جوجل تجرب ميزة جديدة تتيح إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي

في خطوة جديدة جدا تعكس تسارع وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي بدأت شركة جوجل في اختبار ميزة مبتكرة داخل تطبيق الرسائل الخاص بها، تتيح للمستخدمين إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي مباشرة من داخل المحادثات وذلك من خلال تقنية جديدة جدا تحمل الاسم الرمزي نانو بانانا Nano Banana و هذه الخطوة تمثل امتدادا لاستراتيجية الشركة الهادفة إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في كل منتجاتها اليومية لجعل تجربة المستخدم تكون أكثر تفاعلاً وسلاسة

جوجل تجرب ميزة جديدة تتيح إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي

نانو بانانا هو اسم داخلي أطلقته شركة جوجل على النموذج التجريبي الذي يجري اختباره حالياً ضمن بيئة Google Messages، ويهدف هذا النموذج إلى تمكين كل المستخدمين من توليد صور فورية وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر أوامر نصية بسيطة جدا، دون الحاجة تماما إلى مغادرة التطبيق أو استخدام أدوات خارجية مثل Gemini أو Imagen أو أدوات الطرف الثالث، وهذه الفكرة ببساطة هي أن المستخدم يمكنه كتابة جملة مثل ارسم لي كلبا صغيرا يرتدي قبعة في حفلة عيد ميلاد، وسيقوم النظام فورا بتحليل النص وتحويله إلى صورة متكاملة في ثوان قليلة جدا، حيث يمكن مشاركتها مباشرة داخل المحادثة.

دمج الذكاء الاصطناعي في تجربة المراسلة اليومية

تهدف شركة جوجل من خلال هذه التجربة، إلى تحويل تطبيق الرسائل من مجرد وسيلة للتواصل النصي إلى مساحة تفاعلية متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بما يواكب هذا التطور السريع في كل تطبيقات المحادثة الذكية و هذه الخطوة تعتبر أيضًا ردا غير مباشر على كل التحركات الأخيرة لشركات مثل OpenAI و Meta، اللتين دمجتا قدرات توليد الصور والفيديو داخل منصات المحادثة الخاصة بهما، و بحسب كل التقارير الأولية، يبدو أن نانو بانانا يعتمد على تقنيات مصغرة و متكاملة من نظام Gemini AI، لكن شركة جوجل لم تكشف بعد عن تفاصيل المعمارية التقنية أو طريقة معالجة الصور على المستوى المحلي مقابل السحابي ومع ذلك، من المتوقع أن هذا النظام سيعتمد تماما على نماذج تكون خفيفة الوزن يمكنها العمل على كل أجهزة أندرويد الحديثة، وذلك دون استهلاك مفرط للموارد.

سهولة في الاستخدام وتجربة مريحه للمستخدم

أحد الأهداف الرئيسية لهذه الميزة هو تبسيط عملية إنشاء الصور التوليدية وجعلها متاحة لأي مستخدم، بغض النظر عن خبرته التقنية فبدلاً من الاضطرار لاستخدام تطبيقات منفصلة مثل Gemini Image أو Bing Image Creator، سيكون بإمكان كل المستخدمين ببساطة جدا كتابة وصفهم النصي داخل الدردشة والحصول على الصورة المطلوبة فورا، ومن المتوقع أن تضيف شركة جوجل عن أزرار تفاعلية حيث انها تسهل العملية، مثل زر يحمل أيقونة الموزة رمز مستوحى من الاسم التجريبي للمشروع يمكن الضغط عليه لتفعيل ميزة إنشاء الصور كما تشير التسريبات إلى أن المستخدم، سيحصل على خيارات لتعديل الصور أو إعادة توليدها بصيغ تكون مختلفة وذلك قبل إرسالها مباشرة.

الجانب التقني و الأمني

رغم أن التجربة تبدو ممتعة ومبتكرة، إلا أن جوجل تواجه تحديات تقنية وأمنية كبيرة في مثل هذا النوع من الأدوات، ف دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يوجد داخل تطبيقات المراسلة يثير تساؤلات كثيرة جدا حول الخصوصية ومعالجة البيانات، هل يتم تحليل النصوص محليا على الجهاز؟ أم ترسل إلى خوادم جوجل لمعالجتها، و تؤكد الشركة في كل تصريحاتها الأولية أن الاختبارات تجرى ضمن بيئة مغلقة ومحمية، وأنها تركز على تقليل مخاطر إساءة الاستخدام أو توليد محتوى ضار جدا أو مزيف.

تعمل شركة جوجل على تطوير انظمه تصفيه ذكيه

كما تعمل شركة جوجل على تطوير أنظمة تصفية ذكية يمكنها اكتشاف الطلبات غير الملائمة ومنعها قبل توليد الصور، ومن المحتمل أن تعتمد شركة جوجل على خوارزميات تكون مشابهة لتلك المستخدمة في أدوات كثيرة مثل Imagen 3، والتي تعرف بدقتها العالية جدا في توليد الصور مع احترام المعايير الأخلاقية والمحتوى المناسب.

مقارنة مع بعض المنافسين

لا يمكن النظر إلى هذه الخطوة بمعزل عن المشهد التنافسي العام في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، ففي الأشهر الماضية، أعلنت شركات كبرى مثل شركة Meta و OpenAI وايضا Snap عن إدخال أدوات كثيرة مشابهة داخل تطبيقات المراسلة مثل تطبيق Messenger و ايضا تطبيق الواتس اب وايضا Snapchat، مما يجعل سوق المحادثات الذكية أكثر ازدحاما من أي وقت مضى.

مميزات جوجل تجعلها تتفوق في الاداء والتكامل

هذه الميزة الجديده من شركة جوجل تختلف تماما في كونها مبنية على بنية نظام أندرويد نفسه، مما يمنحها تفوقا في الأداء والتكامل مع النظام، فإذا نجحت شركة جوجل في جعل نانو بانانا يعمل بسلاسة على معظم الأجهزة، فقد تصبح هذه الميزة ميزة قياسية في نظام أندرويد القادم.

توجه شركة جوجل المستقبلي في الذكاء الاصطناعي

تظهر هذه التجربة بوضوح أن شركة جوجل تسعى إلى توسيع حضور الذكاء الاصطناعي في كل منتجاتها اليومية، من البحث إلى البريد الإلكتروني، ومن الخرائط إلى المراسلات، فبعد إطلاقها لخدمة Gemini كواجهة موحدة للذكاء الاصطناعي عبر مختلف التطبيقات، يبدو أن الشركة الآن تتحرك نحو جعل تقنيات التوليد المرئي جزءًا طبيعيا من الحياة الرقمية للمستخدم، ويعتقد أن نانو بانانا ليس سوى البداية لسلسلة من الأدوات التفاعلية الجديدة، التي قد تشمل لاحقًا توليد الفيديوهات القصيرة أو تعديل الصور الموجودة مباشرة داخل الرسائل، هذا الاتجاه يتماشى مع فلسفة جوجل الجديدة المسماة AI for Everyone، أي جعل الذكاء الاصطناعي متاحا وسهل جدا في الاستخدام لجميع الفئات العمريه.

ردود الفعل الأولية

حتى الآن، لم يتم طرح هذه الميزة رسميًا لعامة المستخدمين، بل تختبر ضمن إصدارات تجريبية محدودة من تطبيق Google Messages على بعض الأجهزة في الولايات المتحدة الامريكيه، ولكن التسريبات التي ظهرت على المنتديات التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى إعجاب المستخدمين بالفكرة، خاصة أولئك الذين يرغبون في إضفاء طابع شخصي على محادثاتهم من خلال صور توليدية فورية، والبعض وصف التجربة بأنها مستقبل التواصل البصري، بينما عبر آخرون عن مخاوف كثيرة تتعلق باستخدام هذه الصور في نشر معلومات مضللة أو محتوى غير حقيقي، خاصة مع صعوبة تمييز الصور التوليدية عن الحقيقية في بعض الأحيان.

شركة جوجل تخوض سباقا في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي

من الواضح أن جوجل تخوض سباقًا محمومًا في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتسعى إلى دمج قدرات الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل تجربة المستخدم، وميزة نانو بانانا تمثل خطوة جديدة جدا نحو تحويل تطبيقات المراسلة إلى منصات تفاعلية متكاملة، حيث يصبح بإمكان المستخدمين التعبير عن أفكارهم بصريًا كما يعبرون عنها بالكلمات، رغم أن الطريق لا يزال في مراحله التجريبية.

مستقبل التواصل سيتجاوز النصوص والصور

إلا أن المؤشرات كلها تشير إلى أن مستقبل التواصل سيتجاوز النصوص والصور الثابتة، ليصل إلى تجارب مخصصة يولدها الذكاء الاصطناعي و في اللحظة نفسها، فربما في القريب العاجل، لن يقتصر علي إرسال الرسائل او على الكلمات فقط، بل سيصبح كل محادثة تجربة فنية فريدة تولدها الخوارزميات بدقة عاليه جدا وإبداع.