اخبار التكنولوجيا

ميزة جديدة في خرائط آبل تثير الجدل بسبب تتبع المواقع

تعرف على اهم المميزات الموجوده في خرائط ابل

اثارت شركة آبل الأمريكية مؤخرًا موجة من الجدل بعد إطلاقها ميزة جديدة داخل تطبيق خرائط آبل Apple Maps تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم عبر تتبع موقعه الجغرافي بشكل أكثر دقة واستمرارية وبينما رأت الشركة أن هذه الميزة ستسهم في تعزيز دقة الخرائط وتسهيل التنقل عبر عدد كبير جدا من المستخدمين وخبراء الخصوصية عن قلقهم من أن الخاصية الجديدة قد تفتح الباب أمام انتهاكات محتملة للخصوصية أو إساءة استخدام البيانات الشخصية

ميزة جديدة في خرائط آبل تثير الجدل بسبب تتبع المواقع

تعتبر شركة آبل من أبرز الشركات التي دائمًا ما تروج لكونها حارسا قويا لخصوصية المستخدمين، إلا أن الخطوة الأخيرة والتي جعلت الكثيرين من الأشخاص يعيدون النظر في هذه الصورة، متسائلين عما إذا كانت الميزة الجديدة وانها تمثل تحولا في سياسة الشركة تجاه جمع البيانات، ولكن ما لم يرق للكثير من المستخدمين هو أن هذه الميزة تعمل بشكل افتراضي بعد التحديث الأخير لنظام iOS، دون أن يتم تنبيه المستخدمين بوضوح أو طلب إذن مباشر لتفعيلها.

تفاصيل الميزة الجديدة

الميزة الجديدة التي أثارت الجدل تعرف باسم التتبع الدائم للموقع في الخلفية، وتعمل على تسجيل تحركات المستخدم في الوقت الفعلي حتى عندما لا يكون تطبيق الخرائط مفتوحا، الهدف المعلن من آبل هو توفير تجربة تنقل أكثر سلاسة ودقة، بحيث يستطيع التطبيق التعرف على الطرق التي يسلكها المستخدم عادةً، وتقديم اقتراحات ذكية بناءً على نمط حركته اليومي،فعلى سبيل المثال، إذا كان المستخدم يتجه كل صباح إلى مكان عمله في وقت محدد، يمكن للتطبيق أن يتنبأ بالوجهة ويقترح أسرع طريق قبل حتى أن يفتح المستخدم الخرائط بنفسه، كما أن آبل تؤكد أن هذه الخاصية تساعد في تحسين دقة بيانات المرور وحالات الطرق بشكل عام، إذ تعتمد الشركة على المعلومات المجمعة من ملايين الأجهزة لتحديث الخرائط في الوقت الحقيقي.

ردود فعل المستخدمين

منذ إطلاق الميزة، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات المستخدمين الغاضبين، الذين أعربوا عن استيائهم من الطريقة الصامتة التي فعلت بها الخاصية دون إشعار واضح، واعتبر البعض أن ما قامت به الشركة يناقض فلسفتها المعلنة حول احترام خصوصية المستخدم، ومن ناحية أخرى، صرح بعض الخبراء في مجال أمن المعلومات بأن آبل وإن كانت تستخدم تقنيات تشفير متقدمة للحفاظ على أمان البيانات، فإن جمع هذا الكم من المعلومات الجغرافية الدقيقة يشكل خطراً محتملا، خاصة إذا ما تم اختراق النظام أو إساءة استخدام البيانات داخليا.

الذي تحدث عنه خبير الخصوصية مايكل هاريسون

حتى مع كل الضمانات التي تقدمها آبل، لا يمكن إنكار أن تتبع المواقع المستمر يفتح بابا واسعا لمخاطر الخصوصية، يجب على المستخدمين أن يكونوا هم من يقررون ما إذا كانوا يريدون مشاركة بيانات تحركاتهم أم لا، وليس النظام الذي يقرر نيابة عنهم.

موقف شركة آبل

ردت آبل سريعًا على الجدل الدائر بإصدار بيان رسمي أكدت فيه أن الميزة الجديدة تهدف فقط إلى تحسين أداء الخرائط، وأن جميع البيانات المتعلقة بالموقع يتم معالجتها محليا على الجهاز، وليس على خوادم الشركة، وأنها لا تستخدم في الإعلانات أو أي أغراض تجارية، وأضافت الشركة أن المستخدمين يملكون التحكم الكامل في إعدادات الخصوصية، ويمكنهم إيقاف التتبع في أي وقت من خلال الإعدادات، مشيرة إلى أن خرائط آبل لا تربط البيانات المكانية بهوية المستخدم أو حسابه الشخصي، إلا أن البيان لم ينجح في تهدئة الانتقادات بالكامل، إذ يرى البعض أن مجرد جمع البيانات حتى وإن كانت مجهولة الهوية يظل مصدر قلق في ظل تزايد حوادث الاختراقات الإلكترونية عالميا.

كيف يمكنك تعطيل ميزة تتبع المواقع الجديدة؟

لمن يرغب في حماية خصوصيته وتعطيل الميزة الجديدة، يمكن اتباع الخطوات التالية داخل نظام iOS وهي تكون كالاتي:

  • افتح الإعدادات Settings على جهازك الآيفون.
  • اختر الخصوصية والأمان Privacy & Security .
  • اضغط على خدمات الموقع Location Services.
  • مرر لأسفل حتى تصل إلى تطبيق خرائط آبل Apple Maps.
  • قم بتغيير الإعداد إلى أثناء استخدام التطبيق فقط While Using the App بدلا من دائمًا Always.

الجدل بين الخصوصية والتجربة الذكية

القضية الحالية تعكس الصراع الدائم بين راحة المستخدم وتوفير تجربة ذكية من ناحية، وبين الحفاظ على الخصوصية من ناحية أخرى فبينما تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وجوجل لتحسين خدماتها اعتمادا على البيانات الضخمة، يزداد قلق المستخدمين بشأن كيفية استخدام تلك البيانات لاحقًا، الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحليل تحركات المستخدمين وتوقع سلوكهم المستقبلي يجعل الحياة أسهل في بعض الجوانب، لكنه في المقابل يخلق تحديات أخلاقية وقانونية كبيرة، فهل يمكن أن تستمر الشركات في جمع وتحليل بياناتنا دون أن تمس خصوصيتنا؟ أم أن حدود الخصوصية تتقلص تدريجيًا أمام موجة التطور التكنولوجي؟

مقارنة مع خدمات أخرى

الجدير بالذكر أن تطبيقات مثل Google Maps وWaze كانت منذ سنوات تستخدم ميزات مشابهة لتتبع المواقع في الخلفية لكن آبل كانت دائمًا تقدم نفسها كبديل أكثر أمانا واحتراما للبيانات الشخصية، وهو ما يجعل الجدل الحالي أكثر حساسية، وفي المقابل، يرى بعض الخبراء أن ميزة خرائط آبل الجديدة لا تختلف كثيرًا من الناحية التقنية عن تلك التي تقدمها الشركات المنافسة، إلا أن الفارق هو في كيفية عرضها وتفعيلها للمستخدمين، إذ لم يتم إبلاغ المستخدمين بها بالشكل الكافي.

مستقبل الخصوصية في منتجات ابل

تاريخيا، حاولت آبل دائمًا أن تميز نفسها عن بقية شركات التقنية الكبرى بموقفها الصارم تجاه الإعلانات وجمع البيانات، فقد رفضت مرارًا التعاون مع جهات خارجية للحصول على بيانات المستخدمين لأغراض تجارية، وركزت علي كل معايير الأمان مثل تشفير iMessage وFace ID وغيرها، ولكن في ظل سعيها لتطوير خدماتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، يبدو أن الشركة بدأت تتوسع في جمع المعلومات المكانية لتحسين الأداء السؤال الذي يطرحه الخبراء الآن هو، إلى أي مدى يمكن الحفاظ على هذا التوازن بين الخصوصية والتقنية.

نصائح عامة لحماية الخصوصية

بجانب تعطيل تتبع المواقع داخل خرائط آبل، ينصح المستخدمون باتباع مجموعة من الخطوات لحماية بياناتهم، من خلال مراجعة أذونات التطبيقات بانتظام والتأكد من أنها لا تصل إلى بيانات الموقع دون حاجة، وتعطيل خاصية التتبع عبر التطبيقات App Tracking Transparency، لمنع الشركات من مشاركة البيانات الإعلانية، واستخدام الشبكات الآمنة Wi-Fi، وعدم تفعيل الموقع الجغرافي أثناء الاتصال بشبكات عامة، وتحديث النظام باستمرار لتجنب الثغرات الأمنية، وايضا استخدام وضع الخصوصية المحسنة في متصفح Safari لتقليل تتبع المواقع.

خطوه متقدمة من الناحيه التقنيه لكنها تطرح تساؤلات حول خصوصيه في العصر الرقمي

في النهاية، يمكن القول إن ميزة تتبع المواقع الجديدة في خرائط آبل تمثل خطوة متقدمة من الناحية التقنية، لكنها في الوقت نفسه تطرح تساؤلات جادة حول حدود الخصوصية في العصر الرقمي، ففي الوقت الذي تستفيد فيه آبل من الذكاء الاصطناعي والبيانات لتحسين تجربة المستخدم، لا بد أن تضع في الاعتبار أن الثقة التي بنتها على مدى سنوات يمكن أن تتأثر إذا شعر المستخدمون بأن بياناتهم تجمع دون موافقتهم الكاملة، وبين مؤيد يرى أنها ميزة مفيدة لتطوير الخدمة، ومعارض يخشى من توسع الشركات في مراقبة المستخدمين، يبقى الخيار في النهاية بيد المستخدم نفسه، إما الاستفادة من الذكاء التنبؤي، أو الحفاظ على الخصوصية المطلقة بإيقاف التتبع تمامًا.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى