الأهلى يستعيد محمد شكري في رحلة بورندي لمواجهة نوار بدوري الأبطال

العودة المنتظرة.. شكري جاهز لدعم المارد الأحمر في بداية مشوار البطولة
استعاد النادي الأهلي المصري خدمات لاعبه محمد شكري الظهير الأيسر، بعد فترة من الغياب عن قائمة الفريق، وذلك قبل التوجه إلى بوروندي لخوض مواجهة الذهاب أمام نادي نوارو ضمن منافسات دور الـ32 من دوري أبطال إفريقيا 2025-2026، في رحلة يسعى خلالها حامل اللقب إلى بداية قوية في مشواره القاري الجديد.
ويعد استدعاء شكري إلى قائمة الفريق أحد أبرز ملامح التحضير للمواجهة المرتقبة، خاصة أنه يمثل أحد العناصر التي يعتمد عليها المدير الفني مارسيل كولر في بناء الهجمات من الجبهة اليسرى، لما يتمتع به من قدرات دفاعية وهجومية متوازنة جعلته من أهم اللاعبين في هذا المركز خلال الموسم الماضي.
كولر يعتمد على شكري بعد عودته من الإصابة
شهدت الأيام الماضية انتظام محمد شكري في تدريبات الفريق الجماعية، بعدما تعافى تمامًا من إصابته العضلية التي لحقت به في نهاية الموسم السابق. وأكد الجهاز الطبي للنادي الأهلي جاهزية اللاعب بنسبة 100٪ للمشاركة في المباريات المقبلة، وهو ما دفع المدير الفني كولر إلى ضمه لقائمة بعثة الفريق المتجهة إلى بوروندي.
وقال كولر في تصريحات صحفية قبل السفر: «محمد شكري من اللاعبين المهمين بالنسبة لي، وعودته في هذا التوقيت تمنحنا حلولًا إضافية في الجبهة اليسرى، خاصة مع ضغط المباريات المنتظر في الفترة المقبلة».
ومن المنتظر أن يشارك شكري في جزء من المباراة على الأقل، بحسب جاهزيته الفنية، إذ يسعى الجهاز الفني لمنحه دقائق تدريجية لاستعادة حساسية المباريات قبل انطلاق المراحل الحاسمة من البطولة.
الأهلي يبحث عن بداية قوية في إفريقيا
يخوض الأهلي مواجهته أمام نوارو وهو يحمل على كتفيه طموحات جماهيره الكبيرة في الحفاظ على لقب دوري أبطال إفريقيا الذي تُوج به الموسم الماضي للمرة الثانية عشرة في تاريخه، كأكثر الأندية تتويجًا في القارة السمراء.
ويحرص كولر على تجهيز جميع عناصر الفريق لمواجهة الأجواء الصعبة في بوروندي، خاصة أن اللقاء يُقام على ملعب صناعي ووسط جماهير متحمسة. ومن هنا تأتي أهمية وجود لاعبين يمتلكون خبرة التعامل مع مثل هذه الظروف، وعلى رأسهم محمد شكري الذي سبق له خوض مباريات صعبة في بطولات إفريقيا.
ويرى الجهاز الفني أن مواجهة نوارو تمثل اختبارًا مبكرًا لقدرة الفريق على فرض أسلوبه منذ الأدوار الأولى، إذ يسعى الأهلي لتجنب المفاجآت التي قد تحدث في مثل هذه المواجهات أمام فرق مغمورة لكنها تمتلك حماسًا ودوافع كبيرة أمام بطل القارة.
محمد شكري.. رحلة صعود في القلعة الحمراء
يُعتبر محمد شكري أحد أبناء قطاع الناشئين في النادي الأهلي، وقد شق طريقه بثبات نحو الفريق الأول بعد عدة تجارب إعارة ناجحة أبرزها مع نادي سيراميكا كليوباترا، حيث قدم أداءً لافتًا جذب أنظار الجهاز الفني للأهلي.
ومع بداية الموسم الماضي، قرر كولر إعادة اللاعب إلى صفوف الفريق، ليصبح خيارًا أساسيًا في مركز الظهير الأيسر، خاصة بعد تراجع أداء بعض اللاعبين في هذا المركز. ونجح شكري في تقديم عروض قوية، سواء على الصعيد المحلي أو الإفريقي، حيث شارك في أكثر من 30 مباراة وساهم بصناعة 8 أهداف.
ويمتاز شكري بدقته في إرسال الكرات العرضية، وقدرته على قراءة الملعب، إلى جانب انضباطه التكتيكي العالي، وهو ما جعله أحد أكثر اللاعبين الذين يعتمد عليهم كولر في خططه، سواء في المباريات التي يحتاج فيها إلى السيطرة أو عند التحول السريع للهجوم.
تألق شكري في التدريبات يمنحه دفعة إضافية
بحسب مصادر داخل النادي، فإن شكري تألق بشكل لافت في تدريبات الفريق الأخيرة على ملعب التتش بالجزيرة، وظهر بحالة بدنية وفنية متميزة، مما لفت انتباه الجهاز الفني ودفع كولر للإشادة به أمام اللاعبين.
وقال مصدر من داخل الجهاز الفني: «كولر سعيد بعودة شكري وبمستواه في التدريبات، ويتوقع أن يكون له دور كبير في مواجهة نوارو، خاصة في حال احتاج الفريق إلى تنشيط الجبهة اليسرى».
وأضاف المصدر أن اللاعب أبدى رغبة كبيرة في استعادة مكانه بالتشكيل الأساسي، وأكد التزامه الكامل بالتعليمات الفنية خلال المران، وهو ما يعكس رغبته في العودة القوية للمشاركة في المباريات القارية.
تاريخ الأهلي في بوروندي.. تفوق واضح وخبرة قارية
تُعد مواجهة نوارو في بوروندي امتدادًا لتاريخ طويل من مواجهات الأهلي مع الفرق الإفريقية في أدوار البطولة المختلفة. فالفريق الأحمر يمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع المباريات التي تُقام خارج الديار، إذ سبق له اللعب في أكثر من 25 دولة إفريقية وحقق نتائج إيجابية في أغلبها.
وفي المواجهات التي خاضها الأهلي في بوروندي من قبل، خرج منتصرًا في أغلبها، مستفيدًا من خبرة لاعبيه في التعامل مع الأجواء المناخية والملعب الصناعي، إلى جانب التحضير الجيد الإداري والفني الذي يحرص النادي عليه في كل بعثة إفريقية.
ويأمل الجهاز الفني أن يستمر هذا التفوق في المواجهة المقبلة، خاصة وأن الفريق يسعى لحسم التأهل مبكرًا قبل مباراة العودة في القاهرة.
كولر يركز على الانسجام الدفاعي والهجومي
في تدريبات الفريق قبل السفر، ركز مارسيل كولر على الجوانب التكتيكية المتعلقة بالضغط العالي وتنظيم الخطوط الخلفية. وشارك محمد شكري في تدريبات خاصة بالتسديد العرضي والتمرير الطويل، وهي إحدى نقاط قوته الرئيسية.
كما عمل الجهاز الفني على تجهيز الثنائي محمد عبد المنعم وياسر إبراهيم في قلب الدفاع، إلى جانب مشاركة أليو ديانج وحمدي فتحي في وسط الملعب لضمان التوازن الدفاعي، بينما يقود كهربا الخط الهجومي بمساندة من بيرسي تاو وحسين الشحات.
ويأمل كولر أن يكون شكري جاهزًا بنسبة كافية للمشاركة في حال الحاجة إليه، خاصة مع ضغط المباريات المحلية والإفريقية الذي يفرض تدويرًا في مراكز الفريق.
التنظيم الإداري والسفر إلى بوروندي
أنهى النادي الأهلي كل استعداداته الإدارية واللوجستية لسفر البعثة إلى العاصمة البوروندية بوجمبورا، حيث غادرت البعثة على متن طائرة خاصة لتوفير أقصى درجات الراحة للاعبين والجهاز الفني، وتجنب الإرهاق الناتج عن السفر الطويل.
وضمت القائمة المسافرة 24 لاعبًا بينهم محمد شكري، إلى جانب الجهاز الفني والطبي والإداري. ومن المقرر أن يخوض الفريق تدريبين على ملعب المباراة قبل اللقاء المرتقب، أحدهما خفيف للتأقلم على أرضية الملعب الصناعي.
كما حرصت إدارة الأهلي على إرسال بعثة استكشافية مسبقًا لتجهيز فندق الإقامة ومتابعة الأجواء المناخية، في تأكيد على الاحترافية العالية التي يتمتع بها النادي في تنظيم رحلاته الإفريقية.
جماهير الأهلي تترقب ظهور شكري
تعيش جماهير الأهلي حالة من الترقب لرؤية محمد شكري مجددًا بالقميص الأحمر، خاصة بعد غيابه لفترة بسبب الإصابة. وقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي برسائل الدعم والتشجيع للاعب، حيث كتب أحد المشجعين: «عودة شكري تعني عودة القوة للجبهة اليسرى».
وقال آخر: «ننتظر عرضياتك يا شكري في إفريقيا.. الأهلي معاك». كما تداولت الجماهير صورًا للاعب أثناء التدريبات الأخيرة، مرفقة بعبارات الحب والتشجيع.
ويأمل جمهور المارد الأحمر أن يواصل اللاعب تألقه وأن يُساهم في قيادة الفريق لتحقيق بداية مثالية في مشوار الدفاع عن لقبه القاري.
الأهلي والبحث عن المجد الإفريقي من جديد
منذ تتويجه باللقب الإفريقي للمرة الثانية عشرة الموسم الماضي، لم يخف الأهلي رغبته في مواصلة السيطرة على البطولة، إذ يعتبر دوري الأبطال جزءًا من هوية النادي. وصرح رئيس النادي محمود الخطيب قائلاً: «الأهلي لا يشارك في البطولات الإفريقية من أجل التمثيل، بل من أجل الفوز فقط».
وأضاف الخطيب أن استعادة شكري وبقية العناصر المصابة قبل بداية المشوار الإفريقي يمنح الفريق دفعة قوية، مشيدًا بانضباط اللاعبين والتزامهم داخل وخارج الملعب.
ويطمح الأهلي لتحقيق ثلاثية قارية متتالية للمرة الأولى في تاريخه الحديث، بعد أن سبق وحققها بين 2005 و2006 و2008 بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه، مما يجعل هذه النسخة ذات أهمية خاصة لدى الجماهير والإدارة.
تحليل فني: كيف يستفيد الأهلي من عودة شكري؟
من الناحية التكتيكية، تشكل عودة محمد شكري إضافة نوعية لأسلوب لعب الأهلي. فهو لاعب يجيد التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، ويتميز بدقة عرضياته التي تمنح المهاجمين فرصًا محققة أمام المرمى. كما أن قدرته على الالتزام الدفاعي تجعله خيارًا مفضلًا في المباريات التي تتطلب توازنًا تكتيكيًا.
ومع عودة شكري، بات لدى كولر حرية أكبر في تدوير اللاعبين بين البطولات المحلية والإفريقية، خاصة في ظل ضغط الجدول. فوجود بديل قوي في مركز الظهير الأيسر يخفف الضغط على اللاعبين الآخرين ويمنح الفريق استقرارًا أكبر.
كما أن اللاعب يمتاز بعلاقته القوية بزملائه في الملعب، وهو ما يجعل عملية الدمج بين خطوط الفريق أكثر سلاسة أثناء المباراة.
التاريخ يتحدث.. الأهلي لا يرحم في الأدوار الأولى
منذ انطلاق دوري أبطال إفريقيا في نسخته الحديثة، اعتاد الأهلي على فرض هيمنته في الأدوار التمهيدية والـ32، حيث لم يُقصَ من هذه المرحلة منذ أكثر من عقدين. وتُظهر الأرقام أن الفريق سجل أكثر من 60 هدفًا في هذه الأدوار خلال آخر عشر سنوات، مقابل استقبال 7 أهداف فقط.
ويأمل كولر أن يواصل الفريق هذا التفوق وأن يحقق فوزًا مريحًا خارج أرضه يضمن له خوض مباراة العودة في القاهرة بأريحية كبيرة، خاصة أن الجمهور المصري ينتظر بداية قوية تبعث برسالة أن الأهلي لا يزال زعيم القارة بلا منازع.
خاتمة: عودة شكري وبداية جديدة للأهلي
بين الأمل والطموح، يدخل الأهلي مواجهته الإفريقية الأولى هذا الموسم وهو مكتمل الصفوف تقريبًا، مع عودة محمد شكري لتدعيم الجبهة اليسرى وإضافة عمق هجومي ودفاعي جديد. إنها ليست مجرد عودة لاعب من إصابة، بل عودة قطعة مهمة من منظومة الانتصارات الحمراء.
وفي ظل الروح العالية التي يعيشها الفريق، يتطلع الجمهور إلى بداية قوية تؤكد أن المارد الأحمر ما زال سيد إفريقيا، وأن رحلة المجد مستمرة مهما تبدلت الأسماء. فالأهلي لا يرضى إلا بالقمة، ومحمد شكري اليوم يعود ليكون جزءًا من تلك القصة المتجددة.
من القاهرة إلى بوروندي.. الأهلي في طريقه لكتابة فصل جديد من تاريخه الإفريقي المجيد.