رونالدو يستهدف رقمًا قياسيًا جديدًا في مواجهة البرتغال أمام أيرلندا
الأسطورة لا تعرف التوقف

البرغوث البرتغالي يواصل تحطيم الأرقام رغم تجاوز الأربعين
يستعد النجم العالمي كريستيانو رونالدو لكتابة فصل جديد في مسيرته الأسطورية، حين يقود منتخب البرتغال أمام نظيره منتخب أيرلندا في الجولة القادمة من تصفيات كأس العالم 2026، حيث يسعى إلى تحقيق رقم قياسي جديد سيعزز مكانته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
ورغم أنه تجاوز عامه الأربعين، فإن رونالدو ما زال يثبت يومًا بعد يوم أن العمر مجرد رقم، وأن الطموح والانضباط هما ما يصنعان الفارق. فالنجم البرتغالي، الذي يلعب حاليًا في صفوف نادي النصر السعودي، لا يكتفي بتحطيم الأرقام في البطولات المحلية، بل يستمر في تألقه الدولي رفقة منتخب بلاده.
رقم جديد يلوح في الأفق.. 140 هدفًا دوليًا على المحك
يدخل رونالدو مواجهة أيرلندا المقبلة وهو يملك 139 هدفًا دوليًا بقميص منتخب البرتغال، ليكون على بُعد هدف واحد فقط من بلوغ حاجز الـ140 هدفًا، وهو رقم لم يسبق لأي لاعب في تاريخ كرة القدم أن اقترب منه.
وإذا نجح «الدون» في تسجيل هدف خلال المباراة، فسيعزز موقعه في صدارة قائمة الهدافين التاريخيين للمنتخبات الوطنية، والتي يتربع عليها بفارق كبير عن وصيفه الإيراني علي دائي (109 أهداف)، مما يؤكد استمرار تفوقه المطلق على الساحة الدولية.
لكن رونالدو لا يبحث عن رقم جديد فقط، بل يسعى لتأكيد رسالته بأن طموحه لا يعرف نهاية، وأنه لا يزال قادرًا على العطاء في أعلى المستويات رغم التقدم في العمر.
المنتخب البرتغالي يعتمد على خبرته
يدرك المدير الفني لمنتخب البرتغال روبرتو مارتينيز أهمية رونالدو في التشكيلة، ليس فقط كمهاجم وهداف، بل كقائد ملهم لزملائه في الملعب وخارجه. وقد أكد المدرب الإسباني في تصريحاته الأخيرة: «رونالدو لا يزال لاعبًا حاسمًا، وجوده يمنح الفريق ثقة إضافية، وكل مباراة له هي فرصة جديدة لصناعة التاريخ».
ويعتمد مارتينيز على خطة هجومية مرنة تتيح لرونالدو التحرك بحرية في الثلث الأخير، مع مساندة من برونو فيرنانديز وبرناردو سيلفا، في محاولة لزيادة الفاعلية الهجومية أمام منتخب أيرلندا الذي يتميز بتنظيم دفاعي صلب.
ومن المتوقع أن يحمل رونالدو شارة القيادة مجددًا، ليكون الحافز الأكبر لمنتخب بلاده في هذه المواجهة التي يسعى من خلالها الفريق لحسم تأهله رسميًا إلى المونديال مبكرًا.
رونالدو: لا أعيش على الماضي.. ما زال المستقبل أمامي
في مقابلة صحفية حديثة، تحدث رونالدو عن دوافعه المستمرة لمواصلة اللعب في هذا العمر، قائلاً: «أنا لا أعيش على الماضي، ما زلت أملك طاقة وطموحًا للمستقبل. طالما أستمتع باللعب وأساعد فريقي، فلن أتوقف».
وأضاف: «تحقيق الأرقام القياسية ليس هدفي الأساسي، بل هو نتيجة طبيعية للعمل الجاد. أريد أن أستمر في تمثيل البرتغال بأفضل شكل، وأن أكون مثالاً للجيل الجديد».
كلمات رونالدو عكست فلسفة احترافية فريدة جعلته نموذجًا عالميًا في الانضباط والإصرار، وهو ما دفع جماهير كرة القدم في كل مكان إلى احترامه، حتى وإن لم تكن تشجعه.
أرقام قياسية لا تُحصى.. إرث كروي يتجاوز الزمن
مسيرة رونالدو مع منتخب البرتغال مليئة بالأرقام المذهلة التي يصعب تكرارها. فقد خاض 208 مباريات دولية حتى الآن، ليكون أكثر اللاعبين مشاركة في التاريخ، وتُوج خلالها بلقب كأس الأمم الأوروبية 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019.
كما يُعد اللاعب الوحيد الذي سجل في خمس نسخ متتالية من كأس العالم، وهو رقم قياسي عالمي آخر يعكس استمرارية نادرة في الأداء.
وإذا أحرز رونالدو هدفًا في مواجهة أيرلندا، فسيكون قد سجل أمام 47 منتخبًا مختلفًا، ليضيف إنجازًا جديدًا إلى سجله الأسطوري الذي يصعب على أي لاعب آخر الوصول إليه.
أرقام رونالدو أمام المنتخبات البريطانية
تُعد مواجهة أيرلندا ذات طابع خاص بالنسبة لرونالدو، إذ لطالما تألق أمام المنتخبات البريطانية على مدار مسيرته، سواء في المباريات الدولية أو خلال فترته مع مانشستر يونايتد.
وسجل «الدون» أمام منتخبات إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية أكثر من 10 أهداف دولية مجتمعة، ما يجعله متخصصًا في اختراق الدفاعات البريطانية بفضل سرعته وتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء.
ويأمل مشجعو البرتغال أن يواصل رونالدو هذا التفوق التاريخي أمام أيرلندا ليقود منتخبهم إلى فوز جديد يقربهم من تحقيق حلم التأهل المبكر إلى كأس العالم.
البرتغال.. فريق النجوم بقيادة الأسطورة
يدخل منتخب البرتغال هذه المرحلة من التصفيات وهو في أفضل حالاته، بعدما حقق نتائج رائعة في الجولات السابقة محققًا الفوز في جميع مبارياته تقريبًا. ويضم الفريق مجموعة من النجوم الذين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية مثل برونو فيرنانديز، برناردو سيلفا، رافاييل لياو، وجواو كانسيلو.
لكن رغم هذا الزخم من المواهب، يظل رونالدو هو القلب النابض للفريق. فوجوده في الملعب يمنح اللاعبين الصغار دافعًا إضافيًا، كما أن احترامه لزملائه وإصراره على الانتصار يجعلان منه قدوة داخل وخارج المستطيل الأخضر.
ويرى المحللون أن استمرار رونالدو ضمن التشكيلة الأساسية يعكس ثقة المدرب في قدرته على صنع الفارق في اللحظات الحاسمة، وهي الصفة التي لطالما ميزت مسيرته الطويلة.
الصحافة العالمية: رونالدو لا يزال يعيش عصره الذهبي
تناولت الصحف الأوروبية والعالمية مسألة الرقم القياسي المنتظر بكثير من الاهتمام، حيث كتبت صحيفة ماركا الإسبانية: «رونالدو لم يعد يطارد الأرقام، الأرقام هي التي تطارده»، في إشارة إلى استمرارية تألقه.
أما صحيفة ذا تايمز البريطانية، فقد أشارت إلى أن رونالدو يمثل حالة استثنائية في عالم الرياضة، لأنه يؤدي بنفس الحماس في سن الأربعين كما كان يفعل في العشرين.
بينما وصفت صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية المواجهة المرتقبة بأنها «مباراة تاريخية جديدة للأسطورة البرتغالية»، مؤكدة أن تسجيله هدفًا جديدًا سيجعله أول لاعب في التاريخ يتجاوز حاجز 140 هدفًا دوليًا.
من الرياض إلى دبلن.. رحلة نجم لا يتوقف
انتقل رونالدو إلى نادي النصر السعودي عام 2023 في صفقة ضخمة أثارت جدلاً واسعًا، لكن اللاعب أثبت من جديد أنه لا يعرف الاستسلام. ففي الدوري السعودي، استعاد بريقه مسجلًا أكثر من 40 هدفًا خلال موسمين، ليصبح هداف الدوري وأحد أبرز النجوم عالميًا.
وبعد كل جولة مع ناديه، يعود إلى منتخب بلاده بنفس الالتزام واللياقة العالية، مما يؤكد أنه نموذج نادر في الاحتراف الرياضي. ومع كل هدف يسجله في السعودية، يؤكد أنه لا يزال في قمة عطائه الفني والبدني.
ويرى المراقبون أن تجربة رونالدو في السعودية منحته طاقة جديدة بفضل الدعم الجماهيري الهائل والظروف المثالية التي وفرها له نادي النصر، وهو ما انعكس على أدائه الدولي بشكل إيجابي.
تصريحات من داخل المنتخب قبل المواجهة
قال برناردو سيلفا زميل رونالدو في المنتخب: «اللعب بجانب كريستيانو متعة لا توصف، هو قائد بالفطرة ويمنحنا دائمًا الثقة. كلنا نؤمن أنه قادر على تسجيل الأهداف في أي لحظة».
بينما أضاف المدافع روبن دياز: «رونالدو لا يتحدث كثيرًا، لكنه يلهم الجميع بتصرفاته. وجوده في غرفة الملابس يكفي ليشعل الحماس».
أما الحارس ديوغو كوستا فقال مازحًا: «إذا لم يسجل في المباراة القادمة، سنكون نحن من خذله، لأننا نعلم أنه لا يضيع الفرص بسهولة».
الجماهير تنتظر لحظة جديدة من التاريخ
قبل المواجهة المرتقبة، تعيش جماهير البرتغال حالة من الترقب والفرح، حيث نفدت تذاكر المباراة في وقت قياسي، وسط توقعات بأن تكون الأجواء في الملعب احتفالية. ويرفع المشجعون شعارات مثل: “140 هدفًا قادم.. كريستيانو لا يتوقف”.
كما امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بصور ورموز تعبر عن فخر البرتغاليين بأسطورتهم، بينما خصص الاتحاد البرتغالي حملة تحت عنوان “CR7: ما زال يصنع التاريخ” للاحتفال بما حققه رونالدو عبر مسيرته الطويلة.
وفي العاصمة لشبونة، عُرضت لقطات من مسيرته على الشاشات العملاقة، تضمنت لحظات رفع الكؤوس وأهدافه الحاسمة في البطولات الكبرى، احتفاءً بما يمثله من رمزية وطنية للبرتغال.
الأرقام لا تكذب: رونالدو أسطورة كل العصور
حتى هذه اللحظة، يمتلك كريستيانو رونالدو أكثر من 870 هدفًا رسميًا في مسيرته الكروية، منها قرابة 500 هدف على مستوى الأندية و139 هدفًا دوليًا. كما يمتلك أكثر من 45 بطولة بين أندية ومنتخبات.
وهو اللاعب الوحيد الذي حقق ألقاب الدوري في ثلاث من أقوى الدوريات الأوروبية (الإنجليزي، الإسباني، والإيطالي)، إضافة إلى تتويجه بخمس بطولات دوري أبطال أوروبا — وهو رقم قياسي يتقاسمه مع باولو مالديني.
وتتجاوز قيمته الرمزية الملاعب، إذ أصبح رمزًا للانضباط البدني والعقلي، حتى إن مدربين عالميين كبيب جوارديولا وكارلو أنشيلوتي وصفوه بأنه «اللاعب الذي لا يتوقف عن التحدي».
رونالدو والمنتخب.. علاقة أكبر من كرة القدم
منذ ظهوره الأول بقميص البرتغال عام 2003، أصبح رونالدو أكثر من مجرد لاعب. فهو رمز لوطن صغير نجح بفضله في الوقوف على منصات التتويج العالمية. وفي نهائي يورو 2016، حين أُصيب وخرج باكيًا، ظل واقفًا على الخط يوجه زملاءه كمدرب وقائد، في مشهد محفور في ذاكرة كل عاشق لكرة القدم.
ذلك المزيج من العاطفة والانضباط جعل منه معشوقًا للشعب البرتغالي، ليس فقط لأنه سجل أهدافًا، بل لأنه غيّر نظرتهم لأنفسهم ولقدرتهم على الحلم.
واليوم، وهو يقف على بعد خطوة من رقم قياسي جديد، يبدو واضحًا أن إرثه سيبقى خالدًا حتى بعد اعتزاله.
خاتمة: الأسطورة مستمرة.. ورقم آخر في الطريق
مع اقتراب موعد مواجهة البرتغال وأيرلندا، يقف العالم الكروي على أعتاب لحظة جديدة في مسيرة أحد أعظم اللاعبين في التاريخ. فكل ظهور لكريستيانو رونالدو لم يعد مجرد مباراة، بل فصل جديد من قصة لا تنتهي.
وبينما يترقب الملايين حول العالم هدفه رقم 140 دوليًا، يدرك الجميع أن الأسطورة البرتغالية لم تقل بعد كلمتها الأخيرة. فطالما بقي في الميدان، سيبقى يكتب التاريخ — هدفًا بعد هدف، ورقمًا بعد رقم.
إنها ليست مجرد مواجهة في التصفيات، بل مشهد آخر في ملحمة لاعب لا يعرف المستحيل، يبرهن للعالم أن الشغف يمكنه أن يهزم الزمن، وأن العظمة الحقيقية لا ترتبط بالعمر، بل بالإصرار والإيمان. رونالدو… قصة لا تُكتب إلا بحروف المجد.