ما هي تبني طوبة، تيجي إنت تهدها…

حاج محمود: إنتي كنتي عايزاني أقف، أتفرج عليها من بعيد…

أم غادة: أيوة إبعد عن حياتها، ولو لقتها محتاجالك، إبقى ساعتها إتدخل…

إنت مش شايف إنك إنت اللي بتغرقها، وكل ما تحاول تشم نفسها، تدوس عليها تاني…

أم غادة خلصت كلامها معاها، ومشيت عشان ضميره يصحى، بس مفيش فايدة، هو متأكد إن حسن وحش…

أم غادة راحت لبنتها آخر النهار، وشافت حسن، وسلمت عليه…

طلعت أوضة بنتها لقيتها في السرير، وعينيها وارمة من كتر العياط، وكان وشها متبهدل من الميكب اللي ساح…

أم غادة: بقى ده منظر ده، هيبصلك إزاي بالشكل ده؟

غادة: وأنا أعمل إيه يعني؟

أم غادة: عايزاكي تقومي، وتدخلى الحمام تاخدي شاور، وتلبسي، وتبقى عروسة…

عروسة بجد يوم صباحيتها، هو إنتي ما شوفتيش البنات بيبقوا عاملين إيه يوم الصباحية؟

غادة: دول يا ماما بيبقوا قاعدين مع إجوازهم، مش عارفين إنهم هيتطلقوا…

أم غادة: طب مش إنتي لسه مراته، هو طلقك؟

غادة: لأ.

أم غادة: طب تمام، إنتي كده لسه مراته…

غادة: إنتي عايزة تقولي إيه يا ماما؟

أم غادة: عايزة أقولك قومي رجعي جوزك لحضنك، ومتبقيش عبيطة…

هو خلاص مش هيجيلك لوحده، هو دلوقتي واثق إنه بيعمل الصح، أبوكي خربله دماغه…

غادة: إيه؟ بابا تاني…

أم غادة: إنتي هتقومي تعملي أكل، وتخليه معاكي في كل حاجة…

كل شوية إندهيه بحجة شكل، مرة تخليه يجيبلك حاجة عالية إنتي مش طيلاها، ومرة إفتحلي البرطمان ده، عشان مش عارفة أفتحه…

غادة: طب ما هو كده هيعرف إن أنا بتلكك…

أم غادة: طب ما يعرف، وماله، بس مش هيقدر يقولك لأ…

هيقاوم شوية، وبعد كده هيستسلم عشان هو بيحبك…

هو فاكر نفسه جامد، إنتي بقى عليكي تثبتيله عكس كده…

إلبسي، وإغريه بكل الطرق، كل اللي تقدري تعمليه، إعمليه، بحركاتك، بنظراتك، بلبسك…

أنا عايزاكي تجننيه، ومن غير ما تلمسيه، فاهمة يا بت، هو أنا اللي هقولك…

غادة: طب لو أنا عملت كل ده، وهو فضل يقاوم، أعمل إيه؟

أم غادة: مش ممكن يقدر، مفيش راجل يقدر يقاوم إغراء الست اللي معاه كتير…

إيش حال بقى لما تبقى قمر، وجميلة، وهو بيعشقها…

أم غادة: يا غادة إنتي مراته، وحبيبته، حاولي تلاقي حاجة تخليه يبقى على طول جنبك…

حذاري تخليه يروح على مصر قبل ما يلمسك، عشان هو لو راح مش هيرجع، وهيعمل اللي قالك عليه…

لكن يا غادة لو اللي بالي بالك حصل، مش هيقدر يسيبك ابدا، إنتي فهماني؟

غادة: طبعا يا ماما فهماكي، إنتي بس إدعيلي…

أم غادة: يلا بقى قومي كده زي الشاطرة، وإدخلي خدي شاور…

عايزاكي تخرجي من الحمام، وتلبسي، وتبقي قمر منور…

غادة قامت، ودخلت خدت شاور، وخرجت لقت أمها مجهزالها قميص نوم لونه إسود…

أم غادة: يلا إلبسي ده…

غادة: أنا مش هقدر ألبس ده يا ماما…

أم غادة: ليه متقدريش إنشاء الله؟

غادة: يا ماما أنا مينفعش ألبس ده دلوقتي، أنا بتكسف…

أم غادة: نعم يا أختي تتكسفي؟ خلاص خليه يطير من إيديكي، ويبعتلك ورقتك…

غادة خدت القميص من إيد أمها، ولبسته…

أم غادة: همشي أنا بقى، وإبقى كلميني، بس خدي بالك هو هيعاند شوية، ما تتوقعيش إنه هيسلم على طول…

أيوة هو راجل طبيعي بس ظروف شغله، والحياة اللي هو عاشها هيخلوه يقاوم، وما يستسلمش بسهولة، طولى بالك عليه على الآخر…

غادة: حاضر يا ماما…

أم غادة مشيت، وغادة لبست روب فوق القميص زود جمالها…

نزلت تحت في المطبخ عشان تعمل من الأكل اللي أمها جابته معاها، وبدأت تحس إنها جعانة أوي…

حسن شافها، وهي نازلة، وإستغرب من اللي هي لبساه، ومكانش لاقي سبب لده!!!

غادة كانت واقفة في المطبخ بتجهز الأكل، وقعدت تنده على حسن، وهو دخلها…

غادة: لو مش هتعبك ممكن تنزلي الأطباق اللي فوق دي عشان انا مش طيلاها…

حسن: الحاجات اللي هتستعمليها دايما خليها على الرخامة، عشان تبقى قريبة منك…

غادة: وأنا أعمل كده ليه؟ أنا جوزي طويل ربنا يباركلى فيه…

حسن: شكلك عايزاني أسمعك نفس الكلام بتاع إمبارح، أنا مش هعيد اللي قلته…

غادة: لأ أنا ما أقصدش، مش إنت قلتلى إنك هتقعد كام يوم، وتمشي؟

لحد ما تمشي بقى ياريت نتعامل بشكل راقي مع بعض عشان إنت لحد دلوقتى جوزي…

كل اللي أنا طلباه إن إحنا ناكل سوا، ونتعامل كويس مع بعض…

حسن: إحنا يعنى لازم ناكل مع بعض؟

غادة: أيوة عشان أنا مابعرفش آكل لوحدي، وبعدين أنا مش عدوتك، ولا إيه؟

حسن: لأ طبعا مش أعداء، بس خلى الدنيا تبقى سهلة، ما تصعبيهاش عليا…

غادة بدأت تقرب من حسن، وهو يرجع لورا، لحد ما لزق في المطبخ…

غادة: أصعبها عليك إزاي يعني؟

حسن: تصعبيها، وخلاص، عن إذنك…

غادة: متهيألي إني قلت إحنا هناكل مع بعض…

حسن: وأنا قلت خلينا نبقى بعيد أحسن…

غادة: إسمع بقى يا حسن إنت من أول ما رجلك دبت في البلد هنا، وإنت قلبتلي حياتي…

شوية تقول بتحبني، وشوية تقولي إنتى رامية نفسك عليا…

شوية تبعدني، وشوية ترمي نفسك فوقيا عشان تنقذني…

تدافع عني مرة، وتزعلني مرة، ومرة تبقى هتموت عشاني، وإتجوزتني، ودلوقتي عايز تطلقني…

إسمع أنا لسه مراتك، وليا حقوق عليك…

غادة بدأ صوتها يعلا، وتتكلم بسرعة، من غير ما تاخد نفسها حتى…

أبسط حقوقي عليك إنك تقعد، وتاكل معايا إنت فاهم، ولا لأ؟

حسن كان متنح، ومكانش مستوعب نص كلامها…

بس كان حاسس إن لو خرج دلوقتى ممكن تقتله، أو تحاول تقتله…

حسن: خلاص حاضر أنا هاكل معاكي، بس إهدى شوية…

غادة خدت بالها إنها كانت كاتمة نفسها، وهي بتتكلم…

غادة: أيوة كده، كويس إنك عقلت، وسمعت الكلام…

حسن: والله أنا إترعبت، وخوفت أقول لأ تقتليني…

بس أنا عايزك تفهمي إن اللي بتعمليه ده مش هيغير قراري…

غادة: وأنا ما تكلمتش في حاجة…

غادة حطت الأكل على السفرة، وقعدوا كلوا سوا، وكانت القعدة كلها توتر، وكانوا أغلب الوقت ساكتين…

اليوم عدى، واليوم اللي بعده كمان…

غادة كانت بتحاول، وحسن ما رضيش يستسلم…

هي كانت بتخترع ألف حجة، وحجة عشان تشغله بيها، لكن كل ما هي تقرب، هو يبعد…

كانت كل شوية تلبس حاجة مطرقعة، وشوية تعمل حاجة حلوة في المطبخ، ومرة تعمل نسكافيه…

كانت بتحاول تقربله كل شوية بحجة شكل، وهو كان بيشاركها لكن من بعيد لبعيد…

كان ييجي عليهم الليل، يمشي من البيت هو، والكلب بتاعه…

يفضل يتمشى في البلد لحد الفجر، ويروح ينام في أي حتة، بس المهم إنه يبقى بعيد عنها…

حسن كان خايف يضعف قدامها، ومكانش فاهم هي بتعمل كده ليه…

كان بيقول لنفسه يا ترى أنا مبقتش فارق معاها، وبتقول اللي يحصل يحصل؟ ولا هي بتعمل كل ده عشان تقرب منه؟

لكن هي ما بتجيش جنبي، ما بتلمسنيش، طب هي بتعمل كده ليه؟

كل ده عشان حسن كان أول مرة يحب، ويرتبط فمكانش عارف يعمل إيه، ولا فاهم إيه اللي بيحصل، ولا حتى عارف يتصرف إزاي؟

حسن خلاص حسم أمره، وقرر إنه ينهي بقى الفيلم اللي شغال بينهم ده…

قرر يمشي خلاص قبل ما يحصل حاجة، وميعرفش يبعد…

دخل البيت عشان يجهز شنطة السفر، وغادة شافته…

غادة: إيه ده؟ هو إنت بتعمل إيه يا حسن…

حسن: إنتي شايفة إيه؟

غادة: أيوة بتجهز شنطتك ليه؟

حسن: عشان خلاص الكام يوم عدوا، وكفاية بقى لحد كده…

غادة: حسن هو إنت فعلا هتسافر؟

حسن: أيوة هو إنتي فكراني بهزر…

غادة: يعنى إنت بجد عايز تسيبني؟

حسن من جواه عايز يقولها “لأ أنا مش عايز أسيبك أبدا، أنا نفسي أتوه جوا حضنك، وما أعرفش أخرج منه أبدا”

حسن: أنا إتكلمت معاكي في الموضوع ده، وخلاص أنا ماشي…

غادة قعدت على السرير، ودموعها نزلت، وهي فضلت ساكتة، وباصة للأرض، بتعيط في صمت…

حسن طبعا كان شايف دموعها، وقرر يمشي حالا قبل ما يضعف، هو خلاص مبقاش قادر يقاوم أكتر من كده…

حسن: أنا رايح مشوار هخلصه، وأرجع آخد شنطتى، وأمشي…

حسن مشي، وسابها غرقانة في دموعها، وحزنها…

غادة كانت حاسة إنها خلاص خسرت حبيبها بجد…

طب تعمل إيه، لو إتحايلت عليه مش هيمشي، ولا برضه هيمشي؟

غادة مبقتش عارفة تفكر، ومش عارفة تتصرف إزاي…

قامت دخلت الحمام تاخد شاور، يمكن تفوق، وتعرف تتصرف…

بعد ما خلصت الشاور، وقفت قدام المراية، كانن حاسة إنها إتبدلت، وملامحها إتغيرت، مش هو ده شكلها…

في لحظة قهر كسرت كل حاجة قدامها، كسرت المراية، وأزايز البرفان كلها رمتها على الأرض…

كانت كل ما تشوف حاجة قدامها تكسرها زي المجنونة…

غادة، وقفت تعيط، وبترجع لورا، رجلها إتعورت من الإزاز اللي بقى فى كل مكان…

راحت قعدت على حرف البانيو، ودموعها مغرقاها…

غادة بصت حواليها، الإزاز مالى الأرض، وهي كانت عريانة، وحافية كمان…

مكانتش عارفة تعمل إيه، رجلها كانت بتنزف جامد، وكانت وجعاها أوي، وقعدت تعيط، وتعيط، وفضلت مكانها موجوعة، وبردانة…

حسن خرج يتنفس في الشارع شوية، ورجع بسرعة…

هو كان عايز يمشي قبل ما يضعف قدامها…

هو كان شايف إنه لازم يضحي بسعادته، عشان حبيبته، حتى لو على حساب نفسه…

حسن رجع على البيت، وطلع يقفل شنطته، ولما دخل أوضة النوم ملقاش غادة فيها، إستغرب أوي!!

فجاة سمع صوت عياطها جاي من الحمام…

حسن فضل واقف مش عارف يعمل إيه؟ يطنشها، ويعمل نفسه مش سامع، ولا يروح يطمن عليها…

حسن راح خبط على الباب…

حسن: غادة فى حاجة؟ إنتي كويسة.

غادة: وإنت يهمك إيه؟ ما تشغلش بالك، يلا إمشي، وسيبني في حالي…

حسن سمع عياطها بيزيد، وبتتوجع جامد…

حسن: طب طمنيني عليكي، إنتي كويسة؟

غادة: قلتلك سيبني في حالي…

حسن: كمان قلتي إن أنا لسه جوزك لحد ما أمشي، وأنا لسه موجود، فياريت تجاوبيني…

غادة كملت عياط، وما ردتش…

حسن: غادة أنا هفتح الباب يا غادة، ردي عليا…

غادة: …..

حسن جاي يفتح الباب، لقاه مقفول من جوا…

حسن: غادة إفتحي الباب، إفتحي بقولك…

غادة: …..

حسن: بقولك إفتحي وإلا هكسره…

غادة: لو تقدر إكسره، أنا مش هقدر أفتحه…

حسن: يا غادة إفتحي الباب…

غادة: أنا لو قادرة أقوم كنت فتحته من بدري…

حسن: غادة قوليلي في إيه عندك، وإنتي ليه مش قادرة تفتحي…

غادة: فى إزاز مالي الأرض، وأنا حافية…

حسن: طب إصبري هشوف أي حد ييجي يفتح الباب…

غادة: حسن أنا عريانة…

حسن وقف يفكر شوية، وراح جاب المسدس بتاعه، وحط فيه كاتم للصوت…

حسن: غادة إنتي قاعدة فين بالظبط؟

غادة: أنا قاعدة على حرف البانيو…

حسن: طب ممكن تقعدي جوا البانيو؟

غادة: إنت هتعمل إيه؟

حسن: مش وقت أسئلة، إدخلى جوا البانيو، وإسمعي الكلام…

غادة دخلت في البانيو، وقالت: خلاص دخلت…

حسن ضرب الباب بطلقتين من مسدسه، وخبطه برجله وقعه على الأرض…

حسن دخل الحمام، شاف كل حاجة متكسرة المرايات، وأزايز البرفان…

كل حاجة تنفع تتكسر، إتكسرت…

حسن: هو إيه اللي كان بيحصل هنا؟

غادة: حصل اللي حصل، وخلاص…

حسن خد باله إن في دم على الأرض…

حسن: إيه ده؟ هو إنتي إتعورتي.

غادة كانت قاعدة، وضامة إيديها على ركبها، وحسن جري عليها…

حسن: إتعورتي فين؟ وريني؟

غادة: في رجلي… لأ ما تلمسهاش إستنى…

حسن: أستنى ليه؟

غادة: أنا مش معايا هدوم…

حسن وقف مش فاهم هي تقصد إيه؟

حسن: يعنى إيه؟ طب أعمل إيه؟

غادة: يعني هاتلى حاجة أغطي جسمي بيها…

حسن: آه طب ثواني…

حسن راح جاب بشكير كبير، وناوله لغادة…

ساعدها عشان تقدر تقف، وقعدها على حرف البانيو، وفتح الدش، وغسل رجلها من الدم…

جاب كمان علبة الإسعافات، ولفلها الجرح…

حسن كان متضايق عليها، وعلى اللي حصلها، وكان في منتهى الحنية…

كان متأثر أوي بوجعها، وهي كانت عمالة تبصله، ومستغرباه…

غادة كانت جواها بتقول يستحيل يكون ما بيحبنيش، كل ملامحه دلوقتي بتنطق بداله إنه بيعشقها…

حسن: الجرح مش كبير أوي، هيلم على طول، ما تخافيش…

غادة: بس رجلى وجعاني أوي…

حسن: معلش، هو قرص مسكن هتاخديه دلوقتي، وتبقى زي الفل…

غادة: أنا متلجة أوي…

حسن: طب تعالي إطلعى على السرير، وإدفي…

حسن وطى، وشالها، وهي لفت إيديها حوالين رقبته…

غادة ضمت رقبته جامد، ودفنت وشها جواها…

حسن كانت كل أجراس الإنذار بتضرب في دماغه…

حطها بالراحة على السرير، وهي فضلت متشعبطة في رقبته…

حسن حاول يبعد، وما قدرش، مسك إيديها عشان يبعدهم عن رقبته…

حسن: غادة، وبعدين؟

غادة خدت نفس طويل أوي…

غادة: عشان خاطري يا حسن، خليني أشبع من ريحتك شوية، عايزة أشبع منك قبل ما تسيبني، وتمشي…

حسن كان حاسس إنه لازم يقاوم، ويبعد، وإلا هيضعف قدامها…

فضلوا على الحال ده بين شد، وجذب، لحد ما في النهاية غادة كسبت المعركة، وحسن أعلن إستسلامه…

حسن: إنتي شايفة اللي إحنا عملناه ده، كان صح؟

غادة: أيوة طبعا، بلاش تاخد قرارات لوحدك تانى، أي قرار هناخده إحنا الإتنين من هنا، ورايح…

حسن: بس اللي إحنا عملناه دلوقتي ده؟

غادة: ده كان أكبر صح، ده كان لازم يحصل يوم دخلتنا…

إنت يا حسن بدل ما تعيشني أميرة في اليوم ده، قتلتني…

حسن: أنا بعتذر، كان غصب عني…

غادة: غصب عنك إزاي؟ إنت جرحتني يا حسن…

حسن: أنا أسف ما تزعليش، اللي حصل ده عمره ما هيحصل تاني…

إيه رأيك، وده وعد مني أنا مش هسمح لحد يتدخل بيننا تاني أبدا؟

مش هداري عنك حاجة تاني مهما كانت…

غادة: أنا كمان وعد منى إنى مش هدي فرصة لحد يدخل بيننا تاني، ومش هخبي عنك أي حاجة مهما كانت…

حسن: تمام، إتفقنا…

غادة: حسن أنا ينفع أطلب منك حاجة؟

حسن: طبعا، إنتى تحلمي بس، وأنا عليا التنفيذ…

غادة: طب يلا نقوم أنا، وإنت ناخد العربية، ونروح بيها أي مكان حالا…

حسن: طب، وأبوكي؟

غادة: حسن إنت لسه حالا واعدني…

حسن: أيوة وعدتك إني ما أديش فرصة لحد يدخل بيننا، بس أنا كمان وعدته إن أنا مش هاخدك، ونسافر…

غادة: تمام إحنا مش هنروح القاهرة، إنت ما وعدتوش إن إحنا نسافر نقضي شهر العسل…

حسن إبتسم، وقال: طب يلا إجهزي…

جهزوا نفسهم، وركبوا العربية، ومشيوا…

غادة: قولي هنروح على فين…

حسن: المكان اللي تشاوري عليه، هنروحه…

غادة: بص أنا عايزة أي مكان يبقى فيه بحر، شوف إنت بقى…

حسن: عندك الساحل الشمالي، أو شرم الشيخ، إختاري بينهم…

غادة: أختار طبعا شرم الشيخ، بس إنت كنت قايل إن بعد الجواز هتبقى مش معاك فلوس…

حسن: ماشي بس مش لدرجة إن أنا معرفش أخليكي تقضي شهر العسل في المكان اللي إنتي عايزاه، ما تقلقيش جيب السبع ما يخلاش…

هي الفلوس قيمتها إيه لو مكانتش تبسطنا؟

غادة: على فكرة يا حسن، أنا بابا حطلي فلوس المهر في البنك، أنا ممكن أسحبهم، و…

حسن: وإيه؟ إنتي عايزة ترجعيلي المهر؟

غادة: أه، يعني…

حسن: يا بنتي إنتي هبلة، ولا عبيطة؟ مهر إيه اللي إنتي ترجعيه، ده أنا أزودهولك، مش آخد منه…

حسن فضل سايق العربية ساعات طويلة أوي، وقعدوا في إستراحة شوية، وكملوا الطريق…

غادة خلاص بقت عروسة، وعريسها قاعد جنبها، ورايحين كمان يقضوا شهر العسل…

كانوا طول الطريق عمالين يضحكوا، ويهزروا، زي أي إتنين بيحبوا بعض…

آخيرا غادة نامت، وكان حسن كل شوية يبصلها، عشان يصدق إنها فعلا جنبه، ومعاه…

فجأة تليفونه رن، ولما رد على المكالمة، كان أبو غادة هو اللي بيتصل…

محمود: غادة بنتي فين؟

حسن: روق بس، ووطي صوتك ده…

حاج محمود: أروق إزاي يعني؟ قولى عملت إيه في بنتي؟ إنطق ودتها فين؟

حسن: هو إنت ينفع توطي صوتك شوية عشان أعرف أتكلم معاك؟

حاج محمود: إنت عارف، ده أنت لو قدامي كنت موتك على اللي إنت عملته في بنتي…

حسن: أنا عملت في بنتك إيه بقى إن شاء الله؟

حاج محمود: مش عارف عملت إيه؟ إنت إعتديت عليها…

حسن إتفاجئ أوي من كلام الحاج محمود!!

حسن: إعتديت عليها! إيه الكلام اللي إنت بتقوله ده؟

حاج محمود: أيوة إنت أكيد حاولت معاها، ولما رفضتك، خدتها بالعافية…

لما جريت منك على الحمام، وقفلت الباب عليها، أكيد طبعا ده جننك…

جريت وراها زي المجنون، وخلعت الباب من مكانه، ودخلت كسرت كل إزاز الحمام، وخلتها تتعور…

بعد كده قمت شايلها، وطالع بيها على أوضة النوم، وإعتديت عليها، دي دمها مغرق الدنيا، إنت عملت كده ليه في بنتي؟

عقلك طار لما رفضتك، ولا إيه؟ أنا آخر مرة هسألك بنتي فين يا جدع إنت؟

حسن كان في صدمة كبيرة من اللي سمعه…

للدرجة دي هو شايفه حيوان، ووحش بالأسلوب ده…

معقولة مش واثق فيه نهائي كده؟

حاج محمود: إنطق يا بني آدم، بنتي فين؟

حسن: طالما إنت شايفني وحش، ومش هتغير فكرتك دي، يبقى أنا هقولك أنا عملت إيه…

أنا عملت زي ما إنت بتقول إعتديت عليها، ولما هددتني إنها هتمشي، وتسيبني، إتجننت، وروحت قايم جايب أجلها، وأنا رايح أدفنها دلوقتي، إيه رأيك؟

حسن خلص كلامه، وقفل المكالمة، وقفل تليفونه خالص…

حسن وقف العربية على جنب، وخرج كان حاسس إنه متضايق جدا، ومخنوق، والعربية بتخنقه زيادة، فنزل عشان ياخد نفسه…

حسن مبقاش عارف يعمل إيه مع حماه أكتر من اللي عمله عشان يشوف هو بيحب بنته قد إيه، وإن همه الوحيد سعادتها…

غادة صحيت من النوم لما العربية وقفت، وإستغربت إن حسن نزل من العربية!!

بصت حواليها، وشافته قاعد على الرصيف، وماسك دماغه…

غادة نزلت، وراحت لحسن قعدت جنبه، وحست إن في حاجة مغيراه…

غادة: مالك يا قلبي في إيه؟ إيه اللي مضايقك بالشكل ده؟

حسن: مفيش حاجة، ماتشغليش بالك…

غادة: طب لو مش هنشغل بيك هنشغل بمين؟

هو إحنا مش لسه من شوية وعدنا بعض إن مفيش حاجة تستخبى، ولا حد يتدخل في وسطينا، هو إنت رجعت في كلامك، ولا إيه؟

حسن: لأ خالص، بس أنا فعلا مش قادر أتكلم دلوقتي…

غادة قعدت قدامه، ونزلت على ركبها، ومسكت وشه بإيديها…

غادة: حبيبي أنا مش عايزة أشوفك كده مهموم، ومتضايق، أنا جنبك، ومش هسيبك، ما تبعدنيش عنك…

حسن: أنا ما قصدتش أبعدك…

غادة: أومال اللي إنت بتعمله ده إسمه إيه؟ لما تحتفظ بوجعك، وهمومك لنفسك يبقى ده إيه؟

حسن: أنا إتشاكلت مع أبوكي…

غادة: تاني أبويا؟ إحنا مش إتفقنا إن مش هنخلى حد يتدخل بيننا…

حسن: كلمني، وبيسألني إنتى فين؟

غادة: طب إيه اللي يزعلك فى كده، هو أكيد هيتصل…

حسن: يا غادة ده ما سألنيش، وبس، ده كمان بيتهمني إن أنا مجنون، ووحش…

ده بيقولى إن أنا كسرت عليكي باب الحمام، و كل اللي ألاقيه قدامي أكسره…

ده كمان فاكرني إن أنا عورتك، وجيبتك من شعرك، وإعتديت عليكي…

غادة: إيه؟ إعتديت عليا؟ وإنت هتعمل كده ليه؟ ما هو عارف أنا بحبك قد إيه؟

وعارف كويس إن مفيش حاجة هتحصل إلا بإرادتي عشان أنا بحبك…

طب، وبعدين إنت رديت قلتله إيه؟

حسن: قلتله إن أنا فعلا عملت كده، ولما هددتيني إنك هتسيبيني قتلتك، ورايح أخبي جثتك…

غادة: يا نهار إسود، إنت قلتله كده؟ إنت إتجننت يا حسن…

حسن: جنان بجنان بقى، طب كنتي عايزاني أقوله إيه؟

ده الراجل ما إدانيش فرصة أتكلم، هو كان عمال يوجه إتهامات، وبس…

يا غادة أبوكي شايفني وحش، مش عايز يقعد مع نفسه لحظة، ويعرف إني بحبك…

غادة: معلش يا حبيبي الموضوع هياخد وقت كبير على ما يقتنع…

حسن: طب أنا لحد الوقت ده ما يعدي، أعمل إيه قوليلي؟

غادة: هتحاول بكل الطرق تثبتله قد إيه إنت بتحبني، مش تقوله قتلتها…

حسن: ده بيتهمني إني خدتك بالعافية؟

غادة: معلش يا حسن ما تزعلش عشان خاطري، إستحمله عشاني…

هو لقى باب الحمام مكسور، والدم، والإزاز في كل حتة، إتجنن، كنت عايزه يعمل إيه؟

حسن: يا غادة أنا مستعد أعمل المستحيل عشان خاطر عيونك…

غادة: هو ده اللي أنا مستنياه منك، هات بقى تليفونك عشان أنا ما جبتش تليفوني معايا…

حسن إداها تليفونه، وهي فتحته، وكلمت أبوها…

حاج محمود: والله لا هقتلك يا حسن، أنا مش هسيبك…

حسن كان سامع صوته من بعيد، وقعد يضحك بسخرية.

غادة: بابا ممكن تهدا شوية…

حاج محمود: غادة بنتي إنتى فين قوليلي؟ المجنون ده عمل فيكي إيه؟

إنطقي قوليلي إنتي فين، وأنا هجيلك…

غادة: يا بابا أنا بخير، وكويسة جدا، وأنا، وحسن زي الفل، هو معملش فيا حاجة من اللي في خيالك…

حاج محمود: يعنى كل الدم اللي كان في الحمام ده، وتقوليلي معملش حاجة، هو إنتى بتداري عليه ليه، ولا هو بيهددك عشان ما تتكلميش؟

غادة: يا بابا  مفيش حاجة من اللي إنت بتقولها دي حصلت…

أنا اللي دخلت الحمام، وكسرت كل الإزاز اللي فيه لما قالي إنه هيمشي، ويسيبني…

أنا مكنتش عارفة أعمل إيه، ولا أبعد فكرة السفر دي عن باله إزاي، وعملت كل اللي أقدر عليه، بس إنت كنت لاعب في دماغه، ومعرفه إنه لازم يسيبني، ويمشي…

أنا اللي بهدلت الدنيا في الحمام، وإتعورت، وما عرفتش أخرج…

حسن لما جه، كسر الباب عشان يعرف يخرجني من الحمام…

كان حنين عليا، ورقيق جدا معايا، إنت فاهمني يا بابا؟

حسن بيحبني، ودلوقتي إحنا رايحين نقضى شهر العسل، ياريت يا بابا تفرح عشاني، لإن أنا حاليا في قمة سعادتي…

عشان تبقى عارف أنا هخلي حسن يقفل تليفونه دلوقتي، وأنا كل كام يوم هبقى أتصل بيك، سلام…

حاج محمود: إستني يا غادة…

غادة قفلت السكة، وقفلت التليفون، وإدته لحسن…

غادة: ممكن يا حضرة الظابط تقوم عشان نكمل طريقنا…

عايزين نبدأ شهر العسل بقى، ماشي؟

حسن: يلا بينا…

وصلوا شرم الشيخ، ونزلوا في قرية فخمة، وجميلة…

غادة: حسن دي شكلها مكلفة أوي…

حسن: طب، وإيه يعني، مفيش حاجة تغلى عليكي، كله تحت رجلك…

ثم ده هو شهر عسل واحد في العمر، لازم نستمتع بيه…

أحلى حاجة بسطتهم في المكان ده إن كل واحد مع نفسه، محدش ليه دعوة بحد…

معظم النزلا في الأوتيل كانوا مش مصريين، كانوا في حالهم، مالهومش دعوة ده عامل إيه، ولا ده شكله إيه…

حسن: كان مرتاح على الآخر، ماحدش بصله، ولا حد إستغرب من شكله…

غادة كمان كانت البنات بيرخموا عليها، وبيعاكسوا جوزها، لدرجة إن فيه بنات طلبوا منها يقعدوا معاه لوحدهم، وطبعا غادة ردحتلهم بالبلدي…

حسن: أنا أول مرة أعرف إنك بتعرفي تتخانقي كده…

غادة: أيوة أومال عايزني أسكتلهم، دي بنات سايبة…

حسن: طب إهدى يا جميل، وسيبك منهم…

الأيام كانت حلوة، وجميلة، وبتجري بسرعة…

حسن، وغادة كانوا مبسوطين، وفي منتهى السعادة…

جه يوم، وحسن صحي من النوم لقى نفسه في بيته اللي فى القاهرة، ولوحده!

مكانش عارف إيه اللي جابه هنا، وغادة راحت فين؟

فجأة تليفونه رن.

حسن: أيوة، ألوو…

مدير المخابرات: أيوة يا حسن عايزك أوام في مكتبي، في مهمة مستعجلة…

حسن: أمرك يا أفندم، مسافة السكة هكون عندك…

حسن قام، ونزل من على السرير، كانت كل حاجة حواليه زي ما هي…

هو مش فاهم أي حاجة، غادة راحت فين، وإيه اللي بيحصل معاه؟

غير هدومه، ونزل راح شغله…

حسن: أمرك يا أفندم؟

المدير: إتفضل أقعد يا سيادة المقدم…

أنا عايزك في مهمة جديدة…

حسن: سيادتك حدد المكان، والزمان، وإيه المطلوب مني يا أفندم؟

المدير: طب مش تسألني الأول إيه هي طبيعة المهمة دي؟ مش يمكن ما تعجبكش؟

حسن: أنا عمري ما فرق معايا المهمة شكلها إيه؟ أيا كانت أنا تحت أمرك سيادتك…

المدير: بص يا سيدي، هي في بلد صغيرة شوية، وبعيدة حبتين عننا، وهادية خالص…

المشكلة بقى إن في عصابة كبيرة إستولت على البلد…

“هو في إيه؟ أنا إيه اللي بيحصل معايا ده؟ هو الزمن بيعيد نفسه معايا، ولا إيه الحكاية؟”

المدير: هو إنت سامعني يا سيادة المقدم؟

حسن: أيوة أنا معاك يا أفندم، بس حضرتك كلفتني بنفس المهمة دي قبل كده…

المدير: ما تركز معايا يا حسن، يعنى إيه كلفتك بيها قبل كده…

حسن: وطبعا الشرطة متعرفش مكانهم، عشان هما بينزلوا يعملوا عملتهم، ويختفوا تماما…

هما مسلحين، ومحدش بيبقى عارف هيهجموا على البلد إمتى؟

المدير: أيوة صح، هو إنت عرفت المعلومات دي كلها إزاي؟

حسن: ما تشغلش بالك، أنا متهيألي عارف كل حاجة عن المهمة دي، أوعدك إن أنا هخلصها على خير…

كل الكلام بحذافيره بيتعاد من تاني…

حسن خرج من عند المدير، وهو مش فاهم أي حاجة…

ساق عربيته، وبص لإيده ملقاش الدبلة!!

حسن هيتجنن يعني كل اللي عاشه ده كان حلم، وغادة حلم، وحبها ليه حلم، وحتى جوازهم كان حلم!!!

بس أكيد ده لازم يبقى حلم، هو كان بيتمنى يبقى حقيقة…

هو نسي إنه مسخ مشوه، ومينفعش واحدة في جمال غادة تبصله، وتحبه، لأ طبعا مش ممكن…

حسن كان نفسه يعيش زي الناس الطبيعية، لما معرفش، عاش في عالم الأحلام…

لما وصل البلد لقى الناس كلها مستنينه، وفضل يدور على حبيبة أوهامه بس ملقهاش…

نفس الحوارات نفس الإنتقادات، كل حاجة زي ما كانت، بس غادة فين؟ يا رب تكون موجودة…

حسن كان قاعد بيفكر “هيتصرف إزاي لو كانت غادة دي وهم مالوش وجود…

هيعيش حياته كلها لحد ما يموت من غير حب، معقول!!”

لأ لأ غادة أهيه، آخيرا ظهرت قدامه…

قلبه بدأ يدق جامد، وكان عايز يروح ياخدها في حضنه…

هو مش عارف يعمل إيه، ولا عارف يتكلم، ولا حتى يتنفس…

بصلها، وهي ما جتش، ولا إتكلمت معاه…

طب يعمل إيه؟ وإزاي هيخليها تحبه؟ وهي ممكن تحب واحد زيه إزاي؟

آخيرا خد قرار إنه لازم يكلمها، لازم يعمل المستحيل عشان يعرف يوصل لقلبها…

إستنى لآخر النهار، وهي راجعة من شغلها…

حسن: سلامو عليكو…

غادة: وعليكم السلام، أفندم حضرتك عايز تقولي حاجة؟

حسن مكانش عارف يقولها إيه، كل اللي كان في باله، قعدتهم مع بعض إمبارح، وهي بتتكلم معاه، وكانت جوا حضنه…

دلوقتى إزاي هو واقف قدامها، ومتكتف كده…

غادة: حضرتك عايز حاجة؟

حسن: أيوة أنا كنت عايز أسألك عن العصابة، هو إنتي عندك أي معلومات تفيدني عنهم، أو أي خيط يوصلني ليهم…

غادة: متهيألي اللي يفيدك أوي في الموضوع ده، البنات اللي هما كانوا بيخطفوهم، لكن انا أعذرني مش هعرف أفيدك…

غادة قربت عليه، ومسكت إيده…

غادة: أنا نفسي بجد حضرتك تلاقي طريقة تخلصنا بيها من الكابوس اللي إحنا عايشين فيه ده…

حسن كان قلبه هيقف لما مسكت إيديه…

مبقاش عارف يتكلم، ودماغه كانت هتنفجر من كتر التفكير…

بس كان حاسس بالراحة عشان هى إتكلمت معاه عادى، ومكانتش خايفة منه، وطالما مسكت إيده تبقى ممكن تحبه في يوم من الأيام…

هو كان بيحاول يقنع نفسه إن في امل، لازم طبعا يبقى في أمل…

الأيام كانت بتعدي، والأحداث هي هي، بس من غير قصة حبه مع غادة، ومن غير خناقاته مع أبوها…

بالعكس كان أبوها راجل كويس، ومحترم جدا، ومتفهم على الآخر…

كان بيتكلم مع حسن دايما بكل إحترام…

موضوع الولد الصغير بتاع الطاحونة حصل بحذافيره…

كمان موضوع خطف غادة، والفصل بتاعها حصل برضه…

لكن المرة دي كان حب أهل غادة، وإحترامهم ليه ما لوش وصف، كانوا حاطين حسن على راسهم…

أهل البلد كمان كلهم كانوا بيحبوه أوي…

هو مش عايز كل ده، هو عايز غادة، وبس…

جمال كمان كان موجود، وكان خاطب غادة…

حسن كان بيدورله على غلطة، وعايز يثبت إن له علاقة بالعصابة، بس ما عرفش، عشان جمال مكانش له دعوة بالعصابة خالص…

غادة كانت مبسوطة مع خطيبها، وبتحبه…

آخيرا جت المواجهة بين حسن، والعصابة، هما هجموا على البلد، وخطفوا غادة…

حسن طبعا إتدخل، كل حاجة بتتعاد بالحرف…

الراس الكبيرة للعصابة كان مغطي وشه، ولما حسن خلص على كل رجالته…

مسك غادة، وضربها بالسكينة في بطنها، ورماها على الأرض…

حسن قعد يصرخ: لاااااااا

في الحلم كان هو اللي إتضرب بالسكينة مش هي…

حسن جري عليها، وشالها من على الأرض، وحط إيده على بطنها عشان يوقف النزيف…

بس هي كانت بتنزف جامد، وحسن بينده على الناس عشان يتصلو بالإسعاف…

حسن: غادة أرجوكي إوعي تموتي، إوعي عشان خاطري…

غادة: يا حضرة الظابط إنت عملت اللي عليك، ما تزعلش عليا…

حسن: لأ ما تقوليش كده، إوعى تسيبيني، خليكي معايا أرجوكي…

غادة: إنت بتتكلم معايا كإني حبيبتك، يا بخت حبيبتك بيك…

حسن: إنتى فعلا حبيبة أحلامي، وإتمنيتك حقيقة، ارجوكي ما تموتيش…

غادة إبتسمت، وغمضت عينيها، وقلبها وقف بين دراعاته…

حسن خلاص كان حاسس إن حياته إنتهت، واي أمل مات خلاص…

قام يجري زي المجنون، ومسك رئيس العصابة، ونزل عليه بالضرب، كان عايز يموته…

آخيرا قدر يشد الغطا اللي كان على وشه، ولقى زعيم العصابة يبقى أبوه…

حسن إتخض من المفاجأة، ورجع لورا…

حسن: إنت، إنت زعيم العصابة؟!!

أبوه: أيوة أنا، أومال إنت فاكر مين؟

حسن: طب قتلتها ليه حرام عليك…

أبوه: عشان كنت عايز أوجعك…

حسن: لااااأ حرام عليك لأ لأ لأ….

غادة: حسن، حسن، حسن قوم يا حسن، إصحى يا حبيبي…

حسن: لأ لا لأ…

غادة: يا حبيبي إصحى مالك في إيه؟

حسن فاق زي المجنون بيتنفس بالعافية، وعمال بيبص حواليه…

غادة: مالك إهدى ده أكيد كابوس…

غادة قاعدة قدامه أهيه، وحاضنة وشه بين إيديها…

حسن مبقاش فاهم حاجة، يا ترى هو كده بيحلم، ولا اللي فات هو اللي كان حلم؟ طب فين الحلم، وفين الحقيقة؟

بس كل ده مش مهم، المهم إن غادة قدامه، ومعاه بشحمها، ولحمها…

حسن: هو إنتي كويسة؟ وريني بطنك كده؟

غادة: أنا كويسة يا حسن، وبطني كويسة…

غادة كانت مستغربة اللي حسن بيعمله!!

غادة: يا حسن أنا كويسة ما تخافش ده كابوس…

حسن: بقولك وريني بطنك…

غادة رفعت هدومها، وورته بطنها…

غادة: أهيه يا حبيبي، مفيش حاجة…

حسن: فين الدم؟ إنتي كويسة مش كده، إنتي بخير؟

حسن قعد يردد نفس الكلام، وكان واخد غادة في حضنه، وقافل عليها دراعاته، زي ما يكون خايف ليكون برضه بيحلم، كان بيشبع منها قبل ما ترجع تختفي تاني من حياته…

شوية، وبدأ يهدا، والكابوس إنتهى…

غادة: مالك يا حسن؟ فيك إيه يا حبيبي؟

حسن: هو أنا دلوقتي في حلم، وإنتي مراتي في الحلم؟ ولا أنا صاحي فعلا، وإنتي في حضني بجد؟

غادة: يا حبيبي أنا في حضنك أهه، ده كان كابوس، حاول تهدى، وترتاح بقى…

أنا بحبك أوي يا حسن، يلا يا حبيبي حاول تنام، وإنت في حضني، أنا جنبك، وعمري ما هبعد عنك، متخافش خالص…

حسن مكانش عايز ينام، عشان كان خايف ينام، ويصحى مايلاقيش غادة جنبه تاني، ولا يطلع كله وهم، وخيال…

آخيرا مقدرش يقاوم النوم، ونام…

لما صحي بيبص ملقاش غادة جنبه، قام منفوض، وقعد ينده عليها…

حسن: غادة، غادة…

غادة كانت في الحمام، وخرجت بسرعة…

غادة: إيه يا حسن وطي صوتك، أنا أهه…

حسن لما شافها قدامه روحه إتردتله، وخد نفس طويل، ونام على السرير من تاني…

غادة قعدت جنبه، وفضلت تمسح على شعره…

غادة: إنت برضه حلمت نفس الحلم تاني؟

حسن: أنا متعود على الكوابيس، بس المرة دي كان كابوس تقيل أوي، المهم كبري دماغك من الموضوع ده…

إنتي ما جوعتيش يا قلبي؟ يلا قومي نخرج، ونفطر…

غادة: يلا ده أنا مش جعانة بس، ده أنا هموت من الجوع…

خرجوا، وفطروا، وحسن كان متغير أوي عن طبيعته، كان عمال يضحك، ويهزر، ومرتاح جدا…

غادة: مش هتقولي بقى؟

حسن: أقولك إيه؟

غادة: تحكيلي الحلم اللي إنت حلمته، ولا إنت كنت بتتحجج عشان تشوف بطني؟

حسن ضحك ضحك جامد أوي، وغادة كانت متفجأة، عشان أول مرة يضحك أوي كده، وممكن تكون دي أول مرة في حياته يضحك كل الضحك ده…

حسن: ليه هو أنا محتاج أدور على حجة، وبعدين أنا لو هتحجج عشان أشوف حاجة، هشوف حاجة تانية…

غادة: آه يا قليل الأدب…

حسن: يعني لو مش هقل ادبى معاكي إنتي، هيبقى مع مين؟ أنا عادي جدا ممكن أقل أدبي مع واحدة تانية على فكرة…

غادة: ده أنا كنت قتلتك، جرب كده، وشوف أنا هعمل فيك إيه…

حسن: يعني بالله عليكي حد يبقى معاه الجمال ده كله، ويفكر يبص في حتة تانية؟

حسن، وغادة قعدوا يضحكوا، ويهزروا، وكانت قعدة حلوة، وكلها حب…

غادة: طب يلا بقى إحكيلي…

حسن: أحكيلك عن إيه؟

غادة: تاني برضه، إحنا هنقعد نعيد، ونزيد؟

حسن: ما قلتلك كبري دماغك، يلا مش كلنا خلاص، قومي نتمشى شوية…

قاموا يتمشوا، وكان حسن واخد غادة في حضنه، وكان منطلق جدا، ومبسوط على الأخر…

الأول كان بيهتم بالناس، وكلام الناس، وبشكله…

مكانش ينفع يقرب منها، أو يحضنها، بس دلوقتي بقى ما يهموش أي حد…

غادة: حسن إنت النهارده فيك حاجة مختلفة…

حسن: حاجة حلوة، ولا وحشة؟

غادة: لأ حلوة طبعا، أنا حاسة إن إنت النهاردة متفائل، ومبسوط، وحابب الحياة أوي…

حسن: بصى يا قلبي، كل الحكاية إن أنا إكتشفت إن العمر قصير أوي، وإننا لازم نستمتع بكل لحظة فيه…

لكن هعيش حياتي، وأنا عامل حساب للناس، عمري هيضيع مني، وأنا مفرحتش بحياتي…

أنا خدت قرار إن أنا أعيش كل لحظة معاكي، وأنا مبسوط، وسعيد…

غادة: إمممم شكل القرار ده إتاخد بعد الكابوس بتاع إمبارح مش كده؟ هو إنت مش هتحكيلي شوفت إيه؟

حسن: إنتى ليه عاملة للموضوع ده أهمية كبيرة؟ كبري دماغك بقى، حلم زي أي حلم، بلاش تبقي فضولية كده…

غادة: أنا فضولية؟ ماشي يا حسن…

غادة فضلت طول النهار كل شوية تسأله، وحسن برضه مكانش عايز يتكلم…

لحد آخر اليوم، وهما قاعدين مع بعض، فجأة غادة برضه سألته عن الحلم للمرة العاشرة…

حسن: وبعدين معاكي بقى، هو إنتي ما بتزهقيش؟

غادة كانت قاعدة جنبه، ولما قالها كده بعدت…

غادة: هو إنت مش عايز تقولي ليه طيب؟

حسن: أنا مش عارف إنتي شاغلك الموضوع أوي ليه كده؟

غادة: …..

حسن: آه، إنتي عايزة توصليلي إنك هتفضلي قاعدة بعيد عني لحد ما تعرفي تفاصيل الحلم مش كده؟

حسن قام، وغير هدومه…

غادة كانت متفاجئة، عشان هي ما توقعتش إنه هيسيبها، ويمشي!!

غادة: إيه ده؟ إنت سايبني، ورايح فين؟

حسن: ما يخصكيش، نامي، ومالكيش دعوة بيا…

غادة: حسن، حسن.

حسن مرضيش يرد عليها، وخرج يتمشى على البحر…

هو أوقات بيبقى واثق إن غادة بتحبه، وأوقات تانية بيبقى حاسس إنه مجرد شئ جديد، وبتتسلى بيه، وبكرا تزهق…

ساعات كتير بيحس إن هي مش فهماه، ومش حاسة بيه…

غادة كانت قاعدة هتجنن في أوضتها، كانت رايحة جاية تفكر، يا ترى تخرج تصالحه، ولا تطنشه…

هي شايفة إنها مش غلطانة، ما أجرمتش يعني، هي عايزة تعرف كل حاجة بتحصل معاه عشان هي بتحبه…

“لأ بس أنا غلطت برضه، أنا زودتها حبتين، ورخمت عليه أوي”

غادة قررت تخرج تدور عليه، هي لامت نفسها، وحست بغلطها…

لما خرجت، وبصت حواليها لقته قاعد على الشط…

غادة: إنت قاعد هنا، وسايبني لوحدي، هونت عليك يا حسن؟

حسن: …..

غادة: فاكر لما كنا نخطف الدقايق عشان بس نشوف بعض، ولو من بعيد؟

حسن: طبعا فاكر، بس وقتها كان أهم حاجة عندك إنك تشوفيني، مش زي دلوقتي بتلوي دراعي، وإنتي في حضني…

أيوة انا بحبك، بس من غير لوي دراع، ومش اللي في دماغك ده اللي هيذلني، ويلوي دراعي، مينفعش تدخليلي من الدخلة دي…

غادة: أنا مكانش قصدي كده خالص، ثم أنا كنت بهزر على فكرة…

إنت اللي خدت الموضوع جد، ودى مش أول مرة…

حسن: أولا لأ ده مكانش هزار، إنتي كنتى قاعدة جنبي، وفجأة روحتى قعدتي بعيد…

ثانيا، أنا واحد عنده عقد كتير، وإنتي عارفة، أنا مبفهمش في الهزار…

أنا عشت حياتي كلها عمري ما هزرت مع حد، ولا حد هزر معايا، عشان كده معرفش الفرق بين الهزار، والجد…

غادة: طب أنا آسفة، حقك عليا، أنا مش هرخم عليك بالطريقة دي تاني، خلاص بقى…

أنا بحبك يا حسن، ومش عايزاك تزعل، أو تضايق مني أبدا…

حسن: خلاص أنا مش زعلان…

غادة: مش باين عليك…

حسن: خلاص والله، بس أنا مخنوق شوية…

غادة: طب عايزني أقعد معاك، ولا أسيبك لوحدك؟

حسن: لأ طبعا خليكي قاعدة معايا، أنا عشت عمري كله لوحدي…

فضلوا قاعدين هما الإتنين ساكتين، وباصين للبحر…

حسن: إنتي ليه كنتي مصممة تعرفي أنا حلمت بإيه؟

غادة: يعنى إنت مشفتش منظرك لما قمت من الحلم ده كنت عامل إزاي؟

يا حسن ده إنت قمت خايف، ومرعوب، وكنت عامل زي المجانين…

كمان لما خرجنا النهاردة كنت متغير خالص، ثم مش إحنا متفقين منخبيش عن بعض حاجة؟

حسن: أنا مكنتش عايز أخبي عليكي حاجة، كل الحكاية إن أنا عايز أنسى الكابوس ده خالص، وإنتي كل شوية مصرة تفكريني بيه…

غادة: سامحني يا حبيبي، أنا فعلا ما خدتش بالي خالص، خلاص إنسى، وكإنه محصلش…

حسن: أنا حلمت حلم مخيف يا غادة، حلمت إن أنا صحيت لقيت نفسي في شقة القاهرة، وببص جنبي ملقتكيش…

روحت على الشغل لقيت في أمر من المدير، بيكلفني بالمهمة بتاعة البلد بتاعتكو…

نفس اللي حصل كان بيحصل تاني…

ساعتها إكتشفت إن مهمتى لبلدكو كانت حلم، وإنتي كمان حلم، وحبنا، وجوازنا حلم، ونزلت بلدكو…

غادة: وأنا حبيتك من تاني؟

حسن: ما هي دي المصيبة، إنتي كنتي مخطوبة لجمال، وكمان بتحبيه…

كنت قاعد في البلد بحاول أقرب منك، لكن معرفتش…

كل اللي حصل، حصل تاني إلا حبنا مرجعش…

لما شفت زعيم العصابة معرفتش أنقذك منه…

غادة: ليه بقى، هو إعتدى عليا؟

حسن: لأ بس قتلك، ضربك بسكينة في بطنك، وموتي على إيدي…

غادة: يا حبيبي، عشان كده صحيت تصرخ، وكنت مصر تشوف بطني؟

حسن: أنا كنت عايش كل ثانية في الحلم ده، وكإنها حقيقة…

في الآخر طلع رئيس العصابة أبويا، وقتلك عشان عرف إن أنا بحبك…

كان عايز يتطمن إن أنا هعيش حزين طول حياتي، عشان عارف إن موتك معناه نهاية حياتي أنا كمان…

غادة لفت، وخدت حسن في حضنها جامد…

غادة: حسن حبيبي، بصلي، محدش فى الدنيا يقدر يبعدني عنك…

أنا فى حضنك، وهعيش طول عمري في حضنك…

عدى الليل على مهله، وخلص شهر العسل أوام، وسافروا على بلدهم…

تاني يوم كانوا قاعدين، وسهرانين بالليل، وقام حسن دخل خد دش، وخرج عشان يلبس…

غادة: إيه ده؟ هو إنت رايح فين؟

حسن: رايح على شغلى…

غادة: طب ده لسه الساعة ٤ الصبح!!

حسن: أيوة عارف، إنتى مش واخدة بالك إن الطريق هياخد مني ٦ ساعات، يعني كده كمان هوصل متأخر ساعتين بحالهم عن شغلي…

غادة: بس أنا لسه ما شبعتش منك، خليك بلاش تروح النهارده، شهر العسل خلص بسرعة أوي…

إبقى روح بكرا عشان خاطري يا حسن…

حسن: يا قلبي أنا أصلا أجازتي خلصت بقالها إسبوع، ومش هينفع أغيب عن شغلي تاني…

طبعا إنتي عارفة، أنا لو بإيدي مش هتحرك من جنبك، بس ده شغل…

غادة: طب هترجع إمتى؟

حسن: والله يا غادة مش عارف، أنا بيبقى عندي ساعتين راحة بعد الضهر…

ممكن أشتغلهم، وأخرج من الشغل بدري ساعتين…

بس حتى لو عملت كده، ورجعت، مش هوصل عندك قبل الفجر…

هرجع أروح شغلى تاني إزاي؟

غادة: إتصرف يا حسن، أنا ماليش دعوة، أنا مقدرش أقعد يوم من غير ما أشوفك، إنت هتوحشني أوي…

حسن: سيبيها على الله، يادوب كده ألحق، يلا سلام…

غادة فضلت متعلقة في رقبته مش عايزة تسيبه، ولا هو كمان عايز يمشي، ويسيبها، بس طبعا لازم يروح شغله…

حسن وصل الشغل، وفضل طول اليوم مشغول، وكان نفسه ينام حتى ساعة، بس مكانش في وقت…

آخيرا خلص شغله، وراح إستأذن مديره في الخروج…

عشان المدير كان عارف ظروفه، والشرط بتاع حماه، وافق يمشيه بدري…

بس قاله إنه لازم يحل الموضوع ده في أقرب وقت، عشان كده مش هينفع…

حسن راح على شقته عشان يرتاح شوية قبل السفر…

قبل ما ينام إتصل بغادة عشان يسمع صوتها…

غادة: لأ أنا زعلانة منك، وكتير كمان…

حسن: ليه كده بس يا قلبي؟

غادة: طول اليوم قاعدة جنب التليفون، وأقول دلوقتي يتصل، دلوقتي هوحشه، وهيكلمني، وإنت ما عبرتنيش بمكالمة واحدة اليوم كله…

حسن: يا قلبي أنا كنت مشغول أوي، ما فضيتش لحظة واحدة، ويادوب خلصت، وجيت على البيت، انا لسه واصل حالا…

غادة: إيه كمان روحت على شقتك؟

بقى أنا هجنن عليك طول اليوم، ومستنية تخلص، وترجع…

إنت بقى خلصت، وروحت على بيتك، وأنا أولع عادى مش كده؟ ولا إنت حاسس بيا، ولا إن أنا هموت، وأترمي في حضنك، ولا إن إنت واحشني أوي، لأ أنا بجد زعلانة منك يا حسن…

حسن: بس أنا هموت، وأنام حتى ساعة بس…

غادة: طب إعملها كده، ونام ساعة، وتعالى متأخر.

أو تقوم تيجيلي دلوقتي، وهتبقى هنا الساعة ١٢ بالكتير، وتلاقيني مستنياك، وهدلعك آخر دلع…

حسن: إممم، هتدلعيني؟

غادة: هتشوف بس يلا تعالى…

حسن: المشكلة إنى على ما أوصل عندك، مش هيبقى فيا حيل آخد نفسى حتى…

غادة: خلاص يا حسن اللي يريحك… يلا سلام…

حسن: غادة إصبري بس…

غادة قفلت السكة، وكانت زعلانة…

عقله: يا عم سيبك منها، ونام، إنت محتاج تستريح شوية، وبعدين هي المفروض تحس بتعبك…

قلبه: طب هنسيبها زعلانة، ونقدر ننام؟

عقله: ما هو إنت لو سافرت دلوقتي، هتوصل على نص الليل بالعافية، هتقعد صاحي ساعتين على الأقل…

هتنام إمتى، وترجع تاني على شغلك إمتى، وبعدين في إجتماع بكرا ما ينفعش تتأخر عليه…

قلبه: هو إنت هتفضل تفكر، وتضيع وقت، يلا قوم روح لحبيبتك…

غادة لسه عروسة، ومحتاجاك جنبها، ومتنساش إن إنت وافقت على شرط أبوها، وهي مكانتش راضية بالشرط ده…

حسن قام بسرعة، ومشي ورا قلبه كالعادة، ولما وصل كان على آخره من التعب…

قعد معاها شوية، وقام تاني عشان يلبس، ويجهز…

غادة: هو إنت هتسوق العربية إزاي؟ ده إنت ما نمتش خالص…

حسن: سيبيها على الله، ما تشغليش بالك، وبعدين أنا متعود على كده في شغلي، دي مش أول مرة منامش فيها…

غادة: طب خليك النهاردة، وما تروحش الشغل…

حسن: قلتلك مش هينفع، إنتي عارفة أنا شغلى حساس قد إيه…

حسن فضل على الحال ده رايح جاي على الطريق، يطبق باليومين، ويرتاح يوم…

طبعا مكانش عارف يسعد غادة، ولا يرضيها، ومن ناحية ثانية كان مقصر في شغله…

كان مهما يعمل، غادة عايزة تقعده جنبها، وكانت على طول متضايقة…

أما في الشغل، كان كل يوم حسن يسمع كلمتين من المدير بتاعه…

حسن جاتله سفرية تبع الشغل برا مصر، وغادة كانت هتجنن لما عرفت إنه مسافر كمان…

حسن فعلا سافر، وقعد شهر بحاله، ورجع آخيرا…

خد إسبوع آجازة، وغادة كانت في منتهى السعادة، والإنبساط…

الآجازة خلصت، ورجع حسن في نفس دوامة السفر كل يوم رايح جاي…

كان كل ما يشوف حماه، يشبطوا مع بعض…

عدى كام شهر، وغادة يوميا بتتخانق معاه عشان مقصر معاها…

كمان المدير كان متضايق منه، ومن تأخيره يوميا…

اما حماه مكانش سايبه في حاله…

آخر مرة شافوا بعض هو، وحماه، كان ساعتها حسن لسه داخل البيت، بعد ساعات السفر الطويلة…

حماته: حمد الله على سلامتك يا حبيبي…

حسن: الله يسلمك يا ست الكل…

حمات حسن: كده إنت بتتعب اوي يا حسن يا إبني، إرتاح، وتعالى كل خميس، وجمعة..

غادة: يا سلام يا ست ماما، إنتى عايزاني أقعد طول الإسبوع لوحدى أكلم الحيطان، ده أنا ساعتها أتجنن…

حسن خدها في حضنه، وطبطب عليها…

حسن: سلامتك يا عمري من الجنان، هو أنا أقدر أبعد عنك كل ده؟

حاج محمود: أيوة، أيوة إضحك على عقلها بحضن، وكلمتين ناعمين…

حسن: إزيك يا حاج أنا ما خدتش بالي إنك هنا، متآخذنيش…

حاج محمود: لا، وإنت تاخد بالك ليه؟ هو أخبار الحمل إيه؟ ولا إنت عندك مشكلة وما قلتلناش؟

أم غادة: يا خبر، إيه اللي إنت بتقوله ده يا حاج؟

حاج محمود: أنا قلت إيه يعني، دول بقالهم سبع شهور متجوزين، ولسه مفيش حاجة حصلت…

حسن: لأ إتطمن أنا زي الفل، بس إنت بقى مش واخد بالك من حاجة مهمة أوي…

لازم عشان ده يحصل يكون في إستقرار، وإحنا بعيد خالص عن الإستقرار، والبركة فيك يا حاج…

حاج محمود: آاه إنت بقى عايز تحملني أنا السبب؟

حسن: أيوة طبعا حضرتك السبب…

حاج محمود: طب ليه متكونش إنت اللي عندك مشكلة، وعايز تشيلهالي…

حسن: نعم، بص أنا هسكت أحسن…

غادة: ممكن تسكتوا إنتوا الإتنين، الله يخليك يا بابا كفاية لو سمحت…

حاج محمود: أيوة طبعا، ما إنتي لازم تبقى معاه، وفي صفه…

إنتي بقيتي مراته، بس ما بقتيش بنتي…

حسن: أنا جاي تعبان طول الطريق، وعايز أنام، البيت بيتكوا، بعد إذنكوا…

حاج محمود: هتروح تنام قبل ما أخلص كلامي، ولا إيه؟

حسن: العفو يا حاج، إتفضل قول عايز إيه…

حاج محمود: إنت لازم تروح تكشف، وتعمل تحاليل…

حسن: أفندم؟ هو إنت بتتكلم جد؟

أم غادة: كفاية بقى يا محمود، إنت زودتها أوي…

ملناش دعوة بالموضوع ده، هما أحرار مع بعض…

حاج محمود: طب أنا بقى عايز أتطمن على بنتي، وحياتها، فيها حاجة دي؟

حسن: لو كان ده اللي هيطمنك، أنا معنديش مانع…

هروح بكرا أعمل التحاليل اللازمة، عن إذنكوا بقى عشان طالع أنام غادة ما تصحينيش…

غادة: هو إنت هتفضل تعامله كده طول عمرك يا بابا؟

أبوها: أنا عملتله إيه؟ كل الحكاية إن أنا عايز أتطمن عليكي، أنا غلطت في إيه بقى؟

غادة: يا بابا في طريقة تانية للكلام، بلاش طريقتك دي؟

أنا، وحسن كنا ممكن نتفق، ونروح نكشف مع بعض، بس مش كده…

أبوها: أيوة، وياخدك في حضنه، ويضحك عليكي بكلمتين، وينهي الموضوع على كده…

حاج محمود صمم تاني يوم إنه يروح مع حسن، وهو بيعمل التحاليل، وكملوا خناق مع بعض…

حسن خلص موضوع التحاليل، وروح الحاج محمود، ومشي من غير ما يرجع البيت، طبعا غادة ما قدرتش تلومه، او تزعل منه…

أبوها هو اللي راح بنفسه عشان يستلم نتيجة التحاليل…

المفاجأة إن التحاليل كلها بتقول إن حسن سليم، وزي الفل…

الراجل خد التحاليل، ولف بيها على كل الدكاترة اللي يعرفهم…

كلهم أكدوله إن التحاليل كويسة، ومعندوش أي مشكلة في الخلفة…

الحاج محمود راح لبنته، وإداها نتيجة التحاليل، ومرضيش يبص في وش حسن خالص…

عدى على الموضوع ده كام شهر، وجه شهر رمضان، وده كان أول رمضان ليهم بعد الجواز…

محمود كان عازم العيلة كلها عنده، في أول يوم رمضان…

حسن خد أجازة اليوم ده عشان يقعد مع مراته، ويفطروا سوا…

غادة كانت عايزة تروح تفطر مع أبوها عشان العيلة كلها هناك، ومينفعش هي ما تحضرش…

غادة: إحنا النهاردة هنفطر عند بابا…

حسن: ده ليه بقى إن شاء الله؟

غادة: عشان بابا عزم العيلة كلها، وعزمنا…

حسن: أيوة عزمك إنتي، ما عزمنيش أنا…

غادة: طب ما أنا، وإنت واحد يا حسن…

حسن: لأ إنتي بنته، لكن أنا واحد مش بيقبله أساسا…

غادة: لأ إنسى يا حسن، إحنا فى رمضان، ورمضان كريم…

حسن: يا ستي إنتي عايزة تروحي، روحي، وإتبسطي مع أهلك…

غادة: بس ده أول رمضان لينا مع بعض، لازم نفطر سوا…

حسن: خلاص خليكي، ونفطر سوا…

غادة: حسن ده أحلى حاجة في رمضان اللمة، والعيلة كلها تتجمع…

حسن: طب ماشي عشان كده بقولك روحي، وأفطري معاهم، وأقعدي براحتك…

غادة قعدت تتحايل عليه قد كده، وهو مصمم ما يتحركش من مكانه عشان ما حدش عزمه…

مامتها إتصلت بيها عشان تأكد على العزومة، وهي قالتلها إن حسن مش عايز ييجي، ولو هو مجاش هي كمان مش هتروح…

أم غادة كلمت حسن، وفضلت تتحايل عليه، عشان يجي يقضى معاهم أول يوم، وطبعا بعد إلحاح شديد منها، حسن وافق يروح…

وصلوا على آدان المغرب بالظبط، وكلهم قعدوا يفطروا، ويضحكوا، ويهزروا…

حسن كان قاعد في وسطيهم حاسس إنه غريب، وخاصة بسبب نظرات حماه ليه، وده اللي خلاه يندم إن هو جه من الأساس…

الفطار خلص، والرجالة قاموا قعدوا مع بعض…

كل الناس اللي قاعدة كانوا بيعاملو حسن بمنتهى الإحترام، وبيتكلموا معاه بحساب، إلا واحد بس حماه…

حاج محمود: يا جدع ده في ناس كده بتبقى باردة، وما عندهمش دم نهائي…

أخوه: أيوة فعلا في ناس بتبقى إلواح تلج كده، بعيد عنك…

حاج محمود: الراجل من دول يبقى فاهم، وعارف كويس إن محدش عايز يشوف وشه، ولا حد طايقه، ويجي برضه…

يقعد ياكل، ويشرب بمنتهى البجاحة، وكإن البيت بيته، مع إن محدش عزمه، بس هنقول إيه؟ أهي تناحة، والسلام…

أخوه: يا سيدي، دي الأشكال دي مالية الدنيا، المهم عملت إيه في اللي كلمتك فيه؟

هما قعدوا يكملوا كلامهم، وحسن كان قاعد بيغلي، عشان هو متأكد إن حماه كان بيلقح عليه، وقعد يلوم نفسه إنه سمع كلام مراته، وجه البيت ده…

حسن إستأذن، وقام خرج عشان يمشي…

غادة لمحته، وخرجت وراه…

غادة: إيه يا حسن إنت رايح فين؟ دي الليلة لسه طويلة…

حسن: أنا هروح، أقعدي إنتي براحتك…

غادة: هو في إيه يا حسن؟ مالك؟

حسن: عادي ما تشغليش بالك، أصلا أنا مش فارق معاكي، ولا يهمك مالى، ولا فيا إيه؟

غادة: ليه بس يا حبيبي، طب مين اللي ضايقك؟

حسن: آه يا ترى مين يا غادة اللي ممكن يكون ضايقني؟ ماتشغليش بالك يلا إدخلى جوا، سلام…

غادة: ما تمشيش قبل ما تقولي إتخانقتوا ليه؟

حسن: أنا نفسي تحافظي على مشاعري، وتحسي بيا مرة…

أنا قلتلك قبل كده ما بحبش أكون في مكان، أهله مش طايقني، ورافضني…

لكن إنتي بتصممي دايما إنك تحطيني في الوضع ده…

غادة: يا حسن إنت بيتهيالك، اصلا مين اللي قالك كده؟

حسن: ايوة تصدقي أنا بيتهيألي إن أبوكي مش طايقني، وبيتهيألي إنه بيكرهني، تصدقي فعلا إن انا برمي بلايا عليه!!

غادة: يعنى يا حسن أنا ما صدقت إنك خدت يوم أجازة عشان نقعد مع بعض شوية، وإنت تعمل كده…

حسن: والله قولي لنفسك الكلام ده، يلا نروح بيتنا، ونكمل السهرة سوا…

غادة: إنت يا حسن عايز تبعدني عن لمة العيلة، عشان إنت إتحرمت منها، ومجربتهاش؟

حسن جاله ذهول من كلامها، وعينيه برقت…

حسن: إيه ده إنتي بتقولي إيه؟ أنا أحرمك من عيلتك؟ بقولك إيه لا احرمك، ولا تحرميني، يلا سلام…

غادة: حسن انا مقصدش، إستنى يا حسن، أرجوك إستنى…

حسن سابها، ومشي، وما ردش عليها…

غادة حست إنها قالت كلام مكانش ينفع تقوله، بس هي مكانتش تقصد تعايره بموضوع العيلة ده…

بعد شوية غادة قررت إنها ترجع على البيت، وتصالحه بكلمتين، وتكمل السهرة معاه…

وصلت البيت، ودورت عليه ملقتوش، البيت كان فاضي…

إتصلت بحسن لقته سافر، وعلى الطريق، وقالها إن عنده شغل مهم…

طبعا ده كان كدب، وهي حاولت تهديه لكن حسن رفض يسمع حاجة…

حسن قعد إسبوعين في القاهرة، ومنزلش فيهم أجازة ولا يوم…

آخيرا قرر ينزل، وركب عربيته، وسافر البلد…

غادة: حمد الله على السلامة يا حسن، آخيرا إفتكرت إنك سايب مراتك هنا…

حسن: الحق عليا يعني؟ أنا قلت أسيبك براحتك، تشبعي عزومات مع عيلتك…

عشان مبقاش حرمتك من العيلة، ولمة العيلة…

غادة: أنا آسفة يا حسن أنا مقصدتش حاجة، أنا بس معرفتش أعبر كويس…

حسن: عادى، ولا يهمك، أنا فعلا ما أعرفش جو العيلة، ولا العزومات…

من وأنا صغير كنت مستبعد عن اي لمة للعيلة، حتى الأكل كنت باكل لوحدي…

مكانش ينفع أقعد معاهم على سفرة واحدة…

حتى لما قعدت عند دكتور صبري، كمان هناك مكانش مسموحلي إني أشاركهم…

أنا فعلا معرفش يعنى إيه لمة العيلة، لكن انا عمري ما فكرت أحرمك منهم أبدا…

أنا أساسا كل المرمطة، والبهدلة، وطالع عيني رايح جاي كل يوم …

كل ده عشان ما أبعدكيش عن عيلتك لحظة واحدة…

يبقى ما ينفعش في الآخر تقوليلي إن أنا بحرمك منهم، صح، ولا أنا غلطان؟

غادة: سامحني، مكنتش اقصد أزعلك، إنت برضه ما قلتليش إيه اللي حصل، وخلاك تمشي؟

حسن: معقول ما سألتيش ابوكي؟

غادة: لأ طبعا انا سألته، وقالي إن هو ما إتكلمش معاك…

حسن: أيوة فعلا ما إتكلمش معايا، بس كان بيرمي كلام عليا، وانا مش راجل عبيط…

كان بيتكلم مع أخوه عن الناس الباردة اللي بتيجي البيت من غير عزومة، وهما عارفين إنهم محدش طايقهم، ومع ذلك يقعدوا ياكلوا، ويشربوا…

غادة: طب مش يمكن يكون قصده على حد تاني؟

حسن: غادة هو إحنا هنستعبط، ولا إيه؟  خلاص إقفلي الموضوع ده لو سمحتى…

حسن سابها، وطلع على أوضته…

الحواجز، والمسافات بقت بتبعد بينهم، ومبقاش في لغة تفاهم خالص، وما حدش فيهم عرف يعمل حاجة…

شهر رمضان خلص، والعيد جه، وطبعا غادة كانت مع أهلها…

المرة دي حسن رفض يروح لأهلها رفض نهائي…

هو عدى بس بعد صلاة العيد عشان يعيد على حماته، ويسلم عليها…

غادة قضت اليوم كله مع أهلها، وآخر اليوم روحت…

برضه كانت بتعاتب حسن عشان سابها لوحدها، ومرضيش يروح معاها…

الأيام كانت بتعدي، وهما عاطفيا بيبعدوا عن بعض، والفجوة اللي بينهم بتوسع يوم عن يوم…

أبو غادة كان بيعمل كل اللي في وسعه عشان يفرقهم عن بعض، وحبهم بيروح شوية، شوية…

كإن الحب ده مكانش موجود أصلا، كانت بس المشاكل، والعتاب والخناق، وبس…

غادة في يوم كان عندها حفلة كبيرة تبع شغلها، وكانت هي اللي بتنظمها…

الموضوع ده خد وقت كبير جدا منها…

كانت مأكدة على حسن، إنه لازم يكون موجود جنبها في الحفلة دي، عشان دي كانت حاجة مهمة جدا ليها…

حسن كان كل شوية يعرفها إن مفيش أي حاجة في الدنيا هتمنعه إنه يكون جنبها في اليوم ده…

حسن إستأذن بدري في اليوم اللي قبل الحفلة، وكمان كان واخد اليوم اللي بعده أجازة، عشان يكون جنب غادة، ويقضي اليوم كله معاها…

ركب عربيته، ودورها، كان تعبان، ومرهق جدا…

حسن فكر إنه يركن على جنب، ويرتاح شوية، بس ما رضيش يعمل كده عشان ما يتأخرش على غادة…

آخيرا التعب غلبه، ونام لحظات، وكان سايق، واللحظات دي ممكن تحصل فيها مصايب…

حسن غمض عينيه من هنا، وفجأة جت قدامه عربية نقل كبيرة، وكانت بتزمر جامد…

حسن حاول يتفادى العربية، بس عشان ده طريق سفر، وكان سايق بسرعة، ما عرفش يتحكم في العربية…

العربية إتقلبت، وإتدحرجت كذا مرة، قبل ما توقف…

الراجل صاحب العربية النقل نزل بسرعة من عربيته، وجري على حسن، وخرجه من العربية…

حسن كان بيقاوم، وبيحاول يفضل صاحي، وكان عمال يردد إسم مراته، وعايز يمشي عشان ميتأخرش عليها!!

الراجل طلب الإسعاف، وجم نقلوا حسن لأقرب مستشفى…

حسن فاق وهو في المستشفى، وقعد يبص حواليه…

حسن لقى الصبح صبح، راح قايم بسرعة، بس الدكتور مسكه…

الدكتور: إيه ده إنت رايح فين؟

حسن: أنا عايز أمشي من هنا فورا…

الدكتور: يا أستاذ إنت عندك نزيف داخلي، وإرتجاج في المخ، ولازم تدخل أوضة العمليات دلوقتي حالا…

حسن: أنا كويس على فكرة، ولازم أمشي حالا…

الدكتور: إنت كويس دلوقتي، بس قدامك فترة بسيطة، وهتبدأ تنزف، وهتوصل ساعتها لمرحلة صعبة، وإنقاذك منها هيكون بمعجزة…

حسن: كل اللي بتقوله ده ميهمنيش، أنا لازم امشي…

الدكتور: أنا قلتلك ما ينفعش تخرج…

حسن: على فكرة إنت مش من حقك تاخد قرار بالنيابة عني، أنا هخرج على مسئوليتي…

الدكتور: إنت حر، بس الشرطة برا شوف بقى هتعمل معاهم إيه؟

حسن: أنا هتصرف معاهم…

فعلا حسن خرج من الأوضة، وإتكلم مع الشرطة، وقال إن هو السبب…

قال إنه كان نايم، وهو المسئول عن اللي حصل…

شاف السواق، وإعتذرله عن اللي حصل، وكان لسه هيمشي، لقى السواق مستغرب!!

السواق: هما إزاي سابوك تخرج؟

حسن: أنا خرجت على مسئوليتي، ممكن أعرف إنت كنت رايح فين؟

السواق طلع كان رايح بلد غادة، وحسن إترجاه يوصله في طريقه…

السواق وافق بسرعة، لكن طول الطريق كان خايف على حسن، شكله تعبان اوي…

الوجع، والتعب كان باين على ملامحه…

السواق: ياريت تكون تستاهل اللي إنت عملته ده…

حسن: هي مين؟

السواق: اللي إنت مش هامك حياتك بسببها، متهيألي إسمها غادة…

إنت كنت عمال تنده عليها، وأنا بخرجك من العربية…

حسن: أيوة دي مراتي، وكان عندها النهارده يوم مهم جدا، وأنا وعدتها إني أكون جنبها…

لكن للأسف إحنا بقينا الضهر، وأنا مكنتش معاها…

السواق: بس اللي حصل كان خارج عن إرادتك، وهي أكيد هتقدر ده كويس…

حسن: أكيد طبعا بس أنا كان نفسي أوفي بوعدي ليها…

كمان مكنتش عايزها تتخض عليا لو حد بلغها بالحادثة…

حسن سكت عشان مكانش قادر يتكلم تاني، والسواق سابه يرتاح شوية لحد ما يوصل…

غادة فضلت مستنية حسن طول اليوم، وقعدت تحاول تتصل بيه، بس  تليفونه كان مقفول، عشان طبعا هو إتكسر في الحادثة…

طبعا أبوها إنتهز الفرصة، وقعد طول اليوم يقنعها إن حسن مش بيحبها…

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى