تحقيقات المفتش عمر قضية (الحصان صاحب الخصلة البيضا)

كنت قاعد أنا، وصديقي عمر على ترابيزة الفطار.
عمر: لازم نمشي دلوقتي يا أحمد.
قلت: نروح فين؟
عمر: لازم نروح نادي سموحة في إسكندرية.
فضل عمر رايح جاي طول اليوم، وبيشرب في البايب بتاعه، ومش مركز معايا، وغرقان في تفكير عميق… كانت القضية دي هي حديث الرأي العام…وهي إختفاء أفضل حصان بيشارك في مسابقة الشرقية مع وجود جريمة إنهاء حياةمدربه.
مسك عمر كل الجرايد اللي بتضم معلومات عن القضية، وبص عليها بصة سريعة، وبعد كده حطها على جنب.
لما قالي عمر إن هو عايز يروح لمكان الحادثة، وده شيء أنا كنت متوقعه، وتمنيت إنه يحصل.
قلت: هكون مبسوط جداً لو جيت معاك لو مكانش ده هيعطلك.
عمر: أبدا يا صديقي أحمد… دايماً وجودك معايا بيكون مساعدة كبيرة ليا… في بعض التفاصيل في القضية محتاج رأيك فيها… فالقضية دي يا صديقي مميزة جداً.
أظن في وقت كفاية إن إحنا نلحق القطر، وهكمل بقية قرأة المعلومات الخاصة بالقضية في طريقنا.
بعد ساعة كنت قاعد مع صديقي عمر في القطر…فضل عمر أغلب الوقت غرقان في مجموعة الجرايد الجديدة اللي جابها من المحطة.
بعد مخلص عمر أخر جرنال معاه بدأ يبص من شباك القطر، وبعد كده بص على ساعته، وقال: أعتقد إن إحنا هنوصل في ميعادنا إحنا ماشيين دلوقتي بسرعة 53 ميل ونص بالساعة .
عمر: أظن إنك قرأت عن موضوع فقدان الحصان اللي بيسموه صاحب الخصلة البيضا، وانتهاء حياة المدرب بتاعه، واللي إسمه جعفر؟
قلت: قريت بعض الأخبار الخاصة عن الموضوع.
عمر: دي من القضايا يا صديقي اللي لازم تستخدم فيها منطق التحليل لأن التفاصيل الموجودة فيها غريبة…وده هيكون مفيد أكثر من إنك تدور على إثباتات جديدة …وبما إن الموضوع ده بيمثل قضية رأي عام للناس في الشارع فدايماً هتلاقي شائعات، ونظريات، وتخمينات كتير، وممكن في الوقت ده تلاقي صعوبة في إنك تخرج بالحقيقة الصحيحة.
يوم التلات بالليل إستلمت رسالة من العقيد عماد صاحب الحصان، وإستلمت رسالة تانية من مفتش الشرطة غريب المسؤول عن القضية، وهما الإتنين عايزيني أساعد في التحقيق.
قلت بإستغراب: يوم التلات بالليل!… النهاردة إحنا يوم الخميس الصبح… ليه ما رحتش إمبارح؟
عمر: إعتقدت يا صديقي إن في أي لحظة هسمع إنهم لاقوا الحصان، وإن الشخص اللي خطفوه هو نفس الشخص اللي إنهاء حياة المدرب جعفر… لإني ما تصورتش إن إزاي الحصان الأكتر شهرة في المدينة مختفي طول الفترة دي، وما حدش قادر إنه يلاقيه.
لما لقيت إنهم لغاية إنهاردة الصبح مالقوش حاجة، وكل اللي حصل إنهم مسكوه شاب إسمه سعيد زكي… حسيت وقتها إن لازم أبدأ العمل… وإن كنت أعتقد إن إمبارح كان فيه إفادة.
قلت: وهل وصلت لرأي؟
عمر: على أقل تقدير قدرت إني أفهم التفاصيل الأساسية في التحقيق… وهبدأ أحكيليلك دلوقتي … أفضل حاجة بحبها يا صديقي أحمد لما أحكيلك تفاصيل قضية بحس إن الأمر بيوضح في دماغي بشكل قوي… وكمان لما تفهم التفاصيل هتقدر تساعدني أكتر.
عمر: الحصان إسمه صاحب الخصلة البيضا… وهو من سلالة، ونوعية ممتازة… ليه سيرة رائعة زي أبوه…هو دلوقتي عنده خمس سنين… وخد كل جوايز السباقات اللي دخلها صاحب الحصان العقيد عماد… في الوقت اللي إختفى فيه الحصان كان متوقع إنه هيأخد المركز الأول لمسابقة كأس الشرقية.
أما بالنسبة للجماهير فكان الحصان دايماً الورقة الرابحة، والفايز بلا منازع… أما فيما يخص الرهانات فكتير من الناس عندهم دافع قوي إنهم يمنعوا الحصان إنه يشارك في السباق اللي هيكون يوم التلاتاء اللي جاي.
دي حاجة كان صاحب الحصان متوقعها، وعشان كده كان وأخد احتياطات لحماية الحصان.
أما مدرب الحصان جعفر…كان فارس قبل ما يتقاعد بسبب زيادة وزنه، وكان فارس للعقيد عماد خمس سنين، ومدرب لحصانه مدة سبع سنين… كان بيشتغل تحت إيده تلات شباب.
الإسطبل هناك مش كبير في أربع أحصنة بس… كان في واحد من الشباب بيسهر طول الليل يحرس الإسطبل، والإتنين التانيين يناموا في الدور اللي فوق، وهو مخزن لتبن….وكانت سمعة التلات شباب ممتازة.
أما بالنسبة للمدرب جعفر هو راجل متجوز بيعيش في بيت صغير بعيد عن الإسطبل 200 متر تقريباً… معندوش أطفال… في خادمة واحدة في البيت….بيبعد عنه نص ميل من ناحية الشمال منتجع صغير بيجي عشانه المرضى عشان يستجموا، ويستمتعوا في نادي سموحة.
أما من ناحية الغرب فى قرية الجويرة بعيد عنها بحوالي ميلين… وفي إسطبل كبير بعيد بمسافة ميلين… الإسطبل الكبير ده صاحبه العقيد بكري… الشخص المسؤول إسمه بدر…. أما بقيت الأماكن هي عبارة عن طريق مهجور كبير.
يوم الحادثة كان العمل ماشي بشكل طبيعي في الإسطبل… وبعد ما تأكدوا الشباب إن كل حاجة كويسة قفلوا الإسطبل الساعة 9:00 بالليل… إتنين من الشباب راحوا عشان ياكلوا في المطبخ في بيت المدرب جعفر، والتالت إسمه هشام فضل موجود بيحرس المكان.
الساعة 9:10 راحت الخدامة للإسطبل، ومعاها العشا، وكان عبارة عن طبق لحمه ضاني بالكاري… مكانش معاها أي مشروبات لأن ممنوع شرب أي حاجة في الإسطبل غير الميه، ودي كانت موجودة في حنفية جوه .
كانت الدنيا ضلمة عشان كده كان مع الخدامة كشاف إستخدمته عشان تنور طريقها خلال الطريق… وهي في الطريق نده عليها شخص، ولما قرب منها لقيته شخص شكله كويس لابس بدلة سودا، وطاقية من القماش، ولابس في رجله بوت، وكان معاه في إيده عصاية تقيلة… ظنت الخدامة إن الشخص ده عنده حوالي 30 سنة.
الشخص الغريب: ممكن تقولي أنا فين؟ أنا كنت تايه في الطريق لغاية ما لقيت ضوء الكشاف بتاعك.
الخدامة: إنت قريب من إسطبل العقيد عماد.
الشخص الغريب: يا الله دي حاجة كويسة جداً… أنا أعرف إن كل يوم بيبات هناك شاب للحراسة، وأكيد اللي معاكي ده العشا بتاعه… أعتقد إنك مش هتمانعي إنك تكسبي شوية فلوس؟
خرج الشخص الغريب ورقة بيضا مطبقة من جيبه، إداها للخادمة، وقال: خلي الولد اللي موجود في الإسطبل ياخد الورقة دي، ووقتها هتاخدي مبلغ كويس.
خافت الخدامة، وجريت بسرعة ناحية الإسطبل، ووصلت عند الشباك، وكان هو ده المكان اللي بتوصل منه الأكل.
كان الشباك مفتوح، وكان هشام قاعد على ترابيزة صغيرة من جوه، وحكيتله الخدامة عن الشخص الغريب… في اللحظة دي ظهر الشخص الغريب مرة تانية وفي إيده الورقة البيضا.
هشام: إنت بتعمل إيه هنا؟
الشخص الغريب: اللي بعمله هنا ممكن يكسبك شوية فلوس.. إنتم عندكم حصانين هيشاركوا في مسابقة كأس الشرقية… حصان الخصلة البيضا، وحصان تاني… لو قدرت تديني معلومات هتكون كسبان جداً… هل الحصان التاني كسب في أخر سباق، وهل فعلاً إن كل اللي في الإسطبل راهنوا بفلوسهم عليه؟
هشام: أكيد إنت واحد من اللي بيجمعوا معلومات من الإسطبلات عشان الرهان… أنا هوريك إحنا بنعمل إيه مع اللي زيك.
جري الشاب هشام في الإسطبل، وفك الكلب… أما الخدامة فجريت علي البيت… وفي الوقت اللي كانت بتجري فيه بصت وراها لقيت الشخص الغريب بيقرب من الشباك إلا إنه إختفى بعد ما هشام جري وراه بالكلب… جري هشام بالكلب حوالين المكان كله الى إنه مقدرش يلاقي الشخص الغريب مرة تانية.
عند النقطة دي، وقفت عمر: لحظة واحدة هل الشاب هشام ساب الباب وراه مفتوح في الوقت اللي كان بيجري مع الكلب حوالين المبنى؟
عمر: برافو يا أحمد هي دي نفس النقطة اللي أنا وقفت عندها… أنا بعت رسالة مخصوص لنادي سموحة إمبارح بالليل عشان أتأكد منها.
وصلتني معلومات إن هشام قفل الباب وراه قبل ما يخرج مع الكلب… أما الشباك فهو مش كبير كفاية عشان يقدر إنه يعدي شخص.
إستنى هشام لغاية ما أصحابه جم عشان يقدر يبعت رسالة للمدرب عشان يحكيله عن اللي حصل… لما سمع المدرب اللي حصل كان غاضب جداً… وأول ماوصله الخبر لبس هدومه.
بالرغم من إن مراته طلبت منه إنه ميخرجش بسبب المطر الشديد بره… إلا إن هو قالها إنه ما قدرش ينام من إمبارح عشان هو كان قلقان على الخيول في الإسطبل، وإنه عايز يروح عشان يطمن إن كل حاجة كويسة… وأخد الجاكيت بتاعه، ومشي.
صحيت مرات المدرب جعفر الساعة 7:00 الصبح، ولقيت إن جوزها لسه مجاش لغاية دلوقتي… لبست، وأخذدت معاها الخدامة، وراحوا عند الإسطبل.. لقوا باب الإسطبل مفتوح… وكان هشام مغمى عليه، والحصان صاحب الخصلة البيضا مش موجود، ولا كمان المدرب بتاعه.
صحي الشباب اللي كانوا نايمين في أوضة فوق المكان اللي فيه الأحصنة… وهما الإتنين كان نمهم تقيل، ومسمعوش أي حاجة بالليل… أما هشام فكان واضح إنه كان متخدر.
جري الشابين، ومرات المدرب، والخدامة عشان يدوروا على الحصان، والمدرب.. وكان عندهم أمل إن المدرب جعفر أخد الحصان في تدريب بدري… بس مالقوش أثر للحصان عند الهضبة القريبة من البيت… بس لقوا حاجة هناك تانية.
بعد حوالي ربع ميل من الإسطبل…كان جاكيت جعفر محطوط على مجموعة من الشجر… ورا الشجر ده كان في منحدر شديد للطريق… وهناك لقوا جسم المدرب جعفر اللي وقع، وراسه إتكسرت بسبب ضربه قوية من سلاح تقيل… كمان كان في جرح طويل بفخذه اليمين، وكان الجرح ده تم بآلة حادة.
واضح إن المدرب كان بيدافع عن نفسه ضد الأشخاص اللي هجموه… هما لقوا إنه كان ماسك في إيده سكينة صغيرة عليها دم ناشف.
أما في إيده الشمال فكان فيها شال حرير أحمر في أسود… ولما إتعرض الشال على الخدامة قالت إنه كان نفس الشال اللي كان لابسه الشخص الغريب إمبارح… ولما فاق هشام من المخدر قال نفس الكلام إن الشال ده خاص بالشخص الغريب.
كان هشام بيظن إن الشخص الغريب ده هو اللي مسؤول، وهو اللي حطله المخدر في الأكل… وكان ده وقت مكان الشخص الغريب واقف عند الشباك.
أما بالنسبة للحصان فالتحقيقات أثبتت إنه كان موجود في الحفرة الطينية طول الفترة اللي كان فيها الشجار… أما تاني يوم الصبح كان إختفى.
أعلنوا عن مكافأة كبيرة وبلغوا كل الغجر اللي موجودين في المكان إلا إن مفيش أي معلومات عن الأمر… كمان التحليل أثبت إن طبق الأكل كان في افيون… وفي نفس الوقت أهل البيت، وكمان الشابين أكلوا من نفس الأكل من غير ما يحصلهم أي حاجة.
أحكيلك دلوقتي على دور الشرطة في الموضوع… مفتش الشرطة غريب ضابط شاطر جداً بس ناقصه إن يبقى عنده خيال واسع عشان يقدر يرتقي في شغله.
أول ما الضابط غريب مسك التحقيق قدر إنه يقبض على الشخص الغريب… وكان الشخص ده قاعد في المنتجع اللي حكيتلك عليه قبل كده فمكانتش القبض عليه صعب.
إسمه سعيد… وهو شخص مثقف، وتعليمه، ونسبه عالي… جمع فلوسه من سباقات الخيول… بيشتغل دلوقتي في المراهنات في النوادي الراقية… ولما الضابط شاف سجل المراهنات الخاص بيه لقي إنه رهناته وصلت ل 5000 جنيه… وكانت الرهانات ضد الحصان صاحب الخصلة البيضا.
في التحقيق قال سعيد إنه جه نادي سموحة عشان ياخد بعض المعلومات عن الأحصنة اللي هتشارك في السباق، وكمان إنه راح للحصان التاني المشترك في السباق اللي تحت قيادة بدر، وما أنكرش أي حاجة من اللي عملها إمبارح… وأكد إن مكانش نيته أي أذى لأي حد… وكان كل اللي عايزه هو بعض المعلومات السرية.
لما وجهوه بالشال مقدرش يفسر وجوده في إيد المدرب جعفر وقت إنهاء حياته… من ناحية تانية كان لبسه المبلول بيثبت إنه خرج في المطر، والعصاية اللي في إيده ممكن تستخدم كسلاح تقيل، ويكون السبب في الجرح اللي إتصاب بيه المدرب جعفر .
شيء كمان يا أحمد الشاب الغريب اللي إسمه سعيد مكانش فيه أي جروح… السكينة اللي كانت في إيد المدرب كانت بتدل إن على الأقل واحد من المهاجمين إتصاب بسببها.
دلوقتي يا أحمد إنت عرفت كل حاجة، وهبقى سعيد لو إديتني رأيك عن الموضوع.
كنت مركز جداً مع كلام عمر، وشرحه الواضح للتحقيق… على الرغم إن بعض التفاصيل كانت واضحة ليا إلا إني مقدرتش أحدد أهميتها، وإرتباط بعض الأحداث ببعض.
قلت: ممكن يكون الجرح عند المدرب حصل بسبب السكينة اللي في إيده… وكان ده بسبب الانتفاضات القوية اللي بتحصل مع الإصابة في الدماغ؟
عمر: إحتمال وارد جداً…في الحالة دي واحد من الإثبات ضد المتهم سقطت.
قلت: ورغم كده أنا مش فاهم وجهه نظر الشرطة.
عمر: أعتقد يا أحمد إنك هتلاقي إعتراض على أي وجهة نظر ممكن تصل ليها.
تعتقد الشرطة إن سعيد حط مخدر لهشام، وبشكل ما فتح باب الإسطبل، وخد الحصان، وواضح إنه كان عايز يخطفه… وبيعتقدوا بما إن لجام الحصان مش موجود فأكيد هو حاطه عليه… وبيظنوا إنه حاول إنه يأخد الحصان بعيد عن الإسطبل، ودخل ناحية الطريق المهجور، وفي الوقت ده قابل المدرب جعفر… وممكن يكون المدرب هجم عليه، وحصل ما بينهم شجار.
ضرب سعيد المدرب جعفر بالعصاية التقيلة اللي معاه من غير ما يصيبوا أي جرح من السكينة الصغيرة اللي إستخدمها المدرب عشان يدافع عن نفسه.
بعد كده بتظن الشرطة إن سعيد يا أما خد الحصان في مكان عشان يخبيه، أو إن الحصان خاف أثناء الخناقة، وهرب، وهو دلوقتي تايه في الطريق مهجور.
على الرغم يا أحمد إن النظرية دي مش محتملة فبرضو كل النظريات التانية ممكن متكونش محتملة…على العموم أنا هروح للمكان، وهفحصه، وهدرسه بشكل جيد، ولغاية الوقت مش هنقدر نعمل حاجة تانية.
وصلنا بالليل قرية الجويرة … كان مستنينا في المحطة راجلين واحد طويل، وشعره تقيل، ولونه أشقر… ولون عنيه أزرق، والشخص التاني جسمه صغير ولابس أنيق، ومرتب… كان لابس جاكيت، وجزمة بوت برقبة، وعنده شنب قصير، ولابس نضارة… وكانوا العقيد عماد، والمفتش غريب.
بعد دقايق كنا كلنا راكبين في العربية.. كان ضابط غريب مركز في التحقيق، وقال مجموعة من الملاحظات… أما عمر فسأل بعض الأسئلة، وقال بعض الملاحظات…
العقيد عماد رجع ظهره لورا، ورجع دراعه… أما أنا فكنت بسمع الحوار اللي ما بين الضابط، وعمر باهتمام… وكان تقريباً الأمر كله بيدور على نفس اللي عمر حكاهولي في القطر.
الضابط غريب: أعتقد سعيد هو الشخص المطلوب… بس للأسف كل الإثباتات اللي موجودة دلوقتي مؤقتة، وممكن أي أحداث جديدة تفسدها.
عمر: ووصلت لإيه بالنسبة للسكين؟
الضابط غريب: إكتشفنا إن هو اللي جرح نفسه لما وقع.
عمر: صديقي الدكتور أحمد طرح الأمر ده، وإحنا جايين في الطريق.
الضابط غريب: الإثباتات قوية جداً ضد سعيد… كان من الأشخاص المستفيدة في إختفاء الحصان… وفي شك حواليه إن هو اللي حط المخدر لهشام… كمان كان موجود في وقت المطر بره… وكمان كانت معاه العصاية بتاعته اللي ممكن تستخدم كسلاح… ولقينا الشال بتاعه في إيد المدرب هشام… أعتقد كل ده كفاية قدام القاضي.
عمر: أي محامي شاطر هيخلي كل الاثباتات دي مالهاش أي لازمة… ليه ياخد الحصان بره الإسطبل؟… لو كان عايز يأذي الحصان عشان يبعده عن السباق كان يقدر يعمل كده جوه الإسطبل… هل لقيت معاه المفتاح البديل اللي دخل بيه؟ فين الإثبات إن هو اللي حط مخدر الأفيون لطبق الأكل؟… وفي أمر كمان هو شخص غريب عن المكان إزاي هيقدر إنه يخبي حصان، وخاصة إنه حصان معروف بالشكل ده… كان إيه رده لما سألته عن الورقة اللي كان عايز يديها لهشام في الإسطبل؟
الضابط غريب: هو قال إن هي ورقة ب 10 جنية، ولقينا واحدة زيها في الشنطة…. أما بالنسبة للأمور اللي ذكرتها يا أستاذ عمر أنا شايف إنها مش مهمة… أولا هو مش غريب عن المكان هو جه مرتين هنا في الصيف، وممكن جداً يكون جاب مخدر الأفيون معاه من المدينة… أما بالنسبة للمفتاح فممكن يكون بعد ما فتح الباب رماه… وكلامك عن تخبيته الحصان ممكن يخبيه في أي حفرة، أو مكان مهجور قديم في الطريق المهجور.
عمر: قال إيه على الشال بتاعه؟
الضابط غريب: مأنكرش إن هو بتاعه، وبيقول إنه ضاع منه… في أمر جديد ظهر في القضية ممكن يبين هو ليه خد حصان بره الإسطبل.
إتعدل عمر، وركز أكتر مع كلام الضابط غريب.
الضابط غريب: إحنا لقينا آثار لأشخاص من الغجر نصبوا خيامهم يوم الإتنين على بعد ميل من مكان الجريمة… وعلى يوم التلات كانوا مشيوا …أنا أفترض إن كان في إتفاق بين سعيد، والغجر دول… يمكن يكون كان بياخد الحصان ليهم لما المدرب جعفر هجم عليه؟ وممكن يكون الحصان عندهم دلوقتي.
عمر: ممكن.
الضابط غريب: إحنا دلوقتي بنبحث في الطريق المهجور عن الغجر دول.. وكمان أنا فحصت كل الإسطبلات في كل الأماكن في دايرة قطرها 10 أميال.
عمر: أنا سمعت إن في إسطبل قريب من هنا.
الضابط غريب: فعلاً… وهما المنافسين الرئيسيين فحصانهم هو المرشح التاني في الرهانات… وعشان كده هما كمان من مصلحتهم إنه يختفي الحصان صاحب الخصلة البيضا.عرفت من المدرب اللي هناك إسمه بدر إن في رهان بأموال ضخمة جداً في المسابقة دي… وكمان بدر مكانش صديق للمدرب جعفر… على العموم إحنا فتشنا الإسطبل اللي هناك ومالقيناش حاجة.
عمر: وما لقيتوش أي حاجة بتربط سعيد بالمنافسين؟
الضابط غريب: لا أبدا ما لقيناش أي حاجة.
رجع عمر ضهره لورا، ووقف الكلام…. بعد شوية، وصلنا لفيلا صغيرة جميلة جنب الطريق… ومن الناحية التانية شفنا مبنى طويل… أما في بقيت الإتجاهات كان الطريق مهجور… وكمان ظاهر مسجد الجويرة، وشوية بيوت، ومن ناحية الغرب الإسطبل المنافس.
نزلنا كلنا من العربية الا إن عمر فضل موجود جوه…رجع ضهره لورا، وبص في السماء، وغرق في تفكير عميق… لمست عمر اللي إتنفض من مكانه، وبعد كده خرج مكان العربية… كان العقيد عماد بيبصله بنظرات دهشة..
بسبب معرفتي الكبيرة بعمر فهمت من تصرفاته إنه وصل لدليل… مع اني مش متخيل لقاه فين.
الضابط غريب: أعتقد إن إنت تحب تروح مكان الحادثة يا أستاذ عمر؟
عمر: أفضل إن أنا أقعد هنا عشان عندي مجموعة أسئلة ليها علاقة بالتفاصيل… إنتوا جبتوا المدرب جعفر لهنا مش كده؟
الضابط غريب: أيوه.
عمر: إيه رأيك فيه طول فترة اللي اشتغلها معاك يا سيادة العقيد عماد؟
العقيد عماد: هو كان شخص ممتاز دايماً.
عمر: هل فتشت جيوبه وقت الوفاة يا غريب؟
الضابط: أيوه فعلاً، ومعايا الحاجة اللي كانت موجودة معاه… وهي موجودة في أوضة الجلوس لو حابب تشوفها.
عمر: هكون شاكر ليك جداً.
دخلنا كلنا لغرفة الجلوس، وقعدنا على الترابيز كبيرة…فتح الضابط صندوق، وخرج اللي جواه… كان في علبة كبريت… وحبه قليلين من شمع الشحم اللي بيستخدم للإشتعال…البايب الخاص بيه… وحبة تبغ مضغوط… ومحفظة من الجلد… وساعة من الفضة متعلقة في سلسلة دهب… خمس جنية دهب… علبة أقلام رصاص… شوية ورق.. سكين حاد جداً.
مد عمر إيده على السكين، وفضل يفحصه، وبعد كده قال: سكين جميل أعتقد يا أحمد إن نفس السكين ده بتستخدموا في مجال الطب؟
أحمد: السكين ده بيستخدم في عمليات العين لإنه دقيق جداً.
عمر: هو ده اللي تخيلته… شيء غريب جداً إن شخص يشيل سكين بالشكل ده… وخاصه إنه مش هيتقفل.
الضابط: كان محطوط عليها جزء في من الفلين لقيناها جنب الجسم… وقالتلنا مراته إن السكين ده كان موجود على الترابيزة كزينة، وإن هو خده، وهو ماشي… هو سلاح مش قوي بس يمكن ده أفضل حاجة لقاها، وهو نازل.
عمر: ممكن… إيه بقى الورق ده؟
الضابط غريب: تلات ورقات هما إيصال إستلام خاص بالتبن… وواحد فيه أوامر من العقيد عماد… أما الورقة الأخيرة فاتورة باسم وليد من محل لبس بمبلغ 370 جنية، وقالت مرات المدرب جعفر أن ممكن جوزها يستلم رسايل لصديقه، وبعد كده يسلمهاله.
عمر: مرات أستاذ وليد دى ذوقها غالي جداً…. المبلغ ده كتير جداً على فستان واحد…. مفيش قدامنا دلوقتي غير إن إحنا نروح مكان الحادثة.
الوقت اللي إحنا بنخرج فيه من أوضة الجلوس لقينا واحدة ست واقفة في الطرقة كان وشها رفيع، وباهت، وملامحها مليانة بالرعب، والخوف.
أول ما شافت الضابط غريب قالت: هل لقيته؟
الضابط: أبدا يا مدام جعفر بس أستاذ عمر جاي من المدينة عشان يساعدنا، وهنعمل كل اللي نقدر عليه
عمر: اعتقد يا مدام إني قابلتك قبل كده في حفلة من فترة طويلة، وكنت لابسه فستان حرير أبيض على الأكمام ريش نعام.
مدام جعفر: لأ أبدا يا أستاذ حضرتك غلطان… أنا حتى ما عنديش الفستان اللي إنت بتحكي عنه ده.
إعتذر عمر من مدام جعفر، ومشي، ومشي وراه الضابط غريب، ورحنا كلنا علي الطريق مهجور.
لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل