
أهلي جدة يدخل بقوة في سباق التعاقد مع نجم ريال مدريد فينيسيوس
أفادت تقارير صحفية أوروبية وسعودية أن نادي أهلي جدة دخل رسميًا في سباق التعاقد مع النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد الإسباني، لينافس بذلك نادي الهلال الذي كان أول الأندية السعودية التي بدأت مفاوضات جادة مع اللاعب في الأسابيع الماضية.
وبحسب ما كشفت صحيفة ماركا الإسبانية، فإن مسؤولي الأهلي أجروا اتصالات مباشرة مع ممثلي اللاعب خلال الأيام الماضية، وأبدوا استعدادهم لتقديم عرض مالي ضخم يفوق ما قدمه الهلال، في محاولة لإقناع فينيسيوس بالانتقال إلى الدوري السعودي خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
وتشير التقارير إلى أن إدارة الأهلي وضعت النجم البرازيلي على رأس أولوياتها لتعزيز صفوف الفريق في الموسم الجديد، بعد النجاح الكبير الذي حققه النادي في التعاقد مع أسماء عالمية مثل رياض محرز وسانت ماكسيمان وغايا، ما يعكس رغبتها في مواصلة بناء مشروع كروي عالمي الهوية.
تفاصيل العرض الأهلاوي.. أرقام فلكية لإقناع فينيسيوس
ذكرت التقارير أن عرض الأهلي المقدم للنجم البرازيلي يتجاوز 120 مليون يورو كقيمة إجمالية للعقد لمدة ثلاث سنوات، تشمل الرواتب والحوافز والمكافآت، وهو ما يجعله أحد أعلى العروض في تاريخ كرة القدم الآسيوية.
ويتضمن العرض أيضًا امتيازات استثنائية تتعلق بحقوق الصورة والإعلانات والتسويق، إضافة إلى توفير إقامة فاخرة ومرافق تدريب خاصة للاعب وعائلته في مدينة جدة، مع إمكانية أن يكون وجهًا لمشاريع استثمارية تابعة للنادي في إطار الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
في المقابل، يسعى نادي الهلال لتجديد عرضه الأولي الذي كان بقيمة تقارب 100 مليون يورو على مدى ثلاث سنوات، مع حوافز إضافية ترتبط بعدد الأهداف والألقاب، وهو ما يجعل المنافسة بين الناديين على أشدها.
ريال مدريد لا يمانع البيع ولكن بشروط
بحسب مصادر مقربة من إدارة ريال مدريد، فإن النادي الإسباني لا يمانع فكرة رحيل فينيسيوس في حال وصول عرض رسمي ضخم من أحد الأندية السعودية، بشرط أن يتجاوز 150 مليون يورو شاملة المتغيرات، وهو ما اعتبره البعض سعرًا افتتاحيًا للمزاد.
ويبدو أن إدارة الميرنغي بدأت تُفكر جديًا في إعادة هيكلة الخط الهجومي بعد التعاقد مع كيليان مبابي، مما يجعل فينيسيوس أحد الأسماء المرشحة للخروج إذا توافرت العروض المناسبة.
ومع دخول الأهلي والهلال على الخط، تُشير التقارير الإسبانية إلى أن ريال مدريد قد يوافق على التفاوض رسميًا خلال شهر ديسمبر المقبل، تمهيدًا لإتمام الصفقة الصيف القادم.
فينيسيوس بين حلم أوروبا وإغراءات السعودية
النجم البرازيلي صاحب الـ25 عامًا يُعد أحد أبرز المواهب في كرة القدم العالمية حاليًا، وقد حقق مع ريال مدريد إنجازات هائلة، أبرزها الفوز بـدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني أكثر من مرة، إلى جانب اختياره في قائمة أفضل 10 لاعبين في العالم خلال الأعوام الأخيرة.
لكن في المقابل، يعيش اللاعب فترة من التردد بين البقاء في أوروبا ومواصلة اللعب في المستوى الأعلى، وبين قبول عرض سعودي يضمن له ثروة مالية هائلة وفرصة لتجربة كروية جديدة في بيئة احترافية حديثة.
وأكدت صحيفة ذا أتلتيك البريطانية أن ممثلي فينيسيوس أبدوا انفتاحًا على فكرة الانتقال إلى السعودية بشرط أن تتوافر عناصر المنافسة الفنية والرياضية، وليس فقط الجوانب المالية، وهو ما يسعى الأهلي والهلال لتوفيره عبر مشاريع ضخمة لتطوير البنية التحتية والبطولات.
ردود الفعل في الشارع الكروي السعودي
أثار دخول الأهلي في سباق فينيسيوس ضجة كبيرة بين جماهير الكرة السعودية، خاصة أن اللاعب يُعتبر من أبرز نجوم العالم حاليًا، وأن التعاقد معه سيكون بمثابة نقلة تاريخية في مسار النادي والدوري ككل.
جماهير الأهلي عبرت عن حماسها على مواقع التواصل بعبارات مثل: “فينيسيوس في الجوهرة المشعة حلم يتحقق”، و“الأهلي مشروع عالمي لا يتوقف”. فيما علّق بعض مشجعي الهلال بأن ناديهم ما زال الأقدر على إقناع النجوم بفضل تاريخه القاري وهيبته في البطولات.
وتحوّلت المنافسة بين الناديين إلى حديث وسائل الإعلام العربية، خاصة بعد أن أكدت مصادر قريبة من إدارة الهلال أن النادي مستعد لتعديل عرضه ليشمل رواتب تفوق 40 مليون يورو سنويًا، مما يعيد التوازن للمنافسة.
ماذا قال المقربون من فينيسيوس؟
بحسب صحيفة Globo البرازيلية، فإن المقربين من اللاعب لم ينفوا الاتصالات السعودية، بل أكدوا وجودها. ونُقل عن أحد ممثليه قوله: «نعم، هناك عروض حقيقية من الهلال والأهلي، ولكن فينيسيوس لم يتخذ قراره بعد، فهو يريد التركيز على موسمه مع ريال مدريد أولاً».
وأشار المصدر ذاته إلى أن اللاعب معجب بالتطور الكبير الذي تشهده الكرة السعودية، وبالمستوى الذي وصل إليه الدوري بفضل استقدام نجوم كبار مثل رونالدو ونيمار وكريم بنزيما، مؤكداً أن فكرة الانضمام إلى مشروع بهذا الحجم أصبحت مغرية أكثر من أي وقت مضى.
الأهلي السعودي.. مشروع عالمي بقيادة رؤية 2030
منذ عودته إلى دوري المحترفين السعودي، يعمل أهلي جدة وفق استراتيجية طموحة تواكب رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا رياضيًا عالميًا. وقد حصل النادي على دعم استثماري كبير من صندوق الاستثمارات العامة، ما أتاح له التعاقد مع لاعبين من الصف الأول.
ومع وجود أسماء مثل رياض محرز، سانت ماكسيمان، كيسي، وغايا، يسعى الأهلي لأن يكون وجهة النجوم القادمة، ليس فقط في السعودية بل في آسيا كلها. والتفكير في ضم فينيسيوس يُعد تأكيدًا على أن النادي يسير بخطى ثابتة نحو العالمية.
ويقول أحد مسؤولي النادي في تصريحات صحفية: «مشروع الأهلي لا يتوقف عند الفوز بالبطولات، بل يتطلع لبناء علامة كروية سعودية تنافس في التسويق والجاذبية مثل الأندية الأوروبية».
الهلال يرد.. “نحن الأقرب لفينيسيوس”
من جهة أخرى، أكدت مصادر داخل نادي الهلال أن الإدارة لا تشعر بالقلق من دخول الأهلي في الصفقة، مشيرة إلى أن الهلال يمتلك علاقات قوية مع وكلاء اللاعبين العالميين ومع أندية أوروبا، إضافة إلى سجل من النجاحات في التعاقد مع كبار النجوم.
وقال أحد أعضاء مجلس إدارة الهلال في تصريحات نقلتها صحيفة الرياضية السعودية: «نحترم الأهلي، لكن الهلال هو النادي الذي يملك خبرة التعامل مع الصفقات العالمية الكبرى. فينيسيوس يعرف جيدًا من هو الهلال، ومن لعب له نيمار، وهذا عامل قوة كبير».
كما أضاف المصدر أن الهلال يجهز حملة ترويجية ضخمة لإقناع اللاعب، تشمل شراكات تجارية مع علامات عالمية، إلى جانب فرصة أن يكون وجهًا دعائيًا رئيسيًا لمشاريع رياضية في السعودية، مما يمنحه بعدًا استثماريًا طويل الأمد.
تحليل فني: كيف يمكن أن يستفيد الأهلي من فينيسيوس؟
من الناحية الفنية، يُعتبر فينيسيوس من اللاعبين القادرين على إحداث الفارق في أي فريق، بفضل سرعته الفائقة ومهارته في المراوغة وقدرته على التسجيل وصناعة الأهداف. وإذا انتقل إلى الأهلي، فسيشكل ثنائيًا هجوميًا مرعبًا مع الجزائري رياض محرز على الجناحين.
وسيوفر وجود فينيسيوس حلولاً هجومية غير مسبوقة، خاصة في المباريات الكبيرة التي تحتاج إلى لاعب قادر على كسر التكتلات الدفاعية. كما أنه يتمتع بخبرة اللعب في أكبر المباريات الأوروبية، وهو ما سيساعد لاعبي الأهلي الشباب على التطور.
ويرى محللون أن ضم اللاعب سيحوّل الأهلي إلى فريق هجومي مرعب، قادر على المنافسة القارية بقوة، وربما يسهم في رفع مستوى دوري المحترفين السعودي بأكمله.
الأبعاد الاقتصادية للصفقة
على الصعيد الاقتصادي، فإن استقدام نجم بحجم فينيسيوس سيُحدث طفرة في العوائد التجارية للنادي، سواء من حيث بيع القمصان أو عقود الرعاية والبث التلفزيوني. فوجود لاعب بهذا الحجم الإعلامي يعني توسع قاعدة جماهير الأهلي عالميًا.
وتشير تقديرات أولية إلى أن الأهلي قد يحقق إيرادات تفوق 70 مليون دولار خلال عامه الأول فقط من التوقيع مع اللاعب، نتيجة عقود الرعاية والحقوق الإعلانية التي سيرتبط بها، وهو ما يعزز الاستدامة المالية للنادي.
كما ستنعكس الصفقة على الدوري السعودي ككل، إذ ستُسهم في زيادة المتابعة العالمية للمسابقة، وتفتح الباب أمام شركات جديدة لرعاية الأندية الكبرى، مما يدعم الاقتصاد الرياضي الوطني.
رؤية الصحافة الإسبانية للعرض السعودي
تناولت الصحف الإسبانية الخبر باهتمام واسع، خاصة وأن فينيسيوس يُعد أحد ركائز مشروع ريال مدريد. واعتبرت صحيفة آس أن دخول الأندية السعودية في المفاوضات “أعاد رسم خريطة السوق الكروي العالمي”، حيث باتت الأندية الأوروبية تتعامل مع العروض السعودية بمنتهى الجدية.
أما صحيفة موندو ديبورتيفو، فكتبت أن فينيسيوس بات أمام “مفترق طرق حقيقي”، بين الاستمرار في أوروبا لتحقيق مزيد من الألقاب، أو الانتقال إلى السعودية لتحقيق الاستقرار المالي ومكانة نجم أول في مشروع ضخم.
وركزت الصحف الإسبانية على أن الأهلي تحديدًا يُدار بطريقة احترافية جديدة جعلته منافسًا حقيقيًا للهلال في السوق العالمية، وهو ما يعكس تطور الكرة السعودية بشكل مذهل.
موقف فينيسيوس الشخصي
حتى اللحظة، لم يصدر عن اللاعب أي تصريح مباشر بشأن العروض السعودية، لكنه اكتفى بالتأكيد في تصريحات أخيرة بأنه “يحترم جميع العروض ويترك أمر التفاوض لوكلائه”. وأكد أيضًا أنه “يشعر بالامتنان لريال مدريد” لكنه لا يغلق الباب أمام تجربة جديدة.
وقال في أحد اللقاءات التلفزيونية: «كرة القدم لم تعد حكرًا على أوروبا فقط، هناك مشاريع رائعة في آسيا وأمريكا، وأنا أتابعها باهتمام». ما جعل كثيرين يرون في هذا التصريح تلميحًا إلى إمكانية خوض تجربة جديدة خارج القارة العجوز.
توقعات المراقبين.. من الأقرب للفوز بالصفقة؟
بحسب تقييم الخبراء، فإن الهلال ما زال يحتفظ بالأفضلية الطفيفة بسبب مكانته التاريخية وقدرته على جذب النجوم الكبار، لكن دخول الأهلي بهذا الشكل القوي والمغري جعل المنافسة متكافئة تمامًا.
ويرى محللون أن موقف اللاعب نفسه سيكون الفيصل، إذ إن فينيسيوس يبحث عن مشروع رياضي متكامل أكثر من بحثه عن الأموال فقط. وإذا أقنعه الأهلي برؤيته طويلة المدى وبالدور القيادي الذي سيلعبه، فقد يميل كفة الصفقة لصالحه.
وفي جميع الأحوال، فإن مجرد طرح اسم فينيسيوس في السوق السعودي يُعد حدثًا استثنائيًا يعكس المكانة الجديدة للدوري الذي بات يستقطب نخبة نجوم العالم.
خاتمة: صفقة القرن المنتظرة في الملاعب السعودية
سواء انتهت الصفقة لصالح أهلي جدة أو الهلال، فإن المنافسة على ضم فينيسيوس جونيور تمثل مرحلة جديدة في تاريخ الكرة السعودية، تؤكد أن أنديتها باتت قادرة على الدخول بقوة في سوق الانتقالات العالمي والتأثير فيه.
وفي حال نجاح أحد الناديين في ضم اللاعب، فإن ذلك سيشكل نقطة تحول تاريخية في مسار الدوري السعودي للمحترفين، وسيدفع بالمنافسة إلى مستوى غير مسبوق من الحماس والجودة.
الكرة الآن في ملعب فينيسيوس، بين مجد أوروبا ونجومية الشرق، وبين ريال مدريد ومشروع السعودية الطموح. لكن المؤكد أن ما يحدث اليوم يبرهن أن المستقبل الكروي بات يتجه جنوبًا نحو المملكة، حيث المال، والطموح، والمشاريع التي لا تعرف المستحيل.






