قصص وروايات

“زائر من عالم البرزخ”

“زائر من عالم البرزخ”

 

في يوم ما عام 1954 في تمام الساعة 2:00 بعد منتصف الليل، حين كان الجو ممطرًا والسماء مليئة بصوت الرعد وأضواء البرق المخيفة، كان هناك رجل يمشي وحيدًا في طريقه وهو خائف ويشعر بشدة البرد، يبحث عن منزل ليكون له مأوى حتى يدفأ فيه ويبحث عما يأكله.

 

ماشي الرجل كثيرًا حتى وصل إلى منزل كبير، كان المنزل من الخارج يبدو وكأنه مهجور لا يسكنه أحد. فاقترب هذا الرجل من باب المنزل بحذر شديد، وعندما اقترب دق جرس المنزل عدة مرات، فخرج له رجل يقول:

  • ماذا تريد أيها الغريب؟

رد الرجل وقال:

  • أنا تائه وأشعر بالبرد الشديد وتتمزق أحشائي من الجوع، فهل يمكن أن تضيفني هذه الليلة وسأذهب في الصباح الباكر مع طلوع الشمس؟

فرحب به الرجل وقال له:

  • تفضل.

ثم دخل الغريب إلى المنزل، وعندما دخل شعر بالدفء، وغاب عنه صاحب المنزل قليلاً ثم جاء وهو يحمل له القهوة الساخنة والطعام، وجلسوا معًا يتحدثان.

 

لاحظ الغريب أن صاحب المنزل وحيد، ليس لديه أولاد ولا زوجة أو حتى خادم، لا يجد سوى كلبه فقط. وعندما كان يتأمل الرجل في المنزل وحال صاحبه، أعطاه الرجل بُطلًا حتى يرتديه قائلاً:

  • خذ هذا ليبقى معك ونام هنا اليوم حتى يطلع الصباح.

فرح الغريب كثيرًا وشكره ثم ذهب في نوم عميق.

 

وفي اليوم التالي مع طلوع الشمس، استيقظ صاحب المنزل واتجه إلى الغرفة التي ترك فيها الغريب في الليلة الماضية فلم يجده. بحث عنه في جميع أنحاء المنزل وجميع الغرف ولكن لم يجد له أي أثر. فقال الرجل في نفسه أنه من المؤكد أن الرجل قد شعر بالخجل وذهب باكرًا قبل أن أستيقظ من نومي. وفي ذلك اليوم كان صاحب المنزل مدعوًا لزيارة متحف صور أثرية قديمة جدًا من سنوات قديمة.

 

ذهب الرجل إلى هذا المتحف وأخذ ينظر بين الصور، يتأمل التراث الرائع والتحف الفنية والصور. ومن بين الصور وجد شيئًا عجيبًا جعل الرجل يتوقف في مكانه مندهشًا، حيث وجد بين الصور صورة الرجل الذي نام عنده الليلة الماضية. فاتجه سريعًا إلى أحد القائمين على المعرض وسأله:

  • من هذا الرجل؟

فأجابه:

  • هذا الرجل ميت منذ أكثر من 200 عام.

فقال مصدومًا:

  • كيف هذا؟!

 

فلقد زارني بالأمس في منزلي ونام عندي الليلة الماضية، فقال المسؤول ببساطة وبدون اهتمام:

  • “من المؤكد أنه شخص يشبهه لا أكثر، وقد اختلط عليك الأمر”.

 

ولكن الرجل أصر أن من في الصورة هو الشخص الذي بات معه ليلة الأمس، فهو متأكد من شكل الرجل وحتى العلامة التي كانت على وجهه والتي لاحظها بالأمس، فهي موجودة في الصورة بشكل واضح.

 

وعندما وجد الرجل تحت الصورة مكان قبر صاحب الصورة المدفون منذ أكثر من 200 عام، تأكد وذهب مسرعًا إلى المقابل ليعرف حقيقة ما حدث. وقد تمكن منه الخوف، وعندما وصل إلى القبر المقصود وجد مفاجأة لم يكن يتوقعها.

 

عندما وصل الرجل إلى القبر المقصود، وجد مفاجأة لم يكن يتوقعها، فلقد وجد البالطو الذي أعطاه للرجل بالأمس موضوعًا على قبره. فأخذ يتأكد من البالطو، فوجد راعيًا وسأله:

 

“هل تعرف لمن هذا البالطو؟”

 

فرد عليه الراعي:

“نعم، هذا البالطو لرجل أراه كل يوم يحمل إبريقًا من فخار يملاه ماءً من تلك الترعة كل فجر. ولكن اليوم أول مرة أراه يرتدي هذا البالطو، رأيته وقت صلاة الفجر يحمل إبريق الماء وهو يرتدي ذلك البالطو متجهًا إلى تلك المقبرة، ولكن كلما مر من جانبي لا يتكلم معي إطلاقًا.”



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى