اخبار التكنولوجيا

تحديث جديد من فيس بوك يمنح المستخدمين تحكمًا في مقاطع الفيديو

تعرف على التحديث الجديد من الفيس بوك

في خطوة جديدة تؤكد استمرار تحول فيسبوك نحو تعزيز تجربة المستخدمين وتخصيص المحتوى وفقًا لكل تفضيلاتهم الشخصية أعلنت شركة ميتا Meta عن تحديث شامل في خوارزميات عرض الفيديوهات على المنصة يهدف إلى منح كل المستخدمين تحكمًا أكبر في نوعية المقاطع التي تظهر لهم سواء في صفحة آخر الأخبار أو في قسم الريلز Reels القصيرة

تحديث جديد من فيس بوك يمنح المستخدمين تحكمًا غير مسبوق في مقاطع الفيديو

ويأتي هذا التحديث في وقت يشهد فيه قطاع التواصل الاجتماعي تنافسا محمومًا بين المنصات الكبرى مثل تيك توك، و يوتيوب، و انستجرام على جذب المستخدمين من خلال تجربة الفيديو القصير المخصص والمثير للاهتمام، مما يجعل خطوة فيس بوك الجديدة محاولة واضحة للحفاظ على موقعه في هذا السباق والذكاء الاصطناعي، الخصوصية، وتجربة المستخدم ثلاثة محاور أصبحت تشكل ملامح المرحلة الجديدة في مسيرة فيس بوك، الذي يسعى لاستعادة ثقة الملايين في زمن أصبحت فيه الخوارزميات، جزءًا من حياتنا اليومية أكثر من أي وقت مضى.

خلفية القرار: من خوارزميات التوصية إلى التخصيص الذكي

منذ سنوات، اعتمد فيسبوك على خوارزميات توصية المحتوى التي تستند إلى سلوك المستخدمين الإعجابات، المشاركات، مدة المشاهدة، والتفاعل العام، لكن مع التغير الكبير في عادات المشاهدة، خصوصًا بعد انتشار الفيديوهات القصيرة على تيك توك، أصبح من الضروري أن تتطور الخوارزميات لتصبح أكثر مرونة و تفاعلاً مع المستخدم نفسه، وليس فقط مع بياناته السابقة.

خوارزمية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي

بحسب بيان ميتا الأخير، فإن الخوارزمية الجديدة تعتمد على مزيج من الذكاء الاصطناعي، المتقدم ونظام التعلم الآلي المستمر لتفهم تفضيلات المستخدم في الوقت الفعلي، فبدلا من الاعتماد فقط على ما شاهده المستخدم سابقا، أصبحت المنصة قادرة على التقاط الإشارات الدقيقة أثناء المشاهدة، مثل مدة توقف المستخدم عند بالفيديو، ردود فعله العاطفية من خلال الإيموجي والتفاعل، وحتى الصوت أو نوع الموسيقى المفضلة لديه.

ما الجديد في التحكم؟

التحديث الأخير يمنح المستخدمين أدوات تخصيص واضحة ومباشرة داخل التطبيق نفسه، بدلا من أن تفرض الخوارزمية المحتوى، أصبح بإمكان المستخدم، اختيار شاهد المزيد من هذا النوع عند ظهور فيديو يعجبه، لتوجيه الخوارزمية نحو المحتوى المشابه، تحديد شاهد أقل من هذا النوع عندما يكون الفيديو غير مرغوب فيه، ما يجعل النظام يقلل من عرض هذا النوع من المقاطع مستقبلا، وتخصيص صفحة الفيديوهات عبر فئات جديدة مثل الترفيه، الأخبار، الموسيقى، الرياضة، وغيرها، وتعديل تفضيلات المحتوى الصوتي، مثل اختيار نوع الموسيقى أو اللغة التي يفضلها المستخدم في الفيديوهات القصيرة، وبهذا الشكل، يصبح المستخدم شريكا فعليًا في تشكيل تجربته على فيسبوك، بدلا من أن يكون مجرد متالق سلبي للمحتوى الذي يختاره النظام.

الذكاء الاصطناعي في قلب التجربة الجديدة

لم يأت هذا التحديث بمعزل عن التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي، فيما أوضحت أن الخوارزمية الجديدة تستخدم نموذجا متطورا يعرف باسم AI-driven Personalization Engine، وهو النظام نفسه الذي طُبّق مؤخرًا في تطبيق Threads ومنصة Instagram Reels، ويعتمد هذا النظام على تحليل ملايين المقاطع يوميًا لفهم الأنماط السلوكية والتوجهات العامة للمستخدمين.

من الآن أصبح للخوارزمية التعرف على المحتوى

كما أصبح بإمكان الخوارزمية التعرف على المحتوى البصري و السمعي بدقة أعلى، بحيث يمكنها مثلاً فهم أن المستخدم يفضل مقاطع الطبخ التي تحتوي على موسيقى هادئة وصور قريبة من الطعام، وليس مجرد مقاطع طبخ بشكل عام، الميزة الكبرى هنا أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على اقتراح الفيديوهات الجديدة، بل أيضًا يتعلم من قرارات المستخدم أثناء المشاهدة فإذا أوقف المستخدم الفيديو بعد 10 ثوان، يفسر النظام ذلك كعلامة على عدم الاهتمام، ويقوم بتعديل ترشيحاته الفورية.

فيس بوك ضد تيك توك: سباق الهيمنة على الشاشة الصغيرة

يبدو أن الهدف الخفي وراء هذا التحديث هو منافسة تيك توك بشكل مباشر، فبينما حقق التطبيق الصيني شعبية هائلة بفضل خوارزمية التي تظهر للمستخدم ما يحبه بدقة مدهشة، يسعى فيسبوك لاستعادة هذا التفوق باستخدام أدوات مشابهة ولكن مع عنصر الخصوصية والتحكم الذاتي الذي يفتقر إليه تيك توك جزئيا، فيس بوك يرى أن التخصيص اليدوي أي السماح للمستخدم بتحديد ما يريد وما لا يريد هو الخطوة التالية في تطور تجربة الفيديو، فبدلا من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي، يوازن النظام الجديد بين الذكاء الآلي والتحكم الإنساني، وهي نقطة تعتبرها ميتا أساسية لاستعادة ثقة الجمهور بعد الانتقادات السابقة التي وجهت لها بسبب خوارزميات الإدمان.

تحسين التفاعل وتقليل الإدمان

من النقاط اللافتة في الإعلان أن ميتا لا تركز فقط على زيادة المشاهدات، بل أيضًا على جعل الوقت الذي يقضيه المستخدم أكثر فائدة وإيجابية، فقد صرح أحد مهندسي الشركة بأن الهدف هو تحسين جودة التجربة بدلا من مجرد إطالة مدتها، بمعنى آخر، الخوارزمية الجديدة لا تبحث فقط عن كيفية ابقاء المستخدم أطول وقت ممكن على التطبيق، بل عن كيفية تقديم محتوى يشعره بالرضا والراحة النفسية، وتشير بيانات أولية من اختبارات النظام في كندا والهند إلى أن المستخدمين الذين جربوا التحديث الجديد انخفضت مدة المشاهدة اليومية لديهم بنسبة 8%، لكن مستوى الرضا العام ارتفع بنسبة 25%، وهو ما تعتبره ميتا دليلاً على نجاح نهج التفاعل الذكي بدلاً من الإدمان السلبي.

التحديث يشمل ريلز والفيديوهات الطويلة

الميزة الجديدة لا تقتصر على مقاطع الريال القصيرة فقط، بل تمتد لتشمل الفيديوهات الأطول التي تظهر في الصفحات العامة والمجموعات، فيمكن للمستخدم مثلاً أن يحدد أن اهتمامه بالموضوعات العلمية يجب أن يكون في المقاطع الطويلة فقط، بينما يفضل أن تكون المقاطع القصيرة ترفيهية أو موسيقية، كما ستُضاف خلال الأسابيع المقبلة أدوات تحكم بالصوت والترجمة داخل الفيديوهات، مما يتيح للمستخدمين من مختلف اللغات التفاعل مع محتوى عالمي بطريقة أكثر سلاسة.

ردود الفعل الأولى من المستخدمين والمبدعين

الآراء الأولية حول التحديث جاءت متباينة،ففي حين رحب عدد من المستخدمين بفكرة التحكم في نوعية الفيديوهات، عبر بعض صناع المحتوى عن مخاوف من أن يؤدي هذا إلى انخفاض في معدل الوصول الطبيعي Reach مقاطعهم، وخصوصا إذا بدأ المستخدمون في تقليل ظهور أنواع معينة من المحتوى، لكن ميتا أكدت أن النظام الجديد لا يعاقب المبدعين، بل بالعكس يمنحهم رؤية أوضح عن جمهورهم الحقيقي، فبدلاً من عرض الفيديوهات على جمهور واسع غير مهتم، ستصل المقاطع الآن إلى فئة مهتمة فعلاً، وهو ما قد يزيد التفاعل الفعلي حتى لو قلّ عدد المشاهدات الكلي.

تحول استراتيجي داخل ميتا

يرى محللون أن هذه الخطوة تعكس تحولاً استراتيجيا عميقا داخل ميتا، فبعد سنوات من التركيز على الإعلانات والمحتوى المدعوم، يبدو أن الشركة بدأت تدرك أن المستقبل يكمن في التجربة الشخصية المخصصة، التي تجعل كل مستخدم يشعر بأن تطبيقه مختلف عن الآخرين، وبحسب تقارير داخلية، تعمل ميتا حاليًا على مشروع مواز يسمى Meta Vision، يهدف إلى توحيد تجربة الفيديوهات بين فيس بوك و انستجرام، بحيث تصبح الخوارزمية قادرة على تحليل تفضيلات المستخدم عبر المنصتين معًا.

الجانب الأخلاقي والخصوصية

كما هو الحال مع أي تطور تقني كبير، يثير التحديث الجديد تساؤلات حول الخصوصية، في جمع البيانات الدقيقة عن سلوك المشاهدة قد يفتح الباب أمام مخاطر تتعلق باستخدام تلك المعلومات في الإعلانات أو في إنشاء ملفات سلوكية مفصلة عن المستخدمين، ميتا من جانبها أكدت أن النظام الجديد يلتزم بأعلى معايير حماية البيانات، وأن جميع التخصيصات تُخزّن محليا على حساب المستخدم، ويمكنه حذفها أو إعادة ضبطها في أي وقت من خلال إعدادات الخصوصية.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى