تحقيقات المفتش عمر قضية (الهانم الجميلة)

اخدت بالي من فترة إن عمر دايماً قلقان، ومتوتر، والموضوع بيزيد… بقالنا فترة مفيش قضايا قوية، ومثيرة، وما جاش حاجة لصديقي يخرج فيها موهبته العبقرية، وقدرته الرهيبة على الإستنتاج، والملاحظة.
النهاردة الصبح رمى الجرنان، وقال بعصبية: يا الله.
كمل عمر بعد ما إنتهد: إزاي الواحد يعيش في الحياة دي من غير ما يخرج إبداعه، ويستعمل فنه… تفتكر يا أحمد المجرمين خايفين مني.
قلت بإبتسامة: رغم إن شهرتك كبيرة، ومعروفة جداً يا عمر الإ إني أظن إن في نسبة كبيرة من الناس لسه ما تعرفكش.
بصلي عمر بغرور كإنه بيقولي إني غلطان، وإن الدنيا كلها تعرف، ووبتتكلم عن المفتش عمر سمير… أنا قلت كده من باب إني بهزر معاه بس أنا واثق إن إسم المفتش عمر بيدب الرعب في عالم الجريمة.
سألت عمر: طيب بالنسبة لحادثة السرقة المجوهرات اللي حصلت في شارع ب.ن من كام يوم الصبح؟
عمر: عملية مترتبة… رغم إنها مش من إختصاصي السر كله في الجرأة… شخص معاه عصاية تقيلة يكسر الإزاز بتاع محل المجوهرات، ويسرق مجموعة من المجوهرات الغالية… يمسكوه مواطنين صالحين، وتيجي الشرطة ويقبضوا عليه، وهو معاه المجوهرات.
ياخدوا الحرامي لقسم الشرطة، وبعدها يظهر إن المجوهرات اللي معاه مزيفة… قدر إنه يدي المجوهرات الحقيقية لشريكه اللي كان واحد من المواطنين الصالحين اللي حكيتلك عنهم.
هل الشخص ده هيروح السجن؟ أكيد بس لما يخرج هيلاقي فلوس كتير مستنياه… الموضوع فيه خيال… بس أنا مش هقدر اعمل أكتر من كده…
بس أنا أقدر أعمل أكتر من كده… حكيتلك يا أحمد قبل كده كتير لو أنا دخلت عالم الإجرام هيكون الموضوع مسلي جداً بس أخلاقي متسمحليش.
قلت: أفرح يا عمر إنت لازم تعرف إنك شخص فريد جداً في المجال بتاعك.
عمر: بس فين هي القضايا اللي موجودة في المجالي بتاعي؟
اخدت الجرنان، وقلت: أهو في شخص إنتهت حياته في جريمة بشعة ف منطقة أ.ف.
عمر: هي دي عناوين الجرايد يا صديقي العزيز، وفي الآخر هتكتشف إنه أكل أكل بايظ، والوفاة طبيعية.
قلت: طيب يا عمر واضح إنك مصر إنك تفضل متضايق.
إتحرك عمر للشباك، وقال: يا سلام أهي اللي بتتسمى في القصص صاحبة الخمار الواسع… طالعة السلم… أكيد جيه عشان تطلب المساعدة… أتمنى إنها تكون قضية مثيرة…
أظن يا أحمد لما تكون البنت شابة، وجميلة، وتحطش إيشارب على وشها عشان تخبيه يبقي الموضوع كبير أوي.
بعد دقايق دخلت الضيفة للأوضة بتاعتنا… زي ما قال عمر كان الإيشارب على وشها طويل، وواسع… كان صعب جداً إننا نحدد ملامحها لغاية ما رفعت الإيشارب الأسود اللي من الحرير… وقتها عرفت إن عمر عنده حق.
كانت البنت جميلة جداً… شعرها أصفر، وعيونها زرقا، وقدرت أستنتج من لبسها إنها من عيلة غنية جداً.
قالت الضيفة بصوت هادي، وناعم: أستاذ عمر أنا عندي مشكلة كبيرة جداً… أظن إنك تقدر تساعدني أنا سمعت عنك حاجات كتير جميلة، وهو ده اللي خلاني أجي، وأطلب مساعدتك… إنت أملي الأخير أتوسل ليك إنك تعمل المستحيل.
عمر: المستحيل… دي حاجة تسعدني أرجوكي كملي يا آنسة.
سكتت الضيفة شوية، وإترددت في الكلام عشان كده قال عمر: لازم تكوني صريحة معايا، وصادقة… لازم أكون عارف كل حاجة.
بدأت البنت بالكلام، وقالت: حضرتك سمعت عن مهرة كمال إسماعيل هانم.
لفيت للضيفة بإهتمام… كنت قرأت من كام يوم في الجرنان عن خطوبة مهرة كمال هانم لسامي ربيع بيه، وعرفت إنها البنت الخمسة لكمال إسماعيل باشا… كان سامي ربيع من أكبر بهوات المدينة.
كملت البنت: أنا مهرة كمال… أكيد قرأت عن إعلان خطوبتي… المفروض إني أكتر بنت فرحانة دلوقتي… بس يا أستاذ عمر أنا في مشكلة فظيعة بسبب شخص سيء إسمه لمعي… أنا مش عارفة أقولك إيه… المشكلة في رسالة كتبتها، وأنا عندي 16 سنة بس وهو…
قاطعها عمر: كتبتي الرسالة دي للشخص اللي إسمه لمعي؟
مهرة هانم: لأ لأ… انا كتبتها لضابط في الجيش كنت بحبه، وللأسف إنتهت حياته في الحرب.
عمر: آه فهمت.
مهرة هانم: كانت رسالة غبية، وطايشة… بس مكانتش أكتر من كده يا أستاذ عمر… كان فيها كلام، ومشاعر ممكن إن حد يفهمها بتفسيرات تانية.
عمر: تمام… والرسالة دي وقعت في إيد الشخص اللي إسمه لمعي؟
مهرة هانم: أيوه، وبيهددني بيها لو ما دفعتلوش مبلغ كبير… مبلغ مستحيل إني أقدر أجمعه… ولو معملتش كده هو هيبعت الرسالة دي لسامي بيه.
قلت بإنفعال قوي: الحيوان القذر… أنا أسف جداً يا هانم.
قال عمر: مش من الأفضل إنك تقولي كل حاجة لسامي بيه بإعتباره جوزك المستقبلي؟
مهرة هانم: مستحيل إن أقدر أعمل كده يا أستاذ عمر… البيه شخصيته قوية، وغيور جداً، وشكاك… أظن إنه هيفسر جوابي بشكل سيء، وممكن الموضوع يوصل لفسخ الخطوبة.
قال عمر بصوت لطيف: يا مسكينة… وإيه اللي إنتي عايزاني أعمله؟
مهرة هانم: فكرت إني أطلب من أستاذ لمعي إنه يزورك، وأفهمه إنك المسؤول عن المفاوضات معاه… يمكن تقدر إنك توصل معاه لحل.
عمر: إيه المبلغ اللي هو طالبه؟
مهرة هانم: عشرين ألف جنية… رقم مستحيل مش كده؟ مستحيل إني أقدر أجمع مبلغ زي ده.
عمر: عمري ما هطلب منك إنك تدفعيه… أنا هساعدك يا آنسه… المفتش عمر سمير هيقف معاكي… إكتبي لأستاذ لمعي ده، وقوليله إنه يجي يقابلني… هل ممكن إنه يجيب الرسالة معاه؟
هزت مهرة هانم راسها بمعنى لأ، وقالت: مستحيل الشخص ده حريص جداً.
عمر: بس أكيد الرسالة معاه مش كده؟
قالت مهرة هانم بتأثر: ورهاني لما رحتله بيته.
عمر: رحتي بيته؟! تصرف مش صحيح يا آنسة.
مهرة هانم: مكانش قدامي حل تاني… كنت بترجاه إنه ما يدمرش حياتي.
عمر: لأ غلط… الناس اللي شبه الشخص ده مبيسمعوش غير لجشعهم… كمان اللي إنتي عملتيه بيثبتله قد إيه الورقة اللي معاه مهمة… الشخص ده عايش فين؟
مهرة هانم: في بيت في مدينة و.ل… أنا رحت هناك في يوم بالليل قلتله إني هبلغ عنه الشرطة… بس هو فضل يضحك بخبث، وقال: زي ما تحبي يا مهرة هانم إعملي اللي إنتي عايزاه.
عمر: أيوه دي قضية صعب إنك تقدميها للشرطة.
كملت مهرة هانم كلامها، وقالت: بعد كده قالي: إنتي أعقل من إنك تبلغي الشرطة… بصي أدي الرسالة بتاعتك في صندوق خشب.
خرج الرسالة، وشاور بيها في الهوا….. حاولت إني اخدها بس هو كان أسرع مني… طبقها، وهو بيضحك، ورجعها تاني للصندوق.
وقال: خليها هنا هي في أمان… كمان الصندوق مستخبي في مكان مستحيل إن حد يلاقيه…
حركت عيني، وبصيت على خزنة صغيرة كانت في الحيطة… ضحك ضحكة عالية، وقال: لأ أنا عندي خزنة أحسن منها… هو شخص شرير، وسيء…
عمر: ثقي فيا يا آنسه أنا هلاقي طريقة مناسبة.
إتحرك عمر، ووصل الضيفة عند الباب… إستغربت من كلام عمر الواثق… إحنا قدام مشكلة كبيرة.
لما رجع عمر للأوضة هز راسه، وقال: أستاذ لمعي هو صاحب القوة هنا، وأنا مش عارف إزاي هنضحك عليه.
في نفس اليوم العصر زارنا أستاذ لمعي، وكانت مهرة هانم عندها حق لما وصفته إن شخص شرير، وخبيث كنت حاسس إني عايز أضربه، وازقه من فوق السلم…
كان مغرور في أسلوبه، وكلم عمر بأسلوب وحش، وكان هو صاحب الكلمة العليا في المقابلة… حسيت إن عمر مش في أحسن حالاته… كان شكله مكتئب.
قال لمعي، وهو بيلبس الطاقية: تمام يا أستاذ واضح إن مفيش جديد في كلامنا… الموضوع هنا إني هسيب مهرة هانم في حالها مقابل تمن بسيط جداً… خلينا نقول 18000
أنا هسافر النهاردة عندي شغل بسيط برة البلد، وهرجع يوم التلات… لو الفلوس ما اتدفعتش يوم التلات بالليل فالرسالة هتروح لسامي بيه…
أرجوك ما تقوليش إن مهرة هانم بجلالة قدرها ما تعرفش تجمع مبلغ بسيط زي كده… تقدر تستلف من أصحابها اللي هيكونوا مستعدين إنهم يساعدوها لو إستخدمت معاهم الطريقة المناسبة.
كنت غضبان جداً، ووشي أحمر… إتقدمت خطوة لقدام بس كان لمعي ساب الأوضة بسرعة بعد ما خلص كلامه.
قلت بإنفعال: يا الله لازم نعمل حاجة أكيد إنت مش هتسكت، وتستسلم يا عمر.
عمر: قد ايه إنت طيب يا صديقي… بس عندك نقص شوية في قدرة إدارة الأمور… كان لازم إني ما بينش لأستاذ لمعي قدراتي… كان لازم يحس مني بالجبن، والهزيمة، والإستسلام ده كان أفضل حاجة.
سألت: بس ليه؟
قال عمر، وهو سرحان: حاجة غريبة جداً إني إتكلمت عن دخولي عالم الجريمة قبل دخول مهرة هانم.
سألت: إنت هتسرق بيت لمعي، وهو مسافر؟
عمر: مبسوط جداً من سرعة تفكيرك المدهشة.
قلت: وإفرض سافر واخد الرسالة معاه؟
هز عمر راسه بمعنى لأ: مستحيل… مستحيل إنه يجازف، وياخد معاه حاجة مهمة كده في سفره… أكيد هو عنده مكان، وحصن قوي في بيته مخبي الرسالة فيها.
سألت: وإمتى هتنفذ خطتك؟
عمر: بكره بالليل هنتحرك الساعة 11:00.
لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل