اخبار الرياضة

5 مشاكل فنية تؤرق توروب في الأهلي.. أخطاء الدفاع واللياقة وإهدار الفرص أبرزها

يعيش النادي الأهلي المصري، بطل دوري أبطال إفريقيا الأخير، مرحلة مليئة بالتحديات تحت قيادة مدربه توروب، الذي جاء لاستكمال مسيرة النجاح القارية والمحلية.
ورغم البداية القوية في بعض المباريات، فإن الجهاز الفني وجد نفسه أمام مجموعة من المشكلات الفنية المتراكمة التي تهدد استقرار الأداء، وتثير قلق الجماهير الحمراء التي اعتادت رؤية فريقها في القمة.

وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز 5 مشاكل فنية تؤرق توروب في الأهلي، مع تحليل فني لأسبابها وتأثيرها على الفريق في الفترة الأخيرة، وخطط الحل الممكنة قبل دخول المراحل الحاسمة من الموسم.

1. أخطاء الدفاع المتكررة.. صداع لا ينتهي

منذ بداية الموسم، يُعاني الأهلي من تراجع واضح في صلابة خط الدفاع، رغم امتلاكه أسماء قوية على الورق مثل رامي ربيعة، محمد عبد المنعم، وياسر إبراهيم.
لكن الأداء الجماعي الدفاعي لم يصل بعد إلى الانسجام المطلوب، خصوصًا في الكرات العرضية والثابتة التي كلفت الفريق أهدافًا مؤثرة في أكثر من مباراة.

المشكلة لا تكمن في الأفراد فقط، بل في التمركز الدفاعي أثناء التحولات، إذ يفقد الفريق تنظيمه عند فقدان الكرة، وتظهر المساحات بين قلوب الدفاع ومحوري الارتكاز، ما يسمح للمنافسين بالاختراق بسهولة.
كما يعاني الخط الخلفي من ضعف في التواصل مع حارس المرمى، وافتقاد التغطية العكسية في الكرات العرضية.

يرى محللون أن السبب الأساسي وراء هذه الأخطاء هو غياب الاستقرار في التشكيل الدفاعي نتيجة الإصابات وتدوير اللاعبين، مما جعل الانسجام مفقودًا في المباريات الكبيرة.

2. اللياقة البدنية.. فقدان القوة في الدقائق الأخيرة

من أكثر ما يقلق الجهاز الفني والجماهير على حد سواء هو التراجع البدني الملحوظ في الشوط الثاني من المباريات.
فالأهلي، الذي اعتاد أن يحسم المواجهات في الدقائق الأخيرة، أصبح يفقد السيطرة تدريجيًا مع مرور الوقت، ويظهر الإرهاق واضحًا على لاعبيه.

ويرجع الخبراء ذلك إلى ضغط المباريات المتتالية محليًا وقاريًا، دون فترات راحة كافية، إلى جانب السفر المتكرر والإجهاد العضلي الذي يعاني منه عدد من النجوم الأساسيين.
حتى مع تطبيق نظام التدوير، فإن بعض المراكز لا تملك البديل الجاهز بنفس المستوى.

ويحاول توروب معالجة هذه الأزمة من خلال برامج بدنية جديدة تعتمد على التدريب بالكرة لرفع المعدل الهوائي، إضافة إلى استخدام أجهزة قياس الحمل البدني لكل لاعب، لضمان استعادة التوازن بين القوة والتحمل.

3. إهدار الفرص السهلة.. معضلة الهجوم المستمرة

رغم تفوق الأهلي في خلق الفرص، إلا أن الفريق يُعاني من <strongقلة الفاعلية أمام المرمى في المباريات الأخيرة.
فعدد كبير من المحاولات ينتهي دون تسجيل، سواء بسبب التسرع في اللمسة الأخيرة أو غياب التركيز أمام الشباك.

المهاجمون، وعلى رأسهم وسام أبو علي ومحمود كهربا، لم يتمكنوا من ترجمة الكثافة الهجومية إلى أهداف كافية، في وقت يعتمد فيه الفريق بشكل كبير على الكرات العرضية أو التسديدات الفردية.
ويرى البعض أن السبب يكمن في غياب اللاعب القادر على إنهاء الهجمات من لمسة واحدة على غرار وليد أزارو في مواسم سابقة.

كما أن لاعبي الوسط والهجوم يفتقدون للتناغم المطلوب في التحرك داخل منطقة الجزاء، وهو ما يسعى توروب لتصحيحه عبر تدريبات خاصة على اللمسة الأخيرة والتمركز الهجومي.

4. تراجع الإبداع في وسط الملعب.. غياب المفاتيح الهجومية

يعتمد الأهلي تاريخيًا على قوة وسط ميدانه، الذي كان دائمًا مصدر السيطرة وصناعة اللعب.
لكن مؤخرًا، ظهر الفريق أقل فعالية في تحويل الاستحواذ إلى فرص حقيقية، بسبب بطء في التحضير وضعف الربط بين الدفاع والهجوم.

غياب الإبداع الهجومي يعود إلى افتقاد اللاعب القادر على التمرير الحاسم تحت الضغط، بعد تراجع مستوى بعض العناصر، وعدم جاهزية أخرى للإيقاع العالي.
كما أن الاعتماد على الكرات الطويلة أضعف التنوع التكتيكي، وأفقد الفريق عنصر المفاجأة.

يحاول توروب حاليًا إعادة توزيع الأدوار في الوسط، بالاعتماد على أكرم توفيق وديانج لاستعادة التوازن الدفاعي، وكريم فؤاد ورضا سليم لتوسيع رقعة اللعب على الأطراف.
لكن ما زال الأهلي بحاجة إلى “صانع ألعاب كلاسيكي” يعيد الإبداع للثلث الأخير من الملعب.

5. أخطاء الحارس وخط الدفاع في التغطية العكسية

من ضمن النقاط التي أزعجت الجهاز الفني في المباريات الأخيرة، التفاهم المحدود بين الحارس والمدافعين في الكرات العرضية أو المرتدات.
أخطاء فردية بسيطة تحولت إلى أهداف قاتلة، كما حدث في بعض مواجهات الدوري ودوري الأبطال.

الحارس الأساسي محمد الشناوي يمتلك خبرة كبيرة، لكنه أحيانًا يندفع خارج مرماه بشكل مبالغ فيه، في الوقت الذي يتأخر فيه المدافعون عن التغطية، مما يخلق فجوة يستغلها المنافس.
أما البدلاء، فيفتقرون إلى حس التمركز والتواصل السريع في المواقف الحرجة.

توروب ركّز في التدريبات الأخيرة على تحسين التفاهم الدفاعي، وتكليف أحد المدافعين بمراقبة منطقة الجزاء باستمرار أثناء الهجمات المرتدة، لتقليل الأخطاء المكررة التي كلفت الفريق نقاطًا غالية.

رؤية فنية.. كيف يمكن معالجة هذه الأزمات؟

رغم تعدد المشكلات، فإن الحلول ليست بعيدة المنال.
يملك الأهلي قاعدة قوية من اللاعبين، وطاقمًا تدريبيًا على مستوى عالٍ، ما يجعل إمكانية العودة إلى مستواه المعهود مسألة وقت وتنظيم فقط.

  • على المستوى الدفاعي: يجب تثبيت رباعي محدد في الخط الخلفي لبناء الانسجام، مع تقليل التبديلات غير الضرورية.
  • في الجانب البدني: تطبيق نظام استشفاء متكامل بعد كل مباراة، واستخدام قياسات الحمل التدريبي بدقة.
  • في الهجوم: تكثيف تدريبات التمركز والتصويب تحت الضغط، وتشجيع لاعبي الوسط على التقدم لدعم المهاجمين.
  • في الوسط: إعطاء حرية حركة أكبر لصانع اللعب، لتفعيل الأطراف وزيادة الإبداع في الثلث الأخير.
  • على مستوى الحراسة: توحيد أسلوب التواصل بين الشناوي والمدافعين، وتنفيذ تدريبات مشتركة على الكرات العرضية.

خاتمة: الأهلي قادر على العودة سريعًا

رغم كل التحديات، يبقى النادي الأهلي فريقًا يمتلك شخصية البطل.
والمدرب توروب يعرف جيدًا أن معالجة هذه التفاصيل الصغيرة هي مفتاح العودة إلى القمة.
فالأهلي لم يُعرف يومًا بأنه فريق يستسلم، بل هو دائمًا من يصنع التاريخ، حتى حين يمر بلحظات التراجع.

الجماهير تنتظر من الجهاز الفني قرارات حاسمة لإعادة الانضباط والفاعلية داخل الملعب، بينما تظل الثقة في قدرة الفريق على استعادة بريقه الذي تعود عليه الملايين من عشاق الكرة في مصر والوطن العربي.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى