X تبيع أسماء المستخدمين غير النشطة.. من يمكنه الشراء وكم السعر؟

في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت منصة X – المعروفة سابقًا باسم تويتر – عن بدء تنفيذ خطة جديدة لبيع أسماء المستخدمين غير النشطة، في محاولة لخلق مصدر دخل إضافي وتعزيز نشاط الحسابات الفعلية على المنصة.
القرار الذي أثار موجة واسعة من الجدل بين المستخدمين والمراقبين جاء بعد أشهر من التسريبات حول نية إدارة المنصة بقيادة إيلون ماسك اتخاذ إجراءات “تحفيزية” لإعادة تدوير الأسماء المعلقة أو غير المستخدمة منذ سنوات.
ما الذي يحدث بالضبط؟
أعلنت إدارة X رسميًا عن إطلاق مشروع تجريبي داخلي يهدف إلى بيع أسماء المستخدمين غير النشطة عبر منصة خاصة تحت إشراف فريق الأمان والامتثال.
وبحسب التفاصيل، سيتم توفير قائمة بالأسماء القديمة التي لم تُستخدم منذ أكثر من عام، مع إمكانية شرائها من قبل المستخدمين النشطين أو المؤسسات التي ترغب في امتلاك معرف مميز يمثل علامتها التجارية أو نشاطها التجاري على المنصة.
لماذا تتجه X لبيع الأسماء؟
تأتي هذه الخطوة في إطار خطة المنصة لتحقيق عائدات جديدة بعيدًا عن الإعلانات التقليدية التي تراجعت إيراداتها بعد استحواذ ماسك على الشركة.
ويرى مراقبون أن بيع أسماء المستخدمين قد يدر ملايين الدولارات، خاصة أن بعض الأسماء القصيرة أو المرتبطة بشخصيات عامة وشركات قد تكون مطلوبة بشدة.
الأسماء غير النشطة.. كنز رقمي مهمل
منذ انطلاق تويتر عام 2006، تم إنشاء مئات الملايين من الحسابات، لكن نسبة كبيرة منها لم تعد نشطة أو لم تُستخدم منذ سنوات.
وتضم هذه الحسابات أسماء مستخدمين قصيرة أو جذابة مثل @Music أو @AI أو @News، وهي أسماء تملك قيمة تسويقية كبيرة.
المعايير لتحديد الحسابات غير النشطة
أوضحت إدارة X أن الحسابات التي لم تُسجل دخولًا خلال 12 شهرًا أو لم تنشر أي محتوى خلال تلك الفترة ستُعتبر “غير نشطة” مؤهلة لإزالة اسمها من النظام وطرحه للبيع.
ويُستثنى من ذلك حسابات الشخصيات التاريخية أو العامة التي تُعتبر ذات “قيمة توثيقية أو أرشيفية”.
من يمكنه الشراء؟
وفقًا للخطة المعلنة، يمكن لأي مستخدم موثّق أو شركة أو مؤسسة إعلامية شراء اسم مستخدم من الأسماء المطروحة، بشرط الالتزام بسياسات الاستخدام ومنع انتحال الهوية.
كما ستُمنح الأولوية للشركات والعلامات التجارية المعروفة لضمان استخدام الأسماء بشكل قانوني وواضح.
التحقق كشرط أساسي
تؤكد المنصة أن نظام الشراء سيكون متاحًا فقط للحسابات التي تمتلك توثيقًا رسميًا عبر اشتراك X Premium أو عبر توثيق تجاري للشركات، وذلك لتجنب عمليات الاحتيال أو المضاربة في الأسعار.
وبهذا، تسعى X لتفادي السوق السوداء التي نشأت سابقًا حول بيع أسماء المستخدمين بطرق غير رسمية.
كم يبلغ سعر الاسم الواحد؟
تتفاوت الأسعار وفقًا لقيمة الاسم ومدى الطلب عليه.
وتشير التسريبات إلى أن الأسعار تبدأ من 50 دولارًا للأسماء العادية، وقد تصل إلى 50 ألف دولار للأسماء النادرة أو المرتبطة بعلامات تجارية كبرى.
كما قد تُطرح بعض الأسماء عبر نظام المزايدة الإلكترونية داخل المنصة نفسها.
آلية التسعير والتقييم
سيتم تقييم كل اسم مستخدم بناءً على ثلاثة عوامل رئيسية:
- مدى قصر الاسم (مثل @AB أو @Tech).
- شعبيته السابقة وعدد البحث عنه عبر الإنترنت.
- القيمة التجارية أو الارتباط بعلامة معروفة.
وتشير بعض التقارير إلى أن إدارة X تعمل على تطوير خوارزمية لتقدير القيمة السوقية للأسماء قبل طرحها للبيع بشكل رسمي.
كيف تتم عملية الشراء؟
سيتم فتح بوابة إلكترونية ضمن إعدادات الحساب، تُتيح للمستخدمين تصفح قائمة الأسماء المتاحة وطلب الشراء مباشرة.
بعد ذلك، يخضع الطلب للمراجعة من قبل إدارة X للتأكد من توافقه مع الشروط، ثم يتم تحويل الاسم للمستخدم الجديد خلال فترة تتراوح بين 24 و72 ساعة.
طرق الدفع المقبولة
تقبل المنصة وسائل الدفع التقليدية مثل بطاقات الائتمان، بالإضافة إلى العملات الرقمية مثل Dogecoin وBitcoin، في إطار سياسة المنصة الجديدة لدعم المدفوعات الرقمية.
ويُعد هذا التطور جزءًا من خطة إيلون ماسك لتحويل X إلى “منصة مالية متكاملة” تشمل التواصل والدفع الإلكتروني في الوقت نفسه.
ماسك والبحث عن مصادر دخل جديدة
منذ استحواذه على تويتر وتحويله إلى X، يسعى إيلون ماسك إلى إعادة هيكلة نموذج الإيرادات الخاص بالمنصة.
وبعد تقليص الإنفاق وإلغاء فرق كبيرة من الموظفين، بدأ في تطبيق أفكار جديدة مثل الاشتراكات المدفوعة والمزايا الحصرية للمستخدمين الموثقين، والآن جاء دور بيع أسماء المستخدمين.
رؤية اقتصادية تتجاوز الشبكات الاجتماعية
يرى ماسك أن المنصة يمكن أن تتحول إلى مركز اقتصادي واجتماعي شامل يُستخدم للتواصل، وإدارة الأعمال، وتحويل الأموال، وحتى الاستثمار في العملات الرقمية.
ومن هذا المنطلق، فإن بيع أسماء المستخدمين ليس سوى خطوة في مشروع أكبر لجعل X “تطبيق كل شيء” الذي يجمع بين الخدمات الاجتماعية والمالية.
الجدل حول القرار
رغم أن الخطة قد تدر أرباحًا ضخمة، إلا أنها أثارت انتقادات حادة من المستخدمين القدامى الذين يرون أن بيع أسماء غير نشطة يُعد انتهاكًا لتراث المنصة وتاريخها الرقمي.
كما يخشى البعض من فقدان حسابات تاريخية تخص شخصيات لم تعد حية أو لم تعد تستخدم تويتر منذ سنوات.
المخاوف القانونية والأخلاقية
يتساءل الخبراء القانونيون عما إذا كان من حق المنصة قانونيًا بيع أسماء كانت مملوكة لمستخدمين سابقين، حتى لو لم يعودوا نشطين.
فالقوانين المتعلقة بالملكية الرقمية لا تزال في مراحلها الأولى، وقد تفتح هذه الخطوة الباب أمام نزاعات قانونية مستقبلية حول “حقوق الاسم الرقمي”.
تأثير القرار على السوق الرقمي
يرى محللون أن قرار X قد يُحدث تحولًا كبيرًا في مفهوم “الهوية الرقمية”، حيث تصبح أسماء المستخدمين سلعة تباع وتشترى رسميًا، وليس مجرد معرف مجاني.
وهذا قد يفتح الباب أمام أسواق رقمية جديدة لتداول الأسماء المميزة والعلامات الإلكترونية.
الفرصة للشركات الصغيرة
بالنسبة للشركات الناشئة، يُعد هذا القرار فرصة ثمينة للحصول على أسماء متوافقة مع علامتها التجارية بعد أن كانت محجوزة لسنوات.
فامتلاك اسم بسيط وواضح على X يمكن أن يعزز من الظهور الرقمي ويساعد في بناء الثقة مع الجمهور.
ردود الفعل في الأوساط التقنية
شهدت المنصات التقنية حالة من الانقسام حول الخطوة.
فبينما يرى البعض أن القرار مبتكر وواقعي من الناحية الاقتصادية، يرى آخرون أنه “تجاري مفرط” قد يغير من روح المنصة ويجعلها أكثر نخبوية.
تحليل اقتصادي
إذا نجحت التجربة، فمن المتوقع أن تحقق X إيرادات تصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنويًا.
لكن في المقابل، قد تؤدي المبالغة في التسعير إلى إبعاد المستخدمين العاديين الذين لا يستطيعون دفع مبالغ ضخمة مقابل أسماء بسيطة.
هل يمكن أن تفشل التجربة؟
نجاح الخطة يعتمد على مدى قبول المستخدمين بها، وعلى قدرة المنصة في ضبط السوق ومنع الاحتكار.
ففي حال تحولت العملية إلى سباق مالي بين الأغنياء والشركات الكبرى فقط، قد تفقد X طابعها الشعبي الذي جعلها مشهورة في البداية.
احتمالات الفشل
- مقاطعة جماعية من المستخدمين غير القادرين على شراء الأسماء.
- نشوء سوق سوداء موازية لبيع الأسماء خارج المنصة.
- احتمال مواجهة دعاوى قضائية من أصحاب الحسابات القديمة.
الجانب الأمني في العملية
تؤكد X أن جميع المعاملات ستخضع لرقابة صارمة لحماية المستخدمين من الاحتيال أو سرقة الحسابات.
وسيتم تفعيل نظام تحقق مزدوج لكل عملية شراء لضمان أمان البيانات والتحقق من هوية المشتري.
إلغاء أو استرجاع الأسماء المسروقة
في حال تبين أن الاسم تم الحصول عليه بطرق غير مشروعة أو عن طريق التلاعب، تحتفظ المنصة بحق سحب الاسم وإعادته إلى النظام دون تعويض.
كما ستُفرض غرامات مالية على الحسابات التي تستخدم الأسماء في أغراض مسيئة أو منافية للقوانين.
المستقبل الرقمي للأسماء
مع تطور تقنيات الهوية الرقمية والبلوكتشين، قد يصبح اسم المستخدم في المستقبل أصلًا رقميًا يُسجل على سلاسل الكتل (Blockchain) لضمان ملكيته وتداوله بشفافية.
وبذلك، قد يكون قرار X خطوة أولى نحو سوق جديدة للأسماء الرقمية المؤمنة بالتقنية.
التحول نحو الأصول الرقمية
من الممكن في السنوات القادمة أن يتمكن المستخدم من “بيع” أو “تأجير” اسمه الرقمي بشكل قانوني وآمن، كما يحدث اليوم مع أسماء النطاقات على الإنترنت.
وإذا تم ربط العملية بتقنية NFT أو الرموز غير القابلة للاستبدال، فسيصبح اسم المستخدم أصلًا يمكن تداوله رسميًا في الأسواق الإلكترونية.
تجارب سابقة مشابهة
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها طرح أسماء مستخدمين للبيع.
فقد سبق وأن حاولت منصات أخرى مثل “تليجرام” و“إنستجرام” معالجة الأزمة ذاتها بطرق مختلفة، حيث أطلقت تليجرام مزادات للأسماء على بلوكتشين TON، بينما فضّلت إنستجرام حذف الحسابات الميتة دون بيع أسمائها.
الفرق في التنفيذ
الاختلاف في تجربة X يكمن في أنها المرة الأولى التي تُدار فيها العملية بشكل تجاري منظم داخل منصة تواصل اجتماعي كبرى، مما يجعلها تجربة فريدة ستُراقب عن كثب من قِبل شركات التكنولوجيا الأخرى.
كيف يستعد المستخدمون الآن؟
بدأ كثير من المستخدمين في تسجيل الدخول إلى حساباتهم القديمة لتجنب فقدان أسمائهم، خاصة بعد إعلان المنصة نيتها لتفعيل الخطة تدريجيًا.
كما لجأ بعض المستخدمين إلى تغيير أسمائهم الحالية خوفًا من أن تُعتبر حساباتهم خاملة.
نصائح لتجنب فقدان الحساب
- تسجيل الدخول بانتظام للحفاظ على النشاط.
- نشر تغريدات أو تفاعلات دورية.
- تحديث البيانات الشخصية والمصادقة الثنائية.
هذه الخطوات كافية لتأكيد نشاط الحساب ومنع إدراجه ضمن قائمة الأسماء المباعة.
خاتمة تحليلية
قرار منصة X ببيع أسماء المستخدمين غير النشطة يمثل منعطفًا مهمًا في تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ينقل “الهوية الرقمية” من كونها مجانية إلى سلعة ذات قيمة اقتصادية.
وبينما يرى البعض أنها خطوة ذكية لتعظيم الإيرادات، يعتبرها آخرون تهديدًا لفلسفة الإنترنت الحر والمجاني.
الواقع أن هذه التجربة – سواء نجحت أو فشلت – ستفتح الباب أمام حقبة جديدة يُعاد فيها تعريف ما تعنيه الملكية على الشبكات الاجتماعية.






