المديريات التعليمية توجه بتكثيف الإشراف اليومي في المدارس حفاظًا على سلامة الطلاب

تعليمات مشددة لضمان الانضباط داخل المدارس ومتابعة اليوم الدراسي منذ الطابور وحتى الانصراف
وجهت المديريات التعليمية في مختلف المحافظات، تعليمات عاجلة إلى الإدارات والمدارس بضرورة تكثيف الإشراف اليومي داخل المدارس بجميع المراحل التعليمية، وذلك حفاظًا على سلامة الطلاب وضمان سير العملية التعليمية بانضباط وانتظام. وتأتي هذه التوجيهات في إطار حرص وزارة التربية والتعليم على توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة على التعلم، مع بداية النصف الأول من العام الدراسي 2025 / 2026.
وأكدت المديريات في تعليماتها أن الإشراف اليومي يمثل أحد أهم عناصر الانضباط داخل المدرسة، مشددة على أهمية التواجد الفعّال من قبل المعلمين والمشرفين في الفناء والممرات والفصول طوال اليوم الدراسي، لمتابعة الطلاب وتجنب أي سلوكيات خاطئة أو حوادث غير متوقعة.
إجراءات مكثفة لضمان سلامة الطلاب
وشددت التعليمات على ضرورة التأكد من سلامة المباني المدرسية، ومراجعة إجراءات الأمن والسلامة بشكل يومي، بما في ذلك صلاحية طفايات الحريق، وتثبيت الأبواب والنوافذ، وتأمين الأسوار، إلى جانب التأكد من خلوّ الفناء من أي مخاطر أو أدوات حادة قد تهدد سلامة الطلاب.
كما تم التنبيه على مديري المدارس بضرورة وجود إشراف فعلي أثناء فترات الراحة والفسحة، لضمان عدم ازدحام الطلاب في الممرات أو صعودهم إلى الأسطح أو الأماكن غير المخصصة. وتم التشديد كذلك على متابعة حركة الطلاب داخل المعامل والمكتبات وغرف الأنشطة، تحت إشراف مباشر من المعلمين.
توجيهات للمديرين والمعلمين بمتابعة الانصراف
من بين أبرز النقاط التي ركزت عليها التعليمات الجديدة، متابعة عملية انصراف الطلاب بعد انتهاء اليوم الدراسي، خاصة في المدارس التي تضم أعدادًا كبيرة من الطلاب أو تقع في مناطق ذات كثافة مرورية. وطالبت المديريات بضرورة تواجد إشراف من المعلمين على بوابات المدارس لمتابعة خروج الطلاب بانتظام وتجنب التدافع أو الازدحام.
كما تم التشديد على متابعة سيارات النقل المدرسي والتأكد من التزام السائقين بالإجراءات الأمنية المحددة، خاصة في المدارس الخاصة والدولية. ووجهت المديريات إدارات الأمن بالمديريات التعليمية بمتابعة هذه الإجراءات بشكل دوري لضمان تطبيقها الفعلي.
خطة شاملة للإشراف اليومي
تضمنت خطة الإشراف التي وزعتها المديريات على المدارس تحديد مهام واضحة لكل معلم ومشرف خلال اليوم الدراسي. وتشمل هذه المهام متابعة الحضور والانصراف، الإشراف على الفناء خلال الطابور، متابعة الفصول أثناء الفترات الدراسية، والمشاركة في لجان الأمن والسلامة داخل المدرسة.
وأكدت المديريات أن خطة الإشراف يجب أن تكون مكتوبة ومعلنة داخل المدرسة، وأن يُراعى فيها توزيع الأدوار بالتساوي بين جميع المعلمين، بحيث لا تقتصر المهام على عدد محدود منهم. كما شددت على ضرورة متابعة تنفيذ الخطة ميدانيًا من قبل مديري المدارس ووكلائها بشكل يومي.
تعليمات خاصة بالمدارس الابتدائية ورياض الأطفال
في سياق متصل، أولت المديريات التعليمية اهتمامًا خاصًا بمدارس المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال، نظرًا لطبيعة الفئة العمرية الصغيرة للطلاب. وشددت التعليمات على ضرورة تواجد إشراف دائم داخل الفصول وخارجها، ومرافقة الأطفال أثناء التنقل بين الفصول ودورات المياه، إضافة إلى التأكد من إغلاق الأبواب جيدًا ومنع خروج أي طفل دون مرافقة مشرف.
كما تم توجيه المدارس إلى تفعيل دور مسؤولي الأمن والنظافة بشكل أكثر فعالية، ومتابعة سلامة الألعاب في فناء المدارس التي تضم رياض أطفال، والتأكد من نظافتها وخلوها من أي أدوات أو مواد خطرة.
وزارة التربية والتعليم تؤكد: سلامة أبنائنا أولوية
أكد مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم أن هذه التوجيهات تأتي في إطار خطة الوزارة الشاملة لضمان بيئة مدرسية آمنة ومنضبطة، مشيرًا إلى أن سلامة الطلاب تمثل أولوية قصوى لدى القيادة التعليمية. وأوضح أن الوزارة تتابع بشكل مستمر من خلال غرف العمليات بالمديريات الموقف الميداني في المدارس، ويتم التواصل بشكل فوري مع الإدارات التعليمية في حالة حدوث أي طارئ.
وقال المصدر: «الوزارة حريصة على أن يشعر كل ولي أمر بالاطمئنان على أبنائه داخل المدرسة، ولذلك تم إصدار تعليمات صارمة بضرورة الإشراف الكامل منذ دخول الطلاب إلى خروجهم». وأضاف أن فرق المتابعة الميدانية ستقوم بجولات مفاجئة على المدارس للتأكد من تنفيذ التعليمات.
تفعيل دور الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين
كما شملت التعليمات الجديدة ضرورة تفعيل دور الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس لمتابعة الطلاب سلوكيًا ونفسيًا، خاصة في المراحل الإعدادية والثانوية، والتدخل السريع في حال ظهور أي مؤشرات على العنف أو التنمر أو المشكلات السلوكية.
وأكدت المديريات على أهمية التنسيق بين الإخصائيين والمعلمين لملاحظة أي تغيرات على سلوك الطلاب، وتنظيم لقاءات توعوية داخل الفصول عن قيم الانضباط، والتعاون، واحترام القواعد العامة للمدرسة.
استخدام التكنولوجيا لمتابعة الإشراف والانضباط
ضمن خطة التطوير الجديدة، بدأت بعض المديريات التعليمية في تطبيق أنظمة رقمية لمتابعة حضور المعلمين والإشراف اليومي إلكترونيًا. وتهدف هذه الخطوة إلى رصد مستوى الانضباط وتقييم الأداء بشكل لحظي.
وأشار مصدر بالمديرية إلى أنه تم تجهيز عدد من المدارس بـكاميرات مراقبة حديثة تغطي الممرات والفناء، ما يسهم في تعزيز الأمن داخل المدرسة ويسهل عملية الإشراف. كما تم ربط هذه الأنظمة بغرفة العمليات المركزية في بعض المحافظات لمتابعة سير اليوم الدراسي في الوقت الفعلي.
تعاون أولياء الأمور مع المدرسة.. عنصر أساسي للنجاح
أكدت المديريات التعليمية في بياناتها أن نجاح أي خطة إشرافية يعتمد بدرجة كبيرة على تعاون أولياء الأمور مع المدرسة. وطالبتهم بالالتزام بمواعيد الحضور والانصراف، والتعاون مع إدارات المدارس في أي إجراءات تخص أبنائهم.
كما دعت المديريات أولياء الأمور إلى الإبلاغ الفوري عن أي ملاحظات تتعلق بالأمن أو السلوك داخل المدرسة، مؤكدة أن قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الإدارات التعليمية لتلقي الشكاوى والاستفسارات على مدار اليوم.
أنشطة توعوية للحفاظ على النظام والانضباط
وجهت المديريات إدارات الأنشطة المدرسية إلى إعداد برامج توعوية تستهدف غرس قيم الالتزام والانضباط بين الطلاب، من خلال الإذاعة المدرسية والندوات والأنشطة الفنية والرياضية. كما تم تكليف المعلمين بإعداد حصص توجيهية أسبوعية للتوعية بأهمية التعاون واحترام القوانين داخل المدرسة.
وأوصت التوجيهات بتكريم الفصول والطلاب المتميزين في السلوك والانضباط، بهدف خلق روح المنافسة الإيجابية وتشجيع الطلاب على الالتزام بالتعليمات.
تجارب ناجحة في المحافظات
في محافظة الإسكندرية، أعلنت مديرية التربية والتعليم عن تطبيق نظام إشراف إلكتروني تجريبي في عدد من المدارس، حيث يقوم المعلم بتسجيل إشرافه عبر تطبيق خاص يتم رفع بياناته إلى قاعدة مركزية لمتابعة مدى الالتزام اليومي. وقد أظهرت التجربة نتائج إيجابية في خفض حالات الغياب وتحسين الانضباط العام.
وفي محافظة الجيزة، أكدت المديرية أنها شكلت لجان متابعة ميدانية لزيارة المدارس أسبوعيًا، والتأكد من تفعيل خطة الإشراف والتزام العاملين بها. وأوضحت أن الانضباط داخل المدارس تحسن بشكل ملحوظ منذ تطبيق هذه الآلية.
رؤية مستقبلية.. بيئة تعليمية آمنة للجميع
تسعى وزارة التربية والتعليم من خلال هذه الخطوات إلى ترسيخ مبدأ «المدرسة الآمنة» التي توفر للطلاب بيئة تعليمية خالية من المخاطر، وتعزز مناخ الثقة بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. وتشمل الخطة المستقبلية إدخال عناصر جديدة للإشراف مثل المنسق الأمني بكل مدرسة، وتطوير برامج تدريبية للمعلمين حول إدارة الأزمات والسلامة العامة.
كما تعمل الوزارة على التعاون مع وزارات الصحة والداخلية والتنمية المحلية لضمان تكامل الأدوار في حماية الطلاب داخل المدارس وخارجها، خصوصًا أثناء نقلهم في أوقات الذروة.
خاتمة: الإشراف مسؤولية جماعية تحفظ الأرواح وتنمي العقول
تؤكد هذه التوجيهات أن الإشراف المدرسي ليس مجرد إجراء إداري، بل هو ركيزة أساسية لحماية الطلاب وضمان جودة العملية التعليمية. فحين يجد الطالب بيئة منظمة وآمنة، يشعر بالثقة والانتماء ويستطيع التركيز على التعلم والابتكار.
ومع استمرار الجهود المبذولة من المديريات التعليمية ووزارة التربية والتعليم، تبدو منظومة التعليم المصري ماضية نحو مزيد من الانضباط والاحترافية، لتكون المدرسة المصرية بحق بيتًا للتربية قبل أن تكون مكانًا للتعليم.






