قصص درامية

المسخ (الجزء الخامس)

جنات: غاده بتحب حسن يا مصطفى.

 مصطفى: انا عارف ان هي بتحبه بس ده مش معناه ان هي مش انانيه في الحب ده.. الوقت ده وقت حسن مش وقتها.. المفروض تقف جنبه وتاخد ايده وبعد كده تشوف هي خايفه من ايه..

 جنات: انا ما بقتش عارفه افكر.. الاثنين موجوعين جدا..

 مصطفى: بس اللي موجوع اكتر هو حسن يا جنات.

 جنات بصت لجوزها وفجأة كانها بدأت تفهم حاجه كانت غايبه عنها وقالت: حسن موجوع اكتر؟ ولا انت يا مصطفى؟

 مصطفى لف وشه بعيد وقال: انا السبب في كل حاجه حصلتله وهتحصلله لحد النهارده.

 جنات حطت ايديها على كتفه وقالت: بس هو سامحك.

 مصطفى بص للارض وقال: انا هسامح نفسي ازاي وانا شايفه لوحده كده؟ ده حتى مراته اللي هي اقرب حد ليه مش قادر ياخدها في حضنه.. انا قبل كده بعدته عن الناس كلها وخليته لوحده ودلوقتي عشان اصلح اللي انا عملته لقيته رجع ثاني لوحده… اسامح نفسي ازاي بس يا جنات!

 جنات حطت راسها على ضهره ومش عارفه تقوله ايه ومش عارفه تفكر وايه الصح وايه الغلط….

_________

كان حسن اقتنع بكلام مامته وبيفكر ازاي يخلي غاده تتقبله واخيرا رجع اوضته… لقاها في السرير نايمه بص حواليه وبعد كده غير هدومه وقعد جنبها… بنفسها وتوترها عرف ان هي لسه صاحيه… فضل باصص للسقف كتير جدا وهي في اخر السرير مدياله ظهرها  ومتخشبه… بص عليها كتير وبعد كده اخذ قراره….

 اتفاجئت بإيده على وسطها وبيشدها لي وهي كان قلبها بيدق جامد جدا هيطلع من مكانه….

 حسن: انا زي ما انا يا غاده ما اتغيرتش وعمري ما هتغير وحبك هيفضل في قلبي زي ما هو.

 غاده بتوتر: لحد امتى يا حسن! انت لسه راجع ما اتعاملتش مع اي حد ولسه………

 قاطعها حسن وقال: بطلي تفرضي حاجه مش ممكن تحصل.

 قرب حسن وشه منها وبدأ يبوسها في كل حته في وشها وبيقولها بصوت واطي: انتي عارفاني…. عارفاني كويس اكتر من ما انا عارف نفسي… يا غاده انا هفضل زي ما انا.. جوزك اللي بيحبك مش هيقدر يحب اي حد غيرك او يبعد عنك.

 بدأت تتجاوب معاه وعرفوا ازاي يشيلوا الحاجز اللي كان بينهم وكانوا واحشين بعض جدا… واخيرا ناموا ليله سعيده.

 هو عارف ان كان ده حل مؤقت ومجرد مسكن ما كانش علاج للموضوع.. بس كان بيحاول يخليها تتقبل تغييره وشكله الجديد… لما حس ان هي نامت بصلها كتير وراقبها وحط ايده على خدها بحنيه… وقعد يفكر قد ايه بيحبها وبيعشقها…

 بصلها كثير جدا وهي نايمه مبتسمه… حاول يعدل نفسه فإيده جت على شعرها وده صحها من النوم.

غاده بابتسامه: انت لسه صاحي يا قلبي؟

 فتحت عينيها وشافته واتخضت واتعدلت بسرعه وبعدين بدأت تستوعب انه مش حد غريب… بس اللي عملته ده هدي السعاده اللي كانوا عايشين فيها…

 حسن ما اتكلمش فضل قاعد مكانه بيبص للسقف وايده على وشه…

 غاده كانت قاعده مش عارفه ازاي تداري اللي حصل…. كان الموضوع غصب عنها هي كانت نايمه وما كانش بايديها.

 في الاخر قربت منه وحطيت ايدها على كتفه بتحاول توهمه ان الموضوع بقى طبيعي بس هو كان موده اتغير… ده خلاها تعرف انه مش مصدق القرب الوهمي بتاعها ده..

ايديها كانت بتتحرك على صدره وهو سرحان في مكان ثاني لحد ما اتكلمت هي وقالت: ما عالجتش ليه بالمره الجروح اللي في صدرك دي؟

 رد حسن وقال: ما كانش ليها لازمه.

 غاده: ليه ما كان بالمره؟

 حسن: بالمره؟ ما هو انت اصلك مش عارفه انا تعبت قد ايه الايام اللي فاتت.

 غاده: المهم ان الفتره عدت وكويس انها ما اتعالجتش.

 حسن الاستغراب: ليه كويس؟

 غاده من غير تركيز: حاجه تبقى فاضله ليا من حسن القديم… كل جرح من دول ليه ذكريات معايا انت ما تعرفش انا بحبهم قد ايه.

 حسن اتوجع أوي وحاسس انه كل التعب اللي مر بيه الشهور اللي فاتت بدأ يرجعله ثاني في اللحظه دي.. طب هو تعب نفسه وسافر ليه… مش عشانها هي؟ وهي في الاخر اهو مش عاجبها وبتتمنى  ان حسن القديم يرجع.

 سكت ما ردش عليها وهي نامت ومن الوقت ده ما معرفش  يغمض عينيه.

 اخيرا جه الصبح والباب خبط وهو  قام فتح الباب… كان اللي بيخبط اياد ابنه.

 اياد: احنا رايحين المدرسه يا بابا بس انا قلت اطمن عليك… هو انا صحيتك؟

 حسن: لا يا حبيبي انت مصحتنيش… وكويس انك جيت عشان انت كنت واحشني جدا.. استنى انا هلبس بسرعه واجي اوصلكم..

 اياد: لا يا بابا خلاص الباص قرب يوصل… في يوم الباص يكون مش جاي وتيجي انت توصلنا.

 حضن ابنه ولي لي جت هي كمان حضنهم ومشيوا ورجع هو للاوضه…

 بعد ما وقف فتره طويله قرر ينزل الشغل لان لقى ان قعدته في البيت ملهاش لازمه بالشكل ده…

 دخل خد شاور وفضل واقف قدام مرايه الحمام كاره نفسه مش عارف يعمل ايه! بص للشكل الجديد وهو كاره… كاره الشخص اللي خلى اكتر حد حبه يتغير عليه… مسك إزازه برفان وكسر بيها المرايه…  غاده صحيت على الصوت بسرعه وقالت: في ايه؟ ايه اللي حصل؟

 حسن بصلها وقال: ما فيش حاجه دي المرايه اتكسرت..

 غاده قربت شافتها وشافت إزازه البرفان مكسوره وريحتها منتشره في المكان.. وفهمت ان  حسن هو اللي عمل كده… ما رضيتش تتكلم على اللي حصل.

 بصيتله وقالت:  المهم ان انت كويس.

بص حسن بعيد وقال: انا كويس… عايزه حاجه انا رايح الشغل.

 ما رضيتش تتكلم غاده وعرفت انه محتاج شويه وقت فوافقت وقالت: ماشي يا حبيبي خذ راحتك… هو فهم ان هي عايزه شويه وقت وهو هيديها الوقت ده.

 نزلوا فطروا مع ابوه وامه وكانت الدنيا سكوت.

 حسن: امال محمد فين؟

 مصطفى: محمد ما بيصحاش بدري كده زينا.

 جنات: بيصحى على وقت الشغل على طول.

 مصطفى: وانت ايه اللي مصحيك بدري خارج ولا حاجه؟

 حسن: اه رايح الشغل.

 مصطفى باستغراب: هو مش انت واخد اجازه؟

 حسن: اصل المدير كلمني امبارح وطلب مني اني اجي الشغل… وبعدين انا مأجز اكثر من ثلاث شهور اظن ده وقت كافي.

 مصطفى بص لغاده عشان تتكلم بس غاده بصت بعيد وبعدت عينيها عن عيون حماها… وحسن لاحظ بصاتهم وفهمها كويس وكان عايز يقول لباباه ما يتعبش نفسه.

 اخيرا حسن نزل الشغل وعلى الظهر قرر يروح ياخد عياله ويتغدى معاهم بره ويقضي معاهم باقي اليوم…

 خد عربيته وراح المدرسه واستناهم يخرجوا بس ما خرجوش.. نزل للبواب عشان يسأل عليهم ….. بعد وقت طويل كان بيحاول فيه  يقنع البواب ان هو حسن نفسه لحد ما اقتنع اخيرا ورد عليه وقال: العيال ما جوش اصلا.

 حسن اتجنن يعني ايه العيال ما جوش!  العيال نزلوا قدامه الصبح وركبوا الباص وهو كان شايفهم من البلكونه بيركبوا.. عياله راحوا فين؟؟ هو ممكن يقبل اي حاجه في الدنيا الا عياله يبعدوا عنه  كان كلام البواب هو النار اللي ولعت في حسن.

 قال بصوت مخيف: يعني ايه العيال ما جوش انت اتجننت؟ فين اياد وليان؟

البواب: يا حسن بيه ولادك ما جوش اصلا؟ هم مش هنا.

 حسن مسكوا من هدومه وقال: يعني ايه عيالي مش هنا؟ انا شايفهم الصبح بينزلوا وبيركبوا باص المدرسه وانت بتقول لي مش هنا؟

 البواب باستغراب:  ايوه مش هنا!

 حسن كان لسه هيتكلم لقى المدرسه بتاعتهم راح زق البواب ونادي عليها وقال: مس دينا… مس دينا.

وقفت المدرسه مستغربه مين اللي بينده عليها وابتسمت بأدب وقالت: ايوه يا فندم اتفضل.

 حسن: انا حسن… المقدم حسن ابو اياد وليان.

 دينا بصيت له باستغراب من فوق لتحت وهو اتكلم وقال: عارف ان شكلي اتغير… مختصر الموضوع اني عملت عمليات تجميل في وشي… المهم دلوقتي قولي لي اولادي فين؟ اياد وليان فين؟

 استغربت دينا وقالت: حمد لله على سلامه حضرتك، ولاد حضرتك مش هنا.

 حسن باستغراب وعصبيه: يعني ايه ولادي مش هنا؟ انتم هتجننوني؟ ولادي نزلوا الصبح على المدرسه بتاعتهم.

 ابتسمت دينا وقالت: ما حدش اعترض ان هم نزلوا مدرستهم.

 حسن بتوهان: امال انت ليه بتقولي ان هم مش هنا؟

 دينا: واضح ان حضرتك لسه راجع من السفر.. وما لحقتش تبلغك استاذه غاده..

 حسن: تبلغني بايه؟

 دينا: ان هي نقلت ولادك من هنا… بصراحه اياد وليان مشيوا من مدرستنا.. وحقيقي مش عارفه اسم المدرسه الجديده بتاعتهم ايه… بس لو عايز تعرف انا ممكن ادخل الاداره واسال اسم المدرسه ايه.

اخيرا حسن ارتاح وخد نفس وحمد ربنا ان ولاده بخير…. وكان وراه سور صغير قعد عليه وهو تعبان جدا وقلقان… يا دوبك بدأ يحس بالارتياح كان ممزوج معاه مشاعر الخوف ومشاعر كثير متلخبطه.. فاق على صوت دينا وهي بتقول له: اجيب لحضرتك اسم مدرستهم.

 حسن بصلها بتعب وقال: لا ما لوش لازمه…. انا اسف ان صوتي علي واني  انفعلت عليكي بالشكل ده.

دينا قعدت جنبه وقالت: انا مقدره جدا موقف حضرتك وانك قلقان على اولادك… بصراحه هم وحشوني جدا.

 ابتسم حسن وما ردش عليها.

 دينا: هو انت لسه جاي من السفر وما شفتهمش؟

 حسن: لا شفتهم.. رجعت امبارح بس ما اتكلمناش في حوار المدرسه خالص.

 دينا: باين ان فرحتهم بيك نسيتهم يقولولك كل حاجه… اكيد كلهم فرحانين وبالاخص مدام غاده.

 ادهم ضحك بحزن وقال: ما تتخيليش هي فرحانه قد ايه!

 بعد كده استغرب من نفسه ازاي يتكلم كده وليه… كمل كلامه وقال: قرار السفر بتاعي ده كان اغبى القرارات اللي اخذتها في حياتي.. كان بيتي هادي وجميل ودافي ومليان حب.. بس انا هديته.. انا كنت متخيل اني بعمل حاجه صح بس للاسف طلعت غلط جدا.

 دينا: غلط ازاي بس يا فندم هو حضرتك ما عندكش مرايه ولا ايه؟ تحب اطلعلك مرايتي تشوف شكلك!

 شكلي ده مش هو اللي مراتي حبيته وعاشت معاه ودلوقتي بتعاملني اكني واحد غريب..

 بصيتله دينا باستغراب واستغربت اكثر رد فعل مراته… هي دايما كانت بتشوفهم ناس مبسوطين ودايما كانت بتتمنى تعيش قصه حب زي اللي هم عايشينها… يمكن جي عليها وقت كانت بتحسد غاده على حسن  وازاي بيحبها وساعات كانت بتتخيله هو معاها… بعدت الفكره دي عن راسها ورجعت تفكر في غاده وقالت: أد ايه ان هي غبيه… لان ما فيش واحده عقله ترفض ان جوزها هيتحول بالشكل ده ويبقى بالجمال ده وتزعل.

 دينا فاقت من الافكار دي على صوت حسن وهو واقف وهو بيقول: انا اسف شغلتك معايا… واعذريني مره ثانيه اني انفعلت قوي كده…

 دينا وقفت بسرعه وابتسمت وقالت: لا طبعا بالعكس انا المفروض اشكرك على سوء الفهم ده..

 حسن باستغراب:  تشكريني؟

دينا: طبعا اشكرك لان سوء التفاهم ده خلاني اشوفك مره ثانيه… يعني عشان اطمن على حبايبي اللي وحشوني جدا… وكمان عشان انول الشرف اني اشوف حضرتك بالمنظر الجديد ده… على فكره مرات حضرتك غلطت جدا لو ما اتقبلتش شكلك ده.. وقربت منه وقالت بصوت واطي: اوعى تفكر ان القرار ده كان غلط.. ده اكتر قرار صح انت اخذته والمفروض ان الانسان لو بيحب انسان تاني يتقبله على اي شكل طالما هو بيحبه… كمان مش المفروض ابدا انك تحس نفسك قليل عشان حبيبتك تبقى مبسوطه.. انت غيرت حياتك واتنقلت مرحله جديده.. المفروض لان واجب عليها ان هي حبيبتك قبل ما تكون مراتك تتخطى معاك كل الخطوات دي.

 بصلها حسن كتير وسرح في كلامها وهي طبعا ابتسمت ان كلامها لمسوا من جوه.

حسن ابتسم وقال: شكرا جدا على ذوقك.. واهلا وسهلا تزوري الولاد في اي وقت يناسبك.. تليفون غاده اكيد معاكي تقدري تكلميها وتنورينا.

 دينا ابتسمت وقالت: اكيد طبعا… بس انتوا نقلتوا صح؟

 حسن بتريقه: للاسف ايوه… دلوقتي احنا عايشين في فيلا والدي في زايد… فيلا طويله وعريضه وجنينه خاصه للولاد وحمام السباحه خاص بيهم كمان.

 دينا ابتسمت وقالت: ايه الاغراء ده؟ انا كده عايزه اشوفها.. اكيد ده سبب يخلي الولاد يتبسطوا هناك وينسوا المدرسه القديمه.

 حسن:عندك حق.. المهم مش عايز اعطلك… هخلي غاده تتكلم معاكي وتتفقوا على ميعاد تزوري فيه الولاد.

 دينا بسرعه: بس انا غيرت رقمي للاسف.. حضرتك تاخد رقمي الجديد؟

 حسن: ايوه طبعا اتفضلي.

 اديته تليفونها وطلبت منه انه يكلمها عشان تسجل الرقم… وبكده قدرت تاخد رقمه بشكل ذوق… ابتسمت ان كل حاجه مساعداها…

  خرجوا من المدرسه  وجيه في دماغها فكره ثانيه قررت تجربها..

 حسن اعتذر للبواب وراح لعربيته.. وهو ماشي لقى دينا ماشيه على الرصيف… قرب وهدى العربيه وقالها من الشباك:  العربيه بتاعتك فين؟

 دينا باسف: عطلانه… انا هطلع على الشارع اوقف تاكسي.

حسن: تعالي اوصلك.

 دينا فرحت بس دارت فرحتها بسرعه وقالت: لا حضرتك روح للولاد هم اكيد وحشوك..

 حسن باصرار: لا طبعا ما يصحش ..اركبي هوصلك…  اكيد مش الوقت اللي هوصلك فيه هو اللي هيفرق..

 دينا: لا طبعا يا سياده المقدم روح حضرتك وانا هتصرف.

 حسن: في ايه بس يا ميس دينا  احنا عارفين بعض من زمان.. من سنين… معقوله التصرفات دي اتفضلي اركبي.

 دينا ابتسمت وهو وقف عشان تركب جنبه… هي دخلت واستقرت جنبه وقالت: انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي.

حسن: ما تشكرنيش ولا حاجه… وبعدين ايه سياده المقدم اللي انت بتقوليها دي.. كفايه حسن.

 دينا ابتسمت وقالت: اتفقنا حسن.

حسن بص قدامه ودور العربيه واتحرك.. بعد شويه بصلها وهي استغربت.

 حسن: انا مستني تقولولي انت ساكنه فين.. اكيد انا مش بقرا الكف.

 دينا ضحكت وقالت: سوري.. انا ساكنه في مصر الجديده.. هقولك العنوان واحنا ماشيين.

 حسن كمل طريقه ودينا مش مبطله كلام ابدا وهو بيرد عليها على قد الكلمه… اكتشف ان هي بتتكلم كويس وكلامها جميل ودمها خفيف… بالرغم ان هي رغايه لكن ما كانتش ممله ابدا ..

اخيرا وصلها والمفروض تنزل من العربيه..

 دينا: انا مش عارفه اشكرك ازاي على التوصيله دي…

 حسن: ما فيش شكر بينا اصلا..

 دينا: طب بلاش شكرا على التوصيل… شكرا انك سمحتلي اقرب منك واعرف ان انت انسان مش مجرد ولي امر طالب كان عندي.

 حسن: لا ما تشكرنيش على دي كمان.. وبعدين احنا عارفين بعض حوالي اربع سنين.

 دينا: طب وليه ما تكلمناش زي كده من زمان؟

 حسن: ممكن عشان كان شكلي وحش ما حبيتيش تتكلمي معايا.

دينا مسكت ايده بسرعه اللي حطها على الغيار وقالت: لا طبعا مش ده الموضوع.

حسن شال ايده بالراحه وبصلها وعينيهم اتقابلت… وهنا اكتشف لاول مره ان عينيها ملونه.. كمان شعرها لونه بني مناسب وعينيها الخضراء..

 بصلها وسأل باهتمام: امال ايه كان السبب؟

 دينا: السبب ان حضرتك دايما بتحط مسافه بينك وبين اي حد… حتى في الحفلات اللي كنا بنعملها في المدرسه.. كنت بتحضرها وبتختفي بسرعه جدا… حتى حفله عيد الميلاد اللي كانت في بيت حضرتك… كان بيبقى بينك وبين الناس حواجز… كنت دايما انت اللي بعيد.

 حسن: ممكن يكون كلامك صح بس انا دايما متعود على الرفض… ده علمني اتجنب كل الناس..

 دينا: تعرف اني طول الوقت كنت بحسد غاده عليك؟

 حسن بصلها باستغراب وهي كملت وقالت:ما تستغربش… انا كنت بشوف قد ايه انت بتحبها وبتحب ولادك… واتمنيت ان الاقي انسان يحبني بالشكل ده.. ويكون مخلص ليا ولبيته بالشكل ده… كنت كل مره بشوفك بحسدها عليك… ضحكت وقالت: وطبعا باللوك الجامد ده.. انا بقى هقر مش هحسد بس..

 هما الاثنين ضحكوا وهي ابتسمت وقالت: حضرتك انسان كويس وتستاهل الخير.

 حسن بابتسامه: شكرا جدا يا دينا… كنت محتاج حد اتكلم معاه… وشكرا انك كنتي الانسان ده.. وعلى رايك.. لازم نشكر سوء التفاهم اللي حصل.

 دينا بتأكيد: فعلا ده اجمل سوء تفاهم حصل.. انا اسفه اني مضطره اسيب حضرتك.

 ابتسم حسن وقال: هروح بقى اشوف الولاد في انهي مدرسه… واكيد هفضل على تواصل معاكي.

 نزلت دينا وهو راح على بيته او نقدر نقول بيت ابوه… لانه مش معتبره بيته… واستغرب بالرغم ان هو اتاخر.. لكن غاده ما رنتش عليه ولا مره… كان زمان لما يتأخر حتى نص ساعه كانت بترن فيهم حوالي 10 مرات… دلوقتي اتاخر ساعتين وما رنتش ولا مره… دي كمان ما كلمتهوش من وقت ما نزل تطمن عليه.

 دخل كانوا بيتغدوا العيال قاموا بسرعه يجروا عليه… رجعهم يكملوا الاكل… والدته لحت عليه كثير واخيرا وافق وقعد جنب مراته وهو ساكت…

 كل اللي كانوا على السفره كانوا بيتكلموا معادا هوه وهي…

 كان بياكل وهو سرحان وبيفكر كم مره راقب عيلته بتاكل في نفس المكان ده.. وهو كان بعيد مش  مسموحله ابدا يشارك معاهم .. ولا يقعد معاكم..

 الاكل ما كانش  راضي يتبلع حتى مع الذكريات دي.. حس ان هو مخنوق جدا سايب الشوكه من ايده..

 مصطفى: الاكل مش عاجبك! نادي على فوزيه.

 حسن باستغراب: لا عاجبني.

 فوزيه جت بسرعه وقالت: ايوه يا فندم.

 مصطفى: شوفي حسن عايز ياكل ايه واعملهوله.

 حسن يستغرب.. ازاي الراجل ده نفسه هو اللي كان بيمنعه حتى من الاكل اللي هيسد جوعه …قد ايه هو نام وقت كتير جدا جعان بسببه… ازاي هو نفس الراجل اللي بيطلب يعملوا له الاكل اللي بيحبه دلوقتي؟

 فاق من سرحانه على صوت فوزيه وهي بتقول: تحب حضرتك احضر لك ايه؟

 حسن بص لها وقال: لا شكرا تسلم ايدك.. الاكل حلو جدا… انا بس لسه واكل ساندوتش مع اصحابي عشان كده مش جعان قوي.. تسلم ايدك مره كمان.

 فوزيه شكرته دخلت مكانها… لكن غاده بصيت له لان هي عارفه ان هو بيكدب وانه مش بياكل بره البيت ابدا…بس ما اتكلمتش… ودخل حسن يستغرب اكتر لان هو عارف ان هي فاهماه واستغرب ان هي ساكته.

 حسن وقف وقال: هطلع ارتاح شويه بعد اذنكم.

 ليان: بابا.

 بصلها حسن وقال: معلش يا ليان هرتاح شويه وبعدين هاجي اقعد معاكي انتي واخوكي… انا اسف يا حبيبتي بس تعبان شويه.

 قبل ما ترد عليه كان هو طلع بسرعه وليان بصت لامها وهي زعلانه.

غاده: معلش يا حبيبتي سيبي بابا بس يرتاح شويه وبعد كده هيجيلك. 

 جنات: اطلعي يا غاده شوفي جوزك ماله.. ولو في اكل معين هو بيحبه اعمليه لي انت.. يمكن اتعود ما ياكلش الا من ايدك.

غاده: حاضر عن اذنكم.

 طلعت غاده وخبطت ودخلت.. كان واقف ومديلها ظهره وكإنه كان مستنيها تطلع وراها…

 غاده: مالك؟ ما اكلتش ليه؟ لو الاكل مش عاجبك…

 قاطعها وقال: سيبك من الاكل دلوقتي.

 غاده استغربت وقالت: حاضر.. مالك؟

 قرب حسن منها وقال: انتي نقلتي العيال من المدرسه؟

غاده سكتت شويه كانت بتستوعب كلامه وسؤاله وبعدين قالت: ايوه.

 حسن: ليه؟ وازاي تنقليهم من غير ما تقوليلي؟

 غاده: مين اللي قالك؟ 

 حسن بزعيق: مش مهم مين اللي قالي… جاوبي على سؤالي؟

 غاده رجعت لورا واستغربت زعيقه بالشكل ده ولهجته معاها وقالت: نقلتهم من وقت ما جينا هنا.. لان ما كانش ينفع واديهم المدرسه القديمه… المسافه كانت بعيده جدا… انا نقلتهم مدرسه قريبه هنا  في زايد..

 حسن ما كانش عامل حساب المسافه بس برده ده مش سبب كفايه قال: وما قلتليش ليه؟ 

غاده باستغراب: انت لسه جاي امبارح.. وما لحقتش تقعد معانا… ومشيت ورحت الشقه القديمه تقعد فيها لوحدك.. ولما جيت هنا ما تكلمناش… اكيد لسه ما استوعبتش يعني… اكيد مش اكون فايقه في وقت زي ده اقولك حاجه زي كده… وما اعتقدش ان مدرستهم حاجه مهمه نقدر نتكلم عنها دلوقتي…

 حسن من غير ما يقتنع هز دماغه وسألها: امال عايزانا نتكلم في ايه ثاني اهم من المدرسه… اتفضلي انا سامعك؟

 حسن حط ايده على صدره مستني ان هي تتكلم… وطبعا لما حست ان هو بيستهزأ بيها ما نطقتش ولا حرف… هي شايفه ان ده مش حسن اللي قدامها… ولا ده طبعه ولا اسلوب حواره وكلامه معاها ابدا.

 حسن بتريقه: زي ما توقعت ما فيش اي كلام عندك تقوليه.

 غاده: طبعا بطريقتك دي ما عنديش كلام اقوله.

 حسن: بما ان ما عندكيش كلام يبقى نكمل الكلام بتاع المدرسه اللي نقلتي العيال فيها.

 غاده  خدت نفس طويل وقالت: مدرسه امريكان موجوده هنا في زايد.

  حسن: انت قصدك المدرسه الموجوده في اول الكمباوند هنا دي؟

 غاده: ايوه هي.

 حسن بصلها  باستغراب وما كانش مصدق..

 غادة ما كانش فاهمه قالت: مالك؟ بتبصلي كده ليه؟

 حسن هز دماغه وهو مش مصدق وقال: المصاريف بتاعة المدرسه دي قد ايه يا غاده!

هنا بدأت تستوعب بصاته وسكتت وهي قلقانه.

 كرر سؤاله وقال: مصاريفها قد ايه دي يا غاده؟

 غاده بعدت خطوتين وقالت: 150.

 حسن مش فاهم فقال: 150 ايه؟

 غاده بعدت عنه شويه وقالت: 150 الف في السنه.

  حسن: للاثنين؟ 

غاده بقلق: للواحد.

 بص عليها  حسن كثير وهو مش عارف يقولها ايه… ومش مستوعب هي ازاي قدرت تاخد خطوه زي كده من غير ما ترجعله.. وازاي تحطه في موقف بالشكل ده… وازاي  تخيلت ان ممكن يقبل حاجه زي كده..

 غاده لما سكوته طول  قلقت وقالت: باباك…..

 قاطعها حسن وقال: بابايا ايه؟ هو اللي هيدفع المصاريف؟ هو اللي هيصرف عليا وعلى عيالي ومراتي؟

 حسن رجع لورا وقعد على السرير كان تعبان بص للارض واتكلم بوجع: انت ازاي تحطيني في الموقف ده؟ انت عارفه كويس اني ما اقدرش ادفع مبلغ زي ده؟ ولو قدرت اني ادفع سنه مش هقدر ادفع السنه اللي بعدها …ازاي قدرتي تاخدي خطوه زي دي من غير ما ترجعيلي.. ازاي التفكير جابك.؟

 غدا قربت منه وحاولي تدافع عن نفسها وقالت:  يا حسن ده بيتك وده باباك…

 قاطعها وقال: كملي وايه كمان؟ دي العيله بتاعتي والمفروض احمد ربنا اني لقيت حد يصرف عليا وعلى عيالي… كمان احط جزمه جوه بقي واسكت.. صح؟

 غاده  دموعها نزلت وقالت:  انا اسفه يا حسن.. بس لما جينا هنا حاولت اودي العيال المدارس بتاعتهم متبهدلنا اسبوع… وفي الوقت ده باباك عرض عليا المدرسه دي… وعقبال ما عرفت المصاريف كان هو خلاص سجلهم ودفع المصاريف بتاعتهم… وكمان هو مش هيسيبك تبعد عنه مره كمان… وهو مصمم يعوضك عن كل اللي فاتك.. وقال ان لو هو ما قدرش يكون جزء من حياتك فهيحاول يعوض ده في ولادك ويكون جزء من حياتهم ويعمل معاهم اللي ما اقدرش ان هو يعمله معاك.

 حسن بصلها بوجع وقال: ما قدرش ولا رفض؟ في فرق يا غاده.. هو اختار ده… هو اتحكم في حياتي كلها بعد كده.. دلوقتي انت ببساطه بتسمحيله يتحكم تاني في حياتي وفيا.

 غاده مش فاهمه قالت: انت قلت انك سامحته… لو ما كنتش سامحته ما كنتش ابدا هسمحله ان هو يبقى جزء من حياتنا بس انت….

 حسن بوجع: انا ايه يا غاده؟ انا ايه بس؟… انت ازاي… انت ازاي…

ما اقدرش يكمل كلامه ولا ينطق اي حرف… بصلها بوجع هي كانت عارفاه… كانت دموعها نازله مش عارفه تتكلم… قاعده قدامه على الارض… بيبص لبعض بوجع ما حدش فيهم قادر يتكلم.

 غاده اخيرا وقفت وقالت: انت سمحتلهم يعيشوا معانا في بيتنا… ولما رجعوا هنا وحشوني كانوا بيزرونا دايما.. علاقتك كانت كويسه بيهم كلهم… حتى محمد علاقتك بي بقت كويسه… ووافقت انك تعمل العمليه بناء على الطلب بتاعهم وسافرت فعلا…

 سكتت وما كملتش كلامها هو كمل وقال: قولي قولي سافرت على حسابه سكتي ليه؟

 بصيتله كانت مستنيه الاجابه وهو قال:  سافرت على حسابه يا غاده لانه كان محتاج لده.. كان عارف ان هو اللي شووهني بالمنظر ده وما كانش قادر يتحمل يشوفني بالشكل ده قدامه… لانه كان بيفتكر قد ايه اللي عمله كان وحش… وكان متخيل انه لما يعالجني هيصلح كل اللي فات… انا وافقت بس عشان اسمحله يفكر بالطريقه دي… سمحت له يفتكر انه بكده يبقى عالج الجروح اللي بقى لها اكثر من 30 سنه  سمحتله انه يعيش في الوهم… ده عشان هو تعبان وقلبه ضعيف… عشان امي كانت بتترجاني اني اسمحله يكفر عن اخطائه… واهم حاجه عشانك… ولو فاكره كويس انا ما وافقتش غير لما انت اللي طلبتي مني ده…

 سافرت عشانك انت… كمان فاكر جملتك اللي لسه بترن في وداني… كنت كل اما اتعب في اي عمليه بره او اتوجع ترن كلمه في وداني وتصبرني… فاكراها ولا اقولهالك؟

 سافر يا حسن.. سافر عشاني… عشان خاطري يا حسن… وعشان خاطر عيالك… عشان احنا.. عشان ما تهربش من كل صوره بنتصورها ومن كل مناسبه…. عشان يا  حسن… طالما في ايدك تبقى انسان طبيعي مش مشوه يبقى اعملها عشاني… عشان حبيبتك.

 وعملتها يا غاده عشانك… عشان حبيبتي اللي اول ما رجعتلها بصتيلي باستغراب اكني راجل غريب عنها.

 غاده بوجع:  انا قلت كده عشانك مش عشاني.. واتخيلت انك فاهم كده زي زمان لما قلتلك انت مشوه واني مش طايقاك لما كنت حامل في اياد…  في الوقت ده فهمت اني بقول كده عشانه  والمره دي كمان كنت فاهمه انك فهمت اني بقول كده عشانك..

 حسن بصلها: انت ازاي قدرتي تشبهي دي بدي… انت فاهمه كلامك؟ ساعه اياد ايوه انا فهمت.. فهمت انك بتحلمي تكوني امي كان اهم بالنسبالك مني ومن حبك ليا يا غاده.. انا كنت ثاني حاجه في حياتك.

غاده بصيتله ومش عارفه تقول ايه وعرفت انها تاني مقارنه غلط في وقت غلط.

 غاده: انت عمرك ما كنت رقم 2 في حياتي.

 حسن ضحك وقال: بلاش بس كدب ارجوكي….

 اداها ظهره وراح اتجاه البلكونه وهي راحت ولفته وقالت: حسن انت بتشك اني بحبك؟ جاوب عليا!

 حسن بصلها وماسك ايديها من على دراعه ونزلها بعيد عنه وقال: انا دلوقتي مش عارف اي حاجه.. كل اللي انا عارفه ان مراتي سابت البيت واخذت العيال ودخلتهم مدرسه فوق قدرتي.. وعملت لنفسها ولعيالها حياه كامله من غيري… كأني ما ليش اي رأي او دور فيها او كأني مت.

 غاده: ما تقولش كده بالله عليك.

 حسن بصلها بوجع وقال: امال اقول ايه؟ قوليلي اقول ايه؟ اتصرف ازاي؟

 غاده: لو عايز ان احنا نرجع بيتنا دلوقتي انت بس شاور.

حسن ضحك وقال: اشاور! طب يلا يا ستي نرجع… انزلي بقى قولي لاولادك انك هتاخديهم من هنا وهترجعيهم الشقه بتاعتهم الصغيره القديمه اللي ما فيهاش جنينه ولا العاب ولا حمام سباحه بتاعهم… قوليلهم كمان ان ما فيش لعب… وكمان قوليلهم انك هترجعيهم المدرسه القديمه اللي ما تجيش حاجه في مدرستهم دلوقتي… بلاش الاولاد… انزلي قولي لجدهم اللي اديتيله احفاده وقلتيله خليك مسؤول عنهم  انك بقى هتاخديهم منه… وهتحرميه منهم… اقولك… انزلي قولي لجنات ان حلمها بان عيلتها وعيالها واحفادها يبقوا في حضنها مش هيتحقق انتي هتدمريه.

 غاده عيطت وبصت في الارض… هو رفع راسها وقال: انزلي دمري كل حاجه.. وحطمي احلام الكل… ساكته يعني ما اتحركتيش… يلا يا غاده… رجعينا لبيتنا القديم… رجعيلي حياتي اللي انت دمرتيها… رجعيلي راحه البال وانا عايش في حضن مراتي وعيالي… ولا اقولك بلاش… هو انت نسيتي كل لحظه وجع انا عشتها في البيت ده؟ انا مش عارف افهم انت ازاي جالك تخيل اني ممكن اعيش هنا…. انا حكيتلك على كل حاجه حصلتلي.. ما خبتش عنك حاجه… هو انت نسيتي اتعمل فيا ايه هنا؟ انت نسيتي ان كل شبر في البيت ده بيوجعني؟ ازاي تخيلتني ممكن انسى كل ده واعيش ببساطه هنا.

 غاده فضلت تعيط… وهو موجوع جدا… ما حدش فيهم عنده الحل.

 حسن كمل كلامه وقال: اقولك انا ازاي… بكل برود وانانيه ما فكرتيش فيا… ما فكرتيش في وجعي… فكرتي في نفسك وفي عيالك… طبعا انت هتعيشي هنا ملكه في القصر اللي مليان خدم…. عيشتك هتبقى حاجه تانيه خالص… ولا العيال اللي هيبقوا في احسن المدارس… وبيتعلموا في احسن تعليم… مش بعيد يسافروا بره ولا يدرسوا في اي جامعه بره… بس تصدقي اللي فكرتي فيه صح.

 غاده بتهز دماغها وهو مش مديها اي فرصه تتكلم… قالت: لا يا حسن ما تظلمنيش بالطريقه دي.

حسن: مظلمكيش؟.. صح انتي بس اللي تظلميني بالطريقه دي.. طب انتي جاوبي عليا… انا مش هظلمك.. جاوبي عليا!

 غاده مسحت دموعها وقالت: انا ما فكرتش غير فيك… انا عمري ما كنت ماديه وانت عارف كده.. انا قلت ان دي فرصه عشان ترجع بيتك اللي اتحرمت منه… قلت ان دي فرصه عشان ترجع لحضن ابوك وامك… زي ما انا افتكرت العذاب اللي انت حكيتلي عليه… انا كمان فاكره لما انت قلتلي رغم كل اللي حصل انت بتتمنى حضن واحد من مامتك… كان نفسك يكون عندك اب وام… كنت بتتمنى عيلتك يا حسن انا ما نسيتش ده وفكرت فيه…

 حسن وطي دماغه وقال: بس عيلتي رجعت… وسمحتلهم يدخلوا حياتي… ما كانش ده معناه ابدا اني هسلمهم كل حاجه في حياتي  بالطريقه اللي انت اخترتيها دي… انت مش عارفه ان الذكريات في البيت ده اسوء ما يمكن… انا ما اقدرش اتحمل اعيش هنا تاني.

 الاثنين سكتوا وكل واحد وقف جنب… وشويه قطع سكوتهم خبط جامد على الباب وفتحه بسرعه اياد وهو داخل بحماس:  بابا ماما… جدو جابلنا مدرب… وبيتفق معاه انه هيجي بكره يعلمنا السباحه… هيه… هيه هيه… يلا يا بابا تعال شوفه… الحمام جاهز ومن بكره هنبدأ… مش ده يا بابا احلى خبر؟

 حسن بهدوء: بس انا عرفتك يا اياد تعوم ازاي وانت بتعرف تعوم كويس.

 اياد بحماس: انا مش هقولهم على ده يا بابي… وبعدين ده مدرب لينا… كمان ليان مش بتعرف تعوم… هو هيعلمها.. كمان جدو مش هيسمحلنا نعوم في الحمام الكبير الا لو المدرب هو اللي قاله كده…

 يلا بقى يا بابا عشان هو مستني تحت وجده قالي انده عليك..

 حسن وقف وبص لمراته بلوم وهي بصت للارض عشان تهرب منه..

 حسن بص لابنه وقال:  انا اسف يا اياد عندي شغل ولازم امشي دلوقتي.

 اياد: طب قابله يا بابا وامشي..

 حسن: جدك هيقابله… هو كفايه مش لازم انا..

 اياد: ازاي يعني مش لازم؟

 حسن: جدك اللي جابلك المدرب وجدك اللي عملك حمام السباحه وجدك اللي هيدفعله الفلوس بتاعته يبقى انا مش مهم يا اياد..  انزل انت لجدك وللمدرب بتاعك.

 اياد: بابا.

 حسن بضيق: كلمه زياده منك همنع التدريب خالص يلا انزل..

 اياد نزل زعلان وهو بص لمراته وقال: انا خارج هتعوزي مني حاجه؟

 غاده: هتروح فين؟

 حسن: مش هيفرق معاكي هروح فين انت محتاجه حاجه؟

 غاده بوجع: لا شكرا.

 حسن خرج وهو بيقول لنفسه: طبعا هتعوز مني ايه… ما بقاش عندي حاجه اقدمهالها..

قبل ما يخرج مصطفى لمحه ونادي عليه.. واضطر يروحلهم ويتعرف على المدرب اللي كان اسمه حسام.

حسام:فرصه سعيده جدا يا سياده المقدم اكيد حضرتك هتابع تدريبهم بنفسك..

 حسن بابتسامه مصطنعه: لا للاسف وقتي ضيق البركه في حضرتك وبعدين جدهم هيتابع بعد اذنكم..

 خرج بسرعه ما عندوش فكره هيروح فين المهم كان عايز يمشي من البيت ده بسرعه.

 فضل يلف بالعربيه كثير وبعدها راح على الشقه وفضل فيها بس حتى الشقه مش عارف يرتاح فيها… اخر الليل التليفون بتاعه رن كان شايف اسمها قدامه فضل مركز مع الاسم مش عارف يرد ولا يتجاهل الاختيارين اصعب من عن بعض… بس اخيرا قرر يرد.

 حسن: الو خير..؟

صوتها اللي كان واحشه بالرغم من كل اللي بيحصل كانت بتقول: تعالى البيت.

 سكت كثير وبعدها قال: اجي ليه يا غاده ها؟ انت استغنيتي عني وبقى عندك حاجات كثيره بديله عني.

 غاده بسرعه ولهفه:  ما اقدرش ابدا استغنى عنك في يوم من الايام… حسن ارجوك حاول تفهمني… ما تحكمش على الحاجات بالشكل ده وما تظلمنيش.

 حسن جاوبها بهدوء وقال: انا ما بظلمكيش يا غاده.. انا بس محطوط في وضع صعب مش عارف اتعامل معاه.. كل حاجه متقفله في وشي واي حاجه هختارها في حد هيتجرح.. انا واقف في مكاني مش عارف اتحرك.

تعالى خلينا بس نحط ايدينا في ايدين بعض نختار مع بعض ونعدي اي حاجه صعبه.

 حسن ابتسم بحزن وسخريه وقال: دلوقتي يا غاده بتقولي نحط ايدينا في ايدين بعض؟ طب ازاي وكان كل اللي احنا فيه ده بسبب اختيارك… بسبب انك ما اخدتيش رايي قبل ما تعملي اي حاجه مهمه في حياتك بالشكل ده… اللي انا فيه دلوقتي نتيجه الحاجات اللي انت ما حسبتيش حسابي فيها… ازاي دلوقتي بتطلبي مني تحطي ايدي في ايدك واختار معاكي؟.. انت بتطلبي مني حاجه صعبه جدا.. تصبحي على خير يا غاده.

 غاده بلهفه: استنى.

 حسن: نعم.

 غاده: انت ناوي على ايه اقول للعيال ايه لما يسألوني عليك؟

 ادهم استغرب من السؤال.. للدرجه دي هي متنازله عنه بكل سهوله كده؟ كل  اللي هاممها هتقول ايه للعيال؟ للدرجه دي ما لوش قيمه عندها؟ طب ازاي؟ وايه السبب؟ وليه؟ ما بقاش عارف يرد عليها.

 هي كانت مستنيه منه الرد وقلقانه جدا… خايفه انه يقول لها ان عايز يبعد او يخرج من حياتها… اضطرت انها تلعب بالعيال وتخليهم هم الكارت… من غير ما تفكر ان الكارت ده هيخسرها لان هي كانت محتاجه تلعب بكارت حبهم اكتر…

 لثاني مره بتختاري غلط يا غاده!!

 غاده بقلق: حسن انت لسه على الخط؟

 حسن: ايوه انا موجود.. ما تقوليش حاجه للعيال يا غاده.. لاني مش ناوي على اي حاجه… بس الظاهر انك واخده قرار بالنيابه عني ومستنياني اعلنه… يا ريت تعرفيني القرار ده ايه.

 غاده بعد: قرار ايه اللي انا واخداه مش فاهمه؟

 حسن: انت متصله بيا ليه يا غاده؟

 غاده: يعني ايه متصله بيك ليه؟ بطمن عليك ما انت جوزي؟

 حسن بسخريه: بتطمني عليا؟ انت طول الوقت ما كلمتنيش زي العاده… اتأخرت اكتر من ساعتين حتى ما سألتنيش انا كنت متاخر في ايه؟ سبت البيت ومشيت في الحاله دي وما اتصلتيش بيا… ودلوقتي بتكلميني زي ما يكون بتقضي واجب مش اكثر.. وقبل ما اقول اي حاجه او اخذ اي قرار بتقوليلي هقول للعيال ايه… زي ما تكون عايزه تجيبي من الاخر… انا بوفر عليكي وبقولك قوليلي اللي انت عايزاه وانا هنفذهولك.

 غاده مش مصدقه تفكيره هي بس ما حبتش تضغط عليه.. طول اليوم الموبايل كان في ايديها بتتخانق مع نفسها تكلمه وهو دلوقتي بيلومها…  طبعا ما كانتش مصدقه التفكير ده… ايه اللي بتقوله ده يا  حسن… انا بس قلت اديك مساحه تجمع افكارك وما اضغطش عليك.. ما اخذتش اي قرارات.

 حسن بسخريه: مساحه؟ ومن امتى اصلا احنا بنحتاج من بعض مساحه؟ مش بقولك يا غاده انك غيرتي كل حاجه كانت بينا… تصبحي على خير.

 قفل قبل ما يديها اي فرصه ترد او تتكلم… هي حست ان كل الكلام اللي هتطلعه او التصرفات اللي هتعملها  هتبعدها عن حبيبها اكتر واكتر.. حست بالعجز.. بالعجز حتى عن التفكير…

 اما هو فقفل معاها وفضل باصص للسقف مش عارف يفكر او ياخد اي قرار… مش عارف يتصرف ازاي…

 كل واحد قاعد مكانه حاسس ان كل خطوه بيخطيها غلط وبتجيب نتيجه عكسيه عن اللي عايزه.

 بعد فتره هو مش عارف عدت قد ايه جت في دماغه جمله مامته قالتها وافتكرها… فكرته بغاده في بدايه علاقتهم وازاي عمرها ما استسلمت وفضلت ماسكه فيه وحاربت عشانه قد ايه ووقفت في وش ابوها قد ايه… افتكر كمان كل مشكله قابلتهم ازاي مهما كانت صعبه دايما كانوا بيعدوها.. وانه لازم المره دي يعدوا المشكله دي ولازم يدافع عن بيته وحبه ومراته.

ركب عربيته وراح البيت كان متردد يدخل عند غاده بس دخل واخذ نفس طويل ودخل جنبها على السرير بدون تفكير… مسكها هي كانت رايحه في النوم اول ما فاقت اتخضت وشهقت لكن هو اتكلم وقال: ده انا يا غاده ما تخافيش.. حسن..

 قعدت تنهج شويه وبعد كده قالت: انا اسفه انا بس اتفاجئت يا دوبك كنت لسه داخله في النوم ولما انت اتاخرت استبعدت انك هتيجي.

 حسن بصلها اتكلم ومش عارف يعمل معاها ايه كل ما يجي يقرب في مليون حاجه بتبعده .

 غاده لاحظت نظراته بصتله وقالت: مالك يا حسن.. انا اسفه انا اتفاجئت…

 هز حسن دماغه وقال: عارف انك اتفاجئتي..

 غاده بتوهان: طب قولي مالك.. نظراتك؟

ابتسم بوجع وقال: انت عارفه احنا بقالنا كم سنه متجوزين يا غاده؟

 غاده: ايوه بقالنا اكتر من تسع سنين… مش عارفه ايه علاقه نظراتك دي بالموضوع؟

 حسن بوجع: انت عارفه كم مره رجعت فيهم متأخر او كنت مسافر مثلا ورجعت في السنين.

غاده بعدم فهم: عايز توصل لايه؟

 حسن: انا رجعت كتير جدا من سفر وباجي اخر الليل عمرك ما اتفاجئتي بيا لما اقرب منك… عمرك ما بتقومي من النوم مخضوضه عشان انا دخلت فجأه… دلوقتي بمجرد اي لمسه مني بتتفاجئي… اي لمسه جسمك كله بيتخشب.. ليه كل ده يا غاده ؟فهميني ليه؟ شكلي اتغيرت للدرجه دي؟

 غاده بصت بعيد مش عارفه تواجهه.. هو لف وشها ليه وقال: جاوبيني يا غاده… هسألك ثاني.. انت عايزه توصلي لايه؟

 غاده هزت دماغها وقالت: مش عايزه اوصل لحاجه انا بس مش عارفه اوصل يا حسن انت بعيد عني أوي .

حسن قرب بجسمه منها وشدها عليه وقال: انا اهو بين ايديكي يا غاده وما تغيرتش انت اللي بعيد.

قرب منها وبدا يلمسها كان جواه احساس بيحاول يشيله من دماغه كان عارف انها بتحارب عشان تحاول تبان طبيعيه..

 كان في خناقه جواها صوتها عالي وللاسف هو كان حاسس بيها وفاهمها وعارف انها بتعمل اقصى جهدها… وفجاه قرر يتجاهل احساسه ومشاعره ويوقف الحرب هو كمان اللي جواه… كان عايز يوقف الحرب دي ويديها مساحه تتعود على شكله الجديد… وقدر فعلا يعمل كده ويكتم المشاعر اللي جواه ويتحول لمجرد راجل معاه واحده جميله كل همه انه يقضي اليوم معاها وخلاص.. حاولت تعترض واستغربت ازاي حسن بيعاملها بالطريقه دي… وازاي ومن امتى كان هو رسمي وبياخد غرضه بس… حطت ايدها عليه وقالت: حسن مش كده.

تجا هلها ببرود وشد ايديها وقال: ما عنديش غير كده للاسف.. وكمل عادي … كانت هي بترفض وبتقاوم  بس هو ثبت ايديها فوق راسها ومسكها بايده وقال: ما تقاوميش عشان ما تاذيش نفسك.

خلص اللي كان بيعمله هي كانت دموعها نازله وهو داخل الحمام سمعها بتقول: دي اول مره تعاملني بالشكل ده ليه كده؟

 حسن بصلها وحرك حواجبه وقال: يمكن تفتكري اتغيرت؟ او بعقدك؟ او ممكن يا غاده خدت كفايتي من دلعك…. ولا تفتكري بعاملك بطريقه تليق للرفض اللي بترفضيه ليا كل مره واحساسك اني راجل غريب عنك مش جوزك وحبيبك… انا يا غاده بطبق افكارك عني مش اكثر.. انت شايفاني واحد غريب فانا هكون غريب فعلا… وزي ما انت تجاهلتيني في كل قراراتك وخططك انا هتجاهلك وهعمل اللي في مزاجي واللي يعجب مزاجي بس بغض النظر بقى لو كان يناسبك ولا لا… قومي بقى اجهزي عشان عايزه اروح مدرسه العيال معاهم..

 غاده بصدمه وتعب: انا تعبانه وعايزه ارتاح النهارده…

 حسن: وانا مش باخد رأيك يا غاده…. قدامك نص ساعه تكوني جاهزه..

 دخل الحمام ورجع الباب وراه وقف تحت الدش بيستغبى كلامه قراراته وتصرفاته… ايه اللي عمله ده.. جاي مقرر انه يتمسك بيها ويحارب عشانها يقوم يحط كل الحواجز دي بينهم… ايه كميه الغباء ده ومن امتى هو بيتصرف كده ومع مراته حبيبته وشريكه حياته.

 غاده كان عندها ذهول مش عارفه تستوعب ان هو ده حسن جوزها حبيبها… بس في الاخر لامت نفسها لانه من وقت ما رجع بيحاول يقرب منها وهي بتحط بينهم حواجز… بس برده عمرها ما تخيلت ان هو يتصرف بالطريقه دي لان عمره ما عاملها بقسوه حتى في اسوء فترات حياتهم… ما كانش عمره بالشكل ده معاها.. فعلا حسن ده جديد عليها… وهي مش عارفه تتصرف معاها ازاي.

 حسن جهز وخرج كانت لسه هي بتستوعب الصدمه… بصلها وقاوم نفسه انه ياخدها في حضنه ويطبطب  عليها وخرج بره بسرعه قبل ما يضعف بس قبل ما يقفل الباب قال: انجزي وجهزي نفسك انا هسبقك وانت تعالي ورايا.

 اول ما انزل كانوا اولاده بيفطروا قعد معاهم فضلوا يرحبوا بيه وكانوا مبسوطين جدا ان هو صحي بدري وبيفطر معاهم… ولما عرفوا كمان ان هو رايح معاهم المدرسه فرحوا اكتر…

الباب خبط وفوزيه راحت تفتح ورجعت.

 حسن: مين اللي جاي بدري كده؟

 فوزيه بابتسامه: ده حماك.

حسن استغرب وبس وراه واتفاجئ ان حماه موجود وحماته.. رحب بيهم وفرح جدا وطبعا هم في البدايه كانوا واقفين مستغربين من شكله الجديد…

 حسن بضحك: ايه يا عمي هو انا مش عاجبك؟ سهل ارجع زي الاول على فكره.

 محمود بضحك قرب منه وضمه وقال: لا يا ابني اوعى انت بسم الله ما شاء الله عليك.

 حماته اتدخلت في الوقت ده وقالت: انتوا هتفضلوا تبصوا لبعض كثير ولا ايه اقعد طيب انا شويه؟

 حسن ضحك شويه وقرب منها وسلم عليها لان هي كانت اكثر حد هو بيرتاحله ووقفت جنبه كتير جدا… يمكن هي كانت السبب بعد ربنا انه يتجوز غاده ويكمل معاها… كانت هي الوسيط دايما.

 بعد ترحيب كبير عم محمود قال: امال مراتك فين يا ابني ولا انت لسه مدلعها وبتسيبها تنام براحتها؟

 حسن ابتسم وقال: والله يا عمي المفروض ان هي كانت بتجهز نفسها وتنزل مش عارف اتأخرت ليه.

 اياد وقف بحماس وقال: انا هطلع انده عليها واصحي جدوا ونينا.

 قبل ما حسن يرد كانت فوزيه قالت: الباص وصل يا اولاد.

 اياد بصلها وقال: خليه يمشي يا زوزو احنا اجازه النهارده.

 حسن بصله باستغراب وقال: مين قالك ان احنا اجازه؟

 ليان: عشان جدو وتيته هنا يا بابا.

 حسن: ماشي يا حبيبتي بس ده مش سبب انكم تاخدوا اجازه… يلا روحوا الباص ولما ترجعوا جدو  وتيته هيكونوا موجودين.

 كانوا معترضين لكن في الاخر سمعوا كلام باباهم وحسن استاذن عشان يشوف غاده اتأخرت ليه.

دخل لقا الاوضه فاضيه بس في صوت في الحمام ان في حد.. راح باتجاه الحمام خبط خبطه خفيفه واتفتح الباب… كانت واقفه قدام المرايه ولفه فوطه حواليها… طبعا كان صعب بعد اللي عمله انه يقرب منها… كمان حماه وحماته تحت فقال: ابوكي وامك تحت.

 غاده بصيتله باستغراب وقالت: بجد؟

 حسن بتريقه: اكيد مش ههزر يعني.

 غاده بصت قدامها وكملت انها تنشف شعرها وقالت: هلبس وانزل.

 اتوقعت منه انه يمشي بس لقيته سند على الباب وعمال يراقبها… اتضايقت خرجت بره لاوضه اللبس وبدأت تخرج الهدوم بتاعتها وهو برده لسه بيراقبها وحاطط ايده على صدره.

 غاده بعصبيه: انت هتفضل واقف عندك كتير؟

 حسن: اقف في المكان اللي يريحني في الوقت اللي يريحني ولا حضرتك معترضه؟

 ما ردتش عليه وفضلت تدور في هدومها.

 حسن بتريقه: للدرجه دي مش لاقيه اي هدوم عدله تلبسيها.

 غاده بصيتله وقالت: لا يا حبيبي انا عايزه حاجه  تداري اللي انت عملته في رقبتي اكيد مش هنزلهم بالشكل ده.

حسن ضحك وده ضايقها اكتر… قرب منها وحاول يلمس رقبتها لكن هي زقت ايده بعيد عنها… شدها جامد وثبتها على صدره من ضهرها بقت هي قصاد المرايه وهو وراها مثبتها وعينه في عينيها في المرايه واتكلم وقال: جوزك  عمل علامه في رقبتك ايه المشكله؟ وبعدين ما حدش هيسألك ولا هيتكلم عليها.

 حاولت  غاده ان هي تفك منه بس هو مش بيتحرك وهنا قالت بعصبيه: ما حدش هيتكلم عشان هم مؤدبين وبيراعوا مشاعري لكن انا لو بينت حاجه زي كده اكون بني ادمه قليله الادب… فده انا مش ممكن اعمله.

حسن سابها وقال بهدوء: تصدقي اول مره اعرف ان الراجل لما يقرب من مراته تبقى قله ادب.

 غاده بصيتله وقالت: انا ما قلتش كده ما تغيرش الكلام انا قصدي….

 قاطعها وقال: انا فاهم قصدك كويس فما تقلقيش يا غاده مش ده الاسلوب اللي هعمله معاكي.. مش انا اللي افرض نفسي على ست هي مش عايزاني.. لا عمري عملتها ولا هعملها دلوقتي… ارتاحي بقى وداري رقبتك بأي إشارب.

 قبل ما ترد كان هو خرج وهي قعدت مكانها وحست ان هي تعبانه…. مجرد الكلام معاه بيتعبها… انت ليه بقيت صعب قوي كده يا حسن… ليه كل كلام بقوله بتقلبه ضدي وليه كل تصرف بتقلبه العكس.

وهي بتلبس شمت البرفان بتاعه في الفوطه لما حط ايده على صدره حست بالغباء وقالت… ما انت كنتي في حضنه وبعتيه عنك، هو كان بين ايديك وبعدتيه، انت غبيه، عامله زي المراهقة اللي بيبقى نفسها حبيبها يلمسها وبتشم البرفان بتاعه، انت غبيه، كله كان ملكك انت، رجعيه لحضنك وبطلي غباء، لان ده جوزك وحبيبك، رجعيه يا غاده.

 نزلت واستقبلت باباها ومامتها كانوا وحشينها جدا والكل اتجمع على الفطار كانت قاعده عائليه جميله.

 محمد برخامه: غريبه يا غاده في الحر ده حاطه إشارب على رقبتك يعني؟

 اتفاجئت غاده بسؤاله ووشها احمر وبصت لي جوزها اللي هو ما كانش مهتم اصلا او ده اللي كان مبينه.

 محمد ضحك: وشك احمر وبتبصي لجوزك؟

 سحر خبطته وقالت: بطل رخامه.

 محمد بهزار: انا اسف دي حاجه في دمي.

 سحر: طب من فضلك اسكت.

 محمد سكت شويه وبص لحسن: مش عارف ليه يا حسن ما كنتش متخيل انك من النوع ده.

 كان حسن بياكل ومن غير ما يرفع وشه قال: اي نوع؟

 جنات اتدخلت وقالت: محمد سيب اخوك ومراته في حالهم.

 محمد بص لامه وقال: وانا عملت ايه يا ماما؟ انا بتكلم عادي… ما فيش حد هنا غريب ابو غاده ومامتها يعني مش حد غريب… ومدام كلامي مضايقكم هسكت.

 حسن بصله وسأله: لا اتكلم انت قصدك على انهي نوع.؟

 محمد ابتسم وقال: النوع الشقي… اصل ما حدش بتجيله الجرأه يعمل علامه في رقبه مراته وبالاخص لو مش عايشين في البيت لوحدهم… شكلك كان هادي كده ما لكش في الموضوع ده.

 حسن ابتسم وراجع لورا في الكرسي وقال: مش عارف يا محمد انت واخد الفكره دي عني منين اني حد هادي كده؟

 محمد: انا ما قلتش انك هادي أوي يعني.

 حسن اتعدل: بلاش هادي أوي اقصد ان انت حد محترم كده اللفظ عاجبك.

 محمد هزه دماغه حسن كمل كلامه بطريقه اول مره  يتكلم بيها وقال: اللي ما تعرفوش عني يا محمد اني عشت حياتي زي المسخ… عارف يعني ايه مسخ؟.. ابوه حاول يعترض لكن حسن شاورله بإيده يمنعه يتكلم وكمل وقال: كنت مشوه والناس كلها كانت فاكراني وحش.. وانا فعلا كنت بعمل كده وكنت وحش وكان المهمات بتاعت شغلي كلها هي اللي بقتل فيها بس..

 كانوا بيبعتوني في مهمات عايزين يصفوا فيها اي حد لاني ما بخليش اي حد يطلع من تحت ايدي عايش…

 بنهي حياه اي حد من غير تفاهم وبنهي بطريقه بارده من غير ما اضعف ومن غير ما يرمشلي جفن… انهاء الحياه بالنسبالي بنفس سهوله تقطيعك للاكل اللي قدامك بالشوكه والسكينه… فانا مش عارف انت جبت منين فكره اني هادي كده وراسملي الموضوع ده في دماغك… خلي بالك بقى عشان تحت الصوره دي في اسد وللاسف اسد مسعور..

 رجع في الكرسي وسكت وكلهم كانوا مصدومين كانوا بيحاولوا يستوعبوا اللي هو قاله… حماه كان بيفتكر ذكريات العصابه اللي كانت في بلدهم وفي الوقت اللي حاولوا يغتصبوا فيه بنته اتدخل وافتكر ازاي أنهى حياه الكل وان هما اتكاتروا عليه لكن هو فعلا في الوقت ده كان شغال في انهاء الحياه وبس… بالرغم من الضربات والاصابات اللي كان فيها كان اسد مسعور ما حدش قدر عليه وما سكتش لحد ما انهى حياتهم كلهم في الوقت ده وبعد كده سمح انه يغمى عليه.

 مصطفى بص لحسن كثير ما كانش عارف يتكلم حاسس انه مخنوق لان ابنه فعلا كان هادي جدا وهو كان بيحطم فيه الهدوء ده واحده واحده.

 مصطفى بزعل: انا كنت السبب ان ……………

قاطعوا حسن وقال: ما تلومش في نفسك انا مش بلومك انا بوضح لمحمد عشان يشوف الصوره كامله… الماضي بالنسبالي انتهى بكل حاجه فيه واحنا عايشين النهارده فيا ريت تخلينا النهارده…  وللاسف دلوقتي هضطر اسيبكم عشان ورايا مشوار مهم.. طبعا يا عمي انت مش محتاج اقولك ان البيت بيتك.

 محمود: اكيد يا ابني حمد لله على سلامتك مره كمان…

 حسن مشي  ومراته قامت وراه بسرعه وقالت: انت رايح المدرسه ولا هنخليها بكره؟

 حسن:  هروح.

  غاده:  اجي معاك؟

 حسن: لا خلاص خليكي مع باباكي ومامتك انا هروح.

غاده بقلق: هتعمل ايه؟ وعايز تروح ليه اصلا؟

 حسن باستغراب: براحتي يا غاده… انت غريبه جدا… بعد اذنك.

 حسن سابها وراح المدرسه للولاد وطبعا في المدرسه استقبلوا استقبال كويس وطبعا هو استغرب الاستقبال ده بس انتهى لما عرف ان ابوه من اول الممولين للمدرسه وشريك فيها التبرعات كبيره ودا خلاه يحس بخنقه زياده.. كان في مكان مش في مكانه والمدرسه دي ما كانش قادر يتقبل ان اولاده يفضلوا فيها.. لانهم بيراعوا الطبقيه بشكل كبير جدا وحس ان ولاده هيحتاروا مش هيتعلموا وخصوصا بعد ما شاف اصحابهم وطريقه اللعب بتاعهم..

 شاف ان الولاد اللي موجودين مش اطفال او فيهم البراءه  بتاعه الاطفال.. الولاد كان كل واحد بيتفاخر باللي معاه وان باباه غني قد ايه… كانت شبه المدارس اللي هو كان فيها وهو صغير… كل واحد قيمته بتتحدد بالمستوى اللي ابوه معاه بيه فلوس وبالاملاك بتاعته..

 مشي ولقي نفسه قدام المدرسه القديمه واستغرب هو جاي هنا ليه؟ وفي توقيت خروج الولاد لقى ان عياله مش هنا يا ترى هو واقف ليه؟ وعرف واقف ليه اول ما شافها خارجه من البوابه  ورايحه على عربيتها خرج بسرعه عشان يقابلها قبل ما تمشي..

 نادى عليها بسرعه وطبعا استغربت صوته ما صدقتش ان هي سامعاه لفت بسرعه وابتسمت جامد جدا اول ما شافته وقالت: حسن؟ ازيك.. ايه المفاجأه الحلوه دي.

 ابتسم حسن وقال: دينا ازيك… عامله ايه؟

 سلموا على بعض وبعد شويه حسن اتكلم وقال: طبعا انت مستغربه انا موجود هنا ليه.

دينا: لا طبعا مش مستغربه.. ده انا كمان زعلانه ان انت ما سألتش ولا غاده كمان ما اتصلتش بيا… قلت بقى خلاص مش هفرض نفسي عليهم… هم نقلوا نفسهم  حياة تانيه وانا..

قاطعها حسن وقال: بس بس ايه الكلام ده كله.. اولا غدا ما اتصلتش بيكي عشان انا ما قلتلهاش اني قابلتك..

 ابتسمت  دينا وقالت انه  طالما خبه على مراته يبقى في حاجه جواه من ناحيتها .. وطمنت نفسها..

 دينا: وثانيا؟

 حسن: ثانيا بقى انت مش فارضه نفسك علينا ولا حاجه وما ينفعش تقولي كده ابدا.

 دينا بهزار: تمام يا باشا.. في ثالثا ولا كفايه؟

 حسن بابتسامه: لا في لسه مش هنكتفي….

 دينا: قول طيب.

 حسن: هقول بس تفتكري ان هنفضل واقفين في الشمس كده؟ الجو حر جدا.

 دينا ابتسمت وقالت: طيب ايه؟ شوف انت يناسبك ايه..

 حسن: عربيتك ولا عربيتي؟

 دينا: اللي يريحك.

 حسن: طب تعالي عربيتي مش هأخرك.

 دينا كان نفسها تقوله يأخرها براحته على مزاجه بس طبعا ما قدرتش هزت دماغها وسكتت.

 ركبت جنبه وهو قعد مكانه بصلها وقال: عندك مكان معين تحبي نروحه؟

 دينا قالت: اللي يريحك يا حسن عادي.

خدها حسن في كافيه قريب وقعدوا..

 حسن: تشربي ايه ولا انت جعانه طبعا؟

 دينا استغربت وقالت: مش تفهمني الأول…

 حسن: حاضر هفهمك.

 قبل ما يتكلم قاطعهم الجرسون حسن بصلها والجرسون اداهم المنيو..

 حسن: دقيقه من فضلك.

 انسحب الجرسون وحسن بصلها وقال: شوفي عايزه ايه.

 دينا بتقول: احنا هنتغدى سوا يعني؟

 حسن: لو هيضايقك ممكن نطلب عصير او اي حاجه… اقولك عايزه ايه بسرعه.

 دينا: لا عادي نطلب انا اصلا جعانه جدا.

 طلبوا الاكل والجرسون راح يجيبه.

 حسن: شوفي بقى يا ستي.

 دينا قالت: قول.

 حسن: عايز اودي العيال المدرسه بتاعتهم تاني.

 دينا استغربت وقالت: ترجعهم ازاي؟

 حصل: ازاي دي انت اللي تقوليلي عليها مش انا.

 دينا: يا حسن امتحانات نصف السنه عدت وهم ورقهم خلاص اتسحب اصلا.. هم ما نقلوش بسهوله عشان اتنقلوا قبل الامتحانات فعشان ترجعهم تاني صعب جدا… وبعدين هترجعهم ازاي وهيمتحنوا ازاي دي كلها تفاصيل كتيره جدا..

 حسن: ما ليش دعوه بكل ده.. هم اتنقلوا دي كانت خطوه غلط وانا عايز اصلحها.

 دينا: السنه الجديده ان شاء الله.

 حصل: لا مش عايزهم يقعدوا هناك اكتر من كده مش عايز ابدا.

 دينا: طبعا يا حسن الموضوع صعب جدا ده لو ما كانش مستحيل وبعدين اداره المدرسه مش ممكن تقبل… ولو قبلت صعب ان عيالك يجيبوا كل اللي فاتهم.

 حسن: ما فيش مستحيل يا دينا… وكون انهم يلموا اللي فاتهم يا ستي دي حاجه هتكون بتاعتك انت انا هاجي اخدك يوميا او هقول هخطفك يوميا بعد المدرسه تفضلي معاهم وتراجعيلهم كل اللي فاتهم.

 دينا ضحكت واتخيلت نفسها فعلا حسن بيخطفها بس مش عشان العيال… فكره ظريفه يا… ياه لو اتخطف منك بس.

 حسن:  رحتي لفين؟

 دينا: كنت بتخيلك بتخطفني…

 ضحكوا ووصل الاكل واتغدوا مع بعض…

 حسن: ها قلتي ايه؟

 دينا: هو انا اللي هقول يا حسن؟ انا ما كنتش موافقه اصلا العيال يبعدوا عني… لكن رجوعهم ده يخص الاداره… اتعامل معاهم انا مش عارفه انت متوقع مني اعمل ايه…؟

حسن بصلها وسكت وبعدين قال: انا اقدر يا دينا ارجع العيال المدرسه بتاعتهم من خلال معارفي…

 دينا قربت وقالت: وانا عارفه حاجه زي كده عشان كده عندي سؤال مهم..

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى