قصص درامية

خيانه مدبرة

 في مدينة هادية ولطيفة، كانت بتعيش بنت إسمها بسمة وكانت بتحب الرسم أوي وحلم من أحلام حياتها إنها تكون فنانة معروفة ومشهورة.

بسمة كانت دايما بترسم في كراسة صغيرة كانت بتاعتها.. وكانت بتاخد الكراسة دي معاها في كل مكان.

في يوم من الأيام بسمة كانت قاعدة على كورنيش النيل وكانت ماسكة الكراسة بتاعتها وبترسم فيها.

مقالات ذات صلة

فجأة جه واحد أسمه محمد وقعد على الكرسي اللي جنبها وسألها: هو انتي اللي رسمتي المنظر التحفة ده؟؟

ردت عليه وهي مكسوفة: آه… اللوحة بتحاول تكون جميلة وملفتة.

ابتسم محمد ابتسامة خفيفة وقالها: دي تحفة فنية مش بس حلوة.. اللوحة دي جواها حكايات وحكايات.

من اللحظة دي بدأت حياة جديد لبسمة.. حست إن محمد مش مجرد إنسان عادي بس مكانش عارفة هو جه عندها قدر ولا في سبب في إنه يجي..

بسمة بدأت تحس إنها مهمة بسبب كلام محمد عليها.. لإنه كان دايماً بيحسسها إن حلمها مش حلم تافه وصغير زي ما هي كانت متخيلة.

في اليوم اللي بعده، بسمة قابلت محمد في نفس المكان اللي شافها فيه أول مرة… بس المرة دي الوضع اتعكس ومحمد هو اللي كان بيرسم.

بسمة اتكسفت لما بصت على الورقة ولقته بيرسم صورتها.

بصتله وقالت: مش معقول دي انا؟؟

محمد ابتسم وقال:  اه لأنك دايما مميزة ومختلفة.

بسمة أول ما سمعت رد محمد قلبها دق بسرعة وكانت مكسوفة خالص.

 في نفس اللحظة دي موبايل محمد رن..أول ما بسمة شافت الاسم اللي بيرن على محمد بصت عليه ولقت  تعبير وشه اتغير.

محمد خلص التليفون ورجع لبسمة وقالها: أنا لازم امشي دلوقتي.

هزت براسها وقالت: اكيد…مع السلامة.

بس من جواها كانت بتسأل…ياترى إيه السر اللي مخبيه

الأيام بتعدي وبسمة مشغولة جدا بالتفكير في الشاب محمد وكانت دايما بتفكر في كلامه ليها وأفعاله.

أكتر شيء كان عاملها قلق هو استعجاله مجرد ما الموبايل رن عليه، وليه ملامح وشه اتغيرت بمجرد ما شاف الإسم اللي بيرن عليه؟ ياترى مين ده وعايز منه إيه؟؟ 

في يوم من الأيام بسمة كانت ماشية في الجامعة بتاعتها.

فجأة لمحت محمد كان واقف مع زميل ليه في الجامعة بس كان باين على ملامحهم الخوف والقلق وفي نفس الوقت كانوا بيتكلموا بطريقة هادية.

بسمة أول ما شافته بالحالة دي قررت تستناه.

بعد ما خلص كلامه مع زميله بسمة راحتله وقالت: أنا مكنتش متخيلة إني مش هشوفك الفترة دي كلها.. الظاهر كده إنك مشغول أوي.

محمد ابتسم ابتسامة خفيفة وقالها: أنا آسف بس أنا فعلا كنت مشغول وكان في شوية حاجات في حياتي لازم ارتبها.

بسمة استغربت وسألته: حاجة زي إيه؟

رد عليها محمد وقالها: للأسف مش كل حاجة هقدر احكيلك عنها دلوقتي.. بس صدقيني اول ما يجي الوقت المناسب هحكيلك كل حاجة.

بسمة اول ما سمعت كلامه سكتت وعرفت من كلامه إن محمد مش مجرد طالب عادي في الجامعة.. لا ده في حاجة أعمق مخبيها وفي أسرار مش سهلة.

سارة كانت دايما بتقعد مع نفسها وتسألها اسألة… هل أكمل في تواصلي وكلامي معاه ولا اقطع علاقتي بيه واسيبه؟؟

في يوم من الأيام بسمة كانت قاعدة في المكتبة وبتذاكر.. بس تفكيرها في محمد مكانش مديها فرصة إنها تركز في مذاكرتها.

فجأة محمد دخل المكتبة وسحب كرسي وقعد جنبها وبدأ يتكلم معاها.

أول جملة قالها لبسمة كانت: في حاجة مهمة جداً لازم تعرفيها.

بسمة بصت عليه وقالت بهدوء: انا سامعاك.

محمد فضل يبص حواليه علشان يتأكد إن مفيش حد سامعه وبعد ما اتأكد إن المكان آمن قال: أنا مش مجرد طالب هنا في الجامعة.. انا واحد شغال مع ناس معينة بتحقق في قضية كبيرة وفي واحد من الناس دول ليه علاقة بدكتور موجود في الجامعة هنا.

بسمة اتصدمت جدا من كلامه وقالتله: يعني أنت طول الوقت كنت بتقرب مني علشان اساعدك؟؟ 

محمد قالها: بصراحة في البداية أنا كنت فعلاً بعمل كده عشان تساعديني، بس دلوقتي الموضوع اختلف وانتي فعلا بقيتي شخص مهم بالنسبة ليا.

بسمة فضلت ساكتة فترة وبعدين قالتله: معلش يامحمد سيبني الفترة دي أنا محتاجة افكر واستوعب الأحداث دي، لإن ده كله مش سهل عليا.

محمد قالها: تمام با بسمة خدي وقتك، انا هسيبك براحتك بس الاول لازم توعديني انك تبلغيني لو حسيتي بأي خطر.

بسمة قالتله تمام بس من جواها كانت مترددة جدا ومش عارفة تثق فيه وتصدق الكلام اللي بتقوله ولا  تبعد علشان تحمي نفسها من الصراعات. 

 عدت أيام كتير بسمه كانت لسه مش قادره تاخد القرار الصح.

 كانت دايما بتحاول إن هي تبعد من محمد… بس في نفس الوقت كانت بتلاقيه دايما في الطريق وهي رايحه للجامعه.

 في كل مره كانت بتشوفه قلبها كان بينبض بسرعة.

 بس في نفس الوقت عقلها كان بيحذرها إنها تبعد عنه علشان متتورطش في حوارات خاصة بالقضية دي.

 وفي يوم من الأيام كانت طالعة من المحاضرة ولقت محمد واقف قدامها وقالها بكل هدوء: بصي يا بسمه أنا مش هضغط عليكي أبداً بس أنا فعلاً كنت محتاج اعرف لو كان لسه في فرصة إنك تساعديني.

بصتله بسمه وقالت:  انا بجد مش متأكده مش علشانك انت علشان كل حاجه حواليا بقيت مش واضحه وانا بجد بقيت محتارة جداً… ودايما مش بحب احس اني في شخص معين بيستخدمني علشان يوصل لحاجة حتى لو الشخص اللي قدامي ده قلبه كان صادق فعلاً.

محمد ابتسم وابتسامته المرة  دي كان جواها حزن وقال:  انا بجد غلطت من البدايه إني اخترتك بس دلوقتي أنا عايزك تكوني في امان وعاوزك كمان تكوني معايا لو حبيتي كده.

بسمة فكرت لحظه وبعدين قالتله:  انا مستعده اديلك.فرصه بس لو لقيت أي حاجة مش واضحه هبعد من غير ما افكر.

 محمد رد عليها وقال: طبعاً ده حقك وأنا اوعدك إنك تكوني دايماً معايا وعارفه كل اللي بيحصل اول بأول.

 من اللحظه دي بدأت بينهم علاقه جديده كلها توتر وكلها أمل في نفس الوقت…

بعد ما بسمة قررت إنها تدي محمد فرصة تاني… بدأت بينهم علاقه كلها حذر.

كانت دايماً بتحاول إنها تفهم محمد اكتر واكتر وكانت كمان بتحاول إنها تفهم نواياه من غير ما تستعجل في كده.

 في يوم من الأيام كانوا هم الاتنين قاعدين مع بعض في كافيه صغير جالهم إتصال من واحدة كان اسمها ريهام.

 صوتها كان كله قلق محمد رد على التليفون بسرعة وقال:  ريهام ؟؟في إيه ؟

ردد السؤال مرتين ..وبسمه لاحظت على وش محمد التوتر ولما قفل المكالمة دي سألته: مين دي ؟!

محمد تردد شويه وبعدين قالها:  دي أختي بس الموضوع بتاعها معقد شويه هبقى افهمك كل حاجة.

بسمة بصتله بطريقة غريبه ورفعت حاجبها وقالتله:  يعني إيه معقد؟ 

محمد خذ نفس عميق وبعدين قالها:  يعني ريهام دي مش اختي حقيقي هي بنت صاحب بابا وانا وهي تربينا سوا بس علاقتنا كان فيها شويه مشاكل بعد ما ابويا انتهت حياته.

 وهي دلوقتي كانت محتاجه مني إني اساعدها في حاجه معينه.

 في اللحظه دي بسمه حست انها غيرانه وفي نفس الوقت كانت شاكه فيه بس حاولت إنها تهدي نفسها وقالت:  أنا مش معترضه إنك تساعد أي حد….بس انا عايزه افهم كل حاجه من البدايه علشان ملقاش نفسي فجأة وسط حاجات كتير انا مش عارفه عنها حاجه.

محمد قالها بطريقة كلها هدوء:  طبعاً من حقك وأنا أوعدك إن مفيش أي حاجه هتتخبى عنك تاني.

بس اللي محمد ما كانش عارفه إن ريهام المره دي كانت جايه وكانت جايبه معاها سر ممكن يغير حياتهم هم الاتنين.

في اليوم التاني، محمد قابل بسمة مرة تاني.

بس المرة دي كان باين عليها الارهاق والتعب وإنه مش نايم كويس.

بص لبسمة وقالها: ريهام امبارح كانت عندي ولو شوفتيها كانت منهارة ازاي وقالتلي معلومات كتير لو قولتهالك ممكن تغير حاجات كتير جدا.

في اللحظة دي بسمة قلبها دق بسرعة بس كانت بتحاول تبين إنها هادية من برا.

اخدت نفس عميق وبعدين قالت: احكيلي يامحمد في إيه؟؟ 

محمد بدأ يحكي بكل هدوء: ريهام قالتلي إنه في وصية قديمة موجودة من ابويا والوصية دي كانت مختفيه بقالها فترة.. والوصية بتقول إن ريهام ليها نصيب كبير جدا من ممتلكات العيلة، بس في حد كان مش عايز الوصية دي تظهر وده السبب في المشاكل اللي حصلت بعد وفاة ابويا. 

بسمة استغربت وقالت: طب وانت إيه علاقتك بالموضوع؟ 

محمد بص لبسمة وعنيه كانت كلها خوف وقلق وقالها: الموضوع ليه علاقة كبيرة جداً بيا لإن في الوصية مكتوب إن انا مسئول عن حماية ريهام.

ودلوقتي انا حاسس بالذنب لإني اتأخرت في إني اعرف كده وكنت سايبها طول الفترة دي.

بسمة سكتت لدقايق وبعدين قالت: طب دلوقتي انت ناوي تعمل ايه، يعني هتساعدها ولا لا؟

رد عليها محمد: اكيك ناوي اني اساعدها دي وصية ولازم تتنفذ، بس اللي محتاجه منك انك تكوني معايا على طول.

بسمة حست إن اللحظة دي لحظة اختبار وقرار مصيري وكانت مش عارفة تكمل مع محمد وتساعده ولا تختار راحتها وترجع لحياتها العادية ومتتدخلش معاه في مشاكل عائلية…

بسمه فضلت ساكته شويه وكانت بتحاول تستوعب الكلام اللي محمد بيقوله.

كان جواها مشاعر كثير متلخبطه بين انها حابه توقف جنبه وتساعده وفي نفس الوقت هي خايفه من انها تتورط معاه في مشكله خاصه بعيلته الكبيره وعايزه ترجع لحياتها الهاديه البسيطه.

 بصت لمحمد وقالتله بكل هدوء: بص يا محمد انا مش ضد إنك تساعد ريهام بالعكس انا حابه انك تعمل كده خاصه لو دي وصيه من باباك يبقى انت لازم تعملها.. بس انا بجد خايفه.

 محمد قرب منها وقال بطريقه كلها لطف ما تخافيش يا بسمة هتخافي من ايه؟

 ردت وقالت خايفه ان خسرنا احنا الاثنين لاننا لسه بنبدأ حياه مع بعض والمشاكل دي ممكن إنها تاخدنا لحاجات احنا مش مستعدين نواجهها!!

 محمد مسك ايد بسمه وقال: بس انا وعدتك من اول يوم شفتك فيه ان انا مش هسيبك ابدا ومش هخليكي تحسي انك لوحدك خالص.

 انا مقدر خوفك ده بس والله اللي هنعمله هو ده الصح.

بسمة اخذت نفس عميق وقالت: طيب بص انا معك وهساعدك بس لازم توعدني ان احنا مش هنخطي خطوه غير لما نفكر كويس فيها ونحسبها صح.

 توعدني كمان ان انت مش هتضيع نفسك في حرب انت ملكش علاقه فيها والحرب دي مش بتاعتك انت بس.

 ابتسم محمد وقال: ماشي يا ستي وعد

 من اللحظه دي وقفوا  هما الاتنين قدام الحرب دي بس على الاقل كانوا سوا

بعدها على طول محمد قرر إنه خلاص هيبدأ أول خطوه في الرحله دي وإنه هيبدأ يواجه الناس كلها بالحقيقه.

 راح علشان يقابل ريهام البنت اللي باباها كاتب الوصيه دي باسمها وقرر يحكي معاها ويعرف تفاصيل حياتها يمكن يوصل لمعلومه أو ممكن تكون حياتها متشابكه بحياته اكتر.

في كافيه كان هادي شويه ريهام كانت مستنيه..كان باين على وشها التوتر واول ما شافت محمد وقفت وقالت بصوت كله توتر:  انا كنت عارفه ان انت هتيجي بس مكنتش عارفه هتقولي ايه!.

 محمد قعد قدامها وقال بكل هدوء:  انا مش جاي علشان اتكلم انا جاي علشان اسمع منك بس.

 في اللحظه دي ريهام طلعت ظرف من الشنطه اللي كانت معاها وحطته قدام محمد.

محمد بص للظرف ده ومكانش عارف هو جواه ايه كان مستغرب جدا.

 ريهام اتكلمت وقالت: الورقه دي مكتوبه بخط باباك وهو كتبها قبل ما يتوفى.

 مكتوب فيها كل حاجه ومش بس عني… محمد مسك الورقة منها وفتحها وبدأ يقرأ بكل هدوء..

 كل سطر في الورقه دي كان بيكشف جزء من السر الكبير الموجود في العيله دي.

السر ده كان ليه علاقه بماضي ابو محمد وبناس كتير كمان كانت في العيله.

 عينه وسعت من كتر الصدمه وكان بيقرأ آخر سطر وبيقول

” سامحني يا محمد يا ابني بس اللي انت هتعرفه ده هيفهمك انا ليه كنت دايما بسيبك تواجه الحياه لوحدك” 

 محمد رفع عينه وبص لريهام وقال:  الكلام ده ممكن يغير كل حاجه حوالينا.

ريهام قالت:  انا عارفه كده وده السبب اللي خلاني مستناش وقت اطول من الوقت اللي انا استنيته.

 من اللحظه دي كانت بدايه المواجهه وبدايه الحقيقه اللي هتتفتح على الماضي مش بس الوقت اللي كانوا عايشين فيه.

 محمد اخد الورقه دي اللي ريهام طلعتها من شنطتها.

 قرر إنه يسيب الكافيه ويمشي من غير أي كلمه تاني.

 قلبه كان بينبض بسرعه وكان عارف إن المعلومات دي ليها علاقه كبيره بالماضي.

 من لحظتها وكل الصور اللي شافها في الظرف والمعلومات بدأت تركب على بعض في دماغه زي صوره مش واضحه لسنين عمره اللي فاتت.

 دخل محمد البيت وطلع على اوضته مباشره.

 الاوضه دي كانت بتاعته ايام زمان ومدخلهاش بقاله فتره.

بدأ محمد يدور على حاجه معينه في الاوضه لحد ما لقى صندوق مصنوع من الخشب وكان حجمه صغير وكان دايما بيشوفه عند باباه بس عمره ما جرب إن هو يفتحه.

 الصندوق ده كان عليه قفل محمد اول ما شاف القفل قرر إن هو يدور على المفتاح بتاعه… فضل يدور لحد ما لقى ميداليه صغيره في المكتب القديم ولما اخدها وفتح بيها الصندوق ده قلبه كان هيوقف من الصدمه.

 لقى جواه صور قديمه جدا وكمان خطابات كانت مكتوبه بإيد امه اللي توفت بقالها فتره كبيره .

وكان في كمان ساعات يد بس كانت مكسوره.. الشيء الملفت اللي لفت انتباه محمد جواب صغير كان مكتوب عليه يتفتح في الوقت المناسب.

 بس محمد فتح الجواب ده ولقى جواه جمله واحده بس وهي “لو ريهام رجعت يبقى انت قربت جدا للحقيقه”

 في اللحظه دي محمد عارف ان ريهام وجودها ده مش قدر وإن كل اللي كان بينهم ده كان شيء مترتب ليه من زمان خالص ومن هنا محمد قرر إن هو يقابل بسمة مره تاني علشان المره دي هو عايز يعرف منها الحقيقه  ويواجهها.

محمد من اول ما قرر ان هو يساعد ريهام كان عارف هو هيواجه صعوبات كتيره جدا بس قرر إنه يستحمل كل ده مقابل إن الحقيقه تظهر والكل يعرفها …

محمد بعت  رساله قصيرة لريهام وقالها: انا محتاج أني  اقابلك في المكان اللي القصه بتاعتنا بدأت فيه.

 ريهام مجرد ما شافت الرساله دي فهمت محمد يقصد إيه.

راحت على طول على الجنينه اللي كانت جنب المدرسه.

 المكان ده كان أول مكان يتقابلوا فيه من زمان لما كانوا لسه اطفال مراهقين.

 وصل محمد للمكان ده قبلها بشويه كان قاعد على نفس المقعد الخشبي اللي كان بيقعد عليه زمان والهوا كان بيلمس وشه والشجر كان بيتحرك كإنه بيحكي قصة.

 كل شجره كانت بتتحرك كان بيوقع منها جميز حجمه كبير …الجميز ده كان شاهد على أول ضحكه بين ريهام ومحمد وكمان شاهد على اول خناقه حصلت بينهم زمان.

المكان ده كان جواه ذكريات كتير عاش فيها ريهام ومحمد زمان.

 محمد كان بيتأمل المكان كإنه حن لأيام زمان…ايام الطفوله لما مكانش فيه أي أسرار أو كذب أو خيانه.

 في اللحظه دي ريهام وصلت وكانت باصه على محمد بعيون مليانه قلق.

 محمد أول ما شاف ريهام قالها:  انا لقيت الصندوق الخشبي اللي كنا بندور عليه ولما فتحته لقيت في أوراق وكمان ساعات مكسوره ولقيت في ظرف كان جواه كلام كتير.

 الصندوق ده ساعدني إني افهم حاجات كتير مكنتش فاهمها.

 ريهام قاعده جنبه سكتت شويه كإنها كانت مستنيه إنه يقولها اتكلمي انا سامعك… بس محمد كمل كلامه وقال:  في حاجات انا لسه مش فاهمها ايه اللي انت كنتي عارفاه وإيه الحاجات اللي انتي كنتي مخبياها عني ومش عايزاني اعرفها لغاية دلوقتي.

 ريهام بصت قدامها واخدت نفس عميق وقالت:  بص يا محمد انا مش مخبيه عليك حاجه بس انا كنت خايفه أقولك الحقيقه و مستنياك انت تعرفها لوحدك علشان حسيت لو انا اللي قلتهالك ممكن تكرهني بسببها.

محمد رد عليها وقال:  ايه علاقه الحقيقه بإني أكرهك الحقيقه عمرها ما هتخليني اكره حد بس دايما بتخليني اشك في اللي حواليا خاصه لو كانوا بيخبوا عني حاجات.

 بصت ريهام لمحمد هدوء وقالتله:  حتى لو كنت حاسس إن أنت عرفت كل حاجه لسه في حاجات كتير لازم تعرفها ودلوقتي الوقت المناسب إن انت تعرف كل حاجه.

ريهام طلعت ظرف صغير من الشنطة بتاعتها وشكله كان قديم ومر عليه زمن طويل وكان مطوي بطريقة معينه.

 ريهام مدت ايدها وقدمت الظرف ده لمحمد وقالت:  الظرف ده جايلك من باباك…الظرف ده كان معايا من زمان بس عمره ما اتبعتلك وانا كنت مخبياه معايا لحد ما يجي الوقت اللي المفروض تشوفه فيه.

  محمد اتوتر خالص اول ما شاف الورقه اللي هي مديهاله وفضلت تدور في باله اسئله …يا ترى ايه اللي موجود جواها؟ وايه اللي خلاها تديهولي دلوقتي؟ وليه الوقت ده هو الوقت المناسب؟

 ريهام بصت لمحمد وقالت: هفضل مادة ايدي كتير خليك شجاع وخد مني الورقه وافتحها وشوف جواها ايه .

محمد اخذ الجواب من ريهام وبدأ يقرأ بصوت واطي الجواب

 وكان مكتوب جواه “محمد ابني لو الجواب ده كان معاك دلوقتي يبقى انا معرفتش إزاي اقولك الحقيقه بنفسي فبعتلك حد يقولهالك مكاني… المشروع اللي انا كنت شغال في زمان كان شغال معايا فيه ناس اكبر مني بكتير وانا كنت مجبر اني اقدم شويه تنازلات… ريهام واهلها كمان اتورطوا معايا في المشروع ده غصب عنهم وانا كنت معتقد إن انت لما تكبر اكيد هتعرف كل حاجه لوحدك وكمان هتعرف ان انا كنت بحاول اني احميكم من الخطر… وبحاول اخلي الشغل بتاعي ميأثرش على حياتي العائلية انا اسف يا ابني …سامحني”  محمد اول ما قرأ الكلام اللي في الجواب ده عينيه بقيت مليانه دموع وكان بيسأل نفسه اسئله ليه ده بيحصل وليه انا اكون اخر واحد يعرف الحقيقه والناس كلها تعرف كل ده ؟

ردت عليه ريهام وقالت بكل حزن:  انا بابايا كان شريك باباك في الشغل ده وكمان اتورط معاه في المشاكل اللي حصلت في المشروع وبعد ما كل حاجه في الشغل باظت كان في مشاكل كتيره جدا حاصله مع بابا وانا مكنتش عارفه غير جزء صغير خالص منها.

 بس انا لما لقيت الجواب ده فهمت كل حاجه.

  محمد قال بصوت كله وجع والم:  يعني كل الاحداث اللي حاصلة حوالينا دي كان متخطط ليها من زمان.

 ريهام هزت راسها وقالت:  ايوه وكمان الفتره اللي هتيجي ممكن تكون اصعب من الفتره اللي فاتت لان في ناس حوالينا عايزه ترجع تفتح ابواب الماضي.

 محمد مسك ايد ريهام وقال: يبقى احنا لازم نواجه كل الحاجات دي سوا.

 في يوم من الايام في ليل كان هادي الجو كان برد شويه …. الشوارع كانت فاضيه في نفس الوقت فيه نسمة هوا كأنها بتحكي قصص وحكايات مفيش غير صوت خطواتهم  اللي كانت بتكسر الصمت المميت.

 محمد وريهام كانوا واقفين قدام الباب القديم اللي كان موجود عليه يافطه باهته مكتوب عليها ” مكتب احمد مالك مستشار اعمال” 

 محمد بص على اليافطه دي وقال احمد ده هو اللي كان ماسك كل الملفات الخاصه بالمشروع بتاع ابويا ايام زمان يبقى اكيد هو عنده كل الاجابات.

 دخلوا هم الاتنين المكتب بتاع المستشار احمد وصوت الباب كان بيعمل صدى في المكان كإنه بيعلن عن وصول محمد وريهام.

 وراهم كان في راجل باين عليه انه في سن الخمسينات الشعر بتاعه كان لونه ابيض وملامحه كانت صريحه جدا.

 احمد بص على محمد وريهام وقال بهدوء مش طبيعي: انا مكنتش متخيل إنكم ممكن تيجوا هنا بس مش مشكله انا كنت مستني اللحظه دي من زمان خالص.

محمد قرب خطوه ناحيه احمد وقاله:  احنا عايزين نعرف كل حاجه عن الحقيقه ويا ريت متخبيش علينا أي شيء لإن المشروع ده ممكن يوصلنا لحاجات كتير.

 احنا جايين عندك علشان نعرف كل الاسرار اللي اتدفنت من ايام زمان.

 احمد ضحك ضحكه خفيفه وبعدين قال:  الحقيقه … الحقيقه مش دايما بتكون مريحه انها تظهر بس الظاهر انكم مستعدين تدفعوا تمن ظهورها!!

 ريهام قالت بطريقه قويه: لو في تمن احنا ممكن ندفعه هندفعه بس احنا مش مستعدين اننا نعيش في وهم اكتر من كده.

 احمد اخذ نفس عميق جدا وبعدين بدأ يحكي… ياسر والد محمد كان شخص ذكي جدا بس لما المشروع بتاعه كبر بس في ناس اكبر منه كانت بتضغط عليه في مجال البيزنس وحصلت خيانه في الشغل بتاعه في اللحظه دي ياسر مقدرش يتحمل الضغط والخيانه فقرر إنه يختفي.

 محمد قطع كلام احمد وقال: مين اللي خان ابويا؟؟

 احمد سكت لحظه وبعدين رد عليه: شخص قريب جدا منكم مش ممكن تتخيلوه.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى