سعر الذهب اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025 مع مستهل تعاملات الأسبوع

هدوء حذر في سوق الذهب المحلي بعد أسبوع من القفزات القياسية
شهدت أسعار الذهب في مصر صباح اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025 حالة من الاستقرار مع بداية تعاملات الأسبوع، بعد القفزة الكبيرة التي سجلها المعدن النفيس خلال الأيام الماضية والتي دفعت الأسعار إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.
ويأتي هذا الاستقرار وسط حالة من الهدوء النسبي في السوق المحلية وترقب شديد من المستثمرين والمتعاملين لتوجهات الأسعار العالمية، خاصة بعد موجة الارتفاع الحاد التي شهدتها أونصة الذهب عالميًا خلال الأسبوع الماضي.
ويرى تجار الذهب أن السوق يعيش حالة من التوازن المؤقت، حيث يترقب الجميع ما ستسفر عنه تداولات البورصات العالمية خلال الساعات القادمة، وسط توقعات بعودة الحركة النشطة في نهاية الأسبوع.
أسعار الذهب اليوم في مصر
استقرت أسعار الذهب اليوم على النحو التالي:
– عيار 24 يسجل 5977 جنيهًا.
– عيار 21 يسجل 5230 جنيهًا.
– عيار 18 يسجل 4483 جنيهًا.
– الجنيه الذهب يسجل 41840 جنيهًا.
وتُعد هذه الأسعار الأعلى في تاريخ السوق المحلية، رغم حالة الهدوء التي تشهدها حركة البيع والشراء.
ويشير خبراء السوق إلى أن هذا الثبات لا يعكس تراجعًا في الطلب بقدر ما يعبر عن ترقب المتعاملين، خاصة بعد الارتفاعات المتتالية التي دفعت العديد من المستثمرين إلى جني الأرباح وانتظار مرحلة تصحيح سعري.
العوامل العالمية المؤثرة على أسعار الذهب
يتأثر الذهب عالميًا بعدة عوامل أبرزها تحركات الدولار الأمريكي، وأسعار الفائدة، وحالة التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق.
وخلال الأيام الماضية، تراجعت مؤشرات الدولار أمام سلة العملات الرئيسية، مما دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن، في ظل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي واستمرار التضخم في بعض الاقتصادات الكبرى.
كما ساهمت التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الربع الأخير من العام في دفع المستثمرين نحو المعدن الأصفر باعتباره أداة تحوط ضد تقلبات السوق.
ويرى محللون أن استمرار هذه العوامل سيحافظ على أسعار الذهب عند مستويات مرتفعة نسبيًا خلال الفترة المقبلة، مع احتمالات طفيفة لتراجع مؤقت نتيجة جني الأرباح.
تأثير الأوضاع الاقتصادية المحلية على السوق المصري
في السوق المحلية، تأثرت أسعار الذهب بتحركات سعر الدولار وتغيرات السياسة النقدية، حيث أدى استقرار سعر الصرف مؤخرًا إلى تهدئة نسبية في وتيرة الارتفاع.
كما ساهمت قرارات البنك المركزي المصري بخفض الفائدة بنسبة 1% في تعزيز حركة السيولة داخل السوق، ما دفع بعض المستثمرين للعودة إلى الاستثمار في الذهب كملاذ آمن طويل الأجل.
وأشار تجار إلى أن الإقبال على الشراء انخفض نسبيًا بعد موجة الارتفاعات الأخيرة، بينما زاد نشاط البيع من جانب حائزي الذهب الذين فضلوا الاستفادة من الأسعار القياسية لجني الأرباح.
تحليل اتجاهات الأسعار خلال الأسابيع الماضية
منذ مطلع سبتمبر الماضي، شهد الذهب ارتفاعًا متتاليًا بمعدل تجاوز 15%، متأثرًا بالزيادة العالمية في أسعار الأونصة التي بلغت نحو 3897 دولارًا، وهو أعلى مستوى تسجله منذ عقود.
هذا الصعود المفاجئ أثار حالة من الارتباك بين المتعاملين، إذ تسارعت عمليات الشراء في الأيام الأولى من الارتفاع، قبل أن يتراجع الطلب تدريجيًا مع استقرار الأسعار عند مستوياتها العليا.
ويرى خبراء أن السوق دخل الآن في مرحلة “تثبيت” أو استقرار نسبي، ينتظر خلالها المستثمرون إشارات جديدة من الأسواق العالمية، وخاصة بيانات التضخم والعمالة الأمريكية التي عادة ما تؤثر في قرارات الفائدة والاتجاهات الاستثمارية.
رؤية خبراء الذهب حول المرحلة الحالية
قال الدكتور أحمد السيد، خبير أسواق المعادن الثمينة، إن ما يشهده السوق المصري من استقرار لا يعني انتهاء موجة الصعود، وإنما هو توقف مؤقت لإعادة التقييم.
وأضاف أن أسعار الذهب عالميًا أصبحت تتحرك في نطاق ضيق بعد أن استوعبت الأسواق معظم الأخبار الاقتصادية، مشيرًا إلى أن أي اضطرابات سياسية أو بيانات سلبية عن الاقتصاد الأمريكي قد تعيد الأسعار إلى الصعود بسرعة.
ويرى أن السعر المحلي سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بالأونصة العالمية وسعر الدولار في البنوك، ما يجعل التوقعات قصيرة الأجل أكثر تعقيدًا.
اتجاهات المستثمرين بين الحذر والفرص
يشير تجار الذهب إلى أن المستثمرين الصغار أصبحوا أكثر حذرًا في الشراء بعد موجة الارتفاع الأخيرة، حيث فضل معظمهم التريث في انتظار حركة تصحيحية في الأسعار قبل العودة للشراء.
وفي المقابل، يتجه بعض المستثمرين إلى شراء السبائك والجنيهات الذهبية على دفعات صغيرة للاستفادة من أي انخفاضات مؤقتة في السوق.
ويؤكد خبراء أن الذهب سيظل الاستثمار المفضل للمصريين على المدى الطويل، خاصة في ظل تقلبات الأسواق العالمية وعدم استقرار بعض العملات الأجنبية.
الذهب عالميًا بين التوترات والتوقعات
على المستوى العالمي، لا تزال أسواق الذهب تحت ضغط التوقعات الاقتصادية المتباينة، إذ تحاول البنوك المركزية الكبرى الموازنة بين مكافحة التضخم وتحفيز النمو.
ومع تزايد التوترات السياسية في مناطق متعددة من العالم، يجد المستثمرون في الذهب ملاذًا آمنًا يحميهم من تقلبات السوق.
ويتوقع المحللون أن تتراوح أسعار الأونصة بين 3800 و3950 دولارًا خلال الشهر الجاري، على أن تتجه للارتفاع إذا أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة جديدة من التيسير النقدي أو شهدت الأسواق اضطرابات مالية مفاجئة.
تأثير الأسعار على سوق الحُلي والمشغولات
تسبب الارتفاع الكبير في أسعار الذهب خلال الأسابيع الماضية في تراجع حركة الإقبال على شراء المشغولات الذهبية في الأسواق المحلية، خاصة مع اقتراب موسم المدارس ومصاريف الأسر.
وأشار أصحاب محال الذهب إلى أن المبيعات تراجعت بنسبة تتراوح بين 30 و40% مقارنة بالشهر السابق، بينما يتركز الطلب حاليًا على الجنيهات والسبائك الصغيرة بهدف الادخار.
كما توقعوا أن تعود حركة الشراء للانتعاش تدريجيًا مع استقرار الأسعار وبدء موسم الأعراس خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع وجود حالة تفاؤل عامة بأن الأسعار الحالية تمثل ذروة مؤقتة.
العلاقة بين الذهب وسوق الأسهم والعملات
تربط علاقة عكسية عادة بين الذهب وأسواق الأسهم والعملات، فعندما ترتفع المخاطر أو يتراجع أداء البورصات يتجه المستثمرون نحو الذهب كملاذ آمن.
وفي الفترة الأخيرة، شهدت الأسواق العالمية تراجعًا في مؤشرات الأسهم نتيجة توقعات تباطؤ النمو، ما دعم صعود الذهب.
كما أن تقلب أسعار النفط وارتفاع تكاليف الشحن العالمية زاد من جاذبية الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم، وهو ما انعكس مباشرة على الأسعار المحلية.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
يتوقع المحللون أن يستمر الذهب في التحرك داخل نطاق مرتفع خلال الربع الأخير من عام 2025، مع احتمالات حدوث تصحيح سعري محدود في حال استقرار الأوضاع الاقتصادية عالميًا.
كما أن استمرار ضعف الدولار وتراجع العائد على السندات الأمريكية سيمنح الذهب مزيدًا من الدعم خلال الفترة المقبلة.
أما محليًا، فمن المرجح أن تظل الأسعار قريبة من مستوياتها الحالية طالما بقيت أسعار الأونصة في نطاقها الحالي واستقر سعر الصرف.
نصائح الخبراء للمستثمرين والمستهلكين
ينصح الخبراء الراغبين في الاستثمار في الذهب بالاعتماد على المدى الطويل وعدم المضاربة قصيرة الأجل، لأن الذهب يتأثر بعوامل خارجية لا يمكن التنبؤ بها بسهولة.
كما يُفضل شراء الجنيهات أو السبائك لتقليل خسائر المصنعية، والاحتفاظ بها حتى استقرار الأسعار.
أما بالنسبة للمستهلكين، فيُنصح بتأجيل الشراء غير الضروري حتى تهدأ الأسعار نسبيًا، خصوصًا في ظل حالة التذبذب التي يشهدها السوق العالمي.
خاتمة: سوق الذهب في انتظار الإشارة العالمية التالية
يبدو أن سوق الذهب المصري دخل مرحلة من الهدوء الحذر بعد أسابيع من الاضطراب والارتفاع المتسارع.
ومع استقرار الأونصة عالميًا وتوازن الدولار محليًا، ينتظر المستثمرون الإشارة القادمة من الأسواق الدولية التي ستحدد المسار التالي للأسعار.
الذهب، كعادته، يظل مرآة تعكس حالة الاقتصاد العالمي، فكلما زادت المخاوف، ازداد بريقه، وكلما عاد الاستقرار، خفت بريقه مؤقتًا.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل نحن أمام بداية مرحلة استقرار حقيقية أم مجرد استراحة قصيرة قبل صعود جديد؟ الأيام المقبلة وحدها ستجيب.