صدارة تشتعل بثلاثة أندية تبحث عن المجد المحلي
تشهد بطولة الدوري المصري الممتاز موسم 2025/2024 واحدة من أقوى فتراتها على الإطلاق، حيث تشتعل المنافسة على الصدارة قبل انطلاق الجولة الحادية عشرة بين ثلاثة أندية كبرى: الأهلي، بيراميدز، والزمالك، وسط سباق محموم على القمة لا يعرف التوقف. ومع تقارب النقاط بشكل غير مسبوق، أصبحت كل مباراة بمثابة نهائي مبكر يمكن أن يغيّر شكل جدول الترتيب في أي لحظة.
ويُعد هذا الموسم من أكثر المواسم إثارة في السنوات الأخيرة، بعد أن نجحت الفرق الثلاثة في الحفاظ على ثباتها النسبي خلال الجولات الماضية، رغم ضغط المباريات المحلية والإفريقية. ومع وصول الدوري إلى الجولة الـ11، باتت الصورة أكثر وضوحًا من حيث الصراع على اللقب، وإن ظل الباب مفتوحًا أمام مفاجآت واردة من أندية الوسط التي تقدم مستويات لافتة.
جدول ترتيب الدوري المصري قبل الجولة الـ11
وفقًا لآخر تحديث رسمي صادر عن رابطة الأندية المصرية المحترفة، جاء جدول الترتيب قبل انطلاق الجولة الحادية عشرة على النحو التالي:
- الأهلي: 26 نقطة من 10 مباريات، بفارق الأهداف عن بيراميدز.
- بيراميدز: 26 نقطة من 11 مباراة، ويتفوق بفارق مباراة إضافية.
- الزمالك: 23 نقطة من 10 مباريات، في المركز الثالث.
- المصري البورسعيدي: 19 نقطة.
- الاتحاد السكندري: 17 نقطة.
هذا الترتيب يعكس صراعًا ثلاثيًا متقاربًا على القمة، حيث تفصل ثلاث نقاط فقط بين المتصدر وصاحب المركز الثالث، ما يجعل الجولة الـ11 حاسمة في تحديد شكل المنافسة خلال الأسابيع المقبلة.
الأهلي.. زعيم الأرقام والطموحات المحلية
يدخل النادي الأهلي الجولة المقبلة وهو يتصدر الترتيب بفارق الأهداف، مع امتلاكه مباراة مؤجلة، مما يمنحه أفضلية نظرية في سباق الصدارة. وقدم الفريق الأحمر أداءً متوازنًا هذا الموسم، رغم غياب بعض العناصر الأساسية بسبب الإصابات والإجهاد الناتج عن المشاركة في دوري أبطال إفريقيا.
يقود المدير الفني السويسري مارسيل كولر الفريق بثبات تكتيكي واضح، حيث يعتمد على أسلوب الضغط العالي واللعب الجماعي السريع، مع تنويع الحلول الهجومية عبر الأطراف. ويُعد الثنائي محمد شريف وبيرسي تاو من أبرز مفاتيح اللعب في الخط الأمامي، إلى جانب تألق كريم فؤاد في الجبهة اليمنى بعد عودته من الإصابة.
ويأمل كولر في تحقيق الفوز خلال الجولة الـ11 لمواصلة الحفاظ على الصدارة، خصوصًا أن الفريق سيواجه خصمًا عنيدًا يسعى بدوره لتحسين مركزه. ويُدرك الجهاز الفني أن أي تعثر، ولو بتعادل، قد يمنح بيراميدز أو الزمالك فرصة القفز إلى القمة.
بيراميدز.. الطموح المستمر في اقتناص اللقب الأول
أما نادي بيراميدز، فيواصل تقديم موسم استثنائي على المستويين المحلي والقاري، حيث لم يتعرض لأي خسارة خلال آخر سبع مباريات في الدوري. ويبدو أن المدرب جايمي باتشيكو وجد التوليفة المثالية التي تجمع بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية.
ويمتلك بيراميدز واحدًا من أقوى خطوط الدفاع في البطولة، بفضل تألق الثنائي علي جبر وأسامة جلال، إلى جانب الحارس المميز أحمد الشناوي. وعلى الصعيد الهجومي، يواصل رمضان صبحي وفخر الدين بن يوسف قيادة الخط الأمامي بتألق لافت، مدعومين بصناعة لعب مميزة من عبد الله السعيد الذي يعيش واحدة من أفضل فتراته رغم تقدمه في العمر.
ويعتبر بيراميدز المنافس الأكثر استقرارًا إداريًا وفنيًا خلال الموسم الحالي، مع استمرار دعم الإدارة للفريق وتعزيز قائمته بعناصر خبرة وشباب. ورغم أن الفريق لم يتوّج بعد بالدوري المصري، إلا أنه يسعى بكل قوة لتحقيق هذا الهدف التاريخي الذي ظل حلمًا يراوده منذ سنوات.
الزمالك.. عودة الثقة والطموح نحو القمة
بعد بداية متذبذبة في الأسابيع الأولى، استعاد نادي الزمالك عافيته سريعًا وحقق سلسلة من الانتصارات المتتالية أعادت له الأمل في المنافسة على الصدارة. ويحتل الفريق المركز الثالث برصيد 23 نقطة مع مباراة مؤجلة، مما يجعله منافسًا حقيقيًا على القمة في حال نجاحه في حصد نقاط الجولات المقبلة.
يقود الفريق المدير الفني جوزيه جوميز الذي أعاد الانضباط التكتيكي والروح القتالية للاعبين، معتمداً على تألق أحمد سيد زيزو وسيف الدين الجزيري ومصطفى شلبي في الخط الأمامي. كما ساهمت عودة محمود حمدي الونش في تدعيم خط الدفاع، بينما يقدم محمد عواد مستويات ثابتة في حراسة المرمى.
ويرى جمهور الزمالك أن الجولة الـ11 قد تكون بداية الانطلاقة الحقيقية نحو الصدارة، خاصة إذا تعثر أحد المنافسين المباشرين. ويأمل الفريق الأبيض في استغلال الدفعة المعنوية الكبيرة بعد فوزه الأخير وتحقيق نتائج إيجابية متتالية تضعه في قلب الصراع.
المصري والاتحاد.. مفاجآت محتملة في سباق القمة
ورغم أن المنافسة تبدو ثلاثية على الورق، فإن فريقي المصري البورسعيدي والاتحاد السكندري يقدمان مستويات مميزة قد تؤهلهما لدخول معركة القمة في حال استمرار النتائج الإيجابية. فقد جمع المصري 19 نقطة حتى الآن، بينما يمتلك الاتحاد 17 نقطة مع أداء متصاعد تحت قيادة مديره الفني طارق العشري.
ويرى محللون أن هذه الأندية قد تلعب دور “الحصان الأسود” في البطولة، من خلال قدرتها على تعطيل الكبار في المواجهات المباشرة، وهو ما حدث بالفعل في أكثر من مباراة خلال الجولات الماضية.
تحليل فني: من يملك الأفضلية التكتيكية؟
من الناحية الفنية، يُعد الأهلي صاحب المنظومة الأكثر تكاملًا، إذ يتمتع بتنوع هجومي وقدرة على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم. بينما يمتاز بيراميدز بالانضباط الدفاعي وتنفيذ التعليمات التكتيكية بدقة عالية، في حين يمتلك الزمالك النزعة الهجومية الواضحة والجرأة في التقدم للأمام، وهو ما يمنحه ميزة أمام الفرق التي تعتمد على التكتل الدفاعي.
ويرى خبراء التحليل أن حسم الصدارة في الجولات المقبلة سيتوقف على الاستمرارية في الأداء أكثر من المهارات الفردية، خصوصًا في ظل تلاحم المباريات وضغط البطولات الإفريقية التي يخوضها الأهلي وبيراميدز.
المواجهات المباشرة.. الكلمة الفصل في الصراع
تتجه الأنظار إلى المباريات المباشرة بين الفرق الثلاثة، والتي غالبًا ما تكون حاسمة في تحديد البطل. فالأهلي سيواجه الزمالك في الجولة الثانية عشرة في لقاء كلاسيكي ينتظره الجميع، بينما يصطدم بيراميدز بالمصري في مواجهة قوية قد تُغير ملامح جدول الترتيب.
وفي المواسم الماضية، كانت المواجهات المباشرة بين الأهلي والزمالك وبيراميدز ذات طابع ناري، حيث لم يتمكن أي فريق من تحقيق سيطرة مطلقة على الآخر، ما يزيد من غموض المشهد في الموسم الحالي.
الأرقام تتحدث: الأداء الهجومي والدفاعي
تشير الإحصائيات إلى أن الأهلي سجل 25 هدفًا كأقوى خط هجوم في الدوري حتى الآن، يليه بيراميدز بـ21 هدفًا، ثم الزمالك بـ19 هدفًا. وعلى مستوى الدفاع، يُعد بيراميدز الأكثر صلابة حيث لم تستقبل شباكه سوى 7 أهداف فقط، مقابل 8 للأهلي و10 للزمالك.
هذه الأرقام تُظهر أن الأهلي يعتمد على القوة الهجومية الجارفة، بينما يملك بيراميدز توازنًا دفاعيًا مميزًا، في حين يراهن الزمالك على المرونة التكتيكية وسرعة التحول في الثلث الأخير من الملعب.
آراء الخبراء الرياضيين
قال الناقد الرياضي حسن المستكاوي إن المنافسة الحالية بين الأهلي وبيراميدز والزمالك هي “الأكثر توازنًا منذ سنوات”، مضيفًا أن “كل فريق لديه ما يؤهله للقب، لكن حسم البطولة سيكون لمن يملك النفس الطويل والثبات في الأداء”.
أما المحلل الكروي خالد بيومي فأكد أن بيراميدز هو المنافس الأخطر حاليًا نظرًا لاستقراره الإداري والفني، مشيرًا إلى أن الزمالك عاد بقوة بعد بداية ضعيفة، في حين يبقى الأهلي مرشحًا دائمًا بحكم خبرته وتاريخه.
دور الجماهير في إشعال الحماس
لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي تلعبه جماهير الأندية الثلاثة في تحفيز اللاعبين وشحنهم معنويًا خلال المباريات. فقد امتلأت مدرجات الملاعب في الجولات الماضية بالحماس والهتافات، ما أعاد للدوري المصري أجواءه القديمة المليئة بالإثارة. وتترقب الجماهير انطلاق الجولة الـ11 لمواصلة مؤازرة فرقها في سباق الصدارة.
الجولة الحادية عشرة.. مباريات لا تقبل القسمة
من المقرر أن تنطلق مباريات الجولة الـ11 يوم الخميس المقبل، وتشمل مواجهات قوية أبرزها:
- الأهلي × سموحة – على استاد القاهرة الدولي.
- بيراميدز × المصري – على استاد الدفاع الجوي.
- الزمالك × الاتحاد السكندري – على استاد القاهرة.
وتُعتبر هذه المباريات الثلاثة بمثابة اختبار حقيقي لطموحات القمة، إذ يسعى كل فريق لتحقيق الفوز دون النظر لنتائج الآخرين، في سباق يبدو مفتوحًا حتى اللحظات الأخيرة من الموسم.
خاتمة: صراع لا يعرف التراجع
مع اقتراب منتصف الموسم، تبدو المنافسة الثلاثية على صدارة الدوري المصري في أوج قوتها. فالأهلي يسعى لتأكيد هيمنته المحلية، والزمالك يبحث عن العودة إلى القمة بعد غياب، بينما يحلم بيراميدز باللقب الأول في تاريخه. وفي ظل هذا الصراع المثير، ينتظر عشاق الكرة المصرية جولة حافلة بالندية والإثارة والتكتيك العالي.
ويبقى السؤال المطروح: من سيتربع على عرش الدوري بعد نهاية الجولة الـ11؟ الإجابة ستُكتب على أرض الملعب، حيث لا مكان للأخطاء ولا وقت للتراجع، في موسم يعد بأن يكون من أكثر المواسم تنافسية في تاريخ الكرة المصرية الحديثة.
