اكتشاف مصدر إشارة غامضة قادمة من أعماق الفضاء إلى الأرض
كيف قام العلماء باكتشاف مصدر اشاره غامضه

منذ عقود طويله جدا والفضاء العميق يثير فضول لكثير من العلماء حيث ينظر إليه باعتباره منبعًا للأسرار والظواهر الكونية التي قد تغيّر فهمنا لهذا الكون و مكاننا فيه ومؤخرا أعلن فريق كبير من العلماء عن اكتشاف أصل إشارة غامضة جدا رصدت من أعماق الفضاء ووصلت إلى الأرض مباشره ما فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة جدا لا تنتهي حول طبيعة تلك هذه الإشارات فهل هي مجرد ظواهر طبيعية أم أنها دليل قاطع على حضارات تكون ذكية خارج كوكبنا هذا
اكتشاف مصدر إشارة غامضة قادمة من أعماق الفضاء إلى الأرض
بعد أن حدد بعض العلماء المصدر دفقة ريدياويه غامضة جدا من الفضاء العميق، واكتشفوا جسم مجهول تماما مجرة وهي قريبة جدا، ويبدو أنه من مصدر لهذه الإشارة وقد كشف فريق كبير جدا من مركز هارفارد للفيزياء الفلكية وجامعة ماكجيل، وتحديدا في كندا حيث ان احدى و المع دفقات الراديو و السريعة وهي التي رصدت على الإطلاق فقد جاءت من مجرة ال 4141 NGC، التي تبعد حوالي مائه وثلاثون مليون سنة ضوئية فقط عن الأرض، وهذا كان لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن التدفقات الجوية السريعة هي تعتبر دفقات قوية جدا من موجات الراديو، الموجودة في الفضاء وهي لا تدوم إلا بضعة مل ثانيه فقط.
خلفية عن بعض الإشارات الفضائية الغامضة
الحديث عن إشارات تكون قادمة من الفضاء ليس أمر جديد فمنذ القرن العشرين، تمكنت كل التلسكوبات الراديوية من التقاط نبضات وايضا إشارات قصيرة وغامضة جدا تعرف باسم الانفجارات الراديوية السريعة FRBs، وكل هذه الإشارات عادة ما تستمر لجزء من الثانية فقط، لكنها تحمل طاقة هائلة جدا تفوق أحيانا ما تصدره الشمس خلال أيام معدوده، ومع كل رصد جديد، كان يزداد هذا الغموض، و بعض العلماء رأوا أنها ناتجة تماما عن نجوم نيوترونية تدور بسرعة كبيرة و هائلة، بينما اعتقد آخرون أنها قد تكون ناتجة عن ثقوب لونها سوداء أو حتى عن تقنيات متقدمة جدا لحضارات ذكية.
تفاصيل هامه عن هذا الاكتشاف الأخير
في هذه المرة تمكن بعض العلماء من تحديد مصدر إشارة غامضة جدا و بدقة أكبر من أي وقت مضى، فقد استخدموا شبكة عاليه جدا من التلسكوبات العملاقة و المنتشرة حول العالم كله، من بينها تلسكوبات تكون في أستراليا وكندا وايضا الولايات المتحدة، حيث تتبع الاشارة وتثبيت مصدرها، وأظهرت كل النتائج أن الإشارة صدرت من مجرة قد تبعد أكثر من مليار سنة ضوئية عن الأرض، و الأكثر إثارة أن هذه الإشارة لم تكن عابرة فقط، بل تكررت عدة مرات على مدار بعض أسابيع، ما سمح لكل الباحثين بدراستها بعمق شديد.
التفسير العلمي
بعد تحليل لكل البيانات، فقد يرى الفريق أن الإشارة ربما تكون ناتجة تماما عن نجم نيوتروني وهو ضخم جدا، و قد يعرف باسم المغناطيس Magenta، وهو يعتبر نوع نادر جدا من كل النجوم وله مجال هام مغناطيسي يفوق أي شيء نعرفه في هذا الكون، وهذه النجوم ايضا قادرة بشكل مذهل جدا على إطلاق دفعات كبيرة جدا من الطاقة على شكل موجات راديوية قوية جدا، ولكن الغموض لم يختفي تمامًا، فبعض خصائص الإشارة لا تزال غير مفسرة تماما، مثل نمط تكرارها المنتظم وايضا بعض الترددات الغريبة و الغامضة التي قد ظهرت من خلالها، وهذا ما يجعل الباب مفتوح أمام اي تفسيرات أخرى.
هل يمكن أن تكون حضارات ذكية؟
عند الحديث عن إشارات معينه من الفضاء، يطرح جميع الناس فورا سؤالا محوريا و هل هذه رسائل من بعض كائنات فضائية، والعلماء بطبيعتهم يحذرون من إطلاق مثل هذه الاستنتاجات، لكن بعضهم لا يستبعد هذا الاحتمال تماما، و لو كانت معظم الإشارات ناتجة عن ظواهر تكون طبيعية، فإن احتمالية وجود اي حضارات أخرى في هذا الكون الشاسع تظل قائمة بشكل كبير، وكما أن طبيعة بعض الإشارات الغامضة وتكرارها وايضا انتظامها تجعلها مختلفة قليلا عما نرصده، و عادة من نجوم أو اي ثقوب سوداء ومع ذلك، لا يوجد اي دليل قاطع حتى الآن.
أهمية هذا الاكتشاف
هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة جدا أمام علم الفلك، فهو لا يضيف فقط معرفة أكبر حول هذه النجوم النيوترونية وايضا المجرات البعيدة، بل يساعد أيضًا على تطوير تقنيات الرصد والبحث عن أنماط جديدة جدا في البيانات، كما أن مثل هذه الاكتشافات تلهم الإنسان للتفكير في مكانته في فهم هذا الكون، فهل نحن وحيدين فعلا، أم أن يكون هناك حياة أخرى تتطلع بدورها إلى السماء، وتكون باحثة عن إشارات مثلنا تماما.
دور التكنولوجيا في الرصد
من أبرز العوامل الهامه التي قد ساعدت على الوصول إلى هذا الاكتشاف الهام، هو التقدم الكبير و الملحوظ في التكنولوجيا و في الأجهزة الحالية حيث انها تكون قادرة تماما على تسجيل مليارات البيانات وذلك يكون في الثانية الواحدة فقط، وتقوم ايضا بتحليلها بدقة عالية جدا وهذا بفضل وجود التقنيات الحديثه للذكاء الاصطناعي، وايضا بفضل الحوسبة السحابية، كما أن التعاون الدولي بين المراصد المختلفة قد أتاح جمع بيانات ضخمة جدا ومقارنتها، وهو ما يعزز من فرص كبيرة جدا في التأكد و من أن الإشارة أنها ليست مجرد تشويش فقط أو أنه ليس خطأ فني.
التحديات التي يواجهها العلماء
رغم هذا الإنجاز الكبير، إلا أن هناك تحديات كبيرة جدا ومن أولها هو صعوبة كبيرة جدا في تفسير جميع خصائص الإشارات الهامه، وايضا الحاجة إلى مزيد من الرصد الذي يكون طويل الأمد، وايضا محدودية أدواتنا أمام بعض المسافات الشاسعة و التي تفصلنا عن كل هذه المصادر، و لكن كل العلماء لهم رأي آخر تماما أن كل تحدي هو في الحقيقة فرصة كبيرة جدا، فكلما واجهوا لغزا جديدا، دفعهم ذلك الي تطوير وسائل هامه جدا وتقنيات أكثر تقدما.
ما الذي ينتظرنا في المستقبل؟
المستقبل يحمل المزيد من المفاجآت الهامه و الكثيره فمن المتوقع أن تكشف بعض المراصد الجديدة، مثل التلسكوب الراديوي سكوير كيلومتر ال SKA الجاري بناؤه، عن آلاف من الإشارات التي تكون مشابهة في السنوات القادمة، وربما يأتي اليوم الذي نجد فيه إشارة قد لا يمكن تفسيرها بأي ظاهرة طبيعية، ما قد يكون لحظة فارقة و هامه في تاريخ البشرية.
رحلة لمعرفة الإنسان بالكون
اكتشاف أصل الإشارة الغامضة من الفضاء العميق فهي ليس مجرد خبر علمي عابر، بل هو خطوة جديدة جدا في رحلة الإنسان لفهم هذا الكون، ورغم أن التفسير هو الأقرب ف أنها تكون ظاهرة طبيعية جدا وذلك تكون ناتجة عن نجم نيوتروني نادر، إلا أن هذا الغموض الذي يحيط بها يترك المجال بأنه يكون واسعا للخيال وايضا لتساؤلات كثيرة، وفي النهاية سواء كانت كل هذه الإشارات رسائل من الطبيعة أو نداءات من حضارات بعيدة جدا، فهي تذكير دائم بأن الكون يكون أكبر بكثير مما نتصور، وأن مهمه البحث عن الحقيقة هو ما يجعلنا بشرًا.






