قصص إثارة وغموض

جرح قريب حكاوي كاتبة حور حمدان

صورت دراعي وبعتله الصورة وأنا في قمة غضبي منه وكتبتله

عاجبك اللي أمك وأختك عملوه فيا..

رد فورا كأنه كان منتظر رسالتي

أهلي مستحيل يعملوا كده يا حور

دموعي نزلت بحزن وكتبت بتوتر

لا! كانوا عندي النهاردة وادوني إزازة قالولي دي برفيوم رشيت منها على إيدي لقيتها مية نار!!

رد بكل برود

وهيعملوا معاكي كده ليه أكيد انتي اللي عاملة في نفسك كده وبعدين عادي شوية وتخفي.

سكت لحظة وبعدين بعتلي تاني

بلاش دراما زيادة عن اللزوم وكل شوية تتهمي أهلي.

لو مش مرتاحة كلمي مامتك وخليها تاخدك لدكتور وخلاص.

قريت الكلام وأنا قلبي بيتكسر إزاي بالشكل ده إزاي شايف العذاب اللي فيا وبرضه متمسك إن أهله ملايكة

رفعت عيني بصعوبة عن الشاشة ودموعي مغرقاني وقلبي بيصرخ

هو ده الإنسان اللي كنت ناوية أكمل حياتي معاه

قمت بالعافية ورحت على المراية أبص على دراعي الجلد كان محروق ومتقشر لونه أحمر ونقط دم صغيرة بدأت تظهر.

الألم كان بيوصل لعظمي بس الوجع الحقيقي جاي من جوه من خذلته من بروده من خيانته لكل كلمة حب قالها زمان.

مسحت دموعي ومسكت الموبايل واتصلت على واحدة صاحبتي في الكلية مي

مي أنا محتاجة أروح المستشفى حالا ممكن تيجي تاخديني

سمعت صوتها متوتر مالك في

إيه صوتك بيترعش!

هفهمك كل حاجة بعدين بس بالله عليكي ماتسألينيش دلوقتي.

قفلت ولبست بسرعة ولفيت طرحة على شعري ونزلت قلبي كان متشقق دماغي فيها ألف صوت بيزن وكل صوت فيهم

بيقوللي

في حاجة غلط في حاجة مش طبيعية!

دخلت المستشفى والدكتورة أول ما شافت دراعي شهقت وقالت

مين اللي عمل فيك كده ده حرق كيميائي واضح إنه من مادة شديدة زي المية النار أو الحمض.

رشيت حاجة على إيدي من إزازة برفيوم بس اللي فيها ماكنش برفيوم.

الدكتورة بصتلي بريبة انتي متأكدة إنك ماكنتيش هدف يعني مش ممكن حد قصد يأذيكي

سكت وهزيت راسي ب آه وأنا دموعي نزلت تاني.

رجعت البيت مع مي ومخي مش ساكت فضلت أقلب في الكلام اللي حصل وفي اللحظة دي جاتني فكرة

طب ما أنا معايا الإزازة. ليه ما أقدمش بلاغ ليه أسكت

دخلت أوضتي وجبت الإزازة لسه فيها شوية من السائل الشفاف اللي شكله ما يبانش عليه الشر

تاني يوم صحيت ودماغي مصممة على خطوة واحدة

روحت القسم.

دخلت على الظابط وقدمت المحضر وقلتله كل اللي حصل من أول زيارة حماتي وأخت خطيبي لحد لحظة ما رشيت السائل.

الظابط قاللي انتي عملتي الصح والتحقيق هيتم فورا بس بصراحة دي مش أول مرة ييجي بلاغ عن الأهل دول.

رفعت عيني فيه بصدمة يعني في

حد غيري اتأذى منهم!

هز راسه ب آه وقال استني معانا شوية ممكن نكشف أكتر مما تتخيلي.

وهنا قلبي اتقبض بس في نفس الوقت حسيت بنار الإنتقام بتولع جوايا

مش هسكت مش بعد اللي عملوه فيا.

استنيت في القسم والقلق واكلني بعد شوية خرج الظابط ومعاه ملف صغير وقاللي بنبرة جادة

تعالي معايا يا آنسة في حاجة محتاجة تشوفيها.

دخلت ورا قعدني قدامه وفتح الملف لقيت فيه صورة واحدة ست وشهادة بلاغ قديم.

شايفة الست دي اسمها نهى كانت مخطوبة لأخو خطيبك وقدمت بلاغ من سنة تقريبا إنهم حرقوا لها وشها بحاجة شبه اللي اتحرقتي بيها.

لكن للأسف اتنازلت بعد كده واختفت حرفيا اختفت.

شهقت وقلبي وقع مني يعني ده مش أول مرة!

أيوه وده اللي شجعنا نبدأ نراقب تحركاتهم من فترة بس كنا مستنيين حد ييجي ويكمل السكة للآخر. وانتي عملتي كده.

قالي إنه هيطلب استدعاء رسمي لحماتي وخطيبتي والتحقيق هيبدأ.

وفعلا بعد يومين اتقبض عليهم وخطيبي كمان جاله استدعاء للتحقيق وكان أول مرة من وقت الحادثة يكلمني.

قالي بنبرة ضعيفة

حور انتي فعلا عملتي بلاغ ضد أمي وأختي

رديت وأنا ماسكة دموعي

أنا عملت بلاغ ضد الأذى مش مهم جاي من مين. ولو بتحبني بجد كنت حاسيت بيا مش شكيت فيا!

قالها ببرود كالعادة

يعني

كده خلاص هنضيع كل حاجة

اللي ضيع كل حاجة هو سكوتك عن حقي.

قفل السكة وأنا حسيت براح داخلي مش حزن لا ده كان تحرر.

مر أسبوع واتحددت جلسة أولى في المحكمة ووقتها ظهر دليل جديد

الكاميرا بتاعة العمارة كانت لاقطة اللحظة اللي أمه وأخته دخلوا بإزازة البرفيوم ومعاهم كيس بلاستيك صغير اتعرف إنه كيس مية نار.

التحقيق مشي في طريقه والنيابة خدت إجراءاتها وخطيبي اتورط معاهم كمتستر وتم حبسه احتياطي لحين انتهاء التحقيق.

وأنا

أنا بقيت أقوى.

نقلت شغلي وبدأت أعالج دراعي عند دكتور تجميل محترف وكمان قررت أعمل جلسات دعم نفسي.

وفي وسط الزحمة دي ظهر هو.

شريف الظابط اللي مسك القضية.

كان دايما بيطمن عليا وبيتابع تطورات القضية بهدوء واهتمام لحد ما في يوم قابلني في الكافيه وقالي

أنا عارف إنك خارجة من تجربة صعبة ومش هضغط عليك. بس لو يوم حسيتي إنك محتاجة حد يشاركك الطريق أنا هنا.

بصيتله وابتسمت بابتسامة خفيفة

ولأول مرة حسيت إني شايفة راجل فعلا راجل بيحس وبيفهم ويصون.

بعد سنة وأنا خارجة من جلسة المحكمة الأخيرة بعد ما اتحكم على خطيبي وأهله بالسجن

لقيته واقف مستنيني ومسك وردة بيضا في إيده.

وقاللي

ممكن نبدأ من أول وجديد بس على نضافة

ضحكت وموافقتش

على طول بس قلبي كان بيضحك قبلي.

جرح_قريب

حكاوي_كاتبة

حور_حمدان



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى