تقارير تركية: جالطة سراي يخطط للتعاقد مع محمد صلاح في يناير.. صفقة القرن تقترب؟

مفاجأة تهز أوساط كرة القدم الأوروبية
أثارت وسائل الإعلام الرياضية في تركيا موجة واسعة من الجدل بعد نشرها تقارير تؤكد أن نادي جالطة سراي التركي يدرس بجدية التعاقد مع النجم المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة في يناير 2026.
وبحسب ما أوردته صحيفة فاناتيك التركية وعدة مواقع رياضية محلية، فإن إدارة جالطة سراي وضعت اسم صلاح على رأس قائمة أولوياتها استعدادًا للموسم الجديد، في محاولة لإحداث نقلة نوعية للفريق محليًا وأوروبيًا، خاصة مع سعي النادي لتعزيز مكانته في دوري أبطال أوروبا.
الأنباء المفاجئة تأتي في وقت لا يزال فيه مستقبل صلاح مع ليفربول محل تساؤلات كثيرة، بعد دخوله عامه الثالث والثلاثين واقتراب عقده من نهايته، مع عدم تجديد رسمي حتى الآن من إدارة “الريدز”.
جالطة سراي يضع خطة طموحة لجذب النجم المصري
وفقًا للتقارير التركية، فإن إدارة نادي جالطة سراي برئاسة دورسون أوزبك تسعى لإبرام صفقة تاريخية خلال الميركاتو الشتوي المقبل، تهدف من خلالها إلى رفع القيمة التسويقية للنادي، وزيادة شعبيته في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتشير التقارير إلى أن النادي أعد خطة مالية متكاملة تشمل تمويل الصفقة عبر رعاة أتراك وشركات خليجية، خاصة من السعودية وقطر، لتغطية تكاليف انتقال صلاح وراتبه السنوي الضخم الذي يتجاوز 20 مليون دولار في ليفربول.
كما يدرس النادي تقديم عرض يمتد لعامين ونصف، مع إمكانية تمديد لعام إضافي، وراتب سنوي كبير يجعله الأعلى أجرًا في تاريخ الدوري التركي الممتاز.
محمد صلاح.. بين المجد الأوروبي وتحدٍ جديد
منذ انتقاله إلى ليفربول عام 2017، أصبح محمد صلاح رمزًا عالميًا للنجاح والإصرار، حيث قاد الفريق إلى تحقيق دوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي 2020 وحقق عشرات الأرقام القياسية التي جعلته من بين أعظم لاعبي النادي عبر تاريخه.
إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تغيرًا في ملامح الفريق بعد رحيل المدرب الألماني يورجن كلوب وتراجع الأداء النسبي في بعض المباريات، ما جعل مستقبل صلاح مع الريدز مثارًا للجدل.
وبينما ارتبط اسمه مرارًا بعروض من أندية سعودية كالهلال والاتحاد، فإن طرح اسم جالطة سراي يشكل مفاجأة كبرى، خصوصًا أن النادي التركي لا يملك عادة القدرة المالية لمنافسة الأندية الأوروبية الكبرى.
ردود الأفعال في الإعلام التركي والعالمي
تناولت وسائل الإعلام التركية الخبر بشغف بالغ، حيث وصفت صحيفة “صباح” التركية الصفقة المحتملة بأنها “صفقة القرن” في الكرة التركية، إذا ما تمت بالفعل.
في المقابل، شكك بعض المحللين في جدية المفاوضات، معتبرين أن الأمر لا يزال في مرحلة “التمني” أكثر من كونه تحركًا رسميًا، إذ لم تصدر أي تصريحات من إدارة ليفربول أو وكيل اللاعب تؤكد تلقي عروض رسمية حتى الآن.
أما في إنجلترا، فقد تناولت صحيفة “ديلي ميل” الخبر من زاوية مختلفة، حيث رأت أن اهتمام الأندية خارج أوروبا الغربية بصلاح يعكس “تغيرًا في موازين سوق الانتقالات”، خاصة مع دخول رؤوس الأموال الآسيوية والعربية في تمويل الأندية.
الأسباب التي قد تدفع صلاح للتفكير في الرحيل
على الرغم من الشعبية الجارفة التي يتمتع بها صلاح في ليفربول، إلا أن هناك عدة عوامل قد تجعله يفكر في تجربة جديدة:
- تقدمه في العمر: إذ بلغ 33 عامًا، وقد يكون هذا التوقيت الأنسب لخوض تجربة جديدة قبل نهاية مسيرته الاحترافية.
- بحثه عن تحدٍ جديد: ربما يشعر أنه حقق كل ما يمكن تحقيقه في إنجلترا، ويرغب في خوض مغامرة مختلفة.
- العائد المالي: من الممكن أن يكون العرض التركي أو الخليجي مغريًا جدًا من الناحية الاقتصادية.
- ضغط المنافسة في البريميرليج: إذ أصبحت المنافسة أكثر صعوبة مع صعود مانشستر سيتي وآرسنال وفرق أخرى.
- الجاذبية الجماهيرية: جالطة سراي يمتلك جمهورًا عريضًا عالميًا، وقد يجد صلاح فيه بيئة محبة وداعمة كما اعتاد.
تحليل فني: ماذا سيضيف محمد صلاح لجالطة سراي؟
من الناحية الفنية، يُعد محمد صلاح صفقة من العيار الثقيل لأي نادٍ، خاصة أنه يمتلك تجربة أوروبية غنية مع ليفربول وروما وتشيلسي، إلى جانب خبرته الدولية مع منتخب مصر.
يمتاز صلاح بسرعة استثنائية، وقدرة على إنهاء الهجمات من وضعيات مختلفة، إضافة إلى تمريراته الذكية وتحركاته بين الخطوط.
وجوده في جالطة سراي سيعني نقلة نوعية في أداء الفريق الهجومي، وسيمنح الدوري التركي جاذبية جماهيرية غير مسبوقة، إذ إن صلاح يملك قاعدة جماهيرية عالمية ضخمة تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا وأفريقيا.
ويرى محللون أن صلاح قد يشكل ثنائيًا قويًا مع المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي في حال بقائه، وهو ما يجعل من جالطة سراي فريقًا مرعبًا هجوميًا في بطولات أوروبا.
جوانب تسويقية واستثمارية وراء الاهتمام بصلاح
لا يخفى على أحد أن التعاقد مع محمد صلاح لا يحمل قيمة فنية فحسب، بل تسويقية هائلة.
يُعد صلاح من أكثر اللاعبين العرب والأفارقة متابعة على مستوى العالم، وتقدّر قيمة علامته التجارية الشخصية بأكثر من 50 مليون دولار، ما يعني أن وجوده سيضاعف مبيعات قمصان النادي التركي ويجذب رعاة جدد.
كما يُتوقع أن تُسهم الصفقة في رفع حقوق البث التلفزيوني للدوري التركي في المنطقة العربية، وزيادة الحضور الجماهيري للسياحة الرياضية في إسطنبول، ما يجعل الصفقة مربحة على عدة مستويات.
موقف ليفربول من رحيل نجمه المصري
حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من نادي ليفربول حول تلك التقارير، لكن مصادر قريبة من النادي أكدت أن الإدارة لا تنوي التفريط في صلاح خلال منتصف الموسم إلا في حال تلقي عرض استثنائي يتجاوز 70 مليون جنيه إسترليني.
ويُذكر أن صلاح لا يزال يحتفظ بمكانته كنجم أول في الفريق رغم تراجع مستواه في بعض المباريات، وما زال أحد أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف منذ بداية الموسم.
إلا أن بعض التقارير الإنجليزية أشارت إلى أن إدارة النادي بدأت بالفعل في البحث عن بدائل مستقبلية تحسبًا لأي تطورات في ملف تجديد عقده، الذي ينتهي بنهاية موسم 2026.
رد فعل الجماهير المصرية والعربية
تفاعل الجمهور المصري والعربي على مواقع التواصل الاجتماعي مع أنباء اقتراب جالطة سراي من التعاقد مع صلاح بشكل واسع، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى أن الوقت حان لتجربة جديدة، ومعارض يخشى أن يقلل الانتقال إلى الدوري التركي من بريقه العالمي.
هاشتاج #صلاح_إلى_جالطة_سراي تصدر مواقع التواصل في مصر وتركيا خلال ساعات من نشر التقارير، فيما عبّر آلاف المشجعين الأتراك عن ترحيبهم الكبير بفكرة قدوم “الفرعون المصري” إلى إسطنبول.
كتب أحد مشجعي النادي التركي على موقع “إكس”:
إذا جاء صلاح إلى جالطة سراي، فلن يكون مجرد لاعب، بل أسطورة حية تفتح لنا أبواب العالمية.
هل الصفقة ممكنة فعلاً؟.. قراءة في الواقع المالي والقانوني
من الناحية الواقعية، تبقى احتمالية إتمام الصفقة معقدة بسبب التزامات صلاح التعاقدية مع ليفربول، حيث إن عقده يمتد حتى صيف 2026، ولا توجد بنود تسمح له بالرحيل مجانًا قبل ذلك.
لكن في كرة القدم، لا شيء مستحيل. إذا توفّر التمويل الكافي والنية من الطرفين، فقد يتم التوصل إلى اتفاق انتقال ودي، خصوصًا إذا كان ليفربول يخطط لتجديد دماء الفريق بصفقات جديدة.
وقد تستفيد الصفقة من الدعم الاستثماري الخليجي لبعض الشركات الراعية في تركيا، التي تبحث عن فرص لتوسيع نفوذها الرياضي والإعلامي في أوروبا.
ماذا لو تحقق الحلم؟.. تأثير صلاح على الكرة التركية
في حال إتمام الصفقة، فإن قدوم محمد صلاح إلى الدوري التركي سيكون بمثابة زلزال كروي، لأنه سيرفع القيمة التسويقية للمسابقة إلى مستويات غير مسبوقة.
وجود نجم عالمي بحجم صلاح سيجعل الأنظار تتجه نحو الملاعب التركية، وقد يدفع بقنوات عربية وعالمية لشراء حقوق البث بأسعار أكبر، كما سيساهم في تشجيع مزيد من اللاعبين الأفارقة والعرب على الانضمام للأندية التركية.
كما سيعزز من الروابط الرياضية بين مصر وتركيا، بعد سنوات من الفتور، ويعيد الدور المصري في أوروبا عبر بوابة صلاح من جديد.
خاتمة: محمد صلاح بين الواقع والحلم التركي
حتى الآن، تظل فكرة انتقال محمد صلاح إلى جالطة سراي مجرد سيناريو مطروح في الصحف التركية دون تأكيد رسمي، لكنها تعكس حجم الإعجاب الذي يحظى به اللاعب المصري عالميًا، ومدى تأثيره في سوق كرة القدم.
سواء تم الانتقال أو لا، يبقى صلاح نموذجًا فريدًا للاعب العربي الذي جمع بين الموهبة والالتزام والاحتراف الحقيقي، وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الكرة الأوروبية.
أما في تركيا، فتبقى الجماهير تحلم بأن ترى النجم المصري يرتدي القميص الأحمر والأصفر لجالطة سراي، ليفتح فصلًا جديدًا من المجد في مسيرته الأسطورية التي لم تنتهِ بعد.






