قصص درامية

في العناية المركزة (الجزء الأول)

قصتنا بتتكلم عن شابه في غايه الجمال في سن العشرينات، وبشرتها قمحاويه، وطولها متوسط، وممشوقة القوام، وشعرها أسود مسترسل طويل، وعنيها حاده، وإسمها مريم سيد البدوي واللقب بتاعها جوهره.

جوهره أشهر روائية في الوطن العربي بس طبعا هي ما وصلتش للنجوميه دي بسهوله دي عانت أكبر معاناه ممكن بنت تشوفها في حياتها عشان توصل للنجوميه دى بس بقى معاها فلوس لو فضلت تاكل فيها طول العمر الفلوس دي مش هتخلص.

قصتنا بتبدأ بجوهره وهي نازله من طيارتها الخاصه ولابسه أفخم لبس ومعاها حراس كتير جدا.

جوهره وهي صغيره ما كانتش بالثراء الفاحش ده وما كانش حد يتوقع أبدا إن هي توصل للثرأ ده كانت طفله في ملجأ، و كانت بتنام أغلب الاوقات من غير عشاء ودلوقتي بقى معاها فلوس لو فضلت تمشي عليها المشي يخلص والفلوس مش هتخلص.

جوهره عانت في حياتها معاناه كبيره جدا وخسرت حاجات كتيره جدا بس الحاجه الوحيده اللي ما خسرتهاش هي شرفها وإحترامها.

في معرض حجمه كبير جدا كان معمول حفله والحفله دي نجمتها هي جوهره، وكان في عدد كبير من الحضور والجماهير كلهم مستنيين النجمه جوهره علشان تحضر، عمالين يهتفوا بأسمها.

في إوضة منفصلة….

جوهره كانت قاعده في أوضتها وباين عليها إنها مش سعيده خالص وظاهر على وشها ملامح اليأس والحزن والمساعدين، والمنتجين، وكله واقف مستنيها بره الاوضه وهي كانت منعه أي حد يخش عليها ومكنتش عايزه تطلع الحفله.

مدير أعمالها صادق كان عمال يدور عليها وبعد كده إكتشف إن هي مش عايزه تحضر الحفله وقاعده في أوضتها ومش عايزه تخرج.

صادق بعصبيه: يعنى إيه مش عايزه تخرج هو لعب عيال في جمهور أد كده مستني بره.

واحد من المنتجين بتوع الحفله: حاول تشوفها كده يا أستاذ صادق علشان في جمهور كتير بره مستني والحفله دي مدفعولها كتير أوي، وغير ان المدير العام متعصب ومستغرب ليه لحد دلوقتي جوهره ما طلعتش للناس.

صادق بعصبيه: لا ياحبيبي خلي المدير بتاعك ده بقى يشوف حد يجيبله ربع الجمهور اللي بره أانا همضيله عقد على بياض.

صادق ساب الراجل اللي كان بيكلمه وراح على غرفة جوهره ،ودخل ،ولقى جوهره قاعده شايله الهم وظاهر على وشها ملامح اليأس.

صادق بهدوء: لو متضايقه ومش عايزه تطلعي الحفله يلا بينا نروح دلوقتي حالا، وعلى فكره أنا مش واخد الحفله دي علشان أنا مدير أعمالك ،وعشان أكسب فلوس، والعبط ده لا.

أنا واخد الحفله دي علشان خاطر جوهره علشان خاطر جمهورك اللي إنتِ ما ينفعش تغيبي عنه علشان النجم اللي بيغيب عن جمهوره جمهوره هيغيب عنه.

جوهره بحزن: ما بقتش تفرق خلاص يا صادق ما بقاش عندي شغف لأي حاجه زهقت من التسقيف والمناديه بأسمي شبعت كلام حلو من الناس الغريبه يفيد بأيه الكلام الحلو من الناس الغريبه طالما أنا كده كده بتظلم وبتقهر من أقرب الناس ليا.

ما بقتش عارفه أنا مين؟ هل أنا مريم سيد البدوي البنت اللي إتربت في ملجأ وكانت بتنام من غير عشا ولما حد كان بيسألني بتنامي من غير عشا ليه كنت بقولهم علشان ما اتخانش بس الحقيقه إن ما كانش عندي لقمه اكلها.

ولا أنا جوهره النجمه الروائية الأشهر في العالم العربي واللي عندها فلوس لو ولعت فيها من هنا ليوم القيامه مش هتخلص.

صادق بنبره حزينه: تعرفي إللي يسمعك دلوقتي يقول يا ترى إزاي الروائية جوهره زعلانه إيه اللي ممكن يزعلها وهي عندها كل حاجه! جوهره إنتِ ما شاء الله في عز شبابك وبقيتي الكاتبة الاشهر في العالم العربي وربنا مسخرلك حاجات كتير علشان تساعدك إحمدي ربنا وعارف ان اللي انت مريتي بيه مش سهل ابدا وكبيره يعلم جامد أوي.

جوهره بكسره: يعلم!! ده أنا اللي حصلي ده يوقع أتخنها تخين يا صادق أنا شفت ذل وقهره ما حدش شافهم وكمان اللي واجعني اكثر إن الحاجات دي حصلتلي من اقرب الناس ليا كل اللي كانوا قريبين مني اذوني والبعيد هو اللي حن عليا.

صادق ببكاء: إنتِ عارفه كويس يا مريم إني شايل الحدود اللي بيني وبينك ومش بتعامل معاكي أبدا على إني مدير أعمالك، وإن إنتِ النجمه اللي أنا بكسب من وراها فلوس لا أنا دايما شايفك أكبر من كده وبعاملك بقلبي وبقولك أي حاجه في مصلحتك حتى لو هتزعلك وأنا شايفك دلوقتي بتموتي نفسك بالبطيء.

عايزك ترجعي جوهره بتاعة زمان جوهره اللي ما كانش يفرق معاها أي حد وأي حد كان بيجي عليها بتدوس على رقبته إرجعي قويه زي ما كنتى يا جوهره خلي الدروس اللي فاتت دي مجرد دروس وما تشغليش بالك باللي أذوكي وخليهم يتقهروا لما يشوفوكي بتدوسي عليهم وإنهم مش فارقين معاكي.

وأثناء مكان صادق بيتكلم تليفونه رن.

صادق بعصبيه بعد ما رد على التليفون: عاوز ايه يا عزت خلاص ما أنا قلتلك لو هي عايزه تطلع تطلع ما توجعش دماغي بقى.

جوهره إتعصبت ومسكت التليفون من صادق وقالت: بقولك إيه يا عزت إنت يا أخويا الجماهير اللي بره دول مش جايين في فرحك وجايين علشان ينقطوك علشان كده إنت محرج منهم.

لا يا أخويا فوق كده الناس اللي بره دي جايالي أنا ويوم ما يجيلي مزاج بقى أطلع الحفله أطلع ولو مش عايزه أطلع مش هطلع فمتوجعش دماغنا الله يسترك.

جوهره قفلت الخط وصادق بصلها بنظرة طويله وبعد كده هما الاثنين ضحكوا سوا وجوهره ابتسمت وقالت: أنا هطلع للناس يا صادق وهتكلم من قلبي بس صدقني المره دي كل اللي أذوني هطلعهم هما كمان في رواياتي واحد واحد وهخلي كل اللي يسوى واللي ما يسواش يتفرج عليهم وهما مذلولين.

صادق ابتسم لها ونده على الميك أب ارتست علشان تلبسها الدريس بتاعها وفعلا في خلال 10 دقائق كانت جوهره جاهزه وطلعت على للجمهور وبدأ يهتف بأعلى صوت.

جوهره وقفت على الريد واستجمعت قواها ،وخدت نفس عميق وبدأت تتكلم عن الرواية وقالت كلمات حزينه جدا بتعاتب فيها كل الناس اللي اذوها وكررت كلمة ( انا اقوى من الحياه) ودي كانت إسم الرواية.

جوهره فضلت تتكبم بقلبها والجمهور كله حس مشاعرها وبعد ما خلصت كلام نزلت من على الريد، وخرجت من المعرض.

أثناء ما كانت خارجه من المعرض الجمهور كان واقف مستنيها وكلهم كانوا بيمدوا إيديهم علشان يسلموا على الكاتبة جوهره وتوقعلهم على الرواية وهي كانت متواضعه جدا وبتسلم على كل الناس وبتحاول تبتسم وتنسى حزنها علشان الجمهور ما يزعلش منها.

وقبل ما تركب العربيه بتاعتها بصت للمساعده بتاعتها وقالت: روحي إنتِ اعملي اللي أنا قلتلك عليه ،وفعلا المساعده سمعت الكلام وسابت جوهره تركب العربيه لوحدها.

جوهره أول ما ركبت مسكت تليفونها ولقت مسج مبعوته من حبيبها بدر مكتوب فيها: أنا اقوى من الحياه الرواية دي كنتى  بتكتبيهالي أنا؟

جوهره سكتت شويه وبعد كده كتبت: دي مجرد رواية.

وبعد ما خرجت من الشات بتاع بدر فضلت تقلب في الصور بتاعتها وتفتكر ذكرياتها مع حبيبها بدر، وبعد كده ظهرت صورتها مع جوزها طارق، وبدأت مشاعرها تتضارب وما كانتش عارفه هي عايزه إيه.

جوهره أمرت السواق بتاعها إن هو يطلع على الفيلا ولما وصلت الفيلا بتاعتها نزلت قدام فيلا فخمه جدا وعصريه ومليئه بالسيارات الفخمه والحديثه وكانت بتمشي  بكل ثقه ،وغرور ولما دخلت الفيلا وقفت قدام صورتها الكبيره المتعلقه في الصالون وقالت في نفسها: جرى إيه يا مريم خلاص زهقت من شخصية جوهره! مش دي كانت أحلامك وطموحاتك خلاص زهقتى من الغنى، وحياة الرفاهيه! طب لو خيروكي ترجعي الملجأ تاني وتسيبي كل العالم ده بقرفه، والفلوس بتاعته هترجعي؟ للأسف أنا ما بقيتش عارفه أنا عايزه إيه.

وأول ما طلعت اوضتها حطت تليفونها على السرير بس فجأه حصل شيء غير متوقع تماما والنور قطع وحصل طلق ناري وجوهره وقعت على الارض غرقانه في د..مها.

الحراس قاموا بسرعه وجريوا ناحية صوت جوهره علشان يطمنوا عليها بس أول ما دخلوا الاوضه إتفاجئوا إنها وقعت على الارض وفاقده الوعي ،والد..م بينزل منها بغزاره.

الحراس شالوا جوهره وراحوا بيها على المستشفى بسرعه وطبعا الخبر انتشر في كل مكان وكل المواقع والقنوات الاخباريه كانت بتتكلم عن عمليه انهاء حياة الكاتبة جوهره.

في المستشفى.

صادق دخل وهو بيجري وقلقان جدا على جوهره، وأول ما دخل مسك في الحراس الشخصيين بتوع جوهره وبدأ يضرب فيهم ويقول: مش أنا قلتلكم شيلوها في عينكم إزاي ده حصل؟ وبدأ يعاتبهم ،ويلوم فيهم وهو متعصب جدا والدموع عماله تنزل من على خده.

في بيت الكاتبة كاميليا منافسة جوهره الأكبر…..

منير جوز كاميليا كان قاعد بيتفرج على التلفزيون والخبر ظهر قدامه ومنير نده على كاميليا وقال: تعالي بسرعه يا كاميليا شوفي إيه اللي حصل في جوهره!

كاميليا استعجبت جدا وما صدقتش نفسها وجوزها مسكها وقال: إحنا لازم نروحلها حالا.

كاميليا: إحنا نروحلها ليه هو إحنا مالنا؟

منير: يا حبيبتي لازم الناس كلها تشوفك دلوقتي وإنتِ موجوده معاها في محنتها علشان ما حدش يشك فيكي ويفكروا إن إنتِ اللي عملتى كده.

في بيت بدر…..

بدر كان في ورشته بيصلح عربيه، وكان مشغل قناه الاخبار وفجأة سمع المذيعه بتقول: جاءنا خبر عاجل بأن الحكومه تكرس جهودها للعثور على من انهى حياة الكاتبة جوهره وتقول الأخبار أيضا أن الناس محتشدين حول المستشفى ويريدون الاطمئنان على نجمتهم.

بدر شاف الخبر وما كانش مصدق نفسه ولبس بسرعه وجري على المستشفى.

في شركة طارق.

نهال كانت قاعده هي كمان بتخلص اوراق في الشركه بس اتفاجئت بخبر محاولة انهاء حياة جوهره بس الغريبه إن ظهر على وشها ملامح الفرحه، بس حبت تروح المستشفى علشان تشمت في جوهره.

في بيت طارق……

داليا زوجة طارق كانت قاعده هي وامها بيتفرجوا على التلفزيون وتفاجئوا هما كمان بخبر محاولة انهاء حياة جوهره.

أم داليا: داليا أوعي  يكون ليكى يد في الموضوع ده.

داليا ببرود وسخريه: وانهي حياتها ليه يا ماما هي يعني خطفت مني جوزي، ولا دمرت حياتي؟!

أم داليا بخوف: يا بنتي اوعي تودي نفسك في داهيه.

داليا ببرود: جرى إيه يا ماما هو أنا قلتلك أنا اللي انهيت حياتها؟! بقولك ما اعرفش.

أمام المستشفى…..

طارق نصار نزل من عربيته الفخمه ودخل المستشفى ووراه حارسه الامنى  وقبل ما يدخل المستشفى لقى نهال المساعده بتاعته في الشركه واقفه قدام البوابه وبتبصله بشماته.

نهال بشماته: أول ما سمعت الخبر جيت على طول بيقولوا إن هي لسه ما ماتتش بس إن شاء الله تسمع خبرها كمان شويه واقعد اتشفى فيك كده وإنت بتتوجع عليها وأظن إنك هتعمل فيلم حلو أوي وهتبهر الجميع بتمثيلك علشان تبان الزوج المخلص اللي زعل على مراته  اللي ماتت.

طارق ضرب نهال ضربه قويه على وشها وقال: تعرفي لو عرفت انك ليكي يد في الموضوع ده انا هشيلك من على وش الارض.

وسابها ،ودخل ،وأول ما دخل إتجه ناحية الحراس بتوع جوهره وبدأ يضرب فيهم ويزعق ويقول: كنتوا فين وهم بينهوا حياتها ده أنا قلتلكم شيلوها في عينكم ازاي كل ده حصل!؟

في اللحظه دي ظهر رئيس المباحث أشرف  وسال طارق عن سبب وجوده في المستشفى وإيه الصله اللي بينه وبين جوهره.

رئيس المباحث: مين إنت؟

طارق: إنت اللي مين يا حبيبي؟

رئيس المباحث بضحكة سخريه: حبيبك! عموما أنا هعتبرك ما تعرفنيش أنا رئيس المباحث أ شرف حماد إنت مين بقى؟

طارق وهو بيعدل القميص بتاعه:أنا طارق نصار جوز الكاتبه جوهره.

أشرف باستغراب: هو إنتوا يا جماعه مش قلتولي إن جوهره مش متجوزه؟

صادق: أه يا باشا مش متجوزه.

طارق بص لصادق بنظره قويه وبعد كده بص لأشرف وقال: يا عم إعتبرني جوزها.

أشرف بسخريه: أعتبرك! عموما ماشي أنا هاخد الحراس دول أكشف عليهم واحقق معاهم في القسم وبعد كده هرجعلك مخصوص علشان أشوف حوار إنك جوزها ده.

طارق ببرود: هستناك.

أشرف وهو بيسال المساعد بتاعه: إستجوبت العيال دي؟

المساعد: أيوه يا باشا استجوبنا كل الحراس والخدم اللي في الفيلا وجينا نراجع الكاميرات لقينا إن تسجيل الكاميرات مسروق.

أشرف وهو بيهز دماغه: شكل الموضوع هيطول معانا شويه عموما خدولي العيال دي على القسم وشاور على الحراس.

رئيس المباحث خرج وطارق وصادق فضلوا يبصوا لبعض بنظرات حاده وأثناء مكانوا واقفين دخل عليهم بدر حبيب جوهره.

طارق إتعصب أول ما شافه ،و كان رايح يضربه بس الحارس الخاص بطارق مسكه وقال: مش وقته يا طارق بيه الواد ده ليه روقه.

وما فيش دقائق وظهر أبو جوهره الرجل الحاقد، المادي، الحقير وبعديه دخلت داليا زوجه طارق ،وبعديها نهال ،ودخلت بعديهم الكاتبة كاميليا ،وكان موجود قبليهم في غرفه الانتظار أم جوهره وصاحبتها مروه.

وبكده يكون جميع معارف جوهره من أعدائها وحبايبها موجودين في أسفل المستشفى في غرفة الانتظار ،وصادق وأم جوهره كانوا عمالين يدعوا لجوهره وخايفين عليها جدا وقلبهم وجعهم والدموع بتنزل من عينيهم بغزاره، وكل واحد فيهم بدت يفتكر ذكرياته مع جوهره ،واللحظات الحلوه ،واللحظات الوحشه ،وفيهم اللي بيتمنى رجوع جوهره ،وفيهم اللي بيتمنى موتها.

في الوقت ده كانت جوهره في العمليات وحالتها بتزداد سوء ،والاطباء كانوا ملمومين حواليها وبيحاولوا يساعدوها بكل الطرق علشان تفضل عايشه وجوهره هي كمان كانت بتصارع الحياه وعماله تفتكر كل اللحظات الحلوه والوحشه اللي مرت بيها وظهرت حياتها قدامها على هيئه شريط مصور، وافتكرت كلماتها مع أبوها وهي بتقول: تعرف أنا كل ما ابص في وشك أشوف ضهرى المحني ،اشوف اكتر انسان انا بكرهه في الدنيا.

وفضلت تفتكر ذكرياتها مع أمها وجوزها: هتقدر تعيش من غيري يا طارق؟

طارق: أنا ما اقدرش أنساكى يا جوهره إنت الحاجه الحلوه الوحيده إللي في حياتي.

وإفتكرت كلماتها مع نهال: هو إنتِ بتعامليني كده ليه؟

نهال بحقد وغل: إنتِ اكتر واحده أنا بكرهها يا جوهره .

وافتكرت كلماتها مع حبيبها بدر وهي بتقول: أنا معاك بحس إني حره ،إني عايشه بجد مش ملزمه بأي قيود أنا بحبك يا بدر.

بدر: وأنا كمان بحبك يا جوهره.

لحد ما الجهاز صفر تماما ودل على إن ما بقاش في نبض.

 flashback.

 قبل 20 سنه مريم كانت قاعده مع أمها وأبوها في بيت واحد بس أمها الحكومه جت قبضت عليها بسبب جريمه هي معملتها، واتسجنت ظلم، وإتحكم عليها بالسجن، وأبو مريم كان شخص سيء جدا وأناني وما بيحبش غير نفسه ومش فارق معاه بنته.

سيد خد مريم ووداها عند جدتها  بحجه إن هو مش هيعرف يربي مريم لإن هي لسه طفله صغيره بس في الحقيقه هو مش فارق معاه بنته وعايز يعيش براحته من غير وجع دماغ وطبعا مريم بنت صغيره ومحتاجه حد يهتم بيها وللاسف امها اتحبست.

مريم الغلبانه راحت لجدتها بس حظها السيء ما وقفش هنا وجدتها هي كمان ما استحملتهاش وخدتها وقررت ترميها في دار أيتام.

جدتها راحت دار الايتام وعملت إن هي ما تعرفهاش وقالت للمديره بتاعة الدار: البنت الغلبانه دي أنا لقيتها في الشارع وقالتلي إن امها وأبوها ميتين.

وفعلا مديرة الدار صدقت كلامها وبكده تكون جدة مريم هي كمان اتخلصت من مريم وسابتها في دار الايتام وطلعت بس وهي طالعه من الدار ضميرها أنبها وهي شايفه البنت عماله تعيط وما لهاش أي حد في الدنيا دي يسندها وحسنيه حست بالذنب لما لقت إن هي كمان غدرت بيها.

حسنيه وقعت من طولها من كتر القهره والاحساس بالذنب ومريم شافت جدتها وهي بتموت قدام عينيها وما عرفتش تعمل حاجه لان هي كانت محبوسه في الدار.

بعد مرور 15 سنه…

مريم بقى عندها 20 سنه، وكانت بنت جميله جدا في غاية الانوثه، والرقه والجمال، وغير إن ربنا من عليها وأداها موهبه الكتابة.

مريم كانت بتكتب في المعارض بتاعة كل سنه وكان في ناس أغنياء من جميع أنحاء مصر بيجوا مخصوص المعارض دي علشان يقرأوا مؤلفات مريم الجميله، ومريم كانت ديما بتألف بقلبها وبتفرح جدا لما الناس يبتسموا وهما بيقرأولها.

بس الجانب السيء من حياه مريم كان عباره عن جحيم لأن هي في الميتم كانت طول الوقت بتنام من غير عشا، وكانت المربيه بتاعتهم بتعاملهم أسوء معامله وبتحرمهم من حجات ومتعه كتيره جدا.

كان في مصنع سجاد داخل دار الايتام، البنات إللي في الدار كانوا بيشتغلوا في المصنع ده وكانوا بياخدوا فلوس قليله جدا قصاد تعب كبير جدا وخلاص مريم كانت جابت أخرها من الشغل والمرمطه في الدار.

وأثناء مكانت مريم قاعده في المصنع هي وصاحبتها مروه صديقه عمرها من الطفوله وإتربت معاها في الدار دخلت عليهم أبله سيده وبدأت تعنف فيهم، وتزعق.

سيده: إيه الشغل الزفت ده يا بنات هو أنا مش قلت كذا مره اللي هيشتغل غلط هعاقبه.

طب اسمعوا بقى العقاب المره دي غير أي مره، المره دي ما فيش عشاء لمده شهر وما فيش فلوس هتاخدوها الشهر ده كمان وبعد ما تخلصوا الشغل عايزاكوا تمسكوا المصنع ده تنظفوه من أول طوبه لآخر طوبه ولو جيت لقيت في حاجه ما اتعملتش هخليكم تعيدوا الحاجات دي كلها من الأول تاني.

في اللحظه دي قامت مريم بكل هدوء ووقفت قدام أبله سيده.

 مريم: مش عايزانا يا أبله بالمره بعد ما نخلص تنظيف المصنع نجيب جردلين ميه وجردل صابون ونحميكي؟

سيده: إنتِ قليلة الادب أنا هعاقبك أكتر منهم.

مريم بعد ما مسكتها من شعرها ووقعتها على الارض: تعاقبى مين يا مره يا بومه وندهت مريم على كل البنات الموجودين في المصنع وشجعتهم على ضرب أبله سيده.

وفعلا البنات ما صدقوا إن في حد شجعهم على حاجه زي كده وبدأوا كلهم يضربوا ابله سيده لان هي كانت مطفحاهم المر وطول الوقت بتقسى عليهم.

مريم سابت البنات يضربوا أبله سيده ومسكت مروه من إيديها وجريوا هما الاتنين ناحية الأوضة بتاعتهم ومروه كانت مستغربه لى مريم بتعمل كده.

مريم أول ما دخلت الاوضه طلعت شنطتها وشالت فيها الصور بتاعتها وكل حاجه تخصها في الملجأ، وخدت بطاقتها، والتليفون وقالت لمروه تعمل كده هي كمان علشان هيهربوا من الملجأ ومش هيرجعوا تاني.

 مروه كانت خايفه تعمل كده بس مريم شجعتها لإن مريم كانت شخصيتها قويه ومحبوبه وفعلا هما الاثنين هربوا من الملجأ وقرروا إنهم ما يرجعوش تاني.

مروه بعد ما خرجت من الملجأ: يا ترى هتودينا فين يا ست العارفين؟

مريم بابتسامه عريضه وكل ثقه: مش عارفه مطرح ما الدنيا توديني عادي العالم واسع يعني مش حوار احنا مش سمك لو خرجنا من الدار هنموت يعني.

الحياه ما بتقفش على الدار يا مروه الدار ده أوحش مكان أنا شفته في حياتي ومش عايزه ارجعوا.

مروه: عندك حق العالم اللي جوه ما عندهاش لا، دين، ولا اخلاق، ولا مشاعر.

مريم: سيبك من الغم اللي إحنا فيه ده يا ستي تعالي أعزمك على سندوتشات شاورما ننسى بيها كل الايام الوحشه إللي عدت علينا في الملجأ الزباله ده.

وفعلا دخلوا هما الاثنين محل شاورما شكله فخم جدا.

مروه بخوف وتوتر: إنتي مدخلانا فين يا بنتي المحل شكله غالي أوى.

 مريم: ما تجمدي كده يا بنت وبطلي عيشة الفقر اللي إنتِ كنت عايشه فيها دي عايزاكي كده تعتبري نفسك من أغنياء الدوله.

مروه: ماشي يا اختي أمينه رزق أما نشوف هتودينا فين بجنانك ده.

مريم وهي بتكلم البائع: معلش يا عمو اعملنا أربع سندوتشات شاورما فيهم إتنين لحمه وإتنين فراخ.

وفعلا الراجل نفذلهم طلبهم وبدأوا ياكلوا هما الاثنين بشراهه في السندوتشات.

مروه بعد ما خلصت سندوتشاتها: هتدفعي بقى إزاي يا اللي عاملالي فيها مسؤوله؟

مريم بضحكه: يا بنتي هدفع يه ده انا لسه هاخد الباقي استني بس.

مروه باستغراب: باقي إيه؟

مريم بصت للبايع وقالت: هات الباقي يلا بقى يا حاج.

البايع باستغراب: باقي إيه يا بنتي هو أنا خدت منك حاجه؟

مريم: أيوه يا عم اديتك 100 جنيه وقللك هات أربع سندوتشات.

البايع مسك جوهره من هدومها وقال:  إنت يا بت أنا مخدتش منك حاجه.

جوهره بعصبيه وصوت عالي: اوعى إيدك بدل ما ارن على ابويا اللواء يجي دلوقتي حالا يحبسك يا راجل يا قليل الادب يا متحرش.

البائع: والله إنتِ شكلك بنت نصابه وهتتعبينا معاكي.

جوهره مسكت الكرسي وحدفته على البائع وطلعت تجري هي ومروه وكل واحد فيهم دخل من طريق مختلف ومريم فضلت تجري بأقصى سرعتها، والبايع بعت عاملين وراها علشان يمسكوها.

مريم حست إن هي متحاصره ومش هتعرف تكمل جري والعاملين بتوع المطعم هيمسكوها فقررت تخش في اي عربيه تظهر قدامها.

 مريم دخلت في وسط الطريق والعربيات ماشيه وبعد كده اشاره المرور وقفت فمريم انتهزت الفرصه وركبت عربيه كانت جنبها.

 العربيه اللي مريم ركبتها كانت في غايه الفخامه وعربيه غاليه جدا والناس اللي كانوا في العربيه شكلهم ناس أغنياء جدا.

نهال بخوف: إنتِ مين وإيه إللي ركبك هنا؟ هو إنتِ حراميه ولا إيه!؟

مريم بصوت عالي ونرفزه: مين دى اللي حراميه يا وليه قليلة الادب إحترمي نفسك.

طارق كان قاعد جنب نهال وشاف مريم أول ما ركبت العربيه إعجب بجمالها وانبهر بيها جدا، وبطريقتها العفويه الجميله.

السواق: إنتِ مين يا بت وركبتى هنا ليه إنتِ شكلك حراميه.

مريم ببجاحه: بت أما تبتك مين دي اللي حراميه ما تحترم نفسك بدل ما أنزل  أشبشب لك.

السواق كان هينزل من العربيه علشان ينزل مريم بالعافيه بس طارق زعق له وقال: سمير اقعد مكانك احسنلك وما اسمعش صوتك.

مريم بلطافه: كمل جميلك بقى يا باشا وخليه يطلع.

طارق إبتسم إبتسامه لطيفه وبص للسواق وقال: إطلع يا سمير.

السواق طلع بالعربيه وبعد ما بعدوا عن الموقع إللي هما كانوا فيه نهال بصت لطارق وقالت: طارق نزل البنت دي شكلها حراميه.

مريم بصوت عالي وعصبيه: مين دي اللي حراميه يا بت والله لولا الراجل المحترم اللي إنتِ قاعده جنبه كان زماني شبشبتلك  وبعد كده بصت لطارق وقالت :ما تشوف البنت دي يا طارق!

طارق ما قدرش يمسك الضحكه وقال: طب إنتِ كنتى بتجري من إيه يا حلوه؟

نهال بصفار: حلوه!!!

مريم وهي بتعوج بقها: أه يا اختي حلوه مالك؟ عندك رأي تاني؟

طارق: سيبك منها بقى وقوليلي كنتى بتجري من إيه؟

مريم: وإنت مالك؟

طارق بابتسامه: طب يرضيكي كده طب ده إنتِ حتى راكبه في عربيتي يعني على الاقل تعرفيني كنتى بتجري من إيه؟

مريم: ماشي يا بوب هعرفك.

طارق بتعجب: بوب!

مريم: خلاص ولا تزعل نفسك بص يا باشا أنا دخلت أنا ومروه مطعم وطلبنا أربع سندوتشات إتنين شاورما فراخ ،وإتنين شاورما لحمه والراجل الحرامي أنا اديته 100 جنيه وحساب الحاجه 72جنيه يعني باقي…..

مريم ما كانتش عارفه تحسب فطارق إبتسم وقال: كده باقي 28.

مريم بابتسامه: الله ينور عليك.

طارق بنفس الابتسامه: الله ينور عليكى إنتِ

مريم: المهم بقى يا باشا هو ضحك عليا وما رضيش يديني الباقي فانا ما سكتلوش وقمت ماسكه البنت مروه وطلعت أجري ونصيبي بقى إنى ركبت العربيه مع مع حضرتك.

طارق: ده أحلى نصيب.

مريم: شفت بقى يا باشا يبقى مين فينا اللي حرامي.

طارق: هو طبعا ويستاهل ضرب الجزمه كمان.

مريم وهي بصه لنهال بقرف: شفتي أهو الاستاذ المحترم قال إن أنا مش حراميه وتعرفي يا بومه إنت لولا قعدتك جنب الاستاذ والمكان ضيق كان زماني خدت منك حقي وقتي.

نهال بتعجب من لغه مريم العشوائيه: وقتي!!!

طارق بسخريه: يعني إنت مسكتى في وقت دي ومش فارق معاكي بقية الكلام اللي هي قالته؟!

مريم: ماله كلامى يا أستاذ؟!

طارق: جميل جميل زي الفل.

مريم بعد ما بصت للسواق: طب إركن على جنبي يا اسطى عايزين ننزل.

نهال بأنعره: أسطى دي تقوليها لما تبقي راكبه توك توك.

مريم ببجاحه: طب وفي عربيه زي دي بقى بنقوله يا موسيقار؟!

طارق إبتسم وقال: اقف على جنب يا موسيقار.

مريم نزلت من العربيه وكانت مبسوطه إن هي قدرت تهرب من صاحب المطعم وكلت شاورما ببلاش.

في العربيه نهال كانت قاعده وبصت جنبها وإتفاجئت إن مريم نسيت تليفونها في العربيه.

نهال وهي بتدّي التليفون لطارق: إيه ده؟ البنت نسيت تليفونها هنا.

طارق مسك التليفون وابتسم ابتسامة عريضة، وفضل يتأمل في التليفون، ونهال بصّتله بقرف كإنها بتقوله: عيب على نفسك اللي إنت بتعمله ده.

طارق حط التليفون في جيبه وحس إن دي فرصة ممكن يتعرف من خلالها على مريم الجميلة، اللي جمالها الطبيعي وعفويتها شدّته ليها.

مريم راحت تدور على صاحبتها مروة، ولما جت ترن عليها لقت إن تليفونها ضاع، وما جاش في بالها نهائي إن التليفون كان في عربية طارق نصار، صاحب أكبر شركات في مصر وأكبر رجل أعمال.

مريم كانت حافظه رقم مروة، وراحت سنترال ورنت على مروة، وبعد معاناة قدروا يوصلوا لبعض.

مريم بعد ما قابلت مروة حاولوا هما الاتنين يدوروا على شغل علشان يعرفوا ياكلوا ويشربوا ويلاقوا مكان يناموا فيه، وفعلاً بعد معاناة وبحث طويل ومعاكسات من ناس غريبة، قدروا أخيراً يلاقوا شغل في محل حلويات، وبكده بقى عندهم مكان يشتغلوا فيه ويباتوا فيه، ومريم كانت مبسوطة جداً لإن الحياة أخيراً بدأت تضحكلها بعيد عن الملجأ وقرفه وأبله سيدة.

في الشركة

طارق طلع الشركة، وأول ما طلع مسك تليفون مريم وطلع الأرقام اللي موجودة فيه، بس ما لقاش غير رقم واحد وهو رقم مروة.

طارق رنّ على الرقم، ومروه أول ما مروة شافت إن حد بيرن عليها من تليفون مريم جريت بسرعة على مريم وقالت: الحقي يا بِتّ، حد بيرن من تليفونك.

مريم بعد ما ردّت: ألو، مين معايا؟

طارق: حضرتك أنا لقيت التليفون ده وما كانش عليه غير الرقم ده، بس هو إنتِ ما تعرفيش غير مروة بس ولا إيه؟

مريم: لا يا حبيبي، ما تستظرفش. متشكرين إنك لقيت التليفون، كل اللي عليك تجيبه وأنا هديلك حسنتك. هو إنت لقيت التليفون ده فين؟ عند بتاع الشاورما الحرامي ولا في حتة تانية؟

طارق بضحكة: لا أنا لقيته في الشارع، وبعدين إنتِ ممكن تقوليلي عنوانك وأنا هجيبلك التليفون لحد عندك.

مريم: لا يا أخويا، متشكرين، ولو مش عايز تجيب التليفون أديك ضيعت عليك الحسنة اللي كنت هديهالك.

طارق مقدرش يمسك نفسه من الضحك وقال: لا يا ستي خلاص، تعالي إنتِ خدي التليفون واديني الحسنة بتاعتي.

مريم قفلت الخط، ومروة بصّت لها بخوف وقالت: يا خوفي يا مريم، لحسن يكون ده الراجل بتاع الشاورما وبيعملنا كمين.

مريم ببجاحة: طب يبقى يعملها كده، وأنا والله هاخد منه تليفونه وتليفوني كمان.

في الشركة…

طارق كان قاعد بيشتغل على اللاب توب بتاعه، ونهال دخلت عليه.

نهال بنظرة حزينة: أنا مش هعرف أجي معاك الإيفنت اللي في إيطاليا.

طارق: إزاي يعني يا نهال؟ إنتِ عارفة إن السفَرية دي مهمة وورانا شغل كتير.

نهال: لا، أنا للأسف مضطرة أروح إسكندرية علشان عيد ميلاد بنتي، وبنتك المفروض يعني.

طارق: طيب ماشي يا نهال، تقدري تروحي وأنا هديكي الإجازة اللي إنتِ عايزاها.

نهال اتعصبت وراحت وقفت جنب طارق وقالت: إنت عارف بنتك عيد ميلادها إمتى؟

طارق: يا ريت يا نهال ما تدخليناش في القصة الحزينة اللي بتدخليني فيها كل مرة، إحنا عارفين كويس نهاية النقاش ده إيه، وعارفة كويس إني ماليش ذنب في أي حاجة من اللي إنتِ هتقوليها.

نهال: بنتك هتِمّ الـ17 سنة.

طارق ببرود: كل سنة وهي طيبة. وبعد كده طلع شيك من جيبه وكتب فيه مبلغ بـ100 ألف جنيه.

طارق: ده مبلغ بـ100 ألف جنيه، هدية عيد ميلاد مايا، خليها تجيب اللي هي عايزاه.

نهال: بس هي مش هتعرف تجيب كل اللي هي عايزاه بـ100 ألف جنيه.

طارق: عايزة إيه يا نهال؟ خلصيني.

طارق: عايزه إيه يا نهال؟ خلصيني.

نهال: عايزاك تيجي تقول لبنتك “كل سنة وأنت طيبة” بنفسك.

طارق بعد ما قام من على مكتبه وتعصب: هو إنت اللي تعيدي فيه وتزيدي فيه كل سنة؟ أنا قلتلك إن خلفتها مش ذنبي، وإنت اللي غلطانة فيها، يبقى تتحملي غلطك لوحدك.

نهال: غلطتي!! هو أنا اللي كنت جايه فترة تدريب مع أبويا في الشركة وفجأة دخلت في علاقة مع سكرتيرة صاحب الشركة!?

طارق بضحكة سخرية: هو إنت جايبه البجاحة دي منين يعني؟ في حد غريب واقف سامعنا يا نهال؟ أنا طارق يا حبيبتي يعني أنا الوحيد اللي عارف وساختك.

أنا كنت مجرد شاب جامعي مجتهد جاي مع أبوه في الشركة علشان يحضر فترة تدريب، وقابلت السكرتيرة وكان بينا علاقة صداقة عادية. وطبعا السكرتيرة الناصحة قالت تلف على ابن صاحب الشركة علشان تكسب بونت كبير جدا وتبقى ضربة العمر بالنسبة لها. وإنت عارفة كويس قوي يا نهال إني كنت شاب غلبان وما ليش في أي حاجة، وأكتر واحدة عارفة إني اتعلمت الدنيا على إيدك هتمثلي عليا يا نهال! ده أنا لما كنت بحب أتعلم الصياغة كنت بتعلمها على إيدك.

نهال: أنا اللي لفيت عليك وعلمتك الوساخة!؟ إنت اللي أبوك كان بيتلزق في أبويا علشان يمشي له الشغل، وبعدين أنا قبلت على نفسي إني أخبي بنتي عن الناس، وده علشان خاطر مصلحتك إنت، مش عشان خاطر مصلحتها. ودخلتها بمدرسة باسم واحد غريب برضه علشان خاطر مصلحتك، وإنت في الآخر مش راضي تعترف بيها عشان خاطر أنا نيتك.

طارق: يا ماما، أيًا كان شكل علاقتنا كان عامل إزاي، إنت لما جيتي قلتي لي إنك حامل في أول شهر، قلت لك نزلّي البيبي، وطبيعي حتى لو كانت علاقتنا غير رسمية. وأنا ما كنتش قابل بالبيبي، ما كانش ينفع تجيبيه غصب عني. وإنت طبعًا أصرّيتي ونفّذتي اللي في دماغك ورحت اختفيتي لك كام شهر ورجعتِ بالبيبي على إيدك. ولما أهلك سألوا كُنتِ مختفية فين، قلت لهم إنك كنت بتعملي شغل في لندن لطارق.

وأنا لو كان حد غيري كان زماني رميتك في الشارع إنت والبيبي اللي إنت جبيتيه غصب عني، لكن أنا وقفت جنبك ودخلت بنتك أحلى مدارس وبصرف عليها أكتر ما بصرف على عيالي التانيين، وكمان سبتك تشتغلي عندي هنا في الشركة، وكمان زودت لك قبضك وبقيتي بتاخدي أعلى قبض في الشركة هنا، كل ده وبتقولي إنى أناني!

حاولي يا حبيبتي تفكري في الكلام قبل ما تقولي، واعرفي إن إنت اللي غلطانة في الحكاية دي كلها، مش أنا اللي غلطان ومش ظالم.

نهال ببرود: أنا عارفة إنّي مش هاخد منك حق ولا باطل، بس عمومًا متشكرة وسامحني، مش هعرف أجي معاك السفريّة بتاعة إيطاليا. لازم أكون مع بنتي، لأن ما ينفعش أمها وأبوها يبقوا سايبينها لوحدها في عيد ميلادها. أستأذنك أنا يا أستاذ طارق.

نهال خرجت وطارق إتعصب وكان ماسك في إيده تليفون مريم، وبسبب إنعدام تركيزه رمى التليفون بقوة على الأرض والتليفون اتكسر.

طارق بإدراك: تليفون البنت!!

طارق اضطر يطلع الخط من تليفون مريم ويحطه في تليفون جديد أحدث بكتير علشان يعوضها.

طارق أول ما شغل التليفون لقى رقم مروة بيرن.

مريم بعد ما طارق رد عليها: إنت فين يا جدع إنت؟

طارق: إنتِ جاهزة دلوقتي علشان تاخدي التليفون؟

مريم: أيوة يا حبيبي جاهزة، هو أنا رايحة أخد الأولمبيات؟! خلصني وقولي أجيلك فين؟

طارق بضحكة: ماشي يا ستي تعالي اقفي قدام شركات طارق نصار، وأنا هجيلك هناك.

وفعلاً في خلال ربع ساعة مريم كانت وصلت وكانت مستنية الراجل الغريب اللي لقى التليفون بتاعها، بس المفاجأة إن هي شافت طارق اللي ركبت معاه العربية الفخمة خارج من شركته ووراه موكب حراس.

مريم إبتسمت وعرفت ساعتها إن التليفون هي نسيته في العربية بتاعة طارق.

طارق هو كمان ابتسم ودخل على مريم وهو ماسك التليفون الجديد، وأول ما شافها سلم عليها وأداها التليفون.

مريم: هو إنت اللي لقيته؟

طارق: آه يا ستي ومن حظي إني أشوفك مرّة كمان.

مريم: بس ده مش تليفوني.

طارق طلع تليفون مريم الحقيقي المتكسر وقال: معلش وقع من إيدي اتكسر، يا ريت تقبلي مني التليفون ده بداله، وهاتي بقى الحسنة بتاعتي.

مريم بضحكة سخرية: بص، الواضح إن إنت مش محتاج الـ 30 جنيه الحسنة اللي أنا كنت جايباهالك، علشان ما شاء الله بالهيلمان اللي إنت خارج منه ده، أظن الـ 30 جنيه لو أديتها لك هتبقى سيئة مش حسنة.

طارق ضحك وقال: ماشي يا ستي، عموماً أنا هخلي التليفون بتاعك معايا كتذكار، وخدي إنت التليفون الجديد.

مريم بابتسامة: شكراً جداً يا أستاذ.

طارق ابتسم وراح يركب عربيته، ومريم كانت لسه بتبص عليه.

طارق باستغراب: محتاجة أي حاجة تاني يا مريم؟ لو عايزاني أوصلك بالعربية ماشي، ما عنديش مانع.

مريم بعد ما قربت منه: بقول لك إيه يا باشا، ما عندكش شغل ليا في الشركة عندك هنا؟

في اللحظة دي دخلت عليهم نهال، بس طارق ومريم ما اهتموش بيها وطارق قال: بصي، أنا ممكن أشغلك معايا، بس أنا حالياً مش فاضي، لأن ورايا ميتنج، فأنا شايف إن أنا وإنت ننزل نتعشى بالليل ونتكلم في الشغل براحتنا.

مريم بنبرة حادة: لا يا أستاذ، معلش، إنت فهمتني غلط، وأنا كمان فهمتك غلط، أكم أنك ساعدتني وفكرتك راجل طيب، لكن أنا مش من البنات اللي بيتعشوا معاك عشة وبعد كده تقول لها تعالي أوريك أم العيّانة وكده، وابعد عني بقى يا باشا، عشان أنا دماغي تعبانه وممكن أقل منك.

طارق بضحكة: تقلي مني!! بس عموماً يا ستي مقبولة، وعلى فكرة أنا أمي ميتة وما فكرتش بالطريقة اللي إنت بتفكري بيها دي نهائي، أنا بس فعلاً كان ورايا ميتنج وما كنتش هفضى تاني طول الأسبوع، فقلت أتعشى معاك النهاردة وأشوف تقدري تشتغلي إيه عندي.

طارق بعد ما بص لنهال: طب يعني هل عشان هي متضايقة من فكرة العشا في ميعاد فاضي ليّ الأسبوع ده، أقابلها ونشوف هتشتغل إيه؟

نهال وهي بتبص لمريم بقرف: لا يا أستاذ طارق مش هتفضل غير بعد شهر.

مريم: مالك بتقفليها في وشنا ليه يا نهال؟ ما تشوفي كده ميعاد فاضي يعني نص ساعة كده ولا حاجة.

نهال بصتلها بقرف وما ردتش عليها، ومريم اتعصبت وقالت: خلاص يا باشا، هتعشى معاك النهاردة، أنا موافقة، بس أنا هقعد فين يعني في خلال الساعتين دول لحد ما يجي ميعاد العشا؟

طارق: أنا ورايا ميتنج دلوقتي، للأسف.

نهال وهي بتحاول تحرج مريم: إنتِ ما عندكيش بيت ولا إيه يا حبيبتي تروحي فيه؟

مريم بنبرة حادة: لا يا حبيبتي، عندي بيتي بس بيتي بعيد عن هنا ساعتين، ساعديني وأديني كده هضيع ساعتين رايح وساعتين جاي لازمتها إيه المرمطة بقى.

نهال بصفار: طب وإنتُ هتروحي معاه العشا بالهدوم دي؟

مريم وهي محرجة: لا، أنا عندي هدوم كتير في البيت، بس زي ما قلتلك، البيت بعيد وكمان أنا ما كنتش عاملة حسابي.

طارق بعد ما اتعصب على نهال: جرى إيه يا نهال، ما تخليكي ذوق شوية مع البنت.

بعد كده وجه نظره لمريم وقال: معلش يا مريم، هي ما تقصدش، وكمان المطعم إللي أنا بخش فيه ما بيسمحوش بالهدوم الكاجوال، بس ممكن تاخدي الكارت بتاعي وتروحي أي محل تشتري دريس وجزمة وشنطة.

مريم بعصبية: وإنت تكسيني بتاع إيه بقى إن شاء الله؟

طارق بضحكة: أكسيكي؟! لا مش كده خالص، إعتبريهم يا ستي سلف من القبض بتاع أول شهر.

إنت بتعرفي تشتغلي إيه يا مريم؟

مريم: بص يا باشا، أنا كنت شغالة في مصنع سجاد، بس أنا ذكية والله وبتعلم أي حاجة بسرعة، يعني ما تقلقش، مش هتعبك معايا، إنت بس حطني في أي مكان وأنا هدوس.

نهال بسخرية: بس إحنا يا حبيبتي هنا شركة إنترناشونال وشركة استثمار كبيرة جداً، وأي شغل عندنا يا إما لازم يبقى معاكي لغة يا إما بتفهمي في الكمبيوتر، مش محتاجين سجاد والله.

مريم بصت لطارق وقالت: تعرف يا أستاذ طارق، أنا مش هيتضايقني أي حاجة في شغل معاك غير أبلة نهال دي.

نهال: أبلة!!!

بعد كده بصت لطارق ومسكته من إيده وبعدت بيه شوية عن مريم وقالت بصوت واطي: طارق، إنت بجد هتعمل كده؟!

طارق وهو بيبص على مريم وعينه بتلمع: وماله كده، ده ما فيش أحلى من كده يعني، وبعدين ده أنا بكسب في البنت ثواب.

نهال: طارق ما تمثلش عليا، أنا مش مراتك، أنا نهال، وإنت إزاي بقى ذوقك بلدي أوي كده؟!

طارق: طب عامل لك إيه يعني، نهال ولا مش نهال، ما تولعي، وبعدين مين قال لك إن إنت المديرة بتاعة العلاقات العاطفية بتاعتي؟ يا ريت يا حبيبتي تخليكي في حالك وما تشغليش بالك، وتعرفي بقى أنا ما كنتش هقول لك بعد العشا هنعمل إيه، أنا وهي، بس أنا هقول لك رخامه.

بعد العشا هاخدها وأطلع بيها على الفيلا اللي في المنصورية، قولي لهم بقى ينظفوا الفيلا كويس، وعلى فكرة إنت هتاخديها دلوقتي وتروحي بيها على أفخم محل ملابس وتجيبي لها أحلى دريس وأحلى جزمة بكعب وأحلى شنطة، وكمان هتوديها على الكوافير وتجيبيهالي بتنور، مفهوم يا نهال؟

نهال بصت له بقرف، وبعد كده راحت مسكت مريم من إيديها وقالت: يلا يا حبيبتي.

طارق بص لمريم مبتسم وقال: روحي مع نهال، وهي هتساعدك في كل حاجة.

مريم هزت راسها وبعد كده بصت لنهال وقالت: إحنا رايحين فين يا أبلة؟

نهال بعصبية: بت أوعي تقولي أبلة دي تاني.

مريم ببجاحة: لا يا أختي، فوقي كده واعرفي إنت بتتكلمي مع مين، لحسن والله أنزل بالجزمة فوق دماغك.

نهال اتعجبت من طريقة مريم معاها بس اضطرت تساعدها علشان دي كانت أوامر طارق.

نهال خدت مريم وراحوا المحل بتاع الملابس، ومريم كانت مصدومة لأن هي دخلت محل عمرها ما كانت تحلم إن هي تخش فيه في يوم من الأيام، لأن المحل كان فخم وجميل وراقي جداً.

مريم كان باين عليها جداً إن هي من الطبقة الفقيرة بسبب طريقة كلامها ومعاملتها.

وأول ما دخلت بدأت تلعب في الحاجة، والكل لاحظ وجودها.

نهال كانت محرجة منها بس في نفس الوقت كانت خايفة تتكلم معاها، لأن مريم متوحشة بالنسبة لها.

ومريم أثناء ما كانت بتلف في المحل لاحظت برفيوم محطوط عليه صورة الفنانة والمغنية كاميليا.

مريم فرحت جداً وكان نفسها جداً في البرفيوم ده، لأنها بتحب كاميليا ونفسها في يوم تبقى زيها.

مريم أصلاً إن هي تاخد من البرفيوم ده وكمان اشترت دريس تحفة وشوية مستلزمات تانية.

مريم وهي على الكاشير بتحاسب: يا نهار أبيض 170 ألف جنيه!!! دول تقديمه شقة في التجمع وأنا رايحة أجيب بيهم دريس وشوية حاجات هايفة!؟

نهال: ما تخرسي، إنتِ شاغلة بالك ليه هو إنتِ دافعه حاجة من جيبك!؟

مريم: بس مستحرمَة الصراحة الفلوس دي كلها وبعدين إنتِ مالك؟ ما أقول اللي أنا عايزاه وخليني ساكته بقى علشان أنا واخدة بالي إن إنتِ جبت حاجات كتير لنفسك من كارت الراجل.

نهال بصّت لها باستغراب، وبعد كده مريم ضحكت وقالت: أنا واخدة بالي على فكرة، وهقول لاستاذ طارق برده.

نهال ما كانتش طايقة مريم وعايزة تمشي من جنبها بأي طريقة، بس كانت مستحملاها بسبب أوامر طارق.

في نهاية اليوم، طارق كان قاعد في المطعم اللي متفق مع مريم إنه هيقابلها فيه، ومستني بفارغ الصبر إنه يشوف مريم.

وأثناء ما كان قاعد، مراته داليا رنت عليه، وطارق وشه كرمش وكان متضايق من مكالمتها.

طارق: إيه يا داليا، عايزة إيه؟

داليا: انت بتكلمني كده ليه؟ أنا بسأل عليك، بشوف هتيجي من الشغل إمتى؟

طارق: لسه في الشغل يا حبيبتي، معلش هأتأخر شوية وممكن ما أجيش كمان النهاردة.

داليا: هو كل شوية شغل شغل، ما فيش شوية لبيتك وعيالك؟

طارق: داليا، خلصيني وسيبيك من البقين الحمضانين دول. هخلص شغل وأكلمك.

مفاجأة دخلت عليه مريم ونهال، بس طارق ما كانش قادر يشيل عينيه من على مريم وسرح تمامًا في ملامحها وجمالها.

طارق وهو بيكلم داليا في التليفون: اقفلي دلوقتي علشان عندي ميتنج مهم. سلام.

وبعد كده قابل مريم بكل ترحاب وحب، وقال: إيه الجمال والشياكة والأناقة دي! الله أكبر، الدريس هيأكل منك حتة.

مريم بكسوف: شكرا.

نهال وهي بصّلة بقرف: هتعوز مني أي حاجة تاني يا أستاذ طارق؟

طارق: لا، تقدري تمشي إنتِ يا نهال، وبعد كده وجه نظراته لمريم وأمسكها من إيديها وراح مسكلها الكرسي لحد ما تقعد.

مريم: عارفة الحركات بتاعة الأفلام دي بس أنا ما كنتش بعمل كده.

طارق: أمال إيه، كنت بتسحبي الكرسي وبتوقعِي الشخص اللي كان هيقعد؟

مريم: لا، مرة واحدة صاحبتي جيت أعمل معاها الحركة دي، بس ما سحبتش الكرسي، بس رفعت الكرسي فوق ونزلت بيه فوق دماغ صاحبتي.

طارق بذهول: ليه عملتي كده يا بنتي؟ هو أي أذى وخلاص؟

مريم: لا، علشان هي بنت قليلة الأدب وضايقتني.

طارق بخوف: لا، طالما ضايقتك، تستاهل.

مريم بابتسامة: أيوة كده جدع. المهم هتاكلنا إيه بقى؟ أنا جعانة، عصافير بطني بتصوصو، وسيبك بقى من الكلام اللي بشوفه في الأفلام، عشان في المطاعم اللي زي دي بينزلوا عينات مش أكل.

أنا عايزة أكلة ترم العظم.

طارق: ماشي يا وحش، هجيبلك اللي انتِ عايزاه.

مريم: طب إيه؟ هنتكلم في الشغل بقى؟ انتَ صح شركتكم عبارة عن إيه؟

طارق: شركتنا شغالة في كل حاجة.

مريم: ما هو باين ما شاء الله.

طارق: عموماً هنتكلم في الشغل بعد ما أكل، علشان ما بعرفش أتكلم وأنا جعان.

مريم هزت راسها بالموافقة، وكانت مستمتعة جدًا بالأجواء، لأن المكان كان جميل جدًا وفي حيوية، وغير إنه في قمة النظافة.

وأثناء ما كانوا قاعدين، الشاب بتاع عدة الصوت كان حاوي شوية، ونزل وسط الناس اللي موجودة في المطعم، وبدأ يحكي قصه

وبدأ يعدي على الناس ويخلي كل واحد يألف شوية لحد ما جه الدور على مريم، ومن هنا بدأت حكايتها.

فوكس الشاب بتاع عدة الصوت كان بيخلي كل واحد من الموجودين في المطعم يحكي شوية من خياله يكمل القصة لحد ما جه الدور على مريم.

طارق ابتسم وشجعها جدًا إنها تألف باقي القصه، بس ما حدش في المطعم كان يعرف إن تأليفها بلابداع ده.

مريم مسكت الميكروفون وفعلاً بدأت تألف، وأول ما بدأت هنا الكل اتصدم من جمال قصتها، وكلهم بدأوا يهتفوا وفرحوا جدًا بغناها وشجعوها تكمل القصة للنهاية.

ومريم كملت القصة وكانت شيقة

مريم بعد ما خلصت القصة الكل هتفلها، وطارق كان مذهول أكتر واحد بتأليفها، وجمالها، لأنه ما كانش متوقع إن بنت شعبية عندها المخيلة الجميله دي.

مريم كانت مكسوفة وراحت قعدت على الكرسي، بس قبل ما تقعد فوكس طلب منها رقمها وقال لها: “آسف، بس كنت عايز رقم تليفونك علشان عايزك في شغل بجد، تأليفك تحفة.”

مريم ابتسمت وقالت: “ما فيش مشكلة” وفعلاً أديته رقمها.

طارق بعد ما بصلها بفرحة: “تأليفك يجنن وإحساسك روعة، إنتِ اتعلمتي ده فين؟”

مريم بتوتر: “اتعلمته في قصر الأنفوشي، ما أنا أصلاً من إسكندرية.”

وطبعًا الكلام ده كذب لأن مريم كانت طول عمرها عايشة في الملجأ، بس إتحرجت تقول لطارق على حاجة زي كده.

طارق: “والله مبهور بيكى جدًا، موهبتك تحفة لازم تستغليها كويس.”

وفجأة تليفون مريم رن، ولما ردت لقت إن فوكس هو اللي بيتصل عليها وطلب منها تسجل رقمه.

طارق اتعصب ومسك منها التليفون ومسح رقم فوكس وقال: “الواد ده صايع وبيعمل كده مع أي حد يجي هنا، وبعد كده يبدأ يضايق البنات.

أنا همسح رقمه بعد إذنك.”

مريم: “ما فيش مشكلة، عادي.”

وفاجأة دخلت عليهم واحدة وبصت لمريم وقالت: “مش إنتِ مريم اللي كانتِ بتألف في دار الأيتام؟”

مريم توترت جدًا واتصدمت وفضلت تفتكر ذكريات وحشة هي مش عايزة تفتكرها، وطارق استغرب بس ما توقعش إن مريم تكون فعلاً من دار أيتام.

طارق للست الغريبه: “طب حضرتك إحنا بناكل والأكل هيبرد.”

الست اتحرجت ومشيت، ومريم وشها اتخطف وما كانتش عارفة تقول إيه.

طارق: “إنتِ كويسة؟”

مريم: “أنا عايزة أشم شوية هواء.”

طارق: “خلاص ماشي، براحتك، ممكن نقوم نقف على الكورنيش شوية، المطعم كده كده بيطل على النيل.”

مريم: “ماشي، يا ريت.”

مريم راحت وقفت هي وطارق على النيل وكانت سرحانة ومتضايقة بسبب الست اللي جابت لها سيرة الملجأ.

طارق: “هو إنتِ زعلانة مني في حاجة؟”

مريم وهي بصّة على الست اللي قالت لها إنها كانت في الملجأ: “الست اللي هناك دي كانت بتيجي كل سنة مخصوص علشان تسمعني وأنا بألف، كانت بتتمزج أوي، ولما كنت بخلص القصة كانت بتديني 200 جنيه علشان أقلها قصة تاني.”

طارق: “الكلام ده في قصر الأنفوشي؟”

مريم بسخرية من نفسها: “لأ، في الملجأ. أيوه يا باشا، أنا اتربيت في ملجأ.”

طارق بحزن: “يعني إنتِ ما لكيش أب ولا أم؟”

مريم: “لأ، ليا.”

طارق: “أمال هما فين؟”

مريم بأسف: “في الدنيا. أبويا راجل وسخ ومش همه غير نفسه، ومش عايزة أعرف مكانه. وأمي ست غلبانة واتحبست ظلم، وما أعرفش هل هي خرجت من السجن ولا جرالها إيه؟ للأسف ما أعرفش عنها أي حاجة.

وأنا اتربيت في ملجأ من صغري وعشت حياة سوداء.”

طارق وهو بيطبطب على كتفها بطريقة غريبة: “إنتِ قصتك حزينة أوي وشدتيني ليكِ أكتر.”

مريم بصتله بأسف وقالت: “عشان خاطري يا باشا ما تقعدش تفعص ويبقى كل همك بعد العشا ده نروح أنا وإنت البيت علشان تداوي الجراح.

أنا أول ما شفتك قلت عليك راجل فهمان وتعرف تميز مين اللي اليمين ومين الشمال، وأنا بقى يا باشا سكتي يمين أوي، واللي يجيلي شمال أفرمه.

أنا جيتلك النهارده علشان إنت وعدتني إنك هتشغلني، وأنا مش عايزة حاجة تانية يا باشا غير إني أشتغل، وأنا أوعدك لو حطيتني في أي شغل هبقى زي القطر، وهتشوف مني أحلى إنتاج، لكن اللي إنت بتفكر فيه ده يا ريت تنساه يا أستاذ.”

طارق: “على فكرة أنا فعلًا اتأثرت بقصتك، وعايزك ما تشيليش هم الأيام اللي جاية، انطلقي في الحياة واعملي اللي نفسك فيه وما تخليش أي حاجة توقفك.

وعلى فكرة إنت عندك حق، أنا فعلًا كنت بفكر فيكِ بطريقة مش كويسة في الأول، بس دلوقتي أنا بجد مش عايز منك أي حاجة، وفعلاً هشوف لك شغل معايا. أتمنى تصدقيني.”

مريم بابتسامة: “مصدقاك.”

طارق: “إنتِ طيبة بجد يا مريم وتستاهلي كل خير.”

مريم: “متشكرة جدًا على العشا الجميل ده يا أستاذ طارق، وأستاذنك توصلني بقى علشان الوقت اتأخر.”

طارق ابتسم ومسكها من إيديها وراح ركبها العربية ووصلها في المنطقة اللي هي عايشة فيها.

طارق أول ما وصل المنطقة اللي عايشة فيها مريم: “إنتِ قاعدة هنا؟!”

مريم: “أه، على قد الإيد بقى.”

طارق: “لأ عادي، بس إنتِ هتنزلي بالدريس ده في المنطقة دي كده! أنا لازم أنزل معاكي أوصلك علشان ما حدش يضايقك.”

مريم بضحكة عالية: “إنت طيب قوي يا أستاذ طارق! مين ده اللي يضايقني!! ده أنا ضايق بلد، ده إنت لو عايزني أوصلك، أوصلك يا عسل.”

طارق بضحكة: “ماشي يا ستي، أنا كده اطمنت إني سايب ورايا راجل.

عموماً بجد أنا انبسطت معاكي جدًا النهارده.”

وبعد كده فضل باصص في عيون مريم بحب وحنان وقرب منها وقال: “هو أنا ينفع أعمل حاجة دلوقتي من غير ما تفهميني غلط؟”

مريم: “انجز، ها عايز إيه؟ قلقتني.”

طارق مسك إيد مريم وقبلها، وبص في عينيها وقال: “بجد أنا كنت عايز أعمل كده من قلبي. أتمنى ما تفهمنيش غلط.”

مريم اتكسفت ونزلت من العربية وودعت طارق وقالت: “ما تنسانيش في حوار الشغل ها.”

طارق: “حاضر والله ما أقدرش أنساكي. هتحتاجي أي حاجة؟”

مريم: “لأ، تسلم.”

طارق مشي، ومريم كانت في غاية الانبساط وحست إنها قضت ليلة ما عاشتش زيها قبل كده، وكانت أحسن ليلة بالنسبة لها.

في بيت نهال.

نهال كانت قاعدة مع أبوها وأمها وكانوا بيشربوا القهوة.

أبو نهال: “حبيبتي مش ناوية بقى تغيري الروتين بتاع حياتك ده؟ ما ينفعش كل حاجة في حياتك تبقى شغل يا حبيبتي. خديها مني، أنا واحد اشتغل طول عمره وما خدش أي حاجة من الشغل غير التعب ووجع الأعصاب.”

نهال بسخرية: “شوفي يا ماما مين اللي بيتكلم! أبويا العامل المخلص.”

أم نهال: “ما هو عشان كده يا حبيبتي خد خبرة، والكلام اللي بيقولهولك مش من فراغ. هو خايف عليك وعايز مصلحتك.”

أبو نهال: “أه يا حبيبتي، عايزك كده تفضي نفسك. إحنا إن شاء الله الأسبوع اللي جاي هنطلع السخنة، أنا وإنتِ وأمك وعمك، وجاي معاه ابنه، وبالمرة نقعد نتكلم مع بعض شوية ونشوف هنعمل إيه في المستقبل.”

نهال: “بس أنا يا بابا ورايا شغل كتير جدًا الأسبوع اللي جاي، وهسافر مع طارق.”

أبو نهال بعصبية: “يوه! شغلانة السوداء دي بقى! كل ما أجي أكلمك في حاجة تقولي لي شغل شغل، دي بقت حاجة تزهق.”

أبو نهال قام من مكانه ودخل أوضته، وما تبقاش غير نهال وأمها.

نهال: “هو إنتِ يا ماما هتفضلوا لحد إمتى تدخله في أمور حياتي الشخصية؟”

أم نهال: لحد ما تتجوزي يا حبيبتي ونطمن عليكِ في بيت جوزك.

نهال: يا ماما أنا قلت إني مش هتجوز، وده قرار أنا واخداه من زمان. ما تقعدوش بقى كل شوية تدخلوا في حياتي بالطريقة دي.

أم نهال وهي بصَّة لها بشك: نهال، قولي لي الصراحة، هو أنتِ في بينك وبين طارق أي حاجة؟

نهال بتوتر: لا طبعًا يا ماما.

في بيت مريم ومروة، مريم ومروة قدروا يأجروا شقة صغيرة يقعدوا فيها بدل ما يباتوا في الشوارع.

مروة شافت مريم وهي راجعة من الحفلة مع طارق، وكانت منبهرة ومش مصدقة اللي هي شايفاه بعينيها، لأن مريم كان شكلها مختلف تمامًا بالفستان والكعب.

مريم دخلت، قلعت الفستان، ولبست بيجامة النوم، ومروة ما صدقت إنها قلعت الفستان وبدأت تشم الفستان وتتفحصه، وكانت منبهرة بيه جدًا.

مروة بانبهار: الفستان ده منين يا بت؟

مريم: سرقه إيه يا بومة! ده جايلي هدية.

مروة: يا بنت الفستان ده جميل قوي، ده من الأصلي مش المضروب.

مريم بشرود وابتسامة عريضة: يااااه، ده أنا شفت ليلة يا بنت يا مروة، كل حاجة فيها أصلي.

مروة وهي بصَّة لها بشك: أوعي تكوني دخلتِ في السكة الشمال يا بنت يا مريم.

مريم بعصبية: أنتِ غبية يا بنت؟ ليه لسانك دبش كده؟ وبعدين شايفاني سرحانة ومبسوطة، شمال إيه اللي بتتكلمي عنه؟

مروة: يا بت، أنا خايفة عليكِ. أنا عارفة إنك مفتحة، وما بتسلميش نفسكِ لحد أبدًا، بس اللي بييجي من ناحية زغللة العين والفلوس ده بيبقى غرضه مش سليم.

مريم بابتسامة بعد ما طلعت التليفون الجديد بتاعها: ما جابليش الفستان بس.

مروة بعد ما مسكت التليفون بانبهار: يا بنت اللعيبة، ده أبو كاميرتين الغالي.

مريم: طارق ده طلع حاجة جميلة جدًا، هو في الأول كان شايفني بنظرة مش كويسة، وكان بيفكر في حاجات مش كويسة.

بس لما أنا اديته على وشه، فا كده ولقيته ظبط حاله وبقى ذوق معايا جدًا وحنين، وحسيته جنتلمان أوي. تعرفي يا بنت، الناس اللي بتستحمى كل يوم والنظافة بتطلع من وشهم، طارق ده زي الناس دي.

مروة: طب يلا يا حبيبتى نخش ننام علشان ورانا بكرة شغل.

مريم بدلع: لا، ما أنا خلاص ممكن ما أروحش الشغل ده تاني.

مروة: وده ليه بقى إن شاء الله؟

مريم: طروقه هيجيبلي شغل.

مروة بسخرية: طروقه ده شكله هيكرفلك، وهتاخدي على دماغك في الآخر.

مريم وهي بتضربها على كتفها: أستاذ طارق بالنسبالك يا قليلة الأدب.

في الإسكندرية، نهال كانت ماشية هي وبنتها اللي تمت 16 سنة في حوش أكبر مدرسة في مصر.

مايا بفرحة: بجد شكرًا أوي يا ماما على الهدايا الكتير دي، والله كتير عليَّا جدًا الحاجات دي.

نهال بفرحة: يا حبيبتي مش كتير على روح قلبي، الدنيا كلها قليلة عليكي يا روحي.

مايا: تعرفي يا ماما، أنا نفسي في إيه بجد، ومش هبقى عايزة حاجة تاني من الدنيا؟

نهال حاسة إن بنتها عايزة تخونها بس ما رضيتش تكسر بخاطرها وقالت: قولي يا حبيبتي، نفسكِ في إيه؟

مايا: نفسي أروح أنا وإنتِ البيت وننام سوا، ونصحى نعمل فطار، وننزل نتمشى أنا وإنتِ، ونقعد نضحك ونهزر، ونحكي لبعض عن لحظاتنا الحلوة ولحظاتنا الوحشة، وشاركك وتشاركينى.

نهال وهي قلبها بيتقطع على بنتها: وأنا كمان نفسي أروح أعمل معاكي كل الحاجات دي والله، بس أنتِ عارفة إن بحكم شغلي ما بعرفش أقعد معاكي، حتى في المدرسة، لأني بشتغل 24 ساعة، وغير إن في أيام بسافر فيها شغل كتير برة مصر.

مايا: عادي يا ماما، ما أنا ممكن أستناكي، وبعدين أنتِ قلتي إني كبرت خلاص، وأقدر أعيش لوحدي، فمش مشكلة لو استنيتكِ في البيت، بس أبقى ضامنة إنكِ هتيجي في يوم وتنامي معايا.

نهال: حبيبتي ما أقدرش أسيبك لوحدك، وبعدين أنا ببقى مطمنة أكتر عليكِ هنا وأنتِ وسط أصحابكِ.

مايا: يا ماما، أنا في الإجازات ببقى قاعدة في المدرسة لوحدي، الكل في الإجازة بيروح مع أهله وأنا بفضل قاعدة هنا لوحدي، وما بلاقيش حد حتى أتكلم معاه.

نهال بحزن على بنتها: طب ما أنا يا روحي بحجز لكِ كل سنة في سفريات في فرنسا وإيطاليا وسفريات كتير من دي، وغير إن في ناس كتير ما يقدروش يعيشوا أولادهم في المستوى اللي أنا معيشاكي فيه.

مايا: أنا مش عايزة كل الحاجات دي يا ماما، أنا عايزاكِ إنتِ، مش كل حاجة الفلوس والمستوى المعيشي الغالي.

نهال وهي بتحضن بنتها: طب علشان خاطري يا روحي، عايزاكِ تنبسطي النهارده وتهتمي بحفلة عيد ميلادك، ونتكلم في الموضوع ده بعدين.

مايا يأست وحست إنها كل مرة بتتحايل على أمها وفي الآخر ما بتعرفش تاخد منها أي حاجة.

طارق رن على نهال وهي في حفلة عيد الميلاد مع بنتها بس ما كانش يعرف.

طارق: إيه يا نهال؟ ابعتيلي الميل دلوقتي حالًا، إيه الدوشة اللي عندكِ دي؟

نهال: لما شفتك بترن افتكرت إن قلبك حن وعايز تسلم على بنتك وتقول لها كل سنة وهي طيبة، بس طلعت زي ما إنتَ ندل، وما بتفكرش غير في الشغل.

طارق اتعصب وكان هيكسر التليفون بس تماسك وقال: نهال، أنا مش سامعك، عموما ابعتيلي الميل وخلصيني.

نهال عرفت إن طارق بيستعبط، علشان كده قفلت التليفون وما بعتتلوش حاجة، وراحت وقفت مع بنتها وبدأت تهنيها بعيد ميلادها.

في بيت مريم ومروة.

مروة كانت قاعدة عمالة تاكل، ومريم قاعدة قدامها شايلة الهم ومتضايقة.

مروة: أنا ما أعرفش إزاي إنتِ لاوية بوزك وقدامنا الأكلة الجميلة دي؟

مريم بعصبية: اقعدي إنتِ، مش شاغل همك غير الأكل والنوم. أنا نفسي أشوف طارق ده علشان أمسكه وأطلع زمارة رقبته في إيدي.

مروة: ههههه، يا مغفلة، أنا كنت حاسة برضه إنه راجل مش كويس وما كانش ناوي يشغلكِ ولا حاجة، بس أوعي لو رن عليكِ تاني تروحي يا بنت يا مريم، أنا خايفة عليكي.

مريم بحزن: أنا زهقت من العيشة دي وزعلانة أوي من طارق، فكرت إنه هيرن عليا ويقولي على شغل بس ولا عبرني.

مروة: إنتِ عارفة، أنا كنت حاسة أصلاً، هو شكله راجل مش كويس، وبعدين يا بنتي، إحمدي ربنا، غيرك مش لاقي ياكل ولا يشرب.

مريم: ونِعم بالله يا أختي، بس ما ينفعش أفكر زيك كده، إنتِ بتفكري زي البقرة، أهم حاجة عندها تاكل وتشرب وتنام لحد ما حد يجي يزهق روحها من غير ما هي تحس.

أنا ناوية أبقى في العالي أوي يا مروة، عايزة أركب الموجة واروح معاها.

مروة: آه يا أختي، تركبي الموجة لحد ما تيجي موجة أعلى منها وتنزلك على جذور رقبتك.

مريم: لا يا فالحه، هركب الموجة بمركب أنا عاملاها، وهخليها تنزلني في مكان أنا عايزاه، وهفضل في المكان ده طول عمري.

وصدقيني يا مروة، أنا هوصل وهبقى حاجة كبيرة أوي في الدنيا دي، وهتقولي مريم قالت.

وبمجرد ما قالت مريم الجملة دي، لاقت تليفونها بيرن، وافتكرت إن اللي بيرن عليها هو طارق، فردت بسرعة وهي فرحانة وقالت:إيه يا طارق نسيتني كل ده؟!

فوكس: طارق مين يا بنتي؟ أنا فوكس.

مريم بتصنع: آه، فوكس بتاع المطعم. 

لا مؤاخذة يا فوكس، أصل أنا بقى بروح معارض كتير وكده، فبنسى أسجل الأرقام.

فوكس: ماشي يا عم، المهم أتمنى المكالمة دي ما تكونش ضايقتك.

مريم: لا فوكس، قول اللي إنت عايزه إنت عامل إيه؟

فوكس: أنا الحمد لله تمام كنت عايز أسألك، هل هتبقي فاضية بكرة؟

مريم بتصنع: مش عارفة والله، أصل رايحة معارض كتير، بس على حسب الطلب اللي هتطلبه.

فوكس: كنت عايزك تقابليني بكرة الساعة 1:00 الظهر عشان في مكتب.

مريم بأسف: لا يا عم، تمكتب والكلام ده أنا ماليش فيه.

فوكس: مكتب اي يا بنتي؟ ده ده مكتب انتاج روايات.

مريم بعد ما الابتسامة اترسمت على وشها بس حاولت ما تبينش: انتاج روايات! لا إذا كان كده ماشي، خلاص، اتفقنا، بكرة هبقى موجودة عندك الساعة 1:00 الظهر.

مروة بعد ما مريم قفلت التليفون: مين فوكس ده يا بنت؟ وليه بتكدبي عليه وبتقولي إنك بتروحي معارض كتير؟

مريم بابتسامة عريضة: الدنيا شكلها بدأت تضحك لنا أهي.

ثاني يوم الصبح، مريم قامت من النوم ولبست الفستان اللي طارق جابهولها، لأنه الحاجة الوحيدة اللي ينفع تخرج بيها بسبب إنها ما عندهاش هدوم تانية غيره، ونزلت وراحت على المكتب وهي في غاية السعادة.

وصلت مريم المكتب وهي متعصبة، وفوكس واتنين من أصحابه كانوا مستنيينها.

فوكس بعد ما مريم دخلت: إيه يا بنتي، إتأخرتي ليه؟

مريم بعصبية: كنت بدي موقف الميكروباصات علقة.

فوكس: وإنتِ ليه تتخانقي يا بنتي؟ وليه أصلاً تركبي ميكروباص بالفستان ده؟ أكيد إتعاكستي طبعاً.

مريم بصوت عالي ونرفزة: بس أنا ما سكتّلوش، دخلت على الأول وشبشبت له، ودخلت على الثاني والثالث والموقف كله، وأمة لا إله إلا الله بقت تعاكسني، بس أنا علمتهم كلهم الأدب.

فوكس بضحكة: ماشي يا ستي، أنا لما نخلص هروحك بعربيتي عشان ما حدش يعاكسك.

مريم: كتر خيرك، إيه؟ هنعمل الرواية إمتى؟

فوكس وهو بيشاور على أصحابه: استني، أعرفك الأول، دول ميخا وأوكا.

مريم بسخرية: ميخا وأوكا، وهم دول اللي هيعملولي الأغنية؟!

ميخا: آه، إحنا اللي هنعملك الرواية يا رب، بس إنتِ تكوني بتعرفي تألفي.

مريم: لا، بعرف يا أخويا، الحمد لله، خليك بس إنت في شغلك.

فوكس ضحك وأخد مريم ودخلها المكتب.

فوكس مسك ورقة وأداها لمريم وقال: “بصي، الفكرة بتاعت الرواية مكتوبة هنا.”

مريم: طب يا ابني، سبني لوحدي علشان أعرف أألف.

فوكس: اصبري بس على رزقك.

وراح خرج ووقف قدام المكتب وبص لمريم من الزجاج وقال:خدي وقتك

مريم: طب سبوني لوحدي.

أوكا بص لفوكس ومريم وقال: يا ابني، البنت دي شكلها مش هتعرف تعمل حاجة، سيبها تقعد تألف براحتها كذا مرة، وبعد كده نبقى نخليها تنشر.

فوكس: يا جدعان، اشتروا مني، البنت تأليفها تحفة وعندها إحساس

رهيب، اسمعوا كلامي بس، وسيبوها هي تتعامل براحتها.

فوكس رفع كتفه باستغراب وقال: براحتك، أما نشوف آخرتها.

أوكا شغل الفكره على مسجل ومريم بدأت تسمعها وتحاول تألف رواية، وفعلاً في خلال ثلاث دقائق ألفت قصة قصيرة مشوقة.

مريم بابتسامة: اسمع انا هقرأ اللس كتبته.

أوكا وميخا بتعجب: معقولة لحقتي تألفي قصة بالسرعه دي؟!

فوكس: يا جدعان، اخلصوا، البنت موهوبة.

أوكي هز كتفه وبعد كده قرأ، وما كانش متوقع اللي هيحصل.

مريم خلصت القصة وقالت الكلمات دي بكل حيوية، وكانت روحها حلوة جداً وهي بتغني.

وأوكا وميخا كانوا مبسوطين جداً بأدائها، وكانوا عمالين يطنططوا ومش مصدقين إن في حد قصصه بالجمال والإحساس ده!!

مريم أول ما خلصت، فوكس وأوكا وميخا فضلوا يسقفوا لها وكانوا منبهرين بها جداً، وندوا عليها علشان تخرج من المكتب.

مريم بخجل وهي مبسوطة جداً بتعابير وشهم، وقالت: أنا آسفة يا جماعة، وأنا خارجة السماعة وقعت مني.

أوكا بانبهار: سماعة إيه، تغوري السماعة؟ فداك أي حاجة يا نجمة! ده إيه والحلاوة والجمال ده؟!

فوكس: أنا فعلاً بقى لي فترة بشتغل مع ناس كتير محترفين، بس أول مرة ألقى حد بيألف بالطريقة والحيوية دي من أول مرة. لا وكمان مخدتيش وقت أحسن من أوكا بكتير! بجد برافو عليكِ.

مريم ما كانتش مصدقة نفسها ومبسوطة جداً ومش قادرة تكتم الفرحة اللي كانت على وشها.

في اللحظة دي دخل عليهم المصور وقال: طب يلا عشان نتصور ولا إيه؟

مريم: مين ده؟

فوكس: ده طه، المصور هيصورك علشان ناخد الصور وننزلها مع القصة.

مريم بفرحة: يعني صوري هتنزل على القصة زي كاميليا؟

فوكس بضحكة: لا هو مش زي كاميليا بالظبط يعني، بس أغلب الكاتبين والمشهورين بيعملوا كده أصلاً.

مريم فرحت جداً وراحت مع طه وبدأت تتصور بوضعيات زي المشاهير، وكان شكلها تحفة وضحكتها جميلة جداً، وكل اللي في الاستوديو كانوا مبهورين بها وشايفين ليها مستقبل والنجومية مرسومة على وشها.

مريم وهي بتتصور كانت مبسوطة جداً وحاسة إن الحياة فعلاً بدأت تضحكلها وإن أحلامها بدأت تتحقق.

مريم بعد ما خلصت تصوير، فوكس وميخا وأوكا وقفوا جنبها وقالوا: معلش بس يا فنانة، بس إسم مريم ده إسم عادي جداً وما فيهش أي حاجة تشد.

إحنا عايزين إسم سينمائي كده الناس تحبه ويبقى سهل على لسانهم.

مريم بعد تفكير: جوهرة.

فوكس: إيه؟

مريم: جوهرة ده الاسم إللي كانوا بيدلعوني بيه وأنا صغيرة، وكنت ناوية لما أكبر وأتشهر يندهوني بالاسم ده.

فوكس بتأمل: جوهرة، حلو الاسم ده.

وبكده تكون مريم بدأت الخطوة الأولى في طريق نجاحها، بس اسمها بقى جوهرة الكاتبة مش مريم سيد بنت الملجأ.

في فيلا طارق،

طارق دخل البيت وهو شايل في إيده شنطة مليانة لعب، وإبنه آدم أول ما شافه جرى عليه وحضنه.

طارق وهو بيحضن إبنه: روح قلب بابا، عامل إيه؟ وحشتني جداً.

آدم: وأنت كمان يا بابا.

طارق: جبتلك بقى معايا شوية لعب يستاهلوا إن آدم يلعب بيهم.

آدم: شكراً يا بابا.

داليا أول ما وقفت جنب طارق: بركة إنك جيت، مش عارفين نشكرك إزاي إنك جيت بيت مراتك وعيالك علشان تشوفهم.

طارق ما ردش عليها علشان ما يخشش في دوامة من النكد، وبعد كده مسك داليا من إيديها وراح قعد في الصالون، وحط إيده في جيبه وطلع علبة فيها خاتم ألماس.

طارق: كل سنة وانت طيبة يا حبيبة قلبي.

داليا بفرحة: إيه ده؟ بجد أنت افتكرت عيد جوازنا؟

طارق: أنا ما أقدرش أنسى اليوم ده يا حبيبتي.

داليا: يعني أنت لسه بتحبني بجد يا طارق؟

طارق: طبعاً بحبك، مش أنت مراتي وأم عيالي وأول حب في حياتي، لازم أحبك يا روحي.

داليا: يا رب تفضل حلو كده على طول.

في بيت مريم ومروة.

مريم بفرحة عارمة: وأول ما خلصت يا بنت، كلهم سقفوا لي، بس مش تسقيف من بتاع الملجأ، لا، الناس دي سقفتلي من قلبها وكانوا مبسوطين بيّا جداً.

مروة: وماله يا أختي تسقيف الملجأ؟

مريم: ده تسقيف ملزق تحسيهم وهم بيسقفوا وبيقولوا: يا حرام شوف البنت الغلبانة تأليفها حلو إزاي.

لكن الناس دي بتسقفلي علشان أنا فعلاً أستاهل التسقيف ومش بيعطفوا عليا.

مروة: ربنا يفرحك دايماً يا روح قلبي، وأتمنى إنك تبقي زي كاميليا.

المهم بس عايز أعرفك إن طارق باشا رن عليك.

مريم بتوتر: طارق؟

مروة: أه، طارق رن عليا علشان إنتِ تليفونك كان مقفول وسأل عليكي.

وأثناء ما كانت مريم ومروة بيتكلموا، طارق رن على مريم.

مريم بعصبية أول ما ردت: سلام عليكم.

طارق بابتسامة: وعليكم السلام، إزايك يا مريم، عاملة إيه؟

مريم: كويسة يا باشا.

طارق: معلش ما كلمتكيش علشان كنت مسافر، بس طول الوقت كنتي في بالي.

مريم بنبرة باردة: ولا يهمك يا باشا.

طارق: طب إيه، ممكن نتعشى النهارده؟

مريم بعد ما بصت لمروة: أه يا باشا، طبعاً، أوي أوي.

طارق: خلاص، ماشي، على 9:00 كده إن شاء الله.

مريم: لا، 9:30 يا أستاذ.

طارق بضحكة: ماشي يا ستي، براحتك 9:30، 9:30.

طارق أول ما قفل الخط، بص وراه، لقى مراته داليا خلفه.

داليا بصوت عالٍ: هو أنت إيه ما بتزهقش، وبعدين يا أخي، خليك شوية حلو وشوية قليل الأدب، لكن طول الوقت كده قلة أدب؟!

طب ده النهارده حتى عيد جوازنا ولسه جايب لي هدية، كمل اليوم للآخر.

طارق وهو بيقلب الترابيزة: أنت إزاي تتجسسي عليا يا داليا! إتجننتى ولا إيه؟!

داليا: آه، اقلب الترابيزة، ما أنت طبعاً عايز تتخانق معايا علشان تعرف تروح للسنيورة اللي كنت بتكلمها الساعة 8:30، دلوقتي يا دوب تلحق توصلها.

طارق بجاحة: آه، يا دوب دلوقتي، امشي يلا يا بوز النكد، خليكي قاعدة لوحدك.

طارق خرج، وساب داليا وهي بتعيط، وراح يقابل مريم.

على كورنيش النيل، قدام عربية سميكة.

مريم كانت قاعدة بتاكل سميكة، وطارق قاعد مستغرب ومش عارف يتعامل لأنه أول مرة يقعد في مكان زي ده.

طارق: هو أنت جبتيني هنا ليه؟

مريم: إيه يا باشا، مالك عمال تبص حواليك وقرفان كده ليه؟ ما تخافش الناس هنا مش هيعضوك.

طارق: لا، مش قصدي بس مستغرب يعني إنك جبتيني هنا.

مريم: أنا قلت أعزمك يا باشا زي ما أنت عزمتني.

طارق ابتسم وقال: ماشي يا ستي، مقبولة منك العزومة، هو أنا طول مريم بنفسها تعزمني.

مريم بضحكة مصطنعة: ألف شكر يا أستاذ.

طارق بعد ما حط إيده في جيبه وطلع علبة فيها خاتم: لما سافرت إيطاليا كنت طول الوقت بفكر فيك، ولما شفت الخاتم ده ما قدرتش أمسك نفسي وتخيلتك وإنتِ لابساة علطول.

طارق فتح العلبة وكان جواها خاتم ألماس، ومريم بصت للعلبة بقرف وقفلتها وقالت: متشكرة يا باشا، حط الخاتم في جيبك.

وبعد كده بصيتله بجديّة وقالت: أظن يا باشا أنت ما فهمتنيش من المرة الأولى لما قلتلك إني ما بجيش بخاتم ولا تليفون ولا فستان والحاجات دي، ولسه بتفكر برده التفكير اللي في دماغك، بس عموماً أنا اللي غلطانة.

مريم طلعت شنطة من جنبها وأدتها لطارق وقالت: دي الشنطة  اللي فيها الفستان والجزمه والشنطه إللي إنت جبتهملى واديني عشيتك دلوقتي زي ما انت عزمتني على العشا قبل كده ومعلش بقى العشوه بتاعتي مش زي العشوه بتاعتك وكل واحد على قد برغوته.

والتليفون إللي إنت جبتهولي بدل التليفون اللي انت كسرته وانا بقبل العوض عادي.

وبكده يا باشا نكون انا وانت خالصين ومحدش ليه جمايل على التاني وشكرا أوي لحد كده.

وبعد كده بصيتله بجديه ،وقامت، وسابته ومشيت، وطارق كان قاعد مذهول من رد فعلها وما كانش عارف يرد عليها يقول إيه.

بعد خمس أيام جوهره كانت قاعده هي ومروه وفجأه سمعوا صوت فوكس وهو عمال ينادي ويصرخ بصوت عالي ويقول: يا جوهره يا جوهره يا جوهره.

مريم بصت ومستغربه ليه فوكس بينده بالطريقه دي واتخضت وحست إن في حاجه خطيره حصلت.

مريم بعد ما جريت على تحت: إيه يا فوكس إيه اللي حصل؟

فوكس بفرحه عارمه وهو مش مصدق نفسه: القصة بتاعتك ضربت وجابت 10 مليون وبقيتي ترند مصر الاول.

مريم بتعجب: في إيه بتنده كده ليه؟ خضتني!

فوكس بفرحة عارمة: يا جوهرة، القصة بتاعتك ضربت وبقت ترند مصر الأول وجابت 10 مليون فيوز في خمس أيام بس.

مريم في اللحظة دي كانت هتغمى عليها من كتر الفرحة وتخيلت حاجات كتير جدًا وحست إنها خلاص بقت نجمة.

في المكتب….

مريم كانت قاعده على اللاب توب وعمالة تتفرج على القصة المسموعة بتاعتها ومش مصدقة إن في كومنتات بالجمال ده والناس مبسوطين بيها ومبهورين جدًا.

أوكا وفوكس ومريم وميخا كانوا قاعدين وعمالين يهزروا ويحتفلوا بنجاح القصة.

أوكا: إحنا لازم بقى نصورها كام صورة كده علشان الناس كلهم بيدوروا لها على أي  أكونت إنستا أو فيس ومش عارفين يوصلوا لها.

فوكس: أيوه ولازم نمضي معاها عقد بسرعة قبل ما حد يجي يخطفها.

مريم ما كانتش مركزة معاهم وعمالة تتفرج على الفيديو بتاعها، ومبسوطة جدًا بنفسها.

فوكس بضحكة: ما خلاص يا جوهرة، إنتِ عاشر مرة تتفرجي على الفيديو بتاعك وبعدين يا ستي خلاص القصة مش محتاجة مشاهداتك يعني الناس ما شاء الله عاملة الواجب والقصة وصلت 35 مليون لحد دلوقتي ولسه إنتي ترند مصر الأول وما فيش حد عارف يعلي عليك.

المهم بس عايزك تركزي معايا علشان عايزك في موضوع مهم.

مريم بصت لفوكس وهي مبتسمة، وفوكس بص لأوكا وميخا علشان يمشوا، وفعلاً هم الاثنين مشوا، وسابوا مريم وفوكس لوحدهم مع بعض.

فوكس بنبرة جادة: طيب يا مريم، أنا كنت عايز أكلمك بخصوص ارتباطنا، شوفي عايزة تقولي إيه وممكن نتكلم في التفاصيل براحتنا.

مريم بكسوف وفرحة: الصراحة أنت فاجئتني يا فوكس وأنا ما كنتش عاملة حسابي، بس استأذنك هعمل مكالمة وأرجعلك.

فوكس باستغراب: ماشي براحتك.

مريم بعدت عن فوكس ومسكت تليفونها ورنت على مروه.

مروه بعد ما ردت: إنتِ يا بنتى إتأخرتي ليه؟ صاحب المحل حالف ميت يمين إن إنتِ مش هتدخلي المحل تاني.

مريم بعصبية: يا ستي بلا ما أحل بلا قرف، اسكتي، أنا كده كده مش محتاجة الشغل ده أصلاً، المهم في حاجة مهمة عايزة أقولك عليها.

مروه: إيه؟

مريم: فوكس عرض عليا الارتباط دلوقتي وأنا مش عارفة أعمل إيه؟

مروه بفرحة: وافقي طبعًا يا عبيطة، هو إنتِ لاقية.

مريم: طب وطارق؟

مروه: يا بنتي طارق مين اللي أنت تشغلي بالك بيه ده؟ ده راجل لعبي وشكله مش كويس، خليكي مع فوكس أحسن.

مريم: بس الصراحة كنت حاسة إن طارق بيحبني.

مروه: يا بنتي ارضي بنصيبك واللي فيه الخير هيقدمه ربنا، أهم حاجة بس تتظاهري وما تبينيش إنك موافقة بسهولة، وخليه يجيب لك شبكة بـ 30 ألف جنيه وما ترضيش بأقل من كده.

مريم: طب اقفلي سلام سلام قبل ما الولد يطير مني.

مريم قفلت مع مروه وراحت قعدة قدام فوكس بكسوف وقالت: ماشي يا سيدي، أنا موافقة بس أهم حاجة عايزاك تشيلني في عينك وكمان عايزة أتكلم في الماديات شوية عشان عايزاك تجيبلي شقة في مكان ما فيهوش توكتوك، لإن أنا خلاص هبقى نجمة وما ينفعش النجمة تركب توكتوك، والشبكة بقى يا سيدي، أنا مش هطلب منك كتير، واللي يقدرك عليه ربنا هاته عشان تعرف بس إن أنا بنت أصول وجدعة.

فوكس فضل باصص لمريم بذهول وما كانش عارف يرد يقول إيه، وبعد كده دخل في نوبة ضحك هستيرية.

مريم: إنت هتتريق عليا من دلوقتي؟!

فوكس بضحكة: يا بنتي إنتِ فهمتي إيه، أنا قصدي ارتباط شغل يعني همضي معاكي عقد إنك ما تشتغليش مع حد غيري.

مريم بكسوف: يادي الكسفة اللي أنا فيها، طب أودي وشى منك فين دلوقتي؟ أنت لازم تفارق الحياة علشان ما تحكيش الموقف ده لحد.

فوكس بضحكة: لا يا ستي، ما تخافيش مش هقول لحد حاجة، بس عمومًا عايزك تعرفي إن أنا ما طولش أصلاً إني أتجوزك، وبعدين أنا أصلاً متجوز ومعايا بنت.

مريم بخجل: يا مصيبتي، ده أنا عايزة الأرض تتشق وتبلعني، وما تقولش أي حاجة يا فوكس، ما فيش حاجة هتقولها هتداري الكسفة اللي أنا فيها.

في بيت الكاتبة كاميليا…

كاميليا كانت ماسكة اللاب توب بتاعها وبتتفرج على الفيديو بتاع جوهرة، وكان ظاهر على وش كاميليا إنها مش سعيدة خالص بالفيديو ده، وكان قاعد جنبيها المساعدة نانسي ومدير أعمالها صادق.

كاميليا بضجر: شيلي يا بنت القرف ده من قدامي بلا جوهرة بلا قرف، ما أعرفش مين جوهر اللي طالعين بيها السما دي.

نانسي: بقى الفنانة كاميليا تشغل نفسها بحد؟ ولا يهمك يا نجمة، دي مجرد واحدة طلعت ترند يومين وهتروح لحالها، لكن محدش يقدر يخطف الأضواء منك.

صادق: يا جماعة، ما تنكروش إن البنت روحها حلوة وتأليفها جميل، وربنا مديها حاجة جديدة كده، أنا حاسس إن البنت دي هتبقى واكله الأجواء الفترة اللي جايه.

كاميليا بعصبية: هو إنت معايا ولا معاها؟ إنت بتقول إيه يا صادق؟!

صادق: لا، أنا مع الحق يا أستاذة كاميليا، وإحنا نقول إللي لينا وإللي علينا.

كاميليا بقرف: أنا ما أعرفش إنت من أمتى يا صادق بقى ذوقك بلدي أوي كده؟

صادق: أنا بقيت معاصر للجيل اللي إحنا فيه يا كاميليا، على الأقل مش قديم زي ما أنا وما اتغيرتش.

كاميليا بعصبية: أنا قديمة يا صادق؟!

وفي اللحظة دي دخل عليهم جوز كاميليا، منير.

منير: إيه يا جماعة، مالكوا بتزعقوا ليه؟ صوتكم جايب آخر الفيلا.

كاميليا: تعال شوف صادق اللي بينحاز للأعداء.

صادق: أنا مش بنحاز لحد يا أستاذ منير، أنا قلت رأيي في البنت، طب أنت إيه رأيك في جوهرة يا منير؟

منير: البنت تأليفها حلو وروحها حلوة، والقصة بتاعتها معلقه مع كل الناس.

كاميليا بشهقة: حتى إنت يا منير! وإنت ليه تسمع قصتها؟

منير بتراجع: لا يا حبيبتي، أنا ما سمعتهاش، ده الناس كانوا بيشغلوها في العربيات  وكده، فأنا كنت بسمعها كتير الفترة اللي فاتت.

صادق: مش الناس بس إللي سمعوا القصة كتير، الأستاذة كمليا سمعت القصة سبع مرات وبعد كده قالت شيل القرف ده من قدامي.

منير بضحكة: يا حبيبتي، ولا يشغلك، إنتِ كده كده نجمة الوطن العربي ومعروفة، يعني ما حدش يقدر ياخد مكانك، مش عايزك تبقي متوترة كده، وخدي الموضوع عادي وخلي عندك روح رياضية.

منير مشي وساب كاميليا، وصادق، وسالي مع بعض علشان يتكلموا في الشغل.

كاميليا بطريقة غير مهذبة: ممكن تقولوا لي، هو أنا ليه بقالي فترة ما بطلعش إعلانات؟

نانسي: حضرتك يا أستاذة كاميليا بقيتي غالية جدًا، ومش أي حد بقى يعرف يطلبك في إعلانات بسبب شهرتك ونجوميتك.

كاميليا ببجاحة: ما أنا لو معايا مدير أعمال عدل كان زماني بظهر.

صادق: ما إنتِ لو كنت سمعت كلامي وألفتي بدل ما إنتِ بقى لك فترة ما بتألفيش اي قصة جديدة، كان زمانك لسه محفوظة، والناس ما بتقولش غير إسمك.

كاميليا بطريقة غير مهذبة: على فكرة، ما بقتش مستحملة وجودك، وحاسة إن ما بقاش ليك لازمة، وأتمنى تراجع الحسابات بتاعتي يا صادق، علشان أنا الفترة الجاية هجدد حساباتي كلها، وأولها إني أجيب مدير أعمال غيرك.

صادق: وأنا بجد كنت عايز أمشي يا كاميليا، بس كنت محرج بسبب العشرة إللي كانت بينا، بس إنتِ سهلت الموضوع عليا جدًا. أتمنالك الخير، يلا سلام عليكم.

كاميليا بصوت عالي وعصبية: سلام عليكم، دي تقولها لما تكون إنت اللي ماشي، لكن أنا اللي ممشياك يا صادق، ها أنا اللي ممشياك.

في بيت مريم ومروه.

مروه: يا عبيطة، حتى لو متجوز، كنتي خطفتيه من مراته وتقعدي إنتِ على الحجر.

مريم: ما تبطلي بقى القرف اللي بيطلع من بوقك ده يا بنت، بعدين كده كده أصلاً أنا مش عايزة أتجوز، أنا فرحت أكتر لما قالي إنه كان عايز يرتبط بيا في شغل، وأنا الفترة دي عايزة أخدها جد، مش وقت حب وجواز.

المهم بس دلوقتي، أنا عايزة أتصور صور كتير علشان أنزلها على فيسبوك والناس تشوفني زي ما فوكس قالي.

مروه بفرحة: جيتيلي في ملعبي يا بنت، يا مريم، تعالي انزلي أخدك نشتري هدوم من محل ما حصلش، وهوديكي إستوديو في فيصل تحفة، هيصورك أحلى صورة.

مريم بفرحة: بجد يا بت، يا مروه، أخيرًا هتفيديني في حاجة.

في الاستوديو الخاص بفوكس.

مريم ومروه كانوا قاعدين بيفرجوا فوكس على الصور اللي إتصوروها، والصور كانت سيئة جدًا وعشوائية وشعبية وما ينفعش تنزل أبدًا على الإنترنت لواحدة كاتبة مشهورة.

فوكس وهو بيقرأ الكلام اللي مكتوب على الصورة: إستوديو النجوم في فيصل، وبعد كده وجه نظره لمريم ومروه، وقال: ما شاء الله عليكم، إيه الصور الخرا دي؟

مريم اتصدمت من رد فعله وقالت: جرى إيه يا عم، ما الصور حلوة وزي الفل أهي.

مروه: آه، هو أنا اللي منقيه لها الهدوم، وقايلالها على مكان الاستوديو.

فوكس: ماشي يا مروه، خلاص بقى، شكرًا جدًا لك، ما تفكريش تاني علشان أنا بقيت مدير أعمالها رسمي.

مريم: طب إيه، هنكتب العقد ولا إيه؟

فوكس بابتسامة بعد ما طلع 20,000 جنيه من جيب البدلة: آه يا ستي، هنمضي العقد دلوقتي.

مريم فرحت جدًا وبدأت تمضي العقد، ومروه بدأت تعدّ الـ 20,000 جنيه، ومريم كانت مبسوطة، بس ما كانتش مبسوطة بالمبلغ، كانت مبسوطة إن هي أخيرًا قدرت تجيب فلوس الحاجة اللي هي بتحبها.

في الشركة….

طارق دخل على نهال، ونهال كانت بتسمع قصة مريم، وطارق بصلها باستغراب وقال بسخرية: يا نهال، أنت ذوقك بقى بلدي كده ليه؟

نهال وهي بتوري التليفون لطارق: لا يا حبيبي، ده مش ذوقي أنا، ده ذوقك إنت، وكمان لابسة الفستان اللي إنت اشتريتهولها يوم العشا.

طارق بعد ما بص في التليفون بابتسامة عريضة: دي مريم؟! حلو إسم جوهرة ده، لا وما شاء الله طالعة ترند وجايبة 70 مليون فيوز.

طارق بص لنهال بتحدي وقال: طيب يا نهال، إنتِ هتروحي دلوقتي تجيبي أحلى بوكيه ورد وتوديّه لحد بيتها، وتقوليلها إني عايزها في شغل.

نهال: هو إنت شاغل بالك بالبنت دي ليه؟

طارق بابتسامة خبيثة: ما لكيش دعوة يا نهال.

نهال: طب وأنا مش هوديلها حاجة.

طارق بعند: لا، هتوديلها يا نهال بوكيه الورد لحد عندها.

نهال بسخرية: يبقى أنا كده اتأكدت إن البنت دي ما باتتش في حضنك يا طارق، لأنها لو كانت زي بقية البنات اللي قضت معاك ليلة واحدة، ما كنتش سألت عليها تاني.

طارق بابتسامة: برضه ما تشغليش بالك، وما لكيش دعوة بعلاقاتي العاطفية.

في أكبر شركة للفنانين…

صادق كان قاعد مع عزت الشامي، صاحب شركة مديري الأعمال الخاصة بالفنانين.

عزت: أنا ما أعرفش ليه أنت منشف دماغك، أول مرة دي يا صادق، ما أنتو ياما حصل بينكم خناقات.

صادق: يا عزت، على فكرة، أنا من زمان كنت عايز أمشي بجد، وهي اللي ادتني الفرصة. وغير إن كاميليا خلاص قدامها نطتين وتقع تمامًا.

وأنا بصراحة اشتغلت مع فنانين كتير وعارف إمتى الفنان بيقع وإمتى الفنان بيكمل، وأنا  شايف بقى إن كاميليا هتقع، وهتقع واقعة جامدة.

عزت: بس دورك بقى إنك ما توقعهاش وتساعدها إن هي تقف.

صادق: دي لو كانت بتسمع كلامي يا أستاذ عزت، لكن كاميليا عندي وبتحب نفسها شوية.

وبعدين بذمتك يا عزت، إنت شايف إن كاميليا هتقع ولا لا؟

عزت: الصراحة، آه، شايف إن هي هتقع.

صادق: وإنت دلوقتي بتعافر معايا وعايزني أرجع لها علشان العقد اللي كانت مضياه معاك الثلاث سنين اللي فاتوا، وخايف فلوسك تروح عليك.

صدقني، أنا مش عايزلك الشر يا عزت، بس مش هينفع تراضي كاميليا على حسابي أنا.

خلاص، كاميليا كانت قصة واتقفلت تمامًا.

عزت: ماشي يا صادق، اللي تشوفه، وبيعجبني فيك صراحتك جدًا على فكرة، وبيعجبني كمان عندك، بس أنا نفسي أفهم، إنت ليه لحد دلوقتي ما اتجوزتش؟

صادق: عشان أنا راجل بحب شغل أوي يا أستاذ عزت، لأن أي مطرب أنا بشتغل معاه لما بنيجي نعمل رواية ونشتغل ، ببقى حاطط قلبي وكل مجهودي في الرواية، ولما بشتغل مع الكاتبة، بديله إحساسي، وفعلاً الرواية بتضرب، ولما بيحصل كده، أنا ببقى مبسوط جدًا أكتر من الجواز والكلام ده.

عزت: أنا فخور بيك يا صادق، وإن شاء الله الفترة اللي جايه هحطك مع حد أنت وهو تقدروا تطلعوا على صاروخ النجومية في أسرع وقت.

في بيت مريم

نهلة كانت بتخبط على الباب، ومريم ما كانتش تعرف، ولما راحت فتحت اتفاجئت واتكسفت من نظرات نهلة، لإن نهلة كانت نظراتها غير مهذبة، وكأنها بتتريق على البيت اللي مريم عايشة فيه.

ودخلت نهلة وعمالة تبص في أنحاء البيت بطريقة غير مهذبة، وبصت لمريم وقالت: هو ده ذوقك بقى في البيوت؟

مريم ببجاحة: عايزة إيه يا بومة أنت؟

نهال: عاوزة منك إيه، أنا جايّة أوصل رسالة من مستر طارق، بيقول لك إنه عايزك بكرة في الشركة الساعة 12:00، وجايبلك الورد ده.

مريم: طب يا أختي، متشكرين، وصلتي الرسالة، أنا هعتبرك دليفري جايبلي الورد، وهتعامل معاكي بالحسنى.

نهال: دليفرى!!! عموماً مستر طارق مواعيده مظبوطة، ما ينفعش تتأخري بكرة، سلام يا جوهرة.

نهال مشيت ومريم كانت مبسوطة جدًا، وعمالة تبص للورد، وفرحانة إن طارق افتكرها.

تاني يوم الصبح الساعة 12

مريم كانت قاعده في الشركة، وطارق قاعد قدامها ومبسوط إنها جت.

طارق: على فكرة، أنا ما كنتش ناسيكي، أنا بس كنت متأخر في حوار الشغل ده بسبب إني مش عارف أشغلك معايا إيه، لإن الشركة بتاعتنا زي ما قلتلك شركة استثمارات كبيرة، وإنتِ كل اللي قلتيه لي عنك إنك بتشتغلي في السجاد، لكن ما جبتيش سيره الروايات، ولا إنك نفسك تبقي كاتبة مشهورة وكده.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى