
وأنا بدور على تطبيقات تعليمية للأطفال، لقيت اسمه بيظهر في كذا مكان: “لمسة”. الاسم شدني، بسيط وطفولي، بس فيه لمسة حنية كده تخليني أحب أفتحه. دخلت عليه بعين الباحثة مش الأم، وكنت عايزة أشوف هل هو واحد من التطبيقات اللي شكلها حلو بس؟ ولا فعلاً ورا الواجهة دي محتوى يستحق؟ أول انطباع كان مريح. مافيش تعقيد، مافيش خطوات كتير علشان توصلي للمحتوى. حسيت كأنهم مصممين التطبيق بعين الطفل، وده نادر. كل حاجة بألوان، وكل لون له معنى، والمسارات التعليمية مشروحة كأنك في قصة مش في منهج. أنا كتبت عن تطبيقات أطفال قبل كده، بس قليل اللي يراعي إن التعليم مش لازم يبقى جاف. واللي عجبني هنا إن “لمسة” بيحاول يقدم التعليم كجزء من اللعب، مش حاجة منفصلة عنه. وده اللي خلاني أكمل التصفح بنية إن أكتب عن التطبيق ده، مش بس أعدي عليه.
المحتوى مش بس تعليمي… فيه ذوق وحكاية
في كتير تطبيقات بتقدم محتوى تعليمي، بس قليل منهم بيحاول يربط الطفل بالمعلومة من خلال حكاية. “لمسة” عامل ده بذكاء. مش بيقدملك درس مباشر، لكن بيحط الطفل في قلب القصة، ويسيبه يتعلم وهو جوّا الحدث. دخلت أشوف المحتوى العربي، ولقيت إن في اهتمام بالثقافة، بالقيم، وحتى باللهجة. كل قصة معمولة علشان توصّل رسالة، وكل لعبة تربط الطفل بحاجة كان لسه قاريها. وده بيخلي العملية التعليمية تمشي في دواير، مش خطوات منفصلة. حسيت إن فيه ناس قاعدة تفكر ورا المحتوى ده، مش مجرد مترجمين أو مبرمجين. الأسلوب ده بيخلّي الطفل يفتكر، مش بس يعرف. وأنا كمحررة، ده بيفرق معايا، لأن التعليم الحقيقي بيبدأ من الارتباط بالمعلومة مش من حفظها. اللي زاد إعجابي كمان إنهم بيخاطبوا الطفل كإنسان مش كمستهلك، بيقدّروه ويكلموه بلغة تحترم خياله وفهمه، وده حاجة بقت نادرة.
-
أول مرة سمعت عن التطبيق حسيت إنه بيطمن القلب2025-06-19
تجربة الطفل مش عشوائية… كل حاجة في مكانها
كنت دايمًا بلاحظ في التطبيقات التعليمية إنك تلاقي اللعبة في حتة، والدرس في حتة، والقصة في حتة تالتة، وكأن الطفل مسؤول يربط كل ده. لكن في لمسة، التجربة ماشية على خيط واحد. من أول ما الطفل يفتح التطبيق، بيمشي في مسار واضح. مافيش تنطيط، مافيش حاجات بتشتت. كل اختيار بيكمل اللي قبله. وفيه “رحلات تعلم”، يعني مش بس محتوى متناثر، لكن مسارات موضوعية بتاخد الطفل من أول خطوة لحد ما يفهم. ده بيعني إنهم مش بيقدموا كم محتوى وخلاص، لكن بيصمموا تجربة مدروسة. وأنا كتبت عن كتير تطبيقات تعليم، بس قليل اللي فعلاً يهتم بالتدرّج، وكأن الطفل بيمشي في رحلة فيها بداية ووسط ونهاية. الفكرة دي بسيطة، بس تنفيذها صعب، ولاحظت إن “لمسة” عامل ده من غير ما يقول، بس بتحسّه وانت ماشية جوا التطبيق. وده خلاني أحترمهم أكتر، لأن مش كل شغل حلو بيبقى ظاهر.
التصميم يخاطب خيال الطفل ويريّح عين الكبير
فيه فرق كبير بين تصميم يكون “ملوّن” وتصميم فعلاً يناسب الأطفال. وده فرق بيبان أول ما تبصي على تفاصيل “لمسة”. الألوان مش عشوائية، الخلفيات مش مشغولة على الفاضي، وفيه تناسق بيخلي كل صفحة تبقى مريحة. الطفل اللي قاعد يتفرج ما بيتعبش، والكبير اللي بيراقب ما بيحسش إن في دوشة. فيه شخصيات مرسومة بشكل بسيط بس مش ممل، فيها ملامح ودفا، كأنك بتتفرجي على كرتون هادي. وده مش صدفة، ده تصميم بيخاطب خيال الطفل وبيفهم إزاي يوصله معلومة من غير ما يضغط عليه. كمان أماكن الأزرار، وحجم الخط، وحتى الأصوات اللي بتطلع مع التفاعل، كلها محسوبة. ودي من الحاجات اللي بتخليني أعرف إن فريق التصميم فاهم، مش بس بيجرب. التصميم في لمسة بيخلي الطفل ينسى إنه بيتعلم، وده من أحلى الحاجات اللي ممكن تطبيق يعملها.
المحتوى الديني والقصص الأخلاقية عاملين توازن ذكي
وأنا بقلّب جوه التطبيق، لقيت حاجة ما كنتش متوقعاها بالشكل ده: فيه محتوى ديني، بس معمول بطريقة مش مباشرة، ومش تقليدية. مافيش تلقين، مافيش خطاب تقيل على الطفل. القصص فيها رسائل دينية بسيطة، زي الصدق، برّ الوالدين، الأمانة، من غير ما تحسي إنك في حصة تربية دينية. وده مهم جدًا في جيل بيبعد عن كل حاجة شكلها تلقيني. حتى القصص النبوية أو الأدعية معمولة بصوت دافئ، وبأسلوب بيدخل القلب. حسيت إن فيه وعي حقيقي، إن الطفل مش لازم يسمع علشان يعرف، ممكن يعيش جوه القصة ويفهم المعنى. التطبيق بيحاول يحط الدين والأخلاق في قلب اليوم العادي للطفل، من غير ما يفصلهم عن المرح أو اللعب. ودي طريقة أنا نفسي أتمناها في الكتب، فما بالك بتطبيق رقمي! ده بيدّي الأهل فرصة يقدموا القيم من غير ضغط، ويدي الطفل فرصة يحب يسمع عن ربنا والأنبياء من قلب الحكاية.
هل ينفع لكل الفئات العمرية؟ مش بنسبة واحدة
واحدة من الحاجات اللي حاولت أقيّمها وأنا بكتب هي: هل المحتوى مناسب لكل الأعمار؟ ولا في عمر معين هو اللي هيستفيد بجد؟ الحقيقة إن أغلب المحتوى معمول للأطفال في المرحلة من ٣ لـ٨ سنين. فيه حاجات أكبر، بس التركيز الحقيقي بيبان إنه للأطفال الصغيرين اللي لسه بيتعلّموا القراءة، أو بيتعرضوا لأول مرة لمفاهيم جديدة. وده مش عيب، بس محتاج توضيح. لأن كتير من الأهالي بيدوروا على محتوى يناسب أطفالهم اللي عدوا سن الروضة، وبيكتشفوا إن التطبيق مفيد أكتر للمرحلة الأولى. فيه مساحة ممكن التطبيق يطوّر فيها محتوى أكبر سنًا، أو يبني مسارات موازية حسب عمر الطفل. لكن اللي موجود حاليًا معمول باتقان للفئة اللي بيخدمها. فلازم الأهل يكون عندهم التوقعات دي وهم بيحملوا التطبيق، علشان ما يحسوش إن في نقص، بينما هو بس مصمّم بتركيز واضح على بداية رحلة الطفل التعليمية، واللي فعلاً بيحتاج فيها أسلوب خاص جدًا علشان يحب التعلّم.
التخصيص حسب الطفل بيدي إحساس إن كل واحد ليه تطبيقه
حاجة حلوة لاحظتها بعد شوية استخدام هي إن التطبيق مش بيشتغل بنفس الشكل لكل طفل. يعني ممكن تبني مسار حسب تفضيلات طفلك، أو تحددي له مستوى معين، والمحتوى يتكيّف على الأساس ده. ده بيخلي الطفل يحس إن اللي بيظهر له معمول علشانه، مش مجرد محتوى جاهز للجميع. ودي لمسة شخصية نادرة في التطبيقات اللي للأطفال. لأن عادةً بيكون فيه محتوى واحد وكل الأطفال يمرّوا عليه بغض النظر عن مستواهم أو اهتماماتهم. هنا في “لمسة”، الطفل ممكن يبدأ من نقطة هو مرتاح فيها، ويتطور بطريقته. كمان، في أدوات للأهل يقدروا يستخدموها علشان يتابعوا وينظّموا، من غير تدخل مبالغ فيه. ده بيخلي العلاقة بين الطفل والتطبيق فيها استقلالية، وده مهم. لأن الطفل لما يحس إن ليه دور، وإنه بيتعلم بطريقته، بيرتبط أكتر بالمحتوى. حسيت إنهم فاهمين نفسية الطفل، وعارفين إن التعليم مش بس معلومة، ده كمان تجربة شخصية.
التطبيق مش بيوقف بس على القصص… فيه تجارب عملية
وأنا بكمل التصفح، لاحظت إن التطبيق مش بيقف عند القصص أو الألعاب التعليمية، لكن كمان بيقدّم تجارب عملية صغيرة للطفل يقدر ينفذها في البيت. يعني مثلًا، لو قصة فيها زراعة أو طهي، تلاقي بعدها نشاط بسيط ممكن الطفل يعمله بإيده. ده مش بس بيعمّق الفهم، لكنه بيربط بين الخيال والواقع. الطفل بيبدأ يشوف إن اللي تعلمه مش كلام في شاشة بس، لكنه حاجة ممكن يعيشها. وده بيفرق جدًا في التعلّم طويل المدى. فيه أطفال بيتذكروا النشاط أكتر من القصة، ومن هنا تبتدي الفكرة تترسّخ. حتى في أنشطة فيها رسم وتلوين، ودي بتساعد الأطفال اللي بيتعلموا بصريًا. حسيت إن “لمسة” مش عايز يحبس الطفل جوه الشاشة، بالعكس، هو عايز يفتح له باب يخرج منه يتفاعل مع العالم، حتى لو البداية كانت رقمية. وده نوع من التوازن أنا باقدّره جدًا، وبيخلي التطبيق أداة فعلاً فيها حياة، مش مجرد وقت تمضية.
رأيي كمحررة بتركّز على تجربة الطفل مش بس الشكل
أنا مش بأكتب عن التطبيقات علشان أبهر أو أقيّم بالجرافيك فقط. اللي بيهمني دايمًا هو إحساس الطفل، هل هيرتاح؟ هل هيرتبط؟ هل هيحب التعلّم من خلاله؟ “لمسة” بالنسبالي واحد من التطبيقات القليلة اللي فعلاً حاول يعمل ده بجد. واضح إن فيه فريق بيفكر، وبيتابع، وبيطوّر. آه فيه مساحة للتوسع، وفيه أعمار محتاجة محتوى أكتر، بس اللي موجود حاليًا معمول بحب وفهم. وفي زمن بقينا نركن الطفل قدام الشاشة ونسكت، وجود تطبيق بيحاول يحترم عقله ويعلّمه، ده حاجة مش قليلة. وده يخلي حتى اللي ما بيحبوش التعليم الرقمي، يراجعوا رأيهم. أنا كتبت كتير عن أدوات وتطبيقات، بس قليل اللي بحس إنهم بيكلموا الطفل كطفل، مش كمستخدم صغير. و”لمسة” واحد منهم.