حسام حسن بعد التأهل للمونديال: نفسي أقابل الرئيس السيسي ومصر تستحق الفرحة
فرحة وطنية تعم الشارع المصري بعد التأهل التاريخي

عاشت الجماهير المصرية ليلة من ليالي المجد الكروي بعد أن حسم المنتخب الوطني تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، عقب الفوز المستحق على منتخب جيبوتي بثلاثية نظيفة. وبينما دوّت الهتافات في مدرجات استاد القاهرة، خرج المدير الفني للمنتخب، الكابتن حسام حسن، بتصريحات نارية صادقة عبّرت عن مزيج من الفخر والانتماء، مؤكدًا أن ما تحقق هو “انتصار لمصر كلها”، وليس مجرد إنجاز رياضي. وقال في حديثه للإعلام عقب اللقاء: “هذا اليوم هدية لكل مصري يحب بلده، تعبنا واجتهدنا ونجحنا بفضل الله ودعم الناس.” وقد بدت ملامح الفخر واضحة على وجهه وهو يصف اللحظة بأنها “من أسعد أيام حياته”، مشيرًا إلى أن الشعب المصري يستحق هذه الفرحة بعد سنوات من الانتظار والتحديات.
حسام حسن: نفسي أقابل الرئيس السيسي.. مصر تستحق الفرحة
من بين التصريحات التي أثارت اهتمام الملايين، جاءت كلمات حسام حسن المفعمة بالصدق والامتنان حين قال: “نفسي أقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأقول له إن مصر كلها فرحانة بإنجازها.” وأضاف أن الرئيس السيسي هو رمز لمرحلة جديدة من الاستقرار والإنجازات التي شملت كل المجالات، بما في ذلك الرياضة، قائلاً: “الرئيس حمل على عاتقه مسؤولية كبيرة من أجل البلد، وإحنا كرياضيين بنحس بثمرة المجهود ده.” وأكد أن سعيه للقاء الرئيس ليس لأمر شخصي، بل لتقديم التحية باسمه واسم اللاعبين والجهاز الفني لكل ما تبذله القيادة السياسية من أجل رفعة الوطن. وأردف قائلاً: “هذا التأهل ليس مجرد فوز، بل فرحة وطنية عظيمة تليق باسم مصر ومكانتها.”
المدير الفني بين الفخر والمسؤولية
يُعرف حسام حسن بشخصيته القوية وطموحه الكبير، وقد بدا واضحًا في تصريحاته أن الإنجاز بالنسبة له لا يعني نهاية المشوار بل بدايته. وأكد أن المرحلة القادمة ستكون أكثر صعوبة لأنها تتطلب الإعداد القوي لمنتخب قادر على المنافسة في المونديال، وليس الاكتفاء بشرف المشاركة. وقال: “أنا لا أؤمن بالاحتفال الطويل، بل بالتحضير للمستقبل، لأننا نمثل بلدًا بحجم مصر، وهذا شرف ومسؤولية.” وأشاد باللاعبين الذين وصفهم بأنهم “رجال في الميدان”، موضحًا أنهم تحلّوا بالانضباط والإصرار رغم الضغط الجماهيري والإعلامي الكبير. وأضاف أن الروح الجماعية والالتزام بخطة اللعب كانا المفتاح الحقيقي وراء النجاح، وليس مجرد الحماس أو الأداء الفردي.
رسالة تقدير للرئيس ودعوة لاستمرار الدعم
عبّر حسام حسن عن امتنانه الكبير لما وصفه بـ”الدعم الرئاسي المتواصل” للرياضة المصرية، مؤكدًا أن هذا الدعم لم يكن مجرد شعارات بل واقع ملموس من خلال تطوير البنية التحتية، وإنشاء المدن الرياضية والاستادات الحديثة. وقال: “من غير دعم الدولة والرئيس السيسي، كنا هنواجه صعوبات ضخمة في تطوير المنتخب وتجهيز الملاعب والتجارب الودية والمعسكرات.” وأضاف أنه يشعر بأن القيادة السياسية تُقدّر دور الرياضة في توحيد الشعب، وأن الإنجاز الحالي هو ثمرة تلك الرؤية. وأوضح أن مقابلته للرئيس ستكون بمثابة شكر رمزي من الجهاز الفني وكل اللاعبين لكل من ساهم في تحقيق هذا الحلم الذي انتظره المصريون طويلاً.
الجماهير في قلب الحدث.. فرحة من القلب
لم تكن مدرجات استاد القاهرة مجرد خلفية للمباراة، بل كانت صورة للوطن بأكمله وهو يحتفل. فمشهد الجماهير وهي ترفع الأعلام وتردد النشيد الوطني كان كفيلاً بإشعال الحماس في نفوس اللاعبين. وقد خصّ حسام حسن الجماهير برسالة مؤثرة، قائلاً: “أنتم السبب الحقيقي في نجاحنا، دعمكم هو طاقة الحياة بالنسبة لنا.” وأضاف أن المشهد كان يذكّره بمباريات الزمن الجميل التي كانت تجمع المصريين على قلب واحد. وأكد أن منتخب مصر يلعب لأجل تلك الملايين التي تنتظر كل مباراة كما لو كانت معركة وطنية. “كل صرخة منكم كانت تدفعنا لنركض أكثر ونقاتل حتى اللحظة الأخيرة”، قالها حسام بصوت امتزج فيه الفخر بالعاطفة.
التحديات والصعوبات التي واجهت المنتخب
لم يكن طريق التأهل سهلاً على الإطلاق. فقد واجه المنتخب العديد من الصعوبات خلال مشواره في التصفيات، سواء على صعيد الإصابات أو ضغط المباريات أو حتى الانتقادات الإعلامية التي طالت الجهاز الفني في بعض الفترات. لكن حسام حسن أكد أن تلك العقبات كانت مصدر إصرار لا إحباط، قائلاً: “كل تحدٍّ واجهناه كان بيزودنا قوة وإصرار. المنتخب ده اتكوّن على الصبر.” وأوضح أن الجهاز الفني عمل على بناء توليفة بين الخبرة والشباب، ليضمن استمرارية العطاء والتجديد في الأداء. كما أشار إلى الدور النفسي في تحفيز اللاعبين على تجاوز أي لحظة شك أو توتر، قائلاً: “اللاعب المصري لما يحس إنه بيلعب باسم بلده بيكون أقوى من أي ظروف.”
المنتخب يستعيد روح الانتصار
بعد سنوات من التذبذب في النتائج، أعاد حسام حسن الروح القتالية لمنتخب مصر، وهي السمة التي اشتهر بها خلال مسيرته كلاعب ومدرب. وقد بدا واضحًا أن الفريق بات يمتلك هوية واضحة في الملعب، تعتمد على الضغط العالي والتمرير السريع والروح الجماعية. وأشاد عدد من النقاد الرياضيين بالتحول الكبير الذي شهده أداء المنتخب تحت قيادته، مؤكدين أن بصمته ظهرت بوضوح في الانضباط الدفاعي والروح الهجومية المتوازنة. وأوضح حسن أن سر النجاح كان في احترام الخصم والاستعداد الجيد لكل مباراة، مضيفًا: “لا يوجد خصم صغير في الكرة، وكل مباراة خضناها كأنها نهائي.”
حلم المونديال.. بداية وليس نهاية
أكد حسام حسن أن التأهل إلى كأس العالم لا يجب أن يكون نهاية المطاف، بل محطة جديدة نحو طموح أكبر. وقال: “ما فعلناه خطوة أولى، لكن هدفنا الأكبر هو أن نترك بصمة قوية في البطولة نفسها.” وأكد أن المنتخب سيواصل العمل الجاد من أجل تقديم أداء يليق باسم مصر، مشيرًا إلى أن التحضيرات للمونديال ستبدأ فور انتهاء الاحتفالات. وأوضح أن الجهاز الفني سيعمل على تطوير الأداء البدني والفني للاعبين، إلى جانب تعزيز الانسجام بينهم عبر معسكرات طويلة ومباريات ودية قوية. وأضاف: “نريد أن نُظهر للعالم أن الكرة المصرية ما زالت قادرة على المنافسة الشريفة والمستوى العالي.”
حسام حسن: هذا الجيل قادر على صناعة التاريخ
أشاد حسام حسن بالجيل الحالي من اللاعبين، مؤكدًا أن لديهم القدرة على تكرار إنجازات الأجيال الذهبية السابقة وربما التفوق عليها. وقال: “الجيل ده بيملك شخصية قوية ومهارات عالية وروح حب الوطن، وده أهم من أي شيء.” وأضاف أن اللاعبين الكبار مثل محمد صلاح وأحمد حجازي قادوا المجموعة بحكمة وخبرة، فيما قدم الشباب مستوى رائعًا يعكس مستقبلًا واعدًا للكرة المصرية. وأكد أن العمل الجماعي بين الأجيال المختلفة هو ما يخلق منتخبًا متوازنًا قادرًا على الصمود في المحافل الكبرى. كما شدد على أن هذا الجيل لن يكتفي بالتأهل، بل يسعى لصناعة إنجاز جديد يُكتب في التاريخ.
المدرب الوطني يثبت كفاءته مجددًا
عودة حسام حسن إلى قيادة المنتخب كانت موضع نقاش كبير في البداية، لكن النتائج حسمت الجدل لصالحه. فقد أثبت المدرب الوطني مرة أخرى أن الكفاءة لا تتعلق بالجنسية بل بالقدرة والرؤية. وأكد في أكثر من مناسبة أنه يعمل بحب وشغف لخدمة بلده دون النظر إلى أي اعتبارات مادية، قائلاً: “أنا بخدم مصر قبل أي شيء، ومش ممكن أتأخر عن نداء الوطن.” وأضاف أن الثقة التي منحها له اتحاد الكرة كانت دافعًا قويًا لتحقيق النجاح، مؤكدًا أن تجربة المونديال ستكون فرصة لإظهار أن المدرسة المصرية في التدريب لا تقل كفاءة عن أي مدرسة أخرى في العالم.
رسائل إنسانية من القلب
في ختام تصريحاته، لم ينس حسام حسن أن يوجه رسالة مؤثرة إلى أسر الشهداء والمصابين وأبناء الوطن الذين يواجهون الصعاب، قائلاً: “الفرحة دي ليكم أنتم كمان، لأنكم ضحيتوا عشان مصر تعيش.” وأضاف أن كل إنجاز رياضي هو امتداد لجهد أبناء هذا الشعب في كل المجالات، وأن الرياضة ليست بعيدة عن روح الوطن. وأكد أن ما يميز المصريين هو وحدتهم وقت الفرح ووقت المحنة، وأن المنتخب الوطني ما هو إلا مرآة لتلك الروح التي لا تنكسر. كما وعد الجماهير بمواصلة العمل الجاد من أجل إسعادهم، قائلاً: “سنظل نقاتل من أجل أن تظل راية مصر مرفوعة في كل مكان.”
خاتمة: مصر تستحق الفرح.. وحسام حسن رمز للإصرار
تختصر كلمات حسام حسن كل مشاعر الفخر والولاء التي يعيشها المصريون بعد التأهل إلى المونديال. فحين يقول: “مصر تستحق الفرحة”، فهو لا ينطقها كمدرب فحسب، بل كمواطن يعشق تراب بلده ويعرف قيمتها. هذه الجملة كانت كفيلة بأن تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي كعبارة تلخّص الحدث كله. وفي الوقت الذي يستعد فيه المنتخب لمرحلة جديدة من التحديات، يبقى المشهد الأهم هو ذاك التلاحم بين المدرب واللاعبين والجماهير والقيادة السياسية، حيث تتوحد الأحلام تحت علم واحد، هو علم مصر. ومع كل خطوة قادمة نحو المونديال، تبقى كلمات حسام حسن علامة فارقة في تاريخ الكرة المصرية: “الفرحة دي مش ليا، دي لمصر كلها.”