في ليلة كروية تاريخية، كتب منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 عامًا واحدة من أكبر الانتصارات في تاريخ الكرة النسائية العربية، بعدما سحق نظيره الليبي بنتيجة ساحقة 12-0، في مباراة شهدت أداءً استثنائيًا من الفتيات المصريات، وصعودًا مستحقًا إلى نهائي بطولة شمال أفريقيا المقامة حاليًا على الأراضي التونسية.
تفاصيل المباراة.. سيطرة مطلقة وأهداف من كل الأشكال
منذ الدقيقة الأولى، أظهرت لاعبات منتخب مصر نية واضحة على تحقيق الفوز بأكبر عدد ممكن من الأهداف.
المنتخب الليبي حاول الصمود في الدقائق الأولى، لكن سرعة التمريرات المصرية والضغط الهجومي المكثف جعلا الدفاع الليبي ينهار مبكرًا، لتهتز الشباك في الدقيقة الخامسة من الشوط الأول.
بعد الهدف الأول، اشتعل الحماس داخل المستطيل الأخضر، لتسجل مصر أربعة أهداف متتالية خلال ربع ساعة فقط، وسط تألق لافت من الجناحين والهجوم الذي لم يهدأ لحظة.
في الشوط الثاني، استمرت السيطرة المطلقة، وتبديلات المدربة لم تؤثر على الإيقاع، بل زادت من الفاعلية الهجومية، لتتضاعف النتيجة وتنتهي المباراة بنتيجة تاريخية 12-0، في واحدة من أكبر النتائج في تاريخ البطولات النسائية القارية.
المديرة الفنية: فخورة باللاعبات.. الفوز تتويج لجهد كبير
في تصريحاتها بعد المباراة، عبّرت الكابتن شيرين الهواري، المديرة الفنية للمنتخب، عن سعادتها البالغة بالأداء والروح العالية التي ظهرت بها اللاعبات.
وقالت:
“ما تحقق اليوم ليس مجرد فوز كبير، بل هو نتيجة تعب وتدريب متواصل طوال الأشهر الماضية. اللاعبات التزمن بالتعليمات التكتيكية بدقة، ونجحن في تنفيذ كل ما خططنا له داخل الملعب.”
وأكدت أن الهدف لم يكن فقط تحقيق الانتصار، بل تقديم أداء قوي يُثبت أن الكرة النسائية المصرية تتطور بسرعة، وأنها قادرة على المنافسة القارية والعربية بقوة.
أداء هجومي خارق.. ولاعبات يسطعن في سماء البطولة
شهدت المباراة تألقًا غير عادي لعدد من اللاعبات المصريات، خاصة في الخط الهجومي الذي صنع الفارق.
النجمة فريدة السيد سجلت “هاتريك” رائع، بينما أحرزت ملك محمد هدفين وصنعت ثلاثة آخرين، كما قدمت هاجر عبد العال أداءً دفاعيًا مميزًا حافظ على نظافة الشباك.
وكان واضحًا من طريقة اللعب أن المنتخب يمتلك توليفة مميزة من المهارة والسرعة والانضباط التكتيكي.
المنتخب المصري لم يكتف بالهجوم، بل أظهر أيضًا صلابة دفاعية ومرونة تكتيكية واضحة.
الانتشار الجيد داخل الملعب، والتمرير السريع بين الخطوط، منح الفتيات السيطرة المطلقة على مجريات اللقاء، وسط تصفيق الجماهير الحاضرة التي لم تتوقف عن الهتاف طوال التسعين دقيقة.
رحلة المنتخب في البطولة.. من البدايات إلى القمة
بدأ منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 عامًا مشواره في البطولة بقوة، حيث تغلب على الجزائر في اللقاء الأول بثلاثية نظيفة، ثم واجه تونس في مباراة قوية انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، قبل أن يأتي الفوز الكاسح على ليبيا ليعلن رسميًا تأهل الفراعنة إلى المباراة النهائية.
ويُعد هذا الأداء القوي استمرارًا للمستوى المتصاعد للكرة النسائية في مصر خلال السنوات الأخيرة، بفضل دعم اتحاد الكرة وزيادة عدد البطولات المحلية للفتيات في مختلف الفئات العمرية.
تحليل فني.. كيف لعبت مصر بهذه القوة؟
اعتمدت المديرة الفنية على خطة هجومية صريحة 4-3-3،
مع التركيز على الضغط العالي من منتصف الملعب، واستغلال الأطراف في الاختراق والتمرير العرضي.
التحول السريع من الدفاع للهجوم كان السلاح الأخطر،
في ظل المهارة العالية والانسجام الكبير بين اللاعبات.
تميزت مصر باللعب الجماعي والتمرير القصير المتقن،
مع مرونة تكتيكية جعلت الفريق ينتقل من الهجوم إلى الدفاع بسلاسة.
كما ساعدت اللياقة البدنية الممتازة للفتيات في الحفاظ على الإيقاع العالي حتى الدقائق الأخيرة،
وهو ما جعل الفارق في المستوى يبدو واضحًا جدًا أمام منتخب ليبيا الذي لم يتمكن من مجاراة السرعة المصرية.
ردود الفعل في الشارع الرياضي المصري
فور انتهاء المباراة، تصدر وسم #منتخب_مصر_النسائي مواقع التواصل الاجتماعي،
وسط سيل من التعليقات الداعمة للفريق،
حيث اعتبر الجمهور الفوز “إنجازًا تاريخيًا” يجب أن يُحتفى به رسميًا.
وكتب أحد المشجعين:
“منتخب البنات رفع راسنا.. شكرًا على الأداء المشرف.”
فيما قالت مشجعة أخرى:
“لو الأداء ده استمر، مصر ممكن توصل لكأس العالم قريب جدًا.”
الصحف المصرية والعربية تناولت الفوز بإعجاب كبير،
ووصفته بعض القنوات الرياضية بأنه “نقطة تحول في تاريخ الكرة النسائية المصرية”.
المنتخب الليبي يعترف بتفوق الفراعنة
في المقابل، أكد مدرب منتخب ليبيا للكرة النسائية أن المنتخب المصري
قدم أداءً استثنائيًا يستحق الاحترام،
وقال في تصريحات بعد المباراة:
“لم نواجه فريقًا بهذا التنظيم والسرعة من قبل،
المنتخب المصري يملك لاعبات محترفات عقلًا وبدنًا.”
وأشاد أيضًا بالروح الرياضية التي سادت اللقاء،
مؤكدًا أن الهزيمة رغم قسوتها ستكون “درسًا مفيدًا” لتطوير الكرة النسائية الليبية في المستقبل.
مصر إلى النهائي.. من تواجه؟
بفوزها الكبير، ضمنت مصر مكانها في المباراة النهائية،
حيث ستواجه الفائز من مباراة تونس والجزائر،
والتي تُقام مساء اليوم لتحديد الطرف الثاني في النهائي المرتقب.
ومن المتوقع أن يكون النهائي حافلًا بالإثارة،
خصوصًا بعد الأداء القوي الذي قدمه المنتخب المصري في الدور نصف النهائي.
مستقبل مشرق لكرة القدم النسائية المصرية
هذا الفوز الضخم لا يُعتبر مجرد رقم في مباراة،
بل هو خطوة جديدة في طريق طويل لبناء جيل نسائي قادر على المنافسة قاريًا وعالميًا.
فمنذ عام 2020، بدأت كرة القدم النسائية في مصر تتطور بشكل ملحوظ،
بفضل دعم الاتحاد المصري لكرة القدم وتأسيس دوريات للفتيات في المراحل السنية المختلفة.
ويرى خبراء اللعبة أن فوز منتخب تحت 20 عامًا بهذا الشكل
هو انعكاس مباشر للتطور في البنية التحتية الرياضية،
وللجهد الكبير الذي تبذله الأكاديميات والمدارس الرياضية الخاصة بتدريب الفتيات.
كما أن الإعلام بدأ يسلّط الضوء أكثر على هذه البطولات،
مما زاد من الحماس والإقبال على ممارسة اللعبة.
الختام.. فتيات الفراعنة يصنعن التاريخ
ختامًا، يمكن القول إن منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 عامًا
كتب فصلًا جديدًا في تاريخ كرة القدم النسائية العربية،
بأداء رائع وفوز كاسح أثبت أن الفتيات المصريات
يمتلكن الموهبة والطموح والعزيمة لتحقيق إنجازات حقيقية.
وإذا استمرت هذه المنظومة بنفس التطور،
فإن حلم التأهل إلى كأس العالم للسيدات تحت 20 عامًا
لن يكون بعيد المنال.
كل التوفيق لفتيات الفراعنة في النهائي المرتقب،
ولكل من ساهم في دعم هذا الجيل الذهبي.
