شاهد .. شاب تركي لم يستحم منذ ثلاث سنوات.. القصة الكاملة وراء أغرب حالة في العالم

القصة التي هزّت مواقع التواصل
في واحدة من أغرب القصص التي تصدرت عناوين الأخبار حول العالم، أثار شاب تركي الجدل الواسع بعد أن اعترف بأنه
لم يستحم منذ أكثر من ثلاث سنوات كاملة، مؤكدًا أن قراره لم يكن بدافع الكسل أو الفقر، بل عن قناعة شخصية
وفلسفة خاصة يرى أنها تحافظ على “توازن جسده الطبيعي” كما يقول.
القصة التي بدأت بمقطع فيديو قصير على منصات التواصل الاجتماعي سرعان ما تحولت إلى قضية نقاش عام في تركيا،
بعدما ظهر الشاب وهو يبرر موقفه بطريقة علمية غريبة أثارت حيرة المتابعين وأطباء الجلد على حد سواء.
من هو هذا الشاب الغامض؟
الشاب يُدعى أوزان كايا، يبلغ من العمر 27 عامًا، ويعيش في مدينة إزمير التركية.
كان يعمل في مجال التصميم الحر ويعيش حياة عادية قبل أن يتبنى هذا النمط الغريب من “العيش الطبيعي”
كما يسميه هو، والذي يتضمن الامتناع الكامل عن استخدام الماء والصابون أو أي مواد تنظيف صناعية.
يقول أوزان في أحد المقاطع التي انتشرت له على الإنترنت:
“أنا لا أكره النظافة، لكنني أؤمن أن الطبيعة قادرة على تنظيف نفسها دون تدخل البشر. الجسم يعرف كيف
يتوازن إذا لم نرهقه بالكيماويات.”
رحلته الغريبة نحو “التحرر من الصابون”
بدأ الأمر منذ حوالي ثلاث سنوات حين قرأ أوزان مقالاً عن تأثير الصابون والمنظفات على البكتيريا النافعة في الجلد.
ومع الوقت، بدأ يقتنع بفكرة أن الإفراط في النظافة قد يضر أكثر مما ينفع. قرر حينها أن يجرب الامتناع عن الاستحمام لمدة أسبوعين فقط،
لكنه فوجئ – بحسب قوله – بأن بشرته “تأقلمت” بسرعة وأن رائحته لم تكن سيئة كما توقع.
بعد مرور شهر، شعر أن جسمه أصبح أكثر “راحة” وأنه لم يعد يحتاج إلى الغسيل اليومي بالماء.
ومنذ ذلك الحين، قرر الاستمرار في التجربة التي تحولت لاحقًا إلى نمط حياة دائم.
ردود الفعل على مواقع التواصل
فور انتشار قصته، انقسمت ردود الأفعال على السوشيال ميديا بين مؤيد وساخر وغاضب.
بعض الأشخاص رأوا أن ما يفعله هو نوع من “الجنون”، بينما اعتبر آخرون أنه تجربة علمية تستحق الدراسة.
البعض كتب تعليقات ساخرة مثل: “حتى الفيروسات نفسها هربت منه!”،
بينما كتب آخرون رسائل دعم مؤكدين أن الفكرة ليست جديدة، وأن هناك تيارًا عالميًا يُعرف باسم
“No Soap Movement” أو “حركة بدون صابون”، يضم آلاف الأشخاص حول العالم.
آراء الأطباء والمختصين
الأطباء لم يقفوا صامتين أمام القصة، بل أطلقوا تحذيرات قوية من خطورة هذه الممارسات على الصحة العامة.
الدكتور أحمد يلماز، أخصائي الأمراض الجلدية في جامعة أنقرة، صرّح بأن الجلد يحتاج إلى تنظيف دوري لإزالة العرق والدهون والبكتيريا الضارة.
وقال:
“الجسم ينتج خلايا ميتة باستمرار، وإذا لم تُزال، فإنها تسدّ المسام وتتسبب في التهابات جلدية مزمنة.”
بينما أشار خبير آخر إلى أن الامتناع الكامل عن الاستحمام يؤدي إلى تراكم ما يُعرف بـ«الطبقة الدهنية الميكروبية»
التي قد تُسبب أمراضًا جلدية خطيرة مثل الإكزيما أو الفطريات.
الفلسفة وراء قراره الغريب
أوزان كايا يصف نفسه بأنه “إنسان طبيعي” يسعى إلى إعادة الاتصال مع الطبيعة بعيدًا عن الحياة الصناعية.
يقول إنه يعيش في كوخ صغير خارج المدينة، ويعتمد على الأطعمة العضوية والمياه الجوفية للشرب فقط،
دون أي تدخل كيميائي في حياته اليومية.
يرى أوزان أن الروائح الجسدية ليست بالضرورة شيئًا سيئًا، بل هي جزء من “هوية الإنسان البيولوجية”.
ويؤمن أن النظام الحديث فرض معايير نظافة مصطنعة جعلت الناس مهووسين بالمظهر والرائحة أكثر من الصحة الحقيقية.
هل هناك تجارب مشابهة في العالم؟
نعم، فالقصة ليست الأولى من نوعها. فقد اشتهر في الولايات المتحدة رجل يُدعى
ديف ويتنر لم يستحم منذ أكثر من 12 عامًا، وكان يزعم أن جلده أصبح “أنظف طبيعيًا”
بفضل بكتيريا نافعة تعيش على سطح الجلد.
كما أن هناك قبائل في إفريقيا وآسيا لا تستخدم الماء إلا في أوقات محددة، وتعتمد على الرمال أو الرماد
كوسيلة طبيعية للتنظيف. هذا ما يجعل ظاهرة “العيش دون استحمام” موجودة في ثقافات مختلفة منذ قرون.
الجانب النفسي من القصة
علماء النفس يرون أن وراء هذه السلوكيات ما يُعرف بـ“اضطراب كرب ما بعد النظافة”،
وهو نوع من التمرد النفسي على القواعد الاجتماعية المفروضة.
البعض يفعلها بدافع فلسفي، والآخر بدافع رفض الضغوط المجتمعية التي تحدد حتى كيف يجب أن نشمّ أو نبدو.
كما أشار الباحث التركي مصطفى ديمير إلى أن أوزان ربما يعبّر عن شعور بالعزلة أو
رفض للحياة المدنية الحديثة، محاولًا إيجاد هويته الخاصة في “الابتعاد عن المألوف”.
رد فعل أسرته والمقربين منه
والدته كانت أول من عبّر عن صدمتها من قراره، إذ قالت في تصريحات صحفية:
“في البداية ظننت أنه يمزح، لكنه فعلاً لم يقترب من الماء منذ سنوات. حاولنا إقناعه مرارًا لكنه يرفض.”
أما أصدقاؤه، فبعضهم ابتعد عنه تمامًا، بينما ظل عدد محدود يدافع عنه معتبرين أن ما يفعله “حرية شخصية”
طالما لا يؤذي أحدًا.
التأثير الاجتماعي للقصة
هذه الواقعة فتحت بابًا واسعًا للنقاش في المجتمع التركي حول مفاهيم النظافة،
والحدود بين الحرية الفردية والصحة العامة.
فهل يحق للفرد أن يعيش وفق قناعاته ولو كانت مضرة بالصحة؟ أم يجب أن تفرض الدولة قوانين تحافظ على السلامة العامة؟
بعض الجمعيات الصحية طالبت بإطلاق حملات توعية عن أهمية النظافة،
بينما استغل آخرون القصة للسخرية من أسلوب الحياة الغربية التي تفرض معايير مبالغ فيها للنظافة الشخصية.
المفارقة الغريبة: رائحته لم تكن سيئة كما يُتوقع!
وفقًا لتقارير صحفية محلية، فإن فريقًا من الباحثين في جامعة إسطنبول قرر إجراء فحص طبي على أوزان بعد أن وافق
على المشاركة في دراسة حول تأثير الامتناع عن الاستحمام على الجلد.
وكانت النتيجة مفاجئة: لم يكن جسده يصدر رائحة كريهة كما ظن الجميع!
الباحثون أوضحوا أن جسمه قد طوّر نظامًا ذاتيًا متوازنًا لإفراز الزيوت الطبيعية، مما قلل نمو البكتيريا الضارة.
ومع ذلك، شددوا على أن هذه الحالة “فريدة جدًا ولا يمكن تعميمها”.
رؤية العلماء بين العلم والخرافة
أوضح علماء الأحياء أن هناك نوعين من البكتيريا يعيش على الجلد: الضار والنافع.
النظافة الزائدة تقتل النوعين معًا، بينما الامتناع عنها تمامًا يخلق بيئة خصبة لنمو الضار.
لذلك فإن التوازن هو الحل الأمثل.
وقال الدكتور “أحمد أوزتورك” إن حالة أوزان استثنائية لأنها قد تكون ناتجة عن تركيبة بيولوجية خاصة في جلده
أو نظامه الغذائي النباتي الصارم، مما جعله لا يصدر الروائح المعتادة.
من الجدال إلى الشهرة
رغم الجدل، أصبح أوزان كايا الآن من أشهر الشخصيات على الإنترنت في تركيا.
تلقى دعوات من برامج تلفزيونية، وتحوّل إلى “ظاهرة” يراها البعض رمزا للتحرر من قواعد المجتمع الحديث.
بل وأطلق قناة على يوتيوب يتحدث فيها عن فلسفة “العيش الطبيعي بلا كيمياء”.
القناة حصدت مئات الآلاف من المتابعين، وبدأ يتلقى دعمًا من متاجر تبيع منتجات عضوية تدّعي أنها “صديقة للبكتيريا النافعة”.
لمشاهدة الفيديو اضغط الزر بالاسفل






