تحقيقات المفتش عمر قضية (رحلة السفينة)

قال القائد فتحي بإنفعال: العقيد جمال؟!
مالت الآنسة أسماء همام لقدام، ووقعت خصلة من شعرها الأبيض الناعم على وشها، وقالت بخبث: راجل عسكري قوي…
إنفعل القائد فتحي أكتر حتى إن وشه بقى أحمر كإنه هينفجر، وقال: عسكري؟!
قالت الآنسة أسماء بصوت واطي: كان في الحرس الجمهوري مش كده؟
رد القائد فتحي بإنفعال: حرس إيه؟! ده كان شغال على مسرح في السيرك… دخل الجيش، وسافر يشتغل في الكانتين، وحصلت حادثة طايشة هناك… رجع لبيته بجرح في دراعه، واتعالج في مستشفى كاميليا هانم.
آنسة أسماء: اه… هي دي الطريقة اللي اتقابلوا بيها.
القائد فتحي: مثل صاحبنا إنه البطل المجروح، وكانت كاميليا هانم عندها بحر من الفلوس إلا إن مكانش عندها عقل… كان جوزها مات من ست شهور، وقابلت جمال، وزورت أوراقه، وخلته يتعين في وزارة الحربية، وبقى العقيد جمال… شيء سخيف مش كده؟
قالت الآنسة أسماء بإنفعال: العقيد جمال كان قبل كده شغال على مسرح في سيرك!
كانت بتقول الكلام كإنها بتحاول تربط ما بين العقيد الوسيم جمال، وما بين الأراجوز اللي مناخيره حمرا، وبيتنطط في السيرك.
قال القائد فتحي: فعلاً أنا سمعت من باسم عزيز العجوز، وهو سمع القصة من بهنسي وحيد اللي خد الكلام من سامي أمجد.
هزت الآنسة أسماء راسها، وقالت: واضح إن ده بيأكد القصة.
إبتسم شخص جنب الآنسة أسماء، وكان جسمه صغير حتى إن الآنسة أسماء لاحظت الإبتسامة، وده لإنها قوية الملاحظة جداً… كانت الإبتسامة على الجملة الأخيرة بس القائد فتحي ما شكش في حاجة، وما اخدش باله منها.
بص القائد على ساعته، ووقف، وقال: هتأخر على التدريب… لازم الإنسان يحافظ على صحته حتى لو كان في رحلة على سفينة.
إتحرك القائد فتحي للباب المفتوح عشان يوصل لضهر السفينة.
لفت الآنسة أسماء همام للشخص اللي جنبها اللي كان بيبتسم، وكانت نظرتها ليها معنى.
قال الشخص الغريب: صديقك شخص نشيط مش كده؟
الآنسة أسماء: بيلف على تراك السفينة 48 مرة… عجوز رغاي… وبعد كده بيقولوا إننا الستات اللي بنحب النميمة، والكلام الكتير.
قال الشخص الغريب: أظن إن كلامك فيه تمادي.
آنسة أسماء: المصريين دايماً مؤدبين.
رد الشخص الغريب: إسمي عمر سمير.
سكتت الآنسة أسماء كإن الإسم فكرها بحاجة، أو إنها سمعت الإسم ده قبل كده… بعد شوية قالت: هل إنت مبسوط بالرحلة يا أستاذ عمر؟
عمر: في الحقيقة لأ… كان غباء مني إني أجي… أنا ما بحبش البحر… عمر البحر ما بيهدى أبدا.
آنسة أسماء: أظن إنك غلطان لازم تعترف إن البحر هادي دلوقتي.
حرك عمر راسه، وقال: يمكن دلوقتي… وعشان كده بدأت أفوق، وأهتم باللي حواليا… زي مثلاً أسلوبك الذكي مع القائد فتحي.
آنسة أسماء: إنت قصدك….؟ وبعد كده سكتت.
قال عمر بإبتسامة هادية: طريقتك إنك تخرجي الكلام، وتعرفي الأسرار… مدهشة يا آنسة.
ضحكت الآنسة أسماء كإنها مش مكسوفة، وقالت: قصدك لما قلتله إن جمال من الحرس؟… كنت عارفة إن ده هيخليي القائد العجوز يتكلم…
زادت إبتسامة الآنسة أسماء، وقالت: في الحقيقة أنا بحب الأسرار، والفضايح.… وكل ما كانت وحشة كل مكان الموضوع أفضل.
بص عمر للآنسة بجسمها الرشيق، وعينيها السودا، وشعرها الأبيض… كان عندها 45 سنة، ومكانش عندها مشكلة إنها تظهر عمرها الحقيقي.
قالت الآنسة أسماء بسرعة، وبإنفعال: إفتكرت… إنت المفتش العظيم مش كده؟
إبتسم عمر، وقال: حضرتك إنسانة لطيفة يا آنسة.
بإنفعال قالت الآنسة أسماء: حاجة مخيفة جداً… هو إنت بتطارد مجرم؟… زي ما بنسمع في الحكايات… هل في مجرم ما بينا على السفينة؟ وهل كلامي ده مينفعش أقوله؟
إبتسم عمر، وقال: لأ… أسف لو خيبت أملك… أنا موجود هنا بس فسحة…. زي زي غيري.
صوت عمر كان كئيب، وده اللي خلى الآنسة أسماء همام تضحك، وقالت: تمام أظن إنك ممكن تتفسح بكرة في الإسكندرية… إنت زرتها قبل كده؟
عمر: لأ يا آنسة.
وقفت الآنسة أسماء فجأة، وقالت: أظن إني هروح أتدرب مع القائد فتحي.
وقف عمر بأدب، وإنحنى ليها، وإتحركت الآنسة أسماء لضهر السفينة… ظهر في عين عمر نظرة حيرة، وبعد كده إتحرك، وهو بيبتسم.
بص عمر من الباب اللي بيودي على السطح، وكانت الآنسة أسماء ساندة على سور السفينة، وبتتكلم مع شخص طويل… جسمه جسم شخص عسكري… زادت إبتسامة عمر، وإنسحب، ورجع للأوضة.
في اللحظة دي كان لوحده في الأوضة… بس هو كان عنده إحساس إن الموضوع ده مش هيطول، وفعلاً دخلت مدام كاميليا بشعرها المموج المصبوغ، وجسمها الممشوق، وهي لابسه بدلة رياضية جميلة… دخلت بأسلوب الست اللي تقدر تشتري أي حاجة هي عايزاها بأي سعر…
كانت مدام كاميليا بتنادي، وتقول: جمال…؟… صباح الخير يا أستاذ عمر هل شفت جمال؟
عمر: هو في الناحية التانية على ضهر سفينة هل…؟
شاورت مدام كاميليا بإيديها، وقالت: لأ أنا هقعد هنا شوية.
قعدت بأسلوب فخم في الكرسي اللي قدام عمر… كان ظاهر من بعيد إنها عندها 45 سنة بس دلوقتي بالرغم من كمية المكياج إللي على وشها مكانش ظاهر إنها عندها 49 سنة، وهو عمرها الحقيقي كان ظاهر إن عندها 55 سنة… كانت عينيها لونها أزرق، وبؤبؤ العين صغير.
قالت مدام كاميليا: متضايقة إني ما شفتكش إمبارح على العشا… كان البحر هايج.
قال عمر: بالضبط.
مدام كاميليا: لحسن الحظ إني بحارة شاطرة، وبقول لحسن الحظ لإن قلبي ضعيف، ودوار البحر ممكن يقتلني.
عمر: هل قلبك ضعيف فعلاً يا مدام؟
مدام كاميليا: أيوه ولازم اخد بالي، وما اتعبش نفسي… كل الدكاترة قالتلي كده.
ومن هنا بدأت مدام كاميليا كلامها في موضوع واضح إنها بتحبه ومش بيضايقها، وهو الكلام عن صحتها…. كملت مدام كاميليا كلامها، وقالت: حبيبي جمال بيتعب نفسه جداً علشان يمنعني إني أعمل شغل كتير… بس أنا لازم أعيش حياتي بقوة… إنت فاهم أنا قصدي إيه يا أستاذ عمر؟
عمر: فاهم… فاهم.
مدام كاميليا: هو دايماً بيقولي إني لازم اخد بالي من صحتي، ومن أكلي… بس أنا مقدرش أعمل كده… إحنا هنعيش حياتنا مرة واحدة هو ده اللي أنا بحسه… في الحقيقة أنا تعبت جداً لما كنت بنت صغيرة… إنت سمعت عن المستشفى بتاعتي طبعاً كان عندي دكاترة، ومسؤولين، وتمريض بس أنا اللي كنت بدير كل حاجة في المستشفى.
إتنهد عمر، وإبتسم إبتسامة صفرا، وقال: نشاطك رائع يا مدام كاميليا.
ضحكت مدام كاميليا، وقالت: الكل بيستغرب مني، وبيديني سن أصغر من سني… أنا عمري ما حاولت إني أبين إني أصغر من 40 سنة…(طبعاً كانت كدابة جداً في كلامها) وكملت، وقالت: ناس كتير أوي بتتصدم لما بتعرف سني الحقيقي، وبيقولولي إني جميلة، ونشيطة جداً… بس فعلاً يا أستاذ عمر إيه هيكون الإنسان لو مكانش عايش؟
عمر: هيكون ميت.
إتجمدت ملامح مدام كاميليا كإن الرد ما عجبهاش، وقفت، وقالت ببرود: أنا لازم ألاقي جمال.
في الوقت اللي كانت خارجة من الباب، وقعت شنطة إيديها، وإتفتحت، ووقعت كل حاجة فيها على الأرض.
بشهامة إتحرك عمر عشان يساعدها، وحاول يجمع صوابع الروج، وبودرة التجميل، وعلبة السجاير، والولاعة، وحاجات كتير غريبة…
شكرته مدام كاميليا، وبعد كده إتحركت للباب اللي بيودي على سطح السفينة وهي بتنادي: جمال…. جمال.
كان العقيد جمال غرقان في كلامه مع الآنسة أسماء، وفجأة سمع صوت مراته… لف بسرعة، وإنحنى ليها، وبدأ يطمن عليها، وعلى راحتها، وهل الكرسي بتاعها مريح؟… وسألها لو حابه تعدله.
كان أسلوبه مؤدب بيدل على إهتمامه بمراته… واضح إن مدام كاميليا كانت ست متدلعة في حب جوزها.
بصت الآنسة أسماء على اليحر، وكإنها إتضايقت من الموقف، وكان عمر عند الباب بيتفرج… سمع من وراه صوت خشن بيقول: لو كانت الست دي مراتي كنت ضربتها بالفاس.
كان ده صوت العجوز يحيى اللي معروف بين العمال الشباب على السفينة بإنه جد كل مزارعين الشاي… كان لسه داخل الأوضة، ونادى بصوت عالي: يا ولد هتلي كباية شاي….
وطي عمر، واخد ورقة مقطوعة كانت وقعت من شنطة مدام كاميليا… كانت جزء من نشرة دوا للقلب… حط عمر الورقة في جيبه عشان يرجعها بعد كدة لمدام كاميليا.
في الوقت ده كان العجوز يحيى بيكمل كلامه: أيوه ست غريبة أفتكر إني عرفت واحدة زيها قبل كده من سنين طويلة.
إبتسم عمر، وقال: وهل في حد ضربها بفاس في راسها؟
العجوز يحيى: ضايقت جوزها لحد ما موتته في سنة واحدة لازم جمال يكون أقوى من كده هو بيسيبها تتصرف زي ما هي عايزة.
قال عمر بهدوء: هي اللي ماسكة محفظة الفلوس.
ضحك العجوز، وقال: برافو عليك تعبيرك رائع… هي اللي ماسكة محفظة الفلوس.
دخل بنتين فجأة للأوضة… واحدة منهم وشها مدور، وشعرها أسود طويل، والبنت التانية شعرها كستنائي، وقصير.
قالت البنت الأولى: أنا، وبسمة هننقذ العقيد جمال.
وكملت بسمة: هننقذه من مراته.
قالت كيتي: أظن إنه شخص لطيف، والناس كلها بتحبه.
كملت بسمة: ومراته فظيعة دايماً مضايقاه، وكبسة على نفسه.
قالت كيتي: طول ما هو معاها بتفضل مسيطرة عليه.
كملت بسمة: هي لطيفة بس عجوزة عقربة.
وخرج البنتين، وهما بيضحكوا، وبيقولوا: عملية إنقاذ… عملية إنقاذ.
واضح إن علمية إنقاذ العقيد جمال مكانتش خطة ظهرت في لحظة، وكانت خطة مرسومة، وظهر ده لما قربت بسمة البنت اللي عندها 18 سنة من المفتش عمر، وقالت بصوت واطي: راقبنا يا أستاذ عمر هناخده من قدام عينيها، ونتمشى على ضهر السفينة.
في نفس اللحظة كان العقيد جمال بيقول: أنا موافقك إن سعر عربية كذا مناسب جداً…دي عربية بتعيش العمر كله… عربيتي مثلاً….
قاطعته مدام كاميليا بإنفعال، وقالت: عربيتي أنا يا جمال.
مظهرش إن العقيد جمال متضايق من أسلوبها… إما لإنه إتعود على طريقتها، أو إنه…
فكر عمر في نفسه أو إنه إيه…؟ وغرق في تفكيره، وسكت.
إبتسم جمال لمراته، وقال: طبعاً يا حبيبتي عربيتك إنتي… وكمل كلامه من غير ما يكون متضايق.
قال عمرفي نفسه: ده الشخص اللي بنقول عليه الراجل النيبل بس القائد فتحي بيقول إن جمال عمره ما كان راجل نبيل بس أنا مستغرب دلوقتي.
إقترحوا لعبة الكوتشينة، وقعدت مدام كاميليا، والقائد فتحي، وشخصين كمان… أما الآنسة إسماء فإعتذرت، وخرجت لضهر المركب.
سأل القائد فتحي مدام كاميليا: طب وجوزك؟
ردت مدام كاميليا بإنفعال: مش عايز يلعب، ودي حاجة رخمة فيه.
بدأوا لعب الورق هما الأربعة، واتقدمت بسمة، وكيتي من العقيد جمال وكل واحدة مسكت دراعه، وقالت بسمة: تعالى معانا نتمشى على ضهر المركب… القمر بره شكله جميل، والجو رائع.
قالت مدام كاميليا: بلاش غباء يا جمال هيجيلك برد.
بص العقيد جمال لمدام كاميليا، وضحك، ومشي مع البنتين.
طلع عمر يتمشى في تراك السفينة، وكانت الآنسة أسماء واقفة قريب من سور السفينة… بصت آنسة أسماء حواليها، وبهدوء قرب عمر جنبها، وشاف إن في ملامح خيبة أمل على وشها… إتكلم معاها شوية، وبعد كده سكت فقالت الآنسة أسماء: إنت بتفكر في إيه؟
قال عمر: مدام كاميليا قالت: جمال مش عايز يلعب… مش كان المفروض تقول مبيعرفش يلعب؟
ردت آنسة أسماء: أظن إنها شايفة إنه مبيعرفش يلعب دي إهانة ليها… كان جمال مغفل لما إتجوزها.
إبتسم عمر في الضلمة، وسألها: تفتكري مش يمكن الجواز ده ناجح؟
آنسة أسماء: مع ست زي دي؟!
هز عمر كتفه، وقال: في ستات كتير وحشة بس ليها أزواج بتحبها، ومخلصة ليها… يمكن ده يكون لغز من ألغاز الدنيا… لازم تعترفي إن مفيش حاجة بتقولها، أو بتعملها بتضايقه، أو بتخليه ينفعل.
في الوقت اللي كانت بتفكر فيه الآنسة أسماء على رد لكلام عمر سمعوا صوت مدام كاميليا من الشباك بتقول: لأ معتقدش إني هلعب مرة تانية… الجو هنا خنقة أنا هخرج أشم شوية هوا على ضهر السفينة.
إبتسمت الآنسة أسماء، وقالت: تصبح على خير يا أستاذ عمر أنا رايحة أنام.
إتحركت الآنسة أسماء… وبعد شوية إتحرك عمر عند تراك السفينة اللي كان فاضي، ومكانش فيه غير العقيد جمال، والبنتين… كان جمال بيلعب قدامهم خدع بورق الكوتشينة، ولما شافه عمر إفتكر كلام القائد فتحي إن جمال كان شغال على مسرح في السيرك.
قال عمر: أنا شايف إنك بتحب ورق الكوتشينة، ورغم كده مبتعرفش تلعبها.
قال جمال مع إبتسامة: أنا عندي أسبابي إني ما لعبش ورق الكوتشينة… خليني أوريك… ألعب معايا دور واحد.
وزع جمال الأوراق بسرعة، وقال: أرفعوا الورق بتاعكم… تمام… هاه إيه اللي شايفينوا؟
ضحك جمال من ملامح الذهول على وش كيتي… بعد كده كشف أوراقه، وعمل الباقي نفس الحاجة… كان عند كيتي كل أوراق القلب، وعمر كل أوراق الدايمون، وبسمة معاها كل أوراق الترافل، ومع جمال كل أوراق الثباتي.
جمال: شفت؟ واحد زي يقدر يوزع الورق زي ما يحب، وعشان كده من الأفضل إنه ما يشاركش في اللعب لإن لو حالفه الحظ كتير يمكن يزعل أصحابه.
قالت كيتي بإنفعال: إزاي قدرت تعمل كده؟! أنا شفتك بتخلط الورق كويس جداً.
قال عمر بهدوء: سرعة الإيد، وخفتها تخدع العين.
إتغيرت ملامح جمال كان ظاهر عليه إنه نسي نفسه، وإتمادى… إبتسم عمر، وقال في نفسه: واضح إن الساحر كشف نفسه، وشال قناع الراجل النيل.
وصلت السفينة للإسكندرية تاني يوم الفجر، وطلع عمر على ضهر السفينة بعد ما خلص فطاره، ولقى البنتين مستعدين إنهم ينزلوا من السفينة، وكانوا بيتكلموا مع العقيد جمال.
قالت كيتي: لازم ننزل دلوقتى… شوية، وهيطلع مسؤولين الجوازات… هتيجي معانا مش كده؟ أكيد مش هتسيبنا ننزل لوحدينا… ممكن يحصلنا حاجات رهيبة.
جمال بتردد: أكيد ما احبش إنكم تروحوا لوحدكم… بس أنا مش متأكد إذا كانت مراتي مستعدة إنها تنزل ولا لأ.
قالت بسمة: ياحرام… بس تقدر إنها تفضل، وتستريح، وتستمتع بالرحلة.
كان واضح على جمال إنه متردد كإنه حب إنه يتحرر شوية، ويخرج… بعد شوية قرب عمر، وسلم عليه جمال، وقال: أهلا يا أستاذ عمر هتنزل من السفينة؟
عمر: لأ معتقدش.
قال جمال كإنه اخد القرار: أنا هتكلم مع كاميليا.
قالت بسمة: هنيجي معاك… وبعد كده غمزت لعمر، وقالت بإبتسامة: يمكن نقنعها إنها تنزل هي كمان.
إبتسم جمال، وهز راسه إنه موافق على كلامها، وقال: خلاص يلا بينا.
إتحرك التلاتة في الطرقة… أما عمر كانت أوضته قصاد أوضة جمال، ومراته… وإتحرك وراهم بفضول…
خبط جمال الباب، وقال: حبيبتي إنتي صاحية.
جه صوت مدام كاميليا من جوه كإنها لسه ما فاقتش من النوم: في إيه؟… ليه الإزعاج ده؟
قال جمال: ده أنا جمال… إيه رأيك ننزل من السفينة، ونتمشى شوية؟
جه الصوت من جوه بإنفعال: لأ… كان يومي وحش جداً إمبارح… أنا هفضل نايمة في السرير طول النهار.
قالت بسمة بسرعة: معلش يا مدام كاميليا كان نفسنا إنك تيجي معانا… إنتي متأكدة إنك مش هتقدري تنزلي؟
رجع الصوت تاني بإنفعال: أيوه متأكدة.
حاول جمال إنه يفتح الباب بس جه صوت مراته، وهي بتزعق: في إيه يا جمال؟ أنا قفلت الباب مش عايزة حد من الخدم يزعجني.
قال جمال: أنا آسف يا حبيبتي بس كنت عايز كتاب دليل الرحلات.
قالت مدام كاميليا بإنفعال: وأنا مش هقوم من مكاني… أمشي يا جمال، وخليني أنام، وأستريح.
جمال: تمام… تمام يا حبيبتي.
إتحرك جمال من عند الباب، ومشيت وراه بسمة، وكيتي… قالت بسمة: يلا خلينا ننزل كويس أوي إنك لابس هدومك… هل جواز السفر بتاعك في أوضتك؟
جمال: لأ هو في جيبي.
قالت كيتي: كويس جداً يلا بينا.
وقف عمر بيراقب التلاتة، وهما بينزلوا من السفينة، وحس بنفس حد جنبه… لف عمر، وشاف الآنسة أسماء اللي كانت بتراقب هي كمان التلات أشخاص.
آنسه أسماء: اه نزلوا من السفينة.
عمر: أيوه إنتي كمان هتنزلي؟
لاحظ عمر الآنسة أسماء لابسه طاقية شمس جميلة، وماسكة شنطة إيد، ولابسه جزمة شيك… كل شكلها كان بيبين إنها كانت هتنزل من السفينة، ورغم كده سكتت شوية، وبعد كده هزت راسها، وقالت: لأ معتقدش… أنا هقعد هنا عندي رسايل كتير عايزة أكتبها.
بعد كده لفت الآنسة أسماء، وسابت عمر… جه مكانها القائد فتحي، وكان هو كمان بيراقب الموقف… قال، وهو بينهج من التمرين بتاعه: اه… بقى نزل جمال، والبنتين… وفين مراته بقى؟
حكى عمر بإن مدام كاميليا حبه إنها تقضي يومها في السرير… إبتسم القائد فتحي إبتسامة صفرا، وقال: وإنت تصدق ده؟!… هتصحى في وقت الغدا، ولو إكتشفت إن المسكين مش موجود هيحصل مشاكل.
بس تخمين القائد فتحي ما حصلش… مصحيتش مدام كامليا على الغدا لحد ما رجع جمال، والبنتين للسفينة الساعة 4:00.
كان عمر في أوضته، وسمع جمال بيخبط على الباب كإنه حاسس بالذنب إنه إتأخر، ورجع خبط تاني، وحاول إنه يفتح الباب، وبعد كده سمع عمر جمال بينادي على حد من الخدم عشان يفتحله الباب.
قام عمر من على سريره، وخرج للطرقة بعد ما سمع فيها أصوات، ودوشة جامدة.
لتكملة القصة اضغط الرر بالاسفل