قصص إثارة وغموض

تحقيقات المفتش عمر قضية (لغز الرسالة الغريبة)

رتب عمر رسايل البريد قدامه، واخد الرسالة اللي فوق، وبص للعنوان بتاعها، وبعد كده فتح الرسالة… دايماً بيحط عمر سكينة الورق على ترابيزة الفطار عشان يستخدمها في فتح الرسايل.

خرج عمر الرسالة، وكان جواها ظرف تاني… وكان الظرف مختوم بالشمع الأحمر، ومكتوب عليه سري، وخاص.

إستغرب عمر، وقال بصوت واطي: يا ترى إيه اللي هيكون جوه الظرف؟!

إستخدم عمر مرة تانية سكينة الورق، والمرة دي خرج من الظرف رسالة مكتوبة بخط الإيد، وكان في خطوط على مجموعة من الكلمات بتأكيد عليها… فتح عمر الرسالة، وقرأها، وكان مكتوب في الرسالة من فوق نفس كلمة سري، وخاص جداً.

كانت الرسالة من منطقة ر.ش غرب بتاريخ 21 يناير.

الرسالة: سيادة المفتش عمر سمير… نصحني صديق ليا إني أطلب مساعدتك لما لاحظ القلق، والخوف اللي أنا فيه (ملحوظة الصديق ده ما يعرفش تفاصيل الوضع اللي أنا فيه أنا ما حكيتش لحد حاجة، وده لإن الموضوع خاص)…

قالي صديقي إنك شاطر في حفظ الأسرار، وإنك هتساعدني في القضية من غير تدخل الشرطة لإن تدخل الشرطة حاجة بكرهها… كمان ممكن أكون غلطانة… أنا مش قادرة أفكر كويس الأيام دي… مش بنام كويس بسبب تعب خطير كنت متصابة بيه من الشتا اللي فاتت، ومش قادرة أتأكد من الأمور بنفسي.

كمان معنديش أي أساليب، ولا قدرات… من ناحية تانية لازم أأكد عليك إن الموضوع شخصي، وحساس… لو قدرت أتأكد إن الموضوع صح فأنا هقدر أصلح الأمور بنفسي، وده اللي أنا عايزاه… أتمنى إني أكون وضحت موقفي…

لو وافقت إنك تقبل القضية أرجوك إكتبلي على العنوان اللي فوق… توقيع إيمان باسم.

 قرأ عمر الرسالة مرتين، وضم حواجبه، وبعدين حط الرسالة على جنب، ومسك  الرسالة التانية في كومة الرسايل.

الساعه 10:30 بالليل دخل عمر أوضة مكتب الآنسة لمياء (ملحوظة في الوقت ده كان عمر وظف سكرتيرة بسبب ضغط القضايا اللي كانت عنده)… كانت الآنسة لمياء عندها 48 سنة مكانش شكلها جميل بس كانت بتعشق النظام، وكانت بتنفيذ دايماً اللي مطلوب منها.

إدى عمر الآنسة لمياء مجموعة من الرسايل، وقالها: لو سمحت يا آنسه إكتبي رسايل رفض بجمل مناسبة لكل الرسايل دي.

بصت الآنسة لمياء على الرسايل بسرعة، وبعد كده كتبت كلمات هيروغليفية على كل واحدة منها… كانت الكلمات دي شفرة ليها ما يفهمهاش حد غيرها… بعد ما عملت كده إستنيت باقي تعليمات من عمر.

بعد كده إداها عمر رسالة الآنسة إيمان باسم… خرجت لمياء الرسالة، وقرأتها، وبصت لعمر، وقالت: ايوه يا أستاذ عمر؟

كانت بتحرك القلم إنها جاهزة عشان تكتب التعليمات… بس عمر ما قالش أي تعليمات… هو سكت شوية، وبعدين سألها: إيه رأيك في الرسالة يا آنسه لمياء؟

حطت الآنسة لمياء القلم من إيديها، وضمت حواجبها، ومسكت الرسالة مرة تانية، وقرأتها… أي رسالة بالنسبة لآنسة لمياء مش مهمة إلا من ناحية واحدة هي كتابه رد مناسب عليها…

كان في بعض الأوقات عمر بيطلب منها رأيها… يمكن كان الموضوع ده بيضايقها شوية لإنها كانت دايماً شبه الآلة، ومكنتش بتهتم بالمشاعر، والأمور الإنسانية… كل اللي كانت بتهتم بيه في الدنيا هي تنظيم الملفات، وترتيب المواعيد، وتنفيذ المطلوب منها، ورغم كده كان عندها قدرة، وذكاء في كتير من القضايا، وكان عمر يعرف ده كويس.

رجع عمر سألها مرة تانية: هاه إيه رأيك؟ 

الآنسة لمياء: ست عجوزة خايفة… هي ما حكتش أي حاجة مفيدة.

عمر: أيوه فعلاً.

مسكت الآنسة لمياء مره تانية القلم مستنيه تعليمات عمر، والمرة دي إستجاب ليها عمر، وقال: إكتبيلها إنه يشرفني إني أزورها في أي وقت هي تحددوه… إلا لو كانت تحب إنها تيجي هنا… ما تكتبيش الرسالة بالآلة الكاتبة إكتبيها بخط الإيد.

آنسة لمياء: حاضر يا أستاذ عمر.

خرج عمر مجموعة تانية من الأوراق، وقال: دي فواتير.

مسكتها الآنسة لمياء، وصنفتها بسرعة، وبقدرة رهيبة، وبعد كده قالت: هدفع الفواتير دي… ما عدا الإتنين دول 

عمر: وإشمعنا الإتنين دول بالتحديد؟

آنسة لمياء: دول شركتين إنت لسه متعامل معاهم جديد، وهيبقى إنطباعهم عنك لما تكون فاتح حساب جديد الأمر هيبان إنك بتسعى إنك تاخد قرض بعد كده.

قال عمر: شكراً ليكي يا آنسة إنك لفتي إنتباهي للأمر ده.

هزت آنسة لمياء راسها، وقامت تكمل باقي شغلها.

كتبت الآنسة لمياء الرسالة، وبعتتها لآنسة إيمان باسم… بس مكانش فيه أي رد… خمن عمر إن الست العجوزة يمكن حلت الموضوع بنفسها بس كان مستغرب إنها ما كتبتلوش أي رسالة تبلغه إنها مستغنيه عن خدماته.

بعد خمس أيام كانت الآنسة لمياء في المكتب مع عمر، وبعد ما اخدت الأوامر سألها عمر هل فيه رد من الآنسة إيمان باسم؟

قالت الآنسة لمياء: الآنسة إيمان باسم اللي كتبتلها… أكيد مش هيكون في رد، وده لإنها ماتت.

قال عمر بهدوء: ماتت؟!

فتحت الآنسة لمياء شنطة إيديها، وخرجت منها ورقة جرنان مقصوصة، وقالت: لقيت الخبر في الجرنان قطعته، وجبتهولك.

قرأ عمر الخبر في صفحة الوفيات في جورنان النهار… كان مكتوب: توفيت فجأة الآنسة إيمان باسم يوم 26 يناير في منطقة ر.ش غرب عن عمر 73 الجنازة في مكان كذا.

 قرأ عمر الخبر مره تانية وقال بصوت واطي: فجأة؟!

 بص عمر للآنسة لمياء، وقال: لو سمحت إكتبي الرسالة اللي هملهالك دلوقتي.

مسكت الآنسة لمياء القلم، وكتبت الرسالة اللي قالها عمر.

كانت الرسالة: آنسة إيمان باسم ما استلمتش منك أي رد… أنا هكون قريب من منطقة ر.ش غرب يوم الجمعة، وهزورك في اليوم ده، وهتكلم معاكي عن القضية اللي كتبتهالي في رسالتك… توقيع عمر سمير.

عمر: لو سمحت إطباعي الرسالة دي، وإبعتيها دلوقتي… أنا عايزها توصل النهاردة.

تاني يوم الصبح وصلت رسالة بالبريد، وكان الظرف إطاره أسود، وكان مكتوب فيها: الأستاذ الفاضل عمر رداً على رسالتك عمتي الآنسة إيمان باسم ماتت يوم 26 الشهر ده وعلشان كده القضية اللي بتتكلم عنها مبقتش مهمة… توقيع نرمين دياب.

إبتسم عمر، وقال: مبقتش مهمة؟ هو ده اللي عايزين نعرفه يلا بينا لمنطقة ر.ش غرب.

كانت منطقة ر.ش غرب فيها بيت حواليه ورد، وأزهار بشكل جميل، وملفت… وقف عمر شوية، وهو بيعدي من الممر، وبص على الجنينة المتقسمة يمين، وشمال بشكل منظم… وشجر الورد، والنرجس، والفل، والياسمين، وكان كل نوع متحدد بإطار بس الإطار الأخير كان متحدد بالصدف… ومكنش الإطار بتاعه كامل.

قال عمر بصوت واطي: في جنينة الحب بيلمع الورود، وفي شط الرمل بيترص الصدف، ويتقابل الجمال مع صف من الجميلات.

كمل عمر كلامه، وقال: يمكن مفيش هنا شط، ورمل، ومفيش صف من الجميلات… بس على الأقل فيه واحدة منهم عشان تتحقق جزء من القصيدة.

إتفتح الباب، وظهرت منه خدامة صغيرة لابسه لبس منظم… بصت لعمر بخوف لإنها اخدت بالها إن الراجل الغريب اللي بشنب تقيل، واقف بيكلم نفسه في الجنينة…

أما عمر فاخد باله إنها بنت جميلة.. عينيها زرقا، وخدودها وردي.

إبتسم عمر، وقال بأدب: لو سمحت فيه ست ساكنة هنا إسمها إيمان باسم؟

إتصدمت الخدامة، وبرقت بعنيها، وقالت: اه يا أستاذ… إنت ما تعرفش؟ حصل الموضوع فجأة يوم التلات.

إترددت الخدامة شوية إنها تتكلم، أو تسكت من ناحية خوفها إنها تتكلم مع حد غريب، ومن ناحية تانية حبها الشديد في الرغي.

 قال عمر: حاجة غريبة أنا عندي ميعاد مع الآنسة النهاردة… بس يمكن أقدر أقابل ست البيت اللي ساكنة هنا.

 ظهر على الخدامة الخوف مرة تانية، وقالت: ستي؟! يمكن تقدر تقابلها بس أنا مش عارفة إذا كانت هي عايزة تقابل حد.

قال عمر: لأ أظن انها هتشوفني..

مد عمر بالبطاقة بتاعته، وكان صوته فيه نبرة ثقة شديدة… رجعت البنت خطوتين لورا، واخدت عمر لاوضة الضيوف الموجودة على شمال الصالة، وسابته هناك، وراحت عشان تنادي على صاحبة البيت.

بص عمر حواليه كانت أوضة الضيوف تقليدية…الحيطان مدهونة بورق حيطة، ونقش من فوق، وأنتريه منجد بقماش مزخرش، وستاير لونها سمني، وتحف من الفضة… مكانش في حاجة في الأوضة قوية تحدد شخصية صاحبة البيت.

حس عمر إن في حد بيراقبه من ضهره… لف عشان يشوف بنت واقفة في مدخل الباب الجانبي الإزاز اللي بيودي على الجنينة.

 كانت بنت صغيرة عندها 15 سنة… وشها باهت… شعرها أسود… عينيها فيها خوف.

دخلت البنت من الباب… إبتسملها عمر إبتسامة بسيطة… أما البنت فقالت بإنفعال: إنت جيت ليه؟

ما ردش عمر، وبص باندهاش ليها… رجعت البنت تسأله تاني: إنت مش محامي مش كده؟

 قال عمر: وليه أكون محامي يا آنسة؟

بصت البنت ليه بخوف، وقالت: كنت فاكراك كده… كنت فاكراك جاي تقول إنها مكانتش عارفة هي بتعمل إيه… أنا سمعت الكلام ده قبل كده التأثير الغير المناسب… هما بيقولوا عليه كده… بس ده مش صح هي كانت عايزاني اخد الفلوس، وأنا هاخدها حتى لو عينت محامي خاص بيا… الفلوس فلوسي هي كتبت كده، وهو ده اللي هيحصل.

كان شكلها غريب، ونظرتها فيها خوف، وتحدي في نفس الوقت… في اللحظة دي إتفتح الباب، ودخلت ست طويلة، وقالت: كوثر.

إتخضت البنت الصغيرة، وقالت كلام بصوت واطي، وخرجت من الباب الإزاز… لف عمر يشوف الصوت القوي اللي خلص الموقف بكلمة واحدة… كان صوت قوي فيه ثقة كبيرة… فهم عمر بسرعة إن دي صاحبة البيت نرمين دياب.

قالت مدام نرمين: أستاذ عمر؟ أنا كتبتلك رسالة بس واضح إنك ما استلمتهاش.

قال عمر بإبتسامة بسيطة: للأسف أنا كنت مسافر.

مدام نرمين: اه فهمت… أقدملك نفسي أنا نرمين دياب، وده جوزي أستاذ فؤاد، والآنسة إيمان باسم كانت عمتي.

كان أستاذ فؤاد دخل الأوضة بهدوء لدرجة إن محدش اخد باله إنه وصل… كان شخص طويل… شعره قصير…  عنده شنب صغير، وكان بيحرك إيده على دقنه بعصبية… كمان كان بيلف كتير، وبيبص لمراته، وكان واضح إنه مستنياها هي اللي تبدأ الكلام.

قال عمر: أنا متأسف إني جيت كده في وسط الظرف اللي إنتم فيه.

مدام نرمين: أنا فاهمة إنك مش قصدك… ماتت عمتي يوم التلات بالليل كان الموضوع مفاجئ.

رد أستاذ فؤاد بإنفعال: كان مفاجئ، وغير متوقع جداً… صدمة كبيرة.

كان أستاذ فؤاد بيبص على الباب الإزاز اللي خرجت منه البنت الصغيرة.

قال عمر: متأسف جداً أستاذنكم أنا همشي.

إتحرك عمر خطوة للباب فقالت مدام نرمين: لحظة لو سمحت… إنت قلت إنك كان عندك ميعاد مع عمتي إيمان؟

عمر: بالضبط.

مدام نرمين: يمكن تقدر تبلغنا لو كنا نقدر نعمل….

عمر: القضية كانت خاصة… سكت عمر شوية، وقال: أنا متحري خاص.

خبط أستاذ فؤاد بتوتر على صينية صغيرة كانت جنبه، وظهر إرتباك على مراته، وقالت: متحري؟ وكان معاك ميعاد مع عمتي؟ حاجة غريبة.

سكتت مدام نرمين شوية، وبعد كده قالت: هل تقدر تبلغنا بمعلومات تانية يا أستاذ عمر؟ لإن الموضوع واضح إنه غريب شوية.

سكت عمر شوية، وحاول يختار كلامه كويس، وقال: صعب جداً يا مدام إني أعرف إيه اللي المفروض إني أعمله. 

قال الأستاذ فؤاد: هي ما اتكلمتش عن البورصة مش كده؟

عمر: البورصة؟!

أستاذ فؤاد: أيوه البلانش الأحمر… حاجة زي كده.

قالت مدام نرمين: ما تهزرش يا فؤاد.

رجع فؤاد خطوتين، وقال: أسف… أسف أنا كنت بسأل بس.

بصت نرمين بشكل حاد لعيون عمر، وقالت: لو كنت تقدر تقولنا أي حاجة يا أستاذ عمر هكون متشكرة ليك… أنا بأكدلك إن عندي سبب لسؤالي.

كان واضح إن أستاذ فؤاد متوتر فقال بإنفعال: خدي بالك يا نرمين ممكن يكون مفيش حاجة أصلا.

بصيتله نرمين بنظرة قوية، وبعد كده قالت: تمام يا أستاذ عمر إيه رأيك؟

هز عمر راسه بمعنى لأ، وقال: دلوقتي يا مدام أنا شايف إن ما ينفعش أقول حاجة.

 إتحرك عمر ناحية الباب، ومشيت معاه مدام نرمين دياب لحد ما وصل للباب… وقف عمر، ولف لمدام نرمين، وقال: أظن إنك بتحبي الجنينة بتاعتك جداً مش كده؟

مدام نرمين: أيوه أنا بقضي وقت كبير في الإعتناء بيها.

قبل ما يمشي عمر خد باله من حاجتين البنت اللي بتبص من الشباك اللي من الدور الأول بوشها الباهت، والحاجة التانية الشرطي بالبدلة الرسمية اللي بيتحرك يمين، وشمال في الناحية التانية من الشارع.

هز عمر راسه، وقال: أكيد في الجحر فار… إيه الحاجة اللي ممكن تعملها القطة عشان تمسكه؟

بهدوء إتحرك عمر لأقرب مكتب بريد، وهناك عمل مكالمتين واضح إن الأمور كانت ماشية كويس…إتحرك عمر لقسم شرطة منطقة ر.ش غرب، وهناك سأل على المفتش زكي… كان المفتش زكي شخص ضخم عضلاته قوية..ملامحه لطيفة.

قال المفتش زكي: أستاذ عمر… أنا لسه وصلاني مكالمة من رئيس الشرطة عشانك قالي إنك هتيجي… إتفضل.

قفل المفتش زكي باب المكتب، وقرب كرسي لعمر، وقعد على الكرسي اللي قدامه، وبص لعمر بحيرة وقال: إنت رائع يا أستاذ عمر قدرت تمشي ورا الأحداث… إنت جيت عشان القضية من قبل حتى ما إحنا نعرف إنها قضية… إيه اللي وصلك للموضوع؟

خرج عمر الرسالة اللي جاتله من الضحية، وسلمها للمفتش زكي… قرأ المفتش زكي الرسالة، وبعد كده قال: شيء مثير للإهتمام… بس للأسف الرسالة مفيهاش أي توضيحات… لو كان فيها أي تلميح كان ممكن ده يساعدنا دلوقتي.

قال عمر: كان ممكن ميكونش فيه قضية أصلا .

المفتش زكي: قصدك إيه؟

عمر: يمكن كانت تفضل عايشة، وما تموتش.

المفتش زكي: هو ده اللي إنت وصلتله في الإستنتاج؟… اه يمكن كان عندك حق.

عمر: لو سمحت يا سيادة المفتش إحكيلي التفاصيل فأنا معرفش حاجة.

المفتش زكي: حاجة بسيطة… الست العجوزه التعبانة وقعت بعد العشا يوم التلات بالليل، وكانت حالتها صعبة عندها تشنجات، وحاجات تانية…

طلبوا الدكتور بس لما وصل كانت إنتهت حياتها… قالوله إنها ماتت بسبب نوبة بس الدكتور مكانش مقتنع، وقبل الموضوع غصب عنه، وقال إنه ما ينفعش يخرج شهادة وفاة.

بالنسبة للعيلة هو ده اللي يعرفوه عن القضية، وهما مستنيين دلوقتي نتيجة فحص الجسم… أما إحنا فمعلوماتنا أكتر… الطب الشرعي فحص الجسم، وكانت النتيجة إن العجوزة ماتت بجرعة كبيرة من مادة س.ك السامة.

عمر: اه… وبعدين.

المفتش زكي: لعبة قذرة… السؤال بقى مين اللي حطلها السم؟ أكيد السم إتحط قبل ما تتعب بوقت صغير… في الأول كنا شاكين إن السم إتحط في العشا بتاعها بس دي كانت وجهة نظر فاشلة، وده لإنهم قدموا العشا في اليوم ده شوربة، ورز بالسمك، وكيكة التفاح.

وكان فيه تلاته على العشا الآنسة إيمان، وأستاذ فؤاد، ومراته مدام نرمين، وكان عند الآنسة إيمان بنت مساعدة بس هي ما اكلتش مع العيلة أكلت بعد ما خلصوا بواقي الأكل في المطبخ.

كمان في البيت خدامة بس في اليوم ده كانت إجازتها، وعشان كده فضلت الشوربة فوق البوتاجاز، والكيكة في الفرن، والرز بالسمك على المطبخ، والتلات أشخاص أكلوا نفس الأكل.

كمان فيه نقطة تانية مهمة مادة س.ك مادة مرة جداً… الدكتور قال إن أي حد هياخدها لازم هيحس بطعمها المر حتى لو كانت متخففة بنسبة من واحد لألف.

عمر: وبالنسبة للقهوة؟

المفتش زكي: ممكن… بس هي ما شربتش قهوة خالص.

عمر: فهمت واضح إن دي مشكلة فعلاً… إيه اللي شربته على العشا؟

المفتش زكي: مية.

عمر: وده أسوء وأسوء.

المفتش زكي: قضية صعبة شوية مش كده؟

عمر: هل كانت آنسة إيمان معاها فلوس؟

مفتش زكي: أيوه أظن إنها غنية… إحنا ما معناش الحساب بالتفصيل بس عرفنا إن مدام نرمين، وجوزها حالتهم صعبة، والضحية كانت بتساعدهم في مصاريف البيت.

إبتسم عمر، وقال: يبقى إنت بتشك في مدام نرمين، وجوزها بتشك في أنهي واحد فيها؟

المفتش زكي: أنا ما بقولش إني بشك فيهم تحديداً… بس الأمور زي ما إنت شايف هما الإتنين قرايبها الوحيدين، ولما هي تموت ده هيرجع عليهم بفلوس كتير… إنت عارف الطمع البشري.

عمر: صحيح فيه أوقات كتير بننسى إنسانيتنا… هل الضحية ما اكلتش أو شربت أي حاجة تانية؟

المفتش زكي: في الحقيقة…

عمر: كنت عارف إن في حاجة إنت لسه مخبيها… الشوربة، والسمك بالرز، وكيكة التفاح حاجات بسيطة… خلينا ندخل في أصل الموضوع.

المفتش زكي: في الحقيقة أنا مش عارف إذا كان ده صح بس العجوز بتاخد كبسولة قبل الأكل… إنت عارف كبسولة جواها دوا مش حباية، أو قرص… وهي كبسولات للمعدة مفيش فيها ضرر.

عمر: تمام يبقى سهل إن الكبسولة تتملي بمادة س.ك السامة، ونبدلها بواحدة من الكبسولات الموجودة… كمان هي هتتبلع مع ميه، ومش هتحس بمرارة طعمها.

المفتش زكي: ده صحيح بس المشكلة إن البنت كوثر هي اللي بتديهالها.

عمر: البنت الصغيرة؟

المفتش زكي: أيوه… كوثر كانت بالنسبة للآنسة إيمان مساعدة، وصديقة، وممرضة… كانت بتتعبها بطلباتها: هاتيلي ده… خدي ده… لبسيني… إديني الدوا… روحي الصيدلية، وحاجات زي كده.

إبتسم عمر، وكمل المفتش زكي كلامه: هو ده الوضع… الأمور مش ماشية مع بعضها… ليه البنت تسمم مدام إيمان، وبالتالي هتخسر شغلها… مش من السهل إن البنت الصغيرة دي تلاقي شغل خاصة بسبب سنها الصغير، وإنها قليلة الخبرة.

عمر: وبالرغم كمان إن علبة الدوا كانت متسابة في البيت، وممكن لأي حد إنه يلعب فيها.

المفتش زكي: إحنا بنقوم بتحرياتنا يعني مثلاً: إمتى إتحضرت الكبسولات دي آخر مرة؟ بتتحط فين؟… الموضوع محتاج صبر، وشغل كتير، وهو ده اللي هيوصلنا لحل اللغز.

كمان فيه محامي الآنسة نرمين هقابله بكره، وكمان هقابل مدير البنك… عندي شغل كتير أعمله.

وقف عمر، وقال: متشكر ليك جداً يا سيادة المفتش… أنا هطلب منك خدمة صغيرة أرجوك تبلغني بمكالمة تليفون صغيرة عن الجديد في القضية.. ده رقمي.

المفتش زكي: طبعاً يا أستاذ عمر… دماغين أفضل من دماغ واحدة… كمان إنت لازم تكون مشترك في القضية عشان الرسالة اللي إنت إستلمتها.

قال عمر: شكراً ليك يا سيادة المفتش أستاذنك.

                                                       لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى