توروب يحسم ملفات صفقات الشتاء ويحدد اللاعبين الراحلين عن الفريق

في أجواء يسودها الترقب والجدل داخل أروقة القلعة الحمراء، بدأ المدير الفني للنادي الأهلي، مارسيل توروب، مرحلة الحسم في عدد من الملفات الشائكة التي ينتظرها عشاق الفريق، وعلى رأسها ملف صفقات الشتاء وتحديد قائمة اللاعبين الراحلين عن صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات المقبلة.
المدرب السويسري الذي جاء بخطة واضحة لتجديد دماء الفريق يسعى لإعادة التوازن الفني بين الخبرة والشباب، بما يضمن استمرار التفوق المحلي والإفريقي، وتحقيق أهداف النادي في البطولات الكبرى.
التحركات داخل إدارة الكرة تشير إلى أن القرارات المنتظرة لن تكون عشوائية، بل ستصدر وفق تقييم شامل لكل لاعب ومستوى أدائه منذ بداية الموسم.
توروب يضع خطة شتوية دقيقة
منذ توليه المسؤولية، حرص مارسيل توروب على بناء منظومة متكاملة تعتمد على الدراسة الدقيقة لكل عناصر الفريق، من اللاعبين الأساسيين إلى الاحتياطيين وحتى الناشئين الصاعدين.
ومع اقتراب فتح باب القيد الشتوي، بدأ المدرب في عقد جلسات فنية مطولة مع لجنة التخطيط والجهاز المعاون، لوضع جدول زمني محدد لحسم الصفقات الجديدة وتحديد المراكز التي تحتاج إلى دعم.
المدرب أكد للإدارة أن الأولوية ستكون لتعزيز الخطوط التي تعاني من نقص واضح، مع التركيز على عنصر السرعة والقدرة البدنية العالية، خصوصًا في مركزي الجناح والهجوم.
اجتماع خاص مع لجنة التخطيط
شهد مقر النادي بالجزيرة اجتماعًا مطولًا بين توروب ولجنة التخطيط بقيادة كبار رموز الإدارة، حيث تم عرض تقارير تفصيلية عن أداء اللاعبين في كل مركز.
ووفقًا لما تم الاتفاق عليه، فقد حدد المدير الفني منتصف شهر ديسمبر موعدًا نهائيًا لإعلان قراراته بشأن الصفقات الجديدة واللاعبين الراحلين.
ويهدف هذا الجدول الزمني إلى منح الإدارة فترة كافية للتفاوض مع الأندية الأخرى قبل بداية الانتقالات الشتوية رسميًا، ولضمان استقرار الفريق فنيًا خلال فترة المباريات المتبقية من الدور الأول.
ملف الصفقات الجديدة.. بحث عن النوعية لا الكثرة
في الوقت الذي ينتظر فيه جمهور الأهلي قائمة طويلة من التعاقدات، أكد توروب أن سياسة النادي في الفترة المقبلة تعتمد على «النوعية لا الكثرة».
المدرب شدد على أن الفريق لا يحتاج إلى عدد كبير من الصفقات، بقدر حاجته إلى لاعبين محددين قادرين على إحداث فارق حقيقي داخل الملعب.
وقد طلب من لجنة التعاقدات دراسة أكثر من 10 ملفًا للاعبين محليين وأجانب، مع التركيز على أصحاب القدرات التكتيكية العالية والذين يجيدون اللعب في أكثر من مركز.
المهاجم الصريح على رأس الأولويات
من أبرز المراكز التي أبدى توروب رغبته في تدعيمها مركز المهاجم الصريح، خاصة بعد معاناة الفريق في بعض المباريات من غياب اللمسة الأخيرة.
وأكد المدرب أن الأهلي بحاجة إلى مهاجم يتمتع بالقوة البدنية والقدرة على اللعب تحت الضغط، ويملك حسًا تهديفيًا عاليًا يناسب أسلوب اللعب السريع والضغط العالي الذي يعتمده الفريق.
وتشير المصادر داخل القلعة الحمراء إلى أن النادي وضع بالفعل قائمة مختصرة تضم ثلاثة مهاجمين أحدهم إفريقي يلعب في الدوري الفرنسي وآخر عربي، بالإضافة إلى خيار محلي مطروح من داخل الدوري المصري.
توروب يطلب جناحًا متعدد المهام
كما طلب المدير الفني لاعب جناح قادر على تقديم حلول هجومية متنوعة، سواء عبر الانطلاقات السريعة أو اللعب في العمق كمهاجم ثانٍ.
ويُرجح أن يعتمد توروب على هذا المركز في تطبيق خطته الجديدة التي تعتمد على المرونة التكتيكية بين الجناحين والمهاجمين.
وقد أبدى إعجابه بأداء أحد اللاعبين الشباب في الدوري السعودي، في حين تواصل لجنة التعاقدات مع وكلاء لاعبين في أوروبا لإيجاد البديل الأنسب من حيث السعر والإمكانات.
ملف الراحلين.. قرارات جريئة مرتقبة
الحديث عن الراحلين لا يقل سخونة عن ملف الصفقات الجديدة.
ففي ظل وجود قائمة موسعة تضم أكثر من ثلاثين لاعبًا، يرى توروب أن بقاء الجميع مستحيل وأن سياسة التدوير لن تُرضي جميع الأطراف.
لذا سيعتمد في قراراته على مبدأ العدل الفني، بحيث يُمنح كل لاعب فرصته الكاملة قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن استمراره أو رحيله.
جلسات تقييم فردية لكل لاعب
أفادت مصادر من داخل النادي أن المدير الفني بدأ بالفعل عقد جلسات فردية مع بعض اللاعبين للحديث بصراحة عن وضعهم داخل الفريق، ومدى اقتناعه بأدائهم خلال الفترة الماضية.
وفي حال ثبوت أن أحد اللاعبين لا يشارك بانتظام أو لا يقدم الإضافة المطلوبة، فسيُسمح له بالرحيل سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي.
ويُتوقع أن تشمل قائمة الراحلين بعض الأسماء التي لم تُشارك في المباريات الكبرى، إضافة إلى عدد من اللاعبين العائدين من الإعارات الذين لم ينجحوا في إثبات جدارتهم.
توروب يرفض المجاملات ويؤكد: المعيار هو الأداء
خلال اجتماعه الأخير مع الجهاز الفني، شدد توروب على أنه لن يقبل بأي ضغوط أو تدخلات في قراراته الفنية، مؤكدًا أن الاختيار سيتم بناء على الأداء فقط دون النظر إلى الأسماء أو تاريخ اللاعبين.
وقال في أحد الاجتماعات المغلقة: «اللاعب الذي يمنح الفريق الأفضلية سيبقى، ومن لا يضيف شيئًا سيرحل مهما كان اسمه».
هذا التصريح الصارم لقي ترحيبًا من جماهير الأهلي التي ترى أن الوقت قد حان لتجديد دماء الفريق بعد موسم طويل وشاق.
معايير الاختيار والاستبعاد
تقوم خطة المدير الفني على مجموعة من المعايير الموضوعية لتحديد قائمة الراحلين والصفقات المطلوبة:
- الجاهزية البدنية: اللاعب غير القادر على خوض أكثر من 90 دقيقة بنفس الكفاءة قد يواجه خطر الاستبعاد.
- الالتزام التكتيكي: أي لاعب يتأخر في تطبيق تعليمات الجهاز الفني يُعرض نفسه للإبعاد.
- المردود الإحصائي: الأداء يُقاس بالأرقام وليس بالانطباعات، مثل دقة التمريرات وعدد الكرات المستردة والمساهمة التهديفية.
- التطور المستمر: اللاعب الذي لا يظهر تحسنًا في أدائه عبر الأشهر الأخيرة سيكون تحت المراجعة.
هذه المعايير الدقيقة تعكس رؤية علمية تسعى إلى بناء فريق قوي ومتماسك قادر على المنافسة القارية والدولية.
إدارة الأهلي تدعم خطة المدرب
من جانبها، أبدت إدارة النادي دعمها الكامل لتوجهات المدرب السويسري، مؤكدة أنها تضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار.
وتعمل اللجنة المسؤولة عن التعاقدات على تهيئة كل السبل أمام المدير الفني لتطبيق رؤيته، سواء من خلال المرونة المالية في ضم صفقات جديدة أو تسهيل خروج اللاعبين الزائدين عن الحاجة.
كما كلفت الإدارة مدير الكرة بالتنسيق المباشر مع وكلاء اللاعبين لتسريع عملية التفاوض قبل حلول يناير.
موقف خاص من اللاعبين الشباب
توروب أعرب عن إعجابه بعدد من العناصر الشابة التي شاركت مؤخرًا في تدريبات الفريق الأول، مشيرًا إلى أنه سيمنحهم فرصًا أكبر في المرحلة القادمة.
ويرى أن الاعتماد على الشباب هو جزء أساسي من استدامة مشروع الأهلي على المدى الطويل، حيث يمكن تطويرهم ليصبحوا بدائل جاهزة في حال رحيل أي من العناصر الأساسية.
وقد تم بالفعل رفع أسماء ثلاثة لاعبين من فريق الشباب إلى القائمة الأولى تمهيدًا لإشراكهم في معسكر الشتاء.
معسكر الإعداد الشتوي.. محطة الحسم
سيكون المعسكر الشتوي القادم هو المحطة الحاسمة قبل اتخاذ القرارات النهائية.
توروب يخطط لإقامة المعسكر في إحدى الدول الخليجية أو الأوروبية، حسب جدول المباريات، على أن يستمر لمدة أسبوعين كاملين.
خلال هذا المعسكر سيتم اختبار اللاعبين بدنيًا وفنيًا، ومتابعة الصفقات الجديدة المحتملة إذا اكتملت المفاوضات.
المدرب أوضح أنه سيعتمد على هذا المعسكر لتحديد القائمة النهائية التي ستخوض النصف الثاني من الموسم.
تحليل أداء المرحلة الأولى من الموسم
أجرى الجهاز الفني تحليلاً شاملاً لأداء الفريق خلال الدور الأول من الدوري المصري، حيث تم رصد نقاط القوة والضعف بالتفصيل.
أظهر التقرير أن الفريق يمتلك دفاعًا صلبًا لكنه يعاني من قلة الأهداف المسجلة مقارنة بعدد الفرص المحققة، ما أكد حاجة الفريق لمهاجم من الطراز الرفيع.
كما أشار التقرير إلى أن مركز صانع الألعاب يحتاج إلى بديل قوي يمنح حلولًا هجومية إضافية.
توازن بين الخبرة والطموح
يحرص توروب على الحفاظ على التوازن داخل غرفة الملابس بين اللاعبين أصحاب الخبرة والعناصر الشابة.
فهو يرى أن وجود قيادات قوية مثل القائد المخضرم في الدفاع والوسط ضروري لنقل ثقافة الانتصار إلى الأجيال الجديدة، لكن دون أن تتحول الخبرة إلى احتكار للمشاركة.
لذلك سيعتمد على مبدأ «المنافسة المفتوحة»، بحيث يشارك الأفضل جاهزية وأداءً، مهما كان عمره أو تاريخه.
تحسين الجانب الذهني والنفسي
إلى جانب التغييرات الفنية، بدأ المدرب في تنفيذ برنامج خاص لدعم الجانب الذهني والنفسي للاعبين.
فقد لاحظ أن الضغط الجماهيري والإعلامي قد يؤثر أحيانًا على الأداء داخل الملعب، خصوصًا في المباريات الكبيرة.
لذلك استعان الجهاز الفني بأخصائي نفسي رياضي لعقد جلسات جماعية وفردية تهدف إلى تعزيز الثقة والهدوء والتركيز.
رد فعل جماهير الأهلي
جماهير القلعة الحمراء تتابع بترقب كل ما يدور في كواليس النادي، بين مؤيد لتجديد الدماء ومعارض لفكرة الاستغناء عن بعض النجوم.
لكن المزاج العام يميل إلى دعم توروب، خاصة بعد ما أظهره من انضباط ووضوح في الرؤية، فضلاً عن النتائج الإيجابية التي حققها منذ توليه القيادة.
وقد أطلقت الجماهير عبر مواقع التواصل حملات تشجيع تطالب بضم مهاجم أجنبي قوي وإعطاء الفرصة للشباب، معتبرين أن الأهلي دائمًا ما يصنع النجوم ولا يعتمد عليهم فقط.
الصفقات المحتملة وأسماء على الرادار
رغم تكتم الإدارة على الأسماء، إلا أن بعض التسريبات تشير إلى أن النادي يتابع عن قرب لاعبين من شمال إفريقيا وأوروبا الشرقية.
وتدور الأحاديث عن مفاوضات مع جناح شاب يبلغ من العمر 23 عامًا يلعب في الدوري البلجيكي، إضافة إلى اهتمام بلاعب وسط دفاعي من الدوري المغربي.
كما تُدرس إمكانية عودة أحد لاعبي الأهلي السابقين بعد تألقه في أحد الدوريات العربية، إذا توفرت الشروط المالية المناسبة.
الاستغناءات المؤكدة مبدئيًا
من الناحية المقابلة، تؤكد المعلومات أن ثلاثة لاعبين على الأقل باتوا قريبين من الرحيل، إما بالإعارة أو بالبيع النهائي، بعد أن خرجوا من حسابات الجهاز الفني.
المدرب فضّل عدم إعلان الأسماء حاليًا حتى لا تتأثر أجواء الفريق، لكنه طلب من الإدارة تسويق بعضهم في أقرب وقت لتوفير مساحة لقيد الصفقات الجديدة.
سياسة الأهلي الاقتصادية في الصفقات
إدارة الأهلي وضعت سقفًا ماليًا محددًا للصفقات الشتوية لتجنب أي تضخم في الرواتب أو الأسعار، في إطار سياسة مالية منضبطة تحافظ على استقرار النادي.
وأكدت الإدارة أنها لن تدخل في مزايدات مع أندية أخرى، وأن اختيار اللاعبين سيتم بناءً على الاحتياج الفني وليس الشهرة الإعلامية.
كما يتم التنسيق مع المدير المالي لضمان أن أي صفقة جديدة لن تؤثر على التزامات النادي تجاه لاعبيه الحاليين.
التطلعات لما بعد الشتاء
يسعى مارسيل توروب لأن تكون فترة الانتقالات الشتوية نقطة انطلاق جديدة للفريق، استعدادًا لخوض منافسات الدوري الممتاز ودوري أبطال إفريقيا وكأس العالم للأندية.
ويرى أن تجديد الدماء وضبط القوام سيمنح الفريق دفعة قوية للعودة إلى مستواه المعتاد والاحتفاظ بالبطولات التي اعتاد تحقيقها.
المدرب يخطط لأن يكون الأهلي بحلول النصف الثاني من الموسم أكثر توازنًا وانسجامًا من أي وقت مضى.
خاتمة
بين طموح الجماهير، ورؤية الإدارة، وحزم المدرب، يقف الأهلي على أعتاب مرحلة جديدة من البناء الفني والإداري.
مارسيل توروب يدرك أن النجاح في نادٍ بحجم الأهلي لا يُقاس فقط بالبطولات، بل بقدرته على تجديد الفريق باستمرار دون المساس بهيبته وتاريخه.
وبينما ينتظر الجمهور حسم ملف الصفقات والراحلين، فإن المؤكد أن الأهلي يسير وفق خطة علمية واضحة، هدفها الحفاظ على القمة وصناعة مستقبل يليق بشعاره العريق:
نادي القرن في إفريقيا.. لا يعرف إلا طريق المجد.