قصص إثارة وغموض

زعيم القبيلة وإبنه والخمس بنات

كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك زعيم قبيلة بدوية.

إتجوز الزعيم اللي كان اسمه أسد من بنت يعرف عنها الجمال والحسب والنسب، وكان إسمها سمية، خلفت ليه خمس بنات خدوا من مامتهم الذكاء والجمال وأجمل الصفات من الكرم والشجاعة والأدب والأخلاق.

كان معروف في عادات القبائل أنه لازم زعيم القبيلة يورث القيادة لولد مش بنت، عشان يحل محل أبوه في زعامة القبيلة.

قرر زعيم القبيلة إنه يتزوج على زوجته سمية، اللي قابلت الأمر بالموافقة لإن ديه عادات وما كانش ينفع ان هي تغيرها، وده يعتبر من حقه خاصة وهي ما جابتلوش الولد اللي هو بيتمناه.

بالفعل أتجوز الزعيم من بنت بسيطة من قبيلة من القبائل وما سألش عن صفاتها ولا حسبها ونسبها، كل اللي كان يهمه في الأمر ده أن عائله البنت دي بتخلف أولاد ولا لا.

بعد ما تم الزواج بفترة قررت الزوجة الاولى سمية أن هي تروح تعيش عند أهلها وتاخذ معاها بناتها، لإنها اكتشفت إن ضرتها كانت إنسانة مش طيبة، وكمان كانت دايما بتأذيها بالكلام والأفعال فخافت على بناتها من زوجه ابوهم الشريرة.

لإن سمية بتتصف بالعقل والذكاء، رفضت أنها تبين نيتها لزوجها وأقنعته أن هي هتسافر شوية أيام لزيارة اهلها.

وافق أسد وبمجرد ما سافرت زوجتة، رفضت الرجوع على الرغم من إن زعيم القبيلة أسد حاول معاها عشرات المرات علشان ترجع هي وبناته، بس هي رفضت.

خلال الفترة دي ربنا رزق أسد بالمولود الذكر اللي هيرث الزعامة من بعده، وفرح به الزعيم جداً وبدأت محاولاته تقل في محاولة إرجاع زوجته وبناته حتى انتهت المحاولات تماماً.

كان أهل سميه من مشايخ العرب، اللي استقبلوا اختهم وبناتها أفضل إستقبال، وقدروا أنهم يعلموا البنات الأخلاق والصفات الجميلة زي الشجاعة والكرم وتعليم الفروسية وأمور كتير تتعلق بزعامة مشيخة القبيلة، كان البنات يتصف بالذكاء والحكمة.

تمر الأيام وتصبح البنات الصغيرين شابات كبار عندهم كل صفات بنات الزعماء، وفي نفس الوقت كبر أخوهم ولكن أمه  كانت مدلعاه دلع كبير، لدرجه انه ما يعرفش يدير أي أمر ولا شأن من شؤون القبيلة إلا إنه يأمر بإكرام الضيف وذبح الغنائم للضيوف.

كان يعتذر من أي مجلس للشيوخ او زعماء القبائل بأي حجه ويخرج يقعد جنب أمه او أنه يهتم بأمور تافهة.

كان زعيم القبيلة حزين على ابنه، وحاول كتير أن يعلمه ويربيه على الصفات الزعامة إلا إن الأمر ما لوش أي فايده. 

كان أسد يفتكر بناته الخمسه، ويتمنى من جواه أن لو اخوهم يأخذ صفة واحدة من صفاتهم اللي أمهم علمتهلهم.

يفضل زعيم القبيلة يتخيل ما بينه وما بين نفسه لو كان الخمس بنات دول كانوا أولاد كان الحال إختلف وما وصلش بيه الأمر للحزن والألم اللي هو فيه.

كان يوم عن يوم صحة زعيم القبيلة بتتدهور مع تقدمه في السن.

وصلت الأخبار لزوجته الأولى سمية، اللي من حسن أخلاقها وتربيتها وأصلها الطيب قررت إن هي تقف جنب زوجها، وجمعت الأم سميه بناتها الخمسة وقالت لهم أن جه اليوم اللي يثبتوا للجميع وأولهم أبوهم، أنهم افضل ناس يحملوا إسمه ويرفعوه بين القبائل.

كانت الأم من أول يوم وصولها لقبيلة أهلها طلبت من أخواتها ان تكون الخيمة بتاعتها جنب خيمة أبوها.

كانت بتقعد في الخيمة تستمع هي وبناتها لكل المجالس اللي بتدور في خيمة أبوها الزعيم، من حل للمشاكل، والمجالس التي تقام فيها الشعر والأدب وقراءة الروايات والقصص، ويوم عن يوم كانت البنات بتتعلم من أخوات أمهم ومن جدهم الزعيم كل الصفات اللي يجب أن تكون في الوريث الذكر لزعامة القبيلة.

حتى أن امهم سمية طلبت من أخواتها أن يعلموا بناتها ركوب الخيل والصيد واستخدام السلاح وغيرها من المهارات اللي مبيتعلمهاش غير الأولاد، وعشان أخواتها كانوا واثقين في اختهم وفي عقلها وذكائها وافقوا على طلباتها، اللي كانت سبب في أن بناتها يكونوا خير بنات القبائل.

بعد ما المرض تمكن من زعيم القبيلة، كان لازم أن يكون هناك خليفة ليه في زعامة القبيلة وفي الحكم، وللأسف الشخص الوحيد اللي كان يصلح للمنصب ده هو ابنه، وكان زعيم القبيلة حزين لإنه عارف كويس أن إبنه غير قادر على تولي زعامة القبيلة.

إنه لو حصل وتولى الحكم من بعده، هيضيع القبيله، وكل اللي هو بناه من سنين، فابنه لسه غير مستعد لاستلام الزعامة.

مكنش يقدر يقول خوفه دي لأي حد وإلا الناس هتستضعف  إبنه بعد موته وتاخذ منه الحكم.

حتى زوجته ما كانتش أهل للرأي ولا العقل أنه يستشيرها أو ياخذ برايها، اتقفلت الأبواب قصاده إلا باب ربنا اللي دايما مفتوح لعباده.

دعا زعيم القبيلة دعاء مرير وكثيف لربنا سبحانه وتعالى أنه يخرجه من المحنه اللي هو فيها.

بعد فترة تحسنت صحته، ونادى على زوجته وطلب منها ان هي تحضر لرحلة صيد هيروح هو وابنه.

على الرغم من أن زوجته كانت معترضة إن الإبن يروح معاه في رحله الصيد وإن مكانه إنه يكون نائب لأبوه وقت سفره، إلا ان هي وافقت وبدأت التجهيزات.

للأسف الشديد ما كانش عندها رجاحة عقل كافيه اللي تفهمها ان لو ابنها مسك القيادة من بعد أبوه هيكتشف الناس ضعفه وعدم قدرته على القيادة، وبالتأكيد هيوقع القبيلة في مشاكل كثير.

في الوقت ده وضع زعيم القبيلة أسد أكبر رجال القبيلة و أحسنهم عقلا لإدارة شؤون القبيلة لحد ما يرجع من رحلة الصيد.

خد الأب إبنه وبدءوا رحلة الصيد اللي استمروا فيها أيام وأيام، وطوال الفترة دى كانوا بيصطادوا بس اللي يسد جوعهم، بعد فترة من السفر قربوا من قبيلة كبيرة، وبلغ الأب ابنه إنهم هينزلوا في القبيلة دي بغرض الضيافة وإنهم يرتاحوا من السفر شوية.

أما الحقيقة فكانت إن القبيلة دي هي قبيلة زوجتة الأولى أم بناته الخمس.

كان زعيم القبيلة كل ما مراته تخلف بنت كان يسميها على اسم ولد أمنية منه أن الحمل القادم يبقى ولد فأصبح عنده خمس بنات  بأسماء أولاد.

نرجع لقصتنا أول ماوصل استقبلوا كل القبيلة وعلى رأسهم زعيمهم وأخوات زوجته بالترحيب الشديد، لإن أسد كان معروف انه شخص كويس ومحترم، وإنه ابدا ما أثرش في حق اختهم وأن هي فضلت قاعدة مع أهلها بطلب منها و برغبتها.

على الرغم من أنهم استغربوا جدا من زيارته إلا إنهم أحسنوا استقباله، وكان من عادات العرب زمان أنهم ما يسألوا الضيف عن سبب زيارته إلا بعد ثلاث ايام من الضيافة، وبعد ثلاث أيام طلب أسد إنه يشوف زوجته سميه وبناته. 

أجتمع الأب مع بناته وزوجته وكانت بنته الكبيرة اسمها باسل واتجوزت وخلفت ولد سمته شبل وكان عنده ست سنين إلا إن الولد ده كان عقله كبير وكان يشبه جده في صفاته وفي ذكائه.

حكى اسد على المشكله اللي هو فيها لزوجته، وفهمت الزوجة خوف زوجها أن سمعته تروح وإن القبيلة تضيع من بعده.

حكلها أسد إنه كان مضطر بالزواج ولولا العادات والتقاليد في إنه لابد من وجود وريث مكانش أبدا اتجوز عليها، وإن هو واثق فيها وفي حكمتها وذكائها.

بدأت الزوجة تكلم زوجها بهمس وبدأت ملامح  أسد تتحول من حزن للفرح، وبعد انتهاء الإجتماع ما بينه وما بين زوجته استأذن من أخوات زوجته ومن أبوها شيخ القبيلة إنهم يرجعوا لبلادهم لإنه إتاخر عليهم وطول في غيابه.

بعد سفر أسد طلبت سميه من بناتها انهم يجهزوا علشان هيسافروا ويرجعوا بلاد أبوهم، وبعد فترة قصيرة سافرت سميه وبناتها وحفيدها شبل واتجهت ناحية قبيلة زوجها، خلال الفتره دي وصل شيخ القبيلة أسد وإستقبله الناس بالترحاب وبمجرد وصوله أمر إنه يتم بناء خيمة كبيرة وجنبها عدد من الخيام للخدم.

بعد عدد من الأيام وصلت القافلة الموجود فيها سمية وبناتها وسافر معاهم واحد من إخواتها ومجموعة من أولاد أخواتها الشباب لحماية القافلة في الرحلة وبمجرد دخولهم القبيلة تم الترحيب بيهم لإن سميه كانت معروفة بطيبتها وأخلاقها ومكانتها الكبيرة وسط أهل القبيلة.

بمجرد وصولها جه أسد لاستقبالها هو وابنه ليث وأمره أنه يطيع سميه طاعه عمياء وإنه يناديها بأمه، معترضش ليث على أمر أبوه لانه شاف سميه ليها مكانه وهيبه وذكاء وحكمة.

على طول بدأت سميه في تنفيذ خطتها وطلبت من أولاد أخواتها الشباب ومن بناتها أنهم ياخدوا أخوهم ليث ويخرجوا خارج القبيلة بحجة إن هم بيصطادوا وينفذون كل اللي هي هتطلب منه بالحرف الواحد.

إلا ان ام ليث رفضت الأمر رفض تام وحست أن الأمر فيه مؤامرة على إبنها وأنه ممكن يكونوا بيخططوا لقتله.

بلغت أسد بمخاوفها إلا أن أسد حاول أنه يهديها ويطمنها، وأن هي مجرد رحلة صيد ومافيهاش أي مشكلة، وإن الأمر ده هيعود بالنفع على إبنها في أنه يتعلم صفات وأمور جديدة عليه وحاجات هتنفعه في قيادة القبيلة من بعد أبوه.

في أمر مهم لازم نذكره إن سميه طلبت من بناتها أنهم يتنكروا في لبس رجال إلا الاخت الكبيرة أم شبل، ونرجع نكمل قصتنا كانت ام ليث حزينة ان جوزها مسمعش كلامها وأن ابنها هيسافر مع الرجال اللي جم مع سميه، اللي كانوا اغلبهم ملثمين ما شفتش وشهم، وجه وقت السفر وسلمت على إبنها وودعته بدموع وبكاء كإنها أخر مره هتشوفه، أو كإنها بتسلمه للموت.

بدأت الرحلة وعدت الأيام، وفي يوم بعد تعب شديد طول النهار من مطاردة الغزلان لصيدها وكان النهار قرب يخلص نصبوا الخيام وقعدوا يجهزوا الصيد للشواء والأكل.

هم في الوقت ده سمعوا صوت يطلب النجدة والمساعدة من مكان قريب منهم، قاموا كلهم بحمل السيوف والبنادق وجريوا علشان يساعدوه، ولقوة شخص تحيط بيه الذئاب من كل مكان وما كانش معاه غير حصانه وعصايه في نهايتها نار بيحاول يخوف بيها الذئاب، وقدرت المجموعة ديه أن هي تساعده في قتل مجموعة من الذئاب والمجموعة التانية هربت خوفا منهم وقدروا انهم ينقذوا الرجل من الموت.

طلبوا منه أنه يجي معاهم علشان يقدموا ليه واجب الضيافة، وكان الشخص ده شاعر، وكان في الوقت ده تعتبر مهنة الشاعر من أهم المهن لإن الشاعر كان هو بمثابة وسائل الإعلام في وقتنا الحالي، فكان الشاعر يقدر إنه يروي الأحداث والتفاصيل والقصص ويبلغها للناس بطريقة جميلة يسهل حفظها.

طلب منهم الشاعر إنه يفضل معاهم في رحلتهم لحد ما يوصل لقبيله معينه هو عايزها، ووافق ليث والرجال اللي كانت معاه، بس ده خلى الشاعر عنده فضول لمعرفه إيه حكايه ليث والرجال اللي معاه الملثمين اللى بتدل قوتهم وهيبتهم على إنهم مش رجال عاديين وإنهم أبناء زعماء وإن الرحله دي مش مجرد رحلة صيد عادية زي ما هم قالوا.

رد للجميل على إنقاذهم لـلشاعر قام بتأليف قصيدة يمدح فيها الرجال دول ويثني على شجاعتهم وعلى قوتهم، وإنهم واجهوا الذئاب بشجاعة وبسالة، وخلوا الذئاب ما بين مقتول وما بين هارب.

كملوا في رحلتهم ومعاهم الشاعر، وكان كل يوم بيخرج الرجال ومعاهم ليث للصيد وده اللي كانوا بيقولوا للشاعر ويفضل الشاعر مع شبل وأمه ورجلين معهم للحراسة، وكان هو ده الأمر المعتاد كل يوم اللي اعتادوا الشاعر بس كان عنده فضول أنه يعرف هم بيروحوا فين بس ما كانش يقدر إنه يسألهم.

في يوم من الأيام خرج الرجال كالمعتاد للصيد، وتبقى في الخيام شبل وأمه ورجلين للحراسة والشاعر، وتفاجئوا بمجموعة من اللصوص بتحاول إن هي تسرق الخيول، فخرج شبل ومعاه القوس والسهام، وخرجت أمه وهي ماسكه البندقيه، والرجال خرجوا ومعاهم سيوفهم والبنادق.

كان الشاعر واقف مرعوب وخايف إيه اللي هيقدر يعمله مجرد رجلين وإمراه ضعيفه وطفل صغير قصاد مجموعة من اللصوص.

تقدم شبل وتكلم مع اللصوص كإنه راجل كبير عنده أربعين سنة.

شبل: لو كنتم جايين بغرض السرقة فأنصحكم أنكم ترجعوا من المكان اللي جيتم منه وإذا كنتم جايين ضيوف فإحنا بنرحب بيكم وهنحسن استقبالكم وضيافتكم.

يتعجب الشاعر من الطفل وفصاحته وشجاعته، بس مهما كان هيستفيد إيه من الشجاعة والفصاحة قصاد مجموعة لصوص.

استهزأ اللصوص بكلام شبل وقالوله: هو مافيش راجل في الخيام دي يخرج ويكلمنا.

ردت أم شبل بثقة شديدة: إحنا رجالنا ما بتقابلش لصوص زيكم وسابوا أصغر رجالنا شبل هو اللي يرد عليكم ويوريكم مقامكم.

مجرد ما خلصت أم شبل الكلام، اتمركز شبل على الأرض واخرج القوس والسهام وبدأ في التصويب على اللصوص وكان يصيبهم بدقة شديدة في نفس الوقت كانت أمه بتوجه البندقيه ليهم و تقتلهم برصاصة مصيبة في الرأس، ونفس الكلام عمله الرجلين.

كان شبل يردد أنا شبل أبن باسل وجدي الزعيم أسد.

معداش وقت قليل إلا وكانت اللصوص كلها ماتت، كان الشاعر في حالة من الذهول والاندهاش .

بعد ما وصل الشاعر للقبيلة اللي كان عايز يوصلها ودع ليث والرجال، وهو يحمل مجموعة من القصائد والقصص اللي تحكي عن بطولات وشجاعة الرجال اللي كان معاهم، وكان كل ما الشاعر يعدي على قرية أو قبيلة يبلغهم القصائد والقصص وكان الناس بتحفظ الأبيات والشعر بحب، وفضل الناس عندهم فضول شديد عشان يزوره قبيلة الزعيم الأسد ويتعرفون على على إبنه شبل، وكان الشاعر بيظن  أن شبل هو إبنه مش أبن أخته، لإن زي ما قلنا قبل كده أن شيخ القبيلة سمه بناته بأسماء الرجال وكان الزعيم يلقب بـ أبو باسل.

بعد عدد من الايام وصلت القصائد والقصص اللي بتمدح بطولات إبن الزعيم الى ابوه الزعيم أسد وحس بالفخر وانه كان قراره صحيح لما لجأ لزوجته الأولى سميه عشان تحل المشكله اللي هو فيها، وأن كل الوساوس اللي زوجته الثانية بتبثها فيه ملهاش أي أساس من الصحة .

كان طول الفترة ديه أبن الزعيم ليث بيتدرب ويتعلم فنون القتال بالسيف واستخدام البنادق والأسلحة النارية وحسن مهاراته في إصابة الأهداف بدقة، وكمان علموه الصيد اللي بيعلم الصبر والحكمة وعدم التسرع.

                                       لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى