اخبار

انتعاش حركة السفر بمطار القاهرة بأكثر من 2 مليون و600 ألف راكب خلال نوفمبر

شهد مطار القاهرة الدولي خلال شهر نوفمبر طفرة ملحوظة في حركة السفر والوصول، بعد أن تخطى عدد المسافرين عبر بواباته المختلفة حاجز 2 مليون و600 ألف راكب، في مؤشر جديد على استعادة قطاع الطيران المصري لعافيته وعودته التدريجية لمعدلات ما قبل الأزمات العالمية. هذا الرقم لا يعكس مجرد زيادة إحصائية في عدد الركاب، بل يمثل قصة متكاملة عن تحسن الثقة في وجهة مصر، وانفتاح أكبر على العالم، وتوسع في شبكة الرحلات والوجهات التي يخدمها المطار الأكبر في البلاد.
تزايد حركة المسافرين في شهر واحد إلى هذا الحد يؤكد مكانة مطار القاهرة كمركز محوري لحركة الطيران في المنطقة، فهو ليس مجرد مطار للعاصمة، بل منصة عبور أساسية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ونقطة ربط مهمة بين أفريقيا وأوروبا وآسيا. ومع تتابع الأشهر التي تشهد نموًا في حركة الركاب، تتضح ملامح مرحلة جديدة من الانتعاش السياحي والتجاري، ما ينعكس على الاقتصاد الوطني وفرص العمل وقطاعات الخدمات المرتبطة بالطيران والسفر.

أرقام نوفمبر.. أكثر من 2.6 مليون راكب في شهر واحد

بحسب البيانات الرسمية، تجاوز عدد الركاب الذين استخدموا مطار القاهرة الدولي خلال شهر نوفمبر حاجز 2.6 مليون راكب، ما بين مسافرين قادمين ومغادرين وعابرين (ترانزيت). هذا الرقم يعكس نمواً واضحاً مقارنة بفترات سابقة من العام، ويضع نوفمبر ضمن أشهر الذروة على مستوى 2025.
وتوزعت الحركة بين الرحلات الدولية والداخلية، مع استحواذ الرحلات الدولية على النصيب الأكبر، سواء القادمة من العواصم الأوروبية والعربية أو المتجهة إليها، بالإضافة إلى حركة نشطة نحو مقاصد الشرق الأقصى وأفريقيا والخليج. كما شهدت صالات الترانزيت زيادة ملحوظة في أعداد المسافرين العابرين، ممن يختارون القاهرة كنقطة ربط بين رحلتين، الأمر الذي يعزز دور المطار كمركز إقليمي للنقل الجوي.
وتشير المؤشرات الأولية إلى أن متوسط الحركة اليومية خلال نوفمبر اقترب من نحو 90 ألف راكب في اليوم الواحد في بعض الفترات، مع أيام بعينها شهدت تسجيل عشرات الآلاف من المسافرين خلال 24 ساعة، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع ومواسم الإجازات والفعاليات الدولية.

مقارنة بنوفمبر من العام الماضي.. قفزة في حركة السفر

عند مقارنة أرقام نوفمبر الحالي بنظيره من العام الماضي، يتضح حجم القفزة التي حققها مطار القاهرة في حركة الركاب. فبينما كان القطاع لا يزال يتعافى تدريجيًا من تبعات الأزمات الاقتصادية العالمية وتقلبات أسعار الطاقة، جاءت أرقام العام الجاري لتؤكد أن منحنى النمو بات واضحًا ومتصاعدًا.
الزيادة التي تحققت في عدد الركاب لا تُقرأ فقط كنسبة مئوية، بل تُترجم إلى مقاعد ممتلئة على الرحلات، وطوابير أطول على كاونترات إنهاء الإجراءات، وحركة أكبر في الأسواق الحرة والمطاعم والكافيهات داخل المطار، وإقبال متزايد على شركات الطيران الوطنية والأجنبية العاملة في القاهرة. كل ذلك يعني أن المطار بات أكثر ازدحامًا بالحياة، وأنه يتحول تدريجيًا إلى نقطة جذب إقليمية للمسافرين، وليس مجرد محطة عبور تقليدية.

نمو متواصل منذ بداية العام.. نوفمبر حلقة في سلسلة

ما يميز أرقام نوفمبر أنها لا تأتي كحالة استثنائية مفاجئة، بل كحلقة ضمن سلسلة ممتدة من النمو في حركة الركاب شهدها مطار القاهرة على مدار شهور العام. فمنذ بداية 2025، شهد المطار زيادة تدريجية في أعداد المسافرين، مدفوعة بتحسن أرقام السياحة، وارتفاع الطلب على السفر لأغراض العمل والدراسة والعلاج، إلى جانب التوسع في الرحلات المباشرة إلى عدد من الوجهات الجديدة.
وتشير التقارير المتتابعة إلى أن شهورًا أخرى في العام، مثل يناير وأكتوبر، سجلت هي الأخرى أرقامًا قوية قاربت أو تجاوزت حاجز 2.5 مليون راكب، ما يبرهن على أن مطار القاهرة يسير في اتجاه واضح نحو استعادة مكانته كأحد أكثر المطارات حركة في المنطقة. هذه الاستمرارية في النمو تمنح صناع القرار الثقة في التخطيط لمزيد من التوسعات والاستثمارات في البنية التحتية والخدمات، لأنها لا تقوم على طفرة لحظية، بل على اتجاه عام مستقر نسبيًا.

أسباب الانتعاش.. بين السياحة والتجارة والربط الإقليمي

انتعاش حركة السفر بمطار القاهرة خلال نوفمبر له عدة أسباب متشابكة، يصعب ردّها إلى عامل واحد. في مقدمة هذه العوامل يأتي تحسن الحركة السياحية نحو مصر، حيث شهدت المدن السياحية الكبرى مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان زيادات لافتة في أعداد الزوار. وبما أن كثيرًا من هؤلاء السياح يمرون عبر مطار القاهرة كخطوة أولى أو كحلقة وصل، فقد انعكس ذلك مباشرةً على أرقام المطار.
إلى جانب السياحة، يبرز عامل السفر لأغراض العمل والتجارة، مع ازدياد مشاركة الشركات المصرية في المعارض والمؤتمرات الدولية، وعودة النشاط القوي لرحلات رجال الأعمال والخبراء الأجانب الذين يترددون على القاهرة كمركز سياسي واقتصادي وثقافي في المنطقة. كما ساهمت حركة المصريين العاملين في الخارج، القادمين لقضاء الإجازات أو المغادرين لاستئناف أعمالهم، في تعزيز حركة السفر.
ولا يمكن إغفال دور الربط الإقليمي الذي يوفره مطار القاهرة، خاصة للرحلات المتجهة من أفريقيا إلى أوروبا والعكس، أو من دول الشرق الأوسط إلى وجهات بعيدة في آسيا والأمريكتين. هذا الدور كمحور عبور (Hub) يجعل من القاهرة خيارًا مفضلاً لعدد من شركات الطيران التي تبحث عن نقطة مركزية لتجميع الركاب وتوزيعهم على وجهات مختلفة.

دور شركات الطيران الوطنية والأجنبية في زيادة الحركة

لعبت شركات الطيران، سواء الوطنية أو الأجنبية، دورًا محوريًا في زيادة حركة السفر بمطار القاهرة خلال نوفمبر. فقد عملت الناقلة الوطنية المصرية والشركات الخاصة على زيادة عدد الرحلات إلى العديد من المقاصد، وافتتاح خطوط جديدة، ورفع السعة المقعدية على بعض الوجهات ذات الطلب المرتفع. كما شهدت الفترة توسعًا في حضور شركات طيران إقليمية وعالمية، أضافت رحلات منتظمة وموسمية إلى القاهرة، مستفيدة من الانتعاش السياحي والتجاري.
التنسيق بين إدارة المطار وشركات الطيران ساهم في تنظيم جداول الرحلات بشكل يضمن استغلالًا أفضل للبوابات ومدارج الإقلاع والهبوط، مع تقليل فترات الانتظار والازدحام في أوقات الذروة بقدر الإمكان. وحرصت شركات الطيران على تقديم عروض سعرية تنافسية وبرامج ولاء للمسافرين، ما شجع شريحة أوسع من الجمهور على السفر، خاصة في ظل تحسن الخدمات على متن الطائرات وتنوع خيارات الترفيه والضيافة.

تطوير البنية التحتية.. المطار يستعد لمستقبل أكثر ازدحامًا

الطفرة التي شهدها مطار القاهرة في عدد الركاب خلال نوفمبر لم تكن لتتحقق بهذا الشكل لولا الاستثمارات التي ضُخت خلال السنوات الماضية في تطوير البنية التحتية للمطار، من صالات السفر والوصول، إلى مدارج الطائرات، ومواقف السيارات، ومنظومات الأمن والسلامة، وأنظمة إنهاء إجراءات السفر الآلية. ومع ذلك، تدرك الجهات المسؤولة أن الأرقام الحالية ليست نهاية المطاف، بل مقدمة لمرحلة قد تشهد زيادات أكبر في حركة الركاب خلال السنوات المقبلة.
من هنا تأتي أهمية خطط التوسع المستقبلية، التي تتضمن مشروعات لإنشاء مبانٍ جديدة للركاب، وتوسيع القدرة الاستيعابية للصالات الحالية، ورفع كفاءة الخدمات اللوجستية. هذه المشروعات تهدف إلى ضمان أن يظل المطار قادرًا على استيعاب النمو المستقبلي في أعداد المسافرين والطائرات، دون التضحية بجودة الخدمة أو زمن إنهاء الإجراءات.

تجربة المسافر.. بين الانسيابية والخدمات المتنوعة

أحد الجوانب التي تزداد أهميتها مع ارتفاع عدد الركاب هو تجربة المسافر داخل المطار. ففي نوفمبر، واجه مطار القاهرة تحديًا إضافيًا يتمثل في ضرورة التعامل مع أكثر من 2.6 مليون راكب دون أن يشعروا بتدهور في مستوى الخدمة أو زيادة غير محتملة في زمن الانتظار. ولهذا، حرصت إدارة المطار على تعزيز فرق العمل في صالات السفر والوصول، وتكثيف التواجد الإرشادي لمساعدة الركاب، خصوصًا في أوقات الذروة.
تتوفر في المطار مجموعة واسعة من الخدمات التي تسهم في تحسين تجربة المسافر، بدءًا من مكاتب إنهاء الإجراءات الذاتية، مرورًا بنقاط فحص أمني متطورة، وصولاً إلى مطاعم ومقاهي ومتاجر للسوق الحرة توفر خيارات متنوعة تناسب مختلف الأذواق والميزانيات. كما تم الاهتمام بالخدمات الخاصة لذوي الهمم وكبار السن والأسر المصحوبة بأطفال، من خلال مسارات مخصصة وكراسي متحركة ومناطق انتظار مريحة.

الأمن والسلامة.. أولوية قصوى مع زيادة الحركة

مع الانتعاش الكبير في حركة السفر، تتضاعف المسؤوليات المتعلقة بالسلامة والأمن داخل مطار القاهرة. فارتفاع عدد الركاب يعني زيادة في حجم الأمتعة والحقائب والرحلات، وبالتالي تكثيف عمليات التفتيش والمراقبة والمتابعة. ورغم الضغط الذي قد يسببه ذلك على العاملين، فإن الحفاظ على أعلى مستويات الأمن يظل أولوية لا تقبل التنازل.
يعتمد المطار على أنظمة مراقبة متطورة تشمل كاميرات عالية الدقة في مختلف أرجائه، وأجهزة فحص أمني حديثة للحقائب والأمتعة، وأنظمة متقدمة للتحقق من هوية المسافرين. كما يتم تدريب عناصر الأمن والموظفين بشكل مستمر على التعامل مع المواقف الطارئة، والتفاعل بسرعة مع أي ظروف غير متوقعة، بما يضمن الحفاظ على سلامة الركاب والطائرات والعاملين.

الأثر الاقتصادي.. مكاسب مباشرة وغير مباشرة

انتعاش حركة السفر عبر مطار القاهرة بأكثر من 2.6 مليون راكب في نوفمبر لا ينعكس فقط على أرقام قطاع الطيران، بل يمتد تأثيره إلى الاقتصاد ككل. فكل مسافر يستخدم المطار هو جزء من سلسلة اقتصادية طويلة، تبدأ من شراء التذاكر، ولا تنتهي عند مغادرة بوابة الصالة، بل تتواصل عبر إنفاقه في الفنادق والمطاعم ووسائل النقل والأسواق وقطاعي الترفيه والخدمات.
الزيادة في عدد الركاب تعني زيادة في إيرادات شركات الطيران، ورسوم الهبوط والإقلاع التي تحصل عليها إدارة المطار، ودخولًا أعلى للمتاجر والمطاعم ومزودي الخدمات داخل المطار وخارجه. كما تسهم في خلق فرص عمل جديدة في مجالات الأمن، والخدمات الأرضية، والضيافة، والنظافة، والصيانة، والنقل البري، وغيرها من الأنشطة المرتبطة بحركة السفر.
وبالإضافة إلى المكاسب المباشرة، يسهم ارتفاع حركة السفر في تعزيز صورة مصر كوجهة آمنة وجاذبة للاستثمار والسياحة، ما يفتح الباب أمام مزيد من المشروعات في قطاعات متنوعة، ويزيد من ثقة المستثمرين في استقرار الاقتصاد وقدرته على النمو.

تحديات النمو.. الزحام وإدارة السعة الاستيعابية

رغم الجوانب الإيجابية العديدة لزيادة حركة السفر، إلا أن هذا النمو يفرض تحديات حقيقية على إدارة المطار. فمع ارتفاع عدد الركاب إلى أكثر من 2.6 مليون في شهر واحد، يصبح من الضروري إدارة السعة الاستيعابية بعناية، لضمان ألا تتحول الصالات إلى نقاط اختناق، وألا تتسبب فترات الذروة في طوابير طويلة أو تأخير متكرر للرحلات.
من بين التحديات الرئيسية: تنظيم جداول الرحلات بحيث لا تتقاطع أعداد كبيرة من الرحلات في نفس الفترة الزمنية، وتوزيع حركة الطائرات على المدارج المتاحة بطريقة تقلل من فترات الانتظار في الجو وعلى الأرض، بالإضافة إلى ضمان توافر عدد كافٍ من موظفي الجوازات والأمن والعمليات في أوقات الضغط.
كما يمثل الالتزام بالمعايير الدولية للجودة والخدمة تحديًا إضافيًا، خصوصًا مع ارتفاع توقعات المسافرين الذين أصبحوا يقارنون تجربتهم في مطار القاهرة بتجاربهم في مطارات عالمية أخرى. لذلك، لا بد من استمرار الاستثمار في التكنولوجيا وتدريب الكوادر ورفع كفاءة الإجراءات لمواكبة النمو في الأعداد.

التكنولوجيا والتحول الرقمي في خدمة المسافرين

مع تزايد أعداد المسافرين، يصبح الاعتماد على التكنولوجيا والتحول الرقمي في مطار القاهرة ضرورة لا رفاهية. فقد شهدت الفترة الماضية توسعًا في استخدام أنظمة الحجز الإلكتروني، وبوابات الصعود الآلية، وتطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح للراكب معرفة حالة رحلته، والبوابة المخصصة له، وزمن الصعود للطائرة، وما إذا كانت هناك أي تغييرات في المواعيد.
كما تسهم أنظمة إنهاء إجراءات السفر الذاتية (Self Check-in) في تقليل الطوابير على كاونترات شركات الطيران، وتتيح للركاب طباعة بطاقات الصعود وبطاقات الحقائب بأنفسهم، ما يسرّع من حركة المرور داخل الصالات. ومع استكمال منظومة التحول الرقمي، يمكن مستقبلاً تعميم استخدام البوابات البيومترية التي تعتمد على بصمة الوجه أو العين للتحقق من هوية المسافر، ما يرفع من مستوى الأمان ويسرع إنهاء الإجراءات في الوقت نفسه.

دور الكوادر البشرية في نجاح موسم نوفمبر

وراء كل رقم في إحصاءات مطار القاهرة في نوفمبر يقف فريق عمل كبير من الموظفين والفنيين ورجال الأمن والطيارين وأطقم الضيافة، الذين عملوا لساعات طويلة لضمان مرور هذا الشهر المزدحم بسلاسة قدر الإمكان. فالتعامل مع أكثر من 2.6 مليون راكب لا يعتمد فقط على المباني الحديثة أو الأجهزة المتطورة، بل على الكفاءة البشرية في إدارة العمليات والتواصل مع المسافرين وحل المشكلات وقت حدوثها.
حرصت إدارة المطار على تعزيز فرق المناوبات في أوقات الذروة، وتقديم دورات تدريبية مستمرة للعاملين، سواء في مجالات خدمة العملاء أو الأمن أو السلامة أو إدارة الأزمات. هذا الاستثمار في العنصر البشري يمثل أحد أهم أسرار نجاح موسم نوفمبر، ويؤكد أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، وأن التجربة الإنسانية تبقى في قلب عملية السفر.

انعكاس الانتعاش على صورة مصر السياحية

زيادة حركة السفر عبر مطار القاهرة بأكثر من 2.6 مليون راكب في شهر واحد تعكس أيضًا تحسن صورة مصر كوجهة سياحية في أعين العالم. فالمسافرون الذين يمرون عبر القاهرة إما قادمون خصيصًا لزيارة المعالم السياحية والتاريخية، أو عابرون في طريقهم إلى مدن أخرى داخل البلاد مثل شرم الشيخ، الغردقة، الأقصر وأسوان. هؤلاء يشكّلون سفراء غير مباشرين، ينقلون تجاربهم وانطباعاتهم إلى بلدانهم بمجرد عودتهم.
كلما كانت تجربتهم في المطار إيجابية وسلسة، شعروا بحسن التنظيم والضيافة والأمان، ما ينعكس على تقييمهم لمصر ككل. ومع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل أن تتشكل صورة إيجابية أو سلبية عن أي وجهة من خلال منشور أو صورة أو مقطع فيديو، ما يزيد من أهمية الحفاظ على مستوى عال من الخدمة في أوقات الزحام والضغط.

توقعات ما بعد نوفمبر.. هل يستمر النمو؟

السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه القفزة في أعداد المسافرين خلال نوفمبر هو: هل يستمر هذا النمو في الأشهر المقبلة؟ المؤشرات الحالية تشير إلى أن مطار القاهرة مرشح لمواصلة منحنى الصعود، مع توقعات بزيادة إضافية في حركة السفر خلال مواسم الإجازات والأعياد وذروة السياحة الشتوية والصيفية.
كما أن خطط شركات الطيران لإطلاق مزيد من الخطوط الجديدة أو زيادة ترددات الرحلات القائمة، إلى جانب المشروعات التوسعية في البنية التحتية للمطار، كلها عوامل تدعم استمرار الاتجاه الصعودي. ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذا النمو يتطلب استمرار العمل على مواجهة التحديات، سواء تلك المتعلقة بالطاقة الاستيعابية أو بتقلبات الأوضاع الاقتصادية العالمية أو بأسعار الوقود وشروط المنافسة في سوق الطيران الدولي.

خاتمة.. نوفمبر نقطة مضيئة في مسار مطار القاهرة

في المحصلة، يمثل انتعاش حركة السفر بمطار القاهرة الدولي بأكثر من 2 مليون و600 ألف راكب خلال شهر نوفمبر علامة فارقة في مسار المطار والقطاع الجوي المصري ككل. هذا الرقم ليس مجرد إحصاء عابر، بل دلالة على عودة الثقة في السفر، وتوسع في شبكة الوجهات، وتنامٍ في دور القاهرة كمركز إقليمي للنقل الجوي والسياحة والتجارة.
ومع استمرار العمل على تطوير البنية التحتية، وتحسين تجربة المسافر، وتعزيز التحول الرقمي، وتدريب الكوادر البشرية، يبدو أن مطار القاهرة يقف على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والانتشار. وإذا ما استمرت هذه الجهود بنفس الوتيرة، فإن الأشهر والسنوات المقبلة قد تحمل أرقامًا أكبر، وقصص نجاح جديدة، تجعل من المطار نموذجًا إقليميًا في إدارة حركة السفر في عالم يتغير بسرعة ويتطلب جاهزية دائمة للتطور.

 



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى