اخبار التكنولوجيا

ميتا تمزج الحضارة المصرية بالذكاء الاصطناعي

كيف قامت ميتا بمزج الحضاره المصريه بالذكاء اصطناعي

في خطوة مثيرة جدا قد تجمع بين الماضي العريق والتقنيات الحديثة أعلنت شركة ميتا، بقيادة مؤسسها مارك زوكربيرج عن إطلاق خدمة جديدة تحمل اسم ال Vibes وهي منصة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء فيديوهات قصيرة ذات طابع مبتكر لكن المفاجأة الكبرى لم تكن فقط في التقنية ذاتها بل في اختيار الحضارة المصرية القديمة كجزء من الهوية البصرية والتسويقية الأولى للمنصة زوكربيرج ظهر في الفيديو الترويجي مرتديا زيًا مستوحى من الفراعنة مستخدما رموز مصرية قديمة في محاولة للربط بين الإرث الإنساني والإبداع التكنولوجي الحديث

ميتا تمزج الحضارة المصرية بالذكاء الاصطناعي

هذا المزج بين سحر الفراعنة وايضا وجود وقوة الذكاء الاصطناعي والذي من خلاله، يتم فتح بابا واسعا وكبيرا من النقاش، ليس فقط في الأوساط التكنولوجية، بل أيضًا في جميع مجالات الثقافة وايضا جميع مجالات الفن والإعلام، حيث ينظر إلى هذه الخطوة وذلك باعتبارها محاولة لإعادة إحياء التاريخ في ثوب جديد حيث انه قد يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي الذي نعيشه.

لماذا الحضارة المصرية؟

اختيار شركة ميتا للحضارة المصرية لم يكن من خلاله الصدفة حيث ان مصر، بتاريخها الممتد لآلاف من السنين، تحمل رمزية عالمية مرتبط تماما بالغموض العبقرية، والقدرة على الخلود من خلال الفن والعمارة والمعرفة و الأهرامات، وايضا الكتابة الهيروغليفية، وجميع ألاسرار الخاصه بالتحنيط كلها عناصر شكلت دائمًا مصدر إلهام للبشرية، ومارك زوكربيرج المعروف بذكائه التسويقي أدرك أن ربط منصة جديدة تعتمد على الخيال والإبداع الاصطناعي بالحضارة المصرية سيكون له تأثير كبير في جذب الأنظار عالميا، ف الحضارة المصرية تمثل بالنسبة لكثير من الشعوب قمة الإبداع الإنساني في الماضي، وهو ما يتقاطع مع ما تحاول المنصة تقديمه من إبداع اصطناعي في الحاضر والمستقبل.

خدمة Vibes: ما هي؟

Vibes هي منصة فيديوهات قصيرة حيث انها تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI، حيث يمكن لكل المستخدمين كتابة جملة أو وصف بسيط جدا، وذلك ليقوم النظام بتحويله إلى فيديو متكامل يحتوي على صور متحركة، وايضا أصوات، وتأثيرات بصرية و سمعية متطورة جدا، و المنصة لا تقتصر على مجرد توليد فيديو عشوائي فقط، بل تقدم أدوات للتحكم في الأسلوب الفني.

الادوات الخاصه بالتحكم في الاسلوب الفني

مثل اختيار الطابع السينمائي والطابع التاريخي، وايضا الخيالي، والطابع الواقعي، والنمط الثقافي مصري قديم، و آسيوي، وايضا غربي، و مستقبلي، ومستوى التفاصيل وهناك واقعية فائقة أو كرتونية، و اضافة أصوات بشرية أو اصوات موسيقيه تكون مولدة بالذكاء الاصطناعي، وبهذا الشكل، يصبح كل مستخدم قادرا على إنشاء محتوى او فيديو احترافي في دقائق معدوده، وذلك دون الحاجة إلى اي خبرة في المونتاج أو في التصميم.

تأثير الحضارة المصرية على هوية Vibes

الميزة البارزة في إطلاق ال Vibes هي أن الإعلان الأول للمنصة كان مصريا الطابع، و ظهرت رموز مثل عين حورس، و الأهرامات، وألوان الذهب والأزرق، بالإضافة إلى خلفيات كثيرة جدا تكون مستوحاة من المعابد والنقوش الفرعونية، وهذا الاستخدام أثار إعجاب شريحة كبيرة جدا من الجمهور، خصوصًا في مصر والعالم العربي، حيث اعتبر كثيرون أن هذه الخطوة اعتراف عالمي جديد جدا بقيمة الحضارة المصرية، كما أن الربط بين الإبداع المصري القديم و التكنولوجيا الحديثة قد يعزز تماما من مكانة مصر بأنها تكون ك أرض خصبة للإلهام الثقافي والفني حتى في زمن الذكاء الاصطناعي.

مارك زوكربيرج وسحر التسويق عبر التاريخ

هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها زوكربيرج إلى استلهام عناصر ثقافية في ترويج منتجات لشركة ميتا، لكنه هذه المرة اختار حضارة تعتبر رمزاً عالميا، ليؤكد على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل امتداد لمسيرة الإبداع الإنساني، فبينما استخدمت شركات كثيرة أخرى مثل شركة جوجل وايضا شركة مايكروسوفت أساليب تقنية بحتة في ترويج لجميع منصاتها، أراد زوكربيرج أن يضفي على Vibes لمسة أسطورية، تذكر الناس بأن كل تقنية عظيمة قد تبدأ بحلم، تمامًا كما بدأت الحضارة المصرية برؤية إنسانية عميقة جدا حيث انها تجاوزت حدود الزمن.

آفاق جديدة للإبداع المصري

الخطوة تحمل بعدا آخر أكثر أهمية بالنسبة للمصريين والعرب، في إعادة توظيف لكل الحضارة المصرية في صناعة التكنولوجيا والفن الرقمي، فمع انتشار منصات مثل ال Vibes، سيكون بإمكان الفنانين المصريين، وإنتاج فيديوهات تستلهم الرموز الفرعونية والقصص التاريخية، وايضا إعادة سرد أساطير مثل إيزيس وأوزوريس بطرق عصرية، وتقديم محتوى سياحي افتراضي يعرض كل المواقع الأثرية بأسلوب جذاب وراقي، وذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة تصور شخصيات تاريخية مثل كليوباترا وتوت عنخ آمون في محتوى تعليمي أو ترفيهي، وهذا يعني أن مصر يمكنها أن تستفيد من هذه المنصة ليس فقط كمتلقٍ، بل كمنتج ومصدر لمحتوى ثقافي رقمي جديد.

تأثير عالمي واسع

على المستوى العالمي، يتوقع أن تفتح Vibes آفاقا جديدة لصناعة المحتوى، حيث ستجعل إنتاج الفيديو متاحا للجميع، من صناع المحتوى الهواة إلى الشركات الكبرى، و الميزة هنا أن الإبداع لم يعد يحتاج إلى كاميرات باهظة أو استوديوهات ضخمة جدا، بل انه يكفي أن يمتلك المستخدم فكرة أو وصفا جيدًا، وهنا يظهر الرابط مجددا مع مصر القديمة، والفكرة والرمز هما ما جعلا الحضارة المصرية خالدة، والآن الذكاء الاصطناعي يعيد نفس المفهوم ولكن بصيغة رقمية.

مخاوف وانتقادات

رغم الحماس الكبير، الا ان هناك بعض المخاوف التي أثيرت حول ال Vibes، وحقوق الملكية الفكرية من يملك الفيديو المولد بالذكاء الاصطناعي، وايضا خطر تزييف التاريخ، و استخدام الرموز الحضارية قد يؤدي إلى محتوى غير دقيق تاريخيا، وايضا الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، قد يقلل من دور المبدعين التقليديين، ولكن شركة ميتا أكدت أنها ستضع سياسات واضحة جدا لاستخدام هذه المنصة، وستوفر أدوات جديدة لضبط دقة هذا المحتوى ومنع الإساءة الثقافية.

مصر كمركز إلهام للمستقبل

الخطوة الأخيرة من شركة ميتا تعيد التأكيد على أن مصر ليست فقط أرض الماضي، بل يمكن أن تكون أرض المستقبل التكنولوجي أيضًا، فإذا كانت الحضارة المصرية ألهمت الإغريق والرومان وايضا بعض الفنانين الأوروبيين عبر كل العصور، فهي اليوم تلهم شركات التكنولوجيا العملاقة، وربما تكون هذه هي البداية لمرحلة جديدة جدا حيث انها تعيد مصر إلى قلب الخريطة العالمية، ليس فقط كوجهة سياحية، بل انها تكون كرمز ثقافي حاضر بقوة كبيره في العالم الرقمي.

استخدام الحضاره المصريه ومدخل ترويج لVibes

استخدام الحضارة المصرية كمدخل للترويج ال Vibes، نجح مارك زوكربيرج في جذب الأنظار إلى منصته الجديدة وذلك يكون بشكل غير تقليدي تماما، حيث ان المنصة تمثل نقلة نوعية وكبيره في صناعة المحتوى، بينما يظل اختيار مصر كرمز تسويقي يكون دليلا على أن التاريخ العظيم يمكن أن يجد دائمًا طريقنا إلى المستقبل، وهكذا، فإن شركة ميتا لا تطلق مجرد خدمة تقنية جديدة فقط، بل انها تعيد صياغة العلاقة بين الماضي والمستقبل، وذلك لتثبت أن سحر الفراعنة لم يفقد بريقه ابدا، بل اكتسب حياة جديدة جدا عبر تقنيه الذكاء الاصطناعي.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى