وزير الاتصالات: سنترال رمسيس ليس الوحيد الذي تعتمد عليه مصر فى الخدمات

من اللحظة الأولى لانتشار صور النيران القادمة من قلب القاهرة، بدأت التساؤلات تتصاعد حول ما إذا كان سنترال رمسيس هو العمود الفقري للاتصالات فى مصر فعلًا كما روج البعض على مواقع التواصل، وبين قلق المواطنين وسخرية البعض الآخر، خرجت الحكومة لتوضيح الصورة الكاملة وتضع النقاط فوق الحروف بشأن تبعات الحريق ومدى تأثيره الفعلي على خدمات الاتصالات والإنترنت في البلاد.
وزير الاتصالات: سنترال رمسيس ليس الوحيد الذي تعتمد عليه مصر فى الخدمات
تزامنًا مع اندلاع الحريق الضخم داخل سنترال رمسيس، اشتعلت أيضًا مواقع التواصل الاجتماعى بعدد كبير من المنشورات التي تباينت ما بين القلق والسخرية، حيث تداول عدد من المستخدمين إشاعات تفيد بأن هذا السنترال هو المركز الرئيسي الوحيد الذى تعتمد عليه مصر بالكامل في خدمات الإنترنت والإتصالات، لدرجة أن البعض كتب منشورات تهكمية يتساءلون فيها إن كان هذا يعنى أننا سنعود إلى “زمن الحمام الزاجل”، بينما أبدى آخرون تخوفهم من تعطل العمل والدراسة بسبب انقطاع الشبكة، ما خلق حالة من البلبلة بين المواطنين.
الحقيقة الكاملة وراء اعتماد مصر على سنترال رمسيس
ردا على تلك الشائعات المتداولة، أكد المهندس عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن سنترال رمسيس ليس هو المركز الوحيد الذي تعتمد عليه الدولة في تقديم خدمات الاتصالات والإنترنت، وأوضح خلال مؤتمر صحفى عقده بمقر مجلس الوزراء أن المنظومة تعتمد على شبكة متكاملة من السنترالات والمراكز التكنولوجية، وهو ما يضمن استمرار الخدمة دون توقف حتى في حالة حدوث طارئ في أحد السنترالات كما حدث في رمسيس، نافيًا بشكل قاطع أن يكون هناك توقف شامل للخدمة في مصر كما روج البعض.
توضيح أسباب الحريق وانتقاله لأدوار متعددة
كشف وزير الاتصالات عن السبب الرئيسى لامتداد الحريق داخل سنترال رمسيس، موضحًا أن النيران بدأت من الطابق السابع وانتشرت بسبب وجود مواسير بداخل الجدران، والتي عملت كقنوات ساعدت فى انتقال اللهب إلى الأدوار الأخرى، وأشار إلى أن هذا العامل تسبب فى اشتعال أغلب أجزاء المبنى بسرعة كبيرة، مما دفع قوات الحماية المدنية إلى التعامل مع الحريق بحذر شديد وعلى مدار ساعات طويلة، كما طمأن المواطنين بأن هناك مراجعة فنية ستجرى لكل المباني المشابهة لتلافى تكرار الحادث مستقبلًا.
الخدمات لم تنقطع والمواطنون لم يشعروا بتأثير مباشر
فى إطار طمأنة الرأى العام، أكد الوزير أن خدمات الإنترنت والإتصالات لم تتأثر بالحريق، والدليل الواضح على ذلك هو أن المواطنين تمكنوا من الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعى ونشر صور الحريق وتفاصيله لحظة بلحظة، مما يبرهن على أن الشبكة تعمل بكفاءة، و أضاف أن الوزارة اتخذت إجراءات احترازية فورية لتحويل المسارات والتأكد من استمرار الخدمة دون أى انقطاع، وهو ما يؤكد على قوة البنية التحتية الرقمية التى تعتمد على توزيع الأحمال وليس مركزية الخدمة.
خطة تطوير البنية التحتية ومواجهة الكوارث
استغل وزير الاتصالات هذا الحدث للتأكيد على أهمية ما تقوم به الدولة فى ملف التحول الرقمى وتحديث البنية التحتية، موضحًا أن وجود خطط بديلة وسنترالات احتياطية هو أمر أساسى فى التعامل مع مثل هذه الأزمات، وأضاف أن الوزارة تعمل على تحديث مراكز البيانات وتوفير أنظمة حماية أكثر تطورًا، كما يتم تدريب فرق الطوارئ على التعامل السريع مع مثل تلك الحوادث لتقليل الخسائر، وشدد على أن الوزارة ستفتح تحقيقًا شاملاً لتحديد سبب الحريق ومحاسبة المقصرين حال وجود إهمال.
رد حكومي مباشر على حملات التضليل الإلكترونية
وفى مواجهة ما سماه البعض بـ”فوضى المعلومات”، دعا الوزير إلى تحرى الدقة وعدم الانسياق وراء الشائعات المتداولة على مواقع التواصل، وأكد أن المعلومات الرسمية لا بد أن تكون المصدر الأول للمواطنين، خصوصًا فى الأزمات، مشيرًا إلى أن هناك صفحات غير مسئولة ساهمت فى تضخيم الواقعة ونشر حالة من الفزع غير المبرر، كما أوضح أن الحكومة ملتزمة بالشفافية الكاملة وأن أى تطورات يتم الإعلان عنها عبر القنوات الرسمية فقط، داعيًا الجميع إلى التعاون ومساعدة الجهات المختصة بدلًا من إثارة القلق.
تعاطف شعبي واسع مع رجال الحماية المدنية
رغم حالة الجدل حول تبعيات الحريق، إلا أن قطاع واسع من المواطنين عبر عن تقديره لجهود رجال الحماية المدنية، الذين ظلوا لساعات فى موقع الحادث للسيطرة على النيران، حيث امتلأت مواقع التواصل بصور لرجال الإطفاء وهم يواجهون ألسنة اللهب وسط دخان كثيف وحرارة مرتفعة، واعتبر كثيرون أن ما حدث يعكس حجم التضحيات التى يقدمها هؤلاء الرجال فى سبيل حماية الممتلكات العامة والخاصة، ودعوا إلى دعمهم نفسيًا وتكريمهم على دورهم البطولى فى مثل هذه الحوادث.
التحقيقات مستمرة والجهات المعنية تتابع الموقف
أعلنت الجهات المختصة عن فتح تحقيق شامل فى أسباب الحريق، سواء من الناحية الفنية أو الإدارية، مع استدعاء مسئولى الصيانة والمتابعة داخل السنترال للوقوف على تفاصيل ما حدث، وأكدت وزارة الاتصالات أنها ستعلن نتائج التحقيقات بشفافية فور الانتهاء منها، كما تم إرسال لجان فنية لفحص المبنى والتأكد من مدى صلاحية الأدوار المختلفة للعمل لاحقًا، مع التوجيه بسرعة إصلاح الأضرار وإعادة تشغيل السنترال بشكل جزئى أو كلى وفقًا لما ستسفر عنه تقارير الفحص الهندسى.
خطط مستقبلية لتأمين مراكز الاتصالات
أكد مصدر مسئول بوزارة الاتصالات أن الوزارة بدأت بالفعل دراسة تطوير شامل لمراكز السنترالات القديمة على مستوى الجمهورية بعد حادث سنترال رمسيس، وأضاف أن الخطة تتضمن تركيب أنظمة إنذار مبكر ومراقبة حرارية متطورة لرصد أى نشاط غير طبيعى داخل غرف التشغيل، بالإضافة إلى تجهيز كل سنترال بوحدات إطفاء ذاتى ومخارج طوارئ أكثر أمان، ويأتي ذلك ضمن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتأمينها ضد أى مخاطر محتملة سواء كانت حرائق أو أعطال كهربائية مفاجئة.
تقييم أولى للخسائر وأعمال الصيانة
أعلنت الشركة المصرية للاتصالات أن فرق التقييم بدأت مباشرة العمل داخل سنترال رمسيس بمجرد السيطرة على الحريق، وأوضحت أن هناك تجهيزات جارية لحصر الخسائر المادية وتحديد الأجزاء المتضررة من البنية التحتية، مع وضع خطة عاجلة لإعادة تأهيل ما يمكن إصلاحه واستبدال التالف، وأكد مصدر من داخل الشركة أن بعض الخدمات تم تحويلها مؤقتًا إلى سنترالات مجاورة لتجنب أى تأثير على المستخدمين، موضحًا أن الفرق الفنية تعمل على مدار الساعة لتسريع وتيرة الإصلاح دون التأثير على جودة الخدمات المقدمة.
حركة مرورية مضطربة وإجراءات أمنية مشددة
شهدت منطقة رمسيس حالة من التكدس المروري والازدحام الشديد في محيط السنترال خلال ساعات الحريق، حيث تواجدت سيارات الإطفاء والإسعاف بكثافة، إلى جانب انتشار أمنى واسع لتأمين المكان ومنع اقتراب المواطنين، وأفادت مصادر أمنية أن الحماية المدنية فرضت كردون أمني حول المبنى لمنع أى خطر على المارة، كما تم تحويل مسارات بعض السيارات إلى شوارع جانبية لتسهيل تحركات فرق الطوارئ، وأكد شهود عيان أن التعامل مع الحادث كان سريع ومنظم، مما ساعد فى تقليل الخسائر والسيطرة على الوضع فى وقت مناسب.






