أفشة يلبي طلب الصحفي الفلسطيني أنس النجار: «مستنيك تنور مصر والأهلي»
رسالة إنسانية تتجاوز حدود الرياضة

موقف إنساني يلفت الأنظار.. نجم الأهلي يوجه رسالة حب وتقدير إلى الصحفي الفلسطيني
في لفتة إنسانية نادرة، أعاد نجم النادي الأهلي والمنتخب المصري محمد مجدي أفشة التأكيد على أنه ليس مجرد لاعب كرة قدم بارع داخل المستطيل الأخضر، بل إنسان يحمل في قلبه قدرًا كبيرًا من الود والإنسانية، بعد أن لبّى طلب الصحفي الفلسطيني أنس النجار ودعاه لزيارة مصر والنادي الأهلي، قائلاً في رسالة علنية عبر حساباته الرسمية: «مستنيك تنور مصر والنادي الأهلي».
وقد جاءت هذه الدعوة لتشعل مواقع التواصل الاجتماعي برسائل المودة والتقدير، إذ تفاعل معها آلاف المتابعين من مصر وفلسطين والعالم العربي، معتبرين أنها تجسيد حيّ للعلاقة التاريخية بين الشعبين، وللدور الذي تلعبه الرياضة في بناء الجسور الإنسانية وتوحيد القلوب.
القصة تبدأ من رسالة بسيطة
تعود تفاصيل القصة إلى تدوينة نشرها الصحفي الفلسطيني أنس النجار عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقًا)، عبّر فيها عن حبه للنادي الأهلي المصري وتقديره الكبير للنجم أفشة، قائلاً إنه يتمنى يومًا أن يزور مصر ويحضر مباراة للأهلي من المدرجات في استاد القاهرة وسط جماهير القلعة الحمراء.
وبعد ساعات قليلة، فاجأه أفشة برد مؤثر قائلاً: «يا أنس، مستنيك تنور مصر والأهلي في أي وقت، وشرف كبير لينا نشوفك في المدرجات بين جمهورنا العظيم»، مضيفًا رموزًا تعبّر عن القلب والعلمين المصري والفلسطيني. لتتحول هذه الرسالة البسيطة إلى موجة من التفاعل تجاوزت ملايين المشاهدات خلال ساعات قليلة.
تفاعل واسع من الجماهير المصرية والعربية
لم تمر دعوة أفشة مرور الكرام، فقد لاقت إشادة كبيرة من الجماهير المصرية التي اعتادت على رؤية نجمها المفضل قريبًا من الناس والبسطاء. لكن هذه المرة كان البعد الإنساني أعمق وأجمل، إذ عبّر آلاف المغردين من فلسطين عن امتنانهم لهذه اللفتة، مؤكدين أن «أفشة» أعاد البسمة إلى وجوههم في وقت تشتد فيه المعاناة اليومية.
وكتب أحد المشجعين الفلسطينيين: «مش بس نجم في الكورة، نجم في الأخلاق.. شكراً يا أفشة من قلب فلسطين»، بينما علّق آخر من غزة قائلاً: «مصر وفلسطين دايمًا قلب واحد، وأفشة نموذج للروح الجميلة اللي بنحبها». حتى أن بعض الإعلاميين المصريين وصفوا الموقف بأنه «أكبر من مجرد تفاعل على السوشيال ميديا، بل رسالة تضامن حقيقية».
من هو أنس النجار؟ الصحفي الذي لفت أنظار أفشة
أنس النجار هو أحد الصحفيين الرياضيين الفلسطينيين الشباب، يعمل في تغطية كرة القدم العربية، وله جمهور كبير على المنصات الرقمية. يشتهر بأسلوبه الهادئ والمحب لكرة القدم المصرية، خاصة للنادي الأهلي الذي يتابعه منذ سنوات. وقد كتب مرارًا عن روح الأهلي وتاريخه في البطولات القارية.
ويقول أنس في أحد مقاطع الفيديو: «أنا فلسطيني عاشق للأهلي، وكل ما بشوف أفشة بفتكر لحظة هدفه في كايزر تشيفز، حسيت إننا كلنا اتولدنا نفرح معاه». لذا عندما جاء رد أفشة على تغريدته، وصفه بأنه «أجمل لحظة في حياته المهنية» وشكر الجماهير المصرية على دفئها ومحبتها.
أفشة.. نجم المواقف قبل المهارات
منذ ظهوره في الأهلي عام 2019، لم يكن محمد مجدي أفشة مجرد صانع ألعاب عبقري؛ بل أصبح رمزًا للروح المرحة والإنسانية التي تُذكّر بجيل اللاعبين الذين حملوا رسالة النادي الاجتماعية قبل الكروية. وقد اشتهر بمواقفه الإنسانية، سواء بدعمه للأطفال المرضى أو مشاركته في حملات تبرع للمحتاجين.
وفي أكثر من مناسبة، أكد أفشة أن “الشهرة الحقيقية ليست في تسجيل الأهداف فقط، بل في رسم البسمة على وجوه الناس”. وهذه القناعة تجلت بوضوح في تفاعله مع الصحفي الفلسطيني، الذي رأى فيه الكثيرون لفتة نبيلة تتجاوز حدود كرة القدم.
العلاقة التاريخية بين الأهلي وفلسطين
لطالما ارتبط النادي الأهلي بعلاقات تاريخية مع فلسطين. ففي أكثر من مناسبة، عبّر جمهور الأهلي عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، سواء من خلال اللافتات في المدرجات أو عبر الحملات التضامنية التي يقودها اللاعبون والإدارة.
كما سبق للأهلي أن استقبل وفودًا رياضية فلسطينية في القاهرة، وأهدى قمصانًا تذكارية تحمل شعار “تحيا فلسطين” في أكثر من مباراة. وفي المقابل، يعتبر كثير من الفلسطينيين النادي الأهلي ناديهم الثاني، ويحتفظون بصور وأعلام النادي في بيوتهم ومقاهيهم.
ولذلك لم يكن غريبًا أن يحظى تفاعل أفشة مع الصحفي الفلسطيني بهذا الزخم، لأنه يأتي امتدادًا طبيعيًا لتلك الروابط العاطفية القديمة التي تجمع الشعبين في مواقف الأخوة والوفاء.
الرياضة كجسر إنساني بين الشعوب
أثبتت هذه الواقعة أن كرة القدم ليست مجرد لعبة تنافسية، بل جسر إنساني حقيقي يمكن أن يوصل رسائل المحبة والتضامن بين الشعوب، حتى في أصعب الأوقات. فقد تحولت تغريدة بسيطة إلى مساحة أمل في عالم يملؤه التوتر والحروب.
ويؤكد خبراء الرياضة أن مثل هذه المواقف تخلق صورة إيجابية عن اللاعبين المصريين والعرب في الخارج، وتعزز فكرة أن «النجومية الحقيقية تُقاس بالتواضع». كما أن التفاعل المتبادل بين الرياضيين والإعلاميين يعكس تطورًا في ثقافة التواصل، إذ باتت الرياضة وسيلة للتقارب الثقافي والاجتماعي.
رد فعل الأهلي الرسمي وجماهيره
أشاد عدد من أعضاء إدارة النادي الأهلي بالموقف الإنساني الذي قام به اللاعب، مؤكدين أن «أفشة» يجسد قيم النادي في التواضع والاحترام. وقال أحد مسؤولي التواصل بالنادي: «الأهلي مؤسسة قيم قبل أن يكون نادٍ بطولات، وما فعله أفشة يؤكد أن الروح الحمراء تمتد خارج الملعب».
أما جمهور الأهلي، فقد احتفى بالواقعة بشكل واسع، حيث انتشرت على مواقع التواصل صور لأفشة تحمل العلمين المصري والفلسطيني، مع تعليقات مثل «الأهلي دايمًا في ضهر فلسطين» و«من مصر إلى فلسطين.. رسالة حب مش هتنتهي».
بل إن بعض مشجعي الأهلي اقترحوا على إدارة النادي توجيه دعوة رسمية للصحفي الفلسطيني لحضور مباراة في استاد القاهرة كضيف شرف خلال إحدى البطولات المقبلة.
أفشة والرسائل الإنسانية المتكررة
لم تكن هذه المرة الأولى التي يلفت فيها أفشة الأنظار بموقف إنساني. فقد سبق أن تبرع بمبالغ مالية لعلاج أطفال مرضى، وزار مراكز رعاية أيتام بعيدًا عن الأضواء. كما كان أول من أطلق مبادرة “افرح ووزع خير” خلال شهر رمضان، والتي ساعدت مئات الأسر البسيطة في محافظات مصر.
وفي عام 2023، خصص مكافأة شخصية من إحدى البطولات لصالح إعادة إعمار منازل تضررت من السيول في الصعيد. وقال في تصريح سابق: «الشهرة أمانة، ولو الواحد استخدمها للخير تبقى هي المكسب الحقيقي».
لذلك، يرى كثير من جماهير الأهلي أن موقفه الأخير تجاه الصحفي الفلسطيني امتداد طبيعي لشخصيته الإنسانية التي لا تنفصل عن هويته كلاعب ملتزم بقيم ناديه وجمهوره.
الإعلام العربي يحتفي بالقصة
تناولت وسائل إعلام عربية كبرى الحدث، مثل قناة العربية وسكاي نيوز عربية والجزيرة الرياضية، التي خصصت تقارير مصوّرة حول الموقف، مؤكدة أن “الرسالة التي وجهها أفشة أكبر من كرة القدم، إنها دعوة للتقارب الإنساني في زمن الانقسام.”
كما كتب عدد من الصحفيين الفلسطينيين والعرب مقالات رأي تشيد بموقف اللاعب المصري، واصفين إياه بأنه «خير سفير للأخلاق الرياضية العربية». وعلّق الصحفي الفلسطيني أنس النجار عبر فيديو لاحق: «الكلمة اللي قالها أفشة خلتني أبكي من الفرح.. مصر دائمًا حضن العرب».
تأثير الحدث على صورة اللاعبين المصريين في الإعلام الدولي
أثار الحدث اهتمام وسائل الإعلام الرياضية العالمية التي سلطت الضوء على الجانب الإنساني في كرة القدم المصرية. ونشرت صحيفة ماركا الإسبانية تقريرًا بعنوان: «نجم الأهلي المصري يرسل رسالة حب إلى فلسطين»، معتبرة أن هذا التفاعل “أظهر الوجه الإنساني الجميل لكرة القدم العربية”.
فيما ذكرت شبكة BBC Sport Arabic أن مبادرة أفشة تعكس «روح التضامن الشعبي بين الشعوب العربية، بعيدًا عن السياسة»، وأنها قد تصبح نموذجًا للاعبي الكرة في كيفية استخدام الشهرة لنشر الرسائل الإنسانية.
رمزية الموقف.. بين الكرة والكرامة
لا يمكن النظر إلى ما حدث كحدث بسيط على وسائل التواصل فقط، بل هو مشهد رمزي أعمق، يختصر علاقة الشعوب العربية بالكرة كوسيلة للتعبير عن الانتماء والهوية. فحين يقول أفشة “مستنيك تنور مصر”، فهو لا يتحدث كمجرد لاعب، بل كمصري يفتح قلب بلاده لأشقائه الفلسطينيين.
وهذا الموقف أعاد للأذهان مواقف سابقة لنجوم عرب وقفوا بجانب القضية الفلسطينية، مثل محمد صلاح وأشرف حكيمي، الذين لطالما عبّروا عن تضامنهم بطرق مختلفة. ويؤكد هذا أن كرة القدم أصبحت اليوم لغة عالمية للإنسانية، لا تقل أهمية عن أي خطاب سياسي أو ثقافي.
الجمهور يطالب بلقاء قريب بين أفشة والنجار
بعد انتشار الفيديو والتغريدات، بدأ الجمهور يطالب بلقاء يجمع أفشة بالصحفي الفلسطيني في القاهرة قريبًا، معتبرين أن هذا اللقاء سيكون «رمزًا للأخوة المصرية الفلسطينية» ورسالة أمل للشباب العربي. وقد شارك بعض الإعلاميين المصريين في الدعوة لهذا اللقاء، منهم إبراهيم فايق وإسلام صادق الذين عبّروا عن استعدادهم لتغطية الحدث إعلاميًا إذا تم.
وفي الوقت ذاته، تداول جمهور الأهلي صورًا مُصممة تجمع بين أفشة وأنس النجار في ملعب الأهلي، تحت شعار “من فلسطين لمصر.. كرة تجمعنا”.
خاتمة: أفشة يثبت أن الإنسانية هي أجمل هدف في الملاعب
في زمن تتسارع فيه الأخبار والمنافسات الرياضية، يثبت محمد مجدي أفشة أن أجمل هدف يمكن أن يسجله لاعب كرة قدم ليس بالقدم، بل بكلمة طيبة ولفتة إنسانية صادقة. فقد صنع بتلك العبارة الصغيرة — «مستنيك تنور مصر والأهلي» — ما لم تصنعه أحيانًا مئات المباريات والتصريحات.
لقد أظهر أفشة أن نجم الأهلي هو نجم الإنسانية أيضًا، وأن الرياضة يمكن أن تكون أداة للسلام والمحبة بين الشعوب. وبينما ينتظر الجمهور لقاءه المرتقب مع الصحفي الفلسطيني أنس النجار، تبقى هذه القصة مثالًا خالدًا على أن القلوب حين تتحدث، لا تعرف الحدود ولا السياسة، بل تعرف فقط المحبة الصادقة بين الأشقاء.
وفي النهاية، أثبتت تلك الواقعة أن كرة القدم، رغم صخبها وضغطها، ما زالت قادرة على إحياء المعاني الجميلة للإنسانية — تمامًا كما يفعل أفشة في كل مرة يسجل فيها هدفًا، داخل الملعب وخارجه.