من الفضاء.. مشهد بديع يرسم لوحة ملونة في سماء المريخ
تعرف علي كل التفاصيل عن اللوحه الملونه في السماء

منذ أن بدأت البشرية في إرسال مركبات فضائية ومجسمات آلية إلى كوكب المريخ لم يتوقف هذا الكوكب الأحمر عن إدهاشنا بالمفاجآت الكثيرة فكل بعثة تكشف عن سر جديد وكل صورة ترسلها الي الكاميرات المثبتة على المدار أو الروبوتات الجوالة تفتح نافذة على عالم يبدو للوهلة الأولى مقفرًا و جافا ولكنه يخفي بين طبقاته الجوية و سطحه أسرارا جمالية وعلمية وهي في غاية الروعة و مؤخرًا أرسل مسبار فضائي وهو تابع لوكالة ناسا صورة فريدة من نوعها التقطت من المدار تظهر لوحة تكون متعددة الألوان في الغلاف الجوي للمريخ ما أثار جدلا واسعا في الأوساط العلمية والإعلامية
من الفضاء.. مشهد بديع يرسم لوحة ملونة في سماء المريخ
هذه الصورة لم تكن مجرد لقطة جمالية فقط، بل هي تحمل خلفها الكثير من المعاني العلمية التي قد تغيّر طريقة فهمنا عن الغلاف الجوي للمريخ، وايضا علاقته بالتغيرات المناخية وايضا علاقته بكل الظواهر الفيزيائية المعقدة، فما قصة هذه الصورة؟ وكيف يمكن تفسير تلك الألوان المدهشة و المبهرة التي ظهرت في سماء هذا الكوكب الأحمر؟ و كل هذا ما نعرفه بالتفصيل من خلال هذا المقال.
خلفية عن الغلاف الجوي للمريخ
الغلاف الجوي للمريخ يختلف تمامًا عن الأرض، فهو رقيق للغاية، إذ تبلغ كثافته حوالي واحد % فقط من كثافة الغلاف الجوي الأرضي، حيث انه قد يتكون معظمه من غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك بنسبة قد تصل إلى 95% تقريبًا، بينما الغلاف الجوي يحتوي على كميات صغيرة جدا من النيتروجين و الأرجون وايضا بخار الماء، ورغم رقة هذا الغلاف الجوي، فإنه يلعب دورا مهما جدا في تشكيل الطقس المريخي و ظواهره ايضا البصرية.
ابرز ملامح الغلاف الجوي
أحد أبرز ملامح الغلاف الجوي للمريخ هو الغبار الدقيق المنتشر في كل طبقاته و هذا الغبار، الذي قد يتكون من جزيئات أكسيد الحديد، و هو المسؤول عن إعطاء الكوكب لونه الأحمر المميز، وعندما يتفاعل هذا الغبار مع كل أشعة الشمس، ومع العواصف التي تجتاح هذا الكوكب بين الحين والآخر، يمكن أن تتشكل الي مشاهد بصرية و تكون مدهشة جدا.
تفاصيل هامه عن الصورة الملتقطة
الصورة التي أحدثت ضجة إعلامية التقطتها كاميرا عالية الدقة على متن مسبار يدور في مدار المريخ، ما يميز هذه الصورة هو ظهور تشكيلات كثيرة جدا من الألوان وهي تتراوح بين الأحمر الداكن والبرتقالي، مرورا والأصفر الذهبي، وصولا إلى درجات تكون زرقاء وخضراء خافتة و موجوده في طبقات الغلاف الجو ي العليا بشكل كبير جدا، وكل هذه الألوان بدت وكأنها لوحة زيتية، حيث أنها تكون مرسومة بعناية شديدة جدا في السماء المريخية.
كيف فسر العلماء هذه الظاهرة
العلماء فسروا هذه الظاهرة بأنها نتيجة ل انعكاس وتشتت في ضوء الشمس، وذلك عبر طبقات الغبار المتفاوتة الكثافة وهي التي توجد في الغلاف الجوي، إلى جانب تداخل مع ظواهر أخرى كثيرة جدا مثل ظاهرة التوهجات الشمسية الأخيرة وهي التي ضربت هذا الكوكب، كما أن هناك احتمال أن يكون ل بخار الماء والجليد المجهري الموجود في السحب الرقيقة جدا، ودورها في إنتاج كل هذه الألوان الجذابة و المبهرة المتعددة.
أهمية هذه الظاهرة علميا
قد يظن البعض أن هذه مجرد صورة جميلة لا أكثر، لكن في الحقيقة لهذه الظاهرة أهمية علمية كبيرة جدا، ودراسة الغبار المريخي، والألوان تكشف عن أحجام مختلفة تماما الي جزيئات كثيرة من الغبار، مما انه قد يساعد العلماء في فهم طبيعة العواصف الترابية وتأثيرها ايضا على مناخ هذا الكوكب، ورصد النشاط الشمسي.
مدي تأثير الاشعه الشمسية على الغلاف الجوي
التغيرات في الألوان تعكس أيضًا مدى تأثير الأشعة الشمسية على الغلاف الجوي المريخي، وهو ما يفيد في دراسة التفاعل بين الكواكب وايضا بين الرياح الشمسية، والتخطيط للمهمات المستقبلية وفهم ديناميكيات الغلاف الجوي وألوانه، وهو قد يساعد في التنبؤ بالظروف المناخية، مما يدعم خطط إرسال بعثات تكون مأهولة إلى المريخ في المستقبل.
هل تشبه هذه الظاهرة الشفق القطبي على الأرض؟
الكثير من العلماء شبّهوا كل هذه الألوان بما نراه في الأرض عند ظهور الشفق القطبي الأ ورورا، لكن هناك اختلاف جوهري في الشفق الأرضي وهو ينتج أساسا عن تفاعل ل الجسيمات التي تكون مشحونة، وهي القادمة من الشمس مع المجال المغناطيسي للأرض، بينما كوكب المريخ يفتقر إلى مجال مغناطيسي قوي جدا مثل كوكب الأرض، مما قد يجعل تفسير الظاهرة هناك مختلفا تماما ومع ذلك، فإن وجود اي ألوان زرقاء وخضراء خافتة قد يكون دليلا قاطع على أن بعض الجسيمات الشمسية، قد تفاعلت مع كل بقايا المجال المغناطيسي الضعيف لهذا الكوكب.
التأثير على الإنسان ورحلات الاستكشاف
إذا تمكن الإنسان يومًا من العيش على سطح المريخ، فإن رؤية مثل هذه اللوحات السماوية ستصبح جزءًا من التجربة اليومية، وربما انها تضيف هذه المشاهد الطبيعية لمسة جمالية تعوض قسوة الحياة في بيئة مريخية قاحلة، و من الناحية العلمية، سيساعدك ذلك في توفير بيانات مرئية وتكون مهمة جدا لجميع الرواد، حيث انها تمكنهم جميعا من متابعة لكل التغيرات المناخية وذلك يكون بشكل مباشر.
المريخ بين العلم والجمال
طالما كان كوكب المريخ مصدر إلهام لكل الفنانين وايضا لكل الكتاب، من الأساطير القديمة جدا وحتى في روايات الخيال العلمي الحديثة والآن، مع هذه الصورة الجديدة، قد يضيف كوكب المريخ بعدًا جماليا ونادر لم يكن متوقعا تماما فبدلا من أن ينظر إليه كوكب ميت و صحراوي، بات يُرى كلوحة فنية مبهره كونية تتغير مع الضوء وايضا تتغير بسبب الظروف الجوية.
ردود الفعل العلمية والإعلامية
العديد من وكالات الأنباء والمجلات العلمية سلطت الضوء على هذه الصورة، حيث وصفت هذه الصورة بأنها الأجمل في تاريخ تصوير كوكب المريخ، أما بعض العلماء، فقد دعوا إلى دراسة متعمقة جدا لهذه الظاهرة الجذابه، وذلك باستخدام أدوات متطورة جدا وحديثه مثل أجهزة قياس الطيف وايضا أجهزة تحليل الضوء.
المستقبل وما يحمله من اكتشافات
الصورة الأخيرة تكون مجرد بداية، إذ يتوقع بعض العلماء والباحثون، أن هذا التطور المستمر في تقنيات التصوير الفضائي سيكشف لنا عن مزيد من المشاهد البديعة من المريخ، وربما نشهد قريبًا اكتشافات كثيرة و جديدة جدا حيث انها توضح لنا كيف يتغير الغلاف الجوي للكوكب مع مرور الوقت، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على إمكانية وجود حياة أو استيطان بشري مستقبلي.
التقاط صور من الفضاء لكوكب المريخ
الصورة التي التقطت من الفضاء للمريخ، وهي التي أظهرت لوحة متعددة الألوان في غلافه الجوي، حيث انها ليست مجرد مشهد جمالي فحسب، بل انها نافذة على أسرار علمية مهمة فهي تذكرنا بأن الكون مليء با العجائب و المفاجئات، وأن كل الكواكب التي نظنها جامدة قد تخفي في طياتها جمالا يفوق الخيال ومع استمرار البعثات الاستكشافية، يبدو أننا على موعد مع مزيد من المفاجآت الكثيره من هذا الكوكب الأحمر الذي لا يزال يروي لنا قصته يومًا بعد يوم.