الصحة والجمال

اعرف العلاقة بين جرعتك اليومية من القهوة والأمراض

القهوة وصحة القلب

الكثير من الناس يتساءلون عن تأثير القهوة على صحة القلب، خاصة مع شيوع استهلاكها بشكل يومي. الدراسات الحديثة تشير إلى أن شرب القهوة بكميات معتدلة – ما يعادل 2 إلى 3 أكواب يوميًا – يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على القلب من خلال تقليل خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية أو قصور القلب. هذا يعود إلى احتواء القهوة على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تساعد على تقليل الالتهابات وتحسين وظائف الأوعية الدموية.

لكن زيادة استهلاك القهوة بشكل مفرط – أكثر من 5 أكواب يوميًا – قد يؤدي إلى نتائج عكسية لدى بعض الأفراد، خاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات في نظم القلب. الكافيين يمكن أن يرفع معدل ضربات القلب ويسبب عدم انتظامها، وهو ما يزيد من خطر المشكلات القلبية في بعض الحالات الحساسة. لذلك، من المهم الانتباه للجرعة اليومية من القهوة وعدم تجاوز الحد الموصى به للحفاظ على صحة القلب.

القهوة والسكري من النوع الثاني

تشير الأبحاث إلى وجود علاقة وثيقة بين استهلاك القهوة وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. الكافيين وبعض المركبات النباتية في القهوة تعمل على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، ما يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم. الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام بكميات معتدلة قد يلاحظون تحسنًا في استجابتهم للسكر، مما يساهم في الوقاية من تطور الحالة مع مرور الوقت.

لكن في المقابل، يجب الحذر عند إضافة السكر أو الكريمة إلى القهوة، لأن هذه الإضافات قد تلغي أي فوائد صحية وتجعل المشروب مصدرًا للسكريات الضارة. أيضًا، بالنسبة لمن تم تشخيصهم فعليًا بالسكري، يجب مراقبة تأثير الكافيين على قراءاتهم اليومية للسكر، لأن التفاعل يختلف من شخص لآخر. التوازن هو المفتاح للاستفادة من القهوة دون تعريض الصحة للخطر.

القهوة وارتفاع ضغط الدم

الكافيين الموجود في القهوة قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين لا يتناولون الكافيين بانتظام أو لديهم حساسية تجاهه. هذه الزيادة المؤقتة قد تكون ملحوظة لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم الأساسي، ما يجعل مراقبة استهلاك القهوة أمرًا ضروريًا للحفاظ على توازن ضغط الدم. الكافيين قد يضيق الأوعية الدموية بشكل مؤقت، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط، خصوصًا بعد فترة قصيرة من شرب القهوة.

ومع ذلك، الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام غالبًا ما يتكيف جسمهم مع تأثيرات الكافيين، ولا يعانون من ارتفاع كبير في ضغط الدم مع الوقت. لكن، إذا لاحظت أن ضغط دمك يرتفع بعد تناول القهوة، فربما تحتاج لتقليل الكمية أو اختيار القهوة منزوعة الكافيين. الاعتدال في الاستهلاك والتعرف على استجابة الجسم هو أفضل طريق لتجنب الأضرار المحتملة على المدى البعيد.

القهوة وصحة الكبد

الكبد من الأعضاء التي تستفيد بشكل ملحوظ من شرب القهوة باعتدال. تشير دراسات طبية متعددة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة يوميًا أقل عرضة للإصابة بأمراض الكبد المزمنة، مثل تليف الكبد أو سرطان الكبد. يعود ذلك إلى احتواء القهوة على مركبات تحفز الكبد على العمل بكفاءة وتقلل من الالتهابات والأضرار الناتجة عن تراكم الدهون أو السموم في خلاياه.

إضافة إلى ذلك، القهوة قد تقلل من إنزيمات الكبد المرتفعة، وهي أحد المؤشرات المبكرة لوجود خلل في وظائف الكبد. حتى لدى الأشخاص المصابين بالكبد الدهني، يمكن أن تلعب القهوة دورًا داعمًا في تحسين وظائف الكبد عند استهلاكها بكميات معتدلة ومنتظمة. بشرط ألا تكون محمّلة بالسكر أو الإضافات الصناعية، فذلك قد يأتي بنتائج عكسية.

القهوة والقلق

الكافيين يعتبر منبهًا قويًا، ويمكن أن يؤثر بشكل ملحوظ على الأشخاص الذين يعانون من القلق أو اضطرابات المزاج. شرب كميات كبيرة من القهوة قد يؤدي إلى تسريع ضربات القلب، زيادة التوتر، والتسبب في الأرق أو نوبات القلق. هذه التأثيرات تصبح أكثر حدة لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل في إدارة التوتر أو أولئك الذين لديهم استعداد جيني للقلق.

من الأفضل لهؤلاء الأشخاص تقليل استهلاك القهوة أو التحول إلى خيارات تحتوي على نسبة أقل من الكافيين، مثل الشاي الأخضر أو القهوة منزوعة الكافيين. السيطرة على القلق قد تتطلب تعديل بسيط في نمط الحياة، والقهوة من العوامل المهمة التي يجب مراجعتها. الاستماع للجسم والانتباه للعلامات التحذيرية يمكن أن يساعد في الحفاظ على التوازن النفسي والجسدي.

القهوة وهشاشة العظام

القهوة يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على صحة العظام، خاصة إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة ولم يكن النظام الغذائي غنيًا بالكالسيوم. الكافيين قد يسبب فقدانًا بسيطًا للكالسيوم عن طريق البول، مما يؤدي على المدى الطويل إلى ضعف في كثافة العظام، خصوصًا عند النساء بعد سن اليأس. هذا التأثير يزداد إذا لم يتم تعويض الكالسيوم المفقود من خلال الغذاء أو المكملات.

لكن لا يعني هذا أن القهوة خطيرة دائمًا على العظام، إذ تشير دراسات أخرى إلى أن التأثير يكون طفيفًا في حال كانت كمية القهوة معتدلة وتم دعم الجسم بما يكفي من الكالسيوم وفيتامين D. يمكن التقليل من هذا الخطر من خلال تقليل الكمية اليومية من القهوة إلى ما لا يزيد عن كوبين، وتناول أطعمة غنية بالعناصر المفيدة للعظام مثل اللبن واللوز والخضراوات الورقية.

القهوة والنوم

من المعروف أن القهوة قد تعرقل جودة النوم بسبب محتواها العالي من الكافيين، خاصة إذا تم تناولها في وقت متأخر من اليوم. الكافيين يمكن أن يستمر في الجسم لعدة ساعات، مما يؤثر على القدرة على الدخول في النوم العميق ويزيد من احتمالية الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل. هذا بدوره يؤثر على التركيز والطاقة في اليوم التالي، مما قد يدفع الشخص إلى شرب المزيد من القهوة، ويبدأ بذلك حلقة مفرغة.

الحل الأمثل هو تنظيم مواعيد استهلاك القهوة، بحيث لا تُشرب بعد الساعة 2 ظهرًا بالنسبة للأشخاص الحساسين لتأثير الكافيين. إذا لاحظت أنك تواجه صعوبة في النوم، فقد تكون القهوة أحد الأسباب، ويستحق الأمر تعديل عاداتك قليلاً لتجربة التحسن. القهوة مفيدة خلال النهار، لكن من الأفضل تجنبها في ساعات المساء للمساعدة على النوم الجيد.

القهوة والجهاز الهضمي

القهوة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي، وقد تكون مفيدة أو مزعجة حسب الجرعة والتوقيت. من الناحية الإيجابية، يمكن للقهوة أن تحفز حركة الأمعاء وتساعد في تخفيف حالات الإمساك الخفيف. هذا يعود إلى تأثيرها المنبّه على العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، ما يعزز من حركة الطعام بشكل أسرع.

لكن على الجانب الآخر، الكافيين قد يهيّج المعدة ويزيد من إفراز الحمض، مما قد يسبب حرقة أو ارتجاعًا لدى بعض الأشخاص، خصوصًا عند شربها على معدة فارغة. لتقليل هذا التأثير، يُنصح بتناول القهوة مع أو بعد الطعام، واختيار الأنواع الأقل حموضة أو التي تُحضر بطريقة تقلل من المكونات المحفزة للمعدة. الفهم الشخصي لتأثير القهوة على الجهاز الهضمي هو ما يحدد إن كانت مفيدة أو ضارة في حالتك.

القهوة والحمل

القهوة تُعد موضوعًا حساسًا خلال الحمل، حيث يوصي الأطباء بتقليل استهلاك الكافيين بشكل كبير، لأنه يعبر المشيمة ويؤثر على نمو الجنين. استهلاك أكثر من 200 ملغم من الكافيين يوميًا أثناء الحمل قد يزيد من خطر الإجهاض أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة. لذلك، يُفضل أن تكتفي المرأة الحامل بكوب واحد من القهوة يوميًا، أو التحول إلى القهوة منزوعة الكافيين.

رغم أن بعض النساء قد يشعرن بحاجة إلى الطاقة من خلال الكافيين، إلا أن الآثار المحتملة على الحمل تجعل من الضروري توخي الحذر. القهوة ليست ممنوعة تمامًا، ولكن ضبط الجرعة هو ما يجعلها آمنة نسبيًا. دائمًا من الأفضل التشاور مع الطبيب لتحديد الكمية المناسبة بناءً على حالة كل امرأة على حدة.

هل ترغب أن أُكمل باقي العناوين العشرة؟



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى