عطل مفاجئ في أمازون ويب سيرفيس يضرب العالم ويؤثر على برشلونة
لماذا حدث العطل المفاجئ في امازون
هناك انقطاع عالمي حدث وذلك كان في الخدمه AWS حيث شهدت Amazon Web Services AWS أكبر مزود لخدمات الحوسبة السحابية في العالم عطلاً واسع النطاق حيث انه قد ضرب البنىه الرقمية وهذه البنيه الرقميه التي تعتمد عليها آلاف الشركات و المنصات العالمي بشكل يومي وفي جميع المجالات وفي هذا المقال نستعرض بأبعاد مفصلة ما حصل، وماهي انعكاساته و لماذا يعتبر مؤشراً على هشاشة البنية الرقمية وما الدروس التي يمكن استخلاصها في المستقبل
عطل مفاجئ في أمازون ويب سيرفيس يضرب العالم ويؤثر على برشلونة
AWS ليس مجرد منصة لتخزين البيانات، بل يعد قلب بنية الحوسبة السحابية التي تعتمد عليها كل شركات تكنولوجيا المعلومات، والخدمات البنكية، والمواقع الإلكترونية، والتطبيقات من حول العالم، وفي هذه الحادثة تحديداً، تبين أن العطل بدأ في منطقة US-EAST-1 في ولاية فيرجينيا الأميركيّة، وهي واحدة من أكبر مراكز بيانات ال AWS وكثيراً ما تستخدم كمنطقة افتراضية أساسية.
متي كان توقيت هذه الحادثة وطبيعتها
بدأ العطل عند حوالي الساعة 11:49 مساءً بتوقيت المحيط الهادئ، يوم الأحد 19 من شهر أكتوبر ما يعادل فجر الاثنين بتوقيت أوروبا، الشرق الأوسط، والسبب التقني في هذه الواقعه كان مشكلة في نظام مراقبة الحمل load-balancers داخل الشبكة الداخلية لـ EC2 التابعة لـ AWS، وتأخّر في خدمات DNS وسجلات DynamoDB،بحلول بعد الظهر تقريباً تم الإعلان رسمياً بأن جميع خدمات ال AWS عادت إلى العمليات الطبيعية.
من تأثر من ذلك ومن لم يتأثر؟
أنواع الخدمات المتأثرة، وبسبب كون AWS تستضيف أو تدعم عدداً هائلاً من التطبيقات، فقد شملت هذه التأثيرات كالاتي:
منصّات التواصل والتطبيقات
مثل Snapchat، Roblox، Duolingo خدمات مملوكة لأمازون نفسها مثل Alexa، ومنصة التسويق الرئيسية لـ الشركة.
بنوك ومؤسسات مالية واتصالات
في المملكة المتحدة مثلاً تأثرت بنوك مثل Lloyds Bank، Bank of Scotland، وموقع الجمعة الضريبية HMRC.
الخدمات الثقافية وبيع التذاكر
في إسبانيا، مثلاً، العطل أدى إلى تأخير فتح بيع تذاكر حفلين كبيرين.
التأثير على مستوى الشركات والمستخدمين
المئات من الآلاف من المستخدمين أبلغوا عن مشكلات كثيرة جدا في الوصول أو تأخير الخدمة، بالنسبة للشركات، ساعات التعطل هذه تعني خسائر كبيرة سواء من حيث الإيراد المباشر، أو سمعة الخدمة، أو تكاليف استعادة التشغيل والتعامل مع الشكاوى.
لماذا يعتبر هذا العطل مهماً؟
هشاشة الاعتماد على مزودي السحابة الكبرى، وما أبرزته هذه الحادثة هو أن اعتماد عدد كبير من الشركات أو التطبيقات على مزود أو منطقة واحدة في هذه الحالة AWS وUS-EAST-1 ، يجعل البُنى الرقمية عرضة لتعطيل واسع النطاق، وأحد المحللين قال، ان هذا الحادث يوضح كم أصبحت البُنى التحتية الرقمية معتمدة على طرف ثالث واحد، وهي ليست مقاومة بما فيه الكفاية.
تعزيز الحاجة إلى التنويع والتكرار
في البلدان أو الشركات التي تبنت استراتيجيات تعتمد على أكثر من مزود سحابي، أو أكثر من منطقة جغرافية، الحادثة تعطي درساً عملياً لا تضع كل البيض في سلة واحدة، وقد أكدت AWS نفسها أن بعض الخدمات استردّت أسرع من غيرها لأنها استخدمت تقييدات مؤقتة مثل throttling لإطلاق مثيلات EC2 أثناء سريان هذا العطل.
بعد تنظيمي وامني
هذا النوع من الأحداث يدفع الجهات التنظيمية في الدول إلى النظر بجدّية أكبر إلى كيف يتم تصنيف خدمات مثل AWS، وذلك باعتبارها طرفاً ثالثاً حيوياً لبعض البنوك أو للدوائر الحكومية، خاصة في ما يتعلق بالاعتمادية والاستمرارية.
ماذا يعني هذا لشكل اقتصاد الإنترنت؟
خسائر مباشرة وغير مباشرة، وفي حين أنه من الصعب تحديد رقم دقيق للخسائر المالية الناجمة عن هذا الحادث، إلاّ أن الأثر يتجلّى تماما في، توقف مبيعات أو خدمات لفترة، وتأخر في تنفيذ مهام أو استجابة منخفضة في التطبيقات، وموجهة لافتة في سمعة الشركات أو فقدان ثقة المستخدمين، وتأثير على الابتكار الرقمي والاعتماد على الحوسبة السحابية، كثيرة هي الشركات الناشئة التي تعتمد على خدمات سحابية لتقليل التكاليف، لكن هذا الحدث يناقش سؤالاً، هل هذه الكلفة المنخفضة تستحق المخاطرة من جهة الاعتمادية؟ ربما هذا يعيد التوازن بين التكلفة والمرونة مقابل الاعتمادية والصمود، كما أن ظهور الخدمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتطبيقات ذات الأداء الفوري، التي تحتاج استجابة منخفضة في التأخير يجعل مسألة استمرارية الخدمة أكثر حرجاً.
ماذا نستخلص كدروس للمستقبل؟
التخطيط للطوارئ والتكرار Redundancy، من الحكمة أن تعتمد علي بعض الشركات وعلى أكثر من منطقة جغرافية سحابية، أو أن تفعل multi-cloud أكثر من مزود خدمة سحابية لضمان استمرار الخدمة في حال تعطل أحدها، واختبار الانهيار Chaos Testing، وإجراء تجارب ماذا لو تعطل هذا المزود، وهو يساعد على الكشف المبكر عن كل نقاط الضعف، على سبيل المثال، التحقق من أن التطبيقات كلها قد يمكنها التحول إلى خادم احتياطي أو بديل عند حدوث خلل.
إعداد سياسة مراقبة واضحة والاستجابة للطوارئ
أن يكون لدى الشركة فريق يتابع أداء البنية السحابية، ومؤشرات تحذير، وإجراءات مسبقة وليس مجرد الاعتماد على إشعار من المزوّد فقط، وتنويع البُنى عبر السحابة وبين السحابة وعلى مستوى المناطق، فلا تضع الاعتماد كله في منطقة جغرافية واحدة أو مزود واحد، وهذا مهم خصوصاً للشركات التي تقدم خدمات حساسة أو تعتمد على استجابة سريعة، وتواصل شفاف مع المستخدمين أثناء العطل، وكثير جدا من المستخدمين يصاب بالإحباط الشديد وذلك بسبب لم توقفت الخدمة، ومتى ستعود، التواصل الواضح قد يقلل من خسائر السمعة بشكل كبير جدا.
ماذا قدّم هذا العطل من إشارات إلى الشرق الأوسط؟
في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث البنى الرقمية تنموّ سريعاً واعتماد الخدمات السحابية يتزايد، فإن الحادثة تعطي إشارات مهمة جدا، إن كانت شركة في القاهرة أو دبي تعتمد فقط على خادم AWS في منطقة واحدة او منطقه دولية أو إقليمية فقد تتعرض هي أيضاً لتأثيرات في حال حدوث عطل كبير يكون مشابه والحكومات والشركات قد تنظر إلى تعزيز البُنى التحتية المحلية أو الإقليمية، وربما تطوير مراكز بيانات محلية لتقليل الاعتماد على مناطق بعيدة جدا، والتأخر أو توقف الخدمات الرقمية حتى لمدة ساعات قليله قد يكون له تأثير أكبر في اقتصادنا الرقمي الناشئ، حيث الوقت يكون عامل مهم جدا للثقة.
هذا العطل هو انذار عملي بالبنيه التحتيه
هذا العطل الذي حدث في عام 2025 ليس مجرد حادثة تقنية محدودة، بل هو إنذار عملي بأن البنية التحتية الرقمية العالمية، وعلى الرغم من تطورها، وهي لا تزال عرضة لمخاطر مركزة ما نشهده ليس مشكلة فردية في منصة أو شركة واحدة، بل انعكاس لنمط بنية يعتمد على عدد قليل من المزوّدين الكبار وتفتقر إلى التنويع الكافي والمرونة المطلوب بالنسبة لبعض الشركات، و الحكومات، وايضا كل المستخدمين على حد سواء، فإن السؤال ليس هل سنتعرض لعطل بقدر ما هو ماذا سنفعل إذا وقع العطل، في نهاية الأمر إن كانت الإنترنت بمثابة شبكة من شبكات تعيش على التعاون والاعتماد المتبادل، فإن بناها التحتية تحتاج إلى شبكة من الأمان والمرونة كذلك.
