وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الدور الأول لشهادات القراءات للعام 2025

وسط انتظار كبير من الطلاب وأولياء الأمور في مختلف المحافظات، وبعد أيام من الترقب والتساؤلات، أعلن الأزهر الشريف نتيجة الدور الأول لشهادات القراءات للعام الدراسي الحالي، وهي الشهادات التي تعد من أرفع مراحل التخصص في علوم القرآن الكريم، وتكشف كل عام عن مستوى التحصيل والجهد المبذول من الطلاب في هذا المجال المهم والمرتبط ارتباط وثيق بخدمة كتاب الله وتعليمه.
وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الدور الأول لشهادات القراءات للعام 2025
اعتمد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نتيجة الدور الأول لشهادات التجويد العالية التخصص لمعهد القراءات للعام الدراسي الحالي 2024/2025. حيث حضر الدكتور أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم، والدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شؤون القرآن الكريم. وتم الإعلان عن النتيجة عبر بوابة الأزهر الإلكترونية فور اعتمادها، حيث جاءت بعد انتهاء جميع أعمال التصحيح والرصد والمراجعة الدقيقة لضمان الشفافية والدقة، وسط متابعة مباشرة من قيادات قطاع المعاهد الأزهرية لضمان سير العملية بشكل منظم يليق بمكانة معاهد القراءات.
رابط نتيجة شهادات القراءات وخطوات الاستعلام
للاطلاع على نتيجة الدور الأول لشهادات القراءات للعام الدراسي 2024 – 2025 (شهادة إجازة التجويد، شهادة عالية القراءات، شهادة التخصص). يمكن للطلاب الدخول إلى بوابة الأزهر الإلكترونية من خلال الرابط المخصص، وتأتي الخطوات كالآتي:
- اختيار القسم الخاص بنتائج “شهادات القراءات”.
- وبعدها إدخال رقم الجلوس بشكل صحيح في الخانة المخصصة.
- ثم الضغط على زر “عرض النتيجة”.
- ستظهر تفاصيل النتيجة كاملة، شاملاً الاسم، المعهد، التقدير، والدرجات في كل مادة.
نسب النجاح العامة لشهادة إجازة التجويد
بلغت نسبة النجاح العامة للشهادة 42.95% من إجمالي عدد المتقدمين للامتحان وعددهم 4949 طالبًا وطالبة. بينما بلغت نسبة النجاح العامة لشهادة عالية القراءات 38.93% من إجمالي عدد المتقدمين للامتحان وعددهم 1789 طالبًا وطالبة. وبلغت نسبة النجاح العامة لشهادة تخصص القراءات 61.32% من إجمالي عدد المتقدمين للامتحان، وعددهم 1172 طالبًا وطالبة، بنسبة نجاح عامة لشهادات القراءات بلغت 45.45%. وتعكس هذه الأرقام تفاوت مستويات التحصيل بين الشهادات المختلفة. حيث جاءت شهادة التخصص في الصدارة من حيث نسبة النجاح. وهو ما يشير إلى جدية الطلاب في هذا المستوى وارتباطهم العميق بعلم القراءات.
وكيل الأزهر يهنئ الناجحين ويشيد بجهودهم في خدمة القرآن
قدم الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، التهنئة للطلاب الناجحين في شهادات القراءات للعام الدراسي الحالي، معربا عن تقديره لما بذلوه من جهد في تحصيل هذا العلم الشريف، الذي يمثل أحد أرفع التخصصات في علوم القرآن الكريم. وأكد أن تعلم علم التجويد وإتقان القراءات ليس ترفا علميا بل هو واجب شرعي يساهم في صون كتاب الله من التحريف واللحن، موضحًا أن تلك العلوم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحفظ الهوية الدينية واللغوية للأمة. كما حث الطلاب على الاستمرار في التعلم والتعمق، ليكونوا نماذج يحتذى بها في تلاوة القرآن وتعليمه ونشره بين الناس.
جهود الأزهر في تطوير معاهد القراءات
يبذل الأزهر الشريف جهوداً كبيرة في تطوير معاهد القراءات ورفع كفاءتها بما يتماشى مع طبيعة التخصص الدقيق الذي تقدمه. حيث يعمل قطاع المعاهد الأزهرية على تحديث المناهج التعليمية بشكل مستمر لتواكب المستجدات العلمية مع الحفاظ على الأصول الراسخة لعلوم القرآن. كما يتم تنظيم دورات تدريبية مستمرة للمعلمين لتحسين طرق التدريس وضمان وصول المعلومة بشكل صحيح للطلاب. إلى جانب الاهتمام بتجهيز المعاهد بالوسائل التعليمية الحديثة وتوفير بيئة مناسبة للتعلم من خلال تحسين الفصول، وتوفير الكتب والمراجع المتخصصة. بالإضافة إلى التوسع في إنشاء معاهد جديدة بالمناطق التي تشهد إقبال متزايد على دراسة علم القراءات.
أهمية شهادات القراءات في الواقع الديني والمجتمعي
تعد شهادات القراءات من الشهادات الأزهرية ذات القيمة العالية لما تمثله من عمق علمي في فهم كتاب الله عز وجل، إذ إن إتقان الطالب لأحكام التجويد ووجوه القراءات يعكس فهمًا متقدمًا للنص القرآني. ويعد هذا النوع من الدراسة أساسًا لتخريج قراء ومعلمين مؤهلين قادرين على تصحيح التلاوة ونقل العلم الشرعي بشكل سليم. كما أن خريجي هذه الشهادات يساهمون في خدمة المساجد ومراكز التحفيظ يؤدون أدوارا مهمة في البرامج الدعوية والتعليمية التي تعتمد على المهارة في تلاوة القرآن وتفسيره. الأمر الذي يجعل هذا التخصص من أهم التخصصات المؤثرة في الواقع الديني والمجتمعي.
التوسع في إتاحة الفرص للطلاب في معاهد القراءات
في إطار حرص الأزهر الشريف على نشر علوم القراءات وإتاحتها لأكبر عدد من الطلاب، شهدت السنوات الأخيرة توجها واضحا نحو التوسع في إنشاء معاهد قراءات جديدة. خاصة في المحافظات البعيدة والمناطق الريفية التي كانت تعاني سابقاً من نقص في هذا النوع من التعليم. كما تم تسهيل إجراءات القبول والتسجيل وتوفير فترات دراسية مرنة تناسب الطلاب العاملين أو كبار السن الراغبين في دراسة هذا العلم الشريف. ويأتي ذلك ضمن خطة شاملة تهدف إلى دعم الإقبال على معاهد القراءات وتحقيق العدالة التعليمية وإتاحة فرص حقيقية أمام كل من يرغب في التخصص في علوم القرآن الكريم.
معايير التصحيح ومراعاة الشفافية في إعلان النتيجة
تحرص لجان الامتحانات في معاهد القراءات على تطبيق أعلى درجات الدقة في أعمال التصحيح والمراجعة. حيث تتم عملية التصحيح من خلال لجان متخصصة، تضم نخبة من المعلمين ذوي الخبرة. ويتم مراجعة أوراق الإجابة أكثر من مرة لضمان إعطاء كل طالب حقه. كما يتم توثيق الدرجات في منظومة إلكترونية مركزية لمنع أي أخطاء في الرصد أو إعلان النتائج. وتعلن النتيجة بعد اعتمادها رسميا من وكيل الأزهر عبر بوابة الأزهر الإلكترونية بشكل موحد على مستوى الجمهورية. بما يضمن مبدأ تكافؤ الفرص ويعزز من ثقة الطلاب وأولياء الأمور في نزاهة العملية التعليمية.
الدعم النفسي والمعنوي للطلاب بعد النتيجة
رغم الفرحة التي يشعر بها الناجحون، فإن الأزهر لا يغفل عن الطلاب الذين لم يُوفقوا في الدور الأول. حيث يوجه لهم دائمًا رسائل دعم وتحفيز تؤكد أن التعثر في مرحلة ما لا يعني الفشل، بل هو دافع للاستمرار والاجتهاد بشكل أكبر. ويتم توفير فرصة جديدة من خلال امتحانات الدور الثاني. إلى جانب إمكانية التقدم في العام التالي. كما يحرص المعلمون على التواصل مع الطلاب لإرشادهم وتحديد نقاط الضعف والعمل على معالجتها في فترة المراجعة. مما يخلق مناخ تربوي إنساني يساعد الطالب على تجاوز الإحباط والعودة بقوة لتحقيق هدفه في دراسة القراءات وإتقانها.
خطط الأزهر المستقبلية لتطوير دراسة القراءات
يعمل الأزهر الشريف ضمن خططه المستقبلية على تطوير منظومة دراسة القراءات، بما يضمن تخريج جيل جديد من المتخصصين القادرين على الجمع بين الفهم العميق والرواية المتقنة. حيث تدرس حالياً مقترحات لتوسيع المناهج وربطها بالتقنيات الحديثة، مثل التعليم الإلكتروني وإتاحة المحتوى العلمي عبر منصات رقمية. كما يعتزم قطاع المعاهد تنظيم مسابقات علمية ودورات تخصصية وملتقيات للطلاب المتفوقين في علم القراءات. وتشجيع البحوث المتقدمة في هذا المجال. بالإضافة إلى التعاون مع الجامعات الأزهرية والكليات الشرعية، لتعزيز التكامل بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي في هذا التخصص المهم.